اسكربيت طوق النجاة البارت الاول
كانت ريم قاعدة على طرف السرير وشها مليان غضب وعينيها محمرة من القهر والغضب
وسيف قاعد على الكرسي المتحرك و كان بيبص على ريم بهدوء هدوء ما قبل العاصفه.
ريم (بصوت حاد، بتنفخ فيه وتعايره):
ـ مبروك علينا الجنازة اللي سموها جوازة!
أنا الدكتورة ريم اخرتها اتجوزت واحد عاجز مشلول قاعد على كرسي متحرك !
انا كيف وصلت اهنا كيف حصل فيا اكده
أنا مش طايقاك… مش طايقة ريحتك، ولا شكلك، ولا حتى صوت نفسك! أنت في نظري ما بقتش راجل هو أنت قادر تقوم من مكانك علشان تتجوزني !
(اتسعت عين سيف، نزلت إيده على طرف الكرسي، شد نفسه لقدّام، وقال بصوت مليان غضب…)
سيف: سمعيني اكده انتي قلت إيه ؟
قوليه بصوت أعلى سمعيني اكتر يا بت عمي،
ما انتي طول عمرك صوتك عالي…بس دلوقت صوتك ده هيتخفي خالص انتي نفسك مش هتسمعيه تعرفي انتي ولا حاجه من غيري ما عندكيش ريحه الدم ولا بتحسي وانا هعلمك الأدب اللي أهلك نسيوا يعلموهلك ؟
ريم (بتتشد عليه):
ـ انت قليل الأدب وما شفتش دقيقه تربيه!
سيف (بيصرخ بصوت خضها وخليها كشت في نفسها وقال): فعلا انا قليل الأدب انا لو كنت مؤدب ومتربي واعرف الأصول كنت سبتك تنداسي بالعربيه!
انتي اللي المفروض تكوني قاعده مكاني دلوقت
بدل ما تقعدي طول حياتك تحت رجليا جايه تعايريني المفروض انتي اللي تكوني مشلوله مش انا بس حكم ربنا وانا عملت باصلي لان راجل من ضهر راجل لحقت بت عمي اللي دلوقت بتعايرني وتقوللي ان هي دكتورة انتي اتشليتي بس اتشليتي في قلبك وفي اخلاقك المريضه !
ريم ( بتحاول تتمسك بجُرأتها):
ـ ما طلبتش منك تنقذني!
أنت اخترت واتحمل نتيجه اختياراتك انا ما ليش دعوة ما قلت لكش انقذني!
سيف (بيضحك بس ضحكة سامة، نظرته سودة): مين اللي قالك الحديت ده نتيجه كل اللي انتي سوتيه وياي هطلع عليكي دلوقت لانك خلاص بقيتي مرتي وقلبك الأسود دوت انا هخليه يتفحم اكثر واكثر انتي هتتحاسبي على اليوم اللي عايرتيني فيه وقلتي الكلمه ديت مش انا اللي اتذل يا بت عمي؟!
أناهربيكي وهعلمك الأدب من جديد
وهخليكي تقومي وتنامي تدعي ربنا ان يبعدني عنك واسامحك ! انتي مش واخده بالك من اني
راجل في كل احوالي حتى وانا قاعد
على الكرسي ده هوريكي العاجز ده هيعمل وياكي إيه ؟!
ريم (بصوت مخنوق، بدأت تحس بالخوف):
ـ إنت مش طبيعي شكلها الحادثه اللي انت عملتها جننيتك…
سيف (بيقطعها بصوت جامد):
ـ لا يا دكتورة، أنا الطبيعي…
بس انتي اللي مش متعودة عليا اكده انا هوريكي بقى الرجوله والعرق الصعيدي …انا مش كيف ولد البندر اللي بيتدلعوا انا راجل شقيان وجبت القرش جبيني ؟! لا ده انا ولد الكومي … اللي الصعيد كله بتقف على رجل أول ما يشوفوه معدي بعربيته
و لحد دلوقت كبير وصغير في البلد بيعملوا لي 1000 حساب!
(سيف بيدور بالكرسي ناحية السرير يبص لها بنظرة كلها احتكار وكمل وقال)
ـ من النهاردة… انسي إنك هتعيشي مرتاحة.
أنا هعيشك في اللي انتي استحقّيتيه…
اسجدي، وارفعي راسك للسما، وقولي: يا رب ارحمني من اللي انا فيه ماشي يا بت عمي؟!.
بدا يحرك الكرسي ناحيه السرير الكرسي في مكان بيتفرد من عليه ويقدر يحرك نفسه على السرير وفعلا ساعد نفسه ومدد على السرير ونام وهي كانت قاعدة من متغاظه وهتتفرس منه وبتخطط له ان هي ازاي تاذيه وتبوظ نفسيته وتخليه هو اللي يقرر يسيبها ويطلقها لانها مش طايقه تعيش مع واحد عاجز زيه.
سيف قام على اذان الفجر والبيت كله كان هادي جداً وما فيش أي حركه ولا حد صاحي وريم كانت نايمه على الكنبه اللي جنب السرير)
سيف وهو بيقولها بصوت عالي خلى ريم قامت مرعوبه من النوم : قومي يا زفته انتي جايه اهنا تدلعي؟!هو انتي غريبه مش خابره عواد الصعيد ولا إيه احنا جايين عندنا النهاردة ضيوف ومعازين كثير علشان يصبحوا على العرسان قومي فزي حضري فطور؟!
ريم (بتفتح عينيها وهي مزغوفه وخايفه): انت بتزهق اكده ليه خضتني؟! هي الساعه كام دلوقت علشان تصحيني؟!
سيف (من غير ما يلف وشه ويبص لها قال):
ـ الساعة خمسة…وحضرتك مرتي والنهاردة المفروض صباحيتنا !
انتي امراة سيف الكومي لازما تصحي من فجر ربنا تحضر الفطور لجوزك اللي بيوكلك وبيصرف عليكي وعلى أهلك خلصي بسرعه انا ما بحبش أكل الوكل من يد الخدم وما تفضليش قلبه وشك اكده لو مش عاجبك الباب يفوت جمل ؟!
(ريم بتقف مكانها وهي مصدومه من معامله سيف معاها لان اول مره يعملها بالطريقه دي )
ريم (بغيظ):
ـ إنت فاكر نفسك مين؟! ده انا اللي حنيت عليك واتجوزتك هو في حد كان هيرضى يتجوزك وكمان رايد يشغلني ليه هو انا الخدامه اللي جابوها لك اهلك؟!
سيف بعصبيه وصوت عالي وهو بيتريق عليها ويقولها: لا انتي الخدامه اللي انا جبتها لو ما قمتيش من مكانك وعملتي اللي انا رايده هكسرلك رجليكي علشان ما تعرفيش تقفي عليهم ثاني
انتي فاكره نفسك بقيتي بني ادمه علشان دخلت كليه طب لا لمي نفسك واعرف انتي بتكلمي مين ومين اللي عمل منك دكتورة ما تيجيش تفردي نفسك عليا علشان ما اوريكيش الوش الثاني وما تخافيش انا مش رايدك ولا رايد اجي جنبك جوازنا هيكون على الورق لحد ما انا يجيلي كيفي اهملك؟!
ريم (بعصبية): على فكره أنت أي نعم متعلم ومعاك كليه هندسه بس قاعد على كرسي مين في البلد كانت هترضى تتجوزك ده انا ابويا جوزني ليك علشان يرد لك الجميل وخلاص اترد طلقني بقى رايد مني إيه ثاني انا الدكتورة ريم يوم ما اتجوز اتجوز حد كيفي !
سيف (بهدوء قاتل):
ـ وأنا سيف الكومي والكومي محدش يقدر يقف قصاده واللي هيقف قصاده يستحمل اللي هيحصل له وانا خابر يا بت عمي ان انتي مش هتستحملي غضبي يلا خلصي بسرعه وانزلي علشان تسويلي الوكل خلال 10 دقائق تكوني تحت !
(بيسيبها ويطلع، وهي واقفة مكانها مش مصدقة الكلام اللي سمعته، وأول مرة تحس إن سيف بقى شخصيه مختلفه عن اللي تعرفها هي كانت بتشوف قوته مع كل الناس بس معاها هي كان بيبقى كويس جداً وبيكلمها بمنتهى الاحترام
ازاي بقى كده وجاب القوة دي كلها منين وهو مش عارف يقف على رجله وكمان هي كانت عارفه ان سيف في طبيعته بيضعف قدامها لانه بيحبها بس للأسف المره دي ما حصلش معاها كده )
بعد ساعة – في الصالة
(سيف قاعد على السفرة قدامه الفطار وريم داخله ببطء، لابسة حاجه بسيطة، بس عينيها مليانة تمرد)
سيف (من غير ما يبص):
ـ المره الجايه… لو نزلت متأخره،
هتاكلي لوحدك…في المطبخ تبقى تفرشيلك اي فرشه وتقعدي في الارض مع الخدم تاكلي علشان اهنا كل حاجه بمواعيدها ما ينفعش تاخر في مواعيدك بعد اكده؟!
ريم (قاعدة وهي ساكته، بتحاول تمسك أعصابها، تاخد اللقمة الأولى…لكن سيف بيبص لها بسخريه ويقولها ): قولي بايدك اليمين هي اتشلت ولا ايه؟جو الشوكه والسكينه ده انا مش رايده اهنا في داري ولو مش عاجبك ما تاكليش وياي على سفره واحده وروحي كلي في المطبخ؟
في دار الكومي… إحنا بنشكر ربنا، ونأكل بأدب، مش باستعراض وناكل بالشوكه والسكينه يا بت عمي يا اللي نسيتي اصلك !
(ريم بترمي الشوكه والسكينه وبتتكلم وهي مشنكه ومش عاجبها الكلام): انت بتتلكك علشان تشتمني انا عملتلك ايه علشان تكلمني اكده؟!
سيف (يبصلها نظرة ثابتة):
ـ أنا مش بتلكك…
أنا بعلم اللي ما تعلمتهوش في المدارس جه اليوم اللي هتتعلميه من جوزك وكويس ان انا مش غريب برده؟
ريم قامت وهي مزرجنه ودخلت عند أمها علشان تشكيلها من اللي سيف بيعملوا معاها.
ريم بزعل وهي بتعيط وبتقول لامها:
شفتي يا مايا اللي عمل وياي بيشتمني ويشغلني كيف الخدامه في الدار هو انا سويتله إيه علشان يعمل فيا اكده شفت اللي انتي كنت مصممه أنك تجوزهلي عمل فيا إيه ؟!
زينب ام ريم قالت بعتاب لبنتها:
انت اللي عملت في نفسك اكده افتكرت لما بقيتي دكتوره انك خلاص عليتي على اهلك لا يا حبيبتي كل واحده اما تتجوز لازما تخدم جوزها
وسيف راجل من ضهر راجل وكل البلد بتعمل له 1000 حساب اعرف قيمه الراجل اللي وياك بلاش تتبطري على النعمه يا بت بطني؟!
ريم (بغيظ وهي بتبص لامها وقالتلها بصوت عالي):
انتي ريداني اعيش خدامه يا مايا هو انتي بتخدمي في الدار اهنا علشان انا اخدم! امال احنا بنشغل الخدم ليه وبندفعلهم فلوس علشان إحنا نعمل كل حاجه ؟! لا يا مايا انا فاهمه كل حاجه سيف رايد يكسرني قدام الناس!
زينب ام ريم بحزن: لا يا بتي ابن عمك قلبه طيب ومليح وكل أهل البلد بيحبوه وهو كريم وانا بعتبره كيف ولدي لان عمره ما عمل حاجه تزعلنا اكسبيه يا عبيطه بكرة يعمل العمليه ويقف على رجليه وهتندم على كل حاجه سوتيها وياه
بلاش تتبطري على النعمه انا حذرتك كثير عقلك في راسك اعرفي خلاصك؟!
ريم بعصبيه وهي خارجه من اوضه امها وبتقولها: انتي على طولك اكده انا بتك وعلى طول قلبك قاسي عليا بتحب الغريب اكثر مني هو اللي ضناكي ولا انا حرام عليكي انا مش جايه لك اهنا ثاني ولا هشتكيلك وهعمل اللي انا رايداه؟!
زينب قعدت وخبطت كف على كف وقالت بحزن على بنتها :
ربنا يهديك يا بتي انتي هتضيعي حالك ما تعرفيش قيمه النعمه اللي في يدك ربنا يسترها وتصحي قبل فوات الاوان؟!
(سيف في أوضته، بيفتح الدُرج، بيخرج ورقة مكتوب فيها توصية الدكتور بضرورة إجراء العملية)
(بيبصلها، وبعدين يرميها على الطربيزة)
سيف (بيكلم نفسه):
ـ أنا مش ضعيف…
أنا صعيدي…
والموت أهون عليّا من إني أبان محتاج وضعيف قدام حد عمليه إيه ولا بتاع إيه انا اقوى من اي حاجه وربنا وياي!
(لكن ملامحه فيها وجع… مش وجع قلب، وكبرياء، وحب القديم اللي راح منه وبنت عمه اللي هو كان فاكر ان هي هتقف جنبه رغم انه فداها بحياته بس طلعت ما تستاهلش بس اكيد ربنا شايل له حاجه كبيرة)
ريم طالعة على أوضتها بسرعة و قلبها بيدق جامد من القهر لانها زعلت من امها وافتكرتها ان هي كده ضدها وكانت فاكره كل اللي في البيت بيكرهوها وجايين مع سيف… بتقفل الباب وبتقعد على طرف السرير)
ريم (لنفسها بصوت عالي وهي بتعيط):
ـ ده مش جواز… ده سجن…كل الناس كانوا بيقفوا يحترموني دلوقت حتى الخدم اللي في الدار اهنا مش هيحترموني وهو اللي ما لهوش لازمه اللي ما فيش واحده في البلد هترضى تعبروا وانا رضيت بيه واتجوزته اه غصب عني بس هعمل إيه بكره اسيبه العاجز ده و هوريه كيف يعمل وياي اكده…ده بيعاملني اكني انا المشلوله و بدل ما انا اللي امسك له ذله هو اللي بيذلني!
(ماسك التليفون واتصلت بحبيبها وهي دموعها نازله على خدها )
زين (بفرحة لما شافت اسمها بيرن):
ـ ريم! صباح خير يا حبيبتي عامله ايه دلوقت ما كلمتنيش يعني من امبارح ؟
ريم (بصوت مخنوق): مخنوقه قوي ومش خابره اعمل إيه ويا ابوي أنت خابر ابوي رايد مني إيه يا زين!
زين باستغراب :رايد منك ايه يا ريم مش الموضوع اللي قلتلي عليه وانا قلتلك اصبري كلها كم شهر وهاجي استحملي وقولي لابوكي انك مش رايده تتجوز دلوقت لحد ما اجيلك ؟!
ريم وهي بتخبي على زين ان هي خلاص اتجوزت:
حاضر يا حبيبي خلي بالك من نفسك وشوف هتنزل ميته مصر ويبقى عرفني؟!
زين وهو بينهي المكالمه بيقولها :حاضر من عيني الاتنين يا جميل خلي بالك من نفسك وحاولي ما تزعليش سيف لان ولد عمك وما تنساش اللي هو صاحبي وانا خابر ان الجواز مش بالعافيه وانا لو مش خابر ان انتي بتحبيني ما كنتش وافقت على الموضوع ده انا خابر انك مش فارقه مع سيف علشان اكده انا مكمل وياكي بس لو عرفت ان صاحبي رايدك يبقى الجوازة دي مش هتكمل وكل واحد فينا يروح لحال سبيلو ؟!
ريم وهي بتتكلم بسرعه وتقوله: لا ابدا أنت خابر اني رايداك أنت وبس مش رايده حد غيرك واصل ولا عمري هبص لاي راجل غيرك يا حبيبي وانت خابر ابوي هو رايد يرد الجميل لسيف بس ما ينفعش يرد الجميل على حساب حياتي ومستقبلي سيف نفسه ما يرضيهوش الحديت ده !
زين بهدو:ء ماشي يا حبيبتي ان شاء الله خير وربنا يمشي الموضوع ده على خير ويهدي ابوك عليكي شويه لحد ما اجيلك يا حته من قلبي؟!
ريم بحب: إن شاء الله يا حبيبي !
🔻 نفس الوقت
صيفة عمه سيف (بهمس وهي تبص ناحية السلالم): هي الدكتورة لسه ما نزلتش من اوضتها ولا إيه!
أم سيف (بابتسامة راضية): لسه كانت تحت وحضرت لجوزها الفطار وبعد اكده رجعت تاني اوضتها في حاجه يا صفيه كنت رايداها في حاجه ولا ايه؟!
صفيه: لازما تاخدي بالك منها يا خيتي البت دي مش سهله لسانها طويل وانا سمعتها امبارح وهي بتعلي صوتها على ولدك هي زينب بتعرف تربي مش خابرة إيه اللي خلاكي جوزتها له!
أم سيف (بصوت جبار): مين اللي يقدر يعلي صوته على ولدي ولدي لو سمع صوتها عالي كان قطعها لها لسانها وما خلاهاش تنطق مره ثانيه احفظي لسانك يا صفيه واعرف انتي بتتحدتي على مين؟
صفيه قالت بخوف: والله ما قصدي يا خيتي انا بنبهك بس انا خابرة ان ولد اخويا سيد الرجاله ما فيش كيفه في البلد ده مش سيد الرجاله بس ده سيد الناس كلها وما فيش راجل في البلد في رجوله ولا شهمت ولد اخوي ؟!
ام سيف ابتسمت وقالت: كويس أن انتي خابرة يا صفيه انا هقوم اجيبلك حاجه تشربيها نورتي يا خيتي؟!
صفيه :ما تتعبيش نفسك يا خيتي؟!
ام سيف وهي قايمه من مكانها :ما فيش تعب ولا حاجه!
🔻 في نفس الوقت – ريم قاعدة في أوضتها بتفكر في سيف واللي عمله فيها وزي العادة بتاكل في نفسها.
ريم (بتبص في المراية):
ـ أنا ازاي وصلت للمرحلة دي؟
كنت فاكراه عجزة هيكسر رجولته…
ده عجزه كأنه سلاح في إيده،
بيأذيني بيه كل يوم…
وأنا؟
قلبي بدأ يخاف…
بس مش رايد أعترف قدامه بالكلام ده علشان ما يفتكرنيش ضعيفه !
(بتبص على تليفونها… بتفكر تكلم أبوها، بس ترجع وتسيبه)
ريم (بصوت واطي):
ـ حتى ابويا هيقول لي اتحمله كيف ما أمي قالتلي
كلهم بقوا في صفه…
وأنا؟
لوحدي…في الدار دي وانا عليا وعلى اعدائي مش اهملك يا سيف يا ولد عمي وهوريك انا هعمل وياك إيه .
( سيف قاعد في مكتبه، بيوقع على أوراق، وفي نفس الوقت كان موضوع العمليه شاغل باله جداً بعد اللي عملته معاه ريم كان بيفكر في موضوع العمليه بتركيز وكان واخد كل وقته هو مش عايز يعملها علشان ريم هو عايز يعملها علشان نفسه بس في نفس الوقت كان متردد )
سيف (لنفسه): انا هعلمك درس يا ريم عمرك في حياتك ما تعلمتيه دلع ليكي هو اللي وصلك تعملي معايا اكده؟
بس مش دلوقت…هبقى وياك علشان اربيكي وساعتها هتعرفي يعني إيه تغلطي في ولد الكومي؟
سيبي وراح شركه المقاولات بتاع عيله الكومي اللي في قنا وهي ملك سيف الكومي
سيف بيداخل عربيه فخمه بكرسيه المتحرك والبدله الانيقه وعينيه مرفوعه واكنه ملك على عرشه أول ما وصل الشركه نزل قدام الاسانسير الشركه كلها كانت واقفه على رجل بنات واولاد واقفين بيبصوا على الوحش اللي داخل الا حتى بعد مقعد على الكرسي المتحرك لسه زي ما هو ما تغيرش ولا هز فيه شعرك)
السكرتير أول ما شافه:
ـ صباح الخير يا سيف بيه…
الناس كلهم مستنيينك في قاعة الاجتماعات.
سيف (بصوت هادي وواثق):
طب خليهم يستنوا أكتر
الكومي ما يدخلش إلا وكل حاجه جاهزة ؟!
بيتحرك ناحيتهم، وكل اللي في القاعة أول ما يشوفوه يقوموا، احترامًا وخوفًا)
مدير المشاريع:
ـ الحمد لله على سلامتك يا سيف بيه…
نورت الشركة والله.
سيف (بنظرة تقطع النفس): مش وقت جمايل ليه الشغل مش بيمشي صح ليه الموظفين قاعدين اكنهم عيال في الحضانه وحضرتك المدير بتاعهم؟!
مدير احمد باحراج: يا فندم انا عملت كل حاجه وحضرتك خابر ان الدنيا كانت مريحه الفترة اللي فاتت ما كانش بايدي حاجه اعملها؟!
سيف ما ردش عليه وبدا الاجتماع وبيرمي الملف على الترابيزه وبيفتح الشاشه العرض وصوته كان ثابت وعقله شغال اي نعم ما كانش قادر يستحمل الوجع اللي في رجله اللي كان بيزيد عليه من اول دقيقه اروح الشركه وهو بيحس بتعب.
سيف (بيكتم وجعه يقول): المشروع بتاع النجع ليه لحد دلوقت ما خلص مش المفروض كان خلص من اسبوع انتم عندكم جداول وعندكم كل الاوراق وكل حاجه جاهزة ليه المشروع ده ما خلص لو انتم مش قادرين تشتغلوا قولوا وانا امشيكم واجيب غيركم ما عنديش مشكله؟!
مدير الموقع (بقلق):
ـ الدنيا مطرت جامد يا سيف بيه… العمال تعبوا وما كانش عارفين يشتغلوا الشغل اللي بيعملوه كانوا بيعيدوا عليه مره ثانيه ودي كانت خسارة لينا إحنا كمان؟!
سيف (بصوت جاف): ورد ان يكون في مطره الدنيا شتاء إيه المشكله يعني لو ريحنا يوم هنشتغل التاني الرجاله الصح يشتغلوا في اي حاجه وفي اي وقت مش هيفرق معاهم الجو صيف او شتاء واكيد دول عندهم عيله وعايزين يشتغلوا مش جايين علشان يتسلوا؟!
(هو بيتكلم، وشه بيصفّر، وبيحط إيده على رجله، وبيكتم تنهيدة، بس نبرة صوته نزلت)
سكرتير ليقرب منه وبيقول له في ودنه: سيف بيه حضرتك شكلك تعبان… وشك مصفر… نطلب دكتور؟
سيف (بعناد):
ـ لا…
هات لي العربية،
أنا اللي هروح المستشفى لاني مش قادر استحمل بس بسرعه وانهي الاجتماع؟
سيف خرج من المكتب والسكرتير نهى الاجتماع وبعد كده راحوا على مستشفى قنا .
(استقبال هادي وباب عربيه سيف بيتفتح وبينزلوه بسرعه )
الموظفة:
ـ ممرضه… في حاله طارئه عند الباب!
(ليلى بتخرج بسرعة، لابسة المريول الأبيض، وشها فيه طيبة … أول ما تشوف سيف هتحس ان هو فعلا موجوع وان في حاجه كبيرة جداً )
ليلى (بصوت هادي محترم):
ـ حضرتك تعبان؟
اتفضل… هساعد حضرتك تدخل.
سيف (بصعوبة، عرق على جبينه):
ـ رجلي…مطلعه نار مش قادر استحمل نادي الدكتور بسرعه؟!
ليلى (بتبص على رجله):
ـ حضرتك عامل عملية قبل اكده؟ في إصابة؟
شكلها مش وجع عادي… ده ممكن يكون التهاب في الأعصاب أو مضاعفات؟!
سيف (بصوت خافت):
ـ حصل حادث…
وأنا… ما عملتش العملية اللي لازم تتعمل.
مش وقتها وما تلزمنيش في حاجه لاني مش عاجز… هاتيلي دكتور دلوقت رايد اعرف هو في ايه انا تعبان مش وقت ؟
ليلى (بصوت طيب جدًا): حاضر هنادي للدكتور بس رايده اقول لحضرتك حاجه العجز الحقيقي
لما تسيب نفسك للوجع…
مش لما تواجهه؟
(بيبصلها أول مرة نظرة كاملة… لأول مرة من سنين، يشوف ملامح فيها سكون…بس حس جوه عينيها بطيبه وبخجل اللي أول مره يشوفوا في بنت رغم انه عايش في الصعيد بس ما كانش بيتعامل مع اي حد كانت البنات كلها بالنسبه له هي ريم بنت عمه لانه كان بيحبها من وهي صغيرة بس دلوقتي بقيت اكتر بنت وهو بيكرهها )
سيف (بهمس): هبقى افكر في الموضوع بعدين دلوقت نادي الدكتور واخليه يجي يشوفني!
ليلى (بتحاول تبتسم، لكن ابتسامتها باهته): حاضر من عيني الاثنين حضرتك ما شاء الله عليك قوي وانا واثقه في دوت وهتكون مليح لانك لك هبه ما شاء الله عليك ربنا يبارك فيك وهتبقى اقوى لو فكرت في اللي انا قلتلك عليه ؟!
ليلى بتمسك الكرسي المتحرك وبتدخل بي اوضه الكشف و بتحاول تسنده بالراحه وهي بتحطه على السرير وهي خايفه عليه جداً لا يتوجع وكل ما تلاقيه بيتوجع تسنده هو حاسس بحاجه غريبه اتجاهها دول اهل وناسه اللي في بيته وعمره ما عملوا معاه كده هيا حد غريب وحس بوجعه سبحان الله.
بعد الفحص الدكتور:
ـ الوضع مش سهل يا سيف بيه…
إحنا بلغناك قبل اكده إن رجلك فيها تآكل عصبي، والتأجيل معناه أن الموضوع هيكبر اكتر
انت عندك جلطة صغيرة بدأت تتكوّن، ولازم تدخل تعمل العملية فورًا وغير الحادثه اللي حضرتك كنت عاملها قبل سابق يعني انت عندك مشاكل كثيره قوي في رجلك واللي عمل في رجلك كده وخلاها بقت اسوء الحادثه .
سيف (ساكت، بينظر في الفراغ):
ـ لو دخلت العملية…
هخرج منها كيف افرض حالتي بقت اسوء اكتر من الاول؟!
ليلى (من ورا الدكتور، بصوت خفيف):
ـ هتخرج منيها واقف على رجليك بس خذ نفسك وعافر وقول يا رب وربنا هيكون وياك؟!
الدكتور بيبص لليلى وبيقولها :يا ريت يبقى كل الناس عندهم اراده كيف اكده يا ليلى سيف بيه ليلى عندها حق لازم تعمل عمليه لانك محتاجها جدا؟!
سيف بهدوء :ان شاء الله يا دكتور ربنا يقدم اللي فيه الخير!
(ليلى بتخرج من الأوضة، وتكمل شغلها)
(وسيف؟ قاعد لوحده في الأوضة، ماسك في إيده ورقة العملية… لكن المرة دي القرار ما بقاش تقيل على قلبه زي كل مره )
سيف (بصوت هادي):
ـ ليلى؟
مش عادية…طيبه قوي باين عليها مليحه بس حاسس جواها وجع فيها حاجه غريبه شدتني ليها بس يا ترى هيبقى إيه مصيرها في حياتي وانا لو عملت العمليه دي فعلا هقدر اقف على رجلي يا رب وفقني والهمني على الطريق الصحيح؟!
ليلى واقفة في الرسبشن، بترتب ملفات المرضى، ووشها عليه ابتسامة هادئة، رغم تعبها.
الموظفة (بيوشوشها ويقولها):
ـ ليلى…
في راجل عند الباب بيقول إنه جوز أمك…
باين عليه ان هو متضايق و رايد حاجه منك اطلعيلي بسرعه علشان شكله هيعمل فضيحه اهنا في المستشفى؟!
ليلى (وشها اتبدّل، ارتبكت وابتدت تتنفس بسرعه): هو إيه اللي جابه اهنا دلوقت هو انا ناقصه مشاكل؟!
(بتجري تروح تشوف… تلاقيه واقف عندي الباب ومستنيها وبيبص لها بغضب وهي كانت مرعوبه جداً وهي رايحه عليه)
محمد (بصوت عالي في وسط المرضى):
ـ فين الفلوس؟انت بتقبضي ما بتجيبيش جنيه الدار يا بت الكلب امك رايدة فلوس علشان علاجها وانتي بتصرفي الفلوس على نفسك ! هاتي 500 جنيه علشان اجيبلها الدواء هتجيبيه دلوقت ولا اخلي ليلتك سوداء اسود من قرن الخروب؟
ليلى (بتقوله وهي بتعيط ترجاه علشان ما يفضحهاش قدام زمايلها ): حرام عليك أنت بتسوي إيه اهنا رايد تفضحني قدام الخلق حرام عليك انا بشتغل اهنا في المستشفى وبدفع كل حاجه في الدار شايله مصاريف الدار وفواتير الكهرباء والميه وحتى علاج امي والاكل والشرب وكل حاجه رايد مني ايه ثاني يا عم محمد.
حرام عليك هملني لحالي بقى!
محمد (بصوت أعلى بجاحه قالها):
ـ ما تعليش صوتك عليّا…انا راجل الدار فوق لنفسك انتي قاعدة في داري والحديت اللي انتي بتقوليه ده انا هوريكي كيف تقوليه لي اكده قدام الناس!
(بكل وقاحة، بيرفع إيده وبيضربها بالقلم قدام الناس…الناس كلها كانوا مصدومه وكلهم سكتوا وكانوا بيبصوا على البنت اللي مرميه على الارض في الوقت ده سيف كان خارج من اوضه الكشف وشايف كل حاجه قدامه وكان الموضوع بالنسبه له صدمه)
سيف (بصوت عالي زلزل المستشفى وهو بيقول له ):
ـ إنت مين يا متخلف انت؟وكيف تضربها قدام الناس انت جننت اياك؟
محمدبيبص لي بخباثه وبيقوله : وانت مالك هو انت تعرفها ولا إيه بتي وغلطت وانا بربيها عندك اعتراض؟
سيف (بيقرب بنظراته نار):
ـ تربيها؟اما تتربى انت الاول يبقى تعالى رب غيرك انت لو راجل محترم حتى لو هي بتك غلطت ما ينفعش تضربها قدام الناس سوت إيه هي غلط علشان تضرب!
(سيف بيشاور لليلى تيجي تقرب منه، بس هي واقفه بتترعش ودموعها نازلة)
سيف (بصوت عالي وبيقولها):
ـ تعالي…اهنا يا ليلى تعرف ان الراجل اللي يمد ايده على واحدة ست قدام الناس… ما يستاهلش غير جزمتها تسلم على وشه؟
سيف بيقولي ليلى: هو يقربلك إيه هو فعلا ابوكي؟!
ليلى بنهيار: لا هو جوز أمي انا ابويا ميت من زمان!
(سيف بيطلع محفظته، وياخد رزمة فلوس، يرميها على الأرض تحت رجل جوز أمها)
سيف:
ـ خد دول…وغور من وشي ما تقربش منها تاني لو ايدك اتمدت عليها مره ثانيه هعلقها على رقبتك؟
(جوز امها بس على الفلوس بطمع واخذها
و طلع يجري وليلى بتنزل دماغها في الارض من الكسوف والاحراج )
🔻 بعدها بشوية في أوضة سيف
ليلى قاعدة قدامه، بتعيط بهدوء، وإيدها على خدها من القلم اللي معلم جامد وخلى وشها احمر .
سيف (بنبرة حاسمة):
ـ أنتي عايشة مع الناس دي ليه وكيف الراجل ده بيقول على نفسه ان هو ابوكي وين امك علشان تسيب جوزها يعمل اكده في بتها؟
ليلى (بصوت مخنوق):
ـ ما عنديش حد…اغير امي وهي بتخاف مني اكتر ما بتخاف عليا هو جوزها مهما حصل مش هتقدر تحميني علشان كده بفضل بايته اهنا بفضل في المستشفى احسن مروحه الدار واخد علقه كيف كل مره ؟!
سيف هدوء: انا عندي حل لمشكلتك وبالحل ده جوز أمك مش هيقدر يقربلك تاني بس في شرط علشان اقدر اقولك الحل ده؟!
ليلى بتساءل: إيه هو الحل ده وايه الشرط انا مش فاهمه حاجه واصل؟!