رواية فتاة الخيل الراقص الفصل العاشر بقلم لينه سعد
شنو اختار ،أحزن او أفرح بهذه اللحظة كنت احاول ابتسم الة متناسية الموقف الي اني بي ويمكن ارتمي بحظنه واكول شكد اني مشتاقه اله شكد حاولت اتواصل وياه بس ماكدرت هواي امور منعتني كان ببالي اعاتبة واكول ليش ما اجيت ودورت علية ليش ماحاولت تقنع امي ترجع وليش وليش هواي
بس توقفت الكلمات كانت مشاعري كأمواج متلاطمة على شاطئ الروح ،الحزن والفرح، نقيضان يتبادلان الأدوار، يطغى أحدهما على الثاني.
تضيق الأنفاس، يشتد الخناق، كأن الحياة تتآمر لترمي بي في سرداب اظلم مملوء باليأس أصارع أمواج من الحزن، أحاول التشبث بقشة أمل تلوح في الأفق، لكن سرعان ما تختفي، وتتركني أواجه مصيري وحيده.
الألم، هذا الرفيق الأزلي، يسكنني. يتغلغل في كل خلية من جسدي، يعصر روحي، ويسلب مني القدرة على الرؤية بوضوح. أبحث عن مخرج، عن بصيص نور في هذا النفق المظلم، لكن كلما تقدمت خطوة، شعرت أني أتراجع عشرات
شنو اختار ،أحزن او أفرح بهذه اللحظة كنت احاول ابتسم الة متناسية الموقف الي اني بي ويمكن ارتمي بحظنه واكول شكد اني مشتاقه اله شكد حاولت اتواصل وياه بس ماكدرت هواي امور منعتني كان ببالي اعاتبة واكول ليش ما اجيت ودورت علية ليش ماحاولت تقنع امي ترجع وليش وليش هواي
بس توقفت الكلمات كانت مشاعري كأمواج متلاطمة على شاطئ الروح ،الحزن والفرح، نقيضان يتبادلان الأدوار، يطغى أحدهما على الثاني.
تضيق الأنفاس، يشتد الخناق، كأن الحياة تتآمر لترمي بي في سرداب اظلم مملوء باليأس أصارع أمواج من الحزن، أحاول التشبث بقشة أمل تلوح في الأفق، لكن سرعان ما تختفي، وتتركني أواجه مصيري وحيده.
الألم، هذا الرفيق الأزلي، يسكنني. يتغلغل في كل خلية من جسدي، يعصر روحي، ويسلب مني القدرة على الرؤية بوضوح. أبحث عن مخرج، عن بصيص نور في هذا النفق المظلم، لكن كلما تقدمت خطوة، شعرت أني أتراجع عشرات
_هديل ماجان قصدي كل هذا يصير
... اختفت الفرحه الي كنت منتظره اطلقها وتعبس بوجهي بعلامات من الاستفهام والتعجب ، مو هذا الي جنت منتظرته جنت منتظرة غير كلمه بان هو شكد مشتاق لشوفتي وشكد اني كبرت بس لحظه شنو قصدة بهذا الكلام
الممر بدا يضيق من كثرة الناس المتواجدة وركضات بدأت تطرق على الارضية مثل سباق ماراثون وكلام وصرخات بدأت تعلى ركضت مااعرف ليش واني اتبع خطوات عقيل الي أمامي، ركض بإتجاه الغرفه وصلت لناحية الباب وهم يمنعوني أدخل ، كان عقيل يحضني ودموعه تنزل ماجنت افهم ليش هو يبكي
_هديل، هديل
... التفتت الة
_شنو
.... ماكدر يحجي ولا اي كلمه ماكانت الكلمات تفي حقها بهذا الوقت بس كان يحضني وهو يكول الية اني هنا راح اكول امج وابوج وكل شي بحياتج
_وين امي ؟
... اقترب عمو جميل وهو يحاول يحضني بس وقفته وكلت الة
_وين جنت انت وليش انت هنا وشلون ماتت امي، انت كتلتها مو؟
_لا
_.... بديت اتعدى كل حدودي وياه واضرب بي بقوة عقيل يبعدني عنه وهو ما فاهم منو هذا الرجل الكبير
....ابتعد عنا وهو يمسح دموعه كمت اركض وراه واني اصرخ
_لا تروح اوكف، امي ماتت لا تتركني
كول شنو الي صار فهمني لاتروح
.... عقيل مخاصرني مافاهم منو هذا الشخص وليش احجي وياه هيج
مااعرف كمية التحمل واني واكفه واشوف جثمان امي يدفن تحت التراب جانت دموعي تنزل بدون ماانطق تنهيدة واحدة الايداي الي اطبطب على كتفي معدودة ما كان يهمني كل هذا اني مااريد اتخيل الايام القادمه شلون راح أمشي بيها وبدونها ، امنيتها الوحيدة كانت تشوف اطفالي بدات الافواه تقرأ سورة الفاتحه وهم رافعين ايديهم للسماء لتهل الرحمه، جنت التفت يمنه ويسرة الى ان وقعت عيوني على الشخص الي واقف بعيد تركتهم ورحت اله وكفت كبالة وهو واكف بدون مايرفع عينه من عيني وكلت
_ليش اجيت
... تقدم مني واحس شايل حمل كبير عيونه متروسه حزن
_كافي تظلميني
_لا، لا
_خابرتني الساعه بالعشرة وتسال علية انت جنت تهددها احجي بس اريد انام واني مرتاحة
_اني اهددها شلون تتخيلين هيج شي انتي مافاهمه ولا شي
_لعد فهمي شنو الي صار
.... تقدم عقيل وهو يوكف قريب مني
_مرحبا اني عقيل زوج هديل
_مرحبا ابني، اني عمها لهديل
_سمعت من هديل تفضل ويانه للبيت نحجي
_مااكدر طيارتي اليوم راح ارجع لبغداد
.... جاوبته واني مستغربه
_شنو، وين ترجع وامي واني
_ماكو شي يخص امج
... ابتعد عني بدون اي يشرح الية للمرة الثانية راح بدون ما يبرد كلبي ، ركضت وراه واني اسحبه بقوة
_ليش اجيت لعد لتركيا اذا ما اكو شي سنوات طويله مرت بدون مااسمع عنك اي شي هسة اتذكرتنا
_منو كال ماجاي اني
.....احس راح يغمى علية عيوني بدات تتغوش مسحت الدموع الي متجمعه بعيوني واحاول افهم واجمع كل كلماته
_شنو
_هديل عيشي حياتج بعد ماكو اي شي تشغلين بالج بي الحياة مثل غمضه عين كل شي يروح بسرعه بدون ماتفهمين اي شي
_لا، لا دوم احس اكو شي ناقص بحياتي دوم احس امي وابتعادها عن بابا وبعدها موت والدي الي مااعرف عنه اي شي وبعدها تترك امي العراق وتسافر بدون رجعه بدون حتى مااطالب بورث اكو شي وراه، مااريد اسكت بعد ما امي راحت الشي العزيز الي جنت خايفه اضايقه والي يخليني مااجرحه راح
1 ت
_اجيت لان اكول الها ورثكم موجود
2 ت
_بس، زين اذا بس هذا ليش اجيت لعرسي اي هذاك اليوم انت موجود شفتك ومتاكدة هو انت
_متوهمه مو اني
_تمام، ليش مااتصلت او دزيت حقنا ليش جاي بنفسك زين واني ليش ماحاولت تشوفني ليش كل اتصالاتك بامي
_مو كل شي بالمراسله اكو اشياء لازم تتفصل
_ ليش امي جانت خايفه ليش ماكالت عنك انت هنا
_ماعندي اي شي اكوله المفروض هي تفسر الج كل هذا
3 ت
..... دموعي كامن حكاياتٌ لا تُروى بالكلمات
دموعي مو مجرد قطرات مالحة تنساب على وجنتيّ. هي كانت نهرٌ يتدفق من أعماق روحي، يحمل خفايا قلبي، وأسرار لا تجرؤ الكلمات على البوح بها. ه
كنت اصرخ بداخلي ،صرخة صامتة ، وهمسة حانية اتمنى ان تبرد ما بداخلي
كل دمعة تحمل الم فضيع ودمعة تحمل حزن تمثل جرحٍ عميق.
_تدري شنو المفروض ، المفروض مااشوفك وياريت ماشفتك وبقيت على الصورة القديمه صورة بابا وبيتنا وحديقتنا، روح مااريد اسمع منك اي شي ولا اشوفك
....ابتعد عني بدون حتى مايعلق او يدافع راح واني واقفه اشوفه من بعيد
تقلبت الذكريات مثل صفحات الورق وانا اطويها كانت قادرةً على إعادة عقارب الزمن إلى الوراء في لمحة بصر. مثل خزينة أسرارنا، كانت ذكرياتي مرةً كالعلقم، توقظ جروح لم تلتئم بعد.
لكن تبقى الذكرى درس مستمر ، تذكرنا من نحن، من أين أتينا، وما الذي جعلنا ما نحن عليه اليوم. هي جسرٌ بين الأمس واليوم،
رفعت أنظاري للسماء واشوف النجوم تتلألئ بالسماء واصوات تلاطم البحر تنخر مسامعي كانما عشت ايام طويله ما كانت هاي مجرد ذكرى مرت بلمحه بصر لا كانما عشت سنوات طويله
نزلت انظاري للرسالة الي بين ايدي واني اتفحصها للمرة المئة جنت اعرف منو الي ارسلها بس معقولة بعد كل هل سنين هسة يتذكرني جنت مترددة بان افتحها جنت كارهه اتواصل وياه كمت من مكاني واني اكرمش الورقه واضغط عليها بقوة رفعت ايدي محاولة ارميها بس شي قوي بداخلي منعني اتصرف هذا التصرف وقفت ورجعت لمكاني واني ارتب الورقع واعدلها وبعدها فتحتها واول ما شفت كلمة
"حبيبتي هديل....
ابعث لك سلامي واتمنى ان تكوني بخير وبصحه جيدة.
حبيبتي هديل مرت سنوات كثير عند اخر لقاء بيننا وانا لم اكن وفيا اتجاهك تركتك معلقه وصورت لك صورة غير صحيحة عني لكن صديقيني لم يكن هذا ما كنت انوية لكن رغبة لوالدتك ووفاء لاخر لقاء بيننا
ارجوك يا ابنتي ان تسامحيني وان تسامحي نفسك بالاول قبلي، هناك العديد من الآثام التي اريد اصالاحها وانت ايضا بحاجه لتلك الراحه التي تبحثين عنها منذ زمن اقصد رقية
انني على فراش الموت اتمنى ان تاتي لزيارتي لك اقص عليك كل ماخفي عنك، لك اقابل وجه ربك وانا راض ،محبتي لك دوما
عمك جميل"
.... عدت الكلمات يمكن عشرين مرة وكل مرة افهم مقتطف معين كنت احاول وقصص تتألف بدماغي مااعرف الها تفسير بس الي فهمته من محتوى هذا السطر هو يعرف بحادثة رقية.
كان الطريق من جسر البسفور باتجاه بيتي قصير رغم هو نوعا ما بعيد، مااعرف المدة الي استغرقتها بالتفكير وشنو المفروض اسوي دخلت الشقه واشوف عقيل واكف كبالي
_وين جنتي
... ركزت بي ومااعرف شنو اكول الة
_موبايلج هنا تدرين شنو من افكار جابتني واخذتني، وين رحتي من الصبح ليهسة
_ما اعرف
... اقترب مني وهو بحالة استغراب وكال
_شنو ماتعرفين ، شنو الي بيج ليش هيج تعبانه احجي اسمعج
.... حضنته بقوة اريد يفهم الي بداخلي بدون مااتكلم يعرفني بصمت العيون، راح يشوف ألف حكاية بداخلي راح يحس من ارتجافة شفايفي وبهاتته وجهي
سكت بدون مايعلق اي كلمه دخلني لغرفتي وكال
_نامي زين وباجر نحجي راح ابقى يمج مااتركج
.... كنت بحاجه للنوم بس اي نوم راح يجيني والأفكار المتزاحمة بعقلي كأسراب طيور مهاجرة تحظر من حيث لا اعلم وتذهب إلى حيث لا أعلم.
هذا الافكار كابوس مزعج يغرقني بدوامة من التشتت والقلق. نتأرجح بين ندم الماضي وخوف المستقبل
كعدت الصبح توجهت نحو الشرفه فتحتها واني اتطلع للشمس الجديدة أخذت نفس واني حاسمه امري لهذه المرة
1 ت
_صباح الخير
... التفتت للصوت القادم من خلفي
_صباح النور
_شلونج اليوم
.... تقدمت الة وكلت
_مااعرف اذا زينه او لا، تتريك هسة
_اتريك ، ليش لا
.... سويت الريوك وحظرت المائدة وكنت كبالة بس عيوني مو علية مو مثل كل مرة جنت اتفادة نظراته مااريد أبدا بالاسئله، بديت اصب الجاي وكال
_اكو شي
.... رفعت عيني وكلت
_مااعرف اذا اكو شي او لا ، عقيل لاول مرة احس اني مااعرف شنو اريد
_مافهمت احس الرسالة الي وصلت الج بيها شي
... كمت من مكاني واقترب الة واني اعطي الرسالة
_اقراها
.... اخذها مني وبدأ يقرأ واني اتابع عيونها وهي تتجول بين الكلمات ويحل الشفرات السرية بعدها رفع عينه وكال
_يعني شنو ؟
_شنو الي فهمته !
_الي فهمته يريدج تروحين اله
.... ركز بية ونظره غريبة على وجهه
_اشو سكتي ، جاوبيني؟
_مااعرف شنو الي اكوله
_تمام ، انتي تعرفين شنو يعني تروحين للعراق يعني تأشيرة امريكا تلغي
.... سكتت واني أشرب الشاي بهدوء بس هو كان بعيد عن الهدوء جنت مثل وسط مدينه تعج بالثرثرة وكثرة الازدحام، جنت عبارة عن شخابيط رسام مبدأ
_ليش ماتجاوبين، يعني الج نية ترحين مو
_اريد اعرف
_شنو الي تعرفينه
_هواي أشياء كالها الية تذكر بسنه 2002 شنو كال يوم الي اجه لتركيا بس اتراجع من امي ماتت يكول لخاطرها سكتت، عقيل يعني احساسي جان صح هو اجه لهدف بس سكت
1 ت
_هديل انتي ليش ادورين بالماضي ليش ما تتركين كل شي وركزي بمستقبلنا
_وورثي
_انتي مابيوم طالبتي بي هاي حجه تخدعين بيها نفسج قبل ما تخدعيني بيها
_عقيل انت ماتفهم الي احس بي
_لا افهم الرسالة تكول الإثم الخاص برقية
وهذا انتي الي حرك بداخلج هواي اشياء
..... تجمدت نظراتي وصرت اشبه بالصنم مابي اي روح ولا قيمه له ولا جدوى
_من زمان وانتي شايلة حمل ماتحبين تحجين عنه وتركته كلت مو مهم اذا هل شي يريحها بس الشي الي انتي ناوية تروحين الة هو رقية شبيها ليش انتي هيج متعقله بهاي البنت مااعرف اصلا اذا تكرهيها او تحبيها ماافهم العلاقه الي تربطج بيها
_عقيل اني راح اروح
... وقف كبالي وهو مستغرب من ردة فعلي وامري الحاسم
_غصب عني يااهديل
_هل شي اتمنى تسامحني وتغفرلي مااكدر ، اتمنى تفهمني
_وحلمنا هديل اني تركت كل شي على مودج وانتي بهل سهولة تمحين كل مخطاتنا وتكولين سامحني
_مخططك انت اني مااريد اروح لأمريكا بس اني طول عمري وياك بس هسة ...
_هسة اختلف الوضع مو؟
_ما اشوف هذا الشي يااهديل اذا تركزين اكثر راح تشوفين اني مفضلج على الدنيا كلها اذا تحسبيها بالوحدة راح اطلع اني الخسران من كل النواحي
_يعني حياتي وياك خسارة
_تدرين هديل انتي شكد انانية
1 ت
_اني !
_انانية باسرارج، انانية بحبج، انانية تنطين الأولوية الج وبعدها من تحبين حتى بالأطفال وبهذا قرارج انتي ماخذتة ومنتهيه ان كان قبلت او لا
_كمت هيج تحسبها وياي عقيل
_راح احسبها هيج اذا رجعتي للعراق الي بينا راح ينتهي ياهديل
..... سحب ايدة وطلع من الشقه بقيت كصنم مهشم او كأسطورة منسية انمحت كل السنوات الماضية كنت ضايعه ايامي باتت مظلمه لا ترى الشمس
صنم مهشم، لم يعد يرى الشمس بوضوح
صرت مجرد ركام قصص ماتت ، أحلام تحطمت. معقولة اني تحولت بهاي البساطه من تلك القداسة الى خيال ممحي بالسراب
مضى هذا اليوم بالبرودة اقصد برودة في المشاعر، هاي الحالة الي تشبه صقيع يتسلل إلى القلب، ويُحول الدفء إلى جمود. هو مو مجرد غياب للدوافع، هي ستار من الجليد يلف الروح، وما تشوف بيها أثرا للعاطفة من تتجمّد الروح
1 ت
كعد عقيل ثاني يوم الصبح التفت لناحية السرير ما شافني موجودة وعرف باني الليل كله مانمت بقربه وهذه كانت اول مرة بعد زواج دام خمس عشر سنه وقف وهو يدور على اثري يمكن حاول يرجع العلاقة الي انقطعت من يوم واحد فقط
لاول مرة يحس بالفقد وفعلا ادرك هذا الشي بعد ماشاف الرسالة المكتوبة
1 ت
"الى رفيق عمري وحبيبي عقيل
فعلا كان كلامك صحيح بأني أنانية وهذه الأنانية حملتها من ماضيي القديم، الماضي الذي لم أستطع ان امحية من ذاكرتي لا اقدر ان اسرد لك ماحصل لكن اوعدك عندما انهي كل شي ساكون أمامك مثل الورقه البيضاء وساخط معك اولى حياتي القادمه بإذن الله
اريد ان اكون هديل جديدة خالية من اي ذنوب اريد ان تراني بشكلي الجيد، اني ذاهبة للعراق وأعلم بان ذهابي سيعارض قرارك لكن اني معك بكل قرار ستتخذه حتى وان كان ضدي. اني لا انسى كل طيب صنعته لي، لا انسى لحظاتي المضيئة بقربك كنت انت المصباح الذي ينير دربي، اتمنى ان اراك من جديد
زوجتك التي تحبك للأبد
هديل "
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
