رواية وعد بين نبضين الفصل العاشر بقلم سيليا البحيرى
صباح اليوم التاني-
🔹 (نور الصبح الخفيف بيعدي من الشباك، بيرسم ظلال هادية على أوضة النوم. إياد بيتقلب في سريره، دماغه تقيلة وموجوعة، حاسس بجفاف في حلقه ودوخة بسيطة. بيصحى عينيه بشويش، بيحاول يفتكر اللي حصل… فجأة عينيه بتتوسع.)
🔹 (جسمه بيقف فجأة لما حاسس بجسم تاني جنبه… سيليا.)
🔹 (إياد بينطق من سريره قاعد، بيبص لها متصدّف. كانت ممدية على جنبها، ضهرها ليا، شعرها الطويل منسدل على المخدة، وجسمها باين عليه ضعيف أكتر من أي وقت. للحظة، مقدرش ياخد نفسه.)
🔹 إياد (بيهمس لنفسه، متصدّف ومرعوب): "مستحيل…"
🔹 (بيردّ على وشه بيده، بيحاول يستوعب اللي حصل امبارح بالليل. الذكريات بتيجي له ضربات سريعة… وهو داخِل الأوضة متلخبط… شايفها ممدية هناك… كلامه المتلخبط… ماكنش واعي… لكنه فاكر لحظات من قربها، نفسها المرتجف، نظراتها… وبعدين… لأ، مش معقول.)
🔹 (بياكل ريقه بصعوبة، حاسس بثقل كبير ع صدره، بيتمنى يكون كله حلم بس. لكن مش كده.)
🔹 (قبل ما يفكر في حاجة تانية، سيليا بتحرك بشويش، بتفتح عينيها، واخدة بالها منه، بس ما بتبصلوش. للحظة، صمت قاتل بينهم.)
🔹 سيليا (بصوت واطي، من غير ما تبصله): "صحيت؟"
🔹 (إياد بيتجمد أكتر، مش عارف يرد إزاي ولا يقول إيه. واخد باله إن صوتها مفيهوش ولا إحساس.)
🔹 إياد (بصوت مبحوح، متوتر): "سيليا… إيه اللي…؟ إزاي…؟"
🔹 (سيليا بتضحك بمرارة، وبالأخر بتلفّ تبصله، عينيها متورمة، بس وشها بارد.)
🔹 سيليا (بهمس ساخر): "ماتقلقش… ماكنش اغت"صاب، لو كنت بتسأل."
(جسم إياد اتشنج لما سمع كلامها، إحساس الذنب غلبه زي الإعصار. مرر إيده في شعره، خد نفس عميق، حاول يلم نفسه، بس فشل.)
🔹 إياد (بيبص لها متصدّف، بيحاول يلاقي تفسير للي حصل): "سيليا… ماكنتش في وعيي… ماكنتش عارف…"
🔹 سيليا (بتقطعه، بصوت حاد ومليان استياء): "وأنا كمان ماكنتش عارفة إني هانتهي في الحالة دي مع راجل طلقني خلاص."
🔹 (الكلمة الأخيرة بتوجعه زي طعنة، شال وشه منها، خد نفس عميق، وقام من السرير، لبس قميصه بسرعة، كأنه مش قادر يفضل في الأوضة دي.)
🔹 إياد (بصوت واطي بس متوتر): "أنا… آسف."
🔹 (سيليا بتضحك بسخرية تاني، قامت بشويش ولفت نفسها بالبطانية، بتبصله ببرود.)
🔹 سيليا (بهدوء مخيف): "آسف؟ ده كل اللي عندك تقوله؟"
🔹 (إياد كان نفسه يصرخ، يقول لها إنه ماكنش يقصد، إنه ماكنش واعي، بس عارف إن الكلام دلوقتي مش هيغير حاجة.)
🔹 إياد (بصوت ضعيف): "إنتي عايزة إيه يعني؟"
🔹 (سيليا سكتت لحظة، بصت له نظرة طويلة، وبعدين همست ببرود قاتل.)
🔹 سيليا: "ولا حاجة… بس افتكر الليلة دي كويس يا إياد. علشان أنا عمرني ما هنسها."
🔹 (وبعدين لفت عنيه، دخلت الحمام وقفلت الباب وراها بقوة. إياد واقف في مكانه، مرر إيده على وشه تاني، حاسس كأن الدنيا بتنهار حواليه.)
🔹 (ده كان غلط… غلط هيتدفع تمنه هما الاتنين.)
---
🔹 (طلع إياد من الأوضة، وشه معبوس، وخطواته تقيلة، شايل سيليا بين دراعيه بحذر، وقعدها على الكرسي المتحرك بتاعها. كانت سيليا ساكتة تمامًا، وشها بارد، وعينيها فاضية من أي إحساس. تبادل معاه نظره سريعة قبل ما يدفع الكرسي بهدوء ناحية السلم اللي نازل تحت.)
🔹 (في الصالة، العيلة متجمعة حوالين ترابيزة الفطار، الجو مليان كلام وضحك خفيف. العيال بتلعب جنب الترابيزة، والكبار قاعدين يتكلموا في مواضيع مختلفة. محدش كان متوقع اللي هيحصل.)
🔹 (الكلام وقف فجأة لما إياد دخل وهو بيدفع كرسي سيليا للصالة. الكل بص لهم، لاحظوا نظرات إياد المشتتة ووش سيليا اللي باين عليه خالي من الحياة، بس محدش فاهم سبب التوتر ده.)
🔹 عادل (بابا إياد، بيبص لهم باستغراب): "أخيرًا قررتوا تنزلوا… سيليا، حاسة بإيه النهاردة؟"
🔹 (سيليا ما ردتش، ما عملتش أي رد فعل، بس بصت لنقطة مش موجودة في الهوا. الكل لاحظ كده، فعمّ الصمت شوية.)
🔹 مها (ماما سيليا، بقلق): "حبيبتي، انتي كويسة؟ بتحسي بأي وجع؟"
🔹 (قطبت جبينها وقربت منها، حاولت تمسك إيدها، لكن سيليا سحبت إيدها بسرعة، وده فاجئ الكل.)
🔹 إياد (بيحاول يهدّي الجو، بصوت هادي بس متوتر): "هي بس تعبانة… ما نامتش كويس."
🔹 (سيف وأدهم، إخوات سيليا، بصوا له بشك واضح. أما حور، أختها التوأم، كانت بتبص لها بقلق شديد.)
🔹 حور (بصوت واطي وهي بتقرب منها): "سيليا…؟"
🔹 (بس سيليا فضلت ساكتة، وفجأة ابتسمت بسخرية وهمست ببرود، بس بصوت الكل سامعه.)
سيليا: "أنا تعبانة... تعبانة جدًا، بس ماتقلقوش، كل حاجة تمام."
🔹 (إياد حس بشدة في صدره لما سمع صوتها، والقلق زاد وسط العيلة بسبب طريقة كلامها. الكل حس إن في حاجة حصلت... حاجة لا إياد ولا سيليا عايزين يتكلموا عنها.)
🔹 ممدوح (عم سيليا، بيبص لهم بشك): "إيه اللي بيحصل هنا بالظبط؟ انتوا شكلكم غريب."
🔹 (سيليا بصت لإياد لحظة، وبعدين رجعت تبص للكل وابتسمت بابتسامة باردة جدًا.)
🔹 سيليا: "ولا حاجة... ولا حاجة خالص."
🔹 (بس جواها كانت عارفة كويس إن مفيش حاجة هتفضل زي ما كانت.)
بعد كام يوم
🔹 (أدهم وسيف ومازن قاعدين في الصالة الكبيرة ووشوشهم معبية، وحور واقفة جنب الشباك وذراعيها متشابكين، بتحاول تكتم غضبها. سيليا قاعدة على الكرسي المتحرك في نص الأوضة، ساكتة، وشها بارد، كأن اللي بيحصل مش ليها.)
🔹 أدهم (بصوت واطي بس حاد): "راضية كده؟ إياد مشي... طلقك وسافر، ما فضلش ليكي حاجة."
🔹 (سيليا ما ردتش، بس بصتله نظرة فاضية. سيف كمل بغضب وهو بيضرب الترابيزة بإيده.)
🔹 سيف: "إزاي سبتِه يمشي؟ ليه ما تمسكيش فيه؟!"
🔹 مازن (بصوت أقل حدة بس مليان مرارة): "إياد ماكانش بس جوزك... ده الراجل اللي حبك بجنون، اللي وقف ضد الكل عشانيكي، اللي فضل جمبك رغم كل حاجة، حتى لما فقدتي القدرة تمشي، حتى لما بقيتي شخص تاني... وبرضه، انتي اللي بعدتيه بعيد."
🔹 (سيليا فضلت ساكتة، بتبص لنقطة مش موجودة، كأن كلامهم مش واصلها.)
🔹 حور (انفجرت بغضب مكبوت، قربت من سيليا وأمسكت إيدها بقوة): "ليه عملت كده؟ ليه سبتِه يمشي؟! إنتي عارفة عملت إيه في نفسك؟! كان معاك راجل محدش هيلقى زيه بسهولة، ودلوقتي مشي، مشي لقارة تانية، وهيبدأ حياته من جديد... من غيرك!"
🔹 (عيني سيليا اتسعت لحظة لما سمعت كلمة "من غيرك"، كأنها ضربت حاجة جوه قلبها، بس رجعت بردو للبرود المعتاد، وابتسمت بسخرية.)
🔹 سيليا (بصوت واطي، كأنها بتهمس): "وهكان هيفضل معايا على طول؟ إياد راجل قوي... وهيمشي في حياته، وأنا... هامشي في حياتي كمان."
🔹 (سكتت شوية، وبعدها ضحكت بسخرية، بس الضحكة كانت فاضية من أي إحساس حقيقي.)
🔹 سيليا: "أو بالأحرى... هامشي حياتي على الكرسي المتحرك ده، وسط نظرات الشفقة من الناس، مش كده؟"
🔹 (الإخوة تبادلوا نظرات محطمة، ماكنوش متوقعين الرد ده منها، ماكنوش متوقعين توصل للبرود ده.)
🔹 أدهم (بإحباط، مرر إيده في شعره): "سيليا... ماكانش المفروض تستسلمي. كنا معاك، وإياد كان معاك، بس دلوقتي مش كده... وإنتي السبب."
🔹 سيف (بصوت واطي بس موجع): "خسرتيه... واحنا كمان خسرنا الأمل فيكي."
🔹 (الكل بص على سيليا اللي فضلت قاعدة على كرسيها، ضهرها مستقيم ووشها فاضي من التعبير. بس جواها كان في حاجة بتولع... حاجة شبه الندم، لكنها ما اعترفتش بيها ومش جاهزة لها.)
🔹 (سيليا قاعدة على الكرسي المتحرك، وشها شاحب، بتنفس بصعوبة. عينيها تعبانين وإيديها بترتعش شوية، بس بتحاول تبين إنها قوية. حور مَرّت إيدها على جبينها بقلق، وأدهم وسيف ومازن واقفين قدامها ووشوشهم معبية، بيراقبوا حالتها اللي بتسوء.)
🔹 أدهم (بصوت قلق): "سيليا، مالك؟ بقالك كام يوم تعبانة، بتاكلي قليل، وشك أصفر، ووزنك نازل."
🔹 مازن (حاطط إيده على كتفها، بيحاول يفحصها كده): "مش عايز أخوفك، بس دي مش بس تعب... يمكن تكون مرض. لازم نعمل لك شوية تحاليل."
🔹 (سيليا حاولت تقوم شوية من على كرسيها المتحرك، بس الدوخة أخدتها، ورأسها وقع على كتف حور، اللي فجأة اتخضّت ومسكتها كويس.)
حور (بلهفة): "سيليا! إيه فيكي؟! قولي لنا!"
🔹 سيف (بيعقد حاجبيه، وبيشير لمازن): "خدها على المستشفى فورًا، ماينفعش نطنش الموضوع ده أكتر من كده."
🔹 سيليا (بتحاول تتهرب، رافعة راسها بصعوبة، وصوتها ضعيف): "أنا كويسة... ما فيش لازمة للمستشفى."
🔹 أدهم (بجدية): "لا، في حاجة فعلًا. مش عايزين نخسرك كمان، اللي حصل كفاية!"
🔹 (مازن بيبص لها لفترة، وبعدين بياخد نفس عميق قبل ما يقول بحذر شديد، كأنه لقى حاجة ماكنوش واخدين بالهم منها قبل كده.)
🔹 مازن: "سيليا... حسيتي بأي أعراض تانية؟ غثيان الصبح؟ دوخة؟ كرهتي أكل معين؟"
🔹 (سيليا بتتجمد للحظة، عينيها بتوسعوا شوية، كأن حاجة بدأت تتجمع في دماغها، لكنها بتهز راسها بسرعة بتحاول تنكر.)
🔹 سيليا (بقلق): "إنت عايز تقول إيه يا مازن؟"
🔹 (مازن بيبادل نظرات سريعة مع أدهم وسيف وحور، وبعدين بيرجع يبص لها بحدة.)
🔹 مازن: "عايزك تعملي تحليل حمل، دلوقتي."
🔹 (سكتت الأوضة فجأة. الكل بصّ لمازن بصدمة، كأن الفكرة دي ما خطرتش على بالهم قبل كده. وسيليا باين عليها مش قادرة تتنفس للحظة... كأن الحقيقة اللي كانت بتحاول تنكرها طول الفترة اللي فاتت بدأت تنهار قدامها.)
🔹 حور (بصوت مرتعش، كأنها بتهمس): "سيليا... ممكن تكوني...؟"
🔹 (سيليا ما ردتش، حطت إيدها على بطنها من غير قصد، وطلعت نظرة رعب خفيفة على وشها، وسط نظرات إخوتها اللي بدأوا يفهموا إن الموضوع مش شك وبس... ده ممكن يكون حقيقة.)
🔹 (عمّ الصمت المكان بعد ما استوعبوا الحقيقة... سيليا حامل. لكن الصمت ده اتحول بسرعة لغضب جامد، خاصة من أدهم وسيف، وحور كانت بتبص لشقيقتها بصدمة، ومازن كان مش مصدق اللي سامعه.)
🔹 أدهم (بصوت واطي بس مليان غضب مكبوت): "قوليلي إن الكلام ده مش صحيح، سيليا..."
🔹 (سيليا شالت وشها، عينيها بتلمع بالدموع، لكنها ما قالتش كلمة، وده زود غضب إخوتها.)
🔹 سيف (بيرعد من الغضب، بيضرب الترابيزة بإيده): "ردي يا سيليا! الطفل ده من إياد؟ بعد ما طلقك بشهرين؟! إنتي فقدتي عقلك؟!"
🔹 (حور حطت إيدها على بقها، مش مصدقة اللي سامعاه، ومازن واقف مصدوم، كأنه مش قادر يستوعب.)
🔹 مازن (بصوت مرتعش، بيحاول يفهم): "بس... إزاي؟ إمتى؟ إنتي وإياد... هو طلقك..."
🔹 (سيليا ضغطت إيديها المرتعشتين، قلبها بيدق بسرعة، وذكريات الليلة الوحشة دي بتهاجمها بلا رحمة... إياد رجع سكران، ماكنش واعي، ما كانش مدرك هو بيعمل إيه... وهي مكانتش قادرة تمنعه، مكانتش قادرة توقفه... ولما صحى الصبح، عرف قد إيه اللي حصل كان خطير.)
(سيليا بتبلع ريقها بصعوبة، بتحاول تتكلم، بس صوتها ضعيف ومختنق.)
🔹 سيليا (بهمس مرتجف): "ماكنش في إيدي…"
🔹 أدهم (بيقرب منها، عنيه مليانة غضب وخذلان): "يعني إيه ماكنش في إيدك؟ إنتي فاهمة عملتي إيه؟ فاهمة إحنا في إيه دلوقتي؟!"
🔹 سيف (بيمرر إيده في شعره بعصبية، بيصرخ بغضب): "جبتي لنا العار يا سيليا! هنقول لإيه للعيلة؟ هنواجه مين؟!"
🔹 (سيليا بتنتفض من كلماته، حاسة بوخزة في قلبها، بتبص لهم بعينيها مليانة دموع، كأنها مش مصدقة إنهم بيقولوا كده عليها.)
🔹 سيليا (بصوت مكسور، بتبص لهم بألم): "ده اللي يهمكم؟ العيلة؟ كلام الناس؟ فكرتوا فيا؟ في اللي عديت عليه؟"
🔹 (بتاخد نفس عميق، وبعدين بتهمس بصوت ضعيف لكنه مليان غصة.)
🔹 سيليا: "ماخترتش ده… إياد كان سكران… ماكانش واعي… وأنا…"
🔹 (أدهم وسيف بيتوسعوا من الصدمة، وحور بتحط إيدها على بقها بصدمة أكتر، ومازن ماسك إيديه جامد كأنه الدم وقف في عروقه.)
🔹 أدهم (بصوت عالي، مش مصدق): "إياد عمل كده وهو مش واعي؟! اللعنة عليه!"
🔹 سيف (بيزفر بغضب، بيضرب الحيط بإيده): "فين دلوقتي؟! هقتله!"
🔹 مازن (بيحاول يهدى نفسه لكنه زعلان كمان): "وهو عارف؟ سيليا؟ قلتله؟"
🔹 (سيليا بتهز راسها بشويش، ماسكة في كرسيها المتحرك، حاسة إن الدنيا بتتقلب حواليها.)
🔹 سيليا (بصوت ضعيف): "لا… ماقلتلوش…"
🔹 (بيتبادلوا النظرات، الغضب والصدمة ماليين الأوضة، لكن وسط كله… في حقيقة واحدة مش ممكن ينكروها: الطفل اللي جوا بطن سيليا… ده طفل إياد.)
🔹 (الجو متوتر، الغضب مالي المكان، أدهم وسيف بيبصوا لسيليا بصدمة وغضب، وحور ومازن بيبصوا لها كأنهم مش مصدقين اللي سامعوه.)
🔹 أدهم (بغضب، واقف قدامها): "إنتي فقدتي عقلك؟ إياد طلقك من شهرين! إزاي الكلام ده حصل؟!"
🔹 سيف (بيصرخ بغضب، بيبص لها باشمئزاز): "قولي، سيليا! كنتي عارفة إنتي بتعملي إيه؟! عارفة إنك مش حلال عليه؟!"
🔹 (سيليا قاعدة على كرسيها المتحرك، بتبص لهم ببرود، مفيش أي انكسار أو ندم، بس عينيها مليانين تحدي ولا مبالاة.)
🔹 سيليا (معقودة إيديها ببرود): "تفتكروا إني خططت لكده؟ إياد رجع سكران… ماكنش واعي… وأنا…"
🔹 (بتوقف شوية، وبعدين بتكمل بصوت بارد، مفيهوش أي تأثر.)
🔹 سيليا: "ماوقفتوش… مامنعتوش."
🔹 (عيون أدهم وسيف بتتسع من الغضب، وحور بتحط إيدها على بقها مش مصدقة، ومازن حاسس كأن الأرض بتتزحلق من تحت رجليه.)
🔹 أدهم (بيصرخ بغضب، ماسك في مسند كرسيها المتحرك بعصبية): "مامنعتيهوش؟! فاهمة بتقول إيه؟! ده كلام ماينقالش كده ع البارد!"
🔹 سيف (بيزمجر من الغضب، بيعدي إيده في شعره بعنف): "جبتي لنا العار يا سيليا! علاقتك بيه بعد الطلاق مش شرعية! إزاي تتكلمي كده بلامبالاة؟!"
🔹 (سيليا بتشيل نظرها ليهم بحدة، صوتها جاف كأنها ماعندهاش أي اهتمام.)
🔹 سيليا: "وهما يهمني دلوقتي لو الشرعية موجودة ولا لأ؟ هارجع الزمن وأغير اللي حصل؟ إياد كان سكران، وأنا ماقدرتش أعمل حاجة…"
🔹 مازن (بصوت مرتعش، بيبص لها كأنه مش عارفها): "بس... كنتي عارفة إن ده مش حلال… مش حلال عليكي بعد الطلاق…"
🔹 (حور بتدمع، وبتهمس وهي حاسة بخذلان شقيقتها التوأم.)
🔹 حور: "ليه ماوقفتهوش، سيليا؟ ليه مامنعتيهوش؟"
🔹 (سيليا بتضحك بسخرية، وبتبص للكل بحدة.)
🔹 سيليا: "وكأنكم ماعرفتوش إياد! لما بيبقى كده، حد يقدر يوقفه؟!"
🔹 (أدهم بيضرب الترابيزة بعنف، وسيف بيزمجر بغضب أكتر.)
🔹 أدهم: "ده مبررش! كان لازم تمنعيه، تبعديه عنك!"
🔹 سيف: "ودلوقتي، حامل منه... بعد الطلاق... الطفل ده حرام، سيليا! فاهمة المصيبة دي قد إيه؟!"
(الجو بيتجمد، الكل حاسس بثقل الحقيقة دي… سيليا حامل بولد الشرع والقانون مش بيعترف بيه. بس هي بتفضل باردة، مفيهاش مشاعر، ولا ندم.)
🔹 سيليا (بابتسامة باردة، ومائلة راسها شوية): "المصيبة مش عندي، المصيبة عند إياد… لما يعرف."
🔹 (السكون مالي المكان، الكل بيبص لها بصدمة… سيليا ماعادتش الست اللي يعرفوها.)
🔹 (التوتر مالي الجو، أدهم وسيف لسه غاضبين، ومازن وحور مصدومين، وسيليا باردة ومش مهتمة. بعد شوية، بيدخل سليم وزين الأوضة، وشوشهم متجهمة، سمعوا اللي حصل.)
🔹 زين (بصوت حاد، بيبص للجميع وبعدين بيركز على سيليا): "إيه اللي سمعناه ده؟ هل الكلام ده صحيح؟!"
🔹 سليم (بيقرب بشويش، صوته واطي بس فيه غضب مكبوت): "قوليلي ده كذب… قوليلي ده حلم."
🔹 (سيليا قاعدة على كرسيها المتحرك، رافعة نظرها للأخوين ببرود، وبعدين بتبتسم بسخرية.)
🔹 سيليا: "إيه؟ اتصدّمتوا كمان؟ ماكنتش متوقعة إن العيلة تاخد خبر زي ده؟"
🔹 (زين بيشد إيده، وسليم بيدق على جبهته كأنه بيحاول يستوعب.)
🔹 زين (بغضب مكبوت): "فاهمة حجم المصيبة اللي وقعت فيها؟! تعرفي ده معناه إيه؟!"
🔹 سليم (بيقرب منها، وراسه منحني عشان يبص في عينها): "إنتي حامل بولد مش شرعي، سيليا… بعد ما طلقك إياد من شهرين! تعرفي ده معناه إيه؟!"
🔹 (سيليا بتضحك بسخرية، وبتميل راسها شوية، متكئة على مسند كرسيها المتحرك.)
🔹 سيليا: "طبعًا عارفة… بس متقلقوش، مش هاطلب منكم تحتفلوا."
🔹 (سليم وزين بيبصوا لها بعدم تصديق، وأدهم بيضرب الترابيزة بعنف، وسيف بيعقد إيديه بغضب واضح.)
🔹 أدهم (بيصرخ): "بتتكلمي كإن الموضوع مايهمكيش! فقدتي عقلك؟!"
🔹 سيف (بحدة): "سيليا، بطّلي البرود ده! ده مش موضوع عادي، ده خراب سمعتك وسمعة العيلة!"
🔹 (مازن، اللي فضل ساكت طول الوقت، بيقوم أخيرًا، بياخد نفس عميق وبصّ لسيليا بعينين مليانين خذلان.)
🔹 مازن: "سيليا… حاسة بندم؟ فاهمة عملتي إيه؟"
🔹 (سكون للحظة… بعدين سيليا بتبص لهم نظرة طويلة وبطيئة، وبتبتسم.)
🔹 سيليا: "ندم؟ أنا مش حاسة بحاجة خالص."
🔹 (حور، اللي كانت بتعيط ساكتة، بتحط إيدها على بقها مش مصدقة، والكل بيبص لسيليا كأنهم بيشوفوا حد تاني… حد ماعادوش يعرفوه.)
🔹 (التوتر مالي المكان، السكون عام، بعد صدمة الإخوة، وفجأة الباب بيتفتح بعنف، وداخل محمود، عادل، ومحمد. وشوشهم متجهمة، ومحمود شكله شايل جبل من الخزي على كتافه، وعادل متماسك بس عيونه فيها صدمة عميقة، ومحمد بيبص لسيليا بحدة.)
🔹 محمود (واقف في نص الأوضة، بيبص للجميع وبعدين لسيليا، صوته مليان غضب وحزن): "ده صحيح؟ اللي سمعته ده صح؟!"
🔹 (سيليا، اللي كانت مرتاحة على كرسيها المتحرك، رافعة نظرها ليه ببرود، معقدة إيديها، وبتبتسم بسخرية.)
🔹 سيليا: "لو انت هتقولي اللي سمعتَه، يمكن أأكدلك أو أنفيه."
🔹 (الأوضة سكتت، والجو بقى أثقل. محمود بيضغط على إيده بغضب، وبعدين بيضرب الترابيزة بقوة.)
🔹 محمود (بصوت متقطع من الغضب): "إنت حامل، صح؟! حامل… بعد ما طلقك من شهرين!"
🔹 (عادل، اللي كان ساكت، بياخد نفس عميق، بيحاول يسيطر على نفسه، وبعدين بيتكلم بصوت واطي لكنه حاد.)
عادل: "سيليا… فاهمة يعني إيه اللي حصل؟ فاهمة إزاي دمّرتي نفسك… ودمّرتي كل حاجة؟"
🔹 (سيليا ساكتة شوية، وبعدين بتميل راسها وتبصله ببرود.)
🔹 سيليا: "أنا دمّرت نفسي؟ لأ، أنتوا اللي دمّرتوني… أنتوا وزينب، وكل اللي ساعد يودّوني للوضع ده."
🔹 (محمد، اللي كان بيبص لها ساكت، بيضحك بسخرية، وبعدين بيقرب منها.)
🔹 محمد: "بتحاولي تلقي اللوم على حد تاني؟ مفيش حد أجبرك تعملي اللي عملتيه يا سيليا."
🔹 (وجه سيليا بيتغير فجأة، وبصّ لمحمد بعينيه مليانة كراهية.)
🔹 سيليا (بصوت واطي بس فيه غضب جامد): "إنت آخر حد له حق يتكلم عن اللوم… لأن زينب مراتك هي اللي بدأت كل ده."
🔹 (محمد بيزود عينيه ضيق، لكنه مابيردش، ومحمود بيهز راسه بخيبة أمل، بيرجع خطوة وبيقول لنفسه كأنه مش قادر يبص لبنته.)
🔹 محمود (بصوت مكسور، كأنه بيتكلم مع نفسه أكتر من حد تاني): "يا رباه… عار إيه ده؟ إيه العيب اللي جابته البنت دي على اسم العيلة؟"
🔹 (سيف حط إيده على كتف أبوه عشان يطبطبه، وأدهم بيمرر إيده في شعره بغضب.)
🔹 أدهم (بيبص لسيليا، صوته غضبان بس فيه رجاء أخير): "سيليا… قوليلي إنك ندمانة، قوليلي إنك فاهمة غلطك، قولي حاجة تخلينا نفهمك!"
🔹 (بس سيليا، بدل ما ترد بأسف أو تعترف، بتبتسم ببطء، وبعدين بتقول بصوت بارد وفيه تحدي.)
🔹 سيليا: "أنا مش حاسة بحاجة… ومش متوقعة إني أندم طول عمري."
🔹 (الكل وقف مكانه، كإن الهوا في الأوضة تقيل جدًا… محمود بيشيل وشه بعيد، عادل بيغمض عينيه بمرارة، ومحمد بيزفر بغضب… الكل عارف إن سيليا ماعادتش الست اللي كانوا عارفينها، دي بقت حد تاني خالص.)
🔹 (الكل لسه مصدومين من كلام سيليا البارد، محمود واقف نص الأوضة، بيبص لابنته بنظرة فيها كل الخيبة والغضب، وبياخد نفس عميق كأنه أخد قراره النهائي.)
🔹 محمود (بصوت جامد ومش هيسمح بأي نقاش): "سيليا… هتسافري لندن عشان تعملي العملية، وهتقعدي هناك لحد ما تلدّي."
🔹 (سيليا عيناها بتتوسع من الصدمة، وبعدين بتضحك بسخرية وبتهز راسها.)
🔹 سيليا: "بتضحك؟ مش هسافر أي حتة، هافضل هنا، في بيتي، ومحدش هيبقى له حق يتحكم في حياتي تاني!"
🔹 (بس محمود مكانش في مزاج يخليها تناقش، قرب منها بخطوات هادية، وعينيه مليانة غضب مكبوت.)
محمود (بصوت واطي لكنه فيه تهديد واضح): "لأ، هتروحي… وحور، رهف، وحبيبة هيرافقوك. الموضوع مش اختيار، دي قرار نهائي."
🔹 (سيليا بتعض على شفايفها جامد، عينيها مولعة شرار، بتدفع الكرسي بتاعها شوية لقدام، وبتتكلم بحدة.)
🔹 سيليا: "طب ليه لازم أروح؟ ليه عايزين تتخلصوا مني؟ مش كفاية اللي عملتوه فيا؟!"
🔹 (محمود فقد أعصابه، رفع صوته لأول مرة، والهدوء عمّ الأوضة.)
🔹 محمود: "كفاية يا سيليا! هابعتك هناك عشان زهقت من عنادك الغبي ده! هتعملي العملية وهترجعي ماشية على رجليك، سواء عايزة ولا مش عايزة!"
🔹 (الكل بيتفرج بصدمة، وسيليا بتبص لأبوها بغضب، حاسة إن الكل عايز يفرض سيطرته عليها.)
🔹 سيليا (بصوت واطي لكنه مليان رفض): "مش عايزة… ومش محتاجة حد يقرر عني."
🔹 (محمود بيقرب أكتر، بينحني على مستوى وشها، وبيردّ ببطء شديد.)
🔹 محمود: "مش فارقة معايا رأيك، خلصنا لعب! هتعملي اللي لازم يتعمل، حتى لو مش عاجبك!"
🔹 (سيليا بتبلع غصة الغضب، عارفة إنه مش هيتراجع، بتبص لحور اللي واقفة قلقانة، وبعدين لرهف وحبيبة اللي حاسين بالذنب، بس هي خلاص مش مهتمة، كل اللي جواها غضب… بس غضب.)
🔹 سيليا (بهمس وهي بتشيل وشها): "طيب… بس متتوقعوش مني حاجة تاني."
🔹 (محمود واقف مستقيم، بيشير بيده للخدم.)
🔹 محمود: "جهزوا كل حاجة، السفر خلال يومين."
🔹 (سيليا ساكتة، عينيها بتبص في الفراغ، والكل عارف إن الرحلة دي ممكن تكون نقطة التحول… بس فين؟ محدش عارف.)