رواية همس بلا صوت الفصل الثامن 8 بقلم نور محمد

 

رواية همس بلا صوت الفصل الثامن بقلم نور محمد


سيلا كانت قاعدة في أوضتها النوت بوك مفتوح على رجلها وعينيها بتهرب من السطور اللي قدامها... الذكريات كانت بتتحشر في دماغها زي الأشواك
مره واحد سمعت صوت تحطيم قوي 

قامت بسرعة قلبها وقع حرفيًا في رجليها... سمعت صوت زينب وهي بتقول بخضة: " في ايه الي بيحصل 

خرجت زينب من أوضتها بسرعة وهي بتلبس الطرحه وشافت اتنين رجالة ملثمين عينهم مليانه شر قبل حتى ما تلحق تصرخ واحد فيهم شدها بقوة وكتفها والتاني جرى ناحية زياد اللي كان واقف مرعوب مش فاهم حاجة

زياد بصوت عالي: "مامااااااا

بس صوته اتخنق لما الرجل حط أيده علي بوقه ودموعه نزلت وهو بيعيط ويرفس... لكنهم ما اهتموش... عينهم كانت بدور علي سيلا 

اتحركوا بسرعة نحية الأوضة اللي فيها فتحوا الباب سيلا وقفت مكانها مصدومة... عينيها بتتنقل بينهم وجسمها بيرتعش... معرفتش حتى تصرخ

واحد منهم اتقدم وقال ببرود: "اخيرا لقيناكي ده الباشا قالب عليكي الدنيا 

التاني مسكها من دراعها بقوة وهي بتحاول تفلت لكن جسمها ماكنش مساعدها... الصداع كان بيدق على جمجمتها كأنه هيكسرها من جوا...

قاومت بإيديها الضعاف لكن مفيش فايدة... وقعوها على السرير وربطوا إيديها بسرعة وشها كله دموع وخوف 
حاولت تفرت منهم وقامت تجري بس واحد منهم مسكها بسرعه وكتفها 
تعالي اديها الحقنه اخلص 

سيلا بصوت مبحوح: "انتوا مين... عايزين مني إيه

واحد منهم ضحك بخبث وهو بيطلع حقنة من شنطته: " مش احنا الي عايزين الباشا هو الي عايزك 

ومسك رقبتها من الجنب ودفن الإبرة في عنقها بدون رحمة

سيلا حاولت تصرخ لكن صوتها خرج واهي والدنيا حوليها بدأت تسود... جسمها كله ارتخى

نامي شوية... الطريق قدمنا طويل."قالها وهو بيشيلها كأنها ولا حاجة... وشها كله مصفر عنيها مقفولة بس الدموع مزالت على خدها

في اللحظة دي... كان غيث نازل من عربيته افتكر إنه نسي محفظته... وقبل ما يطلع شاف بعينه واحد شايل سيلا بيجري بيها ناحية عربية سودا مستنية

غيث اتجمد عينيه اتفتحت على الآخر... وبدون مقدمات جري عليهم بأقصى سرعة... بس كانوا خلاص ركبوا العربية وقفلوا الباب...

غيث ما فكرش... ركب عربيته وشغل الموتور بعصبية... عينيه مليانة نار وشر

فضل وراهم ماشي بسرعه عاليه ونظره مش سايب العربية السودة... قلبه بيصرخ باسمها: " استحالة أسيبك تاني يا سيلو... استحالة 

المطاردة كانت عنيفة... شوارع المدينة بالليل كانت شبه فاضية وغيث كان ماشي وراهم عينه مش بتتحرك من نور فوانيس عربيتهم
كان بيضغط على البنزين بعصبية صوت المطور عالي كأنه بيعكس صوته الغاضب من جواه

اللي في العربية السودة لمحوا إن فيه حد وراهم، واحد منهم بص للخلف وقال: " في حد ماشي ورانا 

العربية السودة زودت سرعتها فجأ وغيث برضه زود
...دماغه مش شايفة غير هدف واحد
مش هسيبك تديعي مني تاني يا سيلا 

العربية السودة أخدت مطلع كوبري وغيث وراهم عقله بيرجع مشاهد سيلا وهي مخطوفة قدامه... دموعه على عينه بس ماسك نفسه بالعافية

فجأة واحد منهم طلع مسدس وفتح شباك العربية وبدأ يضرب نار على غيث... الرصاص كان بيعدي جنب عربيته بشعرة...
لكن غيث ماغيرش مساره بالعكس داس بنزين أكتر قرب منهم...
وفي لحظة تهور خبط عربيتهم من الجنب بقوة

الراجل اللي كان بيضرب اتخبط وقع السلاح من إيده...

العربيتين كأنهم ماشين باسرع ما يمكن كأنهم في سباق وكل واحد عايز يكسب 

فجأة... الخاطفين رموا قنبلة دخان من شباكهم... الطريق بقى كله ضباب... غيث حاول يسيطر لكن الرؤية راحت منه...

العربية السودة استغلت اللحظة ولفت في شارع جانبي بسرعة... غيث طلع من الدخان لكن ملقاش أثرهم...

فرمل بعنف وخرج من عربيته عينيه بتدور في الشوارع بجنون وهو بيزعق: "سييييلااااا 

مفيش رد... مفيش صوت غير قلبه اللي بيخبط جوه صدره...
أمسك شعره بقهر وصرخ من جوه: "كانوا قدامي... إزاي ضاعوا مني

طلع تليفونه بسرعة وكلم حازم بصوت لاهث: " حازم... خطفوها... خطفوا سيلا وأنا شايفهم بعيني... الحقني بالموقع بسرعة  

حازم بصدمه: "ايه..
طب ابعتلي اللوكيشن حالًا أنا جاي

غيث قفل المكالمة وهو بيعض شفايفه بقهر دموعه قربت تنزل بس بيقاوم...
رجع بسرعة عربيتة ضغط بنزين وقرر يدور في كل شارع حوالين المكان...
مش هيسيبهم... مش هيهدى غير لما يرجعها

-------

سيلا كانت متكومة جنب الراجل اللي قاعد ورا في العربية رأسها مائلة على كتفه من تقل جسمها وفقدانها للوعي عينيها مقفولة تمامًا لكن أنفاسها كانت متقطعة وضعيفة كأن كل نفس بيطلع منها بالعافية
الراجل كان ماسكها بإيده من دراعها كل شوية يبص على وشها اللي شاحب أكتر من العادي ويتأكد إنها لسه بتتنفس

قال بصوت هادي للي سايق: "خد بالك في السواقة... الباشا عايزها سليمة

اللي سايق قال بتوتر: "ما تقلقش... احنا خلاص قربنا من المكان

العربية مشيت وسط شوارع جانبية وضلمة لحد ما وصلت لطريق ترابي كأنهم دخلوا منطقة مهجورة فعلا. بعد مسافة طويلة وقفوا قدام بيت قديم.. شكله مهجور شباكه مكسرة وبابه متآكل من الزمن
الراجل اللي جنبها نزل وفتح الباب الخلفي ورفعها بإيد واحدة كأنها مش تقيلة دخل بيها جوة البيت خطواته بتخبط في الأرض الخشنة والمكان كله ريحته عطنه ومغبر

نزل بيها لسلم حجر نازل تحت الأرض هناك كان المكان أشبه بقبو... حيطانه مليانة شقوق ورطوبة وفي نص القبو كان فيه سرير حديد قديم مربوط في أطرافه سلاسل

مددها على السرير وبدأ يربط إيديها ورجليها في الحزام الحديد كان متعود كأنه عمل كده مليون مرة
بص عليها وهو بيقول للي جمبه

لما الباشا ييجي يكون كل حاجة جاهزة... أنا مش مرتاح للبت دي

التاني ضحك بسخرية: "خايف منها ولا ايه ...لا اجمد كده احنا لسه في الاول وبعدين متاكدين إن البنت دي الي عملت في الدكاترة كده .....ده انا كنت فاكر لما نروح ناخدها هتعمل فينا زي الي فاتوا لكن الي حصل العكس 

الراجل اللي كان رابطها بص على وشها وقال بنبرة كلها خبث: "ربنا يستر بقى... لما نشوف هتستحمل الي جاي ولا تحصل الي قبلها 

-------

غيث كان سايق بعصبية في الشوارع الضلمة عينيه بتدور في كل الاتجاهات كل شارع بيخش فيه قلبه بيتقبض أكتر... مش قادر يستوعب إنه فقدها تاني قدام عينيه
ضغط على دراع العربية بعصبية وهو بيقول بصوت واطي مليان قهر: " مش ممكن... كانوا قدامي إزاي ضاعوا مني كده

التليفون رن كان حازم
اخد التلفون ورد

حازم: "غيث... أنا قربت من المكان اللي بعتلي اللوكيشن بتاعه... لقيت حاجة

غيث بص حواليه بإنهاك وقال: "لا... دورّت في كل شارع... مفيش أي أثر ليهم كأن الأرض انشقت وبلعتهم

حازم صوته كان ثابت لكن واضح إن القلق مالي قلبه هو كمان: "استنى مكانك أنا جاي هنفكر بهدوء... مش هنسيبهم

غيث قفل التليفون وهو بيحاول يمسك أعصابه مسح وشه بيده واتنهد بصوت عالي... قعد لحظة في عربيته وعينيه بتدمع من الغضب والعجز بس مسحهم بسرعة... هو ماينفعش يضعف دلوقتي

بعد شوية وصل حازم وركن جنبه نزل بسرعة من عربيته وقرب من غيث وقال بحزم: "حكيلي كل اللي حصل من أول ما شفتهم

غيث حكاله على كل حاجة عن شكلهم والعربية اللي كانوا راكبينها والشارع اللي دخلوا فيه حازم كان مركز في كل تفصيلة
بعدها قال له: "واضح إنهم كانوا مجهزين طريقهم كويس... وعارفين يهربوا فين

غيث بصلو وسكت نفسه بيطلع بسرعة وعيونه بتدور حواليه كأنه لسه مستني يلمح أي أثر للعربية السودة... بس المكان فاضي وهادي وكأن مفيش أي حاجة حصلت

حازم قرب منه وقال بصوت هادي لكنه حاسم:."اسمعني يا غيث... إحنا مش هنعرف نلاقيهم وإحنا واقفين هنا نجلد نفسنا... لازم نبدأ نفكر بعقل

غيث بصلّه بعينين كلها غضب وقهر وقال: "أنا شوفتها... شوفتها بعيني... كانت قدامي أنا مش قادر أصدق إنها ضاعت مني كده

حازم: "ولا أنا قادر أصدق بس احنا مفيش قدامنا غير إننا نكمل ندور... الكاميرات اللي في الشوارع دي لو لقطت أي حاجة هنعرفها... وهندور على أي حد شاف أو سمع حاجة

غيث بصله وقال: "طب لو ملقيناش حاجة لو كان الطريق ده مقطوع مفيش فيه كاميرات أصلا

حازم قال بجدية: " هندور في كل الأماكن الي قريبه من الطريق ده لحد ما نلقيها ...متقلقش أن شاء الله خير 

غيث اتنهد ومسح وشه وقال بنبرة ضعيفة: "أنا وعدتها يا حازم... وعدتها إني مش هسيبها... وأنا حاسس بالعجز لأول مرة في حياتي

حازم حط إيده على كتفه وقال بثبات: "مش هتخلف وعدك... هنلاقيها... وده وعدي أنا ليك

سكتوا لحظة وكل واحد فيهم بيفكر في خريطة المكان اللي حواليهم... غيث قفل عينيه لحظة وقال بهمس: "استحالة أسيبك تاني يا سيلو... استحالة

-------

في القبو البارد كانت سيلا مرمية على السرير الحديد جسمها مربوط بإحكام والسلاسل مش بتتحرك وكل حاجة حواليها ضلمة وريحتها وحشة... عنيها مقفولة أنفاسها تقيلة كأنها بتصارع النوم اللي متغصب عليها

جسمها كان بيترعش بسيط كأن في حاجة جواها بتتحرك... ووشها شاحب كأن الدم انسحب منه... وفجأة عنيها بدأت تتحرك تحت الجفون دقات قلبها بتزيد كأن العقل بيحاول يصحيها بالعافية

الرجل اللي كان قاعد قريب منها كان بيبص لها بتركيز، بيدخن سيجارة ورجله بتخبط في الأرض بنفاد صبر، لحد ما شاف عنيها وهي بتبدأ تترعش تحت جفونها... قام وقف جنبها بص لها بتركيز أكتر وقال بنبرة مستفزة: "صحيتِ اخيرا..كويس انك فوقتي الباشا قرب يوصل

بس سيلا مكانتش سامعة كل اللي حاساه وجع... راسها بتخبط فيها أصوات مش مفهومة... صور مشوشة... حد بينده اسمها... نور قوي... وإيد بتمسكها بالعافية

بدأت تتنفس بسرعة جسمها عرقان رغم البرد ودقات قلبها مش منتظمة... فجأة فتحت عنيها كانت شايفة الضلمة قدامها وحسّة الحديدة اللي مربوطة فيها... بس مش قادرة تحرك حاجة

بصت حواليها بخوف لحد ما شافت ظل الراجل اللي واقف كان باصص لها وبيضحك ببرود

سيلا حاولت تتكلم صوتها كان مبحوح وضعيف:"أنا... أنا فين..

الراجل ضحك بخبث وقال: "أنتي مش فاكرنا ولا ايه

سيلا حاولت تتحرك لكن جسمها ما استجابش كأن المخدر لسه مأثر... دموعها نزلت بالعافية وهي بتقول بصوت مكسور: "سيبوني... أنا مش عايزة ده... أنا تعبت

قرب منها ولمس وشها بخشونة وقال:"تعبتي بدري كده.. لسه التجربة الكبيرة مجتش... استحملي... الباشا هيجي بنفسه يشوفك عنده فضول يشوف التجربه اللي قلبتله الدنيا دي

سيلا حست بقشعريرة بتمشي في جسمها كله قلبها كان بيرفرف بخوف عقلها عمال يصرخ... بس صوتها مش بيطلع... كل ما تحاول تستجمع قوة الصداع يزيد.

في اللحظة دي... سيلا بدأت تحس بدفا غريب بيمشي في جسمها... الدفا ده كان بيسخن كل عرق فيها... كأن الخلايا بتغلي... وهي مش فاهمة اللي بيحصل

حاولت تقاوم... تحاول تمسك في أي حاجة... بس خلاص... الألم كان أكبر منها والمرة دي هي حاسة إن في حاجة مختلفة

وفجأة... صوت خطوات تقيلة قرب منهم راجل تاني دخل قال بصوت جاف: "ابتدوا حضروا الحقن... عايزين نجهزها قبل ما يوصل الباشا 

واحد منهم راح ناحية ترابيزة معدنية عليها شنطة جلدية قديمة فتحها وطلع منها حقنة وكان بيجهزها وهو بيبص لسيلا بخبث


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات