رواية زواج بلا قلب الفصل الثانى عشر بقلم ادم نارو
المكان: قصر السيوفي :
آدم نزل من الدور التاني، خطواته هادية وثقيلة كعادته، وهو لابس بدلته الرسمية، ماسك شنطة جلد فيها أوراق مهمة…
وقبل ما يوصل للدور الأرضي، وقف فجأة قدام أوضة ليلى.
بص للباب شوية… قرب بهدوء، فتح الباب بحذر، ودخل بخطوات بطيئة.
كانت نايمة على جنب، شعرها مفكوك على الوسادة، ومُلامحها هادية كأنها طفلة صغيرة.
آدم (بهمس، وعينه عليها):
– حتى وإنتي نايمة… جميلة.
(ابتسم ابتسامة خفيفة، وسحب الباب بهدوء وخرج)
أول ما لف، لقى ندى واقفة قدامه فجأة.
ندى (بابتسامة مرتبكة):
– صباح الخير يا سيدي…
آدم (متفاجئ، وهو بيعدل وضعه بسرعة):
– صباح الخير… مالك واقفة كده؟
ندى (بتحاول تخبي ضحكتها )
– أسفة سيدي بس كان بدي أطمن على كلب بعدين استعوبت أن الكلب مش بأوضتها .
آدم (بيتنهد):
– آه… الكلب، اسمه "آدم" صح؟
ندى (بتضحك):
– أيوه يا سيدي.
آدم (بنظرة جانبية):
– ما شاء الله… بقيت اسم حتى للكلاب دلوقتي؟
ندى (بتحاول تمسك نفسها):
– حضرتك اللي ليك هيبة حتى الكلب بقى يتسمّى على اسمك.
آدم ( وهو بيضحك ضحكة خفيفة غير متوقعة):
– يالااا… حتى الكلب!
ندى (مندهشة):
– حضرتك بتضحك؟!
آدم (رجع لبروده):
– انسي الموضوع… ابعتي حد يجيب له طبيب بيطري النهاردة، ماينفعش ليلى تتأذى منه.
ندى:
– حاضر، هيتنفذ حالًا.
(ندى فضلت واقفة وهي متفاجئة من ضحكته، وقررت تبلّغ صفاء)
في الصالة
آدم دخل الصالة، لقى الفطار متحضّر على السفرة، ورقية واقفة.
رقية (بابتسامة):
– صباح الخير يا سيد آدم.
آدم (قصير):
– صباح النور.
رقية:
– الفطار جاهز… ياريت تقعد وتفطر شوية.
آدم (وهو بيبص في ساعته):
– مش فاضلي وقت… هاخد لقمتين.
رقية:
– مش لازم تنزل على معدتك فاضية… وكل حاجة طازة.
آدم (قعد وبدأ يقطع لقمة عيش):
– عندي اجتماع بعد أقل من ساعة… المفروض أكون في الموقع من بدري.
رقية:
– تحب أنده لمدام ليلى تفطر معاك؟
آدم (بسرعة):
– لأ… خلوها نايمة.
رقية (بابتسامة خفيفة):
– عندك حق.
آدم (وهو بياكل):
– الكلب؟
رقية:
– الكلب؟ آه… تقصد "آدم" الكلب.
آدم (ببرود ساخر):
– واضح إن الاسم عجبكم كلكم.
رقية (بتضحك):
– اعذرنا يا سيدي.
آدم:
– اهتموا بيه… وخلي الطبيب البيطري يطمن عليه، مش عايز أي ضرر يحصل لليلى.
رقية:
– من عنيا.
آدم:
– فين الملف اللي جبته امبارح؟
رقية:
– الملف الأخضر؟ حطيته على مكتب حضرتك.
آدم (بيقوم بياخد رشفة القهوة):
– تمام… لو حد اتصل من الشركة، قولي إني في الطريق.
رقية:
– على عيني يا باشا.
(آدم خرج من القصر)
فوق – أوضة ليلى
ندى دخلت عليها وهي شايلة أكياس كتير ومعاها خدامتين.
ندى:
– صباح الخير يا مدام ليلى.
ليلى (وهي بتفرك عنيها):
– صباح النور… إيه كل ده اللي في إيدك؟
ندى:
– دي لبس جديد… السيد آدم طلب نحطه في دولاب حضرتك.
ليلى:
– لبس؟ ليه فجأة كده؟
ندى:
– الله أعلم… بس واضح إنه قرر يغيّر ستايل حضرتك.
ليلى (وقفت وشدت فستان أحمر):
– ياااه… ده تحفة أوي!
ندى (بضحكة):
– وهيجنن عليكي.
ليلى:
– خلاص هلبسه.
في الصالة
(ليلى نازلة بالفستان الأحمر وابتسامة خفيفة على وشها)
صفاء (بغيرة):
– صباح الخير يا مدام.
ليلى (برد):
– صباح النور.
رقية:
– الله يا بنتي… الفستان طالع يجنن عليكي!
مروى:
– الفستان ده لايق عليكي قوي يا مدام.
رقية:
– ما شاء الله… تعالي افطري قبل الأكل ما يبرد.
ليلى:
– فين آدم؟
رقية:
– فطر بدري وخرج وراه شغل كتير.
ليلى:
– لأ، قصدي الكلب "آدم".
ندى (بضحكة):
– في الجنينه… أكلته وجبت له طبيب زي ما أمر السيد آدم.
ليلى (بالاستغراب):
ــ أدم طلب ده ؟
ندى :
ــ أيوه!
ليلى ( لنفسها ) :
– يعني… بيتغير؟
الباب بيخبط
رقية : مين ده الي بيخبط فهاذ الصباح ؟
مروى : معرفش ! ندى فتحي الباب!
ندى فتحت… وتفاجئت
ندى (بصدمة):
– آنسة نديم؟!
نديم دخلت بعجرفة، وبصتلهم بقرف.
نديم:
– آدم هنا؟
ليلى (قامت ومشيت ناحيتها):
– مين حضرتك؟
نديم (بصتلها من فوق لتحت وضحكت):
– دي هي زوجة آدم؟!
ليلى:
– أيوه… على سنة الله ورسوله. محتاجة حاجة؟
نديم:
– بس حبيت أأكدلك إن السرير اللي نايمة عليه… أنا كنت قبلك فيه.
ليلى (ببرود قاتل):
– تمام… يبقى كان بيستعمل المخلفات، ودلوقتي قرر يتجوز الأصل.
نديم:
– شكلك مش عارفة أنا مين.
ليلى:
– ولا حابة أعرفك… ولو مطلعتيش دلوقتي من بيتي، هتشوفي أسلوب تاني.
نديم:
– بتهدديني؟!
ليلى:
– افهميها زي ما تحبي.
(نديم حاولت تطلع فوق، لكن ليلى مسكتها من شعرها وجرّتها قدّام الخدم)
نديم (بتصرخ):
– سبيني!!
(ليلى رمتها بره الباب، وبصتلها بحدة)
ليلى:
– المرة دي كنت مؤدبة… المرة الجاية مش هتكون كده.
(خبطت الباب في وشها)
نديم (من بره بتصرخ):
– هخلي آدم يطلقك… وهتشوفي!
في شركة آدم – المكتب
آدم كان قاعد وسط أوراق كتير، بيوقّع ويقرا ملفات، دخلت أمينة مديرة المبيعات.
أمينة:
– صباح الخير يا سيدي… دي أرقام المبيعات بتاعة السنة.
آدم:
– حطيها على المكتب… هشوفها بعدين.
(وهي خارجة)
أمينة:
– معلش سيدي… ممكن نعمل حفلة صغيرة بكرة؟ بقالنا سنة شغل وتعب.
آدم:
– هشوف الأرقام الأول… لو عجبتني، أعملكم حفلة… لو لأ، أنتِ عارفة النتيجة.
أمينة (بخوف وفرح):
– إن شاء الله تعجب حضرتك.
(طلعت، وبعدها دخل فادي)
آدم:
– فادي، عايزك تجهزلي أحسن مدير فندق، ومعاه فريق تصميم… عايزه للفندق الجديد.
فادي:
– حاضر يا سيدي… بس حصل حاجة في القصر.
آدم (ضرب الملف بإيده):
– ليلى؟ تعبت؟ هربت تاني؟!
فادي (بهدوء):
– لأ، بخير… بس أنسة نديم راحت القصر.
آدم (اتجهم):
– إيه؟ إزاي دخلت؟ دي مجنونة!
فادي:
– متقلقش… مدام ليلى تصرّفت.
آدم (مستغرب):
– ليلى؟ عملت إيه؟
فادي (بضحكة):
– مسكتها من شعرها… وطلعتها برا!
آدم (ضحك فجأة):
– بجد؟ ليلى عملت كده؟!
فادي:
– أيوه يا سيدي… كانت قوية جدًا.
آدم (بهمس، وهو بيضحك):
– ليلى… كل يوم بتفاجئيني!
فادي (بيضحك معاه):
– قلت حاجة يا سيدي؟
آدم:
– لأ… روح إنت دلوقتي.