رواية قبلة على جبين الوهم ( جميع فصول الرواية كاملة ) بقلم خضراء القحطاني

 


رواية قبلة على جبين الوهم الفصل الاول بقلم خضراء القحطاني


كان الجو حرّ، ورغم كده كانت ليان واقفة في البلكونة، سايبة شعرها يتلخبط في الهوا اللي مابقاش يرد الروح. عنيها كانت تايهة في الشارع، بس عقلها كان في حتة تانية في اليوم اللي اتعرفت فيه على رامي.
أنا مابحبش أتكلم عن نفسي كتير، بس كل اللي أقدر أقوله إني مش شبه الرجالة اللي عرفتيهم قبل كده.
افتكرت كلامه أول مرة، طريقته، ثقة صوته، وضحكته اللي كانت بتطمنها وتحيرها في نفس الوقت.
كانت بتضحك وقتها من غير ما تسأل نفسها: هو إزاي جه كده من السما؟
دخلت عليها صاحبتها لمار فجأة وقالت بنبرة فيها شوية قلق: ليان انتي كويسة؟
آه، كويسة.
ما انتيش كويسة باين عليكي من عينيكي.
 تعرفي يا لمار، ساعات بحس إني كنت عايشة في حلم، وصحيت منه على كابوس ووش اللي كنت بفتكره أمان، طلع أوحش من الغدر.
سكتت لمار، مابقتش عارفة تقول إيه. كانت شافت التغير اللي حصل في ليان من بعد الجواز.
كانت بنت بتحب الضحك والمزيكا والكتب، بقت بتحب السُكوت، وتكره مرايتها.
جوازها من رامي حصل بسرعة.
شهور قليلة عرفته فيها، واتخطبت، وبعديها كتبوا الكتاب.
أهو راجل محترم، وبيحبني وأنا عايزة أهرب من بيت أبويا.
ده كان تفكيرها وقتها.
بيت عبد المجيد، من برّه باين عليه الهدوء والنظام.
 بس من جوّه كان شبه القبر، مافيهوش غير الصمت والعيون اللي بتحاسب من غير ما تتكلم.
ليان كانت البنت الوحيدة وسط ثلاثة ولاد، ومع إنها الكبيرة، بس عمرها ما كانت مدللة، ولا حتى مسموعة.
أبوها، الحاج غالب، كان راجل شديد… مش شديد زي اللي بيحمي، لا، شديد زي اللي بيكسر عشان يثبت إنه دايمًا صح.
البنات ماينفعش تخرج لوحدها.
مش لازم تردّي على التليفون بسرعة، خلي اللي بيتصل يتربّى.
إحنا بنشتغلكي وبنصرف، يبقى تسمعي الكلام من غير نقاش.
كلامه كان سكاكين، وعيشه في البيت كان قيد بيخنق.
وأمها؟ كانت نسخة مصغرة منه مطيعة زيادة عن اللزوم، وعمرها ما وقفت في صف بنتها.
ليان كانت بتحب الكتب، بتحب تكتب خواطر في دفترها، بتحلم بسفر، بحياة فيها ناس تحبها من غير شروط.
بس حلمها كان بيتسحق كل يوم، تحت جملة زي:
بنت؟ وهتحلمي بإيه؟ خلّيكي في المطبخ أحسن.
في عز كل دا، كان طبيعي جدًا إنها أول ما شافت رامي، تحس إنه طوق نجاة.
شاب مؤدب، شكله محترم، بيكلمها بأدب وبصوت واطي، وسأل عنها رسمي من باباها.
الحاج غالب حس إنه راجل وبيتكلم عدل، ووافق بسهولة غريبة.
كانت ليان مستغربة، بس فرحانة.
ويمكن، في أعماق قلبها، كانت بتتمنى إن الجواز يغيّر حياتها، يفتح لها باب جديد.
بس ولا كانت تعرف إن الباب اللي هتفتحه، ورا منه ريح سامة بتهدّ الحلم من جذوره.
فيه فرق كبير بين إنك تكوني وسط ناس، وبين إنك تحسي بيهم.
ليان كان عندها تلات إخوات شباب: آدم، الكبير بعديها بسنة، وأمجد وسيف، الاتنين في الجامعة.
بس الأقرب ليها دايمًا كان آدم مش لأنه حنين، لا، لأنه بس ماكانش بيزعق.
كان هادي، ساكت، بيركز في شغله، وبالكاد بيرد.
ولما كانت تكلّمه عن حلمها تكتب رواية أو تسافر تكمّل دراستها في برّه، كان يرد بكلمة واحدة:اعملي اللي تقدري عليه.


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1