رواية بترت أجنحتها الفصل السابع 7 بقلم اسماء ايهاب

رواية بترت أجنحتها الفصل السابع بقلم اسماء ايهاب

 

فاضت عينها بالدموع و هي تنظر اليه بشرود و ذكريات الماضي تتدفق داخل خاطرها يمزق فؤادها و هو ينظر اليها منتظر اجابتها لاحظ عينها التي تذرف الدموع بغزارة لـ يحمحم بصوته الاجش قبل ان يربت علي كتفها بهدوء لعلها تهدئ الا ان هذا لم يزيدها الا بكاء و نواح ، يعلم ان سؤالها عن ذلك ليس من حقه و لكنه سأل فضول اولاً من حكاية تلك الفتاة الغامضة بالنسبة له و ثانياً يرد معرفة اي نوع من البشر يمكث بمنزله ، هل بالفعل هي تستحق الشفقة و الاحسان ام انها مخبئ داخل قناع البراءة المرتسمة علي وجهها و وسط تفكيره و تهدئتها بذات الوقت وجدها تسقط علي صدره فاقدة للوعي ، تلقاها بين يديه لف يده حول خصرها و يسند جسدها عليه يربت علي وجهها يهمس بأسمها لكن لم تستجب لـ نداءه بأي شكل من الاشكال حتي يده التي كانت يزيد من حدة ضرباتها لـ وجنتيها لم تتأثر بها لـ يحملها بين يديه و نظر حوله لـ يجد العم مجدي يغادر مع ذلك المدعو منير و لكن رأي المحامي يتقدم منه متسائلاً : 
_ في اية يا فريد بيه مالها ؟

تقدم فريد من سيارته المصفوفة بعيد قليلاً عنهم و خلفه المحامي ينتظر اجابته حتي وقف فريد امام السيارة يتحدث قائلاً : 
_ افتح الباب اغمي عليها 

فتح له باب السيارة الخلفي لـ يضعها علي الاريكة الخلفية و يغلق الباب و يلتفت الي المحامي متحدثاً : 
_ ملهاش لازمة القضية منير طلقها ياريت تعمل الاجراءات اللازمة

هز المحامي رأسه بايجاب في حين صعد فريد الي سيارته يقودها نحو المشفي يطلع اليها تارة و الي الطريق تارة حتي وصل بها نحو المشفي ، خرج من السيارة و فتح الباب الخلفي يحملها برفق و توجه بها نحو الداخل و استقبلته احدي الممرضات بمقعد متحرك لـ يضعها فوقه و يدفعه متوجهاً حيث تشير اليه الممرضة حتي دلف بها الي غرفة الطبيب و لكنه تفاجأ بصوت اخر يدلف الغرفة و هو يتحدث بقلق : 
_ نورسين مالها 

التفت فريد لـ يجده هو ذاته ذلك الشخص التي قالت عنه نورسين من قبل انه خطيبها السابق تفحص فريد ملامحه القلقة و امسك بيده يجذبه الي الخارج معه قائلاً بحدة : 
_ الدكتور هيعرف مالها دلوقتي 

خرج معه من غرفة الطبيب لـ يقف محمود امامه قائلاً بتساؤل حاد : 
_ مالها نورسين حصلها اية و انت مين عشان كل مرة اشوفك معاها 

لم يجيبه فريد انما استند علي الحائط خلفه يضع يده بجيب بنطاله يتطلع إليه بهدوء شديد ثم سأل مضيقاً عينه :
_ طالما بتحبها و خايف عليها كدا سيبتوا بعض لية 

صمت محمود و امتعضت ملامح وجهه بغضب شديد ناظراً الي الاسفل و قبض علي كف يده ثم نظر اليه مرة أخري و الاخر يدقق بملامح وجهه النادمة و نطق بحدة :
_ دا شئ ميخصكش انت مين اصلا و بتعمل معاها اية 

ابتسم فريد بسخرية قائلاً : 
_ و دا شئ ميخصكش انت بقي 

صك محمود علي اسنانه بغضب و التفت عنه يهم ان يدلف الي الغرفة الموجودة هي بها الا ان يد فريد كانت الاسرع في منعه للدخول حين امسك بيده لـ ينظر اليه محمود بحدة لـ يبعده فريد عن باب غرفة الطبيب متحدثاً اليه بنبرة صلبة : 
_ اظن ملكش الحق انك تدخل عليها اوضة الكشف 

ابعد محمود يده بقوة عنه و استند علي الحائط جواره ينتظر في الخارج علي مضض تحت نظرات فريد القوية له لديه فضول بمعرفة حكاية تلك صاحبة الملامح الرقيقة ما هي الا دقائق حتي خرج الطبيب التفت اليه محمود حين انتبه الي صوت فريد يسأل الطبيب قائلاً : 
_ خير يا دكتور 

نظر اليه الطبيب بابتسامة هادئة قائلاً : 
_ متقلقش دي نايمة 

نظر اليه فريد بتعجب عاقداً حاجبيه ما كاد ان يتحدث الطبيب حتي تحدث محمود بحزن : 
_ حد ضغط عليها هربت من الدنيا 

ثم التفت الي فريد يصيح به بغضب : 
_ انت عملت فيها اية 

نظر اليه فريد هل يعلم كل شئ عنها الي تلك الدرجة لـ يتغاضي عن حديثه و يلتفت الي الطبيب يشكره بهدوء و تقدم من الغرفة لكي يدلف اليها يطمئن عليها لـ يمنعه محمود حين وقف امام يسأله مرة اخري : 
_ عملت فيها اية ضايقتها في اية انا عايز اعرف انت مين 

ابتسم فريد بجانب فمه بسخرية ثم ربت علي كتفه قائلاً بتهكم : 
_ انا اللهو الخفي ملكش فيه 

ثم دلف الي الغرفة و اغلقت الباب خلفه بوجه محمود الذي اغتاظ بشدة و طرق علي الباب و ما كاد ان يفتح الباب حتي استمع الي نداء له من احد زمائله يبلغه بضرورة قدومه ...

نظر فريد الي تلك الغافية غارقة بعالم الاحلام متهربة من الواقع تنهد و هو يمسك بذلك المقعد الخشبي يضع جوار الفراش و يجلس عليه يتأمل سكونها و هدوء ملامحها الرقيقة غرتها التي تنساب علي جبهتها تعطي لها مظهر طفولي جذاب تقدم من الفراش بالمقعد و مد يده نحوها يبعد الغرة عن عينها و ابعد يده مرة اخري عاقداً ذراعيه امام صدره منتظراً قليلاً حتي تستيقظ بمفردها يبدو ان خلفها سر كبير و يبدو ان مفتاح هذا السر هو محمود و لكنه لا يفضل ان يسأله ابداً من الافضل ان ينتظر و سـ يعلم قريباً كل شئ ...

مرت ساعتين و هي لم تفق كاد ان يتغلب عليه النوم هو الاخر لكنه وقف عن مجلسه و فرك وجهه بكلتا يديه حتي يستفيق ثم انحني قليلاً يربت علي كتفها و هو يهمس بأسمها برفق حتي تستفيق ، تململت في نومتها بانزعاج و لكنه نطق باصرار ان تستيقظ :
_ نورسين اصحي عشان نرجع البيت ترتاحي 

فتحت عينها ببطئ لـ يظهر سواد الليل القابع داخل بؤبؤت عينها اللامعة ، رمشت باهدابها عدة مرات حتي دققت بملامح وجهه الوسيم متأملة اياه لـ ثواني قبل ان تمرر يدها علي وجهها قائلة بصوت ناعس : 
_ احنا فين 

تنهد جالساً مرة أخري علي المقعد قائلاً بهدوء :
_ في المستشفى 

كانت تعلم من هيئة الغرفة و لكنها كانت تريد التأكد منه او انها حُجة لـ تستمع الي صوته و تعلم ان كانت نبرته بها انزعاج ام غضب ام انه هادئ غير مبالي بما حدث و لكنها استرخت حين علمت انه هادئ ، استندت علي يديها علي جانبيها لـ يسرع هو لـ يعاونها في القيام حتي اعتدلت جالسة و جلس هو علي المقعد مرة اخري قائلاً بتساؤل :
_ بقيتي احسن ؟ 

هزت رأسها بايجاب و هي تتحدث بهدوء و صوت خافت : 
_ الحمد لله انا اسفة تعبتك معايا 

افجلت حين وقف عن المقعد و اقترب من فراشها لـ يجلس علي طرفه الي جوارها و بتلقائية منها ابتعدت قليلاً عنه لـ يبتسم هو ابتسامة صغيرة و هو يتحدث اليها برفق حتي تطمئن له : 
_ لو عايزة تتكلمي في يوم انا موجود و اقدر اساعدك في اي حاجة 

صمتت تنظر الي يدها بخوف من انه تفهم كلمات منير الذي القاها علي مسامعه او من الممكن انه تفهم الامر خطأ تنهدت بثقل و هي تهز رأسها بهدوء ، شعرت بيده التي ارتفعت لـ تتقدم نحوها لـ ترفع رأسها نحوه تجده يجلس مبتسماً بهدوء و يده تمتد الي غرتها يحركها عن عينها و هي تتابع يده بحرج حتي ابعدها عنها قائلاً :
_ هنادي الدكتور يشوفك قبل ما نمشي 

وقف عن الفراش لكنها اسرعت لـ تمسك بيده بعفوية قائلة : 
_ لا انا كويسة 

نظر الي يدها التي تمسك بيده لـ تنتبه هي الي ما فعلت لـ تبعد يدها عنه سريعاً تتنحنحت بحرج و هي تخرج عن الفراش قائلة : 
_ انا بقيت كويسة يعني مفيش داعي تنادي الدكتور 

هز رأسه بايجاب و سبقها يفتح الباب لـ تخرج هي خلفه و ما ان خرجت من باب الغرفة حتي وجدت محمود يتقدم منهم من بداية الممر لـ تغمض عينها بارهاق و هي تتأفف لـ ينظر فريد بينها و بين محمود بطرف عينه ثم يمسك بيدها فجأة حتي نظرت اليه بذهول لما فعل لـ يجذبها برفق لـ تسير معه نظرت الي يده بتعجب و هي تهمس : 
_ فريد بيه من فضلك 

استمر بالسير و لم يهتم لها حتي وصلا امام محمود الذي نظر الي ايديهم بغيظ ثم نظر الي نورسين متسائلاً :
_ انتي كويسة ؟

زفرت بضيق و هي تجيبه بحدة :
_ شئ ميخصكش يا محمود 

تحركت من امامه الا انه وقف امامها مرة اخري يتحدث اليها برجاء :
_ نورسين لو سمحتي اسمعيني 

و هذا المرة ابعده عنها فريد حين دفعه بصدره بعيداً عنها قائلاً بنبرة قوية :
_ و هي مش عايزة تسمع وفر كلامك لنفسك 

لـ تبتسم نورسين بسخرية و هي تنظر اليه من اعلي الي اسفل باحتقار قائلاً : 
_ روح لمراتك يا محمود و بلاش حركاتك دي عشان بقت مقرفة اوي بالنسبالي 

_ طلقتها و الله طلقتها ربنا اخدلك حقك مني يا نورسين انا عايزك تسمعيني و تسامحيني 

ابتسمت مرة اخري بسخرية في حين دفعه فريد بعيداً عنها و سار بها خارجاً من المشفي و داخله فضول يأكله لكي يعلم كل شئ اي حق ماذا حدث معها من قبل داخله رغبة عارمة في معرفة كل شئ عنها هو بالفعل لا يعلم لما لكنه يريد و بشدة ..

**********************************
فتح باب غرفة فريال القابعة علي الفراش تنتظرها بقلق اخبرتها بالاسراع نحوها حتي تطمئن عليها لـ تتقدم منها نورسين بهدوء و ابتسامة صغيرة لـ تجلس بالقرب منها علي الفراش و احتضنتها بحب و هي تتحدث بفرحة عارمة : 
_ اطلقت مش مصدقة نفسي بعد ٣ سنين أخيرا خلصت منه 

بادلتها فريال احتضانها بحنو شديد و هي تربت علي ظهرها هامسة اليها : 
_ الحمد لله يا حبيبتي الحمد لله 

ابتعدت عنها و هي تنظر اليها بأعين تلتمع بسعادة كبيرة و هي لا تصدق انها اصبحت حُرة غير مقيدة بمنير و لا حتي بأبيها تشعر بسعادة لا توصف الآن ، حمدت ربها مراراً و تكراراً و بدأت بالحديث الطويل مع فريال حتي قطع حديثهم طرقات علي باب الغرفة سمحت فريال للطارق بالدخول لـ يفتح فريد الباب و يطل بزيه الرسمي يمسك يد الحقيبة بيده و اليد الاخري يمسك بقبعته و يبتسم ابتسامته التي تظهره اكثر من وسيم تقدم من شقيقته بهدوء التي صاحت بضيق : 
_ انت مسافر يا فريد 

جلس علي طرف الفراش جوار شقيقته و أعين نورسين تراقب تحركاته امسك وجه شقيقته بين راحتي يده و قبل قمة رأسها و هو يبتسم لها متحدثاً برفق : 
_ انا عندي رحلة كمان ساعة و نص 

_ هتيجي امتي بقي 

قالتها فريال بضيق و قد عبست بوجهها لـ يتحدث فريد بهدوء : 
_ هتأخر عليكي يومين بعد الرحلة دي 

عقدت فريال حاجبيها باستغراب و هي تسأل :
_ لية ؟

ابتسم ببشاشة و هو يجيبها بمرح و همس باذنها لم يصل الي نورسين : 
_ هفضل اليومين دول مع كيندي 

_ معها فين في بيتها !!!

سألت فريال بصدمة من حديث شقيقها لكنه صفعها بمزاح و هو يقول بالقرب من اذنها مرة اخري :
_ وطي صوتك انا بتاع بيتها بردو .. لا يا ستي هروح اقعد في اوتيل بس هاخد نخرج مع بعض نتعشي برا يعني يومين كدا اشوفها 

ضيقت فريال عينها عليه و هي ترفع حاجبها الايسر له قائلة : 
_ امممم ماشي بس هما يومين بس و ياريت متتأخرش 

قبل وجنتها و يدها مودعاً اياها و وقف عن الفراش واضعاً قبعته اسفل ذراعه و القي نظرة علي نورسين التي تغيرت ملامح وجهها و لا تعلم لما كانت تبدو عادية و لكنها شعرت بتغير حين اخبر شقيقته بسفره لا تعلم لما لا تريد ان يغادر ابعدت بصرها عنه بحرج لـ ملاحظتها ان ابتسم حين وجدها تحملق به لـ يتحدث اليها قائلاً :
_ ياريت تخلي بالك منها يا نورسين و لو في اي حاجة عايزينها كلمي عم مجدي 

تنحنحت و هي تهز رأسها بايجاب قائلة بهدوء : 
_ حاضر .. ترجع بالسلامة 

ابتسم فريد و هو يغادر الغرفة بل المنزل اكمله مغادراً الي عمله ، التفتت فريال الي نورسين الساكنة منذ ان خرج فريد لـ تعقد حاجبيها باستغراب و هي تسألها بهدوء :
_ مالك يا نورسين 

انتبهت اليها نورسين و نظرت اليها مبتلعة ريقها بتوتر تخشي ان تكون فريال قد لاحظت تغيرها لـ سفر فريد و الذي هو غير مبرر لها غير اي احد اخر لـ تتحدث قائلة : 
_ مفيش حاجة بفكر في اللي حصل النهاردة 

تأففت فريال بضيق منه و نكزتها بكتفها قائلة :
_ يا شيخة سيبك و افرحي انك بعدت عنه و عن قرفه 

ابتسمت بهدوء و هي تستند بظهرها علي ظهر الفراش قائلة :
_ عندك حق .. الحمد لله 

**********************************
اصرت نورسين ان تبدل حياة فريال بدلاً من مملة داخل اربع جدران و بدأ كل صباح اخراجها الي حديقة المنزل لـ تناول وجبة الإفطار ، جلست علي مقعدها المتحرك بالحديقة تنتظر قدوم نورسين التي اصرت علي اعداد الطعام بنفسها ، حركت المقعد الي اليمين لـ تنظر الي أزهارها المتفتحة بشكل يصر الناظرين و ترتسم علي شفتيها ابتسامة بسيطة تقدمت بالمقعد نحو الازهار و ما كادت ان تميل لـ تقطف واحدة منهم الا انها افجلت علي صوت مألوف لها يقول بمرح :
_ و الله عيب عليكي راحة تقطفي وردة و انا موجود 

التفتت فريال لـ تجده الضابط خالد ابتسمت برقة و التفتت اليه بمقعدها متقدمة منه مرحبة : 
_ اهلا و سهلا بحضرتك 

مد يده لـ يصافحها لـ تبادله مصافحته و هو يتحدث اليها قائلاً :
_ بلاش حضرتك دي متخافيش مش ظابط مستبد لا 

ضحكت و هي تضع يدها علي فمها ثم اشارت اليه ان يجلس علي المقعد الموجود بالحديقة لـ يجلس امامها و هو يتحدث بهدوء : 
_ عاملة اية 

_ الحمد لله بخير 

اجابته بهدوء و هي عينها معلقة علي تلك الزهرة التي تريد ان تقطفها ، انتبه هو الي ذلك لـ يبتسم و هو يقف مرة اخري تابعته هي بنظراتها الي اين يذهب لـ يجده يقطف تلك الزهرة الحمراء التي لفتت انتباهها و يتقدم منها يقدمها لها بكل نُبل ابتسمت و هي تأخذها منه هامسة بالشكر لـ يعود جالساً في حين امسكت هي بالزهرة تستنشق رائحتها العطرة بسعادة و لكنها تذكرت انها لم تسأله حتي عن سبب الزيارة و لم تنبه ان اخيها قد سافر برحلة إلى فرنسا لـ تنظر اليه و هي تقول بتهذب : 
_ تحب تشرب اية 

تحدث خالد بهدوء :
_ و لا اي حاجة متشكر .. كابتن فريد موجود 

ظهر علي وجهها الاسف و هزت رأسها بنفي قائلة :
_ للاسف مش موجود عنده رحلة و سافر بليل بس عاصم شريكه جاي دلوقتي هنا ممكن تقابله 

_ جاي و اخوكي مش موجود 

سأل مستفسراً لما يأتي شخص غريب اليهم في غياب شقيقها لـ تبتسم هي بهدوء قائلة :
_ اصل عاصم كمان يبقي قريبنا و لما فريد يكون مش موجود و عايزة حاجة بطلب منه 

هز رأسه بتفهم في حين خرجت نورسين الي الحديقة و معها صنية عليها طعام الافطار ابتسمت و هي تضع الطعام اعلي الطاولة الموجودة بجوار فريال و تحدث بترحاب :
_ ازيك يا خالد باشا 

ابتسم اليها خالد و هو يقول بهدوء : 
_ بخير الحمد لله .. اخر الاخبار معاكي اية 

ابتسمت نورسين باتساع و هي تخبره بفرحة عارمة ظهرت علي وجهها و نبرتها :
_ منير الحمد لله طلقني امبارح 

تشعر بسعادة تكاد تجعلها تطير ما كاد ان يتحدث اليها الا ان استمع الي صوت فريال ترحب بأحد ما التفت الي صوتها لـ يجدها تلقي التحية علي شاب وسيم طويل القامة اتجه عاصم نحو فريال يقبل رأسها و هو يتحدث اليها بحنو : 
_ عاملة اية يا فيرو 

ابتسمت باتساع و هي تجيبه بمرح : 
_ زي الفل زي ما انت شايف كدا .. اين اشيائي 

ضحك بصوت عالي و هو يرفع حقيبة بلاستيكية كبيرة امام وجهها لـ تلتقطها هي حتي تري محتواها لـ يلتفت عاصم الي خالد يصافحه و يتعرفون كلا علي هوية الاخر حتي تحدث عاصم اليه قائلاً :
_ فريد موصيني جامد عليك و انا هبقي معاك و كله هيبقي تمام ان شاء الله

تحدثت نورسين اليهم بلطف :
_ تشربوا اية 

التفت اليها عاصم و نظر اليها للحظات لـ يعلم انها الممرضة الذي بحث في امرها من قبل فهو يعلم جميع العاملين بالمنزل لكنه لـ يتأكد من ذلك سألها قائلاً : 
_ انتي نورسين الممرضة 

هزت رأسها حتي اهتزت غرتها معها بشكل لطيف جعلت عاصم يبتسم تلقائياً بلا سبب لـ يقف خالد ينوي الذهاب و تحدث الي عاصم قائلاً : 
_ انا بقول نروح الشركة نتكلم هناك احسن 

هز عاصم رأسه بهدوء لـ يلقون التحية و ينسحبون بهدوء الي شركة السياحة يتحدثون بأمر العمل و بدأ الفتيات في تناول الطعام ... 

**********************************
خرج فريد من الفندق المقيم به و يذهب لـ شراء باقة من الزهور البيضاء لـ يقدمها الي كيندي لم يخبرها بمجيئه اليها صعد الي احد سيارات الاجرة و ادلي بعنوان منزلها حتي وصل الي منزلها خرج من السيارة بعد أن اعطي السائق حقه و تقدم من الباب يدق الجرس لكن تجمد بمحله و تصلب جسده بصدمة و هو يجد شاب اشقر هو من يفتح الباب عاري الصدر وقعت الزهور من يده علي الارض و تناثر بعضها علي الارض في حين جاءت هي من خلف الشاب ترتدي ثياب غير ساترة منها الا قليلاً و هي تسأل ذلك الشاب : 
_ من الطارق عزيزي 

لكنها نظرت الي فريد بصدمة لـ وجوده و عادت خطوة الي الخلف و قد اتسعت عينها و همست بخوف : 
_ فريد 

قبض فريد علي كف يده بقوة و تصلب فكه و احتدت عينه و اصبح يسودها سواد داكن لـ يزيح ذلك الشاب من امامه الذي تسائل عن هويته و حاول منعه من الدخول الا ان غضب فريد كان الآن اعمي وقف امامها يصك علي اسنانه بغضب و بكل ما لديه من قوة صفعها صفعة قوية اسقطتها ارضاً لـ تصرخ بقوة من شدة الصفعة لـ يصرخ ذلك الشاب به و كاد ان يهجم عليه لـ يزداد غضب فريد و بكل ما بداخله من غضب و غل لكمه عدة لكمات بوجهه حتي ابطح هو الاخر ارضاً كاد ان يخرج لـ يجد كيندي تتعلق بقدمه و هي تقول برجاء و بكاء : 
_ فريد ارجوك استمع الي ارجوك 

ازاحها بعنف عن قدمه و خرج من المنزل و هو يتنفس بقوة و صدره يعلو و يهبط بجنون من شدة الغضب و يصرخ بصوت عالي يصل إليها صوت يخرج من بداخله من عصبية قائلاً : 
_ اياكِ ثم اياكِ ان اراكي او استمع الي صوتك مرة اخري و ان فعلتي سـأقتلك بيدي 

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1