رواية زواج بلا قلب الفصل الحادى عشر بقلم ادم نارو
آدم (ابتسم خفيف وهو يلف ويمشي): – شكله شبهك.
(ليلى ضحكت، وكلبها عض طرف طرحتها وهي تهمسله): – شفت؟ كسر الحاجز… ضحك.
(الكلب نبح، وكأنّه بيضحك معاها)
أدم وهو ماشي ويستوعب أنوا ضحك من قلبه .
الجو كان دافي والشمس نازلة على استحياء،
ندى واقفة جنب ليلى، اللي قاعدة على النجيلة، والكلب ملفوف في حضنها.
ندى (بتضحك):
– شكل الكلب وقع فحبك يا مدام.
ليلى (وهي بتداعب شعر الكلب):
– وأنا كمان حبيتُه… مكنتش فاكرة إني ممكن أحب كائن كده بسرعة.
ندى:
– بس لازم نجهز له مكان ينام فيه.
ليلى:
– عندك حق… بس فين يعني؟
ندى (بتفكر):
– ممكن نعمل له ركن صغير في الجناح الخلفي.
ليلى:
– لا لا، النهارده هيبات معايا في الأوضة.
ندى (مصدومة):
– مستحيل!
ليلى (مستغربة):
– ليه بس؟
ندى:
– ده لسه مش مستحمّي، ولا واخد تطعيم… ممكن يعديكي بحاجة، أو يعضك حتى!
ليلى (بتفكر):
– إيه… عندك حق، نسبيه فـ الحديقة أحسن لليلة دي.
ندى:
– آه، هو شكله مرتاح هنا… مش هيحصل له حاجة.
(فجأة ظهرت رقية من وراهم، نبرة صوتها حنونة لكن حازمة)
رقية:
– بنتي ليلى، لازم ترتاحي شوية… كفاية لعب دلوقتي.
ليلى (بتزعل شوية):
– بس أنا مرتاحة وأنا جنبه… بحس إني بخير.
رقية:
– الراحة مش بس نفسية، جسمك كمان محتاج راحة… تعالي نغيّر الضمادات وناخد الفيتامينات.
ليلى (بتتنهد):
– أوف… حاضر.
ندى:
– وأنا أجهز له طبق موية وأكل، وأفرش له شوية بطاطين برا.
ليلى (بابتسامة):
– شكراً ليكي يا ندى… أنتي لطيفة.
ندى (بكسوف):
– العفو يا مدام، دي أقل حاجة.
★★★★★★★★
عند أدم :
المكتب مظلم شوية… آدم قاعد على مكتبه، قاعد يراجع ملفات المشروع الجديد،
بس عينه كانت بتقع على سطر وتطير للسطر اللي بعده، من غير ما يقرأ حاجة.
آدم (بيهمس لنفسه):
– هي كانت بتضحك… أول مرة أشوفها كده، فيها براءة… فيها حاجة نقية.
(بيمد إيده على وجهه كأنه بيحاول يطرد الفكرة، بس الابتسامة غلبته وطلعت)
(الباب بيتفتح، فادي داخل وفي إيده ملف بني)
فادي:
– سيدي… لقيت الملف اللي حضرتك طلبته من يومين.
(وهو بيقرب من المكتب، عينه وقعت على آدم وهو بيبتسم… من الصدمة، الملف وقع من إيده)
آدم (واقف بسرعة وبحدة):
– شو فيك؟!
فادي (متلخبط):
– لا لا… أنا آسف يا سيدي، بس… بس كنتش متوقع… يعني… حضرتك بتضحك؟!
آدم (بنظرة قاطعة):
– إنت داخل عشان الملف ولا تراقب ضحكتي؟
فادي (بسرعة وهو بينحني يلم الملف):
– آسف سيدي… فعلاً آسف… ده الملف.
(فادي بيحاول يهرب من الموقف، ورايح للباب)
آدم:
– استنى…
فادي (واقف عند الباب):
– نعم يا سيدي؟
آدم (بهدوء):
– ليلى… فين؟
فادي (بيتفاجئ بالسؤال):
– معرفش بصراحة، بس أتوقع إنها في أوضتها… حصل حاجة؟
آدم:
– لأ… بس… يمكن تخرج من البيت.
فادي (بيطالع آدم باستغراب):
– تقصد تهرب تاني؟ حضرتك شاكك في كده؟
آدم (بيرمش بعينه):
– لا… مش عارف.
فادي:
– لو تحب أتابع الموضوع وأطمن إنها جوا؟
آدم:
– لأ، مش ضروري… سيبها.
فادي (بصوت منخفض وهو ماشي):
– حاضر يا سيدي.
(آدم رجع قعد على الكرسي، حركه برجله، وسند كوعه على المكتب… حط إيده على فمه، وكأن بيكتم حاجة)
آدم (لصوت داخلي جواه):
– أنا ابتسمت… ليه؟
إزاي قدرت تضحكيني؟
وإزاي… خلّيتيني أسأل عنك كده؟
ده مش أنا…
(بيقوم من على الكرسي فجأة، ويروح للنافذة، يبص عالحديقة… يلمح ليلى وهي بتتمشى جنب الكلب)
آدم (وهو بيبص لتحت):
– يا ترى… أنتي بتلعبي؟ ولا دي خطة تانية من خطط البنات اللي عرفتهم زمان؟.