رواية وعد بين نبضين الفصل الحادى عشر بقلم سيليا البحيرى
مطار هيثرو، لندن
🔹 (الطيارة الخاصة بتنزل، وعند بوابة الخروج، بيدزقوا كرسي سيليا المتحرك في الممر، ملامحها جامدة ووشها فيه برود، عنيها فيها خليط غضب ورفض، وحور ماشية جنبها بقلق، ورهف وحبيبة وراهم ساكتين بيراقبوا.)
🔹 حور (بصوت حذر وهي بصّاها): "إحنا وصلنا… لندن."
🔹 (سيليا ما تردش، تبص من الشباك الكبير على السما الرمادي، كإنها نفسها تطير بعيد ومترجعش أبدًا.)
🔹 حبيبة (بتردد وهي تقرّب شوية): "سيليا… أنا عارفة إن الموضوع مش سهل، بس يمكن دي تبقى فرصة حلوة ليكي."
🔹 (سيليا تلتفت لها ببطء، عنيها ساقعة زي التلج، وتبتسم بسخرية.)
🔹 سيليا: "فرصة؟ فرصة لإيه؟ عشان أعمل حاجة غصب عني؟ عشان أخلص من إني عبء عليكم؟ ولا عشان أبني حياة أنا أصلا مش عايزاها؟"
🔹 (رهف تتنهد وتحاول تهدي الجو):
"إحنا هنا عشانك، مفيش حد بيغصبك، بس إنتي محتاجة العملية دي… إحنا بنحاول نساعدك."
🔹 (سيليا تضحك ضحكة قصيرة مرة، وبعدين تبص قدامها.)
🔹 سيليا: "إنتوا مش فاهمين… إنتوا عايشين في دنيا وردي، فاكرين الحياة سهلة، بس أنا مش زيكم… أنا خلاص انتهيت من زمان."
🔹 (حور تحس بغصة وهي شايفة أختها بالقسوة دي، بس تفضل ساكتة، وتدزق كرسيها لحد العربية اللي مستنياهم.)
🔹 (في الطريق، الصمت مالي العربية، المطر خفيف بيخبط على الإزاز، وسيليا سرحانة بتبص برا، بتفكر في اللي فات… وفي اللي جاي اللي مش عايزاه.)
🔹 (يوصلوا الفيلا المخصوصة ليهم، السواق يفتح الباب، حور تنزل الأول، ورهف وحبيبة يساعدوا سيليا، لكنها تفضل قاعدة مكانها شوية.)
🔹 حور (برقة): "يلا يا سيليا، ندخل جوه."
🔹 (سيليا تاخد نفس طويل وتتمتم بصوت واطي):
"أنا مش عايزة أكون هنا…"
🔹 (بس مفيش حد سمع… أو يمكن كلهم سمعوا واتجاهلوا، لأنهم عارفين إنها مهما قالت، الرحلة دي هتنفعها أكتر من أي وقت.)
بعد شهور…
🔹 (الجو هادي برّه الفيلا، المطر بينزل على الإزاز، جوا سيليا نايمة على السرير، ملامحها جامدة زي العادة، بتحاول تقفل عنيها، فجأة تحس بألم فظيع بيخترق جسمها.)
🔹 (تفتح عنيها بسرعة، تتنفس بسرعة، تحط إيدها على بطنها وتحس بتقلص شديد.)
🔹 سيليا (بصوت بيرتعش وهي بتحاول تقوم): "يا نهار أسود… إيه ده؟!"
🔹 (تحاول تقوم، لكن موجة ألم أقوى تضربها فتطلع منها أنّة مكتومة غصب عنها.)
🔹 (حور، اللي كانت نايمة على الكنبة، فتحت عنيها على طول أول ما سمعت أنين سيليا، قامت بسرعة وجريت عليها بقلق.)
🔹 حور (بتوتر): "سيليا؟! مالك؟!"
🔹 (رهف وحبيبة صحيوا هما كمان أول ما سمعوا صوت حور، جريوا على السرير بقلق.)
🔹 رهف (بخوف): "دي التقلصات بدأت؟!"
🔹 سيليا (بصوت متقطع من الألم، بتحاول تمسك نفسها): "أنا… مش… عارفة… بس الوجع… فظيع."
🔹 (حور تمسك إيد سيليا وتحاول تهديها، ورهف جريت بسرعة تمسك الموبايل تتصل بالإسعاف.)
🔹 حبيبة (مسكة إيدها التانية بحنية وهي بتحاول تهديها): "سيليا، خدي نفس عميق… إنتِ هتبقي كويسة، استحملي شوية بس!"
🔹 (لكن سيليا تقفل عنيها بقوة، والعرق بيقطر من جبينها، حاسة إن الألم بيزيد بطريقة مجنونة.)
🔹 سيليا (بتصرخ من الألم): "شيلوه مني!! مش عايزاه!!"
🔹 (حور تتصدم من كلام أختها، بس عارفة إن الوجع هو اللي بيخليها تقول كده.)
🔹 حور (بحزم وهي بتحاول تسيطر على الموقف): "سيليا، بلاش الكلام ده! هتعدّي، إحنا دلوقتي رايحين المستشفى!"
🔹 (رهف تيجي بسرعة): "العربية جاهزة، يلا بينا ناخدها حالًا!"
🔹 (حور وحبيبة يساعدوا سيليا تقوم من على السرير، بس الوجع شديد لدرجة إنها بالكاد واقفة، وتبدأ تعيط لأول مرة من زمان.)
🔹 سيليا (بهمس ضعيف وهي مرهقة): "ليه… أنا؟"
🔹 (حور قلبها بيتقبض وهي شايفة أختها بالضعف ده، فتقرب منها وتضمها بحنية.)
🔹 حور (بصوت دافي وهي بتطبطب على شعرها): "عشان إنتِ قوية، وهتعدّي ده كمان… صدقيني."
🔹 (رهف وحبيبة يساعدوها تقعد على الكرسي المتحرك، ويجروا بيها بسرعة للعربية، السواق مستني، ينطلق بيهم على طول على المستشفى… وعلى وش سيليا لأول مرة من زمان، دمعة خوف بتنزل، محدش عارف هي دمعة وجع… ولا حاجة تانية؟)
🔹 (جو متوتر جوه الأوضة، الدكاترة والممرضين بيتحركوا بسرعة حواليها، وهي نايمة على السرير، وشها شاحب، العرق بيغرق جبينها، والألم مسيطر عليها.)
🔹 الدكتور (بهدوء بس بصوت حازم): "سيليا، لازم تدفعي دلوقتي… بنتك خلاص جاية!"
🔹 (سيليا تقفل عنيها بقوة، تحاول تجمع كل اللي فاضل من طاقتها، وتدفع بكل قوتها وهي بتصرخ من الوجع.)
🔹 (في اللحظة اللي بعدها، صوت عياط بيبي صغير يملأ الأوضة، الزمن يقف لحظة، وسيليا تفتح عنيها بصعوبة، تحاول تستوعب اللي حصل.)
🔹 الممرضة (بابتسامة وهي شايلة البيبي): "بنت… حلوة أوي!"
🔹 (حور، رهف، وحبيبة واقفين بره الأوضة قلقانين، وأول ما يسمعوا عياط البيبي، يحطوا إيديهم على قلوبهم بارتياح.)
🔹 حور (بفرحة وهي ماسكة إيد رهف): "عملتها! سيليا ولدت!"
🔹 (جوه، الممرضة تحط البيبي في حضن سيليا، اللي تبص لها بصدمة، كإنها مش مصدقة إن البيبي دي طلعت منها.)
🔹 سيليا (بهمس وهي بتبص لها): "إنتِ… صغيرة أوي…"
🔹 (البيبي تتحرك بخفة، عنيها الصغيرة مقفولة، بس تمسك صباع أمها بقبضتها الصغيرة، وسيليا تحس برجفة غريبة في قلبها، كأن الكائن الصغير ده اخترق كل جدار البرود اللي حواليها.)
🔹 الممرضة (بلطف): "اخترتِ اسم ليها؟"
🔹 (سيليا تسكت شوية، تبص للبيبي بعمق، وبعدين تهمس بصوت ضعيف لكنه حنون لأول مرة من شهور.)
🔹 سيليا: "لينا… اسمها لينا."
🔹 (الممرضة تبتسم، وبره، حور تفتح الباب بسرعة وتبص لسيليا، أول ما تشوف البيبي في حضنها، عينيها تدمع، وتدخل هي ورهف وحبيبة، يتجمعوا حواليها.)
🔹 حور (بصوت مخنوق من العاطفة): "يا نهار أبيض… دي أحلى بيبي شفتها في حياتي!"
🔹 رهف (بفرحة): "بصي لعينيها الصغيرة… ملاك!"
🔹 حبيبة (بحماس): "أهلاً بيكي في الدنيا يا لينا الصغيرة!"
🔹 (سيليا ترفع نظرها ليهم، ولأول مرة من شهور، على وشها حاجة شبه الابتسامة… بس جواها إحساس متلخبط: خوف؟ فرح؟ حيرة؟ مش عارفة، لكنها تحضن لينا كويس، كأنها مش عايزة تسيبها أبداً.)
🔹 (الشمس داخلة من الشباك بضوء هادي، وسيليا قاعدة على السرير حاضنة لينا اللي نايمة في حضنها بسلام. لكن الجو يتغير فجأة لما يدخل أبوها وأمها، محمود ومها، ومعاهم عادل وصفاء والدين إياد.)
🔹 (صوت خطواتهم بيملأ الأوضة، سيليا تبص لهم ببرود، والعيلتين يتبادلوا نظرات فيها خذلان وحزن.)
🔹 محمود (بصوت تقيل وهو بصص لابنته): "يعني كده… جبتِ بنت من راجل طلقك من شهور، ومجاش في بالك حتى تبلغيه؟"
🔹 (سيليا ترفع حواجبها بسخرية، وتضم البيبي أكتر لحضنها.)
🔹 سيليا (ببرود): "وكان هيعمل فرق؟ ده هو اللي مشي… محدش غصب عليه."
🔹 (مها تبص لابنتها، عنيها مليانة حزن، بس عارفة إن الكلام العاطفي مش هيوصل معاها.)
🔹 مها (بتنهيدة تقيلة): "بس إياد من حقه يعرف… مهما حصل بينكم، البنت دي بنته، ومن حقه يكون في حياتها."
🔹 (سيليا تضيق عنيها، وتفتكر كل لحظة وجع وكسرة وخذلان حست بيها.)
🔹 سيليا (بقسوة): "من حقه؟ وأين كان الحق ده لما طلقني ومشي كإني ماكنتش حاجة؟ لأ… لينا ليا أنا بس."
🔹 (صفاء، أم إياد، ساكتة طول الوقت، بتحاول تمنع دموعها، لكنها تبص للبنت الصغيرة بحنان.)
🔹 صفاء (بصوت هادي): "سيليا… عارفة إنك زعلانة، بس ما تحرميش البنت من أبوها."
🔹 (عادل، أبو إياد، شابك إيده على صدره، نظرته حادة بس فيها خيبة أمل.)
🔹 عادل: "القرار ده مش بتاعك لوحدك. عاجبك أو مش عاجبك، إياد لازم يعرف."
🔹 (سيليا تضحك بسخرية وتهز راسها، كأن كلامهم مثير للشفقة.)
🔹 سيليا: "كلكم بتتكلموا كأن إياد أول ما يعرف هيرجع… ما تبقوش عيال. هو اختار حياته الجديدة هناك، وأنا مش عايزة منه حاجة."
🔹 (محمود يزفر بغضب، ويبص لابنته كأنه مش عارفها.)
🔹 محمود: "العناد ده مش هينفعك يا سيليا… وهتيجي لحظة تندمي فيها."
🔹 (سكون يعم الأوضة، مفيش غير صوت نفس البنت الصغيرة، كأنها بتراقب المعركة دي وهي مش فاهمة إنها سببها.)
🔹 (بعد شوية، محمود يلف ويمشي، وراه مها، وعادل وصفاء يبصولها نظرات طويلة قبل ما يخرجوا هما كمان.)
🔹 (سيليا تفضل لوحدها، تبص للبنت الصغيرة، إحساس غريب مالي قلبها… هل غلطت؟ ولا معاها حق؟ مش عارفة، لكنها تحضن لينا أكتر، كأنها بتتحدى الدنيا تاخدها منها.)
🔹 (جو فرحة وبهجة مالي المكان، الكل متحمس يشوف سيليا بعد شهور غياب، خصوصًا بعد ما رجعت تمشي تاني. الزينة مالية المدخل، والضحك مالي المكان. العيال بيجروا بفرحة، مستنيين يشوفوا لينا الصغيرة.)
🔹 (باب العربية يتفتح، وتنزل سيليا بخطوات ثابتة لأول مرة من بعد الحادث، شايلة لينا في حضنها. الكل يبصلها بذهول وفرحة، وحور ورهف وحبيبة واقفين جنبها، بيبتسموا بفخر.)
🔹 مازن (بصوت مخنوق وهو بيتقدم ناحيتها): "أخيرًا رجعتي… وإنتِ واقفة على رجلك!"
🔹 (ماقدرش يمنع نفسه إنه يحضنها بقوة، كأنه خايف تضيع منه تاني. سيف وأدهم يبصولها بفخر، وبعدين يقربوا ويحضنوها هما كمان.)
🔹 سيف (مازح وهو بصص لها بفخر): "واضح إن لندن كانت علاج كويس… فين البنت العنيدة اللي كانت رافضة العملية؟"
🔹 سيليا (بتبتسم بخفة): "يبدو إنها راحت مع الزمن."
🔹 (سليم وزين يقربوا، ويبصولها براحة، وتقى بتبتسم بهدوء.)
🔹 سليم: "الحمد لله على السلامة يا سيليا… البيت ماكنش هو هو من غيرك."
🔹 زين (مازح): "بس السؤال الأهم… لسه عصبية زي زمان؟"
🔹 (الكل يضحك، وسيليا تهز راسها وتبتسم بهدوء.)
🔹 سيليا: "متقلقوش، ما بقيتش أزعق للعيال!"
🔹 (فجأة، ماجد الصغير، اللي لسه بيعافر يقف، يقرب ويبص للينا الصغيرة بعنيه الواسعين، وبعدين يرفع إيده ناحيتها.)
🔹 ماجد (ببراءة): "أنا عايز ألعب معاها لوحدي!"
🔹 (الكل يضحك على كلامه العفوي، وحور الصغيرة تتدخل بسرعة.)
🔹 حور الصغيرة (7 سنين، وهي شابكة إيديها): "لأ! أنا الأول، دي جميلة أوي!"
🔹 (لينا الصغيرة تطلع صوت رقيق كأنها بتشاركهم الكلام، فيضحكوا أكتر، والعيال يتسابقوا مين يشيلها الأول.)
🔹 زياد (وهو بيقرب مبتسم): "واضح إن لينا بقت نجمة الحفلة."
🔹 هايدي (مازحة): "طبيعي، دي بنت سيليا وإياد."
🔹 (وأول ما اتقال اسم إياد، الجو يسكت لحظة، لكن سيليا تبتسم بهدوء وتبص لبنتها بحنان، وبعدين ترفع راسها تبص للجميع بثقة.)
🔹 سيليا: "أنا رجعت… ومش هسمح لحد ياخد مني فرحتي تاني."
🔹 (الكل يبتسم ويحاوطها بحب، مستعدين يبدأوا معاها صفحة جديدة، وسيليا بترجع تمسك نفسها حتة حتة.)
🔹 (الجو مليان ضحك وفرحة، الكل مبسوط برجوعها وسعادتها اللي بدأت ترجع لها، لكن فجأة، باب الفيلا يتفتح، ويدخل إياد بخطوات واثقة، ومعاه بنت مثيرة لابسة لبس جريء، شعرها أشقر طويل وابتسامة مستفزة. الكل يبص لهم بذهول وكأنهم شافوا حاجة مش متوقعة خالص.)
🔹 (عادل وصفاء، أبو وأم إياد، يقفوا مذهولين، والغضب يبان على وشوشهم.)
🔹 عادل (بغضب مكتوم): "إياد… إيه ده؟"
🔹 صفاء (باحتقار وهي بصّة للبنت): "ودي مين؟"
🔹 (إياد مش فارق معاه نظراتهم، عينه تدور على سيليا، أول ما شافها، رماها بنظرة باردة فاضية من أي إحساس. سيليا حسّت كأن قلبها اتغرز فيه خنجر، لكن ما بيّنتش أي رد فعل، وحافظت على برودها، وبصّت له لحظة قبل ما ترسم ابتسامة هادية.)
🔹 سيليا (بهدوء مصطنع): "آهو… مبروك يا إياد."
🔹 (الصدمة تزيد على وشوش الكل، وإياد يرفع حواجبه شوية متفاجئ من هدوءها، بينما جاكلين تمسك فيه أكتر وتحط إيدها على صدره بإغراء.)
🔹 جاكلين (بابتسامة متعالية): "يعني دي هي سيليا؟ كنت باسمع عنك كتير يا حبيبتي."
🔹 (وشوش الكل تملى بالاشمئزاز، خصوصًا إخوات سيليا. أدهم وسيف يتبادلوا نظرات غضبانة، ومازن يشبك إيده على صدره وهو بيحاول يمسك نفسه. حتى العيال حسّوا بالتوتر، ماجد الصغير مسك فستان أمه ملك، وحور الصغيرة بصت لإياد بخيبة أمل.)
🔹 سيف (بصوت واطي بس حاد): "إيه اللي جابك هنا يا إياد؟ وجايب… دي معاك ليه؟"
🔹 (إياد يبتسم بسخرية، ويبص حواليه ببرود، ويرد بلامبالاة.)
🔹 إياد: "راجعت أشوف العيلة… وأعرفكم على مراتي المستقبلية."
🔹 (الكل اتصدم من كلامه، لكن الصدمة الأكبر كانت لسيليا، اللي حسّت قلبها بيقع في الهاوية. ومع ذلك، ما بيّنتش أي حاجة، ورفعت حواجبها بسخرية بسيطة.)
🔹 سيليا (بابتسامة باردة): "مبروك تاني… يا رب تفهموا يعني إيه كلمة سعادة."
🔹 (صوتها كان زي السكينة، خلا جاكلين تتضايق، لكنها فضّلت تبتسم بغرور. إياد ركز فيها شوية كأنه بيحاول يفهمها، وبعدين هز راسه بلا اهتمام.)
🔹 إياد: "ماشي، شكلكم مشغولين بعودة الأميرة… مش هعطلكم."
(بص حواليه من غير اهتمام، وبعدين لف ماشي، وجاكلين مسكة في دراعه كإنها إكسسوار. ولما خرجوا، الصمت خيّم على الكل، لحد ما صفاء أخدت نفس عميق وقالت بصدمة وألم)
🔹 صفاء: "إيه اللي جراله ابني؟ إزاي بقى كده؟"
(سيليا ما قالتش ولا كلمة، بس بصّت للباب اللي خرج منه إياد، وضمت لينا الصغيرة جامد، كإنها بتهدي الوجع اللي جواها. إخواتها كانوا بيبصولها بقلق، عارفين إن برودها ده مجرد قناع ضعيف على قلبها المكسور)
على سفرة العشا في فيلا العيلة بعد كام ساعة
(الكل قاعد حوالين السفرة. الجو مشحون توتر، والعيون رايحة جاية ما بين إياد اللي رجع فجأة مع جاكلين، وبين باقي العيلة اللي لسه مصدومين. جاكلين قاعدة جنب إياد، بتحاول تفتح كلام مع الكل، بس ابتسامتها مش جايبة غير اشمئزاز)
🔹 جاكلين (بصوت متعالي بتحاول تجذب الانتباه): "عارفين، الحياة في أوروبا مليانة مفاجآت، وأنا متأكدة إنكم هتحبوني أول ما نتعرف أكتر!"
(نظرات الإحباط والغضب بتتبادل بين أفراد العيلة، بيحاولوا يمسكوا نفسهم، بس الموقف صعب. سيليا قاعدة على آخر الترابيزة، إيدها على فنجان القهوة، عنيها على لينا الصغيرة اللي بتلعب جنبها. مفيش حد عايز يبدأ الكلام، لحد ما سيف كسر الصمت)
🔹 سيف (بهدوء متحفظ بس غضبه باين): "إزاي تجيبها هنا يا إياد؟ إحنا كان عندنا أمل كبير فيك، لكن دلوقتي واضح إنك بتكسّر كل حاجة."
(إياد بصّله بحذر، وأخد نفس، ورفع حواجبه بسخرية)
🔹 إياد (بابتسامة باردة): "أنا هنا علشان أعيش حياتي. وإنتوا؟"
(جاكلين ابتسمت باستهتار، وحور – أخت سيليا التوأم – الغضب ماليها، بصّة لجاكلين باشمئزاز)
🔹 حور (بحزم وهي بالكاد ماسكة أعصابها): "ما ينفعش تيجي هنا بالشكل ده. إياد، إنت نسيت كل حاجة عن عيلتك؟ عن سيليا؟"
🔹 إياد (ببرود وهو بيبصلها): "أظن إنكم محتاجين تتقبلوا الواقع. سيليا ما بقتش جزء من حياتي."
(سيليا قاعدة ساكتة، قلبها بيتقطع من جوا. بتحاول تبان هادية، لكن نظرات إياد القاسية وجعاها)
🔹 سيليا (بصوت هادي وواطي): "طالما شايفني مجرد ماضي، يا إياد، يبقى مفيش داعي نتكلم."
(الجو بقى مشحون أكتر، وكل واحد بيحاول يبعد عن الموقف الغريب اللي فرضه إياد بوجود جاكلين)
🔹 عادل (أبو إياد، بيحاول يهدي): "ما ينفعش نكمل كده. إحنا عيلة، ولازم ما نعاملش بعض بالشكل ده."
🔹 صفاء (أم إياد، بصوت مكسور): "أنا ما توقعتش منك كده يا إياد. إزاي تسمح للبنت دي تيجي هنا؟"
(إياد بصّ لهم بزهق، ورجع يكلم جاكلين، مش فارق معاه كلام أمه)
🔹 إياد (بابتسامة ساخرة): "الزمن اتغير، ولو إنتِ لسه عايشة في الماضي، ده اختيارك. أنا بعيش في الحاضر."
🔹 جاكلين (بمرح مصطنع): "إنتوا عيلة لطيفة أوي! وبما إني دلوقتي جزء من حياة إياد، متأكدة إننا هنقرب من بعض."
(الكل بيبص لبعض بنظرات متوترة، وحور أخدت نفس تقيل)
🔹 حور (بغضب مكتوم): "مش شايفة ده ممكن يحصل يا جاكلين."
(الجو سكت تاني، ولينا الصغيرة بدأت تعيط، فالموقف بقى أتقل. سيليا أخدت نفس، وقامت شايلة لينا ومشيت من السفرة.)
سيليا (بصوت هادي وهي بتبعد عن الكل): "أنا مش هبقى جزء من ده… أنا هروح أشوف بنتي."
(إياد بيبصلها لحظة، وبعدين يرجع يبص لجاكلين، كإنه بيقسّى أكتر بعد ما شاف حالة سيليا.)
🔹 جاكلين (بابتسامة ماكرة، وهي بتوشوشه): "هو ده الإحساس اللي كنت حاسه طول الوقت؟"
🔹 إياد (بياخد نفس تقيل، ورافض يرد): "مش هتغيري حاجة."
(سيليا تخرج على الأوضة، والكل بيتابعها في صمت، وكل واحد فيهم عارف إن الدنيا مش هترجع زي الأول.)
(الجو تقيل ومشحون حوالين السفرة، الكل بيتبادل نظرات مش مرتاحة. وفجأة، صوت عياط خفيف جاي من الأوضة اللي جنبهم… صوت شبه بيبي لسه مولود.)
🔹 إياد (وقف كلامه فجأة، وبص بحيرة للناس، وبعدين لسيليا اللي قاعدة ساكتة في الركن): "إيه ده؟ ده صوت عيل صغير!"
(سيليا تاخد نفس بهدوء، وتقوم ماشيّة ناحية الأوضة. عنيها كلها برود وغضب مكتوم، متجاهلة نظرات إياد الفضولية، والكل بيراقبها بصمت.)
🔹 جاكلين (بابتسامة مزيفة وبنبرة مستفزة): "هو فيه بيبي هنا؟ واضح إنكم بتستقبلوا أكتر من الضيوف."
(إياد يبصلها بنظرة غامضة، مش فاهم، وبعدين يتابع بعنيه سيليا وهي راجعة شايلة البيبي – لينا – في إيديها.)
🔹 إياد (مستغرب وفي صوته انزعاج): "مين الطفلة دي؟ وليه أنا ما كنتش عارف عنها حاجة؟"
(سيليا تقرب من السفرة وهي شايلة البيبي بحنية، تبصل إياد بنظرة باردة جدًا، وتقعد بهدوء كإنها متجاهلة الموقف كله.)
🔹 سيليا (بصوت هادي بس فيه غضب مكتوم): "دي بنتك يا إياد."
(إياد يحدّق فيها وعيونه مليانة صدمة، وبعدين يبص على جاكلين اللي واقفة جنبه بتحاول تخفي غيرتها وحرقانها.)
🔹 إياد (بصدمة وبنبرة حزينة): "إزاي؟ إزاي ما كنتش أعرف عنها حاجة؟"
(جاكلين تبتسم ابتسامة مستفزة، بتحاول تخفي الحقد من جمال سيليا، والبراءة اللي في عيون البيبي.)
🔹 جاكلين (بصوت متصنّع وهي بتبص لإياد): "شكل الحياة بتحب تفاجئنا… بس واضح فيه أسرار كتير لسه ما طلعتش."
🔹 إياد (بياخد نفس عميق، ماسك غضبه): "ليه ما قلتيش، سيليا؟ ليه دلوقتي؟"
(سيليا ساكتة، بتحاول تخفي مشاعرها، وتحط البيبي على حجرها وتهدّيها بهدوء، وإياد واقف محتار.)
🔹 سيليا (بصوت واطي ومش مهتمة ترد عليه بشكل مباشر): "حياتي كانت مليانة خيبات يا إياد… وإنت كنت غايب عننا."
(إياد يبص لجاكلين وبعدين يرجع يبص لسيليا بغضب، كإنه حاسس فيه حاجة ناقصة أو سر متخبي. جاكلين تبتسم ابتسامة مشوهة وتحاول تلف وشها.)
🔹 جاكلين (بتعالي، بتحاول تزود التوتر): "أظن الأحسن نخلي الكلام ده لوقت تاني."
(إياد يتنهد بمرارة، ويرجع يبص لسيليا بعنين مليانة غضب وأسئلة.)
🔹 إياد (بصوت هادي بس فيه نار): "دي بنتي… إزاي ما حدش قال لي؟"
🔹 سيليا (تبصله نظرة باردة، وترد بحزم): "الوقت فات يا إياد… ودلوقتي تعيش بالواقع."
(الكل ساكت، والجو مليان صدمة وارتباك. الأطفال في الأوضة بيبصوا للمشهد في صمت، وسيليا لسه بتهدّي لينا بحنية.)