رواية أسرتى قلبى الفصل الاول بقلم هدير الصعيدى وولاء يعقوب
البدايه :
فى منزل فى إحدى مدن الصعيد كان يجلس عز الدين ( شاب فى مقتبل عمره فى السنه الأخيره له من كليه الفنون الجميله ... طويل القامه وذو جسد رياضى وشعره أسود كثيف وذو بشره قمحيه اللون وعيناه بنيتان ) مع والده وأخوه ..
عز الدين مبتسما بهدوء : حضرتك عارف يا حاج إن دى أخر سنه ليا فى الجامعه وأنا كنت عايز أكمل نص دينى وأتجوز
الأب وقد ظهرت معالم الفرحه على وجهه فعز الدين كان الإبن الأصغر له والمقرب لقلبه : ده يوم المنا يا ولدى يوم ما تتجوز و متشغلش بالك خالص بالعروسه .. عروستك موجوده إطمن
عز الدين : يا حاج أنا كان فى بنت شوفتها وحابب إنى ...
قاطعه والده وهب واقفا وصاح فى عصبيه : إيه الكلام الى بتجوله ده يا عز ... و بت مين دى ؟؟ أنت هتتجوز بت عمك يا كجده يا مفيش جواز
عز الدين وقد بدا عليه التوتر : يا حاج أنا مش عايز أتجوز بنت عمى وبصراحة كدا أنا بحب البنت إلى أنا عايز أتقدملها دى ومش هتجوز غيرها
والده بعصبيه : أنا جولت الى عندى وأنت حر يا تتجوز بت عمك يا إما مفيش جواز واصل ولو فكرت يا عز الدين إنك تعصانى لا هتكون إبنى ولا أعرفك ومحتورسشى حاجه واصل
وإنصرف والده فى غضب شديد بعد أن ألقى على مسامعه هذا الكلام الذى صدم عز بشده
منصور ( الأخ الأكبر لعز الدين والذى كان يغار من أخيه بشده نظرا لحب والده له ونظرا لدخول عز الجامعه ) فى شماته : أبوك معاه حج يا عز ولازمن تسمع كلامه وبعدين مالها بت عمك زينه ومننا وهتراعيك
عز الدين : يا منصور أنا بحبها ومش هقدر أتجوز حد غيرها .. أرجوك ساعدنى وحاول تقنع أبويا .. أنت عارف إنه بيحبك ومش بيرفضلك طلب كلمه عشانى
منصور : معرفش يا عز أنت عارف إن أبوك رايد يجوزك بت عمك من زمان ومحدش هيجدر يرجعه عن الى فى دماغه ده
عز الدين : يعنى إيه الكلام ده يعنى يا أتجوز بنت عمى الى مبحبهاش يا أتحرم من كل حاجه لأخر عمرى
منصور : مفيش فى يدى حاجه يا خوى وأنت عارف أبوك مهيسمعشى لحد واصل
عز الدين فى حزن : ماشى يا منصور .. أنا رايح أجهز حاجتى أنت عارف إنى راجع النهارده القاهره عشان الجامعه
منصور فى لؤم : فى رعايه الله يا خوى وفكر فى إلى جاله أبوك بت عمك زينه برده ومننا وهتخدمك برموش عنيها
عز الدين : إن شاء الله يا منصور
وإنصرف عز الدين غاضبا وهو يفكر فى حل لكى يتراجع والده عما ينتويه
************************************
عاد عز الدين إلى القاهره وإلتقى بأخو فريده ( الفتاه التى يهيم بها عشقا )
فريد ( دكتور قلب يكبر فريده ب 4 سنوات )
كان عز الدين قد إتفق مع فريد على أن يلتقيا بالمقهى الذى إعتادا أن يلتقيا به منذ أن أصبحا صديقين قبل 6 سنوات ,, دخل عز المقهى فوجد فريد جالسا يحتسى كوبا من الشاى فجلس وهو يبدو عليه الحزن
عز الدين : إزيك يا فريد ؟
فريد بفرحه : الحمد لله إزيك يا زيزو ؟ .. أخبارك إيه وأخبار البلد إيه ؟ غريبه يعنى مطولتش المره دى زى ما كنت بتقول
عز الدين وهو يبدو عليه الحزن : تمام يا فريد .. عادى حبيت أرجع وأكمل الأجازه هنا مع إنهم هناك فى البلد فاهمين إن أجازتى خلصت
فريد بإستغراب : مالك يا عز أنت فيك حاجه متغيره ... حصل حاجه وأنت فى البلد ضايقتك ؟
عز الدين وهو منكس رأسه فى حزن واضح : فريد أنت عارف إنى كنت رايح أفاتح والدى فى موضوع إنى أتقدم لفريده ونحدد معاد عشان نجيلكم فيه
فريد بهدوء : أيوه ما أنت قايلى قبل ما تسافر ... إيه المشكله بردو مش فاهم
رفع عز الدين عينيه ونظر لفريد فى حزن : المشكله إن أبويا مش موافق يا فريد و مصمم إنى أتجوز بنت عمى ويا كدا يا هيحرمنى من كل حاجه
فريد بدهشه وبعض الغضب : ووالدك يرفض ليه ؟؟ إحنا فينا حاجه مش عجباه
عز الدين : لا طبعا يا فريد مش كدا ... هو بس مصمم إنى أتجوز بنت عمى و إنى أولى بيها من حد غريب .. عندنا فى البلد كدا لازم إنى أتجوز بنت عمى وأنا مش عارف اعمل إيه
نظر إليه فريد ببعض الغضب ولم يرد
عز الدين : متبصليش كدا يا فريد أنت عارف إنه مش بإيدى وبعدين أنا بتكلم معاك عشان تساعدنى مش عشان تبصلى كدا
فريد :المفروض إنى أعمل إيه بقى ؟؟ ... أقولك مبررروك يا عريس
عز الدين بغضب : فريد لو سمحت أنت عارف إنى مش موافق على الى بيحصل ده ... ثم صمت قليلا ونظر فى الجهه الأخرى فى غضب ثم نظر مره أخرى لفريد وهتف قائلا
عز : فريد يا ريت تحددلى معاد مع والدتك لإنى جاى الخميس الجاى عشان أخطب فريده
فريد بدهشه : ووالدك هتعمل معاه إيه ؟
عز الدين وعيناه تلمع فى تصميم : مش عارف ... بس مش هسيب فريده تضيع من إيدى
**********************************
فى منزل فريده
جلس عز الدين مع فريد ووالدته ناريمان هانم ( إمرأه شديده الجمال رغم كبر سنها وهى تركيه الأصل ولكنها تتحدث العربيه بطلاقه )
عز الدين مبتسما فى هدوء : أنا يا نريمان هانم طالب إيد فريده من حضرتك
ناريمان هانم وهى تعتدل فى جلستها وتضع ساقا فوق ساق : طبعا يا عز أنت عارف غلاوتك عندى وإنى بعتبرك زى فريد بالظبط بس لازم والدك يجى ويطلبها منى ,, الاصول بتقول كدا ولا إيه ؟!
فريد متدخلا : يا ماما ما حضرتك عارفه الظروف مش أنا حاكيلك كل حاجه
ناريمان هانم وهى تنظر لفريد ثم توجهه نظرها لعز مره ثانيه : بس برده الأصول مبتقولشى أبدا إنى أجوز بنتى لواحد أهله مش قابلينها ... هتعيشها فين يا عز وأنت لسه بتدرس وهتصرف عليها منين ؟
نكس عز الدين رأسه فى حزن شديد ومرر أصابعه فى شعره ثم أخذ نفسا عميقا محاولا تهدئه نفسه لكى يحاول كسب ثقه ناريمان هانم ثم نهض من جلسته وتوجه ليجلس بجوار ناريمان هانم وأمسك يدها وهتف قائلا
عز وعيناه تفيضان بالحزن والأمل فى نفس الوقت : أرجوكى يا طنط حضرتك عارفه أنا بحب فريده قد إيه ,, أوعدك إنى مش هخليها محتاجه حاجه وهنفذلها كل طلابتها .... أنا أه هبدأ من الأول ومش هيكون معايا حاجه بس هعمل المستحيل عشان أقدر أعيشها فى مستوى كويس ,, أرجوكى مش هقدر أعيش من غيرها صدقينى
ناريمان هانم فى تأثر شديد فهى كانت تحب عز وتعتبره كإبنها : أسفه يا عز مش هقدر دى بنتى برده إزاى أجوزهالك وأهلك مش موافقين ورافضينا من البدايه .. وحتى لوأنا إتنازلت عن موضوع أهلك على الاقل خالص لازم يكون عندك شغل ودخل تقدر تصرف منه عليها
عز الدين بعد أن سمع منها إمكانيه موافقتها على زواجهم فى حين يتوفر لديه عمل ودخل مادى ظهرت فى عينيه الفرحه وهتف قائلا
عز : طبعا حضرتك معاكى حق وأوعدك إنى هعمل كل الى فى وسعى عشان أستحق إنى أتجوز فريده
ناريمان هانم وهى تبتسم فى سعاده وتضع يدها على يد عز فى حنان : وأنا وقتها هسلمهالك وأنا سعيده يا عز
إبتسم عز فى سعاده وإنصرف وهو ينوى ان يفعل المستحيل لكى يحصل على معشوقته فريده
ناريمان هانم فى نفسها : سامحنى يا عز أنا أه قسيت عليك شويه بس أنا عملت كدا عشانك أنت وفريده ,, عارفه إنك هتعمل المستحيل عشان تلاقى شغل وأنا أوعدك إنى هسلمهلك بإيدى لأنى عارفه إنك بتحبها ومش هلاقى حد يخاف عليها قدك
*********************************
مرت الايام وبدأ عز الدين يبحث عن عمل وكان يسانده صديقه المقرب فريد ويشجعه على عدم اليأس والبحث من جديد
وبدأ عز فى رسم اللوحات وبيعها بجانب عمله الذى حصل عليه والذى لم يكن يناسبه كطالب جامعى ولكنه وافق وإن كان ذلك شاق عليه لكنه فى سبيل الحصول على معشوقته يصبح من ألذ الأشياء
ومرت الايام سريعا وجاء موعد الإمتحانات وتقدم عز الدين للإمتحانات
وظهرت النتيجه وتخرج عز الدين وسافر إلى بلده لكى يحاول إقناع والده بزواجه مره أخرى
والده بعصبيه : تانى يا عز .. أنت لسه مشيلتش الكلام ده عاد من راسك
إنحنى عز الدين على ركبتيه وأمسك بيد والده وقبلها وقال فى هدوء محاولا إستعطافه : يا حاج أنا بحبها .. يرضيك إنى أعيش حياتى تعيس مع واحده انا مش بحبها .. يرضيك أعيش وقلبى مع واحده تانيه
والده وهو يسحب يده من يد عز فى غضب : أنا جولت إلى عندى وأنت عليك إنك تختار يا إحنا يا هيا
ثم تركه وإنصرف .... فجلس عز على الأرض واضعا رأسه بين كفيه حزينا مفكرا فيما سيفعله ,, فى حين كان منصور ينظر إليه من بعيد وعلى وجهه إبتسامه شيطانيه
منصور فى نفسه وهو يبتسم بمكر : لتكون عايز تكوش على كل حاجه .. أنى عارف إنك مهتجدرشى تسيب البت الى واكله عجلك وأبوك إجده هيحرمك من كل حاجه وهتكون كل حاجه من نصيبى أنى .. والله وباضتلك فى الجفص يا منصور
*********************************
فى فيلا ناريمان هانم ..... جلس عز الدين مع فريد وناريمان هانم مره أخرى وذلك بعد مرور أربعه أشهر
عز الدين : ها يا ناريمان هانم .. أنا خلاص بقى ليا شغل ودخل أه يمكن يكون مش كبير أووى بس أنا هعمل كل الى عليا عشان أبقى أحسن بإذن الله والحمد لله دلوقتى أقدر أفتح بيت... أه مش هقدر أعيش فريده فى نفس المستوى على الأقل دلوقتى بس عايز حضرتك تتأكدى إنى هعمل كل إلى عليا عشان أسعدها وأخليها مرتاحه
ناريمان هانم وهى تنظر لعز بدون تعابير باديه على ملامحها : طب ووالدك يا عز هتعمل إيه معاه ؟؟ هتتنازل عن كل حاجه وميراثك ؟
عز الدين وقد ظهر عليه بعض الحزن : والدى هيجى يوم من الايام وهيعرف إنى كنت صح أما يشوفنى عايش سعيد مع الإنسانه الى بحبها
ناريمان هانم فى هدوء : ولو حصل وإتجوزتوا هتقعدوا فين يا عز ؟
فريد متدخلا : بعد إذنك يا ماما أجاوب أنا على السؤال ده
نظرت له ناريمان هانم فى دهشه فإبتسم بسعاده وهتف قائلا
فريد : أنا وعز ناويين ننزل ونعيش فى إسكندريه ده بعد إذنك طبعا وناوين ناخد حضرتك كمان معانا .. أنا جالى هناك فرصه شغل حلوه فى مستشفى خاص وعز هيفتح معرض للوحاته هناك .. وبعدين هنا مبقاش لينا حد يا ماما وهناك فرص الشغل أحسن كتير , ها إيه رأى حضرتك ؟
ناريمان هانم مبتسمه فى هدوء على الرغم من أن الدهشه واضحه على وجهها : أنتوا مرتبين كل حاجه بقى مع بعض وأنا أخر من يعلم وطبعا مراتك يا فريد عارفه
فريد مبتسما بإحراج : يا ماما الحجات كلها جت مره واحده ,, وأه أنا معرف أمل بس صدقينى مكنتش مخبى عليكى وكنت هعرف حضرتك أكيد وأتمنى إن حضرتك توافقى
لم ترد ناريمان هانم على فريد وصمتت لعده لحظات مما أثار القلق لدى عز وفريد وأخدا ينظران لبعضهما فى قلق وخوف من رده فعلها ,, لكن لم يدوم صمتها طويلا ورفعت رأسها فجاه مخاطبه عز
ناريمان مبتسمه إبتسامه عريضه ومخاطبه عز الدين : أنا هكون مبسوطه لو أنت بقيت جوز بنتى .. مبروك يا عز
إندهش عز ولم يبدى أى إنفعال غير الإندهاش ولم يستطع تصديق ما سمعه للتو .. أما فريد فضحك بشده على منظر صديقه عز
و ما إن إستعاب عز ما حدث حتى هب واقفا وتقدم ناحيه ناريمان هانم وركع على إحدى ركبتيه وقبل يدها فى سعاده قائلا : مش عارف أقول لحضرتك إيه يا طنط .. متشكر أووى و أوعدك إنى مش هخليكى تندمى أبدا على قرارك ده
ناريمان هانم مبتسمه فى سعاده وواضعه يدها على وجه عز : وأنا متأكده من ده يا عز ومن هنا ورايح تقولى ماما زى فريد بالظبط
عز الدين مقبلا يدها مره أخرى : حاضر يا ماما
فريد مازحا : الله الله .. ده أنتى عمرك ما حطيتى إيدك على وشى كدا يا ماما .. خلاص بعتينى وبقى فريد كخه دلوقتى
ما إن تحدث فريد هكذا حتى نظرت ناريمان هانم وعز له ثم إنفجرا ضاحكين بشده
******************************
يوم الزفاف ...
كانت فريده ( فتاه متوسطه القامه ولديها جسد رشيق تحلم به كثير من الفتيات .. عيناها عسليتان ورثتهما عن والدتها .. شعرها بنى فاتح يصل الى كتفيها وبشرتها بيضاء ) تجلس فى غرفتها ومعها مصففه الشعر وكانت تنظر فى المرآه إلى فستان زفافها المعلق خلفها وعلى وجهها إبتسامه حالمه
وبعد فتره ليست بالكثيره إنتهت المصففه من عملها ونظرت فريده لنفسها فى المرآه وهى راضيه كل الرضا عن شكلها النهائى وقامت لكى ترتدى فستان زفافها بمساعده مربيتها داده أمينه والتى لم تكف عن إطلاق الزغاريد طوال اليوم وظلت تفكر فى رده فعل عز حين يراها بفستان الزفاف ...
فى المساء
حضر المأذون ووصل الحضور إلى الفيلا حيث أقيم حفل الزفاف ... صعد فريد إلى غرفه أخته لكى يحضرها وما إن وصل حتى دق الباب بطريقه مضحكه وهو يدندن بلحن موسيقى ففتحت له داده أمينه وهى تضحك على مزاحه والذى لا يكف عنه أبدا وهذا ما يميزه
فريد بنظرات حانيه وهو يتقدم من فريده : ديده القمر .. إيه الجمال ده ,, يلا بقى عريسك تحت من بدرى وقاعد على نار
فريده بخجل شديد : طب مينفعش نستنى شويه يا فريد .. أنا متوتره وحاسه إنى مش قادره أمشى أصلا .. أقولك خلاص أنا مش هنزل
فريد بنظرات ماكره : أنا بقول كدا برده إحنا أصلا إتسرعنا فى الجوازه دى .. أنا هنزل أمشى المأذون وأقولهم العروسه مش موافقه
وذهب فى إتجاه الباب لينصرف فتفاجئت فريده برده فعله وذهبت مسرعه خلفه لتلحق به
فريده وهى تجرى تجاهه : إيه إيه إستنى يا فريد .. هتمشى الناس إزاى وبعدين هيقولوا علينا إيه دلوقتى .. أنا خلاص رجلى بقت أحسن يلا بينا
فريد بإبتسامه ماكره : أيوه إتعدلى كدا ويلا يا هانم عشان لو منزلناش عز هيطلع هو يجيبك بنفسه
فريده بإبتسامه خجوله : طب يلا
حينما علت الزغاريد علم عز بنزول فريده فنهض من جلسته وتقدم ناحيه السلم لكى ينتظرها
كانت فريده تنزل على السلم متأبطه ذراع أخيها وعلى وجهها إبتسامه خجول وهى تنظر لعز وهو فى حلته السوداء وكم كان يبدو وسيما
أما عز فلم يستطع منع عينيه من النظر لفريده بطريقه أخجلتها بشده فهو لم يكن يتوقع أنها ستصبح بكل هذا الجمال فى فستان الزفاف
سلمها فريد لعز والذى أخدها وجعلها تتأبط ذراعه ثم مال على أذنها وهتف قائلا
عز الدين بهمس : إيه الجمال ده كله ,, أنا مش قادر أصدق نفسى إنك خلاص بقيتى معايا .. مبرروك عليا إنتى يا فريده
فريده بخجل : الله يبارك فيك يا عز
وتعالت الزغاريد حولهم فقد كانا ثنائى شديد الجمال ولم يكف عز عن الهمس لفريده بكلمات الحب وعبارات الغزل مما كان يخجلها وكان هذا يسعده بشده فرؤيته لوجنتاها وهما يحمران خجلا يزيدها جمالا فوق جمالها وكانت تتابعهم ناريمان هانم من بعيد وهى تبتسم فى حنان وسعاده لرؤيتهم فرحين هكذا وتتمنى من كل قلبها السعاده لهم
وإستمرت أجواء الفرح هكذا إلى أن إنتهى حفل الزفاف وصعد العروسين إلى غرفتهما فى الفيلا حيث كان هذا طلب ناريمان هانم أن يقيموا معها حتى موعد سفرهم جميعا إلى الإسكندريه فى مساء الغد
فى غرفه عز الدين وفريده
دخل عز الدين حاملا لعروسته وقام بإغلاق الباب بقدمه وأنزلها برفق على الفراش
عز الدين وهو ينزلها على الفراش ويجلس بجانبها : أخيرا يا ديده إتحقق حلمنا إلى فضلنا نحلم بيه كتير
ثم مال لكى يقبل وجنتها وهو يهمس لها : بحبك أووى يا فريده
فريده بخجل : وأنا كمان يا عز
ثم قبلها فى جبينها وقال :ربنا يقدرنى وأخليكى أسعد واحده فى الدنيا كلها
فريده : أنا سعيده طول ما انت جنبى وقصاد عينى يا عز
إبتسم عز وإحتضنها بقوه وكأنما يريد أن يحفظها بداخله وقام بإغلاق النور بجانبه
*******************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت فريده فى الصباح على صوت طرقات على باب الغرفه ونهضت لكى تفتح الباب
داداه أمينه بإبتسامه حانيه : مبرروك يا فريده يا بنتى .. مش مصدقه إن عصفورتنا الحلوه خلاص إتجوزت ,, ناريمان هانم قالتلى أطلعلكم الفطار
فريده بإبتسامه هادئه : الله يبارك فيكى يارب يا داده ... ميرسى هاتيه أنا هدخله
وبالفعل أخذته فريده وقامت بوضعه على المنضده الموجوده بالغرفه وعادت لتغلق باب الغرفه مره أخرى .. ثم ذهبت لتوقظ زوجها وحبيبها عز
جلست بجواره على الفراش وأخذت تتطلع إليه وهو نائم ثم وضعت يدها على وجهه وأخذت تتلمسه فى حنان .. ثم قامت بتقبيله على وجنته بهدوء فتفاجئت به يفتح عينيه ويبتسم إبتسامه واسعه فخجلت وحاولت النهوض لكنه منعها وأمسكها جيدا وهتف قائلا
عز بخبث : رايحه فين ؟
فريده متلعثمه : أأأأ .. قايمه .. هو أأأأأنت .. كنت صاحى .. أأأأنا فكرتك نايم
وحاولت تغيير الموضوع لكى تهرب من نظراته التى تخجلها
فريده : أه على فكره داده أمينه جابتلنا الفطار مش عايز تفطر ؟
عزمبتسما بخبث وهو يقربها منه أكثر حتى أصبحت ملتصقه به تماما : منا عارف بس إحنا هنفطر كمان شويه ولا أنتى إيه رأيك ؟!
إكتست وجنتا فريده بالإحمرار ولم تجيب فإقترب عز منها وهو مستمتعا بخجلها وما إن وجدها هادئه حتى أرخى ذراعيه قليلا
وما إن فعل هذا حتى دفعته فريده فى صدره وهى تضحك وتهرب منه إلى المنضده : بعينك يا عز وبعدين أنا جعانه وعايزه أفطر
عز بغضب مصطنع : بقى كدا بتضحكى عليا ماشى يا فريده
نظرت إليه فريده وهى تاكل وتكتم ضحكاتها بصعوبه
**********************************
فى المساء إستعد الجميع للمغادره إلى الإسكندريه
وبالفعل مكثوا فى شقتين متقابلتين فى نفس المبنى ,, كانوا قد قاموا بإستئجارهم من قبل وقد مكثت ناريمان هانم مع فريد وأمل فى شقتهم
وقام عز الدين بإفتتاح المعرض الخاص به وقام بعرض لوحاته فيه وقد قام صديق له بتصوير بعض من لوحاته وعرضها على أصحاب معارض مشهوره فى الخارج وذاع صيته فى الخارج بشكل كبير وزاد الطلب على لوحاته وأصبح لديه رأس مال كبير يزداد يوما بعد يوم بفضل الله سبحانه وتعالى .. وإستمر عز فى عمله وزاد دخله وتطور عمله بسرعه كبيره
بعد مرور شهرين
كان عز الدين جالس فى غرفه قد قام بتخصيصها فى المنزل ليقوم برسم لوحاته بها
دخلت عليه فريده وهى حامله كوب من العصير الذى يفضله ووجدته مشغول كعادته فى الرسم فوضعت العصير على المنضده وذهبت إليه ثم قامت بضمه من الخلف وأراحت وجنتها على ظهره وهو جالس وهتفت قائله
فريده : وحشتنى أووى يا عز .. أنت بقالك فتره كبيره بتشتغل مش هتقوم تستريح شويه أنت قاعد من الصبح كدا
عز وهو يسحبها من يديها برفق لكى تصبح فى مواجهته : أنتى كمان يا ديده وحشتينى أووى ,, معلش أنا عارف إنى مشغول عنك بس غصب عنى
فريده بغضب مصطنع : أنت بقيت تقعد مع لوحاتك أكتر منى ... أنا كداهبتدى أغيير
عز وهو يضحك ويجذبها لأحضانه : أنا مقدرشى أصلا .. بس أنتى عرفه إن المعرض قرب وأنا لازم اكون جاهز قبلها بوقت كافى
ثم قام برفع ذقنه وعدل ملابسه بطريقه بها نسبه غرور مصطنعه : وبعدين جوزك بقى مشهور يا حبيبتى وبقى يتطلب منه شغل كتير
فريده بإبتسامه واسعه : ربنا يزيدك يا عز .. بس لازم تفضيلنا وقت بردوعشان تقعد معانا فيه لإننا كدا هنزعل منك
عز بإستفهام : هى ماما ناريمان إتكلمت فى إنى مبقعدش كتير معاكى ولا إيه ؟
فريده : لا يا حبيبى ماما مقالتلش حاجه وبعدين أنا مبتكلمش عن ماما ولا فريد أصلا
عز بعد فهم : أومال مين الى هيزعلوا منى دول ؟!
فريده بإبتسامه واسعه وهى تتحدث بدلال : فكر شويه يا زيزو
عز مبتسما : قوليلى بقى أنتى يا ديده أنا بجد مش عارف وكمان مش قادر حتى أفكر
فريده بإبتسامه وهى تضع يدها على بطنها : فى ضيف جديد موجود هنا وهو زعلان لأنك مش مهتم بيه خالص ومشغول علطول
هب عز واقفا وصاح بإندهاش : فريده هو إلى فهمته ده صح ,, أنتى حامل يا فريده
فريده بإبتسامه خجوله : أيوه يا زيزو أنا حامل فى شهرين
عز مبتسما بسعاده : فريده أنتى بتتكلمى جد مش كدا ,, أنا مش مصدق يا فريده أنتى بجد حامل
فريده وهى تضحك وتنظر إليه فى حنان والدموع تترقرق فى عينيها : أنت مبسوط أووى كدا يا عز
لم يرد عزعلى الفور وظل ينظر إليها فى سعاده ثم قام بإحتضانها وحملها من خصرها ورفعها قليلا عن الأرض ودار بها وهو يهتف قائلا بسعاده
عز : مبسوط دى كلمه قليله يا ديده على إلى أنا حاسس بيه ,, أنا مش مصدق نفسى يا ديده أخيرا هيبقى عندى منك نسخه صغيره
كانت فريده متعلقه بعنقه وهى تبكى من الفرحه وما إن هدأ من دورانه بها حتى أنزلها برفق على الأرض فترنحت قليلا فنظر لها عز بقلق وهتف قائلا
عز بقلق : مالك يا فريده أنتى تعبانه ؟
فريده وهى تمسك رأسها : دوخت شويه بس عشان أنت دورت بيا ومتنساش إنى حامل تانى وتدور بيا كدا يا عز
عز وهو يقبل جبينها : أسف يا قلب عز بس من فرحتى أعمل إيه بس .. بصى بقى عشان نبقى على نور كدا من الأول أنا عايز بنوته شبهك كدا
ثم قام بوضع يده على عينيها وفمها وشعرها وهو يبتسم وكأنه يرى ملامحها لأول مره وهتف قائلا مره أخرى
عز : عايزها شبهك فى كل حاجه يا ديده .. نفس عنيكى وشعرك وكل حاجه
فريده بغضب مصطنع : بس أنا عايزه ولد ويكون شبهك يا عز
عز : خليها المره دى بنت والمره الى بعدها ولد
فريده بدلع وهى تتعلق بعنقه : تؤ تؤ مليش دعوه أنا عايزه ولد
وظل شجارهم هكذا وعز يحاول منع ضحكاته من الإنفلات إلى أن هتف قائلا فى النهايه
عز : خلاص يا حبيبتى ولد عشان خاطرك يلا بقى عشان ننام وأنتى كمان ترتاحى
وما إن إستدرات ليغادروا الغرفه حتى رفع عز يديه الى السماء وهتف قائلا
عز : يارب بنت يارب وتكون شبهها
إستدارت فريده وهى تنظر إليه بغضب وهتفت قائله
فريده بغضب : بتقول حاجه يا عز
عز بتلعثم : أأأأأنا .. لا يا حبيبتى دنا بدعيلك تقوميلى بالسلامه
فريده بنظرات متفحصه : أه بحسب أصلى تقريبا سمعت حاجه كدا
عز وهويتقدم تجاهها ويضع يديه على كتفها وهم يخرجون من الغرفه : لا يا حبيبتى ده تلاقيه بس من أثار الحمل
وإنتهت الليله على ذلك وخلدا العاشقان فى نوم هادىء وكل منهما يحلم بالمولود الذى يتمناه قطعه من الثانى