رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الحادي عشر بقلم لينه سعد
تخطت أقدامي عتبة المطار كان الجو غائم جزئي نظراتي اتابع السحب المنتشرة كنت مثلها متبعثرة وضايعه ماعندي اي وجهه معينه ببلد ينسب الية بجواز عراقي بس اني بعيدة كل البعد عنه مايربطني بي بس الذكريات
تقدمت واشوف احد المتواجدين وهو يتوجه باتجاهي كأنما يعرفني متلهف عليه
_تفضلي ست وين تريدين توصلين
.... ركزت بي وتوترت ماعرفت انطق الي اريدة تركت الجنطه الي بأيدي بالأرض وطلعت الرسالة الي كانت بمعطفي
.... أخذ مني الجنطه وهو يركض أمامي كانما فاز بجائزة وصلت لمسافه بعيدة عن المطار وشكرت الله بان سائق التكسي اخذ مني حمل الجنطه الي ما كانت كبيرة هي مجرد جنطه كتف لان زيارتي ما راح اطول هو مجرد يوم واحد وبس .
وصلت للسيارة ودخلت بعدها انطلقنا بالاتجاه المعني ، نظراتي تتجول على الشوراع الي ماعندي اي ذكرى بيها مااتذكر مريت من هذا المكان وفعلا اني ماطولت ببغداد مجرد اشهر معدودة ماعرفت عنها اي شي
_انتي عراقية ؟
..... التفتت للعيون الموجهه الية من خلال المرآة
_اي
_لعد شعجب ماتعرفين هذا المكان
_ليش شنو هو هذا المكان
.... كلماته كأنما يتهمني بالجهل وكانما المفروض اعرف كل شي عن بغداد ومنو هي الرصافه وشنو تكون
_الظاهر انتي مو من بغداد
_صحيح
_لعد منين
_بابل
_ ها الحلة
..... الحلة !!
ماجنت اعرف بان بابل الها اسم ثاني اني مااعرف عنها اي شي، والظاهر مثل بغداد المعروفه بالرصافه
_ما اعرف
..... التفت الية هذه المرة وكأنما اني شي غريب او اتحدث بشي مخالف للمنطق
_بابا انتي منين جاية
_ماشي مو مهم
.... انتهت المحادثة وهذا افضل شي بعد ما اشبع فضولة ، سائق التكسي هذا المجهول المعروف، الي يوصلنا لوجهاتنا، بس بالحقيقة يوصلنا إلى ما هو أبعد من مجرد مكان. هو يوصلنا إلى فهم أعمق للحياة، من خلال اللحظات السريعة التي نتقاسمها معه، قبل أن نغادر سيارته ونكمل طريقنا، تاركين خلفنا رائحة البنزين وذكرى ابتسامة عابرة أو كلمة طيبة، وهنا كال
_ اخوية انتي هاي المنطقة وهذا الشارع المكتوب هسة وين بالضبط
_لا تسألني لان اني مااعرف اي شي
.... حسيت بانه ضاج وكانما اني صرت عبء علية بعد ماكنت غنيمه الة قبل ساعه
_مو مشكلة الي يسأل مايتوه
... نزل وهو يسال اكثر من واحد واني باقية بالسيارة اتابعه وبالاخر بعد مضي نص ساعه واحنى اندور على البيت وقف بآخر الطريق وهو يكول
_ماشي
.... تقدم قبلي وهو يدق الباب وبعد مضي اكثر من خمس دقائق انفتح اله من قبل شاب يتراوح عمرة بين العشرين والخمس والعشرين
_تفضل
..... التفت الية سائق التكسي وعلامه اليأس على ملامحه وكانما يكول راح اطول قصتي وياج
_هذا بيت جميل
_اي نعم
..... ارتاحت قلوبنا احنى الإثنين بعد ما سمعنا هو هذا البيت المعني تقدمت اني وكلت
_هو موجود هنا
_اي منو انتي
_اني هديل بنت اخوه
.... ابتسم الية وهو مرحب وكانما يعرفني او اكون واحدة من معارفه
_اهلا وسهلا الحمد لله على السلامه تفضلي راح يفرح من يشوفج
_اي
... التفتت لسائق التسكي وتشكرته على كل شي ودخلت للداخل مثل ماتوقعت البيت مابي اي حياة الحديقه مهملة بدون اي عناية
وفي لحظة ترقب خيم الصمت على الأجواء، فتح الباب الخشبي العتيق ببطء، وهو يُصدر أنينًا خافتًا كأنه تنهيدة زمن مضى.
تقدمت بخطوات هادئة ، واني شايله جنطة الكتف فقط أناملي تتلمس عتبة الباب البارد وانفاسي تستنشق عبير الغبار العالق بالهواء
كانت عيوني تتجول بالأرجاء، تستكشف كل زاوية من هذا البيت الي مادخلته بيوم ولا اعرف شنو القصص الي نحاكت بي
دخلت لناحية الغرفه المهيئة للزوار وجلست على احد الكراسي كانت دقات قلبي ترتجف داخل صدري والتوتر مالي حواسي ماجنت اعرف شنو المفروض اتصرف من اشوفه
اركض اله واحتمي بين صدرة واكول اله شكد اني مشتاقه لان هو من رائحة والدي
لو ادخل بصلب الموضوع لان اخر مرة كان بينا فتور بالعلاقة وبسببه مريت بازمه نفسية
كان المفروض يكون رحيم وياي ومايتركني باصعب وقت جنت محتاجه وجودة بحياتي وبين كل هاي الخواطر الي تطرق دواخلي وتنهش عقلي سمعت صوت أقدام وهي تقترب بس ماكانت خطوات لاقدام لا هي خطوات بطيئة وكانما يجر باقدامه واني جالسة اراقب الباب وكيف راح يدخل وشكلة كيف راح يكون شفت اصابع ايدة وهي تلمس ازارة الباب الخشبية وكأنما يستاذن من الباب للدخول وفجأة ظهر شخص غريب بمظهر منحني ووجه شاحب وتجاعيد خطت وجهه حافرة ايام قاسية علية
ظهر شخص يختلف عن الصورة الي جنت راسمته اله مختلف عن الزي الي متعودة علية ببدلة رسمية وربطه عنق اما هسة فهو يلبس دشداشة بيضه بالية
رفع راسة وهو ينظر الية بس كأنما ينظر لقمه جبل عالية وبقت نظراته مركزة بدون ان ينطق باي شي ولا اني كدرت انطق كل ما بالامر الولد الشاب حس بالهدوء الغير متوقع وبادر بكسر الجليد وكال
_عمو جميل تعال اكعد انت مابيك حيل للوكفه الطويلة
....وفعلا جلس كبالي بهدوء بدون ما تختفي نظراته مني ،وكسرت الحاجز وبديت بدون دراية مني كلت
_اني اجيت مثل ماطلبت ويمكن خسرت هواي اشياء هناك واولهم زوجي فأتمنى تحجي الية كل شي عامود ارجع
_تدرين انتي تشبهين امج هواي
.... ركزت بي مااعرف شنو يقصد بهذا كلامه
_لا بالعكس اني أشبه بابا من زمان
_صح من جنتي صغيرة هواي تشبهينه بس هسة اشوف امج كدامي رغم هي شكرة وانتي سمرة بس معالم وجهج تشبهها
..... حسيت عمي فاقد ذاكرته او يمكن تشابكت علية الوجهه
_يمكن مابيها شي، بس اني مااجيت لهنا علمود تكول الية اشبه منو مااريد اسمع هل شي لان موومهم عندي اني اجيت لشي ثاني
_اعرف و الحمد لله انتي اجيتي بس تدرين شكد جنت احلم بهاي اللحظة لحظة اتمناها ولحظة تخوفني
_واي لحظة هاي الي اني بيها
_اللحظتين ياهديل اتمنى احضنج وازيح عني كل الهم
_تحضني، وليش ماسويتها من زمان ليش ماحاولت توصل وتبين انت ماتركتنا
_منو كال اني تركتج بيوم انتي صح ماتعرفين واعرف بان انتي ماتعرفين اي شي لان جهينه جانت تعرف شلون تخفي الاشياء مثل ماسوتها من قبل
_شنو قصدك
_ راح احجي كل شي من البداية من بداية تعرفي بجهينه لحد ما انتي كاعدة كبالي .
1 ت
عائلة اجدادج الي همه اهلي جنه من سكنه بابل عدنا املاك وحالتنا المادية ميسورة وقت ما اتخرجت من الإعدادية قررت ادرس ببغداد وبالأخص جامعه المستنصرية وهناك تعرفت على أصدقاء هواي ومن ضمنهم امج
_المفروض مااتكلم عن الماضي الي يخصني لانها ايام فاتت بس كل شي هو مرتبط بيج وباهلج يمكن اني السبب بكل هذا
... سكتت واني مركزة على كل كلمه ينطقها مااريد افوت اي حرف من بين شافيفه وخليته يتابع كلامه
_صدكيني من اكول الج جانت
امج شي ملائكي انيقه وهادئة لابعد
حد بنظرات لطيفه والوحيدة من بين كل البنات الي حبيت اتقرب منها وافهم هي منو، وفعلا حاولت اتقرب الها من باب المحاظرات واني مو من اهل بغداد واحتاج هواي اشياء ماجنت مهتم للكلام بكد ماجنت احتاج اتقرب منها ، جهينه جانت طيبة وتساعد بس
مو اي احد جانت تنتقي اصدقائها بحسب الطبقه العالية وهي جانت من العائلات المعروفه ببغداد
قليل ما جنت اقترب منها لان احس هي شي محرم او بعيد المنال ومرت السنه ودخلنا بالثانية واني اراقب من بعيد بس كل مايمر الوقت جان يكبر بداخلي شي، شي مااجنت حاس بية ولا افهمه شي مزعج ومريح بنفس الوقت شي اكره واحبه
بالسنه الثالثة جنت مقرر اروح واعترف الها باني شكد متعلق بيها وشكد اني متمني تكون شريكه عمري واقضي باقي حياتي وياها ومن الاحظ احد الطلاب يحاول يتقرب منها افتعل اي مشكلة واتعارك وياه وجنت دائما احصل على الإنذار بسبب هل تصرفات ، صرت غير مرحب بية من الطلاب وغير محبب من قبل الاساتذة وبيوم قررت اقترب منها وجانت كاعدة هي وصديقتها حاولت افتعل شي واطلب منها دفتر المحاظرات وبين كلمه والثانية سمعت اسمي بصوت اعرفه التفت واشوف عبد الصمد اخوية الاكبر واكف قريب مني وهو يبتسم حضني بقوة وهو يلومني باني تركتهم لمدة شهر بدون ماانزل
الهم وكان بالهم مشغول علية وقفو البنات جهينه وصديقتها وتوقف بعدها عبد الصمد و سلم عليهم بكل احترام وطلب منهم يأخذني منهم لان عندة كلام يطول وياي وشكد هو مشتاق الية، ابتعدنا ونظراتي ظلت متعلقه بجهينه الي ظلت اتابعنا واحنى نبتعد عنها
النظرة ما فهمتها بالأول بس وراها حسيت اكو شي غير القلب يحس وهي العين ادركت بأن
العين ترى ما وراء الحُجب.
مو مجرد نظرة عابرة تتوقف عند الملامح، لا هي ومضةٌ تخترق الروح، تلامس ما خفي فيها. كأنها تعرف هذه الروح منذ الأزل، تتعرف عليها بين زحام الوجوه، و بضجيج العالم.
هذه العين الي جانت مركزة على عبد الصمد مو علية اني، مرت الأسابيع وبدأت جهينه تفتح مواضيع خاصه وياي مثل من وين انت واهلك منو همه وبيتكم كم اخ واخت وغيرها أسأله ابد ما اطرقت الها لمدة السنتين الماضية كثرت جية عبد الصمد للجامعه بدون علمي وبعلمي وبعدها فهمت كل شي يوم الي قرر يخطب وحدة من الجامعه مااعرف ليش حسيت هل طلب راح اعرف مبتغاه وهي جهينه
وتأكدت من سمعت من أمي اسم البنت الي ناوي عليها حاولت أعترض واطلع الهم اكثر من بنت بس ماكدرت فسكتت وبداخلي شي قوي يأكد هل شي مستحيل يصير لان جهينه بعيدة مراح توافق ولا حتى اهلها لانها ما ترضى باي احد بس الي سمعته من عبد الصمد يوم الي كال بانها هي الي بادرت واعترفت بانها معجبه بي جانت صدمه وكلت هو جذاب جهينه ماتصرف بهيج شي ويوم الي وقفت كدام اهلها وقررت تزوجه ورفضوا وخيروها بينهم وبينه اختارته هو ضحت بعائلتها لأجله بعدها قاطعهوها، مافهمت كل هل الحب شوكت صار ومن اي خطوة بدأ تمنيت لو اكتشف هل شي بس حتى لو اكتشفته فات الأوان، وضل حب جهينه بداخلي وتمنيته يموت بس ما مات وضل يكبر وما اجت وحدة بعدها
..... كان هناك سكون غريب واني استمع لكل هذا الكلام كأنّه نسمة باردة تهبّ على النفس بعد رياح السموم بشهر تموز .
بهذا السكون، تتجلى حقيقة ما قيل. تتكشف النوايا، وتتضح المعاني.
يصبح لكل كلمة وزنها، ولكل حرف قيمته. وكأنّ الصمت مرآة تعكس أثر الكلام في الأرواح، لتظهر النا شنو الكلمات الي كانت مخبئة ، و الي كانت سهمًا يقطع به القلب
حسيت اني عطشانه بعد كلامه جنت محتاجه ارتوي مديت ايدي الي كانت ترتجف للبطل المي الي كدامي وبعدها أخذ عقلي يستوعب كل ايامي الماضي كل وقفه كان برفقه أمي كل ضحكه وهو وياها كل نظرة الها وكلت
_هي جانت تعرف بكل هاي المشاعر
_اليوم الي رادت تنفصل عن عبد الصمد وتبتعد ماكدرت اتحمل مااشوفها رغم اعرف هي مو الية وغلط اترك هل مشاعر بس يشهد الله مانظرت الها نظرة مو حلوة هو بس كلبي الي جانت مااكدر اتحكم بي ولا الي سيطرة علية ما كدرت اتركها تروح اعترفت الها
..... سكت وهو يمتص الذكريات كانما هي صارت البارحه
_يوم الي اتزوجو عاشت لوحدها ببيت مستقل وجنت الاحظ هي شكد تحب عبد الصمد رغم اخوية جان غير عاطفي مايظهر عاطفته بسهولة وعندة اشياء بديله هواي ويمكن هذا السبب الي جعل من جهينه تعشقه وبعد سنوات من زواجهم حاولوا يصير عدهم طفل بس ما صار والسبب كانت جهينه ماتكدر تحمل رغم العلاج وغيرها بس امر الله كان مقرر ماتحمل بيوم
..... بلحظة من التأمل العميقة، تركت عقلي يهضم المعلومات، وقلبي جعلته يستشعر المشاعر. وسمحت لهذه الفسحة الموجودة بعقلي للتفكير بكل ما كان يجب أن يُقال أو لا يُقال.
السكون بعد الكلام مو مجرد غياب للصوت، هو حضور طاغٍ للوعي. هو فرصة لإعادة ترتيب الأوراق الداخلية، ولإعادة بناء الجسور الي هدمها صخب الحديث.
_كانوا اهلي الهم كلام ثاني وخاصة بعد مااعرفو السبب منها وهو ابنهم الجبير مايكدون يتركونه بدون اطفال وطلبوا منه يتزوج جان هذا الشي سبب بانهيار علاقته عبد الصمد وجينه وجانت الي فرصة كبيرة بداخلي بان استغلها ويصير كل شي الية وبعدها اخذها بس ماكدرت من كل الجوانب ماكدرت اتصرف ولأكثر من سبب الاول هي راح يضل قلبها متعلق بعبد الصمد والثاني راح اخسرها للأبد واخسر اخوية.
من شفت الامور خرجت وجهينه كالت اله يوم الي يتزوج عليها راح تتركه حتى بقت حياتها كله بالشارع بعد مااهلها تخلوا عنها
جانت هناك خطة ادور بعقلي وهل خطة راح تنقذ الاطراف كلها وتنقذني بان اهلي جهينه دومها كدامي، ويوم الي عرضتها على جهينه رفضت بالبداية بس غيرت وجهه نظرها يوم الي عرفت القصد والخطة هي بان تدعي راح تتعالج وهل شي يؤكد حملها هل مرة بس بنفس الوقت احنى راح نزوج عبد الصمد من ثانية مجرد الحمل وبعدها يطلقها وتاخذين الطفل يتربى كانما هو ابنج وانتي هنا ماقطعتي نسل العائلة وفعلا عبد الصمد عندة طفل من صلبه
.....هناك لحظات تتوقف بيها الحياة
تأتي مثل صدمة القوية كزلزال يهز أركان الروح، لا تستأذن ولا تمهل. في لحظة واحدة، يتوقف الزمن، تتلاشى الألوان، وتتحول الحياة إلى مشهد أبيض وأسود صامت.
هذه اللحظة الي يتلقى بيها القلب ضربة موجعة، تتصدع على إثرها جدران الأمان، وينهار كل شي كان ثابت.
تتراكم الكلمات على أطراف اللسان، بس تتجمد، ما توجد طريق للخروج بس جاهدت ونطقت بس كلمه وحدة وهي
_سعادة
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم