رواية حارة الربيع الفصل السابع 7 بقلم جميلة القحطانى

      


رواية حارة الربيع الفصل السابع بقلم جميلة القحطانى


وإيده مشققة من التعب.
الحاج محمد بحنية:تعالي يا بتي، شوفي البامية دي طرية زي قلبك.
مرام بصوت مكتوم:بابا أنا زهقت.
كلهم بيتريقوا عليا عشانك.
سكوووت الحاج محمد يرفع راسه، والوجع في عينيه بيظهر لحظة.
بس بسرعة يبتسم ويقول:أنا يمكن ببيع خضار بس عمر ما الطُراب وصم الجبين.
وأنا مربّيكِ على الطُهر والكرامة مش على المظاهر.
يوم ما ترفعي راسك يبقى عشان تعبنا، مش عشان كلام الناس.
اليوم اللي بعده، مرام داخلة المدرسة، لابسة نفس الطرحة، بس ماشيه مرفوعة الراس.
تسمع بنت بتضحك وتقول: جت بنت الفجّار!
مرام توقف تتلفت لهم، وتقول بصوت صعيدي 
ثابت :آه أنا بنت اللي بيبيع ف سوق البلد بس ما سرقش، ولا غش، ولا ظلم حد.
بنت راجل بيصحى م الفجر، يشقى ويمشي عَ رجليه عشان أتعلم.
تبقوا تسخروا من شرفي؟
صمت ثم تمشي.
وفي عينيها دمعة بس في قلبها شعلة.
كانت مرام ماشية في السوق تحمل طبق الباذنجان فوق رأسها، رجليها سريعة، ووشّها حامي من الشمس والناس والكلام.
أصوات البياعين حواليها، وزعيق العربيات، وضحكات ولاد الشوارع.
كل ده مش فارق معاها.
اللي كان واجعها، الضحكة اللي سمعتها من زمايلها في المدرسة الصبح:دي بنت اللي بيمسح الأرض ف السوق!
رجعت البيت، سابت الشبشب على الباب، وقعدت على العتبة، سايبة الطرحة تغطي وشّها.
أبوها خرج من جوّه وقال وهو بيشيل قفص:يا مرام مالك يا بتي؟
قالت بصوت واطي:هو الشقى عيب يا بابا؟
ردّ وهو بيبص للسماء:العيب إن الواحد يتولد بأصل وينكره.
في نفس الوقت، في الحارة التانية كان أحمد حفيد الحاجة وداد، بيجري ورا ولاد الحارة بكورة جلد مقطّعة.
وقع الشبشب من رجله، وطار نحية السوق.
جري أحمد عشان يجيبه، لقى بنت ماشية وهو الشبشب خبط في طبقها، وقلب الباذنجان على الأرض.
مرام بصت له، والناس اتلمّوا.
تعليقات