رواية حب مسحور الفصل الثالث عشر 13 بقلم رباب حسين


رواية حب مسحور الفصل الثالث عشر  بقلم رباب حسين



كأن السماء انطفأت فجأة في عينيها حين رأته طريح الفراش أمامها.... قلبها الذي اعتاد أن يحمله في خياله بخطواته الواثقة ارتجف كطائر مذعور عندما خارت قوته واندثر بهذا الفراش حبيس للمرض.... لم تكن تتوقع أن الزمن سيسرق منه عافيته ولا أن المرض سيزرع في جسده وجعًا يتغذى على روحه..... شعرت أن المسافة بينهما تضاعفت ليس بالبعد فقط بل بجرحٍ خفي ينهش قلبها وهي عاجزة عن مداواته..... تساءلت في صمتٍ موجوع : أكان رحيلها خيانةً لصموده؟ أم أن القدر أصر على أن يجعلها تتذوق مرارة الغياب مقرونةً بوجع المرض؟.... دموعها انحدرت دون استئذان تتمنى لو تستطيع أن تمسح عن جبينه الألم وأن تُعيد لصوته دفء الضحكات القديمة أن تعانق ضعفه وتخبره أنها ما زالت هنا وإن ابتعدت....كان قلبها يصرخ : "ليتك لم تُصب بالمرض أو ليتني كنت ظلك الذي يحميك منه" هي لم تدرك أن الحب حين يُختبر بالمرض يصبح أصدق وأن الشوق حين يمتزج بالخوف يتحول إلى لعنة لا تستطيع أن تتخلص منه.... 

ظلت تبكي بجواره وتنظر إلى وجهه باشتياق ثم قالت في بكاء : كان نفسي أجيلك بس خفت أشوف في عينك نظرة كره أو تعاملني كأنك متعرفنيش.... مش هلوم عليك لأنك فعلًا متعرفش عني حاجة.... كنت بضحك عليهم وأقول لا مش بحبه بس لما شفتك كده قدامي عرفت أنا بحبك أد إيه..... أنا أسفة إني كدبت عليك

قبلت يده وذهبت من الغرفة وعادت إلى العمل وهي تنتظر نتيجة التحاليل..... مر يومان وحالة سليم تزداد تدهورًا ومنيرة بجواره تدعو الله أن يعود لها إبنها سالمًا...... أما رنا فقد ابتعدت عنه نهائيًا بعد أن علمت بمرضه وأن الأمل في علاج حالته ضعيف وهنا تأكدت منيرة أنها لا تصلح لأن تكون زوجة لسليم.... سيف وميرنا كانا يحضران لحفل زفافهما وسيلا مازالت تخفي حزنها وقلقها على سليم وتنتظر النتائج حتى صباح اليوم الثالث عندما استيقظت سيلا على إتصال هاتفي من المشفى يخبرها بأن جسدها متطابق مع جسد سليم وتستطيع أن تتبرع له فقالت في سعادة ممزوجة بالدموع : بجد يا دكتور.... يعني أقدر أجي دلوقتي؟

الطبيب : ده أنا كنت لسة هقولك تعالي فورًا لأن حالة سليم تعبانة جدًا وجهزي نفسك هتخشي العمليات فورًا

نهضت سيلا من الفراش وهي تقول : أنا جاية لحضرتك حالًا

بدلت سيلا ملابسها سريعًا وأخذت ملابس لها في حقيبة وخرجت من الغرفة وجدت ميرنا تعد الفطار فقالت : أنا لازم أسافر يا ميرنا كام يوم في شغل

ميرنا : إيه ده مسافرة فجأة كده؟

سيلا : اه.... أصل..... أصل في مؤتمر طبي معمول في شرم الشيخ وهروح أغطي الخبر وكده وإنتي عارفه الصحفيين قليلين زي ما قولتلك ولازم أسافر دلوقتي.... بلغي سيف وقوليله ميقلقش عليا

ميرنا : طيب أقعدي إفطري حتى

سيلا : لا مش هلحق..... هاكل على الطريق

ثم ذهبت وفتحت الباب ولكن توقفت قليلًا وعادت واحتضنت ميرنا وقالت : خلي بالك من نفسك

ميرنا : خلي بالك إنتي من نفسك يا حبيبتي

ذهبت سيلا إلى المشفى وطلبت عمل أجازة من الجريدة وذهبت إلى المشفى على الفور ودخلت إلى مكتب الطبيب : كويس إنك جيتي

سيلا : أنا جاهزة بس مش عايزة حد يعرف عن موضوع إن أنا اللي هتبرع

الطبيب : مفيش مشكلة.... كده كده إنتي هتدخلي العمليات الأول

سيلا : ولما أخرج مش عايزة حد يشوفني

الطبيب : تمام.... تعالي على أوضتك نجهزك للعملية

ذهبت معه سيلا وتم تجهيزها ودخلت غرفة العمليات وبعد وقت دخل سليم الغرفة وتم تخديره وخرجت سيلا إلى غرفتها مباشرةً دون أن يراها أحد وبعد فترة خرج سليم وذهب إلى غرفته وجلست بجواره منيرة حتى أستعاد وعيه

منيرة في بكاء : أخيرًا يا حبيبي فقت

قال سليم في صوت ضعيف : هو أنا عملت العملية خلاص

منيرة : اه يا حبيبي..... حمد الله على السلامة.... ده أنا قلت خلاص مش هلاقي متبرع لحد ما الدكتور جيه قالي الصبح إنه لقى حد وهيجي يتبرعلك النهاردة

سليم : مين ده يا ماما؟

منيرة : معرفش يا حبيبي مشفتوش

سليم : طيب إسألي هو مين عشان عايز أشكره

منيرة : حاضر.... هروح أشوف الدكتور فين عشان يطمني عليك واسأله كمان

ذهبت منيرة وسألت الطبيب ولكنه رفض أن يبلغها بناءًا على رغبة المتبرع وعندما علم سليم تعجب من الأمر.... استعادت سيلا وعيها وطلبت من الممرضة أن تحضر لها الهاتف وفتحته وتلقت مكالمة فورًا من سيف الذي قال في غضب : إنتي فين يا سيلا؟

سيلا : في شرم الشيخ

سيف : عرفت.... تليفونك مفقول ليه؟

سيلا : كان فاصل شحن ولما رحت الفندق شحنته

سيف : وإيه السفر اللي بيجي فجأة ده؟

سيلا : شغل بقى يا سيف هعمل إيه؟

سيف : مال صوتك؟

سيلا : لا أبدًا... تعبانة بس من السفر وعايزة أنام شوية

سيف : طيب هترجعي إمتى؟

سيلا : كام يوم بس لحد ما المؤتمر يخلص

سيف : طيب متتأخريش ومتقفليش تليفونك تاني

سيلا : حاضر.... متقلقش عليا أنا كويسة

أنهى سيف المكالمة ونظر إلى ميرنا وقال : أنا مش مرتاح..... حاسس إن سيلا بتكدب

ميرنا : وهتكدب ليه يعني؟

سيف : معرفش.... إحساس جوايا كده أن فيه حاجة

ميرنا : لا متقلقش.... سيلا هتكدب عليك ليه يعني؟

سيف : هنشوف

دخل الطبيب غرفة سيلا وفحصها ثم قال : الحمد لله الحالة كويسة ومفيش خطر عليكي

سيلا : سليم عامل إيه؟ 

الطبيب : بخير متقلقيش.... بس مش عايزاه يعرف إن إنتي المتبرع ليه؟

سيلا : مش لازم.... المهم يبقى كويس

الطبيب : إنتي بتحبيه؟

سيلا : مش مهم أنا.... المهم إن هو مش بيحبني

الطبيب : ومع ذلك اتبرعتيله؟! 

سيلا : عشان مش شرط يبقى بيحبني عشان يعيش..... الأهم عندي إنه يعيش ويبقى مبسوط ويعيش حياته زي ما هو عايز حتى لو رافضني ومش عايزني

الطبيب : ده عبيط أوي اللي يخسر حب زي ده

سيلا : أنا السبب.... مش هو

تنهد الطبيب حزنًا عليها وقال : حمد الله على سلامتك ويارب يعوضك خير

انقضى الليل وكلًا منهما يتألم من الجرح فكانت ليلة صعبة عليهما وفي الصباح ذهبا لعمل فحوصات ومر سليم على غرفتها ورآها من ظهرها وهي تدخل الغرفة وتساعدها الممرضة فشعر بأنها هي ولكن كذب نفسه فلماذا ستأتي إلى المشفى ولهذا القسم بالتحديد.... مر أربعة أيام وعادت سيلا إلى المنزل في الصباح..... انتقل سليم للعيش مع منيرة مرة أخرى ودخل غرفته وجلست منيرة بجواره على الفراش : الحمد لله إنك رجعت تعيش معايا.... اه مستغربة بس مش مهم.... المهم إنك هتبقى قدام عيني ومش هبقى قلقانة عليك وإنت لوحدك

سليم : طول ما أنتي مش بتتكلمي في موضوع الجواز أنا تمام

منيرة : هو بعد اللي رنا عملته مش هتدخل تاني.... كفاية اللي حصل لحد كده

سليم : مش متفاجأ بصراحة..... ماما.... تفتكرى لو سيلا كانت مكانها كانت هتعمل زيها؟

منيرة : معرفش بصراحة

سليم : بعد الكدب اللي كدبته عليا هي وأخوها فأكيد كانت هتعمل زيها..... أنا هتجنن وأعرف ليه عملتلي السحر ده؟.... وليه دخلت حياتي بوظتها وخرجت؟.... واللي هيجنني أكتر إن سيف كل ده كان بيخدعني..... إزاي وليه؟.... طيب هي ممكن تكون طمعت فيا ولا في الفلوس هو بقى يعمل كده ليه؟.... لما قعدت فكرت مع نفسي لقيت كل حاجة كانت مترتبة.... يجبها في نفس المطعم اللي كنت فيه..... يوقع العصير على رنا هو فاكر إني مخدتش بالي بس أنا شفته وبعدين يشوف رنا معايا يبعتلها عشان تيجي وفجأة تطلب تشتغل عندي في الشركة عشان غيرانة من رنا..... تصدقي يا ماما أنا صدمتي فيه وزعلي منه أكتر من سيلا.... أنا مقعدتش مع سيلا كتير لكن سيف كنت بعتبره أخويا بجد.... كنت بحبه أوي وكنت حاسس إن أنا قريب منه جدًا..... ليه كدبو عليا طيب..... كانو طلبو أي حاجة كنت عملتها ومش ببالغ بجد

منيرة : إنت حبيت سيلا يا سليم؟

سليم : بصي أنا بزعل إن الموضوع باظ بس بجد مش زعلان عليها للدرجة ديه..... أنا زعلان منها وقرفان من اللي هي عملته مش أكتر

تنهدت منيرة ولم ترغب بأن تخبره بالحقيقة فواضح أن سليم كان تحت تأثير هذا السحر فقط

سليم : أنا عايز أشوف سيف..... عايز أعرف عمل كده ليه؟

منيرة : إرتاح بس دلوقتي وبعدين أبقى روح كلمه براحتك لما تخف

عادت ميرنا من العمل ووجدت سيلا نائمة بغرفتها فاقتربت منها وأيقظتها وقالت : إنتي رجعتي إمتى؟

جلست سيلا وقالت : النهاردة الصبح

ميرنا : مالك يا سيلا شكلك تعبان كده ليه؟ 

سيلا : تعبت هناك جدًا وكنت عيانة وكده وكملت الشغل وأنا تعبانة فا عايزة ارتاح بس

ميرنا : طيب نامي حبيبتي وارتاحي.... أنا هكلم سيف وأقوله إنك رجعتي

مر أسبوع وجاء موعد زفاف ميرنا وسيف وقام سيف بإرسال دعوة لسليم إلى شركته وعندما رآها ابتسم في سعادة وقرر أن يذهب ليبارك له.... استعادت سيلا صحتها أيضًا وعادت إلى العمل وكانت تستعد لزفاف أقرب الناس إليها والسعادة التي تظهر عليهما جعلتها تنسى ألم فراق سليم قليلًا ولو كانت تتمنى أن تعرف إذا كانت صحته بخير أم لا..... جاء موعد الزفاف وكانت القاعة مليئة بالأغاني وأصدقاء سيف يتراقصون معه أما سيلا فلم تستطع أن تقف كثيرًا معهم فخرجت لتتنفس قليلًا بالخارج..... جلست أمام القاعة وفجأة وجدت سليم يصف سيارته ونزل أمامها ففتحت سيلا عينيها في صدمة ونظر لها سليم ثم اتجه داخل القاعة مباشرةً..... نظرت سيلا إلى آثره في حزن وجلست محلها ولم تدخل خلفه.... دخل سليم وتوجه إلى سيف وصافحه ثم صافح ميرنا وهنأهم

سيف : مبسوط إنك جيب يا سليم..... كان نفسي أجيلك من بدري بس كنت خايف من ردة فعلك يعني

سليم : أعتقد إنك عارفني كويس وأكيد عمري ما هطردك لو كنت جيت

سيف : على العموم أنا مبسوط إنك جيب.... ميرنا فين سيلا؟

سليم : برا.... شفتها وأنا داخل

ميرنا : على فكرة يا سليم إنت فاهم غلط ولازم تقعد تتكلم مع سيلا وتفهم الحقيقة

سليم : إن شاء الله

تركهما سليم وذهب ليعود إلى منزله وعندما رأته سيلا لم تتحرك ولم تلحق به فذهب سليم إلى سيارته وبعد أن فتحها أغلق الباب بقوة وعاد إليها وقال في غضب : طيب على الأقل إعتذري..... يعني سيف بيحاول يصلح المشكلة اللي حصلت وعزمني عشان أجي..... إنتي عملتي إيه عشان تصلحي القرف اللي عملتيه

وقفت سيلا أمامه وقالت : معملتش حاجة..... ومش شايفة إن فيه حاجة في إيدي أعملها ومعملتهاش

سليم : إعتذري..... فهميني ليه عملتي عمل ليا..... ليه علقتيني بيكي بالسحر ده؟

سيلا : مش أنا اللي عملت السحر ولا كان في نيتي أي حاجة.... هو الموضوع حصل غلط مش أكتر

سليم : اه.... كنتي قصدة واحد تاني مثلًا وجيه فيا فقولتي وماله ميخسرش..... إنتي بجد رخيصة أوي.... وأنا ندمان إن في يوم من الأيام حبيت واحدة زيك وفرحان إن السحر إتفك ومبقتش حاسس بأي حاجة من ناحيتك

ذهب سليم في غضب وقاد سيارته وجلست سيلا مكانها وهي تبكي في حزن

جلست ميرنا وسيف يتناولا الطعام بعد أن تقديمه للمدعوين فاقترب منها شريف ومعه معتز وقدما لها التهاني وقال شريف : ده معتز صاحبي اللي شغال مع سيلا وهو اللي رشحها للشغل

ميرنا : أهلًا وسهلًا.... خدتو مننا صحفية كبيرة برده

معتز : الصراحة اه..... هي شاطرة جدًا والمدير متمسك بيها أوي حتى لما طلبت أجازة ١٠ أيام وهي لسه متعينة جديد وافق مع إن ده مش بيحصل وخصوصًا إن المجلة كانت لسة بتبدأ

ميرنا في تعجب : أجازة ١٠ أيام!.... ده فين ده؟ 

معتز : أيوة بعد ما اشتغلت ب ٣ أيام بالظبط

سيف : هي مش بعد ٣ أيام سافرت شرم الشيخ تبع الشغل؟ 

معتز : لا.... مكنش فيه شغل في شرم الشيخ

نظر سيف إلى ميرنا في صدمة وقال : هي فين؟!

ميرنا : إهدى بس يا سيف

سيف في غضب : أنا قولتلك من الأول مش مرتاح للسفرية ديه وكمان كنت حاسس إنها بتكدب عليا.... هي فين؟ 

ميرنا : مرجعتش من برا من ساعة ما سليم كان هنا

خرج سيف ولحقت به ميرنا وشريف ومعتز وعندما وجدها أمام القاعة أمسكها من ذراعها وأوقفها أمامه وقال : بتكدبي ليه يا هانم..... فهميني؟

سيلا : بكدب في إيه سيف مش فاهمة؟

سيف في غضب : معتز قال إن مكنش فيه شغل في شرم الشيخ..... قعدتي برا البيت ٦ أيام تعملي إيه ومع مين؟ 

سيلا : إنت فاهم غلط

سيف : فهميني الصح..... قوليلي دلوقتي كنتي فين

سيلا في بكاء : كنت في المستشفى

أمسكت ميرنا يده وقالت : إهدى بقى يا سيف خليها تتكلم براحة.... فرجت علينا الناس

سيلا : كنت بعمل عملية

ميرنا : عملية إيه؟

معتز : إنتي اتبرعتي لسليم هنداوي فعلًا؟! 

سيف : اتبرعت يعني إيه؟

معتز : سليم كان عيان وكان محتاج نقل كلية وهي عملت التحاليل وأنا كنت معاها بس معرفش إذا كانت التحاليل طلعت متطابقة ولا لا

سيلا : متطابقة..... واتبرعتله

وضع سيف يده على رأسه في صدمة وقال : إنتي اتجننتي..... إزاي تعملي حاجة زي كده.... ومن غير ما تاخدي رأيي؟

سيلا : سليم كان بيموت يا سيف..... مقدرتش أشوفه كده وأقف أتفرج عليه

سيف : وإنتي مالك..... إنتي مش قولتي إنك مش بتحبيه؟

بكت سيلا ولم تجيب فقالت ميرنا : طيب وهو بعد اللي إنتي عملتيه ده مرجعلكيش

سيلا : ما هو ميعرفش إن أنا اللي اتبرعتله

سيف في غضب : مقولتيلوش ليه؟

سيلا : عشان مش عايزاه يرجعلي بس عشان كده..... سليم لو عرف مش هيسيبني أنا متأكدة من ده وأنا مش عايزاه يعيش معايا بس لأنه بيردلي الجميل الي عملته

سيف : اسمعي بقى عشان متعصبش عليكي أكتر من كده..... تروحي تفهميه كل حاجة يأما أنا اللي هقوله ودلوقتي

سيلا : لا دلوقتي إزاي....خليك مع ميرنا وأنا هروحله بكرة

شريف : يا جماعة الناس مستنية في القاعة.... أجلو الكلام بعدين

أماء له سيف وهو ينظر إلى سيلا في غضب وجذبته ميرنا من ذراعه وعادا معًا إلى القاعة واعتذر لها معتز أنه أخبرهما بما حدث وجلست سيلا مرة أخرى تبكي ولا تعرف كيف تخبره بكل هذا الأمر

الفصل الرابع عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1