رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الثامن 8 بقلم لينه سعد

المسافة... تلك الكلمة التي تحمل في طياتها الكثير من المعاني والأحاسيس. يمكن تكون مجرد أمتار تفصلنا عن شيء نرغب فيه، او شي لا نطيق وجودة أو تكون سنوات ضوئية تبعدنا عن حلم بعيد، مو بالضرورة أن تُقاس المسافة بالكيلومترات مرات نكون قريبين جسدياً، بس تفصلنا مسافات شاسعة من المشاعر والأحاسيس.

كانت خطواته تقترب اكثر واكثر واني واقفه بنفس مكاني متحضرة للاسئلة الي راح تقذف بوجههي ويجبرني بدون ان اشعر بالكلام 

_مااعرف بهذا الشي لان مو متدينه 

_ماله علاقه بالدين هذا الشي نابع من الايمان وكل شخص بداخلة إيمان ان كان مسلم او مسيحي او حتى بوذي 

_يعني شنو من كلامك هذا ؟ 

.... ابتسم 

_مااقصد شي صدكيني مجرد دردشه واني بطبعي احب ادردش 

1 ت

_تمام 

_ انتي كتومه هواي هديل وصعب اتواصل وياج او حتى اطلع الكلام وهل شي يخلي عندج أصدقاء قليل ويمكن حتى ماموجودين 

1 ت

_مااحتاج احد 

.... حاول يتكلم بس امي قطعت كلامنا وهل شي كان افضل 

_دكتور عقيل شلونك 

1 

_اي ابن السيد احمد وانتصار خانم

... سكتت وعرفت اكو اشياء هواي مااعرفها ابتعدت عنهم بهدوء متوجهه لزاوية بعيدة عن كل شي صاخب وثرثرة بدون داعي وبعد فترة قصيرة اتقربت امي مني وهي حاملة بايدة طبق من الاكل  

_هديل جبتلج الاكل الي تحبينه 

1 ت

.... مديت ايدي واخذته بهدوء 

_شكرا 

..... جلست بقربي وهي تنظر الية وكالت 

_اكو شي بيج احسج مزعوجه

_من شوكت وانتي تعرفينه للدكتور 

_راح احجي كل شي من نوصل للبيت 

1 ت

.... توجهت نظراتي للي كان على بعد امتار مني بس مو لوحدة كانت بقربه بنت بفستان قصير مكشوف نوعا ما ومن تفاصيل معالمها عرفت هي نفسها الي جانت جالسة وياه بالكوفي نظراتهم واضح عليها بانها تعرفه من زمان وحتى هو باين علية الاهتمام بيها لاحظت بان نظرات الموجودين موجهه اتجاهم، خلصت الحفلة الي ماكان اله داعي وجودي بيها ويمكن اله اغرض بس اني انهيت هذا الغرض بالرفض ، خرجت للحديقة مستمتعه بجمالها الي واضح عليها الترتيب وباين المستوى المادي لهذه العائلة، ذكرتني بحديقة طفولتي بالعراق وشلون جانت حلوة اتخيلها مثل حلم ملون بالرمادي مابي لون اتمنى استجرع الالوان الي بي اتمنى استرجع ولو شي بسيط منه وبين ماجنت اتخيل الماضي ودهاليزة سمعت صوت رجولي غريب 

_مرحبا 

.... التفت واشوف شاب اول مرة اشوفه 

_مرحبا! 

_انتي هديل 

.... استغربت ووقفت بثبات 

_نعم 

_اني مراد صاحب هذا البيت ،اقصد ابن صاحب هذا البيت 

_تشرفنا 

_اول مرة اشوفج 

_لعد شلون عرفت اسمي

_تكملة الجملة اول مرة اشوفج بس سامع عنج

_من منو 

_اكيد من امي لانهم أصدقاء 

_اها، فهمت

_هواي امي تحجي عن والدتج من سنوات طويله بس ماشفتج بيوم 

_هو اني مااطلع هواي 

_مو هذا السبب، السبب اني عايش برة وقليل انزل لتركيا بس هل مرة اتفقنا أني واختي ننزل فترة هنا يعني نقضيها يم الاهل

_بهل سرعه 

_اعتذر لازم، واتمنى تقضي الفترة بقرب اهلك بسعادة، مع السلامة 

.... ابتعدت بسرعه لناحية البيت وصلت بعد ربع ساعه وكعدت على فوهه بركان واني انتظر امي بصبر كبير وبعد مضي ساعتين انفتح الباب وتدخل امي تشوفني كاعدة وتلاحظ وجودي بهل وقت بدون ما اسوي اي اهتمام اقوم بي عرفت بأني وصلت لمرحلة ممنوع التجاهل بيها، اتقدمت مني وكالت

_ليش رجعتي لوحدج ؟ 

_هواي اسباب 

_وشنو اسبابج ؟ 

_من احس اني مغفلة وانتي كل شي تسوينه بدون دراية مني يخلي احس اني عمري ست سنوات مو بنت بالغه 

.... وقفت وتقربت منها ولاول مرة اكون عصبية واحجي بقوة واندفاع

_اني مو صغيرة ولا مااعرف احجي اني كبرت وكبرت أكبر من عمري ماما اني تعبت ، تعبت من تجهالج الية من تشوفيني عالة عليج وانتي كلشي تسوينه واني لا، مافد يوم حسستني اني اكدر اعتمد على نفسي ولا انتي تعتمدين علية انتي دائماً خايفه لا افشل وفعلا اني مثلج اخاف افشل ويمكن الي بية هو مرض واني امشي نايمه مافكرتي ليش هل شي ويمكن من زمان ومحد يعرف بس يمكن هو خوف ، الخوف لا اكعد بيوم واشوف نفسي لوحدي ، تعرفين شنو وحدي يعني مااكدر اطبخ ولا اكدر اكعد من النوم على الوقت المحدد ولا اكدر اعتمد على نفسي من اتمرض مااعرف اذا دخلت وشفت حرامي شنو المفروض اسوي غير ان انادي عليج باسمج وانتي تتولين امره فهمتي شنو الي بية، وكل هذا بسببج 

1 ت

.... جانت ساكته تماما وهي تنظر الية بإهتمام وماكدرت تحجي 

_وبالاخير احس كل شي كدامي لعبة انتي مسويتها 

_يا لعبة شنو قصدج

_دكتور عقيل. والحفلة والناس الموجودين كلهم يعرفوني ويمكن يعرفون شبية واني الوحيدة الي مااعرف نفسي 

.... اخذتني من ايدي وهي تكعدني كدامها وكالت

_اي اعرفه لدكتور عقيل 

.... انصدمت واستغربت مع العلم اني جنت متاكدة اكو علاقه بينهم وعلى معرفة ورجعت كملت 

_هواي اشياء صارت بس الغاية من كل هذا هو انتي

_دائما اني، واني مااستفاد اي شي 

_يمكن انتي تشوفيني مو يمج بس اني الي أخاف وماابين الج خوفي، منين احجي الج الخوف من بداية عمري من حبي لابوج لو من تاخري بالحمل وخفت لا اخسره لو من حسيت راح افقدج يوم الي اعتدو على رقية 

تذكريها لرقية ياهديل 

1 ت

..... توجعت اعترف بهذا، يالله على كمية الوجع الي حسيته وكأنما ضغطت امي على جرح جديد باصابعها حتى انتزعت الجلد عن العظم الحزن الي اصابني ما بي كمية تُقاس بالأرقام أو الأوعية، ولا هو وزن يُرفع أو يُحمل. هو أشبه بسائل شفاف، بلا لون ولا رائحة، يتسلل إلى كل زاوية في الروح، اسم رقية جنت اتجنب اسمعه واليوم امي ثقبت قلبي وتركت بي شرخا ما يلتئم

_تركت كل شي بيتي عزي وابوج ووراها تركت اهلي وبلدي وتكولين ما كو شي استفاديت منه اني هدمت حياتي وبنيت حياتج

_وشفتيها مبنية ياامي، ياريت بقيتيني هناك يمكن اتعافيت وصرت طبيعية

.... حضنتتي بقوة وضلت تبجي بقوة وكالت بصوت مرتجف 

_راح تصيرين طبيعية ومااتركج من الدنيا الا ان اشوفج مرتاحه 

.... دموعنا كانت كفيلة بان تنهي هذه الليلة كانت ليلة قوية وتاثيرها علية حضنتني واني حضنتها من بعد سنوات طويلة لاول مرة احس اني بأمان كنا مثل اثنين مجروحات ووحدة تحاول اطيب الثانية من جروح قديمة.

ثاني يوم الصبح كعدتني امي بوجه مبتسم وكالت

_تعالي نتريك سوة 

_شعجب وشغلج 

_اخذت اجازة منه اكو اشياء هواي اريد اشاركج بيها 

.... وبعد الفطور سوت امي الكهوة واشعلت سجارتها وكالت 

_تعرفين صديقتي نهال رغم علاقتي قوية بيها من سنوات طويله بس مابيوم شكيت ولا فضفضت الها بشي لا هي ولا انتصار

معرفتي بنهال هي الي عرفتني على انتصار وقربتني اكثر منها ووراها صارت علاقتي طيبة بيها وبيوم الي ما كدرت اتحمل الحمل من ازدادت حالتج سوء وانتي تمشين مااعرف شنو الي اسوي شافتني نهال وفهمت اني بوضع صعب و متاذية فشكيت الها الي صار فنصحتني بانتصار لان ابنها دكتور نفسي وكالت يمكن يكدر يعالجها وفعلا رحت اله بعد تدخل امه وحجيت الي صار واهتم دكتور عقيل للامانه وكال راح يحاول يساعد بكل طريقه بعد ماحجيت بانها يتيمه ووحيدة ومالها احد هنا واقترح بان اخفي علاقتي بيه ويفضل بان تكول طبيعية يمكن غلطت بهذا الشي بس جنت متاكدة اذا اكول الج ماراح توافقين 

_وروحتي للحفلة شنو سببها اختلط لو علمود دكتور عقيل 

.... اخذت نفس من الدخان 

_بصراحة ردت ازوجج 

_شنووو ،، يعني جانت محاولتج مع دكتور عقيل... 

_اوكفي يادكتور عقيل اصلا مو ابالي 

_لعد منو ؟ 

_مراد ، اني شفته من تقرب منج البارحه وتكلم وياج وحاول يتقرب ومابيها اي شي احنى مجرد وسيلة نحاول نوصلكم لبعض 

_بهاي الطريقه 

_لعد ياطريقه انتي ببالج اشلون اخليج تندمجين بالمجتمع يمكن تزعلين اذا اكول انتي مابيوم شفتج مع صديقه او حتى فكرتي ترتبطين، راح ادخلين الخمسة والعشرين وانتي بعيدة عن كل شي 

_انتي ماتعرفينه ، مجرد تزوجيني وخلص

_لا اعرفه بس مو هواي وهو ولد مجتهد ورجع يريد يتزوج وامه الي اقترحت علية انتي والاحلى بالموضوع هو يعرف انتي شنو اقصد حالتج ووضعج 

_الكل يعرف واني اهر من يعرف وضعي ليش ياامي هيج تعامليني 

_لا هديل صدكيني كل همي اشوفج مرتاحه اني مانام من مدة اخاف عليج ومااريد اموت وتبقين لوحدج 

_لا تحجين هذا الكلام 

_حتى اخته رجعت علمود ترجع لخطيبها السابق

_ اخته، لمنو ترجع؟ 

_راح تتفاجئين 

_لا كل شي عادي 

_دكتور عقيل 

_معقولة ! 

_اي جانت سيرين خطيبته لمدة سنتين من كملت جامعتها طلبت تزوج وتسافر تكمل دراسة هو رفض ماكدر يبتعد عن اهلة فلهذا تركته 

..... ربطت بوقتها كل الأحداث الي صارت كدامي وفهمت التصرفات وقررت بهذا اليوم انهي كل شي وأبدا من جديد اقطع علاقتي بكل الي حاولت امي ادخلهم بحياتي . 

قررت بهذا اليوم امر لعيادة الدكتور 

وفعلا اخذت موعد ودخلت الة واحس بقوة وعزيمه بان اترك كل شي او يمكن ابين اله باني قوية واكدر اتخذ اي قرار يخصني وكلت الة

بعد ما وقفت امامه

_ عرفت بان امي شارحه الك وضعي ومااعرف اي معلومه وصلتها الك بس احب افهمك اني مابية اي شي واتمنى اذا صار وانجمعنا مرة ثانية مااريد الأهتمام وتستمر بوضع الدكتور ومريضه لان هل شي يزعجني 

_تمام ممكن تتفضلي تكعدين و وراها الي تردينه يصير 

... تقدمت وكعدت 

_اسمعج 

_اني كلت كل الكلام مايحتاج اعيدة 

_واني فهمت بس الي ما فهمته ليش ماتحاولين تشوفين نفسج بالطريقة الي الناس واقرب شخص يشوفج بيها 

_يعني شنو ؟ 

_لحظة وحدة 

..... اختفى بداخل احد الغرف ومضى اقل من دقيقة وطلع وهو يحمل بايده لوحه وتوجه للحائط ووضعها عليها التفت الية وكال 

..... اتمنيت بان اثبت بهاي اللحظة واظهر قوتي حتى ولو كانت مزيفه بس المهم تظهر لكن الكلمات اختفت اعترف بان كلماتي خانتني احس وصلت إلى نقطةٍ تجمدُت بيها الحروفُ على أطرافِ لساني، وتلاشت المعاني قبل أن تتشكل، بهاي اللحظة الي تشعرُ بيها بان كل ما يدور بداخلكَ أكبر من أي كلمة يمكنُ أن تُقالَ. 

....اقترب مني وهو يهمس بأُذني وانفاسة الحارة تلفح وجنتي   

_اشرحي الية اللوحه شنو الي تشوفين بيها، اسمعج ليش ساكته  

..... بدات دموعي تنزل كانت دموع حارة، حسيت باحتراق وجناتي، هي ما كانت مجرد قطرات ماء تنساب من العينين، هي لغة صامتة تحمل بداخلها أعمق المشاعر وأصدق جسدت الألم الدفين الذكرى الموجعه والي تركت ندباً عميق، وبدات دموعي تنساب بدون توقف صدقا جنت اتمنى اوقفها بس ماكدرت قواي انهارت واعترفت بالهزيمه ووقفت وحاولت اهرب بس وقفني ومنعني وكال 

_ارتاح ! 

_اي 

..... امسك ايدي وبهدوء كعدت واني امسح دموعي الي بعدها تنساب

_اشرحي الية الصورة بهدوء 

.... جاوبته بتلعثم 

_بنت وحصانها 

_شنو تعني الج البنت 

_صديقه 

_ بعدها موجودة 

_لا 

_يجي يوم وتشوفيها 

.... التفتت الة وهل سؤال بعمري ماسالت نفسي عنه 

_مااعرف 

_تتمنين تشوفيها 

..... بداخلي تنافر قوي بين اتمنى اشوفها اتمنى تسامحني على كل شي صار بحياتها والنقيض الي يرفض يفتح الباب الي انقفل من سنوات طويله 

_مااعرف 

_انتي متوجعه منها 

_الاثنين 

_الحصان شنو يعني الج 

_السراب 

_ هذا السراب تمنيتي 

_بكل ما عندي من قوة 

_وبالاخير 

_سقطت وسقطت وياي ناس هواي 

..... حسيت بهدوء بعدها مانطق اي سؤال واكتفى بالسكوت وظلت نظراته تراقبني وهنا قررت اتوقف واطلع

_هديل 

... التفتت الة 

_انتي قوية وراح تعدين هل مرحلة بحياتج 

..... هاي الكلمة اول مرة اسمعها كلمة فرحت من كل قلبي لان انسان مايعرفني كالها الية اقترب مني وكال

_وعلمود تبين قوتج اكثر لنفسج مو لاي شخص ثاني اريد توصفين الي بداخلج برسمه مو شرط تشوفيها لاحد المهم انتي تشوفيها وتكدرين تتحملين شوفتها وتتعايشين وياها بدون خوف او ذنب 

....رجعت للشقه واني منهكة ومتعبة ، التعب الي بي هومو مجرد إرهاق جسدي، بل هو همس خفي للروح. يمثل شعور يتسلل بداخلي ببطئ، يبدأ كخيط رفيع من الإرهاق، ثم يتضخم ليصبح عبئًا ثقيلًا يثقل كاهلي.

كانت ما عندي اي رغبة بالكلام ولا حتى اشوف اي شي رحت واني اغوص داخل السرير واصبح النوم هو رفيقي المحبب بهيج اوقات مر يومين واني بحالة من النوم المستمر بوقتها امي كانت خايفه لا اكون بحالة متعبة او بان تكون حالتي منتكسة بعدها حست باني بحاجه للانعزال والابتعاد عن اي شخص ويمكن هي الي طلبت من الدكتور التدخل بس هو نصحها بان تبتعد عني .

_هديل 

.... صوت سامعته من زمان نبرة مستحيل انساها ابد بدأت التفت لليمين واليسار وبعدها بدات الرؤيا توضح من بين الضباب كان والدي بثوبه الأنيق وهندامه العالي وشعرة الاسود المصفوف بطريقه المعتاد عليها وهناك كانت ابتسامة مرسومه على محياه . 

ركضت بكل سرعه وهو يقترب اكثر وهنا توقفت على بعد اربع امتار من ظهرت رقية من خلفه وهي تبتسم الية وتاشر اقتربت اكثر واني بنفس عمري الكبير اما رقية فهي بنفس عمر الاربعه عشر سنه جنت خايفه لا تعاتبني او تحجي كل شي لبابا بس لا هي نفسها صافية وطيبة مابيها اي غدر 

_تعالي اتقربي مني هدولة 

..... اسم هدولة ماسامعته من زمان اقتربت منه وهنا مد ايدة الاثنين اتجاهي وكال 

_هذا خاتم من الفضة الج، وهذا الثاني لرقية 

.... اخذت الخاتم واني فرحانه جنت خايفه علية ومحتفضة بي اتقربت من رقية وكلت الها 

_اشوف خاتمج 

..... كان متشابه طبق الاصل عن خاتمي فتحت ايدي شفت خاتمي اختفى ضليت ادور علية وابحث عنه وهو ماكو افتريت المكان دورت ورة الاحجار والأشجار المنتشرة بس ماكو ضليت ابجي بقوة لان هذا الشب الوحيد الي كدرت اهذة من بابا مااريد اضيعه وبعدها اقتربت رقية مني وكالت 

_ما راح تاكينه يمكن احد اخذة 

_زين شلون اذا بابا سألني عنه 

.... مدت تيدها واعطتني خاتمها وكالت 

_اخذي واني راح ادور على خاتمج 

_واذا مالكيتي 

_هذا نصيبي المهم انتي توعديني ماتضيعين خاتمي وتحتفضين بي للابد 

_اوعدج 

....كعدت من النوم واني مفزوعه كانما الي كان مو حلم هذه حقيقة بس حسيت بهاي اللحظة بطاقه غريبة كان بداخلي نشاط عجيب ورغبة باتجاه شي غير معلوم ، وقفت واني ابحث عن اشياء مفقودة وادركت اني مااملكها لبست ملابسي وتحركت باتجاة باب الشقه اتذكر معالم وجه امي وهي تمنعني وخايفه علية لا اكون امشي وتني نايمه بس فهمتها باني محتاجه لاشياء اشتريها وابتعدت عنها بدون حتى مااسمع كلامها الموجه الية وبعد فترة رجعت للشقه واني احمل بايدي لوحه فارغه بيضاء ومجموعه من الالوان الزيتية كانت امي بحالة صدمه اول مرة تشوفيني بهيج حالة 

دخلت لغرفتي واني اضع اللوحه على المسند وانظر للفراغ الي بيها وكانت تتردد بأُذني كلمة دكتور عقيل بان ارسم الي بداخلي ، وهنا بديت اخط اولى الحركات التعبيرية وبعد يومين بس كدرت اكمل اولى لوحاتي التعبيرية 

لفتاة بشعر اشقر مختبأة الملامح بشال حريري يخفي معالمها وهي تركب على حصان بني مرتفع للاعلى يصهل بأعلى صوته وكانه يرقص فرحا لركوب صاحبته علية 

كانت الخلفية تشير لغروب الشمس واحمرار اللوحه توهجا بهذا الوقت، اخذت النفس واني فرحانه ودموعي تنزل هو هذا الي كاتم سنين على انفاسي ذكرى مستحيل انساها ولا اكدر اتخطاها وراح تظل لنهاية عمري 

"فتاة الخيل الراقص"

كان هذا عنوان لوحتي وهي تمثل رقية صديقتي وهنا دخلت امي للغرفه وتفاجأت واني كاعدة امام اللوحه ودموعي تنزل اتقربت بهدوء وكالت

_رسمه حلوة 

.... التفتت الها  

_هاي مو رسمه هاي واقعي ياامي الواقع الي مااكدر اتكلم بي ولا احجي عنه 

_اني افهم الي مريتي بي بس مو انتي السبب الي صار برقية خطأ هي جانت طفلة بوقتها وحادثة صارت وانتهى.... 

_امي انتي ماتعرفين شي 

_مافهمت شنو الي ماافهمه 

_راح اطلع 

.... ابتعدت عنها بسرعه احاول اهرب من الإجابة اهرب من كل شي يتعلق بهذاك اليوم وهاي اني دائما اعيد نفس الكره وهو الهروب 

1 ت

بعد مرور اسبوع حسيت باني اتصلح ولو شي بسيط بداخلي مااكدر اكول اتعافيت بس دكتور عقيل كان الة الفضل بخطوة للإمام من علاجي وبعدها قررت اروح الة اشكره على موقفه ، توجهت ناحية العيادة ودخلت كالعادة وهنا انتظرت لان كان مريض قبلي مرت ساعتين طلع المريض وبعدها دخلت بهدوء بس جنت متحمسة للدخول عكس باقي المرات _مرحبا دكتور 

.... ابتسم ومد ايدة هاي المرة وكال 

_اهلا هديل، شلونج 

_اتمنى 

_شنو الي صار 

_ مااعرف شنو الي صار بس حسيت بعد يومين من الاغماء يمكن هذا اكثر وصف الة وبعدها حسيت بنشاط قوي وعزيمة اول مرة تكون بداخلي هذه الرغبة وكأنما هناك اشارة من السماء بان اطلق روحي للرسم  

_ وصف جميل وشنو الي رسمتي 

_رسمة تعود للماضي والها اثر كبير بداخلي

_ممكن اشوفها لهاي الرسمه 

.... سكتت وطولت سكتي مو لاني غير راضية بس ماتوقعت راح يطلب هذا مني 

_اعتذر اذا هل شي يزعجج 

_لا لا بالعكس، ماعندي مانع بس شلون اجيبها للرسمه 

_اني اجي للرسمه ياهديل 

_لا اسفه ماقصدت بس ماتوقعت انت عندك مجال 

.... وقف وهو يرفع سترته من خلف الكرسي وكال 

_اصلا انتهى وقت العيادة اذا ماعندج شي نروح انشوفها و اذا تحسين مو وقتها أن أجلها لغير يوم 

_افضل غير يوم 

_وهو كذالك يلة لعد اني جوعان وعازمج 

_لا دكتور اني.... 

_ماكو دكتور لاتنسين احنى تقريبا شبه اقرباء يله بسرعه 

.... كان هاي اول مرة اطلع مع شخص لوحدي او لا اصلا اول مرة اطلع مع غير امي احس الايام بدات تتغير تدريجيا مااعرف ليش كانما شي غريب دخل لحياتي وغيرها، وبعد مدة من تجربه الغداء مع شخص غريب تقريبا سالته سؤال بدون ماافكر بي هو كان سؤال خارج عقلي 

_المرضى العادين من يحتاجون شخص راح يلجأون لدكتور يحلل الهم مرضهم ، انت كدكتور شلون تعالج نفسك

_التجأ للي قريب من نفسي وهو راح ينصحني بشنو اتصرف 

_منو هذا الشخص بالنسبة الك 

_الى الان غير موجود

_معقولة ! 

_اي طبيعي، ويمكن بيوم اشوفه ويمكن ابقى العمر كله ادور علية

_وهذا الشي تابع للثقه او لغير شي 

_اكيد الثقه مطلوبه 

_يعني باول علاقتك بيها هي سحبت الثقه من باقي البنات

_تقصدين سيرين 

.... سكتت وبصراحه مااعرف ليش اتكلمت بشي شخصي جدا ماجنت ناوية اصلا افتح هذا الموضوع نهائيا لان مايهمني بس ماعرف شلون وصلني لكلام بهذا العمق

_اسفه مو قصدي صدكني ماجنت ناوية افتح هيج موضوع 

_لا اطلاقا طبيعي سيرين مرحلة وراحت ويمكن هذا افضل للاثنين لان لو تزوجنا ببداية علاقتنا جان انتهت بالانفصال

_تمام 

_وانتي 

_واني شنو؟ 

_انتي هم حبيبتي من قبل او عشتي مرحلة معينه 

_لا ماجربت هل شي، او يمكن على مقولتك الى الان ماموجود 

_ومراد 

_اي مراد 

_مراد ابن ست نهال اتصور بان انتي تعرفين الة نية زواج وسمعت بانه اجه يشوفج ويتقدم

_هذا الشي قبل يومين سمعته ورافضته مامعقول اتزوج بدون مااعرفه والاهم اني مااترك امي ابد واسافر

.... حسيت بعد هل كلام بانه ارتاح رغم ماوضح على ملامحه اي تغير لانه خبير بعدم إظهار الانفعالات 

مرت أيام و أسابيع ومرت الاشهر وزادت علاقتي بدكتور عقيل وتحسنت حالتي وزادت ثقتي بنفسي تدريجيا اكتشفت بان ظهور الشخص المناسب بالاوقات الصعبة حتغير النظرة السوداوية وتصبح النظرة أكثر إشراقًا، والألوان أكثر وضوحًا، والموسيقى أكثر عذوبة.

يظهر هذا الشخص غالبًا في لحظة ما تتوقعها، يمكن بعد فترة من اليأس، أو بعد رحلة طويلة من البحث عن ذاتك هو مو مجرد "شخص جيد"، هو يكدر يفهمك بدون أن تتكلم، ويكدر يشعر بآلامك قبل أن تشتكي، ويكدر يرى جمال روحك قبل مظهرك، تشوف بي الصديق الي يواسيك، والشريك الي يدعمك، والمستقبل الذي تحلم به

وقفت بهذا اليوم امام باب العيادة واني انتظر خروجه وبعد مدة لمحته وهو يخرج توقف وابتسم الية 

.... انطلقنا بسيارته متوجهه لشقتي ودخلنا 

_تفضل دكتور 

.... دخل وهو بحالة ذهول 

_اكو شي هديل ، خالتي جهينه بيها شي 

_ لا ابد بس راح تعرف كل شي ممكن تدخل للغرفه 

.... توجهنا اثنينه للغرفه وعيونه تفتر على تفاصيل غرفتي واستقرت عينه على اللوحه المغطاه بالقماش التفت الية وكال

_معقولة راح تشوفيها الية 

_اقل شي اكدر اقدمه الك 

.... اقتربت من اللوحه ورفعت القماش عنها وتبين تفاصيلها وهنا 

_الله روعه، الرسمه حلوة لا مو بس حلوة هي فائقه الجمال ماجنت اتصور عندج هاي الإمكانية و احس بيها هواي معاني هاي انتي باللوحه

1 ت

_لا هاي صديقه الية قديمه 

..... سكت وهو ينظر الية بتمعن

_ليش شوفتيها الية واحس هاي اللوحه هي سر خاص بيج 

1 ت

_لان اريد اقدمها هدية الك وهاي اعز شي على قلبي لان تستاهل ، بصراحه انت اول شخص وقف معاي بدون مقابل و ساعدتني

_لا هديل، مو بدون مقابل

_مافهمت 

_هديل،،، 

تتزوجيني

الفصل التاسع من هنا 

شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم