رواية العائد الفصل الاول بقلم اسماعيل موسي
انا مش عايز اشوفك تانى فى حياتى ،خليك مختفى، بلا هويه، شبح غير موجود ذى ما كنت دايمآ، مش هسامحك عل عل إلى عملته فى حي حيا حيا
اطلق ادم ابتسامه مشروخه، انبعجت شفتاه مشكله قوسين غير مكتملتين ،لسه بتهته ذى ما انت ؟ ازاى عايز المجتمع يحترمك وانت انسان ناقص، معيب ،طول عمرك هتفضل
المنبوذ مش انا، بنى ادم تافه محل سخريه وشفقه.
ابعد عنى صرخ أدهم بنشيج عميق، انت ليه هنا اصلا؟ ليه رجعت بعد كل ده؟
همس ادم بصوت شرير كنقط مازوت تسقط فى وعاء لبن ،انت مجرد قشره ،ذى ورق الشجر إلى الناس بدوس عليه باحذيتها فى الشارع، الحديقه، ثم نفخ دخان سيجارته بطريقة صايعه وغادر الشقه.
كان هذا اللقاء قبل أكثر من عامين بعدها اختفى ادم ولم يظهر فى حياة أدهم مطلقآ، حتى ظن ادم ان أدهم رحل إلى الأبد، لكن بعض اللعنات تظل تلاحقنا حتى نصل إلى المقبره.
تشربى عصي ر ر ر عصير ؟
رفعت بتول وجه ابيض منمش مرتاب نحو أدهم إلى كان ماشى جنبها، هشرب عصير ماشى ،بس سيينى انا الى اتكلم مع الراجل، شكلك مرتبك النهرده وبتهته كتير ،انا اسفه يا أدهم لكن مش عايزه حد يسخر منا.
اتنين عصير من فضلك !
صب الرجل كوبى عصير بينما اخرج أدهم ورقه ماليه للحساب، اتفضل يا بيه، الباقى...
متش، متشك ر
رفع البائع وجهه بأبتسامه نصف مندهشة ،خليط بين سخريه وصدمه، العفو يا استاذ
انت ليه بتعمل كده؟ همست بتول اول ما بعدو عن معصرة القصب ،ليه بتصر تفسد كل لحظه حلوة
انا عمل، عمل.. ت ايه؟ رفع أدهم ايده بارتباك
همست بتول بضيق، قلتلك متتكلمش خالص !! مشفتش نظرة الراجل ليا بعد ما تهتهت ؟ ،مت من الكسوف بسببك
ثم وصلتها رساله على هاتفها خلتها تبتسم ،قالت وهى ماسكه التليفون، لازم نروح دلوقتى، عايزنى فى البيت
همس أدهم لكن انا واحد اذن من عمى وعمتى لاكتر من ساعتين ،والدك ووالدك عارفين انك معايا.
حصلت ظروف يا اخى !! ايه المشكله، يلا سلام انا هسيبك لازم ارجع البيت
ابتسم أدهم، انا ،قربت اكمل، الشق.. الشق، الشق ة
امبارح اشتريت الانتر. الانتر يه مش فاضل غير الدهان
ماشى ،ماشى ،سلام يلا
مشت بتول وسابت أدهم خطيبها واقف فى نص الشارع
وبعد عشرين خطوه مسكت تليفونها
وبعتت رساله ،انت فين؟
ولما الرد وصلها، كتبت ،انا فى شارع عشره بعد عشر دقايق هكون فى كوبرى القبه، قابلنى فى المحطه، وقتى قليل
الزفت ضيع منى اكتر من ساعه وهو بيتهته انا واخده اذن ساعتين ونص..
وصلت رساله، وحشتينى ♥️
وانت كمان وحشتنى اوى يا ميزو، كلها دقايق واقابلك
__كنت فاكر انى مش هقدر اشوفك الاسبوع ده يا توتى
قعدت بتول على كرسى محطة المترو وتسللت ايدها لايد معاذ ،وحشتنى اوى، لما رسالتك وصلتنى امبارح كلمة الزفت خطيبى قولتله انى مخنوقه وعايزه اخرج وهو كلم والدى وطلب منه نتفسح والدى وافق ،مش عارفه ليه والدى بيثق فى أدهم دا اوى ليه ؟؟
المهم اننا مع بعض همس معاذ وهو بيعدل ياقة قميصه
بتبعدى كتير عنى وانا مش بقدر استحمل غيابك.
معاذ انت عارف القصه كلها، كنت مضطره اقبل الخطوبه عشان اكون معاك، ومكنش فيه شخص افضل من أدهم لا بيهش ولا بينش، والدى عمره ما كان هيسمح ليا اخرج لولا وجود أدهم.
طيب هنضيع وقت كتير ولا ايه؟
انا محتاجك اووى
رفعت بتول وشها فى وش معاذ، بطل الكلام ده
همس معاذ حاضر، هنركب المترو ولا ايه ؟
ظل وجه بتول متعلق بوجه معاذ ،هنركب بس مش هتأخر
مش عايزه مشاكل انا
طبعا يا روحى مش هنتأخر قبض معاذ على ايد بتول وشدها
يلا بسرعه المترو هيتحرك.
ظل جسد معاذ ملتصق ببتول فى المترو وسط الزحمه، ينتقل من خلفها لامامها ليحميها من ضغط الزحام ومع كل تدفق للمسافرين كان جسده يلتصق ببتول اكتر حتى انه شم رائحة عطرها بوضوع ،رائحة نفسها وعيونه التى كانت تأكلها مع كل ارتطام لعربة المترو ثم وضعها امامه ويده تقبض على حزام امان المترو وترك لجسدها حرية الحركه الأقتراب او الابتعاد عنه..
لازم ارجع دلوقتى حالا، الوقت خلص وابويا مش بيرحم
_لسه مشبعتش منك....
اسفه حبيبى، همست بتول بس اكتر من كده مش هقدر
نزلت بتول فى محطة كوبرى القبة وعبرت الكوبرى بسرعه ولاحظت ان فيه عيون كانت بتبص عليها او يمكن تخيلت كده لأنها كانت مستعجله اوى.....
اول ما بتول رجعت البيت....
كنتى فين يا بتول؟
بخضة بتول همست هكون فين يعنى ما أنتى عارفه ؟ كنت مع خطيبى أدهم ،بتسألى ليه ؟
مش ممكن تكونى مع أدهم يا بتول انا متأكده
حست بتول بالخطر من كلام والدتها، الثقه إلى فى نبرتها قلقتها ،ماما همست بتول
أدهم واخد الأذن منك ومن بابا قبل ما نخرج ايه الجديد؟
همست الام، أدهم عمره ما هسيبك ترجعى البيت وحدك
تنهدت بتول بارتياح ،اصل حصل معاه ظرف طارئ مشوار كان ناسيه
دخلت بتول غرفتها وبسرعه كلمة أدهم
رد بقا يا غبى اوف
انت فين؟
انا فى البيت ،مالك فيه حاجه؟
بدلال همست بتول فيه مشكله صغيره كده
أدهم بقلق، خي.. خير
بعد ما سبتك كان لازم اشترى حاجه خاصه بيا اتأخرت شويه
وماما شاكه يا سيدى انى مكنتش معاك اطريت اكدب وأقول
انك افتكرت مشوار مهم ودا السبب انى رجعت البيت وحدى لو ما كلمتك قلها كده
أدهم... انت، انتى عايزانى اكدب يا بتول
رفعت بتول صوتها بغضب، دا مش كدب انا كنت معاك فعلا
بطل نظامك القديم ده ،الدنيا اتطورت، لو معملتش كده هزعل منك بجد ومش هكلمك تانى وخلصت المكالمه.
سمع أدهم طرقات على باب شقته، قام فتح الباب، لما شاف ادم واقف ملامحه اتغيرت ،انت جاي هنا لية تانى ؟
قلتلك ابعد عنى..
أنا جاى اقولك كلمتين يا أدهم وامشى
أدهم اتفضل قولهم
ادم... من على الباب كده؟ خلينى ادخل
أدهم اتفضل قو.. ل قول إلى معاك هنا
وقبل ما ادم ما يتكلم التليفون رن تانى كانت بتول
انت لسه مكلمكتش ماما ؟
أدهم هكلمها دلوقتى حاضر
بتول طيب يلا اخلص
بتكلم خطيبتك صح ؟
صرخ أدهم ملكش دعوة بكلم مين، انت جاي هنا ليه؟
ادم نفخ دخان السجاره ،الموضوع مش ينفع نتكلم فيه على الباب
أدهم، لا ينفع ،قول
ادم، خطيبتك بتخونك
أدهم بضحكة غضب، بقا هو دا إلى جايبك هنا ؟ عايز تفسد حياتى ؟ خلصت الحشيش والمخدرات والسرقه وبقيت شريف فجأه ؟. دا انت كل يوم مع واحده شكل
صعب عليك تسيبنى اعيش حياتى فى سعاده ؟
حتى دى مستكترها عليه ؟ ملكش دعوة ببتول ولا بحياتى
اطلع بره انا مش عايز اشوفك، انت شيطان مش انسان
