رواية فتاة الخيل الراقص الفصل السابع 7 بقلم لينه سعد

 

رواية فتاة الخيل الراقص الفصل السابع بقلم لينه سعد




_اهلا هديل
.... كانت كلمته تجبرني استسلم الة واتقدم وامحي كل خاطرة تجي ببالي بان اتراجع واهرب من المكان تقدمت بهدوء محاولة اجمع شتات نفسي جنت مهزوزة واني بقربة ضايعه والوم بنفسي ليش اجيت أصلا كعدت على الكرسي المقابل الة وكال
_شلونج اليوم 

_بس اليوم الثالث على المقابلة الاولى 
..... اتسعت نظراتي واني مستغربة معقولة اني جنت لهل درجه غبية وقفت بسرعه وكلت 
_اعتذر دكتور ماادري 

_اوكفي بالعكس هل شي أحسن 
.... توقفت والتفت الة

_بس تعالي تفضلي واني اشرح الج ما جان قصدي ازعجج
.... انصاعيت الة مثل ما انصاع لاي كلام من قبل امي وتقدمت لناحية الكرسي واجلس بمقابلة الة

_ تمام خلي نبدي اول جلساتنه لان اني عندي اول نظرة هي مجرد تعارف ووراها ابدي بجلسة العلاج 

_ جلسة علاج؟ يعني اني مريضه؟ 
_محد بينا صاحي من المرض ياهديل، كلنا مريضين بس اكو واحد واضح علية ويكدر يعالجه بسرعه واكو من يخبي ويهرب منه الى ان يبدأ ياكل جسمه تدريجياً، ودائماً مأخوذ عن العلاج النفسي هو الي نصاب بي مجنون على العكس هو يشبه البكتريا الة مدة يبقى بيها بالجسم ويحاول يثبت وجودة وبعدها بالعلاج يروح 

_حياتي عادية بنت وحيدة عاشت طفولتها بالعراق ووالدي توفى وبعدها هاجرنا 

_يعني جنتي مرتاحة؟ 

_اكيد ماكو شي يقلق 
..... كذابة واعرف اني اكذب المفروض احجي كل شي عن مابداخلي بس لا اكو اشياء مااكدر اعبر عنها حتى مع نفسي ممنوع اطلعها يمكن اعرف بانه لو تكلمت بالحقيقة افضل الية بس ووراها باي نظرة راح يشوفني بيها 
بديت احجي عن طفولة بعيدة عن واقعي بعيدة عن ماضيي ماذكرت بيها رقية ولا سعادة ولا عمو جميل طفولة بس بالريف مع امي وبابا وذكرت اله بأني تاذيت بعد وفاته بابا 

_جميل طفولة عادية مابيها شي من الازمات زين من دخلتي تركيا بلد ثاني بلغه مختلفه شلون كدرتي تتأقلمين 

_تمام مو مشكلة احجيلي عن نفسج شنو تشتغلين شنو الي تحبين او تكرهين طموحج شنو؟ 

_اني مااشتغل مافكرت بهل شي بس الي اعرفه اني احب الرسم واحبه لدرجه جبيرة 

_شنو يمثل الج الرسم؟ 

_يمثل ترابط بين الحلم والحقيقة 
أجد نفسي دائمًا بحوار صامت مع لوحاتي، كل قطعة قماش بيضاء احسها بمثابة صفحة جديدة بحياتي يمكن اغير بيها هواي اشياء وأفعال سويتها واني ماراضية عليها بالحقيقة 
يمكن اطير، ويمكن ارسم اشخاص بألوان غير عن لون بشرتهم الحقيقة 
..... التفتت اله واشوفه ساكت بدون ان يرمش ولا ينطي ردة فعل وكال محاول يخليني اتابع ومااقطع الحديث 

_ شنو الي تكرهين ؟ 

_اكره الماضي 
_هلكد هو مؤذي بالنسبة الج 

_مااكدر اتخلص منه او حتى اتخطاه 
_ليش ما تصلحينه

_مااتصور يتصلح امي دائما تكول الي فات مات 

_ كمليها للمقولة والي جاي احلى باذن الله، تره مو دائما يموت ياهديل اكو اشياء ماتموت تبقى خالدة 

.... رفعت انظاري الة وحسيت اني حجيت شي مالازم اكولة فستعديت اكوم وهو ماحاول يمنعني بالعكس كان ينظر الية بكل هدوء وكلت 

_اترخص 
_هديل! 

.... توجه ناحيتي وهو يمد ايدة باتجاهي وكال 
_هذا الكارت اذا تحتاجين اي شي باي وقت اتصلي بي 

.... اخذته منه وكلت
_شكرا دكتور 

_ما راح اكول الج وقت محدد تجين بي بس اذا تحسين انتي محتاجه تجين راح تلكيني مستعد اسمعج 

_تمام 
..... ابتعدت عنه واني احس براحه و بخفه قليلة ماجنت حاستها من قبل ، مرت ايام ويمكن أسابيع جنت ضايعه بهذا الوقت ماعندي دراسة ولا جنت اشتغل مجرد اطلع من الشقه اتجول بالحي او اتمشى على طريق البحر ومرات بالكوفي المعتادة علية وبمرة قررت اطلع واخذ دفتر الرسم واقلامي الرصاص والفحم حسيت باني محتاجة ارسم وتجولت بعدة اماكن بدأ الطقس يتغير بلمحه عين، وذكرني الطقس بالدنيا الي عايشة بيها متقلبة مرات مشمسة تخليك تحس بالأمان وبعدها عاصفة تصير وحيد ضايع ماعندك احد تثق بي فتغير الطقس يذكرني بأن لا شيء ثابت، وأن كل شيء في حركة دائرة ومتغيرة ، توجهت بسرعه لناحية الكوفي الي متعودة أخلص وقتي بي دخلت واني انفض قطرات المطر اللاصقه على ملابسي وتحركت لناحية المكان المنعزل المطل على الشارع تركت دفتري واقلامي وعدلت جلستي وبعدها غصت بعالمي واني اندمج بالرسم وصل النادل عندي وكال بالتركي 
_خانم تشربي شي 

....جاوبته بنفس الطلب المعتادة علية 
_شاي أخضر 
..... ابتعد عني وبحركه توجهت انظاري لناحية الطاولة الامامية والمح شخص ينظر الية جان هو بنفس تسريحه شعرة وذقنه الحليق ونظرته الا مبالية بس هل مرة بدون ابتسامه ما كان جالس لوحدة بل تشاركه بنت بعمر العشرينات بشعر بني منسدل على ظهرها ناعم ولامع الشعر الي جنت اتمنى من جنت صغيرة امتلكه مو مثل شعري يشبة شعر الافارقه بعدت نظراتي عنه بسرعه ورجعت اكمل رسمتي بس توقفت افكاري وتجمدت على الخطوط الي جنت مثبته بان اكملها تلاشت كل فكرة وكل صورة انرسمت بمخيلتي واحلت مكانها صورة الدكتور، حاولت استعيد تركيزي بدون فايدة رفعت نظارتي لناحية الطاولة واشوفه ينهي كلامه مع البنت وهي تبتعد وتطلع خارج المكان اما هو فالتفت الية وابتسم، اي نعم هناك ابتسامه منه شقت وجهه بالكامل وعبرت عن اشياء هواي، رجعت نظراتي على رسمتي متصنعه بالتركيز بس تفكيري بغير شي ، وبدأ تفكيري يصنع اسئلة مالها اي داعي هو متعود هنا يجي؟ زين من شوكت هو هنا؟ منو هاي الي وياه؟ 
حبيبته ؟ 
اخته؟ 
لا مو اخته جان وياها اكثر اهتمام ومجاملة بس لا هو لو يهتم بيها وبمشاعرها ما ينظر على غيرها شكد اكره.... 

_مرحبا هديل 
.... كلمتة وقفت أفكاري وتساؤلاتي الي تكدست براسي تبعثرت اوراقي من ايدي وسقط القلم الفحمي من اصابعي توقفت بسرعه كأني ارتبكت عمل شنيع مد ايدة وهو يوقفني وكال 

_على كيفج ثانية وحدة بس 
... نزل وهو يجمع اغراضي وبعدها وضعها على الطاولة وكال 
_اعتذر لان فززتج ماجنت متوقع هيج اني مرعب 

_لا على العكس بس ماتوقعت وجودك 

_عادي اكدر ارجع لطاولتي 

_لا اعتذر مو هيج بس،... 

_مو مهم نرجع من اول نقطه ، ممكن اكعد يمج انسة هديل
.... اخذت نفس عميق وكلت 
_تفضل دكتور 

_شكرا 
..... جلس وهو يعدل من هندامه بصراحة هو كان انيق انزلت نظراتي عنه واني ارتب دفتري واحاول اصير مثلة مسيطرة على الوضع دائما اني متوترة وفاشلة بهيج مواقف بس هو يكدر يسيطر على موقفه بسهولة وحتى لو انحرج متاكدة راح يكدر يحول الموقف لصالحه وهنا كال 
_هاي رسماتج 

_نعم 
_ممكن اشوفهن اذا ما اتصير زحمه ولو اني بطبعي فضولي 
.... ضحك بكل بساطة مررت الة الدفتر واني اركز بتعابير وجهه ماجنت مهتمه لتقيم احد على رسوماتي بس هو مااعرف ليش جنت مهتمه بان يعطيني راية ويقيم فني 

_روعه هديل، بصراحة ماجنت متوقع انتي هيج ترسمين 
..... ركز علية وهو يعطيني دفتري وكال 
_عندج رسمه مميزة راسمتها ؟ 

.... حاولت اعتصر ذاكرتي وكلت 
_مااتصور بس كل رسماتي مميزة 

_لا مااقصد هذا الشي اقصد رسمه تعبر عن مابداخلج مثلا انتي راسمه شي ما تكدرين تحجين بي او تعبرين عنه بس طلعتي عن طريق الرسم 

... سكتت وماكدرت احجي فعلا اني ابد مااتبعت هذا الشي ليش ماارسم الي مااكدر احجي عنه ،حاولت اتملص من كلامه وكلت الة بطريقة محرجه 
_شنو تريد تمارس شغلك هنا 

.... ضحك واني استغرب ليش هو يضحك بسهولة مااعرف شنو الدافع من هذا او ليش هيج الضحكه سهلة عندة مااتخيل اني بيوم ضحكت وفعلا ماضاحكه واذا ابتسمت فهي مجاملة لا غير 

_يمكن لان اشتاقيت الج وانتي ما متواصلة وياي من فترة طويله 

_اشتاقيت الية ؟ 
_اعتذر عن الكلمه اقصد جنت اتمنى تجين علمود نكمل حديثنا 

_جنت مرتبطة بامور خاصه ماعندي وقت 

_تمام ماطول اني اعطيتج وقت مفتوح علمود ترجعين بي الية هل مرة راح احدد وقت وانتظرج الأسبوع الجاي 

..... ابنعد عني وبقيت كاعدة بمكاني بدون حتى مااعترض على كلامه وبقيت اللوم نفسي باني لازم أرفض روحتي الة واصلا ماكو اي علاقه تربطني بي لا صداقه ولا حتى شي ثاني ثاني هو مجرد دكتور ومريضته هي مجرد مرتين بس شفته بيها طلعت بهذا اليوم من الكوفي وافكر بكل كلمه كالها ، دخلت الشقه واشوف امي واكفه منتظرتني وابتسامة على وجهها 

_تأخر تي وين جنتي ؟ 

_اتمشى 

_بهذا المطر ؟ 

_اي عادي ورحت للكوفي 

_رسمتي شي 
_لا مجرد اوليات 
... ابتعدت عنها متوجهه لغرفتي بس وكفتني وتكول 
_هديل اليوم معزومين 

_اي عادي 
_اني وانتي 

_انتي تدرين مااطلع لعزايم ابد

_ميخالف هل مرة مختلفه هاي العزيمه ببيت صديقتي جومانه اولادها جاين من السفر وهي فرحانه وعزمتنا اثنينا 

_واني شنو دخلي بهل شي ماما 
.... اقتربت الية وهي تبتسم ولمست وجهي وكالت 
_علمودج والله اريدج تغيرين جو 

_ماما اني مرتاحه مابية شي واذا على التغير الجو غيرته وخلصت 

_ميخالف بنتي اسمعي هل مرة مني وطاوعيني 

.... سكتت واني ارفع صوتي باعلى مايمكن واكول دومي اطاوعكم ومابيوم رفضت شي مايفرق هل مرة او غيرها لان دومي امشي وراكم غمضت عيني 

_تمام حبيبتي حضري نفسج اني متاكدة راح تغيرين هواي من نفسج 

كانت الساعه السادسة مساءً لبست احد الفساتين الموجودة بالدولاب ماجنت اهتم بان اكون شي مميز طلعتي هي كأنما متوجهه لاحد الاسواق اشتري مواد للبيت، بتسرحه شعر عادية مرفوعه للاعلى وخصلات شعري المتمردة تنفلت باتجهات مختلفه مااكترث الها وتركتهم على وضعهم وطلعت بدون مااضع اي مستحضر تجميل ما عدا الكحل الاسود داخل عيني 

_هديل شنو هاي اني وضحت الج احنى رايحين حفلة بسيطة مارايحين مأتم 

_ليش شنو الي بية 

_فستناج هذا الاسود الي وين ماتطلعين تلبسينه زين وجهج على الاقل خلي شي بسيط على وجناتج حمرة على شفايفج تبين ملامحج الي صايرة مثل مرة بعمر الاربعين 

_ليش احس اكو شي ورة طلعتنا هاي 

_صدكيني ماكو اي شي بس احب الكل يشوفوج حلوة 

_مو مهم عندي اذا كملتي خلي نطلع قبل لا اغير رأي وادخل لغرفتي 

_تمام امشي 

. ... توجهنا لناحية بيت صديقه امي بعد ما جلبنا حلويات واول ما وكفنا عند عتبة الباب انفتح النا وكانما جانت منتظرتنا 

_اهلا جهينه خانم ، اهلا حبيبتي هديل 
.... الرسميات الي اكرهها والمجاملة الي لازم تنرسم على تعابير وجهي والابتسامه المصطنعة دخلنا الداخل وفعلا كان المكان مرتب الإضاءة العالية والموسيقى التركية المميزة وبالداخل ميز الطعام المصطف علية انواع كبيرة من المخبوزات واللحوم وغيرها من حلويات والفواكه ابتعدت وجلست على احد الكراسي اراقب من بعيد المتواجدين وبعد لحظات دخلو مجموعه من الضيوف الجدد واني اسمع الضحكات العالية امرأة بعمر الخمسين بشعر ابيض وقصة ولادية بشوشة الوجه وبصوت عالي رنان تضحك وبعدها يدخل الي ما كان بالحسبان وجودة 
وقفت من الصدمه واشوفه كدامي بابتسامة خفيفة، أو يمكن عريضة وصادقة، ترتسم على وجهه دائمًا، ومرات اشوف ابتسامته واصلة لعيونه فتكون هناك بريق ولمعه دافئة .
تعرفون شنو هي التجاعيد الضاحكة بهل لحظة فهمت ليش أعطوها هذه التسمية بسبب كثرة الابتسامة والضحك وهي تكوين بعض التجاعيد الدقيقة حول زوايا العينين، كانت عيونه تعكس استقبالًا وترحيبًا، وتحس وكأنهم ترحب بيك قبل أن ينطق بكلمة. 

وكلت بصوت باهت واني مسبهلة
_دكتور عقيل 


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1