رواية الشهاب السماوي ( كاملة جميع الفصول ) بقلم هاجر نور الدين

 

رواية الشهاب السماوي كامله جميع الفصول بقلم هاجر نور الدين 

_ أنا بجد بتمنى إني أفقد الذاكرة عشان أنسى حياتي معاك وأنساك.

إتكلمت بتوتر وقولت وأنا بحاول أهديها وأصالحها:

= يا مريم إستني بس، أنا مخونتكيش صدقيني.

بصتلي بغضب وهي بتقرب عليا بالمشرط اللي في إيديها:

_ أومال إي دا، كنت بتعمل قهوة بالكراميل مثلًا!
إنت بجد مستعبطني للدرجة دي!

إتكلمت وأنا بحاوك كتافها بين إيدي وباخد من إيديها المشرط بهدوء عشان خايف منها الصراحة وقولت:

= يا حبيبتي إستهدي بالله بس، متخليش الشيطان يدخل بينا ويبوظ حياتنا ببعض عشان سوء الفهم دا، دي كانت بتسألني بس على حاجة وأنا جاوبتها.

بمجرد ما خدت منها المشرط بعدتهُ عنها بهدوء وأول ما خلصت كلامي إتعصبت وإنفعلت ومسكت التحفة اللي كانت على مكتبي وقالت وهي عايزة تضربني بيها:

_ والله!
مجرد سؤال ها، وبرضوا مجرد إجابة، سؤال وإجابة وإنت بتعدلها شعرها يا خاين يا بتاع البنات ياللي مشوفتش رباية!

مسكت إيديها بسرعة قبل ما التحفة تيجي على دماغي وقولت بقلق وأنا مش عارف أعمل إي:

= إنتِ شكلك مجنونة دلوقتي يا حبيبتي لازم تهدي، وبعدين دي مريضة عندي يعني لازم أهتم بيها وهي كانت بتسألني عن نوع شامبو كويس لشعرها عشان هايش وكدا فـ كنت بشوفهُ.

إتكلمت بعياط بعد ما بعدت عني وقالت بهدوء مُفاجئ:

_ أنا عايزة أتطلق يا كريم، بجد مبقتش مستحملة والله.

هديت أنا كمان وحسيت إن فعلًا علاقتي بيها هتبوظ، إتكلمت بهدوء وأنا بحاول أصلح اللي هببتهُ وقولت:

= حقك عليا والله يا مريم، والله أوعدك مش هتتكرر تاني، إنتِ عارفة إني بحبك إنتِ والله وأنا إتغيرت كتير عشانك، مش قادرة تصبري عليا كمان شوية!

إتكلمت والدموع نازلة على خدها بكل حزن:

_ وأنا استحملتك كتير برضوا يا كريم، إستحملت اللي مفيش ست تقدر تستحملهُ عشانك، ولكن إي موضوع تصبري عليا شوية دا، أنا صبرت عليك كتير برغم إنك مش مريض، إنت بس حركات الصبيان دي وعينك الفارغة اللي إنت مصاب بيها، غير كدا أنا مظلومة معاك وأنا مش شايفة غيرك، عارف إنت علاجك واحدة زيك، مش زيي تصونك.

كانت هتمشي بس مسكت إيديها ووقفتها وقولت بحزن حقيقي وقلق من إنها تسيبني فعلًا:

= يا مريم عشان خاطري أخر مرة والله، والله أنا بحبك ومش هقدر على بعادك، عشان خاطري المرة دي بس حقك عليا أنا أسف.

بعدت إيدي عنها وقالت بتصميم وهي خارجة:

_ لو سمحت عايزة ورقة طلاقي في أقرب وقت.

فتحت باب المكتب وخرجت وأنا فضلت واقف مكاني مش عارف أتحرك وراها ولا أسيبها تهدى، أصل بيني وبين نفسي الموضوع فعلًا بوخ أوي.

مريم دي أكتر واحدة بتحبني بجد وأكتر واحدة تستاهل كل خير، متستاهلش فعلًا إني أعمل فيها كل دا وأخليها تحس بكل دا.

ولكن الموضوع أحيانًا بيبقى غصب عني، أيوا ممكن أكون مريض عادي.

_ أنا فعلًا لازم أتعالج.

قولت الجملة دي وأنا بفكر بصوت عالي، قعدت على المكتب وحطيت راسي بين دراعاتي وأنا حزين من نفسي وعلى مريم.

بعد شوية وقت هديت وخرجت من المكتب وأنا رايح أشوفها بتعمل إي دلوقتي، مريم ممرضة معايا في نفس المستشفى اللي شغال فيها دكتور باطنة.

أنا ومريم واخدين بعض عن حب كبير الحقيقة، بس أنا اللي مني لله، أنا اللي هدمر علاقتنا وهدمر كل حاجة عملتها عشاني بسبب عيني الفارغة وقلة أدبي.

فكرت بيني وبين نفسي، هروح أراضيها دلوقتي وبعدين أبقى أربي نفسي بقى ونشوف موضوع الستات الحلوة دا لإنهم بصراحة كتير وأنا واحد بيقدر الجمال وخلقة ربنا.

روحت لقيتها كانت بتعلق محلول لواحدة مريضة، أول ما شافتني لفت وشها عني بغضب وعملت نفسها مش شيفاني.

إتكلمت وقولت بإبتسامة:

_ حبيبتي إنتِ متغدتيش صح، تيجي نجيـ...

قاطعتني وهي بتكلم المريضة وبتقول بعملية:

= بعد ما المحلول يخلص تقدري تروحي البيت عادي بس بلاش إرهاق ونامي كويس.

خلصت كلامها ومشيت من قدامي وأنا لسة إيدي متعلقة في الهوا زي ما كنت بكلمها، نزلت إيدي وبصيت للمريضة بإبتسامة إحراج وقولت:

_ أصل مراتي متضايقة مِني شوية بس، بالشفا يارب، عن إذنك.

مشيت وروحت وراها بسرعة وقولت بعد ما مسكت دراعها بغضب وإحراج:

_ إنتِ إزاي تحرجيني بالشكل دا!

بصتلي وقالت وهي بتنفُخ وبتبعد إيدي عنها بعُنف:

= هو إنت مبتفهمش ولا إي، قولتلك خلاص مش عايزاك وطلقني موضوعنا خلص خلاص بح!

إتكلمت بإبتسامة وبصوت واطي عشان الإحراج اللي حاسس بيه وسط الناس اللي حوالينا:

_ طيب حبيبتي خلاص حقك عليا أنا مقدرش أعيش من غيرك دقيقة دا إنتِ حبيبتي، وكمان إنتِ بتحبيني ومش هتقدري…

قاطعتني للمرة التانية وقالت بنظرة قاسية أول مرة أشوفها فيها:

= لأ هقدر يا كريم، هقدر وإبعد عني لو سمحت خلاص كفاية حرقة دم وقلة قيمة وكرامة لحد كدا، قلبي مفيهوش مساحة لتحمل الآلام من تاني.

إتكلمت وقولت بتنهيدة وتعب:

_ ياحبيبتي عشان خاطري خلاص بقى، أنا والله ما قادر لكل دا!

إتكلمت بذهول وقالت بغضب وعصبية وهي ماشية من قدامي:

= بجد، مش قادر يتحمل غضبي من خيانتهُ ليا بس عادي أنا أقدر أتحمل يخونني مع سبعتلاف واحدة!!!

كنت ماشي وراها بس فجأة وقفت لما شافت حاجة في السما قدامها من شباك المستشفى الكبير المفتوح.

قربت منها عشان أشوفها مركزة أوي كدا فـ إي لقيت شهاب في السما شكلهُ أسطوري حرفيًا ومُضيء وواضح لدرجة تحسسك إنهُ جنبك.

كنت منبهر باللي أنا شايفهُ وهي كمان لحد ما إختفى بسرعة زي ما ظهر فجأة ومبقاش ليه أثر، إتكلمت وأنا بحاول أستغل الموقف وقولت:

_ شوفتي، أهي إشارة عشان تسامحيني ونفضل مع بعض.

لفت وشها ليا وقالت بسخرية وغضب واضح أوي في نبرتها:

= بالعكس، دي إشارة عشان ابدأ حياة جديدة يمكن.

مشيت من قدامي ولسة همسك دراعها أوقفها سمعت حد بيصرخ من السرير اللي جنبنا لما الستاند بتاع المحلول إتحرك ونزل فجأة على دماغ مريم.

فضلت ثوانٍ مش فاهم اللي حصل وهي فضلت ثابتة الثواني دي وفجأة وقعت على الأرض مُغمى عليها والدم بدأ يخرج من دماغها.

جريت عليها وشيلتها بسرعة طلعتها لدكتور المخ والأعصاب فوق وأنا معاها عشان أتطمن عليها برضوا.

بعذ الكشف والفحوصات كانت بخير الحمدلله ودماغها سليمة، بس فضلت زي ما هي نايمة وهتاخد يمكن 24 ساعة وتفوق.

في اليوم اللي بعدهُ أنا كنت بايت في المكتب بتاعي عشان أبقى جنبها ومروحتش البيت، لما صحيت طلعت فوق ودخلت الأوضة اللي كانت فيها وكانت هي فايقة.

ولكن الغريب كان في واحد قاعد جنبها على الكرسي مديني ضهرهُ وهي كانت بتضحك معاه وبتتكلم.

الدم غِلي في عروقي وروحت بسرعة ناحيتهم وبصيت للشاب دا اللي كان بصراحة جميل ووسيم جدًا وأول مرة أشوفهُ أصلًا وقولت بتساؤل وغضب:

_ إنت مين وبتعمل إي هنا؟

إتكلم الشاب بإبتسامة جميلة وجذابة جدًا وقال بعد ما قام وقف:

= أنا شهاب، إنت اللي مين؟

إتكلمت وقولت بسخرية:

_ والله شهاب!
هو أنا بسألك إسم إي، بقولك قاعد بتعمل إي هنا مع مراتي؟

إتكلمت مريم بإستغراب وحدِة وقالت بتساؤل مقاطعة لكلامنا:

= معلش إنت بتقول إي!
مين دي اللي مراتك إنت عبيط ولا إي أنا مش متجوزة، هو فين بابا يا شهاب؟

بصيتلهم الإتنين وأنا مبرق وضربت نفسي بالقلم يمكن لسة بحلم وقولتلها بهدوء وأنا بحاول أفهم:

_ حبيبتي هو إي اللي مش متجوزة، لأ متجوزة وأنا جوزك، ومين شهاب دا أصلًا!

إتكلمت بغضب وهي بتبعد عني نفس المسافة اللي قربتها منها وأنا بتكلم وقالت:

= حبك برص، أنا مش متجوزة قولت وشهاب دا حبيبي وهنتجوز، لو سمحت يا شهاب كلم بابا عشان دا شكلهُ مجنون.

إتكلم المدعو شهاب وقال بغضب وهو بيحذرني:

_ لو قربت منها تاني صدقني هزعلك.

أنا كنت حاسس إني في عالم موازي ممكن، حاسس إني لسة بحلم، قعدت على جنب وفضلت أضرب نفسي عشان أفوق وهما بيبصوا عليا بإستغراب ولكن مفيش فايدة.

لحد ما جه دكتور حازم صاحبي وزميلي ولما لقاني كدا قومني وقال بتساؤل وإستغراب وهو بيوقفني عن اللي أنا بعملهُ:

_ إنت عبيط ولا إي يا كريم، إنت بتعمل إي!

إتكلمت وقولت بأمل:

= إنت شايفني أهو وأنا كريم، جوز مريم ومريم مراتي صح؟

إتكلم حازم بإستغراب وقال:

_ هو إنت مالك فيك إي، أيوا يابني!

إتكلمت بغضب وقولت:

= أومال في إي!!!

إتكلم حازم وقال بتذكر:

_ أه صح يا كريم نسيت أقولك، مريم بتعاني من فقدان ذاكرة وبتعيش وهم حياة شخص تاني جايز، يعني عقلها بنى مع نفسهُ ذكريات تانية مكان ذكريات السنين اللي مش فاكراها.

إتكلمت بتساؤل وقولت وأنا ماسك دماغي من الصدمة:

= يعني ماشي همشي مع كلامك وكلهُ تمام دلوقتي، ممكن بقى تعرفني مين دا وليه مفكر نفسهُ حبيبها بجد!

إتكلم حازم وهو بيقرب مني وبيقول بصوت واطي:

_ دا اللي أنا مش فاهمهُ، يعني هو مصدق نفسهُ أوي وهي كمان مصدقاه، ولكن لما حاولنا نطلعهُ برا المستشفى ونبعدهُ عنها ضرب طقم الممرضين كلهم اللي حاولوا يطلعوه، حتى ضربني أنا شخصيًا فـ سبناه لحد ما إنت تقوم.

إتكلمت وقولت بغضب وعصبية:

= وإنتوا كل اللي حصل دا كنتوا مستنييني لما أقوم!

إتكلم حازم وقال:

_ ما إحنا يابني كنا خايفين عليك من الصدمة!

روحت بغضب ناحية الراجل المُريب الوسيم دا ومسكتهُ من كتفهُ عشان أقومهُ وأتخانق معاه، ولكن لقيتهُ مسك دراعي ولواه الناحية التانية وقام وقف وهو بيقول بهدوء جنب ودني:

_ إنت اللي ضيعتها، يبقى تستحمل اللعنة اللي رميتها عليك.

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1