رواية منيفة الفصل السابع بقلم فاطمه النعيمي
اختفاء
.......................
ركضت منيفة وفتحت الباب
وجدت زوجها أمامها
وهو يحمل بيده منجل الحصاد الكبير
و يغلي من الغضب
وما ان وجدها امامه حتى رفع المنجل
وهوى به عليها بكل قوته
لكن منيفة تفادت الضربة
ولامس المنجل معصمها فطعنها بمعصمها
فهي ما أن راته حتى تراجعت للوراء
هربت منه راكضة وهي تستنجد بابنها
و تصرخ عبدالله عبدالله خلصني
والدم يسيل منها
كان زوجها يركض خلفها ويسبها وهو يردد
-بنت الچلب ذبحتي ابگاراتي ها....
اليوم الا اذبحچ وانعل والد والديچ...
ركضت منيفة وصعدت الدرج حين كان عبدالله ينزل مرعوبا
وعبرته منيفة وصعدت هي
ونزل عبدالله مسرعا ليمنع ابوه عن امه
عند أول الدرج
وما أن انهال ابوه عليه ليضربه بالمنجل
وهو يقول
-اليوم اگصبكم كلكم والله لذبحكم...
وبسرعة امسك عبدالله يد ابوه التي تمسك
المنجل
بكلتا يديه
والاب يضرب عبدالله بيده الثانية
ومنيفة فوق راس الدرج صراخها مزق سكون ذلك الصباح
الهاديء تصرخ بكل صوتها وبرعب مخيف
وهي تقبض على يدها المصابة بيدها الاخرى
لتوقف النزف
وهي تستنجد بالناس وتقول
-ياناس ياعالم الحگونا دخيلكم
زيدان يريد يذبحنا
نزل الناس من فوق سطوحهم يتراكضون ودخل بعض الرجال الى بيت منيفة
وهجموا على زيدان وامسكوه واخذوا منه المنجل واجلسوه ارضا ورقدوا عليه ليثبتوه على الارض
وهم يسالونه ولهاثهم اعلى من اصواتهم
-اشبيك اشجاك يمعود تخبلت علينا بهل فجرية
صلي على النبي صلي على النبي
صرخ بهم وقد تملكه الغضب
من شدة قهره وقال لهم صارخا والزبد يتطاير من فمه
وهو يحاول التفلت من قبضتهم
-هاذي بنت الچلب اذبحت ابگراتي كلهن
گعدت گبل شوية ورحت اريد
احطلهن علف وأريگهن
لگيتهن شي فاطس وشي ترافس ولا وحدة مو عدلة
حواوين اول ما أگعدن رايحات يلگطن توالي علفهن بالمعالف وماچلات حردوب
بنت الچلب والله لذبحچ اليوم بنت الچلب
والله لنعل والديچ
تحطين حردوب للحواووين بنت الچلب اليوم اگصبچ وانعل ابو اليطلع وراچ
قال احد الرجال صارخا به
-واشلون أعرفت منيفة هي الي حطتلهن حردوب
اجابهم صارخا
- رگضت اريد الحگ احللهن گبلا يفطسن
جبت السچينة لگيت الي چانت ترافس ميتة
كلهن ماتن فطوس
جبت الفانوس دشوف ليش واشلون ماتن لگيت حب حردوب(1) موزع بمعالفهن
تدرون ليش بنت الچلب سوت هيچ
عبني اخذت ابگرتها البارحة
يولي اني بس لو اعرف
اشلون فتي عالبيت يولي يدايحة يبنت الچلب
كانت منيفة بهذه الاثناء
تقسم انها لم تصل بيته ابدا
رد عليه الرجال بصوت واحد
-وليش اخذت ابگرتها؟
يعني هي مشتريتها بفلوسها
انت شنو حگگ تا تاخذ ابگرتها
رد عليهم وهو يصرخ
-مو شغلكم
هاذي حرمتي واني حر بيها
وماعندي مرا تسوي حلال وهي على ذمتي
ردت عليه منيفة من السطح قائلة
-زيدان عوفنا بحالنا
والله لا اعرف بحلالك
ولاطبيت بيتك من يوم الي طردتني منو
ويمين بالله العظيم
اني ماليا دخل بالي صار عندك
بهذه الاثناء وصل ابو محمود المختار وقال
بصوته الاجش
-علامكم من صباح الله خير
صياحات وهوسة اشجاكم يولو اشبيكم؟!!!!
وانت يول يزيدان ماتعوف هالمسكينة بحالها،
ماتستحي على نفسك،
هاي سبع سنين ومنيفة تكد على جهالك وتربيهم من تعبها،
الا سوتهم شباب
وانوب لاحگتها على ابگرتها ،
يول خلي براسك شوية عگل ،
ولاتضل تركض ورا نوفة
عوف المسكينة بحالها.
رد زيدان عليه ومازال الرجال يمسكون به
وقال بغضب وهو يحاول التفلت من قبضتهم
وهو يكاد يبكي وقال
-يعمييييي يعمي اذبحت بگراتي كلهن....
ثلث ابگرات وحواليهن مع ابگرتها افطسن....
حاطتلي حردوب بمعالفهن .....
عجل الله يگبل بهالفعل الشين
تگبلها انت يعمي؟
يولو عوفوني اذبحها واخلص منها اشتعل گلبي
من القهر عوفونييييي
رفع راسه ابو محمود وسال منيفة التي مازالت تقف فوق راس الدرج وهي تمسك يدها النازفة وقال
-صحيح هالحچي يمنيفة
اجابته وهي باكية
-اقسم بذات الله يعمي
فلا ليا علم بهل حچي ولا طبيت بيتو
من يوم الي طردني منو
التفت ابو محمود الى زيدان
وقال له
-اسمع اسمع لمن گعدت الصبح
شفت باب بيتك مفكوك
لو مگفل؟
اجابه زيدان وقال
-لا بالله مگفل على گفلة ايدي
لمن گفلتو البارحة ورا محمود ابنك
لمن طلع من عندي بالليل ورگيت نمت
رد عليه ابو محمود قائلا
-بربك يزيدان منيفة تگدر اتچط
من سطح لسطح تا تفوت وتسمم ابكراتك وتنهزم وانت ماتحس عليها
روح شوف منهو غريمك
منيفة مالها دخل بهل سالفة
رد زيدان بغضب والزبد يتطاير من فمه
-يعمي أكيد دزت هذا البغل
ابنها وسواها
يعمي هي ماتگدر اتچط من فوگ البيوت بلا مانحس عليها
اگيد هذا عبدالله الي فات وحطلهن
السم وچط من فوگ الحايط على بيت زعيتر وانهزم،
انفعل عبدالله رغم طبعه الهاديء ورغم شدة احترامه لابيه لهذه التهمة الباطلة وقال
-اقسم بذات الله فلا وصلت بيتك
ولا ليا دخل بهل شي
ردت جارة منيفة عواشة وقالت
-اني اشوف يزيدان الي سوتها حرمتك نوفة
حتى تحط السالفة براس منيفة
واني هذا عمر مع منيفة
مابيوم گضبت عليها چذبة وحدة
بس گاضبة كومة چذب على نوفة
اذا گالتلك منيفة ماسويتها ،
تصدگ
واذا كالتلك نوفة ماسويتها ،
تچذب
فرد الجميع بصوت واحد
-اي نعم صحيح نوفة چذابة
واردفت عيشة بقولها
-وبعدين تعال گللنا انت
مو حيطانك عالية وبابك چنو باب قشلة
اشلون احد يكدر يفوت لبيتك ويسمم ابگراتك؟
واذا عبدالله چط من فوگ الحيطان
ليش عبدالله گملة يزيدان لو نمالة؟
حتى يفوت ويطلع وانت ماتدري بيه،
عبدالله اطول واضخم منك،
ومن كل شباب الجرية،
اشلون ما حسيت عليه ،
عبدالله لمن يمشي ابحوش اهلو ،
اني احس على طبة رجلو بالگاع
من ضخامتو،
وعبدالله ربتو منيفة وسوتو ولد كلنا انحلف براسو
روح لبيتك يزيدان
وصدگني الي سوتها
هية حرمتك نوفة حتى اچب السالفة براس منيفة،
صرخ بها زيدان وقال
-اكو احد يذبح حالالو ترى كل البكرات بگرات نوفة
هنا صرخ به احد الرجال وقال
-گبل شوية تگول ماعندي مراة تسوي حلال
وهسع صارت البگرات لحرمتك
انت يازيدان تريد تحط السالفة براس منيفة وولدها
وترى كافي عاد ،
نحنا مانگبل بكل هالظلم ،
وانت لازم ينحطلك حد
وأذا منيفة ماعدها احد بهل جرية من اهلها
ترى كلنا اهلها ونحنا مانصير مثل رجال جرية جرادة لمن برهو ذبح اختك من الچتل وولا واحد ما وگف بوجهو
وشفنا اشلون الناس كلها لامتهم عبنهم ما دافعوا عن غزالة
و منيفة فضلها على كل هالناس
بطيبة كلبها واخلاقها الي ماصار مثلها
بس عبن انت ماتستاهلها ربك ماحطلها گدر بگلبگ
كانت منيفة بهذه الاثناء تنظر لحازم
الذي لمحته وقد صحى وبقي جالسا في فراشه
يبتسم وهو يكاد يطير فرحا
شعرت انه هو من فعلها امس حين خرج ليلا
كانت كأنها تساله هل انت من فعلها أمس
حين غبت عن البيت
ابتسم حازم لها ابتسامة عريضة
فهمت من خلالها ان حازم فعلا هو من فعلها،
ورغم ذهولها وعدم تصديقها
تركته في مكانه
ونزلت الى زوجها وقالت له
- يبو عبدالله گوم وارجع لبيتك واني
اذا عرفت عبدالله الي مسويها
بيدي بيدي اجيبو لك واذبحو جدامي
انت روح وهسع اني اگعد اقررو واشوف ،
(كان عبدالله يقسم انه بريء لكنها استمرت تتحدث
وقالت لزوجها)
-مادام تكبل حرمة من نسوانك تسوي حلال
چان خليتلنا البگرا ناكل ونعيش منها،
بس عاد هاذي قسمتي شفت
يعم محمود شفت ،
مو كتلگ البارحة والله نوفة ماراح تخلينا نضوك منها گطرة لبن،
شفت اش سوت نوفة اذبحت بگراتها وبگرتي
حتى تحرمنا من خيرها وتچب المچبة براسنا ويجي زيدان يذبحنا كلنا
حتى يبرد گلبها اني شمسويتلها مدري،
رد أبو محمود عليها وقال
-ماعليچ يبنتي والله يبري البري
وروحي شدي ايدچ
والله هذا زيدان فلا ايجوز الا يذبحچ
مثلما اخوچ ذبح اختو
ردت منيفة بغضب وقالت وهي تبكي
-يعمي ذنون ذبح غزالة خطلة خطلة
واني هاي 20 سنة ادفع ثمن هالمصيبة ،
وزيدان چم نوبة ضربني ضرب موت،
ترى هاليوم لو ما اني انهزمت لي ورا
چان صارت الضربة براسي وچان آني هسع ميتة
بس اني أول ماشفتو شايل المنجل
راسا رجعت لي ورا وجت الضربة بيدي،
يعمي مو اذا ذبحني زيدان
اهلي ماراح يعوفونكم،
عبالك ذبحتي اتعبر بلهين؟
ترى والله اني لو اسولف لاهلي
علي سواه زيدان بيا چان شفتو منهم
شي ماينوصف،
اني ماني داشرة يعمي
واني ترى اذا صابرة فبس لخاطر ولدي
شعر زيدان ان كلام الناس
قد يكون صحيحا فنهض
بعد ان اجلسوه الناس رغم انفه وخرج
مع الجميع من بيت منيفة وهو يسب النساء كلهن
ركض عبدالله للمطبخ وجاء بشريط مزقه من قطعة قماش
وضمد يد امه بعد ان اطمأن ان الجرح سطحي
فهروب منيفة انقذها من موت محتم ،
لو ان المنجل سقط براسها لقتلها فورا
وجلست عواشة قربها تواسيها ونهضت وهي تحمل طفلتها بحضنها وذهبت وهي تقول لمنيفة
-عود دزي حازم ياخذلكم لبن ولا اديرين بال
ترى الله يشوف ويسمع
ولابد مايوم يبطش بزيدان
واني اشوف والله اعلم گربت ايامو چثير
وذهبت عيشة وركضت منيفة تغلق الباب خلفها
ورجعت تركض مثل المجنونة
وصعدت تركض للسطح وامسكت بحازم من يده وانزلته معها للغرفة ركضا
وعبدالله مذهول لما يجري ويسأل وامه عن مايجري ولاتردعليه
انما دخل هو وأمينة ليعرفان لما انزلت امه حازم بهذا الشكل
ولم يخطر ببالهم الذي خطر ببال منيفة
ووقفت تحقق معه
-حازم انت الي سويتها مو؟
اجابها بثبات
-اي نعم اني
صعق عبدالله وامينة التي كانت مازالت تمسح دموعها
وفقدت منيفة النطق للحظات وهي تردد
في سرها قائلة
-اني هذا الي چنت خايفة منو
وقالت وهي تمسكه من كتفه وتهزه
-ليش يول ليش الحواووين اش عليهن تا تذبحهن بهل شكل؟
وانت منين جبت الحردوب
رد حازم وقد بدأ ينفعل قائلا وهو يگاد يبكي وشفتاه ترتجف
-والله ما اخليهم ايتهنون بيها
اول مارحتي انتي لبيت عمي أبو محمود
فتت عالقرفة واخذت الحردوب الي چان بصرار فوگ
الكوارة
وتذكرت لمن نشدچ ليش تدفعين الحردوب
لي جوا بعيد
عالزاوية
كلتيلي هذا سم
واذا اچلتو دجاجة او اي حيوان يموت
واني جايبتو حتى الفار مايصل الكوارة
وياكل البرغل
اخذت صرار الحردوب وركضت
ورا ابوية بس مارحت من نفس دربو
رحت من درب اگصر
وصلت بيتو گبلو وفتت
چان الباب مفتوح وگبل فتت لغرفة الخطار
وتغبيت بيها
وصل هو بعدي وفات گبل وربط البگرا
ولمن خلص فات من جدامي
وراح سد الباب واني واگف يم باب غرفة الخطار
اشوفو وهو يمشي رايح للدرايج الي جانت نوفة واكفة عليه
وسمعتو يگول لحرمتو
-جبتلچ البگرا وخليت منيفة
اتمرغل بالگاع من القهر
وهي تگلو عفية عليك باچر نبيعها واشتريلي وردة(2) وخزامة(3)
ورگو للسطح وهما يضحكون
گلبي راد ايطگ من القهر
والله چنت اريد بس اسمم بگرتنا
بس لمن سمعت حچيهم كمت
وطلعت الحردوب من جيبي
وفرحت حيل لمن شفتو چثير يكفيهن كلهن
وحطيتو بمعالفهن كلهن وصبرت شوية
چنت خاتل يم دام البكرات
ورا الشخر يم الگنطرة
وعيني عالسطح اريد ينگطع الحس
حتى افك الباب وانهزم
بس بعد شوية اندگ الباب
وشفت ابوية نزل شايل الفانوس
وراح فك الباب ون عمي محمود
فاتو للبيت
وسمعت ابوية گلو فوت لغرفة الخطار
رد عمي محمود عليه
وگلو مو وكت گعدة
ابوية يگول رد ابگراة منيفة
وابوية چثير زعلان منك
وهما بهل حچي صارو بنص الحوش
اني جريت نفسي هيدي هيدي من ورا الشخر(4)
وفتت للگنطرة،
والباب چان مفتوح وطلعت راسا،
وركضت من بين البيوت،
بعيد عن درب عمي محمود ،
عبني اعرف عمي محمود منين راح يمشي عبن بيتهم جريب من بيتنا،
لهل سبب رحت بعيد
وفريت من ورا كل البيوت وجيت
ونزلت للمي
خفت تشوفين اديا بيهن سواد من حب الحردوب
نزلت للمي وغسلت اديا
وشفت عبدالله لمن نزل للمي
ولمن رجع اني رگيت الچهفة وجيت
كانت منيفة مصدومة
وهي تنظر الى عبدالله الذي كان في حالة
ابشع من حالها
فطبطبت على يد حازم بمعنى ابقى هنا
وخرجت من الغرفة
ونظرت للسطح خوفا من ان تسمعهم حسنة الصغيرة ،
التي كانت تجلس هناك عند راس الدرج
بصمت بعد ان صحت على اصوات الصراخ
وكانت كانها في حالة صدمة ولم تتحرك من مكانها
رجعت منيفة للغرفة
وقالت بصوت منخفض جدا
-نحنا مالنا گعدة بهل جرية
لازم نطلع منها باسرع وگت
هدت زيدان اليوم علينا چانت مو زينة بنوبة وحدة
والنوبة الجاية يجوز يجي يذبحنا
نوفة ماراح تعبر هالسالفة وراح تقنعو انها برية
والبري يكدر يقنع الشخص الي يحبو وابوكم يحبها
قال عبدالله بتعجب
- اشلون نطلع ووين نروح
اجابته منيفة بقولها
-بيوم من الايام گبل ما اتجوز ابوكم
چان اكو شخص علمني على درب الهزيمة
بس وكتها اني الي ماگبلت اسمع كلامو
راح ننهزم ومحد راح يلكيلنا خبر بعون الله
ردت امينة وقالت
-نحنا ماضل عدنا شي يمة
حت هالحاجتين الذهب بعتيهن اشلون نطلع واشلون نعيش ووين نروح
قالت لهم
-تنحل تنحل كلها تنحل
بس من هاليوم راح ابلش ابيع قرضان البيت كلها
واش ينباع ابيعو اي فلس زايد يفيدنا
بحجة نريد نشتري بگرا
ديرو بالكم يطلع هالحچي من أثمكم حت بينكم وبين نفسكم وانت يحازم دير بالك تحچي كلمة وحدة لأي احد من ربعك ماريد كلمة زايدة او ناگصة
وخرج الجميع
وعبدالله يطبطب على ضهر اخيه وهو مبتسم
فخرا به
لقد فعل حازم مالم يستطع ولم يفكر به عبداللهابدا
وشعر الجميع ان نار قهرهم على البقرة خمدت
وذهبت أمينة تسجر التنور الذي انطفأت نيرانه وخبزت الخبز بدل امها التي اصيب معصمها
ودخلت منيفة تحسب الدجاج والبط
بينما امينة تنزل فراشهم من فوق السطح
وبعد الفطور
خرجت منيفة من البيت وذهبت.......
لچاسر(5)عيشة خلف بيتها
وهي تحدث نفسها قائلة
-اني لازم اطلع بولدي گبلا ابوهم يوازيهم
على الانجس
الي سواه حازم ايخوف چثير
هسع عاد ياحاتم راح اسوي مثلما علمتني بذيچ المغربية
وصلت الچاسر
وجلست مع النساء عند الضحى
وحكت للنساء كل ماحصل
وتعاطف معها جميع النساء لما حصل
وسالت احداهن
-معگولة نوفة هي الي سممت البگر؟!!!!!
ردت عواشة وقالت
-اي والله معگولة ولو جابت ميت نبي وحلفولي انها ماسوتها فلا اصدكهم،
يولي ماتعرفين نوفة اشكد جذابة،
والتفتت الى احدى جاراتها وقالت
يمريم اتذكرين لمن باگت ثوب جارتها جورية
من فوگ الحبل
وحلفت ميت يمين مو هي،
والمرا تگول شفتها بعيني هي الي باگتو،
ولمن فتشنا بيتها لگيناه جوا المچبة(6)
ردت منيفة وقالت
-لابالله هذا ضرب ربچ ،
عجل يفوت عالبيت ويجر بگرتي ويوديها لحرمتو ،
ليش؟!!!
صوچ ذنب
واجهشت بالبكاء واردفت
-اني اش سويتلو؟
عجل هذولة مو جهالو ؟!!!!
وگاعدة اربيهم ابوحدي ،
هاي سبع سنين
اچلنا التراب والله
وما نهار انطاني فلس احمر من تعبي وشگاي معاه ثلطعش سنة سويتلو مال وحلال وهسع تشوفون
اني اتعب على ولدو
وتالي ماتالي كلهم لبوهم،
باچر ايزوج بناتي ويحط سياگهن ذهب لحرمتو ،
وهسع محتاجة فلوس ماعندي،
ذهيباتي وبعتهن واشتريت البگرا،
وماضل عندي فلس ،
واريد ابيع الدجاج والبط العندي كلو،
بلچي اكدر اشتريلي بكرا،
أمانة الله الي تريد تشتري ترى راح ابيع برخص،
قالت لها عواشة
-منيفة اخاف هم يجي وياخذها
اجابت منيفة باصرار
-على جثتي والله فلا افتحلو الباب انوب
استمر الحديث ساعة الضحى كلها
باعت خلالها الكثير من الدجاج و البط الذي تملكه
بحجة شراء بقرة اخرى
ثم بدات تبيع فراش واواني وحمار العائلة
بل انها في اليوم الثاني والثالث
باعت كل شيء في بيتها
ولم يبقى الا بعض الملابس القديمة
وبعض البراجد تركتهم ليناموا عليها بعد ان باعت حتى فراش اولادها
بل انها باعت حتى خسافة التمر التي اشترتها قبل يومين
بعد ان اخذت منها القليل من التمر ووضعته في كيس ،
...............
في اليوم الرابع
صحى اهل القرية
وكالعادة عند الضحى جلسن النساء في
(چاسر)عواشة ولم تظهر منيفة
سالت احدى النساء صاحبتها عن منيفة
قالت عواشة
-مدري اشبيها اليوم حت حازم ما جا اخذ اللبن
شكلهم ماتريگو،
وقالت جارتها الثانية بدرية
-حت تنورهم الفجر هم ما انسجر ،
ومحد طلع منهم،
ماشفت امينة نزلت للفرا ،
تملي مي
وضعت عيشة يدها على صدرها وقالت بوجل
-ياستار
يمعودين اخاف زيدان فات عليهم وذبحهم
ردت بدرية وقالت
-الصبح لمن نزلت الفراش ماشفت احد نزل فراشهم
من فوك السطح
ويمچن لي هسع براجدهم على دچاتهم والله خوفتوني
گومن نروح ندگ الباب عليهم
ونهضن النسوة جميعا وحملت عواشة طفلتها على كتفها وسبقتهن ركضا
واخذن يطرقن الباب على منيفة
كان الباب مغلق من الداخل والمزلاج في مكانه
من بين شقوق الباب نظرن فلم يجدن احد مطلقا
صرخن ولطمن وارتفعت اصواتهن حتى اجتمع الجيران
حمل احد الرجال ابنه كي يتسلق احد الجدران وينزل ليفتح الباب
حين فتح الباب دخل الجميع..........
لم يكن احد في البيت مطلقا
كان البيت فارغ الا من بعض البراجد المصنوعة من قصاقيص الاقمشة مفروشة على دكاتهم
ومن بعض الثياب العتيقة
والقليل من الجرار
وقدر صغير وثلاثة صحون فقط
دار الناس في انحاء البيت ولم يجدوا احد
وبدأت الاقاويل......
البعض قال هربت منيفة بابنائها...
والبعض الاخر قالوا
بل قتلهم زيدان واخفى جثثهم
وصل الكلام لبيت زيدان
وجاء يركض الى بيت منيفة
وتفقد البيت
وقال للجميع
-يمچن اخذت ولدها وراحت لهلها ،
بس والله غير اگطعها تگطيع اذا صحيح،
اشلون تولي وتاخذ ولدي بلا ماتگلي
بنتي حرمة اشلون تاخذها معاها لبيت اهلها(7)
قال دحام
-اروح انشد عليهم عند اهلها،
ونزل للنهر واخذ احد القوارب وعبر النهر
حين وصل اهلها وسالهم عن منيفة،
صعق ذنون لهذا الخبر
وقال بغضب
-هاذي منيفة راح تحط راسي بالوحل يمة
ردت عليه امه زاجرة يشوب صوتها رعب عنيف وقالت
- هذا بدال ماتگول وين راحت اختي وتخاف عليها وتروح تنشد عن اختك مايجوز زيدان ذبحها هي وجهالها والله يسويها،
رد دحام قائلا
-عاد شدعوة ،
زيدان اذا راد يذبح منيفة يجوز يذبحها،
عبنها موگفة راسها بوجهو
بس يذبح ولدو اشلون،
وسأل دحام قائلا
-بلچي عند احد من ربعكم
قال ذنون
-هسع اروح ادور عليها
ردت ام ذنون وقالت
-بلچي عند گرايبكم انتم
ابيت ابو محمود أو عند عواشة عند مريم
اجاب دحام قائلا
-ابد مو بالجرية گلبنا الجرية عليها ومالها اثر لاهية ولا ولدها
وزيدان گال
روح واسأل اهلها بلچي احد شافها
وبعد بحث دام ساعة
لم يجدوا لهم اثر مطلقا في قرية جرادة
هنا فقط شعر ذنون ان الموضوع خطير فعلا
وعبر مع دحام
وجاء يسأل زيدان عن اخته يرافقه ولده احمد ذو الثلاث عشر سنة وبعض ابناء عمه
واثناء الكلام والمد والجزر
تطاول الاثنان على بعضهما
وهجم الاثنان على بعض كلن يريد ضرب الاخر
واجتمع الناس من كل مكان في القرية كي يفصلوا بين الاثنين
واستطاع ابو محمود ان يقف بين المتعاركين،
واخبر أبو محمود ذنون ،
بمافعله زيدان قبل اربعة ايام،
وكيف نهب بقرة منيفة،
وقال لذنون
-والله يا ابني هي جت عليا مع ابنها عبدالله وشكتلي،
ودزيت محمود على زيدان
وكتلو رجع بگرة منيفة
بس هو يبس راسو ،
وهو ترى امرو مو بيدو،
چانت أم دحام الله يرحمها تگودو
الما ماتت واستلمتو نويفة(8)
وبلشت تگودو ،
مو انت عندگ ثلث بگرات اشلكا ببگرة منيفة يمفجوع،
والله يا ابني ياذنون اختك تحملت چثير تحملت حمل ما ينحمل ابد
واني هسع مدري شگول،
بهذه الاثناء وصل حاتم مع أم منيفة
الذي بلغه ان رسول جاء من قرية تل النمل يسأل عن منيفة،
وان ذنون عبر النهر يبحث عنها،
وانها مختفية هي واولادها بلا اثر
فركب اقرب قارب وعبر النهر بعد ان توسلت به ام ذنون لياخذها معه
وبدات الجدالات بين الطرفين
وخلال نصف ساعة
كان كل شباب ورجال السادة قد وصلو
قال حاتم بصوت مرتفع كي يسمعه الجميع
- اني ما استنظفك يازيدان،
اني اظنك ذبحتها هي وجهالها ،
واخفيت جثثهم
فرد زيدان بصراخ ايضا وقال
-فوت شوف بيتها ،
بايعة كلشي ،
هاذي انهزمت والله العليم ليش انهزمت
ردت عيشة جارتها وقالت
- موصحيح......
منيفة باعت كلشي حتى تشتري بگرا بدال
بگرتها الي نهبتها انت
والله صدگ الاخ (تقصد حاتم)
اني فلا استنظفك من دمها ودم جهالها
ياويلك من الله يزيدان ضيگت عالمرا عيشتها
ولو انك ذبحتها
لو هجت من ضيمك وظلمك
اش سويت بهل مسكينة هاي عشرين سنة صابرة ومتحملة
بهذه الاثناء كانت امها تبكي
وتلطم ودخلت بيت منيفة وهي تبكي وتبحث عن اثارها في كل مكان
وتردد
-يمة يمنيفة وينچ يعيني وين صفى بيچ الدهر يأمي
حين سمع ذنون نواح امه استشاط غضبا
التفتت عواشة الى حاتم وذنون وقالت
-ترى گبل اربعت ايام هلمجرم طعن منيفة بيدها ولولا ستر الله چان جت الضربة براسها وچان ذبحها
فلم يحتمل ذنون كل هذا الضغط وهجم على زيدان
وتشابك الاثنان بالايدي وتدخل الناس ليفصلوا بينهما
وقال احد الرجال
-عوفو العركة هسع وخل نلحك ندور عليهم
واستمر البحث حتى العصر كان اقارب منيفة كلهم يبحثون في الوديان وعلى شواطيء النهر والتلال وكل مكان هناك وشاركهم اهل القريتين،
وقبل الغروب بقليل ،
استطاع ابو محمود اقناع اهل منيفة بالرجوع
الى قريتهم ،
ووعدهم انه لن يوقف البحث عن منيفة
وانه سيبلغهم اذا عثر على اي شيء،
ورجع اهل منيفة الى قريتهم،
ولم يتوقف زيدان ودحام وحاتم وحتى ذنون عن البحث عن منيفة وابنائها
سألوا كل اصحاب السيارات التي تنقل الركاب من والى القريتين،
سألوا كل القرى المحيطة بهم ،
لعلهم لمحوا امراة معها اطفال يسيرون في البراري
ولكن كان الجواب واحد
لم نرى احد مطلقا،
كيف خرجت منيفة .....
اذا لم تركب سيارة ولا سارت هي وابنائها في البراري مشيا
كيف اختفت
كان حاتم يشعر انها بخير
وكذلك امها رغم قهرها وخوفها على لبنتها،
وكان ذنون كان كلما عاد للبيت بعد بحث طويل يقسم ان زيدان قتلها هي وابنائها واخفاهم
لكن مضى اكثر من شهر وهم يبحثون ولم يجدو عنها اي خبر
يتبع..........
(1)الحردوب هو حبيبات من الحطنة الملوثة بنوع من السم القاتل بضع حبيبات قادرة على قتل بعير
يستخدم كسم فئران
(2)و(3) وردة وخزامة حلي من الذهب تعلق بالانف مثل تلك الحلي في غلاف الرواية
(4)الشخر اداة من ادوات الحصان تستخدم لنقل السنايل يعد حصدها
(5)الچاسر
هو ظل يكون عند احد البيوت العالية يجلس فيه الناس
ايام الصيف والربيع
حتى تصلهم الشمس فيدخلون لبيوتهم
وجلسة الچاسر من اجمل متع الريف
حيث الشاي وبعض خيرات الصيف من رگي وبطيخ
وفي كل قرية هناك چاسر يجمع تقريبا كل نساء المحلة الواحدة وچاسر آخر للرجال
(6)المچبة هي سلة مخروطية الشكل تضعها ام البيت فوق الطعام كي تحميه من القطط والدجاج او تضعه فوق الصيصات كي لاتاكلهم القطة
(7) لاتزور ابنة الزوجة الغريبة اخوالها ابدا هذه من ثوابت العرب يعني لايحق لمنيفة ان تصطحب اطفالها البنات الى بيوت اخوالهم
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم