رواية همس بلا صوت الفصل الثاني عشر بقلم نور محمد
دقيقة واحدة والباب اتفتح. دخلت بنت طويلة بشعرها البني مربوط ذيل حصان، عيونها قوية لكن فيها حذر. لبسها الرسمي مرتب وملامحها جامدة
العميد: " اعرفكم الرائد دانا الجوهري
غيث رفع عينه بنظرة تقييم سريعة عمر حاول يخفي اندهاشه بابتسامة صغيرة… لكن حازم
حازم اتجمد مكانه عيناه اتسعت وكأنه شاف شبح
هي لفت بنظرة عابرة على الثلاثة وقفت جنب العميد بثبات
العميد بص للفريق وقال بصرامة: "اعتبروها فرد منكم… المهمة دي أكبر من أي حاجة تانية
عيون حازم لسه معلقة بيها، وصوت العميد بيعلن نهاية الاجتماع: " ابقي عرف دانا يا حازم كل حاجه عن القضيه ...اتفضلوا
خرجوا كلهم من المكتب، وصوت العميد لسه بيرن في ودان حازم خطواته كانت تقيلة.وعقله بيرجع تلقائيًا لليوم اللي عربيتُه اتخبطت فيه
كان فاكر اللحظة كويس… صوت الصدمة وشه وهو بيولع غضب واللي نزلت من العربية وقتها نفس الشعر البني نفس الملامح الباردة اللي بتتحدى أي نظرة وقتها كان فاكرها مجرد بنت مغرورة لكن دلوقتي
القدر جابها له هنا في نفس المكان اللي بيشتغل فيه وبنفس الهدوء اللي بيستفزه
غيث بص لحازم من طرف عينه وقال بنبره هاديه لكن فيها استفسار: " ايه يابني وشك قلب اصفر كده ليه
حازم ابتلع ريقه بصعوبه وقال بسرعه وهو بيحاول يخفي ارتباكه: " مفيش ...تعبان بس شويه منمتش امبارح كويس
عمر بسخرية: " هو الي مش بينام كويس بيبقي وشه اصفر
رمقه حازم بنظره حاده اسكتته فوراً
غيث: "يلا كل واحد علي مكتبه وجه كلامه لي دانا: " والانسه دانا هتروح معاك يا حازم وتعرفها كل حاجه زي ماسيده العميد قالك....قال ذالك واتجه إلى مكتبه
حازم بجمود: " ورايا
دانا: " ايه الإنسان المستفز ده هو فاكر نفسه مين
قالت ذلك وهي بتجري تلحقه قبل ما يختفي من قدامها
دخل المكتب ببرود وراح قعد علي مكتبه وحط رجل علي رجل
بعد ما مسك الملفات ورزعها قدامها
دانا: " ايه ده
حازم ببرود: " ملفات القضيه
دان بغياءا: " ايوا انت مديهالي لي
حازم بسخرية: " تتصوري جنبها ....هكون مديهالك لي يعني مش هتتنيلي تمسكي القضيه معانا وسيد العميد قالي اعرفك كل حاجه
دانه: " اديك قولك سيده العميد قالك تعرفها كل حاجه مش ترميلي الملفات
حازم: " انا مش فاضي خدي الملفات وروحي مكتبك ولو في حاجه مش واضحة تعاليلي
دانا اخدت الملفات بغيظ وخرجت رزعت الباب وراها بغضب
حازم بضيق: " الواحد كان ناقص قرف
---------------
سيلا وهي داخله المطبخ: " ماما زينب
زينب وهي بتسلق اللحمه: " نعم يا حبيبتي
سيلا: " تعرفي باسورد اللاب
زينب: " لا محدش كان يعرف الباسورد غيرك انتي وغيث
بصي لما غيث يجي اسئلي
سيلا: " يا ماما عايزه دلوقتي طب بصي اتصلي علي غيث واسئلي
زينب: " عندك التلفون هناك علي الكنبه اتصلي انتي وشوفي انا مش فاضيه بعمل الاكل
سيلا طلعت من المطبخ راحت علي الكنبه قعدت تدول علي التلفون ملقتهوش
سيلا: " فين ده يا ماما التلفون انا مش لاقيه حاجه
زينب وهي بتنشف ايديها: "مش فاكره انا حطيتوا فين بس علي ما اظن انه كان آخر مره علي الكنبه
سيلا: " اصلا
زينب: " ثانيه هشوف زياد ساعات بيخبي ...نادت بصوت عالي زياااااد
زياد وهو مستخبي تحت التربيزه بيلعب في التلفون
سمع صوتها اتنفض وراسه اتخبتط في التربيزه
سيلا جريت عليه: " انت بتعمل ايه تحت التربيزه
زياد بوجع: " كن..كنت
زينب بمقاطعة: " كنت بتلعب في التلفون صح
كملت بغضب...فين بقي التلفون
زياد وطي تحت التربيزه وجابوا وراح لي سيلا وادهولها
واستخبه وراها
سيلا: " مالك يا زياد في ايه
زياد وهو علي وشك العياط: " تيته هتضربني علشان اخدت تلفونها
سيلا: " وهتضربك لي يعني ما عادي
زينب بسخرية: " علي الاساس مش مبوظ لحد دلوقتي تلات تلفونات ....مطلعني انا الشريرة في الاخر ...هتروح اشوف الاكل احسن ده انتم عيال غم
سيلا خدت الموبيل واتصلت علي غيث
--------
غيث: " ها يا حازم عرفتها كل حاجه
حازم: " عيب عليك
غيث: " ربنا يستر...اهم حاجة دلوقتي عايز اعرف ك
قاطعه رنه تلفونه
غيث مسك التلفون ورد بهدوء: " السلام عليكم
سيلا: " وعليكم السلام ...معليش يا غيث
ممكن تديني باسورد اللاب
غيث باستغراب: " لي
سيلا: " عادي يعني كنت زهقانه وعايزه اقعد علي النت شويه ومش معايا فون فاكنت هقعد علي اللاب بس مش عارفه الباسورد
غيث: " بتاريخ ميلادك
سيلا: " ايوا بقي الي هو ايه ..انت لي بتتعامل معايا كاني فاكره وانا اصلا كل الي اعرفوا اسمي
غيث بهدوء: " دولي عندك في النوت بتاعتك هتلاقي التاريخ في
سيلا: " طب ما تقولوا اسهل ولا انت مش عارفوا
غيث ببرود: " مش عارفوا ازي وانا بشتغل علي اللاب
ثانيه دولي وانتي هتلاقي متعتمديش علي حد
مش كل حاجه بتيجي بلسأهل
سيلا بضيق: " خلاص يا غيث مع السلامه
قفلت من غير ما تسمع رده
سيلا بغيظ: " انسان مستفز
------
غيث: " ها كنت بنقول ايه
حازم: " عن باسورد اللاب
غيث: " تصدق يلا انك تنح وكمان انت قاعد لي اصلا اطلع برا ...يلا براااا
حازم: " خلاص ياعم طالع متزوقش
غيث: " صبرني يارب علي الاشكال دي
دخل مكتبه وراح قعد علي كرسيه بارتياح شديد ونده علي العسكري
العسكري: " تمام يا فندم
حازم: " بلغ الانسه دانا تيجي علي مكتبي
العسكري: " تمام يا باشا
خرج العسكري من المكتب وحازم ابتسم بخبث
-------
في مكتب جانبي صغير كانت دانا قاعدة على الكرسي وهي محوطة نفسها بكمية ملفات مهولة. الورق متناثر على المكتب وعلى الأرض جنبها، وعينيها بتجري بسرعة بين السطور وهي بتحاول تربط الخيوط ببعض. كل شوية تمسك ورقة وترمي غيرها، تحط خط أحمر تحت اسم، أو تكتب ملاحظة في دفتر صغير قدامها.
دانا بنبرة ضيق وهي تكلم نفسها: "ايه القرف ده… القضية دي مش قضية، دي متاهة… مين العبقري اللي مسكها قبل كده
حاولت تكتم تنهيدة وهي تفتح ملف جديد تقلب صفحاته بسرعة وتحاول تركّز وسط دوشة الأفكار اللي في دماغها من وقت ما خرجت من مكتب حازم، وهي حاسة بنوع غريب من التحدي. هو بيتعامل معاها وكأنها لسه متدربة وده بيشعل جواها رغبة إنها تثبت له إنها أذكى منه وأقدر
صوت طرق خفيف على الباب قطع تركيزها
دانا رفعت راسها بضيق: "اتفضل
دخل العسكري واقف باستقامة صوته ثابت ورسميه واضحه فيه : " المقدم حازم عايز حضرتك في مكتبه حالا يا فندم
رفعت حاجبها بدهشة ممزوجة بسخرية: "حالا؟
يعني سيادته افتكر إني موجودة أخيرا
العسكري بابتسامة متحفظة: "أوامر يا فندم
دانا قامت وهي بتجمع شعرها بسرعة وتاخد دفتر الملاحظات:
"تمام جايه… ربنا يستر
طلعت من المكتب بخطوات سريعة قلبها بيخبط مش عارفة هو عايزها ليه دلوقتي… لكن متأكدة إن اللقاء ده مش هيكون هادي
دخلت دانا المكتب بخطوات ثابتة لكن ملامحها متحفزة وقفت قدام مكتبه وقالت ببرود: "طلبتني يا باشا
رفع حازم عينه من الملف اللي قدامه.وأسند ضهره على الكرسي: "اقعدي يا حضرت الرائد
قعدت قدامه وهي حاطه دفترها علي الترابيزه: "
خير يافندم حضرتك عايزني ليه
حازم بسخرية: " ها خلصتي الملفات وفهمتي كل حاجه عن القضيه
دانا: " انا مش فاهمه حاجه ازي يعني في مؤثرات غريبه في مخ الضحايا انا حولت افهم بس دي حاجات غريبه متخصش دماغ
حازم باستفزاز: " انتي قرأتي كل الملفات...اصل لو قراتيها ومش فاهمه تبقي لمؤخذه يعني غبيه
دانا بنرفزه: " لا حضرتك لسه مخلصتش بقيت الملفات كنت لسه شغاله عليها وحضرتك بعتني
ابتسم ببرود وأغلق الملف ببطء وحطه على المكتب وقال بجديه: "بصي… إحنا شغالين في قضية أكبر بكتير مما تخيلي. في شبكة بتستغل ناس ضعاف وتخطفهم… يعملوا عليهم تجارب طبية غير قانونية التجارب دي مش بسيطة… بيتلعب في الأعصاب في المخ وفي تركيب الجسم نفسه
عيناها ضاقت بدهشة ممزوجة بغضب: "تجارب يعني بيجربوا فيهم كأنهم حيوانات معمل
هز رأسه بإيماءة باردة:."بالظبط وعندنا ضحية لسه عايشة… بس حالتها معقدة جدًا. اسمها سيلا. هربت من عندهم ومن وقتها وهي هدفهم الأول وكل خطوة بنقرب بيها منهم بتكشف إن الموضوع أكبر من مجرد مجموعة أطباء مجانين
سكت لحظة وبص لها بنظرة حادة: "الموضوع ده مش هين ومحتاج تركيز مننا كلنا فاهمة
رفعت حاجبها وقالت بثقة: "فاهمة… ومستعدة
ارتسمت ابتسامة ساخرة خفيفة على وجه حازم:
"كويس… نشوف استعدادك ده على أرض الواقع قريب
--------
بعد ما غيث قفل وهي لسه متضايقة منه سيلا أخدت اللاب وقعدت على الترابيزة قدامها كتبت الباسورد بعد لما لقيتوا مكتوب في النوت بتاعتها وفتح معاها ضحكة صغيرة ارتسمت على وشها وهي بتحس إنها كسرت حاجز جديد
بدأت تبحث في مواضيع عشوائية على الإنترنت… صور مقالات فيديوهات قصيرة… لكن عقلها كان بيشدها ناحية فكرة واحدة هي مين قبل كل ده
وليه حصل فيها كده؟
فجأة صوت إشعار خفيف قطع شرودها رسالة من حساب غريب مفيهوش صورة ولا اسم واضح
فتحت الرسالة بعفوية وعينيها بدأت تتسع كلمة ورا كلمة
"عايزة تعرفي مين السبب الحقيقي في خطفك
بصي كويس حواليكي…
واسألي جوزك"
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم