رواية بترت أجنحتها الفصل السادس بقلم اسماء ايهاب
ارتجف قلبها المسكين و هي تنظر اليه غير مصدقة انها تراه امامها بعد تلك الفترة و ما عانته تحولت نظرتها المصدومة بوجوده الي اخري غاضبة يشع منها الكره و حاولت السيطرة علي نفسها الا تدمع عينها الا يري دمعتها ابداً و ان تكون صلبة قوية تلك المرة لـ تنظر اليه بنظرة حادة قائلة :
_ في حاجة يا استاذ محمود
اقترب منها و قد لمعت عينه باشتياق علي عكس نظرتها له و تحدث بصوت ملهوف :
_ مالك حصل اية طمنيني عليكي وحشتيني اوي يا نورسين
قال جملته دفعة واحدة دون انتظار ردها علي قسمها الاول لـ يتفاجأ هو بأنفجارها بالضحك بشكل هستيري و نظر لها فريد متعجب من طريقة ضحكها و قد صُدم من ردة فعلها و لا يعلم من ذلك الشخص انحنت قليلاً تستند علي ركبتيها و هي تتنفس بهدوء حتي تهدئ من ضحكتها ثم رفعت رأسها الي فريد قائلة باعتذار و لازالت تضحك :
_ معلش يا فريد بيه مقدرتش امسك نفسي من الضحك
نظر فريد لها باستغراب لـ تقف باعتدال و هي تزيح تلك الدموع التي علقت باهدابها من كثرة الضحك و تحدثت بسخرية :
_ ضحكتني و الله يا محمود بجد ضحكتني
ثم احتدت عينها بالغضب و نظرت اليه بقوة قائلة :
_ لو فاكر اني ناسية اللي عملته تبقي غلطان و اياك مرة تاني تشوفني في حتة و تقرب مني
هتف برجاء و هو يقترب منها :
_ نورسين اسمعيني
ابتعدت هي خطوة الي الخلف و لم تنظر اليه بل نظرت نحو فريد و هتفت بهدوء و كأنها لا تحترق من الداخل و كأنها لا تشعر بنيران مستعرة تهدد بتحويلها الي رماد :
_ نمشي يا فريد بيه
هز رأسه بايجاب و هو يشير اليه ان تتقدم للخروج و ما كاد محمود ان يتقدم منها مرة اخري لـ تكن يد فريد هي التي تمنعه هذه المرة و هو يقول بحدة :
_ اظن شوفت انها مش عايزة تسمع منك حاجة
عقد محمود حاجبيه بغل و هو يزيح يد فريد عنه قائلاً بحدة :
_ و انت مين بقي ان شاء الله عشان تمنعني
و حين هم فريد بالرد عليه لـ يشعر بيدها تمسك بذراعه بعفوية تخبره بصوت غاضب جامد :
_ فريد بيه بلاش نضيع وقت مع بني ادم زي دا ارجوك يلا نمشي
تنهد فريد و استجاب لـ جذبها له لـ يسيرا متوجهين نحو الخارج في حين وصل الي مسامعهم صوت محمود العالي نسيباً قائلاً :
_ لينا كلام مع بعض يا نورسين
_ يا بجاحتك يا بجاحتك
همست بها نورسين من بين اسنانها و هي تسير بجوار فريد تكبح دموعها من الخروج نظر اليها بفضول يريد معرفة من ذلك الرجل و لماذا شعر بشراسة ملامحها حين رأته رغم الصدمة التي كانت مرتسمة علي ملامحها اول الأمر يأكل الفضول قلبه و لكنه يكبح نفسه و يسيطر عليها حتي لا يسألها عن هوية ذلك الرجل حتي وصلا الي السيارة و لم تعد تستطع كبح دموعها أكثر من ذلك لـ تستند علي سقف السيارة و بدأت بالبكاء بحُرقة استشعرها هو لـ يتنهد و هو يمسك بيدها يبعد عن السيارة و فتح الباب يدخلها بالسيارة برفق و اتجه هو نحو مقعد القيادة استقر اعلاه و نظر اليها و هي تضع يدها علي وجهها تكمل بكاءها و كأنها لم تبكي من قبل هو لا يعلم انها اقل مرة تبكي بها علي ما مر بها ، رفع يده و كاد ان يربت علي كتفها و لكنه تراجع بأخر لحظة و مرر يده علي خصلات شعره يتحدث بهدوء يخفي خلفه فضوله :
_ اقدر اعرف مين دا ؟
خرجت شهقة متألمة من صدرها و هي تبعد كفي يدها عن وجهها بعد مسحت دموعها و نظرت اليه بروح خاوية و اعين حزينة هامسة :
_ دا .. دا كان خطيبي قبل ما اتجوز منير
عقد حاجبيه ينظر اليها صامتاً كان يظهر عليه انه يكن لها مشاعر الحب لما سخرت منه لما لم تستمع منه شئ و الاهم لما تبكي الآن و لما تزوجت بشخص كـ منير كثرت الأسئلة بعقله حتي زفر قائلاً :
_ و سيبته بعض لية ما ان واضح انه بيحبك
ظهر الالم جالي علي تقاسيم وجهها و تحدثت بصوت كأنه عزف علي اوتار ناي يخرج منهم لحن حزين :
_ دا ندم علي اللي عملوا معايا و الندم عمره ما بيفيد بعد فوات الاوان يا فريد بيه
كاد ان يسألها سريعاً عن ما فعله لها و لكنه صمت بصعوبة يمنع نفسه من سؤالها في حين استندت هي علي زجاج السيارة شاردة في الخارج و دموعها تتسابق الي وجنتيها التي تخضبت بالحُمرة من شدة غضبها و حزنها و بكاءها و اغمضت عينها بشدة و قد ارتجفت شفتيها و بدأ هو بقيادة السيارة بسرعة متوجهاً الي المنزل و قد اعلمته شقيقته ان الضابط خالد يتواجد بالمنزل بانتظاره و سوف يسكت فضوله الآن
***********************************
تجلس فريال اعلي مقعدها المتحرك تنظر الي البعيد بخجل و وجهها ملطخ بالحُمرة تفرك كفي يدها بعضهم ببعض بتوتر و اضطراب بعد ان حملها ذلك الخالد و ادخلها الي داخل المنزل بدلاً من حمل المقعد لم يكن منها الا أنها اصدرت شهقة فزعة و قد اتسعت اعينها بصدمة مما فعله فهي كادت ان تشير الي الحراس لـ يحمله المقعد و لكنه سبقهم قبل ان يتقدمه منها لم يحملها أحد من قبل سوا شقيقها لكنها صمتت و لم تتحدث حتي بعد ان وضعها علي المقعد المتحرك مرة أخري بداخل المنزل و الي الآن تتحاشي النظر اليه و هي تشعر بأعينه لا تنزاح عنها رفعت خصلات شعرها الشقراء بيدها و هي تنادي بصوت مضطرب علي الخادمة التي اتت سريعاً تقف امامها تستجيب لـ نداءها لـ تنظر اليها فريال بابتسامتها البشوشة قائلة :
_ لو سمحتي يا هانم شوفي حضرت الظابط يشرب اية و هاتيلي الدوا بتاعي من فوق
هزت هانم الخادمة رأسها بايجاب و هي تلتفت الي خالد قائلة باحترام :
_ تشرب اية يا فندم
تنحنح هو بصوت اجش و تحدث الي هانم بهدوء قائلاً :
_ فنجان قهوة سادة لو سمحتي
اومأت له هانم بهدوء ثم انصرفت لـ ينظر اليها مرة اخري و يدها التي تضعها علي رقبتها التي اصابتها الاحمرار الشديد مع وجنتيها تبدو انها خجلة منذ ان مدح في جمال عنقها و حين حملها بين يديه يدخلها المنزل ، مرر يده علي خصلات شعره الغزيرة و هو يتحدث بهدوء قائلاً :
_ انتي مضايقة من وجودي ؟
و أخيراً نظرت اليه بعد كل تلك المدة التي تبعد بصرها عنه لـ تهز رأسها بنفي و هي تجيب بصوت خافت :
_ لا ابداً حضرتك
ما كاد ان يتحدث حتي وجد فريد يدلف الي الداخل و معه نورسين الذي علم انها الممرضة الخاصة بفريال ، تقدم فريد منه مرحباً به في حين وقف هو لـ يبادله مصافحته و ترحابه لـ يشير فريد اليه ان يجلس مرة اخري ثم التفت متقدماً نحو شقيقته يقبل رأسها بحنو و هي تبتسم له بلطف و جلس الي جوارها في حين تقدمت نورسين منها بهدوء و جلست بالجهة الأخري منها لـ تميل عليها متسائلة عن ما بها و هي تري وجهها الاحمر مع انفها و عينها ايضاً تبدو باكية حتي انهكت ربتت نوسين علي يدها و هي تهمس :
_ هبقي احكيلك بعدين لما نشوف الظابط دا بس
اومأت لها فريال و هي تتراجع بمقعدها المتحرك الي الخلف مستأذنة منهم قائلة :
_ بعد اذنكوا
انسحبت بهدوء بمقعدها الي المطبخ في حين نظر خالد الي كلا من نورسين و فريد قائلاً بجدية بعد ان تنحنح :
_ موضوع الحرامي دا انا خلصته و جبت جوزك يا مدام و هو عندي دلوقتي
_ جوزي ؟!
همست باستغراب و هي تعقد حاجبيها لـ يهز رأسه بايجاب قائلاً :
_ ايوة هو كان بعته عشان يخطفك علي العموم انا هعلمه الادب
ثم نظر نحو فريد متحدثاً بهدوء :
_ انا كنت عايزك في شغل يا استاذ فريد لشركة السياحة بتاعتك
_ تحت امرك انت اللي مسافر ؟
سأل فريد بانتباه لـ يهز خالد رأسه قائلاً :
_ لا اختي اللي مسافرة و ناوية تتعامل مع شركتك
لـ يقف فريد خالعاً سترته واضعاً اياها علي المقعد و اشار نحو غرفة مكتبه متحدثاً الي خالد قائلاً :
_ طيب اتفضل نتكلم في المكتب
**********************************
كان يجلس صبحي علي المقهي المجاورة لـ منزله يمسك بـ لفافة التبغ بيده اليسري بينما يمسك كوب من الشاي الساخن باليد اليمني و يفكر كيف سيجد نورسين و كيف سيأخذها من ذلك المنزل بعد ان اخبره منير انه فشل في اخطافها نفخ دخان سجائره مضيقاً عينه و هو يري زوج اخته يتقدم منه بوجه لا يبشر بأي خير ابداً ، وضع الكوب من يده و القي السجارة يدعسها اسفل حذاءه و وقف امامه يسأل بهدوء :
_ مالك يا مكرم
صك مكرم علي اسنانه بغضب و امسك بيده يجذبه بعيداً عن زبائن المقهي و تحدث له بصوت خفيض بغضب :
_ جوز بنتك جالي و هددني و انا مبتهددش يا صبحي
زفر صبحي بضيق و نظر اليه قائلاً :
_ قولي بس اية اللي حصل
صاح مكرم به و جسده ينتفض بعصبية شديدة يضغط علي كف يده حتي لا تفلت اعصابه و يعلو صوته :
_ منير جالي امبارح الصبح الشغل و هددني لو متدلوش فلوس و روحت جبتله البت هيقول كل حاجة في شغلي و كمان هيبلغ عني
وضع صبحي يده علي رأسه و تحدث الي مكرم مطمئناً له :
_ متقلقش منير بيهدد و بس و بعدين المركز جيه خده النهاردة الصبح
عقد مكرم حاجبيه باستغراب متسائلاً :
_ اخده لية ؟
هز صبحي كتفيه بمعني عدم معرفته لأسباب ذلك لـ يرفع الاخر سبابته امام وجهه في حديث صارم قبل مغادرته :
_ اسمع يا صبحي اقسم بالله لو حاجة ضرتني هطلق اختك و همنع عنك الفلوس و الكيف كمان و اللي بعده اكتر
لم ينتظر اي اجابة منه بل غادر علي الفور لـ يبصق صبحي ما ان ابتعد عنه قائلاً بغضب :
_ ربنا ياخدك انتي و امك يا نورسين و ارتاح من شكلك
ثم عاد نحو المقهي مرة اخري و هو يتمتم بـ سُباب بذيئ علي نورسين و منير و ذلك المتعجرف مكرم و دعواته المستمرة عليهم جميعاً و اولهم زوجته السابقة التي تركته منذ اكثر من خمس سنوات
***********************************
_ رجعني ٣ سنين الايام اللي عمري ما هنساها في حياتي وجعلي قلبي بظهوره فجأة كدا يا فريال
قالت تلك الجملة نورسين الجالسة بجوار فريال علي الفراش تبكي و تنوح بذكريات عدة تهتز لها بدنها من شدة الحزن اصبح رؤيتها له تأذيها و تستنفذ طاقتها كلها اليوم تبكي لـ رؤيته بعد ان كان تتوق شوقاً له ، ربتت فريال علي كتفها لـ تحتضنها نورسين و تجهش بالبكاء من جديد و لم ينتبهون الي ذلك الواقف امام الباب الذي لم يتم إغلاقه تماماً و كاد ان يطرق لولا استماعه لـ جملتها الأخيرة و بكاءها الحاد لـ ينحسب الي غرفته مقرراً عدم الدخول الآن حتي لا تحرج و سوف يسأل شقيقته عن هذا الأمر بوقت لاحق ...
ابعدت نورسين عنها و هي تمسح دموعها بظهر يدها و لازالت فريال تربت علي كتفها تواسي هذه المسكينة التي تعلم تمام العلم انها ممزقة و لا قوة بها اطلاقاً ، رفعت شعرها الي الاعلي و بعثرت غرتها بغضب و تحدثت بحدة :
_ انا لية بعيط انا مش عايزة اعيط يا فريال هو ميستهلش
مسحت دموعها بظهر يدها و وقفت عن الفراش تنظر اليها و هي تسأل بهدوء :
_ جعانة انزل اجبلك اكل ؟
نظرت اليها فريال بحزن لـ تصنعها القوة لـ تهز رأسها بنفي قائلة :
_ لا يا حبيبتي اقفلي النور و تعالي ارتاحي عشان الجالسة الصبح
هزت نورسين رأسها و خلعت نعلها مرة اخري و تسطحت علي الفراش و أغمضت عينها سريعاً تتمني الهرب من الواقع و الخلود الي عالمها المفضل و هو عالم الاحلام لـ تري نفسها فراشة حُرة طليقة تحلق بين الزهور غير مبالية بما يحدث حولها
***********************************
تقف امام المراه تصفف خصلات شعرها و تهندم من هيئتها تنظر الي نفسها بقوة لـ تستمد الشجاعة من ذاتها فاليوم ستواجه منير لكن مهما كان سوف تفوز و ان لم تتخلص منه اليوم فسوف تنتظر حتي تتخلص منه سوف يكون الصبر حليفاً لها ككل مرة و لن تستسلم و ان قتلها منير اليوم فـ حلمها الوحيد التخلص من الحياة و عدم التعايش مع واقعها فـ اينما تواجدت تلاحقها الذكريات المؤلمة و بعض من الألم المدفون في اعماق روحها أغمضت عينها بقوة و هي تتنفس بهدوء حتي يريح اعصابها المشتدة ثم فتحت عينها ببطئ ثم عدلت من غرتها علي جبهتها و التفتت الي فريال التي تراقبها و ابتسمت بهدوء و هي تتقدم منها قائلة بصوتها الهادئ :
_ خلصت .. شكلي حلو ؟
هزت فريال رأسها بايجاب مبتسمة لها بحب لـ تأخذ نفساً عميقاً قبل ان تلتفت نحو باب الغرفة لـ تفتحه متوجهة الي الاسفل حيث ينتظرها فريد و العم مجدي لـ يرحلوا ، ابتلعت ريقها و وقفت امام العم مجدي تتحدث بهدوء قائلة :
_ انا جاهزة
نظر الي لمعة عينها بأمل لـ يبتسم و يربت علي كتفها قائلاً :
_ المحامي قال ان الموضوع مش هيطول اربع شهور ان شاء الله و كل حاجة هتتحل
رفعت يدها للسماء تهمس بتوسل الي خالق السموات و الارض :
_ يارب يارب يا عم مجدي
_ يلا نتحرك عشان منتأخرش
كان صوت فريد من خلفها لـ تلتفت له مبتسمة بامتنان قائلة :
_ شكراً يا فريد بيه علي وقفتك جنبي متشكرة جدا
ابتسم فريد بهدوء و هو يهز رأسه دون حديث رداً علي حديثها ثم عدل من ياقة قميصه الابيض و هو يتحدث قائلاً :
_ اكيد اهلك هيعرفه مكانك بما اني معاكوا بس متقلقيش محدش هيقربلك عشان لو هددك متقلقيش انا مكلم الظابط خالد علي كل حاجة و هو هساعدنا
ازدادت لمعة عينها ببهجة فقدتها منذ زمن بعيد و تعلقت بذراع العم مجدي متوجه معه الي الخارج و سار هو خلفها مبتسماً علي ردة فعلها التي بدت كـ طفلة ابلغها والدها انه سـ يشتري لها الحلوي المفضلة لديها
***********************************
امام محكمة الاسرة كانت تقف نورسين بتوتر شديد كانت تتصنع القوة و لكنها ما ان وصلوا حتي تبخرت قوتها و شجاعتها و اصبحت ترتجف من الداخل رغم ثبات مظهرها ، تفحص فريد وجهها الذي شحب و رجفت يدها التي تقبض كلتا كفيها بعضها ببعض لـ يتقدم يقف الي جوارها و حاول بث قليل من الطمأنينة اليها حين نطق بهدوء :
_ متخافيش محدش هيقدر يقرب منك
تنهدت بقوة و ابعدت غرتها عن عينها و هي تنظر اليه قائلة :
_ انا مش خا...
صمتت عن الحديث حينما لمحت منير يأتي نحوها و اصبحت دقات قلبها متعالية بشكل هستيري ، تراجعت الي الخلف خطوة حتي تلقتها ايدي العم مجدي الذي ربت علي كتفها مشجعاً اياها قائلاً :
_ متخافيش يا نور مش هيقدر يعملك حاجة
ما ان انهي حديثه و بلمح البصر مد منير يده من بينهم دون ينتبه اليه احد و جذبها من خصلات شعرها بقوة و هو يصك علي اسنانه بغل حتي صدحت منها صرخة متألمة من قوة قبضته علي شعرها و جذبها عدة خطوات و هو يهمس لها من بين اسنانه بحدة :
_ انا تخلعيني يا واطية يا زبالة بعد اللي عملته معاكي
اسرع فريد بالتقدم منها و جذب يد منير بعيداً عنها و جذب يدها بيده الاخري واضعاً اياها خلف ظهره ثم صد صدر منير بيده بقوة حتي ارتد الي الخلف خطوة و صرخ به بغضب :
_ اياك تمد ايدك عليها اياك
نظر اليه منير من اعلي الي اسفل و احمر عينه بجحود و تقدم تلك الخطوة التي ابتعدها و امسك بتلابيب قميصه و تحدث اليه بحدة :
_ و انت مين بقي ان شاء الله اللي هربت معاه
ازاح فريد يده عنه في حين صدح صوت العم مجدي بغضب منه قائلاً :
_ انت عايز اية يا منير مش كفاية اللي بتعمله فيها سيبها بقي يا اخي هي مش عايزاك و لو كرامتك وجعاك اوي كدا طلقها و نتنازل عن الخُلع
صك منير علي اسنانه و صرخ بشئ لم يتوقع احدهم ان ينطقه :
_ بعد ما سترت عليكي بعد الفضيحة
شهقت نورسين و وضعت يدها علي فمها من الصدمة و ضيق فريد عينه من تعجبه بكلمة زوجها ، صرخ العم مجدي يسب منير و تقدم منه و صفعه بقوة حتي التف وجهه الي الجهة الاخري و صاح به بصوت حاد :
_ اخرس يا كلب .. انا قولت لـ لطفي انك *** بس مسمعش كلامي
امسك بمقدمة ملابسه و هو ينظر اليه باشمئزاز ثم قبض علي رقبته بقوة و صرخ به :
_ لو مش عايز فضايح و عامل فيها راجل اوي كدا طلقها طلقها دلوقتي و هتبريك من كل حاجة
لم يتلقي منه اجابة لـ يزيد بقبضته علب رقبته حتي كاد ان يزهق روحه لـ يفيق فريد من تعجبه حين لاحظ احمرار وجه منير و تقدم من العم مجدي و ابعده عنه لـ ينحني منير قليلاً يسعل بقوة في حين القي فريد نظرة علي نورسين الباكية التي تضع يد علي رأسها و يد علي صدرها ثم عاد ينظر إليه بعد ان وجده يعتدل واقفاً ، وضع يده علي كتفه و تحدث :
_ ارمي اليمين و مش هتدفع مليم واحد اما تدخل المحكمة و هتتخلع و كمان هاخد منك عينك و لو حتي مش بالمحكمة انا اعرف اجيب حقها كويس او هكلم الظابط خالد اللي لسة مخرجك من الحبس يجي ياخدك تاني
القي منير نظرة غاضبة علي نورسين و صك علي اسنانه بغضب و تحدث اليها قائلاً :
_ هعرف اردلك الصاع صاعين يا نورسين و هتندمي انك عملتي كدا و هترجعي تبوسي ايدي تاني زي ما بوسته ايدي اولاني عشان استرك
زمجر فريد بحدة حتي يصمت لـ ينظر اليه و من ثم الي نورسين مرة اخري و نطق :
_ انتي طالق بس مش هسيبك تتهني بحياتك
بصق علي الارض لـ يدفعه فريد الي العم مجدي لـ يبدأ اجراءت الطلاق رسمياً في حين زفرت نورسين بارتياح شديد و هي تبتسم ببهوت واضعة يدها علي قلبها و راقب فريد العم مجدي و هو يجذب منير باتجاه المحامي لـ يلتفت اليها و نظر الي وجهها بتركيز مضيقاً عينه لـ تنظر اليه بتساؤل لـ يضع يده بجيب بنطاله قائلاً بنبرة جامدة حادة :
_ انا عايز افهم كان يقصد اية