رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل السادس 6 بقلم رباب حسين


رواية زواج تحت التجربة الجزء الثاني (حاجز الصمت) الفصل السادس بقلم رباب حسين 

أحارب ذاتي وأترك خلفي نداء عقلي الذي أدماني من التفكير بها..... ما هذا الإدمان الذي أصاب جسدي؟ وكأنها سم ينتشر لا مصل له ولا دواء فهل أصبحتي ترياق جسدي؟..... أبحث عنها بين ذراعي..... أتفقد عبيرها في الهواء.... ارسم ملامح وجهها على الوسادة..... ماذا فعلتي بي قد قلب تاريخ جمودي؟ صرت أنظر إلى الباب أنتظر أن ترحم عذابي وتأتي هي لي..... لا احتمل أكثر....
نهض يوسف من الفراش وذهب إلى غرفة روح وجدها تجلس بالفراش وتنظر إليه بوجهها الباكي فاقترب منها وأزال دموعها وقال : ليه العياط ده كله؟
روح : بسببك
يوسف : ليه؟ زعلتك في إيه؟
روح في تعجب : بجد مش عارف؟!.... يعني إيه منار مرياتك ومتقدرش تستغنى عنها؟
يوسف : فيه حاجات كتير إنتي متعرفيش عنها حاجة..... أنا مش فاهم ليه كل اللي في دماغك ده من ناحيتها؟ 
روح : عشان بتحبك
يوسف : معتقدش.... ممكن تبطلي عياط... ولو كل ده بسبب كلامي أنا أسف يا ستي متزعليش
روح : إنت طبعًا جي تصالحني زي كل ليلة والصبح تحرق دمي بسبب الهانم
يوسف : إنتي اللي شاغلة دماغك بيها..... بطلي عياط وبعدين أنا معاكي أهوه
وضع يده على وجهها وهو ينظر إلى عينيها ثم ضمها إليه بين ذراعيه ونام بعد أن شعر بالراحة لتواجده معها بالفعل
في الصباح ذهب يوسف إلى العمل وطلب من منار أن تذهب إلى الشركة مباشرةً لا يعلم لما فعل هذا ولكن لم يرغب أن يراها تبكي هكذا مرة أخرى وخاصةً بسببه وبعد قليل لحقت به روح على الطاولة.... كانت تنزل الدرج وهي حزينة فهي تعلم أنها سترى منار كالعادة بجواره وهو ما يشعل الغيرة في قلبها كل يوم ولكن لم تجدها ثم جلست على الطاولة بعد أن قالت : صباح الخير
نظرت لها إيمان وقالت لها بلغة الإشارة : صباح النور
ابتسمت روح وقالت : اتعلمتيها؟
إيمان : شوية بس هكمل النهارده
أماءت لها روح ثم نظر لها يوسف وهو يتأمل ملامح وجهها فنظرت إليه في انكسار وبدأت تتناول الطعام حتى قالت إيمان : هي منار فين؟
أجاب يوسف وهو لازال ينظر إلى الصحن : قولتلها تروح على الشركة على طول
ثم نظر إلى روح التي بادلته النظر فابتسمت له قليلًا فشعرت أنه فعل ذلك لأجلها ثم ذهب يوسف إلى العمل وفي المساء عاد يوسف ووجد آسر يجلس مع روح وإيمان في البهو فدخل وحياه ثم جلس أمامهما فقال آسر : أنا جيت عشان نعرف هنعمل إيه في ورث روح..... دلوقتي مراد بيه قبل ما يموت بفترة صفى شغله هنا وقرر يرجع يستقر في بلده عشان خاف على روح تدير الشركة لوحدها وكل فلوسه جاب بيها أراضي واشترى بيها بيت هناك وساب مبلغ في حساب روح بس هي استقرت في القاهرة تاني بحكم جوازها من حضرتك فا أنا عايز أعرف قرارها لو عايزة تسيب الأراضي هناك زي ما هي وأنا أرجع أديرها بس هي رفضت وعايزة تبيع كل حاجة هناك
نظر يوسف إليها وقال : ليه عايزة تبيعيهم؟
روح : بعد اللي سليم عمله ممكن جدًا يأذي آسر تاني وكمان يضايق الفلاحين هناك..... وجود الأراضي هناك مش هيفيدني بحاجة..... أنا شايفة إني أبيعهم وبعدين نشوف هنعمل إيه بالفلوس هنا
يوسف : على العموم ديه فلوسك وإنتي حرة فيها
آسر : طيب أنا هدور على مشتري وأظبط كل حاجة وتروحي بس على الإمضا
إيمان : هو التوكيل اللي معاك إدارة بس؟ 
آسر : اه
إيمان : كده روح هتضطر تسافر هناك
يوسف : هتقدر تحميها ولا أبعت معاها بودي جارد
روح : محدش هيقدر يقربلي هيخافو منك بعد أخر مرة
يوسف : تمام..... شوف بس مشتري الأول
إيمان : تعرف تروح معاها؟ 
يوسف : للأسف عندي صفقة مهمة بجهزها وهنمضي العقود قريب
آسر : طيب هستأذن أنا وأي جديد هبلغك
وقفت روح أمامه قبل أن يذهب وقالت : إنت لسه قاعد في الفندق ولا رجعت الشقة؟
آسر : بكرة هرجع إن شاء الله
روح : طيب عايزاك تحول مبلغ لعمي صبري
آسر في تعجب : ليه؟
روح : عرفت إنه مديون وهيتسجن.... حوله ٢٠٠ ألف
زفر آسر وقال : بصراحة ميستاهلش يا روح
روح : معلش.... عشان خاطر بابا.... لو موجود كان هيساعده
تنهد آسر وقال : حاضر..... بكره الصبح هحوله
ودعته روح وتناولت العشاء مع يوسف وإيمان ثم صعدت إلى غرفتها وبعد قليل لحق بها يوسف وجدها تشاهد فيلم على التلفاز فنظرت له وقالت : تيجي نتفرج سوا؟
يوسف : ماشي
روح في سعادة : طيب اطلب من الخدم يعملو فشار
يوسف : حاضر.... هو إنتي بتطلبي من الخدم حاجة إزاى وإنتي هنا؟ 
روح : بنزلهم
أماء لها يوسف وبعد قليل كانت روح تضحك على الفيلم وتنظر إلى يوسف فلا تجده يبتسم حتى وبعد عدة مرات نظرت إليه وقالت : هو الفيلم مش عاجبك؟
يوسف : لا ده حلو أوي
روح : طيب مش بتضحك ليه؟
نظر لها يوسف قليلًا في صمت وهو يفكر أن هذا ما يخشاه أن تعرف سر مرضه ثم قال : إنتي شفتيني بضحك قبل كده؟
روح : لا
يوسف : طيب عايزاني أضحك دلوقتي ليه؟
روح : عشان ده فيلم كوميدي..... يعني غصب عنك هتضحك
يوسف : مش بضحك بسهولة
روح : طيب أقفل الفيلم ونتكلم أحسن
أغقلت التلفاز ونظرت له وقالت : ممكن أتعدى حد واحد وأسألك سؤال؟ 
نظر لها يوسف قليلاََ ثم قال : ماشي..... بس مرة واحدة بس
روح : ماشي..... عمرك حبيت؟
يوسف : لا
روح : خالص خالص ولا حتى وإنت عايش برا؟ 
يوسف : لا برده
روح في تردد : طيب.... يعني.... حاسس إنك ممكن بقول ممكن بس تحبني؟
ظل يوسف ينظر إليها ثم قال : لو فكرت أحب هحبك
روح : بس الحب مش بالتفكير
يوسف : أنا كل حاجة في حياتي بعملها بعقلي
روح في تعجب : وقلبك..... مش بيدق.... مش حاسس بحاجة من ناحيتي ولو حتى إعجاب؟
يوسف : لا
نظرت له روح في حزن وعلم يوسف ما شعرت به فقال : قولتلك لو فكرت أحب مش هحب غيرك... زعلتي ليه دلوقتي؟ 
روح : كنت فاكرة إنك بدأت تعجب بيا ويمكن حبتني كمان..... مش معقول الحضن الدافي ده مش بيحبني
يوسف : عايزاني أكدب عليكي؟
روح : لا.... متكدبش
يوسف : عرفتي ليه قولتلك منتكلمش في الحاجات ديه؟....لو سمحتي متتعديش حدودك تاني
روح : طيب سيبني أقرب منك من غير خوف.... ليه مصر تخليني مقربش غير بموافقتك؟
يوسف : هو ده أنا ومعنديش حلول وسط..... مش متقبلة الموضوع ممكن تبعدي خالص براحتك
تجمعت الدموع في عينيها وقالت : للدرجة ديه الموضوع سهل بالنسبالك؟.... مش فارق معاك وجودي خالص
يوسف : أنا لسه عارفك من كام يوم..... أفتكر إنك مستعجلة شوية
صمتت روح وهي تمني نفسها أن يكون لها بالنهاية وقررت أن تنتظر حتى تتلاشى هذه الحدود مع الأيام عسى أن يحبها كما بدأت هي في الشعور بذلك.... نظر لها يوسف وقال : باصة كده ليه؟
روح : بفكر بس..... أو بتمنى في يوم من الأيام تبقى ليا وتحبني
مرر يوسف يده على وجهه وهو يفكر بحديث إيمان فهي تأكد له أنه بدأ يحبها ولكن لا يعلم كيف يتأكد من شعور داخلي لا يشعر بوجوده..... بل لا يعلم كيف الحب من الأساس حتى يتأكد ولكن ما يؤلمه هو نظرة الحزن المصاحبة لروح دائمًا فهو يغلط دون أن يشعر.... يحطم أمالها دون إدراك.... يخشى أن تظل حزينة هكذا طوال عمرها بل ويريد أن يجعلها سعيدة ولا يعلم وسيلة لذلك.... ما أصعب أن تتمنى أن تفعل شئ ليس لديك خبرة به أو تعي معناه....في الصباح ذهب يوسف إلى العمل ووجد منار تجلس بمكتبها وعندما دخل رسمت ملامح الحزن على وجهها فتذكر تعابير الحزن على وجه روح وكأنها أصبحت دليل إرشاده للمشاعر فقال لها : مالك؟ 
منار في حزن : هو أنت بتبعدني عنك ليه يا يوسف؟.... عشان روح صح؟.... معقول يا يوسف تصدق الكلام اللي بتقوله ده؟..... ده إحنا أصحاب من زمان وعشرة عمر..... ده أنا سيبت البلد هناك وجيت معاك هنا عشان خفت تبقى لوحدك.... معقول تيجي هي في كام يوم تخليك تتعامل معايا كده
يوسف : إنتي مكبرة الموضوع ليه؟.... كل ده عشان قولتلك روحي على الشركة على طول؟ 
كان ناجي يتقدم من مكتب منار ليعطيها تقرير نهائي عن المشروع الجديد قبل البدأ به فعليًا ولكن توقف فجأة عندما سمعها وهي تقول : إنت مش هتحس الموضوع يضايق ولا لا..... وأنا عارفة إنه غصب عنك تحس بحاجة زي ديه بس بجد يا يوسف الإحساس اللي جوايا ده وحش أوي.... بس هحاول أوصفلك يمكن تفهم مشاعري..... أنا مليش عيلة وأنت عارف ده ويمكن إنت الوحيد اللي قريب مني وفضل جنبي فترة طويلة.... إحساسي بقى دلوقتي إن بقيت لوحدي
يوسف : إنتي عارفة إني مش هفهم كل ده..... ما إيه المشكلة لو حد فضل لوحده..... منار مش بحب أتكلم في موضوع المشاعر ده عشان مش بفهمه
منار : أنا نفسي تلاقي علاج للمرض ده بقى..... مش ممكن يا يوسف إمشي على العلاج مرة واحدة
يوسف : إنتي عارفة إنه مش عامل معايا حاجة والمرض مش سهل وإنتي المفروض فهمتي ده بتتكلمي فيه ليه؟
منار : عشان نفسي تحس بيا يا يوسف..... نفسي تعرف إنت بالنسبالي إيه..... مرضك ده واقف في طريقي
يوسف : طيب خلينا نركز على الشغل دلوقتي وسيبك من الموضوع ده
دخل يوسف مكتبه ولحقت به منار ووقف ناجي ينظر أمامه في تعجب.... عن أي مرض يتحدثان؟.... وما علاقة المرض بالمشاعر؟... ثم أمسك هاتفه وبدأ يتصفح شبكة الأنترنت عن الأمراض التي لها علاقة بالمشاعر وظهر اسم المرض أمامه ثم جلس بمكتبه يفكر ويحاول أن يتأكد من الأمر فيوسف بالفعل لم يضحك مع أحد.... لم يبكي في وفاة والده بل لم يبدو عليه الحزن من الأساس هنا وتأكد أن يوسف مريض بهذا المرض وفجأة تذكر سليم وما طلبه منه ليساعده على طلاق إبنة عمه منه فاتصل بسليم وطلب مقابلته وعندما انتهى من العمل ذهب إلى أحد المقاهي وجلس أمامه وقال : أنا عرفت خبر النهاردة أعتقد هيفيدك جدًا
اعتدل سليم ونظر إليه وقال : جول بسرعة
ناجي : النهاردة عرفت إن يوسف بيه عيان.... سمعت منار بتقوله إنه مرضه ده مش مخليه يحس بيها.... أصلًا كلنا عارفين إن منار بتحب يوسف بيه بس هو قالها إني مش بيفهم في المشاعر
سليم : أيوة يعني فين المرض في الحديت ديه؟
ناجي : فيه مرض بيخلي البني أدم ميحسش.... يعني مش بيفهم المشاعر ولا بيعبر عنها.... تخيل تبقى عايش مع بني أدم لا بيحس ولا بيفهم اللي إنت حاسس بيه وأكيد لا يعرف يحب ولا يكره.... تفتكر مراته هتبقى عايشة إزاي؟.... أكيد في عذاب وخصوصاً لو بتحبه وهو مش بيبادلها نفس الشعور فا أكيد ده سبب كافي عشان تخلص منه
سليم : إنت متأكد من الحديت ديه؟
ناجي : متأكد وهفضل ورا الموضوع لحد ما أتأكد زيادة.... أصل هو أكيد بيتعالج زي ما منار قالت يعني بيروح لدكتور نفسي
سليم : خلاص عاد إتأكد إنت وأني عتأكد بطريجتي
ناجي : ماشي..... بس مش هتديني اللى إتفقنا عليه
أخرج سليم مبلغ من المال وأعطاه لناجي...أما منار فكانت تجلس مع يوسف ويخبرها بما حدث أمس مع آسر وبعد ما سرد لها كل ما حدث قالت : يعني روح هتسافر لوحدها معاه؟.... غريب ده..... ديه لسه في شهر العسل وبعدين خايفة على آسر لدرجة تبيع الأراضي وكل حاجة كده عشانه ولا مش قادرة على بعده إنه هيضطر يفضل هناك؟
يوسف : ليه بتقولي كده؟
منار : ما هي باينة يا يوسف بصراحة.... إيه اللي يخليها تعمل كده يعني..... أنا قولتلك نظرتها ليه كلها حب بس إنت عشان مش فاهم المشاعر ديه مش عارف تترجم نظراتها وزي ما توقعت قبل كده هي اتجوزتك عشان إنت اللي هتقدر تحميها بس
شرد يوسف يفكر هل هي تكن مشاعر له بالفعل؟.... لماذ إذًا تسأله عن حبه لها إذا كانت تحب غيره؟..... هل تقارن بيني وبينه الآن؟
بعد وقت عاد يوسف إلى المنزل ووجد روح تجلس بالأسفل وتتحدث عن طريق الرسائل مع آسر مما جعله ينظر إليها في ترقب يتابع تعابير وجهها ليبحث عن هذا الحب الذي تتحدث عنه منار فوجدها مبتسمة وهي تتحدث معه فذهب تجاه إيمان وقبل يدها ثم قال : قوليلي يا ماما.... هو لو بتحبي حد تفضلي مبسوطة وتضحكي وإنتي بتكلميه؟
إيمان : هو اه بتبقي مبتسم كده مش ضحك ضحك..... لأن لو ضحك أوي ممكن يكون هزار
عاد النظر إليها ووجدها تنظر إلى الهاتف وتبتسم فقال : بصي على روح كده.... هي ديه البسمة اللي بتقولي عليها؟
إيمان : أيوة زي كده
نظر لها يوسف في ترقب وبدأ يصدق حديث منار أما سليم فقد اتصل بمنار ليتأكد من حديث ناجي ولكن تفاجأ بما تقول : كويس إنك اتصلت.... روح هتسافر مع آسر قريب عشان تبيع الأراضي والبيت اللي عندكم في أسيوط
سليم : عرفتي منين؟
منار : يوسف قالي من شوية.... آل خايفة على آسر منك
سليم : مليح جوي..... لازم تشككي يوسف في آسر وروح
منار : بعمل كده من بدري
سليم : زين..... بس كومان لازم نشكك روح في يوسف.... عشان تخرب من الأتنين
منار : إزاى طيب؟
سليم : لما تسافر روح حاولي تخلي يوسف يجيلك البيت واتجلعي عليه وصوريه كام صورة أو سجلي كل اللي يحوصل ونبعته لروح ساعتها عتعرف إنه عيخونها وما صدج إنها سافرت
منار في إعجاب : تحفة..... بجد فكرة حلوة موت.... خلاص أنا هعمل كده فعلًا لما روح تسافر وكمان خلي بالك يوسف متحفظ جدًا في علاقاته اللى من النوع ده يعني لو غلط معايا أكيد هيتجوزني
سليم : هو ديه الحديت الصوح.... خلاص يلا مبروك عليكي وإنتي وشطارتك عاد


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1