![]() |
رواية حب مسحور الفصل الثاني عشر بقلم رباب حسين
مسحور!.... الآن قد فهمت.... عرفت سر التغيير الذي طرأ فجأة ليضرب بكل أرائي عرض الحائط.... أنا ضحية مكيدة خاضعة قد أُحكمت أطرافها بمهارة واستطعو أن يتلاعبو بقلبي مرتين..... مرة عندما خدعوه بالعشق ومرة عندما أوهموه الصداقة الكاذبة...... ظننت أني وجدت الفتاة التي قلبت الموازين وجعلني متيم حد الجنون ظننته أخي..... صديقي المقرب ويعلم ربي كم أحببته وإذا كان صدمتي بها كبيرة إلا أن صدمتي به أكبر.... ما أقسى أن ترى اليد التي أمسكت بك يوم سقوطك هي نفسها التي تدفعك اليوم إلى الهاوية.... ما أمر أن تسمع الصوت الذي كان يواسيك يهمس خلف ظهرك بالغدر
نظر سليم إلى رنا في صدمة وظل صامت لوهلة ثم ضحك بقوة وقال : بتقولي إيه بس يا رنا؟.... جبتي الكلام ده منين؟
رنا : أنا مش بكدب ومتأكدة من اللي بقوله وهو واقف أهوه قدامك يكدبني..... مش سليم معموله سحر؟
كان سيف لا يستوعب ما حدث وكيف حدث فنظر إلى رنا وسليم وقال : اه.... بس إنتو فاهمين غلط
رنا : شفت.... قولتلك معمولك سحر
سيف : استنى بس يا مستر سليم..... هو كان فيه سحر بس خلاص فكيناه
سليم في غضب : وإنت عاملي سحر ليه؟.... ديه عملية نصب بقى وجايين تعملوها عليا
سيف : لا مش نصب خالص.... إنت فاهم غلط.... إديني بس فرصة أشرحلك
سليم : مفيش شرح..... إنت مش قدمت استقالتك..... خد شنطتك واطلع برا ومشفش وشك تاني
نظر سيف إلى حقيبة ملابسه وتعجب من الأمر.... هل سيلا استقالت؟! ثم صاح سليم في غضب : مستني إيه؟.... اطلع برا
أخذ سيف الحقيبة ثم أردف سليم : وإنتي كمان..... إمشي وسيبيني
خرجت رنا وأمسك سليم جنبه في ألم وجلس على الأريكة يتألم وحاول أن يصل إلى الدواء ثم أخذه ونام على الأريكة..... وصل سيف إلى منزل ميرنا وطرق الباب وعندما دخل وجد سيلا تنظر أمامها في صمت فقالت ميرنا في حزن : إدخلي يا سيلا
نظر سيف إلى سيلا وتعجب من هيئتها فقالت ميرنا : أخوكي فقد النطق باين
سيف : أنا سيف يا ميرنا..... ديه سيلا
فتحت رنا عينيها في صدمة وقالت : إيه ده.... حصل إزاي وإمتى؟
تحمحم سيف وقال : لما قولتيلي وأنا كمان ب...
نظرت ميرنا أرضًا في خجل وفتح سيف عينيه في صدمة وقال : استني.... إنتي بوستيني من خدي.... هو ده اللي فك السحر؟
نظرت له سيلا وقالت : وسليم سلم عليا وأنا ماشية عشان استقالت
جلس سيف بجوارها وقال : إنتي استقالتي ليه؟
سيلا : أنا أسفة يا سيف.... بس ديه كانت الطريقة الوحيدة اللي قدامي
سيف : مش مهم.... مش ده قصدي بس ليه؟.... يعني حصل إيه عشان تستقيلي؟
سيلا : كنت عايزة أسلم عليه عشان السحر يتفك وملقتش غير الطريقة ديه
ميرنا : يعني خلاص كده السحر إتفك..... طيب روحي لسليم
سيف : لا.... مش هينفع خلاص
ميرنا : ليه؟
سيف : رنا جت بعد ما رجعت لجسمي على طول وقالتله إن أنا وسيلا عاملين ليه عمل ومسمعش مني أي حاجة وطردني من البيت
سيلا : الحمد لله إني قلت في الوقت المناسب..... كان فاضل لحظة ونفضل أنا وإنت محبوسين في جسم بعض
ميرنا : أنا متأكدة إن سليم هيسمعك إنتي يا سيلا
سيلا في حزن : ليه يعني؟
ميرنا : عشان بيحبك
سيلا : سليم مش بيحبني..... سليم كان تحت تأثير السحر اللي خلاني أنا وهو نتعلق ببعض بطريقة جنونية بس لكن لو رحت دلوقتي ليه هيعاملني زيي زي أي حد يعرفه..... يعني بالمختصر سليم رجع كاره للنساء تاني
سيف : إنتي جبتي الكلام ده منين؟
سيلا : منيرة هانم قالتلي إن هو بيحبني عشان تأثير السحر بس ومجرد ما يتفك السحر اللى هي عملاه خلاص التعلق ده هيروح وهيرجع زي ما كان
ميرنا : لا..... طالما السحر اتفك لما باسك يبقى بيحبك..... كلام شمعان واضح
سيلا : وسيف بيحبك بجد وإنتي بوستيه عشان بتحبيه..... مش ملاحظة إن حصل في نفس الوقت يعني ممكن إنتو اللي فكيتو السحر مش أنا وهو
ميرنا : معنى كلامك إنك كمان رجعتي زي ما كنتي؟.... ما خلاص بقى تأثير السحر راح
سيلا : اه..... راح..... ما ده اللي أنا بحاول أفهمه
سيف : يعني إنتي مش حاسة بحاجة ناحية سليم خالص؟
صمتت قليلًا ثم قالت : لا..... مش حاسة بحاجة
نظرت ميرنا إلى سيف في حزن وقالت سيلا : أنا وحشني سريري أوي..... هدخل أنام
نهضت سيلا فقال سيف : سيلا.... إمسحي بس الروج اللي على خدك ده
نظرت ميرنا أرضًا في خجل وابتسمت سيلا ومسحت وجنتها ودخلت الغرفة.... نظر سيف إلى ميرنا التي تصبغ وجهها بالحمرة وقال : أنا سمعت كلمة كده قبل الشقلبة اللى حصلت ديه
ميرنا : اسكت..... ده أنا قولتلك كده ولقيتك قعدت منطقتش بكلمة.... حسيت بكسوف مش طبيعي
سيف : ملحقتش..... أنا فتحت عيني لقيت نفسي واقف قدام سليم وهب رنا دخلت وحصلت خناقة
ميرنا : رنا ديه عايزة تضرب..... بس تفتكر فعلًا سيلا مش حاسة بحاجة ناحية سليم؟
سيف : مش عارف.... حتى لو بتداري هيبان كل حاجة بس اللي أنا متأكد منه إن سليم لا طايقها ولا طايقني.... إنتي مشفتيش عمل إيه ولا طردني إزاي
ميرنا : طيب إنت هتنام فين دلوقتي؟
سيف : هرجع بيتي بقى
ميرنا : إنت عندك شقة؟
سيف : اه.... شقة ماما اللي هي اتكفلت بيا.... سابتلي كل حاجة بعد ما ماتت.... مكنش ليها حد غيري يعني
ميرنا : الله يرحمها
سيف : همشي أنا بقى ولو فيه أي حاجة كلميني
ذهب سيف ودخلت ميرنا غرفة سيلا ووجدتها نائمة
بعد شهر
عادت ميرنا من العمل ودخلت المنزل لتجد سيلا تبحث عن عمل على الحاسوب اقتربت منها في سعادة وقبلتها وقالت : خلاص خلاص.... متدوريش
سيلا : ليه... لقيتي حاجة؟
ميرنا : اه.... فاكرة شريف اللي كان معانا في المجلة.... كنت قولتله لو ظهر قدامه شغل ليكي يبلغني النهاردة قبل ما أمشي لقيته بيقولي فيه مجلة بتفتح جديد وطالبين صحفيين.... المجلة ثقافية يعني مفيهاش أخبار ولا تريندات ولما قالهم عليكي وافقو وقالو تيجي بكرة تعمل مقابلة
سيلا : طيب الحمد لله.... يارب بس يقبلوني
ميرنا : إن شاء الله يا حبيبتي
سيلا : يارب.... أنا أصلًا متضايقة إنك شايلة المصاريف كلها
ميرنا : وإيه يعني.... إنتي ناسية إني السبب في كل اللي حصلك ده واللي مخرجناش منه بحاجة غير إن إنتي وسيف بقيتو من غير شغل.... يعني دمرت حياتكم على الفاضي
سيلا : لا خرجنا بحاجة مهمة جدًا..... إنتي وسيف هتتجوزو خلاص
ميرنا : وإنتي يا سيلا..... مش ناوية تقوليلي الحقيقة؟
سيلا : حقيقة إيه؟
ميرنا : أنا مش مصدقة إنك مش حاسة بحاجة ناحية سليم
سيلا : تاني يا ميرنا
ميرنا : زمان لما كنت بجيب سيرة الجواز كنتي بتتكلمي بلامبالاة لكن دلوقتي عينك بتتكسر وتحزن فجأة.... قوليلي الحقيقة يمكن أساعدك
سيلا : مش عارفة ليه إنتي مش مصدقة؟
ميرنا : طيب على الأقل قولي لسليم الحقيقة..... أو سيبيني أنا أقوله
سيلا : وبعدين.... يعني هتستفيدي إيه؟
ميرنا : مش يمكن هو بيحبك فعلًا وعشان فاهم غلط مش عايز يجيلك
سيلا : ميرنا حبيبتي..... فكري بس بعقلك شوية..... بيحبني إزاي وهو أصلًا كان ماشي ورا سيف في كل حتة..... سليم أعجب بشكلي بس عشان السحر..... هو قالي كده بنفسه وسيف ما شاء الله يعني كرهه في الستات زيادة.... إنتي مشفتيش كان بيعمل فيه إيه.... ده أول مرة يتغدو مع بعض طلب كوارع..... بقولك إيه سيبيني أشوف المشوار بتاع بكرة ده وأجهز السي في.... وبعدين مش إنتي كنتي قلقانة تتجوزي وتسيبيني لوحدي خلاص..... دلوقتي هقدر أجي أقعد معاكو كل فترة يعني مش هبقى لوحدي أوي يعني
تنهدت ميرنا في حزن ثم نهضت وبدلت ثيابها وجاء سيف وتعشو معًا ودخت سيلا غرفتها
سيف : لسه مش بتتكلم؟
ميرنا : معرفش بتضحك علينا ولا على نفسها
سيف : أنا فكرت أروح لسليم..... بس بصراحة خايف يطردني تاني وأصلًا خايف ميصدقنيش
ميرنا : أنا كل يوم بقعد أدور في الأخبار وأنا مرعوبة ألاقي خبر خطوبته ولا جوازه..... سيلا لو شافت حاجة زي كده هتنهار..... أنا عارفاها كويس هي عمالة تكتم جواها
سيف : أنا متأكد لو بيحبو بعض هيرجعو تاني وبدور على حل برده مش هسيبها زعلانة كده كتير
ميرنا : أنا السبب
سيف في ملل : خلاص بقى ميرنا..... خلصنا من الموضوع ده... وبعدين أنا مش زعلان من اللي حصل بالعكس.... ده أنا مبسوط وفرحان جدًا.... هتجوز أحلى بنوتة في الدنيا
اقترب منها ليقبل وجنتها فدفعته بقوة فقال : يا بنتي إحنا مخطوبين وهنتجوز كمان أسبوعين.... وبعدين ما أنتي بوستيني وإنتي بتعترفيلي بحبك
ميرنا : عشان كنت شايفة سيلا قدامي فا محستش بحاجة غلط يعني..... ببوس صاحبتي.... لكن لما ركزت حسيت إني عملت حاجة غلط.... وبعدين إنت قلت فاضل أسبوعين خلاص بقى اصبر
تنهد سيف وقال : نصبر..... هروح أنا
في الصباح ذهبت سيلا إلى المجلة وقامت بعمل المقابلة ونجحت بها وبعد وقت دخلت إلى مدير التحرير وجلست باجتماع معه وقال : معلش يا أنسة سيلا إحنا لسه بنبدأ وعدد الصحفيين مش كتير فا ممكن الشغل يبقى زيادة شوية ونطلب منك كذا مقال حتى لو مش تخصصك
سيلا : مفيش مشكلة أنا ممكن أكتب أي حاجة
ماجد : أنا بس عايز أنزل أول عدد وأشوف المجلة في إيدي
سيلا : إن شاء الله هينزل وهتنجح وتكسر الدنيا
ماجد : طيب في خبر كده جالي إن فيه مستشفى خاصة بتفتح قسم لعلاج مرضى السرطان بأسعار مخفضة وبتاخد تبرعات وفيه مساهمين كبار مشاركين..... عايزك تروحي المستشفى وتجيبي خبر عن الموضوع.... ده عنوان المستشفى
سيلا : هروح على طول دلوقتي
ماجد : خدي معتز المصور معاكي
سيلا : حاضر..... هسأل عليه وأخده
ماجد : أنا هبلغه بالموضوع وإنتي روحي معاه
خرجت سيلا وذهبت مع معتز إلى المشفى وبدأت في تسجيل الخبر وتقابلت مع مدير المشفى لعمل المقال وتم تصوير المبنى الذي يعد لعلاج المرضى..... كانت سيلا ومعتز يخرجان من المشفى ولكن توقفت عندما رأت منيرة تقف عند الاستقبال وتسأل عن الطبيب وهي في حالة هلع فشعرت بالقلق وأخبرت معتز أنها ستعود للداخل فدخل معها وتتبعت منيرة التي وقفت في ممر أمام طبيب وقالت في قلق : يا دكتور طمني.... مفيش جديد
الطبيب : يا مدام منيرة أنا بلغت حضرتك إن أول ما نلاقي متبرع هنعمل العملية فورًا بس للأسف مفيش حد متوافق مع جسم سليم لحد دلوقتي
فتحت سيلا عينيها في صدمة وهي تسمع منيرة تقول في بكاء : بس سليم تعبان أوي.... طيب شوف في مستشفيات تانية أو برا مصر
الطبيب : أنا تواصلت مع بعض المستشفيات في الخارج ولسه مستنين الرد.... حضرتك إهدي شوية عشان اللي حضرتك بتعمليه ده مش كويس عليكي..... المرة اللي فاتت لحقنا حضرتك لكن منعرفش هيحصل إيه لو جاتلك أزمة القلب ديه تاني
منيرة : مش مهم أنا.... المهم سليم.... لو أقدر أتبرعله أنا مش هتردد
ثم أخذت تبكي فقال الطبيب لأحد الممرضات : خديها وقيسي الضغط ولو لقيتيه عالي إديها حقنة تنزله
ذهبت منيرة مع الممرضة واقتربت سيلا من الطبيب وقالت : أنا سمعت مدام منيرة..... هو سليم محتاج تبرع بإيه؟
الطبيب : إنتي تقربيلهم؟
سيلا : لا.... أنا صديقة سليم..... بس لو محتاج متبرع أنا ممكن أتبرعله لو جسمي متوافق معاه
الطبيب : هو محتاج زرع كلية.... بقاله هنا فترة محجوز وبندور على متبرع
سيلا : طيب أنا عايزة أعمل إختبار عشان أعرف ينفع اتبرع ولا لا
معتز : أنسة سيلا..... هتتبرعي فعلًا؟!
سيلا : أيوة طبعًا مش بهزر.... أروح فين يا دكتور؟
الطبيب : تعالي معايا
ذهبت معه ومعها معتز وهو متعجب من الأمر ثم قامت بعمل التحاليل وطلبت من الطبيب أن ترى سليم دون أن يراها وطلبت منه ألا يخبر أحد بهذا الأمر..... بعد وقت أخبرها الطبيب أن سليم تحت تأثير المسكنات الآن ولن يشعر بها فدخلت الغرفة ووجدته مستلقي على الفراش ولم تستطع أن تكبح دموعها أكثر.... أمسكت يده وبكت وكأنها تفرغ كل الحزن التي كانت تكتمه داخل صدرها منذ أن فارقته وقالت : أنا أسفة يا حبيبي إني سيبتك وإنت في الحالة ديه..... حقك عليا يا سليم