رواية احفاد المحمدي الفصل الحادي عشر بقلم ساره ياسر
داخل غرفة سلمى / مساءً
في أوضتها اللي دايمًا بتكون هادية... هادية بشكل يخلي الأفكار تعلى جوا دماغها كأنها صريخ.
كانت سلمى قاعدة على طرف السرير، في إيدها تليفون، وعنيها ثابتة على الشاشة، كأنها مستنية حاجة ما تتكتبش، لكن تتحس.
رن الموبايل...
اسم "ياسين المحمدي" ظهر قدامها.
قلبها ضرب غصب عنها.
ردّت بعد لحظة سكون.
سلمى، بصوت هادي:
"ألو؟"
ياسين، بصوته الرجولي العميق:
"انتي كويسة؟"
سكتت، وبعدين ردّت بنبرة خفيفة فيها تردد:
"أنا دايمًا كويسة... وانت؟"
ردّ بعد ثواني طويلة كأن بيقيس رد فعلها:
"مش عارف... بس كنت محتاج أسمع صوتك."
سلمى قامت، بدأت تتمشى في الأوضة بعصبية خفيفة.
سلمى:
"أنا مش عارفة... احنا المفروض نعمل إيه دلوقتي؟"
ياسين، بهدوء غريب:
"مفيش مفروض... بس في إحساس لو فضلت أكتمه هينفجر... وده مش لمصلحتي ولا لمصلحتك."
سكتت سلمى، بس صوت أنفاسها بيقول إنها بتتخانق مع قلبها.
سلمى:
"ياسين، أنا مش قادرة أدخل قصة مش عارفة نهايتها... مش بعد اللي حصل قبل كده."
ياسين، بصوت فيه رجاء ورجولة:
"طب نكتبها سوا... انتي تستاهلي حكاية نضيف سطورها بإيدينا، مش نهايتها بس."
سكتوا هما الاتنين...
لكن في اللحظة دي، قلب سلمى بدأ يلين... مش لأنها صدقت، بس لأنها عايزة تصدق.
سلمى، وهمسها مسموع:
"لو فتحت الباب تاني... هتقدر توعدني إنك مش تسيبه يتقفل في وشي؟"
ياسين، بثبات:
"أنا مش همشي... حتى لو انتي حاولتي تبعديني."
انتهت المكالمة، بس قلب سلمى كان بيهتف:
"يا ترى ده حب... ولا تهور؟"
**
في قصر المحمدي / مكتبة الطابق العلوي
كانت "نوران" واقفة قدام رف الكتب العالي، عينيها بتتحرك بسرعة بين العناوين، إيدها سحبت كتاب بالإنجليزي عن "التحقيقات الجنائية النفسية"، لكن وقع منها كتاب تاني بالخطأ.
مدت إيدها تنزله، لكن لقت يد تانية سبقتها.
مراد، وهو بيبتسم بخفة:
"تحبي دايمًا تتكعبي على نفسك كده؟ ولا دي هواية جديدة؟"
نوران رفعت عينيها له، بنظرة فيها شبه تحدي:
"أهو بحاول أمارس رياضة ذهنية وسط ناس مش بيسيبوا العقل يشتغل."
ضحك مراد:
"يعني أنا واحد من الناس دي؟"
نوران، وهي بتاخد منه الكتاب:
"أنت... محتاج إعادة تصنيف."
مراد قرب خطوة، نبرة صوته جدّ شوية:
"وانتي؟ أنتي مصنفة نفسك إزاي؟"
نوران، بعد ما سكتت لحظة:
"أنا لسه بدور على التصنيف المناسب... بس أكيد مش هكون نسخة مكررة من غيري."
ابتسم مراد، وعينيه فيها لمعة خفيفة... واضح إنها شدت انتباهه.
وقبل ما يقول حاجة، دخل الجد "محمد المحمدي"، ماسك عكازه وداخل بهدوء، وبص عليهم وهما واقفين قدام بعض.
محمد، وهو بيرفع حاجبه:
"مشهد لطيف... بس يا ريت تطمنوني إن الكتب لسه أهم من العيون اللي بتتكلم!"
مراد، وهو بيضحك:
"دي أبحاث يا جدي... علمية جدًا والله."
نوران ابتسمت بهدوء، وقالت:
"ويمكن أهم عِلم... هو إننا نفهم اللي قدامنا من غير ما ينطق."
ضحك الجد، وقال:
"ما شاء الله... حوار ينفع فيلم أبيض وأسود."
دخلت "زينب" الجدة، وقالت وهي بتبص لمراد:
"أنا مش هسكت لو قلبك طاح في الهدوء ده يا مراد... البنت دي شكلها هتكسر جمودك."
نوران، بخجل خفيف:
"أنا لسه ساكنة جديدة... مش ناوية أكسر حاجات كتير من أولها."
محمد، وهو بيضحك:
"بس لو كسرت مراد... نعتبرك بطلة في العيلة."
ضحك الكل، والمشهد خفّ توتره، لكن العيون كانت بتتكلم أكتر من الكلام.
**
في فيلا الألفي بالجنينة الخلفية – وقت المغرب
الجو كان بيهدى، والسماء لونها بيميل بين البنفسجي والبرتقالي... النسمة خفيفة، بتلف حوالين الورد والمقاعد الخشب.
ملك كانت قاعدة على السور الواطي، رجلها بتتحرك برتم بسيط، وشها مرفوع للسماء، بتحاول تسرح وسط ألوان الغروب.
آسر دخل من بوابة الجنينة الجانبية، شايل في إيده وردة بيضاء صغيرة... قرب منها بهدوء، وقعد جنبها من غير ما يقول ولا كلمة في الأول.
ملك، وهي لسه باصة للسما:
"تحب الغروب؟"
آسر، وهو بيبصلها مش للسماء:
"لو المنظر قدامي كده... آه، بحبه."
ملك بصّت له بخفة، وضحكت:
"ده رد بتاع أفلام... إنت ناوي تمثل؟"
آسر، وهو بيقدم لها الوردة:
"لو انتي البطلة... أوافق."
ملك، وهي بتاخد الوردة بلطافة:
"كلامك بقي حلو ليه اليومين دول؟"
آسر، بنبرة شبه هامسة:
"يمكن علشان اللي قدامي... بقت تستاهل كلام حلو."
سكتت.
لكن عينيها قالت كتير.
آسر سألها:
"كنتي بتفكري في إيه؟"
ملك، وهي بتقلّب الوردة بين صوابعها:
"في المستقبل... في القرارات اللي ممكن تغير حياتنا، فجأة."
آسر:
"وفي قرار معين بيشغل بالك؟"
ملك، وهي بتبص له للحظة:
"آه... بس مش هينفع أقوله دلوقتي."
آسر، وهو بيبتسم:
"أنا مش مستعجل... استنيكِ لما تبقي جاهزة."
اللحظة كانت هادئة، دافئة، فيها احترام، وانتظار، وحاجة شبه وعد من غير ما يتقال.
آسر سكت شوية، وبص قدامه، كأن بيجمع كلامه بعناية... بعدين لف ناحيتها، ونبرته كانت هادية بس مختلفة، فيها صدق واضح.
آسر:
"ملك… أنا عايز أقولك حاجة… بس قبل ما أقولها، عايزك توعديني إنك مش هتردي دلوقتي."
ملك رفعت عينيها له، الحذر بان في نظرتها، بس ما قالتش لأ… هزّت راسها بمعنى "كمّل".
آسر، وهو بيكمل بهدوء:
"أنا مش بلعب، ومش بجرب… أنا بقرّب، وده بالنسبة لي مش سهل… بس لما لاقيتك، حسّيت إن القرب منك مش بس راحة… ده أمان."
سكت لحظة، وخد نفس عميق، وبعدين بص في عنيها مباشرة:
"أنا ابتديت أحبك… ومش مستني رد دلوقتي… بس حبيت تكوني عارفة."
ملك ما قدرتش ترد... ملامحها ما بين المفاجأة والتأثر، قلبها بيخبط بس كلامها اتجمد.
آسر، وهو بيقف:
"أنا مش مستعجل… بس كل يوم هيعدّي، هتأكدي إن اللي بقوله مش لحظة… ده قرار."
وبخطوات هادية، سابها وقام يمشي... وساب معاها وردة، وكلام، وقلب بيخبط بقوة.
ملك فضلت قاعدة مكانها، ماسكة الوردة، وبتبص في الأرض... ثم رفعت عينيها للسماء وهمست:
"ليه دايمًا الكلام اللي بيحرك القلب… بييجي لما نبقى مش عارفين نرد؟"
بعد مغادرة آسر
فضلت ملك قاعدة مكانها، عينيها سابت مكانها على الأرض، بس عقلها كان في حتة تانية خالص... الوردة في إيدها، ناعمة، بس كأنها شيلة ثقل الدنيا.
الموسيقى البعيدة من السماعة اللي نسيت تقفلها كانت شغالة، نغماتها الهادية دخلت في الخلفية كأنها بتتر فيلم، بس الفيلم ده جوا قلبها هي.
قامت من مكانها ببطء، ومشيت ناحيه الزرع، وقفت قدام شجرة صغيرة كانت بتحبها من وهي صغيرة، دايمًا كانت تسند ضهرها عليها لما تزعل.
سندت ضهرها، وبصت للسماء... لونها كان بين الأزرق والبنفسجي، كأن حتى الغروب مش قادر يقرر يروح ولا يفضل.
ملك، بصوت هامس جدًا:
"أنا مش مستعدة... بس قلبي مش ساكت."
حضنت الوردة بصدرها، وفكرت... في آسر، في نظراته، في كلامه اللي رغم بساطته، كان تقيل جدًا... تقيل لأنه حقيقي.
ملك كانت دايمًا عقلها هو اللي يسبق، قراراتها محسوبة، مشاعرها متخبّية... لكن اللحظة دي، العقل سكت.
دخلت ليلى فجأة من وراها، وكانت شايفاها من بعيد، قربت منها بهدوء، وشافت الوردة في إيدها.
ليلى، وهي بترفع حواجبها بدهشة لطيفة:
"هو إيه اللي فاتني؟! آسر جابلك ورد؟!"
ملك، وهي بتبتسم ابتسامة باهتة:
"آه… وقاللي حاجة."
ليلى، وهي بتقعد جنبها على الحشائش:
"أووووه، ده شكلها حاجة كبيرة... باين على وشك."
ملك، بهدوء:
"قاللي إنه بيحبني… وطلب مني ما أردش دلوقتي."
ليلى، بابتسامة صافية:
"ودي أحلى طريقة يا ملك… لما الواحد يسمع اعتراف من غير ضغط… يبقى بيحب بجد."
ملك، بنبرة مترددة:
"بس أنا… أنا مش عارفة أرد، مش علشان ما فيش حاجة جوايا، لأ… بس عشان كل اللي جوايا لسه مش مترتب."
ليلى، وهي بتسند راسها على كتف ملك:
"الحب مش لازم يتقال بسرعة… أوقات الهدوء اللي بين اتنين بيكون هو أكتر اعتراف صادق."
ملك فضلت ساكتة، وبعدين همست:
"أنا خايفة… بس يمكن ده أول مرة أحس بالخوف ده حلو."
ليلى ضحكت بخفة:
"إنتي كده خلاص… قلبي حاسس إني هدبّل فستان خطوبة قبل ما أخلّص تصميم الفستان الجديد."
ضحكت ملك، وده أول ضحكة حقيقية تخرج منها من وقت طويل.
وفوقهم، السماء بدأت تظلم شوية بشوية… بس جوا قلب ملك، كان في نور صغير بدأ يولّع، مش قوي… بس حقيقي.
**
في قصر المحمدي علي سطح بعد الغروب بقليل
كان السطح هادي، الإضاءة خفيفة، والنجوم بدأت تظهر وحدة وحدة في السما الصافية. سلمى كانت واقفة عند السور، لابسة بلوزة بيضا بسيطة وبنطلون جينز، شعرها سايب على كتفها، وعيونها شايفة القاهرة من فوق، بس قلبها مشغول بحاجة تانية خالص.
خطوات وراها خلتها تلتفت، تلاقي ياسين داخل، لابس قميص كحلي مفتوح من فوق، ونظرة غريبة في عينيه... مش زَي كل مرة.
وقف جنبها بصمت، وبص معاها بعيد.
سلمى، بنبرة شبه همس:
"منظر المدينة من فوق بيخلي كل حاجة تحسها صغيرة… حتى الخوف."
ياسين، وهو بيبص لها من طرف عينه:
"الخوف بيصغر لما بنشاركه… بس بيكبر أوي لما نكتمه جوا."
سلمى التفتت له، سألته بهدوء:
"إنت بتخاف؟"
ضحك ياسين ضحكة خفيفة، بس حزينة:
"كل يوم… أخاف على اللي بحبهم، أخاف أفقدهم… وأوقات أخاف أعترف إني بحبهم."
سلمى، وهي تحاول تبعد عن التوتر بنظرة ساخرة:
"ده لو كنت بتحب أصلًا."
قرب منها خطوة، صوته واطي بس ثابت:
"وأنا إمتى كدبت عليك؟"
سكتت… الكلمة وقفت في حلقها.
كمل ياسين، وهو بيبص في عينيها مباشرة:
"أنا مشيت من سنين، وسبت ورايا فراغ… ورجعت لقيتك لسه واقفة، لسه قوية… بس جواكي حاجات كتير اتكسرت بسببي."
سلمى، بنبرة فيها وجع:
"الكسرة عمرها ما بتروح… بس ساعات بتتحول لحاجة تانية."
قرب منها أكتر، ما بينّش أي استعجال، بس كل نظرة منه كانت زي اعتراف.
ياسين، بهدوء عميق:
"أنا مش عايزك تسامحيني… أنا عايزك تديني فرصة أثبتلك إنك تستحقي أحسن من اللي فات."
سلمى، بصوت مهزوز:
"وإنت شايف إنك الأحسن؟"
ابتسم، بس مش ابتسامة ثقة، كانت ابتسامة صادقة:
"أنا مش الأحسن… بس بحاول أكون صح، عشانك."
لحظة صمت طويلة بينهم، كل واحد فيهم بيسمع دقات قلبه، وفي الخلفية صوت طيارة معدّية فوقهم، خدت ضجيج العالم كله معاها وسابتهم لوحدهم في الهدوء.
سلمى بصّت بعيد تاني، بس المرة دي قالت بهدوء:
"أنا مش مستعدة أفتح باب… وأقفل على نفسي تاني."
ياسين، بنبرة ثابتة:
"أنا مش هخبط… بس هافضل واقف قدامه، لحد ما تفتحيه من نفسك."
وبسسسس كده…
لحظة ما كانتش فيها اعتراف صريح، لكن كانت أصدق من ألف كلمة حب.
في الصالة العائلية – بعد العشاء
الجو كان مليان ضحك وكلام، الشباب قاعدين في الصالة الواسعة، الترابيزة مليانة فاكهة، وتسالي، وفي الخلفية شغالة أغنية قديمة لأم كلثوم.
جاسر كان متكعبل في الكنبة، ماسك ريموت التكييف وبينادي:
جاسر، وهو بيزعق:
"يا جماعة التكييف ده اتحول لصحراوي! أنا حاسس إن الهوا داخل سخن!"
زين، وهو بيضحك:
"ما يمكن عشان انت مولع أساسًا؟ مش من شوية كنت بتتخانق مع الكولر!"
دخلت الجدة زينب، لابسة جلابية حرير وردي، وفي إيدها طبق فيه ترمس، وقالت بنبرة مش راضية:
زينب، وهي بتبص لهم:
"ما فيش راجل محترم بيقعد يتخانق مع التكييف! إنتو بتهزروا ولا إيه؟!"
محمد الجد دخل وراه، ماسك جريدة، وبيتكلم من ورا نظارته:
محمد، بصرامة مصطنعة:
"هو أنا لما قلتلكوا هتبقوا رجال البيت، كنت أقصد تقعدوا تعملوا دوشة وتاكلوا فشار؟!"
مراد، وهو بيقشر برتقالة:
"يعني نروح نحارب؟ دا احنا في هدنة!"
زين، وهو بيضحك:
"جدي، اعتبرنا فرقة استطلاع... بنستكشف نفسيتنا بعد التوتر!"
محمد، بابتسامة خفيفة:
"شكل نفسيتكم محتاجة خبطتين بالعصاية دي."
في اللحظة دي دخلت ملك ومعاها ليلى وجودي، وكل واحدة معاها طبق حلويات.
ملك، وهي بتحط الأطباق:
"جينا نضيف لمسة أنثوية على الفوضى اللي اسمها 'قاعدة شباب'."
جودي، وهي بتضحك:
"أهو، كراميل وتيراميسو... يضبطوا المزاج ويفكوا عُقد الطفولة."
آسر، وهو بيشاور على طبق الكراميل:
"دي من إيد مين؟"
ليلى، بعفوية:
"ملك."
آسر، وهو بيقضم أول لقمة:
"يبقى لازم أتجوزك عشان آكل كده كل يوم!"
ملك، اتكتمت شوية، وبعدين قالت وهي بتضحك بخجل:
"طب ما تبدأ من الأول وتطلب الطبق، الجواز متأخر سنة ولا اتنين!"
الكل انفجر ضحك، والجد محمد بص لآسر وقال بنظرة مليانة دقة:
محمد، وهو بيهز راسه:
"واضح إنك كده كده هتتربط يا ولد."
زينب، وهي تضحك:
"أهو، بدل ما نقعد نختار عرايس، هم بيختاروا بنفسهم."
مراد، وهو بيزغزغ زين:
"هاه... وإنت يا زين، هتسيبنا نوقع لوحدنا؟ ولا في قلبك حاجه مخبيها؟"
زين، وهو بيرد بسرعة:
"أنا قلبي مقفول بكلمة سر... ولسه محدش عرفها!"
جاسر، بسخرية:
"ما هو أكيد كلمة السر دي فيها 'نور' ولا لأ؟!"
الجميع:
"وااااااااه!"
زين، وهو بيحدّق فيهم:
"يعني حتى الحب بقى عندكم شفرات؟! إنتو اتجننتوا رسمي."
الجدة، وهي بتضحك:
"أنا مش هتطمن غير لما أشوف كل واحد منكم متعلق في هدوم واحدة!"
الجد، ضاحك:
"ما هو باين من دلوقتي... البنت هتدخل القصر على حصان أبيض، والولد متعلق في طرف طرحتها."
الجميع انفجروا في ضحك، والجو كان كله حكايات، ولمّة... ما بين المزاح، والنظرات، والقلوب اللي بدأت تتكلم من غير صوت.
****
وفي قلب الضحكة... كانت الحقيقة بتتخبى.
ما بين هزارهم، ونظراتهم، ودفا ليلتهم، كان كل واحد فيهم بيحاول يخبّي اللي جوّاه، أو يمكن يستناه يظهر لوحده.
الحب؟
كان بيتمشى حوالينهم، يلمح، يهمس، ويضحك معاهم...
لسه مفيش كلام كتير، بس فيه قلوب بدأت تدق... ببطء، لكن بثبات.
والعيلة؟
زي الخيمة اللي بتلمّ الكل... فيها الجد بحكمته، والجدة بحنيتها، والشباب بحماسهم، والبنات بأحلامهم...
ومهما الدنيا تشتّت، الرجوع ليهم دايمًا بيكون وطن.