رواية حب مسحور الفصل الحادي عشر 11 بقلم رباب حسين


 رواية حب مسحور الفصل الحادي عشر بقلم رباب حسين


هل عشقي له وهم؟!.... ما كنت أظن أن أعشق يومًا بل ورفضت الكثير من العاشقين...... كنت أمنع عقلي وقلبي عن العشق..... ما كنت أصدق أن هناك عاشقين حقًا في هذا الزمن المادي.... وجئت أنت لتحطم كل الحصون..... أو جاء هذا السحر ليعطيني درسًا قاسيًا..... تعلمت العشق..... الحزن.... اليأس.... الأمل الكاذب.... لا أعلم إن كان عشقي حقيقي أم فقط تأثير هذا السحر ولكن ما أنا على يقين به أنني لا أرغب بنزع هذا الشعور من قلبي.... فطعم العشق جميل..... جعلني أتذوق معنى مختلف للحياة..... أخاف أن أنساك وأخشى أن يكون حبك لي مسحور..... وها أنا أتعلم درس أخير من هذا السحر..... التضحية..... سأضحي بحبي حفاظًا على حياة أخي..... حفاظًا على أمله في أن يعيش حياته مع من يحب ولن أجعل نهاية عشقه كنهايتنا.... الآن أنا في سباقٍ مع الزمن..... يجب عليّ أن أنهي هذا السحر قبل أن تخبره رنا ونظل عالقين أنا وأخي للأبد فإن لم يكن لهذا الحب أمل فلأترك أملًا لأخي وصديقتي

عادت سيلا إلى منزل سليم ووجدته يجلس أمام التلفاز ويبدو عليه الأرهاق فاقتربت منه وجلست بجواره وقالت : مالك يا سليم؟

سليم : تعبان شوية

سيلا : تعالى نروح لدكتور

سليم : رحت وعملت تحاليل بس لسة النتيجة مطلعتش

سيلا : طيب مخدتش علاج

سليم : الدكتور كتبلي دوا بس لسه مش مرتاح

سيلا : طيب أكلت؟

سليم : الطباخ بتاعي سايبني لوحدي

سيلا : هعملك أكل خفيف دلوقتي.... حقك عليا بس كان عندي مشوار مهم

سليم : بهزر معاك يا سيف مفيش حاجة يعني..... أنا أصلًا مش جعان

سيلا : لا لازم تاكل..... خليك مرتاح لحد ما أحضر الأكل

عاد سيف وميرنا إلى المنزل وتناولا الطعام بالمنزل..... لاحظ سيف أن ميرنا تنظر إليه دون حديث فابتسم وقال : لو كان ده وشي كنت هفرح والله بالبصة ديه

ميرنا : سيف إنت مفكرتش لو فضلت كده هنعمل إيه؟

سيف : فكرت طبعًا....وبصراحة مرعوب..... أنا أصلًا سبب من الأسباب اللي خلاني أمنع نفسي عنك أني مش عارف هرجع لجسمي إزاي

ميرنا : ديه تبقى مصيبة فعلًا..... تصدق أنا دلوقتي حسيت بالهبل اللي عملته في سيلا..... تخيل هي كمان حاسة بكدة..... ياريتني ما عملت كده

سيف : بصي..... اللي حصل اه ليه أضرار بس فكري كده..... لو مكنش ده حصل مكنتش هعرف إن ليا أخت ولا كنت هقابلك وأكيد اللي حصل غير سيلا وعمرها ما هتفكر تكره الرجالة تاني بعد ما بقت واحد منهم

ميرنا : بس سليم..... تفتكر هيفضل معاها؟

سيف : سليم بيحب سيلا ولو رجعت لجسمها مش هيسيبها ده كفاية إنه متحمل الدبش اللى أنا بقوله

ميرنا : مش يمكن متحملك عشان السحر؟!

سيف : مش عارف..... تفتكري؟!

أعدت سيلا الطعام وأخذته إلى سليم وجلست أمامه حتى تناوله ثم نظر إليها وقال : أنا إشتغلت مع ٢ مساعدين قبلك..... كانو بيعملو شغلهم عادي....يعني لو قولتله مش جعان خلاص ما بيصدق يعني.... خلاص مش هعمل عشا ويطلب أكل لنفسه وخلاص بس إنت مش بتتعامل معايا على إني المدير بتاعك وإن ده واجب عليك وحاجة مكتوبة في العقد وبتنفذها وديه حاجة مخلياني أحس إنك مش شغال عندي لا.... حاسس إني قاعد مع أخ ليا أو صديق..... شكرًا يا سيف على اهتمامك ده

سيلا : ارجع عيش مع مامتك يا سليم.... هي قاعدة لوحدها والبيت كبير عليها ومعاها مش هتحس بوحدة وهتبقى جنبك

سليم : أنا سيبت البيت عشان كانت عمالة تزن على موضوع الجواز..... بس تصدق فكرة مع إن خلاص بقى هتجوز أنا وسيلا واعتقد مش هتحب تقعد مع ماما

سيلا : هو أنت بتحبها فعلًا يا سليم؟

سليم في تردد : مش عارف أقولك اللي جوايا ولا هتزعل مني

سيلا : قول

تنهد سليم وقال : بص أنا لما ببقى بعيد عنها بلاقي صورتها قدامي على طول..... بحس إني عايز أشوفها كل شوية زي ما يكون عندي أدمان بس لما ببقي قدامها بقى وتتكلم معايا وخصوصاً كلامها البارد ده ببقي عايز أخبطها في أقرب حيطة..... مش عارف بصراحة..... يعني أنا اسمع إن اللي بيحب ده بيبقى حابب الشخص اللي قدامه كله على بعضه فا اللي أنا فيه ده مش مفهوم خالص..... بس بقول يمكن عشان لسه برده في الأول وهي مش واخدة عليا ولا فيه حاجة بينا رسمي لسه فا أكيد ده اللي مخليها تتكلم معايا كده وبرده ده عيب بسيط يعني شوية شوية وهاخد على طريقة كلامها

صمتت سيلا تفكر والحزن على وجهها فقد تأكدت هو فقط مسحور وليس بعاشق..... لاحظ سليم حزنه فقال : زعلت مني يا سيف؟

سيلا : لا خالص.... إنت معاك حق يعني

سليم : طيب أنا تعبان وعايز أنام

نهضت سيلا وساعدته حتى صعد إلى غرفته وظلت معه حتى دخل الفراش ونام وهو ينظر إليها بامتنان ثم أطفأت النور وكادت أن تخرج حتى سمعته يقول بصوت ناعس : شكرًا يا سيف

ذهبت سيلا إلى غرفتها وهي تشعر بالحزن.... عشقي ليس حقيقي وعشقه كذلك..... لقد خدعنا السحر وتعلقنا بأمل خادع

انقضى الليل وهي تفكر كيف تتخلص من هذا السحر ولكن دون جدوى..... ذهبا معًا إلى العمل أما سيف فخرج من الغرفة ونظرت إليه ميرنا وقالت : الطقم ده عايز كعب عالي

سيف : مش هلبس أنا الهبل ده

ميرنا : سيلا لو شافتك لابس كده هتولع فيك

سيف : تولع

ميرنا : سيف أنا مش بهزر..... بلاش سيلا في موضوع اللبس ده بالذات عشان سيلا طول عمرها بتهتم بمظهرها جدًا

سيف : ما أنا شايف.... الهدوم جوا هتطردني من الأوضة

ميرنا : يبقى إلبس الهيلز من غير نقاش

سيف : مش هعرف أمشي بيه

ميرنا : لا متقلقش جسم سيلا متعود على الكعب

زفر سيف وقال : حاضر

ميرنا : يلا بقى بقالك ساعة بتجهز هتتأخر.... أنا نازلة

سيف : أعمل إيه يعني؟! ما أنتي اللي عطلتيني عشان خاطر تغسلي الشعر ده

ضحكت ميرنا وذهبت ولحق بها سيف وذهب إلى الشركة..... دخل سيف ووجد سيلا تجلس في صمت على غير عادتها فنظر إليها وقال : مالك يا سيلا؟

نظرت له سيلا وأردات أن تقص له ما حدث ولكن منعت نفسها حتى لا يشعر بأنها تضحي من أجله وأجل ميرنا فقالت : مفيش حاجة... سليم بس عيان شوية وقلقانة عليه

سيف : ألف سلامة.... طيب هدخل أشوفه

دخل سيف المكتب وكان سليم يتحدث عبر الهاتف وسمع صوت حذائها فالتفت في تعجب ونظر إليها وأشار لها بأن تتوقف فوقف سيف على الفور ثم أنهى سليم المكالمة وقال : إنتي لابسة هيلز في الشركة؟!

سيف : إيه ممنوع ولا إيه؟!

سليم : هو مش من قواعد الشركة لأن الشركة كلها رجالة.... بس هتفضلي بقى تضربي برجلك في الأرض وكل الموظفين يبصو عليكي

سيف : تصدق اه.... وأنا عمالة أقول هما بيبصو عليا كده ليه

سليم : إنتي بتعصبيني زيادة يعني؟

سيف في غضب : ما هي قالتلي سيلا هتزعل لا قصدي قالتلي إن الطقم مش حلو من غير هيلز

سليم : مين ديه؟

سيف : ميرنا

سليم في غضب : أنا مالي.... غيري الكعب ده فورًا

سيف : ده إزاي يعني مش فاهم.. مش فاهمة؟

سليم : سيلا لو مغيرتيش الكعب هنكد عليكي

سيف : ده اللي هو إزاي برده؟

سليم : معرفش بس هنكد عليكي

سيف : على فكرة مش من حقك تقولي إعملي إيه ومتعمليش إيه

سليم : والله؟.... طيب... اندهي لسيف

فتح الباب وأشار لسيلا بأن تدخل فدخلت سيلا وقالت : فيه إيه؟

جلس سليم على مكتبه وقال في هدوء : إنت النهاردة ضيف شرف يا سيف.... الأنسة سيلا هتعمل كل الشغل لوحدها

نظرت له سيلا وقالت : هببتي إيه؟

سيف : عايزني أقلع الكعب دلوقتي.... معرفش أغير الكعب فين طيب ولا أمشي حافية.... وبعدين عمالة أقوله الطقم مينفعش من غير هيلز مش مقتنع

سيلا : طيب ما اه الطقم كده يا سليم فيه إيه

سليم في غضب : إنت بتشجعها يا سيف..... وبعدين تخرج بفستان قصير ليه؟! 

سيلا : طيب بس إهدى شوية

سيف : هو إيه اللي إهدى شوية؟....هو ماله أصلًا

سيلا : بس يا سيلا بقى..... أسكتي

سليم : خد أختك واطلع برا يا سيف بدل ما أنكد عليكو إنتو الإتنين

خرجت سيلا ولحق بها سيف وسليم يغلق عينيه وهو يسمع صوت حذائها وبعد أن خرجا قال : يخرب بيت حلاوتك..... بتمشي في قلبي بالكعب يا مفترية..... بس ماشي..... أنا هربيكي يا سيلا

بعد قليل طلب سليم من سيف بعد الأعمال وأن تنفذ في الحال فنظر سيف إلى سيلا وقال : عاجبك كده؟! 

سيلا : حبيبي غيران عليا

سيف في ملل : وأنا مالي طيب؟ 

سيلا : استحمله شوية معلش ومتنرفزوش عشان هو تعبان

سيف : فكرتيني..... هدخل أقوله ألف سلامة واديله الشغل ده

دخل سيف الغرفة وسمع سليم صوت الحذاء مرة أخرى فزفر في ملل وقال : أقفي أقفي

سيف في غضب : إيه يا سليم في إيه..... كل أما أدخل أكلمك تقلب وشك كده..... مش هدخل المكتب تاني

كاد أن يغادر فقال سليم : لا تعالي خلاص..... عايزة إيه؟

سيف : سيف قالي إنك تعبان..... مالك ألف سلامة

سليم : والله لولا سيف مش عارف كنت هعمل إيه.... بس أنا أحسن الحمد لله

ثم نهض واقترب منها وقال : عقبال ما أخت سيف هي اللي تاخد بالها مني

سيف : دعوة مستجابة أصلًا بس ماشي..... خد بقى الورق اللي طلبته

كادت أن تغادر فأمسكها سليم من ملابسها وأرجعها إلى الخلف وقال : هو أنا هسمع كلمة عدلة إمتى؟.... يا شيخة حرام عليكي جالي جفاف منك

سيف : عيب يا سليم كده

سليم : واللي إنتي عملاه فيا ده مش عيب؟..... الكعب اللي إنتي لبساه ده اللي عمال يخبط في مشاعري يمين وشمال مش عيب؟.... يا شيخة يخرب بيت حلاوتك كتك القرف.... طلعتيلي منين ما أنا كنت مرتاح من قرف الستات وحوارات الغيرة ديه.... بت.... يا تمشي عدل معايا يا أما هحبسك في البيت

سيف : لما أبقى مراتك إبقى أحبسني...... وسيب هدومي بقى

ترك سليم ملابسها وقال : ماشي..... أتجوزك يا سيلا وأنا أعلمك الأدب

سيف : على فكرة بأسلوبك ده مش هوافق أصلًا

سليم : طيب استني بس..... متزعليش..... يا سيلا أنا بغير عليكي إفهمي بقى

دخلت رنا المكتب وعندما رأتها سيلا وقفت أمام الباب سريعًا فقالت رنا : عايزة أقابل سليم

سيلا : عنده إجتماع مهم جدًا ومانع أي حد يدخل المكتب

زفرت رنا وقالت : فين سيلا؟

سيف : مجتش النهاردة

سمعت رنا صوت ضحكة نسائية داخل المكتب فقالت رنا : إجتماع ولا عنده واحدة جوا

سيلا : وإنتي مالك.... هو أنتو متجوزين وأنا معرفش

رنا : على فكرة ده مرتبط بأختك

سيلا : يا ستي أنا راجل بيشجع على الخيانة الزوجية.... عندك مانع؟ 

رنا : اوووف.... بجد مقرفين

ذهبت رنا وهي تشعر بأن سيلا وسيف يمناعها من الحديث معه وقررت أن تذهب إليه وتقص له كل شئ..... تنفست سيلا بارتياح وهي تفكر أن عليها إنهاء الأمر سريعًا.... بعد قليل خرج سيف واقترب منها وقال : أنا..... واحد يقولي بغير عليك..... أنا واحد يقولي هربيكي بعد ما اتجوزك..... أنا خلاص مبقتش عارف نفسي..... أقول عليكي إيه يا ميرنا الله يسامحك

ضحكت سيلا وقالت : بمناسبة ميرنا..... عملت إيه؟

سيف : عيب عليكي..... ميرنا شكلها بتفكر فيا برده..... النهاردة مش هسيبها غير لما تعترف بكل حاجة..... إنتي بس حاولي تخلي سليم يديكي حتى بوسة أخوية

سيلا : عمرك شفت راجل بيبوس راجل زيه

سيف : اه.... يعني لما يبقى مسافر..... راجع من السفر.... بقاله كتير مشفهوش.... هيمشي مثلًا.... كده يعني

صمتت سيلا تفكر وظلت هكذا حتى عادت إلى المنزل ودخلت لتحضر العشاء أما سليم فذهب إلى المشفى ليحضر نتائج التحاليل

عادت ميرنا ووجدت سيف قد أعد لها العشاء ووضع بعض الشموع والأضاءة الهادئة فابتسمت له وقالت : بعيدًا عن إني شايفة إن صاحبتي اللي عامله كده بس بجد تحفه.... ميرسي يا سيف بجد

سيف : لازم تفكريني يعني

ميرنا : بهزر والله خلاص متزعلش

جلسا معًا وتناولا الطعام وقام سيف بغسل الصحون فقالت ميرنا : ما أنت بتعمل كل حاجة أهوه.... ليه في الأول كنت عمال تطلب مني يعني

سيف : كنت بختبر ينفع تبقي مراتي ولا لا..... روحي بقى ريحي شوية على ما أخلص المطبخ وبعدين أعمل قهوة نشربها سوا

ميرنا : هروح أشغل فيلم كمان نتفرج عليه

سيف : تمام وأنا هعمل فشار

انتظرت سيلا عودت سليم ووقفت أمامه وقالت : عملت إيه؟

سليم : الدكتور مشي فا هاخد التحاليل بكرة الصبح وأروحله عشان يقراها

سيلا : أنا حضرتلك العشا بس كنت عايز أتكلم معاك في موضوع مهم

سليم : خير يا سيف

سيلا : أنا..... هسيب الشغل

سليم : ليه؟! 

سيلا : عندي مشاكل ولازم أسيب الشغل

سليم : ضايقتك في حاجة أنا طيب؟..... فهمني يا سيف فيه إيه؟ 

سيلا : مفيش حاجة يا سليم مش إنت السبب يعني

سليم : طيب ما أنا معاك لو فيه مشاكل نحلها سوا

سيلا : لا.... ما أنا مضطر أسافر وأكيد إنت مش هتقعد من غير مساعد

سليم : تسافر..... ليه كده..... ده أنا كنت لسه بقولك حاسس إنك أخويا

سيلا : ربنا يعلم اللي في القلوب..... بس أنا لازم أمشي.... هطلع ألم هدومي وأنزل تاني

جلس سيف بجوار ميرنا وأخذا يشاهدا الفيلم معًا وفي منتصف الفيلم كانت ميرنا تنظر إلى سيف في حب وهو يشاهد التلفاز ثم اقتربت منه

وبذات اللحظة نزلت سيلا وهي تحمل حقيبتها ووقفت أمام سليم الذي ينظر إليها في حزن وقال : خلاص.... بسرعة كده ماشي.... من غير حتى ما تفهمني ليه عايز تسيب الشغل فجأة كده

سيلا : كده أحسن صدقني

ثم مدت يدها وقالت : أشوف وشك بخير

نظر سليم إلى يده ونظر إليه في حزن وشعر بأن هناك جزء من داخله يغادره الآن فمد يده ليصافحه وجذبه بقوة وعانقه وتجمعت الدموع داخل عينيه ثم قبله من الجهتين..... وبذات الوقت قبلت ميرنا سيف من وجنته وقالت : أنا كمان بحبك

أغلق سيف عينيه بقوة وسيلا أيضًا ثم فتح سيف عينيه فوجد سليم يقف أمامه أما سيلا فوجدت ميرنا تجلس بجوارها وتفحص كلًا منهما جسده في صدمة ثم سمع سيف صوت رنين الباب فذهب ليفتح ودخلت رنا وقالت : سليم.... كويس إني لقيتك..... سيف وسيلا عاملين ليك سحر عشان تحب سيلا بالعافية..... يعني إنت معمولك عمل

الفصل الثاني عشر من هنا

تعليقات