رواية ثأر بلا رحمة الفصل التاسع
بعد اعتكافه يومين متتاليين في أحضان أمه لم يتزحزح انشأً واحد عن حضنها الدافئ خرج في ظلام الليل يستعيد ذكرياته في طرقات طال الوصال إليها طفولة يختزنها بين ثناياه طفل في الثالثة عشرة من عمره اتته ذكرياته وقف بجانب شجرة ضخمة جدا مُربطة بحبال متهالكة ذابت مع الزمان أمسك بأطراف الحبال وابتسم من ذكرى طفولية ......
بنت مثل الملاك تصغره بعدة أعوام ينادي عليها ....!!!!
فارس :حور .....حور حسبي هتقعي...!!!!
تجلس البنت على الحبال مثل الأرجوحة البنت : يووووووه قلتلك
100مرة أنا ما اسميش حور
ضحك فارس على براءتها معه : لاااا انا شايفك حور أصلك زي الملايكة
ضحكت البنت من حديثه المعسول : مش عايز تعرف اسمي إيه
فارس : لا لا مش عايز انت بالنسبة لي حور وبس ولما أكبر هتجوزك و اسمي بنتنا حور ..
غضبت البنت من حديثه اوقفت الأرجوحة ووقفت أمامه و عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بغضب شديد : وأنا مش موافقه اتجوزك
بادلها فارس بغضب مماثل : و أنا ما باخدش رايك لو موافقتيش هاخطفك واتجوزك غصب عنك .....
_ انتهت الذكرى وتذكر أيضا عندما ذهب إلى نفس المكان ولم يجدها ثلاث أيام ويعود وبعدها حادثة مقتل أبيه و عند تذكره لهذا اليوم نغزه قلبه لذكرى أليمة........ خرج من الذكريات......!!! على صوت ياسين وعز يبحثون عنه في نواحي القرية.....
ياسين : إيه اللي جابك هنا يا عم انت لسه فاكر المكان ده ؟؟!!
فارس مبررا : عادي نزلت اتمشى كنت مخنوق سمعت جدك بيسأل عليا فقولت اسبهاله مخضرة ...
عز مستفهماً : تتمشى بس ولا جاي ترجع اللى كان ..؟؟!!!!
فارس : بقولك إيه انت وهو انتو هتفوقوا عليا ولا إيه روح يابابا إجري ورا أختك الهبلة اللى طول النهار تجرو ورا بعض فى الجنينة وانت روح عند عمك والأرض اللى مسبتهاش من ساعة ما جيت وبتهرب فيها من وش سلطان
ياسين بيقين : لسه فاكرها ده إحنا كنا عيال صغيرين يا فارس متهيألي انت لسه فاكر شكلها لغايه دلوقتي ولا حتى تعرف اسمها ..؟؟؟
_سرح فارس فى ملامح حوريته الصغيرة حوور كما يدعوها وسب نفسه ولو طال أن يلكم وجهه لفعل على غبائه أنه رفض أن يعرف اسمها واكتفى باسمه الذي أحبه وأعطاه لها ..ّ💔 انتبه لَ ياسين الواقف أمامه مباشرةً يحاول أن يقرأ تعابير وجهه قائلا ....
ياسين : مش قولتلك مش نسيها كنت عارف إنها هنا وأشار إلى صدره ...مكملاً
تصدق هي دي الحاجة البريئة اللي فى حياتك كلها !!!!
فارس بنفي : فاكر مين يالا أنت وهو أوعى كده لا يكون عز اداك حاجه تبلبعها
_ضحك عز وياسين على إنكار صديقهم
عز لـــ ياسين : يلا بينا يا سينو هنعمل نفسنا مصدقين بس احيات أمك ابقى استغطى وانت نايم بدال ما كل ليلة الكوابيس اللي بتبقى وانا نايم جمبك هتبوسني فى بوقي واللهم اخزيك يا شوشو بأه ولا يوم ماكنت متقل فى الشرب شوية كانت البت سالي بايته معانا صحيت لقيتو ماسكها من شعرها وهو نايم وعمال يقولها .....مشيتى وسبتيني ياحور هنت عليكي ،،،
لولا صحيت ساعتها كان شعر البت طلع فى ايده ......ولا واحنا صغيرين
كل لما يشوف عيون زرقة لون السماء يجري على البنت ويبحلق فيها
لحد ما يحسبوه مجنون ....ولا،،ولا أقول تانى ولا كفاية كده ....
احمر وجه فارس غضباً من ذكر أفعاله السابقة وضحك ياسين عليهم متجاهلاً نظرات فارس الحارقة
ياسين : إنجز يا عم بسرعة عشان هنسافر البلد الليلة عندنا اجتماع على الساعه ثلاثة يا دوب نلحق
فارس : هتسافر دلوقتي كده على طول....
ياسين : إيه عندك مانع ولا الشجرة وحشاك كده أحسن من الصبح هيكون الطريق رايق و نعرف نوصل بسرعة
أخذ ضربه على كتفه من فارس عقابا له على حديثه متجاهل وقوفهم تركهم ليجمع أشيائه ويودع أمه الحبيبة وعمته التى لم يرها ثلاث مرات بالكثير فهى لا تهتم لأحد بل يهمها فقط جمع المال واكتساب الكثير من أصحاب النفوذ فهي تعترف فقط بالسلطة والجاه والمال هم مبدأها فى الحياة وهى تتودد إلى فارس لغرضها فى الاستحواذ على الجزء الأكبر فى ثروه سلطان الكبير فـ فارس هو الوريث لهذا الجزء بحسب الشرع فهو يملك نصف تركة سلطان وهى الربع وياسين الربع يرثه عن امه المتوفاة لذلك فهى تعمل على الاستيلاء على الميراث بأكمله ولكن هذا الثعلب لا يقدر أحد على خداعه فإنه يعلم بكل مخططها وفى كل مرة يرد عليها بالفشل فهي تريد ان تزوجه لابنتها _ليلى ..وكيف لا يعلم بذلك ولكن هو لا يعبأ إلا بقلب هذه الصغيرة ....ماذا إن أحبته فهى بالنسبة له أخته مثل فارس ويعلم انها هى الأخرى تحبه مثل أخيها ولكن لايثق فى تقلبات خطط عمته وماذا تنوى فى المرة القادمة.....
دخل غرفته يجمع أغراضه تبعته أمه باكية تقف أمامه :. خلاص هتسبنى وتسافر تانى ملحقتش أشبع منك ترك ما بيده واحتضن أمه مجففاً دموعها قائلا : سامحيني يا أمي كان نفسي تكوني معايا وفي حضني على طول بس أنت عارفة ان شاء الله اليوم ده قريب أوي أول ما أخلص من شرط سلطان ساعتها مش هيقدر يقف قدامي.... انت عارفة أنا بحبك قد إيه و مقدرش أبعد عنك............. تذكر عندما عاد من سفره لاصطحاب أمه.....
سلطان : أهلا أهلا انت إيه اللي جابك هنا و دخلت بيتي ازاي أكيد جاي بعد ما تمرمط وتزليت في الشوارع....
يضحك فارس بصوته عليه : طبعا كنت مستنيني اتقطع و اجي تحت رجلك ههههههههه ههههههههههههههههه و ازاي بس اللي انت متعرفوش ان أنا الثعلب حفيدك يا سلطان بيه.... وانا كنت عارف كويس و عامل حساب اليوم ده كنت فاكر لما توقف الفلوس اللي بتبعتها هرجع تحت رجلك واتزللك لا تبقى غلطان كنت واثق إنك هتعمل كده بس اللي انت ما تعرفهوش و لا كلابك اللي بعتهم ورايا ما قلت لكش عليه.......... إن أنا واقف على رجلي من سنين وعندي فلوسي و شركاتي اللي طبعا لو عرفت بيهم يوم كنت دمرتهم بس مش هتقدر واسال كويس مييين _ الثعلب في سوق ..
ابتسامة أشرقت بداخله ثم أجاد إخفاءها فهو يسمع عن هذا الثعلب ولكنه لم ولن يتوقع أنه حفيده... ابتسامة فخر اخفاها سريعاً
سلطان : تقدر تقولي يا تعلب أنت جاي دلوقتي عايز إيه..؟؟
فارس : طبعا مستحيل أكون عايز منك انت حاجة أنا جاي آخذ أمي و بعد ما نخرج من البوابة دي مش عايز أعرف عنك حاجة ولا يبقى ليك صلة بينا.
ضحك سلطان بصوته الجهور : روح يا شاطر العب بعيد أمك إيه اللي انت جاي تاخدها لو انت بقى الثعلب صح وجاي عايز تاخد أمك يبقى تديني !!
نظر له فارس بتفحص : وأخرج دفتر الشيكات هاا عايز كام يا سلطان بيه؟!
سلطان : اللي أنا عايزه مال الدنيا كله ما يسواش فيه أنا عايز تار ابني اللي مفروض انت تدور و متسيبهوش عايز أمك..... آخذ عزاء ابني وإلا مش هتطلع من هنا إلا على جثتها ...
فارس : تارك اللي انت عايز تاخده ما انت قتلت العيلة كلها عايز ايه تاني وبعدين انت فاكر إن أنا أوسخ إيدي عشان تار واحد زي ده...
سلطان بشدة : خلي تفكيرك لنفسك و اللي عندي قولته عايز أمك تاخد تار أبوك و هتفضل هنا وأول لما ألاقيه هبعتلك تاخد تاره و اديك أمك خلص الكلام لحد هنا .....
نظر فارس الى السُلم الذي تقف عليه حياة الباكية دموعها تنزل على وجهها من غضب السلطان عليها و على ابنها ......رجع فارس من اسوأ ذكرى عنده وأكمل احتضان أمه واعداً إياها بهذا الوقت القريب....ثم تركها وغادر البلده..
قبل صلاة الفجر عزم حمدي أمره على أن يذهب لإيجاد أزواج لبناته وبعد تفكير دام طويلا وجد أن أفضل مكان يبحث فيه هو المسجد ذهب إلى مسجد كبير على الطريق العام يبعد عن منزله منعاً للإحراج جلس في أول الصفوف منتظر إتمام الصلاة ....
يجلس ثلاثتهم في السيارة عز خلف المقود كعادته وفارس بجانبه و ياسين بالخلف كانوا يتناولون العصائر والمياه الغازية بشراهة في وقت الصيف و رطوبة الجو عالية نظر ياسين في ساعة يده قائلا ....
ياسين : عز أوقف عند أول مسجد يقابلك عايز أصلي الفجر حاضر .
عز مكملا : فكرة برضه واستعمل W.C بالمرة مش قادر
ياسين باستهزاء : ده بدل ما تقول أصلي عايز W.C ربنا يهديك ..
فارس : هشهشهششش خلاص بقى مش عارف اغمض عينيا شوية منكم ..
و بعد عدة دقائق أوقف عز السيارة بجانب مسجد نزل ياسين وعز تاركين فارس بمفرده بعد فترة من الوقت شعر فارس أنهم تأخروا عليه فذهب يوبخهم بعد انتهاء الصلاة دخل المسجد يبحث عنهم في W.C لم يجد أحدا ظل يبحث بعينيه حتى وجدهم يقفون في وسط المسجد و مجموعة من المصلين يستمعون لشخص يقف على المنبر قائلا...
حمدى : السلام عليكم ورحمة الله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( من يستطيع منكم الباء فليتزوج ) وأنا اقتدي كلام الرسول صلى الله عليه وسلم في السنة بتاعته وسمعت امبارح الخطبة بتاعت الشيخ وهو بيقول إن مش عيب الواحد يطلب جواز بناته وانا ياخواننا عندي أربع بنات مش طالب من الله غير سترهم وزي الرسول ما قال من يستطيع منكم وأد الأمانه يتقدم وانا اجوزها له...
نظر بتفحص ينتظر رد فعل الناس!!!!... وفي الجانب الاخر
فارس : إيه يا ابني انت وهو واقفين كده ليه ..؟؟ أشار إليه ياسين معنا اصبر.
تقدم ياسين بين المصلين قائلا : لا مؤاخذه يا حج انت عايز تجوز بناتك كده ليه..؟؟؟
نظر اليه بغضب إثر سؤاله حيث شعر فيه اتهام لبناته وبنظرة حادة ..
حمدي : ملكش صالح عايز تتجوز قول مش عايز اتفضل..😠
ياسين عقد كلمات هذا الحمدي وأخذ ينظر إليه مستشعراً ما بين كلماته و أسبابه محدث نفسه الراجل ده ليه جيت الصعيدي إيه اللي يخلي صعيدي يجوز بناته بالطريقه دي وحشين مثلا مش ممكن اذا كان أبوهم وسيم بالشكل ده اشحال لما يكونوا بنات فكر ياسينو وخد الثواب ....
ذهب إلى أصدقائه عرض عليهم الأمر يتحدثون بجانب في المسجد ...
ياسين بعينين لامعة : هااا إيه رايكم ؟؟
فارس : رأينا في إيه انت عبيط يا ابني !!!
عز المستفهم : طب و انت رأيك إيه ؟؟؟
ياسين : موافق طبعاً ...
فارس فاتح فمه مدهوشاً : انت سامع نفسك بتقول إيه؟؟!!!!
عز : استنى بس يا فارس لما نسمع وجهه نظره مش يمكن تعجبنا..
حملق به فارس : تعجبنا إيه انت كمان..!!
ياسين : اصبر بس أنت لما بتعوز تقضي ليلة بتعمل إيه؟؟
فارس وعز ببلاهة : بنضرب عرفي...
ياسين : يعني على حسابتكو انتوا إن كده بتبقى مراتك صح ..
فارس وعز : صح...
ياسين : إيه بقى اللي يمنع انكوا تجربوا ما هي هتبقى مراتك بردو..
فارس : لا يا عم العرفي بتخلع منه لكن الشرعي لا
ياسين عازما على تغيير نظرة اصدقائه واخواته عن مفهوم الزواج و المرأة فهي في نظر كل منهما للمتعة فقط هي وسيلة لإشباع رغبات شهوانية فقط في هذا الفارس لايعترف بأنها نصف المجتمع فهي بمثابة خادمه عاهرة ساقطة تسعى وراء المال والجاه فقط ما عدا اثنين أُمه وهذه الحور التي يبحث عنها في مناماته ينادي كل ليلة عليها بعد كل هذه السنوات والآخر عز المرأة تمثل عنده كائن ضعيف يفضل التحكم واتصلت عليها وأنا سوف ُاعلم كل منهم درس لن ينساه ...
ياسين : هو سيادتك لما واحدة تعجبك بتقضي معاها قد إيه .؟؟
فارس : على حسب ما ازهق منها وبعد كدة بح...
يستمع اليهم عز صامتاً يتابع حديثهم .....
ياسين : طب منت جاوبت على نفسك أهو لما تزهق طلقها وأهو حاجة كده مش انت دايخ على خدامة منه تخدمك ومنه تمتع نفسك وبرده لما يجي وقتها قولها بح...
أعجب عز بالفكرة :يا ابن اللذين ده انت طلعت سهوان كل ده مدكنه طلعت واطى يامان ههههههههههههه
نظر إليه فارس بتفحص بعد ارتياح مغمض عين وفاتح الأخرى فارس : مش مطمنلك وانت بضحك كده ليه ؟؟
تصنع البراءة ياسين : أنا.... أنا هضرك بردو يافارس مكنش العشم ....طب جرب وانت هتخسر إيه ؟؟؟
عز بموافقة،: اشطة وأنا موافق هاا يا فارس اخلص
فارس بعدم ارتياح : موافق بس لو حصل حاجة كده ولا كده متلومش إلا نفسك
اتجاه الشباب إلى المنبر الواقف عليه حمدي يحادث المصلين....
تحدث ياسين : إحم ...إحم... هو حضرتك اسمك إيه ؟؟
حمدى :اسمي حمدى
ياسين : اتشرفت بحضرتك طب إحنا مستعدين نتحمل الأمانة في بنات حضرتك قولت إيه ...
تقدم بخطوات سريعة كان يتابعه منذ بداية الصلاة وهو من الأساس كان يراقبه حتى يجد الوقت المناسب للإختلاء به تفاجأ بصعوده إلى المنبر وطلب أزواج. لـ بناته تقدم باهتمام : ياحج أنا لى الشرف فى نسبك ومستعد آخذ بنتك دلوقت وأكتب عليها لو حضرتك وافقت ....
نظر إليهم يستشف من وجوههم اللهو والعبث بأطفاله ولكن وجد عليهم معالم الجدية والارتياح والتهذيب فى حديثهم نزل عن المنبر متجهاً إليهم محدث إياهم : اتفضلوا معايا البيت قريب نفطر ونتفق على التفصيل ....
اتفضل حضرتك وإحنا وراك _نطق بها ياسين ....
وبالفعل ذهبوا إلى بيت حمدى طرق الباب قبل ان يفتح كى يخلو له طريق دخل الشباب بانظار منخفضة لمحهم حمدي وسعد كثيراً وعلم انهم على قدر من الأخلاق يجلسون فى غرفة الصالون منتظرين قدوم حمدى تقدم إليهم يحمل صنية كبيرة فيها بعض الماكولات وأخرى بها الشاي قائلاً ....
حمدى : نفطر الأول عشان يبقي عيش وملح أصل حق العيش والملح أقوى من أى عقد جواز اتفضلوا .....
تقدم الشباب إلى الإفطار ماعدا فارس المتحفظ الذي لم يفتح فمه بكلمة واحده فهو حالياً يدرس هذا الرجل وكيفية التعامل من خلال حديثه وبنظرات سريعه على محتويات الغرفة ثبت انه ميسور الحال إلى حدا ما وان طلبه ليس طمعاًبالمال وظل يستنتج ولكن لمممم يصل إلى سبب
بعد انتهائهم تحدث حمدى : نتعرف يا شباب الاسم والوظيفة ؟؟؟
تحدث ياسين بالنيابة عنهم : ياسين العدوى مهندس معماري ..
ثم اشار /عز إسماعيل إدارة أعمال ..وابن خالتي ..
ثم أشار /فارس مجــ..........