رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل المائة والثاني عشر 112 بقلم اسماء حميدة


 رواية سيد احمد خالص التعازي في وفاة زوجتك الفصل المائة والثاني عشر 

كانت سارة بكل ما في قلبها من خيبات أشبه بمرآة انكسرت فجأة تعكس وجوها لم تكن تعلم بوجودها من قبل لطالما عرفت أن أحمد ليس رجلا لطيفا لم تغوها أوهام الطيبة الزائفة يوما لكنها لم تتصور قط أن يملك تلك القسوة التي تجعل الموت لعبة بين أصابعه والآن فقط أدركت الحقيقة المرة هي لا تعرفه حقا .
قالت سارة بصوت يختلط فيه الغضب بالجنون تلقي كلماتها في وجه فراغ لا يجيب 
إيف هل تعلمين في يوم حادث السيارة... كنت أحضر وجبة في المنزل كان عيد ميلاد أحمد. 
مدت إيفرلي يدها المرتجفة إلى علبة مناديل تناولت منها واحدة وقدمتها لسارة لكن المناديل تشربت الدموع بسرعة كأنها لم تخلق إلا لتمتص الألم من دون أن تزيله.
تابعت سارة ودموعها تشبه حبات زجاج تتساقط من قلبها 
أحمد لا يحتفل بعيد ميلاده أبدا لأن تاريخ ميلاده يطابق تاريخ ميلاد شقيقته وكأن القدر يصر على أن يذكره دائما ما يكون غارقا في مزاج كئيب يوم ميلاده لذا فكرت طويلا... أردت أن أصنع له يوما مختلفا شيئا يعيد إليه بعض السلام قضيت ساعات أزين المكان كمن يهيئ مسرحا لولادة حياة جديدة. لكن قبل أن

يعود وصلني خبر أن والدي... يصارع الموت تحت أنقاض حادث سيارة. 
وضعت يدها على صدرها تحاول أن تمنع قلبها من الانفجار ثم همست بشيء يقطر حسرة 
تخيلت يوما أن موتي سينهي الخلاف بيننا. الآن أضحك من سذاجتي... لماذا كنت أنا القربان لماذا أصابني السرطان لماذا لم يكن هو 
حاولت إيفرلي تحكيم صوت العقل فقالت وهي تحاول تهدئتها 
اهدئي يا سارة. كونه في موقع الحادث لا يجعله القاتل. من أعطاك الصور ربما... ربما كان الأمر كله خدعة. 
لكن سارة لم تترك لها مساحة للأمل تصر على فضح الجرح حتى النهاية 
استعنت بمحقق لا شيء يربطني به ولا مصلحة له في خداعي الصور حقيقية يا إيف في ذلك اليوم الذي كانت ليا تحتفل فيه بعيد ميلادها أراد هو أن يجعل من عيدها مأتما لوالدي لم يتوقع أن ينجو خطته فشلت. 
ضحكت ضحكة جافة أشبه بشهقة منكسرة وقالت بمرارة من تتجرع الرماد 
كنت ممتنة لأحمد لأنه لم ينه عائلتي. لكن الآن بعدما فكرت مليا أدركت أن الامتنان كان حماقة ربما كان يريد موتي أنا وطفلي. ربما لم ينقذني عمدا... فعندما نجا أبي قرر أن أكون أنا وطفلي الثمن
المؤجل لموت ليا. 
هنا لم تعد إيفرلي قادرة على الصمت فانحنت تعانق سارة وكأنها تحاول أن تخلق بجسدها جدارا يحميها من أفكارها وقالت بصوت مرتجف يختلط فيه الخوف بالرجاء 
سارة لا تتركي خيالك يأكلك حية كلامك يقشعر جسدي أحمد يحبك لن يؤذيك مهما كان. 
لكن سارة لم تسمعها كانت على حافة الانهيار تتأرجح بين الواقع والهاوية وعقلها يفتح بابا لغرفة مظلمة لا عودة منها.
شعرت سارة أن أحمد أصبح غريبا عنها كأنه لم يكن يوما ذلك الرجل الذي ظنت أنها تعرفه بل كائن آخر نبت فجأة من تربة مظلمة لم ترها من قبل ومن ثم التفتت إلى إيفرلي وفي صوتها ارتعاشة الغضب المختلط بالخذلان 
إيف كنت محقة... أنا لا أدين له بشيء! لماذا انتهى بي المطاف هكذا كل ما فعلته أنني شفقت عليه لفقدان أخته وكأن شفقتي كانت لعنة صبت سمها في عروقي أنا أكثر شخص بائس هنا فقدت والدي وطفلي وكدت أن أفقد المنزل الذي كان آخر ما أستند إليه. 
ضغطت على كلماتها بقوة كأنها تطعن الهواء من حولها 
تحملت قسوة مارينا جنونها الذي لا يشبع. سكبت البيض على رأسي كأنها تمحو كرامتي وأجبرتني على الركوع
أمامها كعبد في زمن لم يعد فيه عبيد. لماذا فعلت ذلك هل يظن أحمد أنه قادر على أن يلعب دور الإله لمجرد أن كل من حوله دونه حسنا... فلير إن كان يستطيع التحكم بحياتي فعلا! 
ارتسمت على وجه سارة تعبيرات مشوهة كأن ملامحها تحولت إلى قناع يختلط فيه الألم بالجنون حتى إن إيفرلي تراجعت قليلا وصوتها يرتعش بخوف صادق 
سارة... اهدئي. أنت
تخيفينني. 
لكن سارة لم تسمعها أو ربما سمعتها وأرادت أن تدوس على خوفها بقسوة متعمدة إذ تمتمت بصوت حمل في نبرته تجبرا غريبا كمن تعلن حكما لا رجعة فيه 
حواء... ستنتقم. سأسترد كل ما سرقته مارينا وسأجعل أحمد يدفع الثمن مضاعفا. كلاهما سيذوق ما ذقته وأكثر. 
رفعت عينيها إلى السقف كأنها تخاطب السماء وفي نظرتها لمعة تائهة بين الرجاء والهذيان 
مسكين يا صغيري... لا بد أنك الآن في الجنة تراقبني بعينيك البريئتين لهذا تكشف لي الحقيقة أليس كذلك لهذا تهمس لي بما علي فعله 
ثم سقط جسدها على الأريكة كدمية نزعت منها الحياة بينما راحت تتمتم بصوت خافت يشبه نحيب الريح 
بمجرد أن أنتقم... سآتي إليك انتظرني يا
صغيري... سأجيء إليك قريبا.


تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1