رواية فرقة المهمات الصعبة الفصل الاول بقلم جميلة القحطانى
الساعة كانت تقترب من التاسعة صباحًا، والهدوء النسبي في قسم الشرطة كان بيخفي وراءه ترقُّب كبير. الموظفين والضباط بيتنقلوا بين المكاتب، لكن الكل بيرمق باب القائد الجديد، المقدم جواد محمد الشافعي.
قبل يومين بس، خرج جواد من مطاردة نارية بينه وبين تشكيل عصابي مسلح، انتهت بإصابته في كتفه. أغلب الناس توقعوا إنه ياخد راحة أسبوع على الأقل لكنه، كالعادة، رجع بسرعة كأنه بيتحدى نفسه.
فتح باب القسم بخطوات ثابتة، لابس بدلته الرسمية، وابتسامته المتعِبة ما قدرتش تخبي أثر الألم.
كل الموجودين وقفوا احترامًا، وقالوا بصوت شبه جماعي:ألف سلامة يا باشا، نورت القسم.
جواد رفع يده بتحية خفيفة وقال:الله يسلمكم كله تمام، نبدأ الشغل.
دخل مكتبه، سحب نفس عميق وقعد على كرسيه الجلدي، مد يده لملف عليه ختم سري جداً، لكنه ما فتحوش عينه كانت بتلمع بنعاس مش طبيعي، والإصابة عاملة شغلها.
دق الباب بخفة.ادخل.
دخلت سوزان، لابسة بالطو أبيض فوق بدلة خفيفة، وشعرها مربوط بسرعة. في إيدها كيس صغير فيه أدوية وزجاجة موية.
قالت وهي تقف قدامه بثقة:الدوا يا باشا المفروض تاخده الساعة دي.
جواد رفع عينه ليها، وقال بنبرة فيها سخرية خفيفة:إنتي قررتِ تبقي دكتورتي الخاصة؟
ضحكت وهي تحط الدوا على المكتب بلقبي الرسمي: دكتورة سوزان حسن، طبيبة القسم ومكلفة أراقب حالتك. يعني اعتبرني كاميرا مراقبة تمشي وراك.
جواد ضحك، لكنه لمس كتفه بتنهيدة خفيفة:كاميرا بس صوتها عالي.
قبل ما ترد، رنّ تليفونه المتصل: المقدم خالد الشافعي، أخوه الكبير.
رد بسرعة:أيوه خالد؟
اجتمع طارئ في المديرية، اللواء والدنا هناك ومستنيك والملف اللي معاك لازم يتراجع حالًا.
جواد اتسند على الكرسي وقال بهدوء:تمام، هاجي بس قول للوالد يخف شوية علينا، إحنا بشر.
سوزان كانت واقفة بتسمع، حاولت تكتم ضحكتها.
قفل جواد التليفون، وبص ليها:أهو شوفتِ؟ حتى وقت الدوا مش محسوب لي.
قالت بخفة دم:يبقى خده بسرعة قبل ما يفتكر إنه نسي يعينك في دوريات الليل.
ضحك وهو بياخد الدوا، ونظراته اتعلقت بيها للحظة أطول من المعتاد.
خالد محمد الشافعي ٣٥ سنة
أكبر الأبناء. رزين، بارد الأعصاب، وما بيضحكش بسهولة. ضابط مخابرات عسكرية، وعنده قدرة على قراءة الناس كأنه ماسك كتاب. دايمًا يقول:التحقيق مش كلام التحقيق صمت.
ما حدش يقدر يخبّي عليه حاجة.
جواد محمد الشافعي ٣٢ سنة
ضابط مباحث جنايات، صاحب قلب جامد ولسان ساخر. عنيد جدًا، ولو حط حاجة في دماغه ما بيغيرهاش. دايمًا داخله صراع بين العقل والقلب، خصوصًا من ساعة ما دخلت روفان حياته.
مروان محمود الشافعي ٣٠ سنة
الولد الوسيم المدلع، ضابط في مكافحة المخدرات. لبق، واثق بنفسه، ودايمًا يلبس على الموضة. بيهزر طول الوقت، بس لما الجد يظهر… بيقلب لوحش. داخليًا، هو أكتر واحد بيتمنى الحب الحقيقي، بس مشكلته إنه بيستخف بالمشاعر.
سليم حامد النجار ٢٨ سنة
أكتر واحد خفيف دم فيهم، شغال في الأمن العام، وعنده قدرة غريبة على تلطيف الأجواء. بيتخانق كل يوم مع جسار، بس بيحب أصحابه بجنون. صاحب مقولة مشهورة في البيت:أنا بضحك علشان ما أنفجرش.
جسار جلال الاشرم ٢٦ سنة
أصغرهم، وأكتر واحد صدامي. بيشتغل في فرق التدخل السريع. شكله دايمًا عبوس، بس داخله طيبة غريبة. محدش بيعرف إيه اللي جوّاه غير جنى وهي كمان مش متأكدة!
