رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل الثاني عشر 12 بقلم صفاء حسنى

 

 

رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل الثاني عشر بقلم صفاء حسنى

اقتربت رهف من مومن وسلمته الطفلين وقالت 
حبيبي معلش ممكن تسبقينى على العربية هسأل على حاجه 
هرجع بسرعة،!"
يتفهم مومن وياخد أطفاله ويتجه إلى العربية ويضع الشنط إلا فيها الاطفال في الكرسي الخلفي 
عند رهف تجري ناحيتهم، تلاقي ام ايمان فوق سرير في حالة مستقرة،
وإيمان قاعدة جنبها، ملامحها مرهقة، ووشها غرقان دموع.
الفصل 12 
خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى 
رهف (وهي داخلة بصوت باكي ومش مصدقة):
"إيمااااان!!!"

إيمان تقوم بسرعة، وعيونها تدمع من جديد، تحتضنها بقوة.

رهف (بأحضان ودموع):
"وحشتيني... أقسم بالله وحشتيني.
أنا آسفة، جوزي هنا، وإنتِ عارفة طبعه ومينفعش يشوفك فجأة.
بس والله... والله مشتقالك من قلبي."

إيمان (بهدوء وهي تهز رأسها):
"فاهمة يا رهف... كفاية إنك هنا... كفاية حضنك ده."

والدة إيمان (بصوت ضعيف وهي بتفتح عينيها):
"ده مش حلم؟ إنتي رجعتيلي بجد؟"

إيمان (بابتسامة دامعة):
"رجعتلك يا أمي... وربنا ما يحرمنا من بعض تاني."

رهف تمسح دموعها وتبوس إيد الست الكبيرة:

**"الحمد لله إنك بخير...
أنا هروح دلوقتي عند مومن قبل ما يقلق...
بس هرجعلكم تاني... ومش هسيبك يا إيمان."

رهف قاعدة جنب مومن في العربية، ماسكة شنطة فيها حاجات التوأم، وباين عليها متوترة شوية...
تتنحنح وهي بتحاول تفتح الكلام:

رهف (بهدوء):
"ممكن أطلب منك طلب؟"

مومن (وهو سايق، ومركز في الطريق):
"خير؟"

رهف (بصوت واطي):
"أنا كنت بفكر... التطعيم ممكن يعمل سخونية لحياة ومراد ...
وأنا مش هعرف أتعامل لوحدي، خصوصًا لو الاتنين تعبوا مع بعض."

مومن (بصوت عادي، من غير ما يبص لها):
"ماشي... يعني؟"

رهف (بتبص له في خجل):
"كنت بفكر أروح عند ماما... أقعد هناك النهاردة.
هي أكتر واحدة هتعرف تساعدني، ولو حد سخن أو تعب، هتبقى موجودة جنبي."

مومن (يتنهد بهدوء وهو بيعدل المراية):
"إعملي اللي يريحك، رهف."

رهف (بسرعة وهي بتحاول تمسك الفرصة):
"بجد؟ شكراً... أنا عارفة إنك تعبان، بس ربنا يجازيك خير."
الكاتبه صفاء حسنى 
مومن (بصوت خافت):
"ربنا يجازينا كلنا..."

رهف (بتحاول تغيّر الجو، وتضحك ضحكة خفيفة):
"أوعدك لو تعبوا مش هصحيك، ماما هتسهر معايا."

مومن (بنظرة شبه مرهقة):
"أنا مش مزعلني السهر يا رهف... مزعلني إننا بقينا كل واحد في مكان."

سكتت رهف للحظة، وفضلت تبص من الشباك...
ما قدرتش ترد... لكنها حست بقلبها بيتكسر وهي شايفة قد إيه المسافة فعلاً كبرت ما بينهم.

---

العربية بتقف قدام بيت أهل رهف،
مومن ينزل يفتح الباب الخلفي وياخد شنطة الأطفال، ويسلمها لمامتها اللي كانت مستنياهم.
رهف نازلة وهي شايلة حياة، وميرت نايم في الكاري كوت.
تبص لمومن قبل ما يدخل العربية تاني:

رهف (بصوت ناعم):
"هكلمك أول ما يناموا."

مومن (بيومّي لها براسه):
"خلي بالك من نفسك... ومنهم."

يركب عربيته ويمشي، وهي واقفة تبص وراه،
وبين قلبها اللي بيضرب من خوف اللحظة...
وبين مشاعر ما بقتش عارفة توزنها.

---
الكاتبة صفاء حسنى 
خاينة خلف جدران الحب 
رهف قعدت على طرف السرير، بعد ما نام التوأم... قلبها مشغول، ومخها مش قادر يهدى من ساعة ما شافت إيمان.
مسكت موبايلها، وفتحت الواتساب، ودوس على اسم "إيمان"، وبدأت تسجّل بصوت فيه عتاب خفيف واشتياق:

رهف (بصوت منخفض، فيه زعل):
"إيمان... إزاي ترجعي ومتعرفينيش؟
أنا شفتك بالصدفة في المستشفى، تخيّلي!
ولا رسالة... ولا حتى تليفون؟"

تسكت لحظة، وتاخد نفس، وتكمل بنبرة حنينة شوية:

"أنا عارفة إنك أكيد مشغولة... بس والله اتصدمت...
اتصدمت إني شوفتك فجأة، ومش عارفة حتى إمتى رجعتي ولا إنتي فين دلوقتي؟
فينك يا إيمان؟"

تبعت التسجيل، وتفضل تبص للموبايل مستنية الرد... قلبها بيخبط، كأنها بتكلم أخت غايبة عنها بقالها سنين. وكمان خايفه لو مومن شافها إيه العمل يفتكرها وإلا 
في اللحظة دي، تطرد كل أفكارها عينها تدمع شوية من الشوق، من إلا جاية وتحس قد إيه كانت محتاجة إيمان جنبها، خصوصاً الأيام دي لكن خايفة من بكرة .

---

خاينة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى 
---

🎧 تسجيل صوتي من إيمان لرهف:

"رهف...
ياااه، والله ما تتخيّلي قد إيه قلبي وجعني وأنا سمعت تسجيلك.
بس سامحيني... سامحيني يا أختي إني حطيتك في موقف زي ده...
أنا والله ما كان بإيدي."

(صوتها بدأ يرتجف شوية، تحاول تهدى وتكمل):

"أنا من يوم ما دخلت سفارة مصر في تركيا... وأنا من أمن لأمن، ومن تحقيق لتحقيق...
مرة مع الأتراك، ومرة مع المصريين، كل شوية ياخدوا تليفوني، ما كانش معايا وسيلة أكلم بيها حد.
حتى وأنا راجعة مصر، كنت على أعصابي... معرفتش أتنفس غير لما وصلت المطار."

(تسكت لحظة، كأنها بتلم نفسها):

"والله العظيم لسه راجعة من ساعة يا رهف، ساعة بس...
وحتى ماما لما شافتني، ما صدقتش...
وقعت من طولها، ضغطها عالي، وكان لازم أنقلها المستشفى فورًا."

(تتنهد بصوت خفيف):

"أنا آسفة، آسفة جدًا...
بس والله أول ما الدنيا تهدى شوية، هاجيلك...
وآخد حضن يشيل تعب السنين دي كلها.
وحشتيني أوي يا رهف... وحشتيني أوي."

---
بعدت تسجيل صوتي رهف لإيمان:

"يا قلبي إنتِ...
أنا اللى آسفة، والله، سامحيني إني زعلت انى كنت ف لحظة مجبورة اسيبك ...
تنهدت ايمان بقلق 
عارفة كويس إنك عمرك ما هتغيبى عنى من غير سبب، وإنك دايمًا بتحملي الدنيا لوحدك.

بس يا رهف ... صوتك وجعني، حاسة بيك انك قلقان ..."

(نبرة صوت رهف ب قلق):

"طنط عاملة إيه دلوقتي؟ طمنيني عليها، ضغطها نزل؟
وانتوا لسه في المستشفى؟ ولا رجعتوا البيت؟
لو محتاجة أي حاجة، حتى لو تيجي تباتي هنا، قولّي، والله أجي لك فورًا."
شكرتها ايمان وقالت 
لا يا قلبي متتعبيش نفسك كفاية عليك التوأم ربنا يعينك 
(

الكاتبة صفاء حسنى 
---
تتنهد رهف ):
وحشتيني يا إيمان، مش عارفة أقولك قد إيه...
أنا كنت محتاجة أشوفك من بدري، محتاجة حضنك،
"محتاجة صديقتي اللي عمري ما حسّيت بالأمان غير معاها...
قوليلي آنتِ فين وانا جاية فورًا... هسيب التوأم مع ماما وهاجى أطير ليكِ... مش قادرة أبعد أكتر من كده."

---

🎧 تسجيل صوتي من إيمان (بحنان وحزم):

"لااا يا بنتي، متتعبيش نفسك ولا تسيبي الولاد...
ماما بقيت أحسن والحمد لله، والدكاترة طمنونا...
وإحنا في طريقنا دلوقتي، وهعدي أنا وماما على طنط...
مش قادرة أتأخر أكتر، وحشتوني كلكم."

---

🎧 تسجيل صوتي من رهف (بضحكة دافئة):

"فكرة حلوة أوي...
منتظراكوا يا أغلى حد في حياتي...
هجهزلك الشاي اللي بتحبيه، وحضن كبير أوي مستنيكي..."

---

في مكتب مومن - الساعة قرّبت على العصر

كان مومن قاعد على مكتبه، سايب القلم من إيده، وعينيه تايهة في نقطة مش موجودة أصلًا... زهقان، ومش عارف هو زهقان من إيه.

عدى عليه زميله "نادر"، ومد إيده بكوباية قهوة:

نادر (بابتسامة):
"اتفضل... قول بقى، مالك؟ شايل هموم الدنيا على دماغك ليه؟"

مومن (ابتسم بفتور):
"مفيش هم... أنا تمام، والله."

نادر (بص له شوية وسحب الكرسي وقعد جنبه):
"عينك في عيني كده...
إنت يا ابني طفشان دايمًا من البيت... بتسهر هنا أكتر ما بتسهر مع مراتك!
أنا كنت زيك... مخنوق، خصوصًا بعد أول بيبي جالي.
الست كانت كل اهتمامها للبنت، وكنت حاسس إني بقيت ضيف في بيتي!"

مومن (استغرب وهو بيعدل قعدته):
"طب عملت إيه؟ يعني مش فاهم..."

نادر (ابتسم وهو بيرتشف من القهوة):
"عدّلت المسار يا صاحبي...
قلت بدل ما أسيب نفسي للزهق، أعمل حاجة لروحي...
رُحت اشتغلت شغل إضافي."

مومن (رفع حاجبه):
"استغفر الله العظيم... شغل إيه؟! إحنا نعصي ربنا يعني؟!"

نادر (ضحك):
"يا عم هو أنا كفرت؟
قصدي شغل محترم... إضافي فعلاً...
بقيت بدرس في كليات التعليم المفتوح.
الناس اللي بتكمل تعليمها متأخر... الكبار اللي نفسهم يدخلوا الجامعة، والطلبة اللي محتاجة دعم في الحقوق..."

مومن (نبرته اتغيرت واهتمامه زاد):
"بجد؟! يعني لسه في ناس بتبدأ تعليم في سن كبير؟"

نادر (بحماس):
"آه، وبتشوف الفرحة في عيونهم...
كبير صغير، كلهم بيجاهدوا عشان يتعلموا...
ولما بقعد معاهم بحس إني رجعت طالب تاني...
بفرح من قلبى...
وفرقت كتير معايا في علاقتي بمراتي وببيتي...
بقيت بهدى، وبطلت أدور على العيب فيهم.
لقيت نفسي بعيش وبتعلم وأفيد غيري."

مومن (بصله بإعجاب خفي):
"أول مرة أحس إن لزهقي ده حل... غير الزعيق أو البُعد.
شكلك فهمت اللعبة قبلنا بكتير يا نادر."

نادر (ضحك وضرب على كتف مومن):
"البيت مش حرب، والمرة مش خصم...
دي شريكة، بس أوقات الشراكة محتاجة صبر وتوازن.
ولو كل راجل فَضَّل يهرب بدل ما يفكر، محدش هيبني حاجة."

مومن (وهو بيضحك نص ضحكة):
"طيب خدني معاك...
أقدّم وراهم في الجامعة... يحطوني في أي تخصص حتى لو تنظيم المرور!"

نادر (انفجر ضحك):
"هههههه يا راجل!
لا متقلقش...
لسه ماوصلتش لمرحلة تنظيم المرور!
ده إنت عامل دراسات عليا وماجستير كمان، وفاكر كويس إنك كنت ناوي تدخل مجال النيابة زمان؟
يبقى ليك مكان مخصوص."

مومن (بص له بدهشة وفرحة خفيفة):
"يعني... ينفع؟"

نادر (بثقة):
"ينفع وبزيادة...
وبصراحة؟ هينور المكان بيك."

مومن (ضحك وهو بيقف):
"طب إيه رأيك...
تأخدني من دلوقتي؟
أنا عايز أبتدي الرحلة دي بجد... يمكن تخليني أرجع لروحي تاني."

نادر (قام جنبه وربت على ضهره):
"إوعى تكون فاكر إننا اتخلقنا نعيش نشتكي وبس...
الحياة فيها باب تاني دايمًا، وإنت دلوقتي بتفتحه."

مومن (اتنهد وهو بيلم ورقه):
"وأهو أهو يمكن كمان مراتي تفتكرني بقى... مش بس لما أولادنا يعيّوا!"

نادر (بضحكة واسعة):
"ادعي إنها كمان تراجع نفسها...
بس البداية منك.
وريني الهمة يا بطل!"

---
دخل مومن الشقة بهدوء...
حط المفتاح على الكومود، بص حواليه...
الصمت كان مالي المكان...
ولا صوت رهف، ولا ضحكة "حياة" أو بكاء "ميرت".

مومن (بنفسه، وهو بيقلع الجاكيت):
"آه... نسيت إني أنا اللي قلتلها تروح تقعد عند ماما النهاردة... التطعيم وكلامها إن التوأم بيتعبوا بعدها."

قعد على الكنبة، مد إيده على الطاولة، شال الكوباية، وبص فيها كأنه بيدور على حاجة تهوّن عليه.

مومن (بصوت هادي):
"الوحدة تقيلة أوي... حتى وأنا متجوز...
رجعت ألاقي البيت فاضي...
وأنا اللي كنت بفتكر الجواز يعني حضن دافي وصوت ضحك ولمة...
بس يمكن... يمكن أنا استعجلت."

سكت لحظة، وبص للسقف، كأنه بيحاور حد مش شايفه.

مومن:
"يمكن حمايا كان عنده حق...
كنا لسه صغيرين، لا هي كانت مستعدة تبقى أم، ولا أنا كنت جاهز أكون زوج وأب في نفس الوقت.
بس برضو... مش قادر أنسى اليوم ده...
يوم ما وقفت قدامي...
أدام الرصاصة...
مش قادرة أخرج المشهد ده من دماغي."

(اتنهد تنهيدة طويلة وهو بيقفل عينه):
"كانت ممكن تموت...
كانت ممكن الرصاصة تجيلي أنا...
بس هي اختارت تحميني...
يعني مينفعش أرمي تعبها كله عشان شوية دلع ولا غلطة."

قام ببطء، راح ناحية أوضة الأطفال، بص من فتحة الباب...
فاضيين السريرين.

مومن (بابتسامة باهتة):
"حتى العياط بتاعكم وحشني...
أنا فعلاً لازم أصبر...
محدش كامل...
وأنا كمان مش ملاك."

قفل باب الأوضة برفق، ورجع يقعد، مسك تليفونه وفتح صور لأول لحظة شاف فيها "حياة" و"ميرت"، وصورة تانية لرهف وهي بتضحك بكل طيبتها.

مومن (بصوت خافت):
"ربنا يديني طولة البال...
وأنتِ يا رهف...
ارجعي بكره، البيت ناقص من غيركم "

كانت قاعده رهف وإيمان فى البلكونه 
النسيم كان بيهف على وشهم، والسكوت مالي اللحظة...
رهف قطعت الصمت وسألت بابتسامة خفيفة:

رهف:
"نويتي على إيه بقى يا ست إيمان؟ رجعتي خلاص... وهترجعي لحياتك؟"

إيمان بصت قدامها، والشجر مع لمعة الشمس، وتنهدت تنهيدة طويلة فيها وجع وراحة:

إيمان:
"هكمل تعليمي...
سمعت إن نظام الجامعة المفتوحة اتفتح للناس اللي معاهم شهادة الثانوية...
وأنا معايا... وقررت أقدم." وكمان اشتغل 

رهف (باندهاش وفرحة):
"بجد؟! طب ده خبر يفرح! ياااه، انتى كنت من المتفوقين وهتنجح 

إيمان (ضحكت ضحكة هادية):
"كنت لكن خايفة ل منجحش أنا عشت ظلم 
وكنت محرومة من حاجات كتير، بس عمري ما حرمت نفسي من الحلم.
وسنين كتير كان كل أملي إني أرجع مصر... وأكمل.
دلوقتي الحلم بقى له رجلي يمشي بيها."

رهف (بصت لها بحب):
"وإنتِ هتمشي، وهتوصلي...
وأنا أول واحدة هصفقلك يوم ما تلبسي الروب وتتخرجي."

إيمان (نظرت لها بامتنان):
"وجودك جنبي يا رهف نعمة...
أنا مش بس هرجع أتعلم، أنا

إيمان (بابتسامة كلها دفء):
"وهرجع أعيش...
وكمان هساعدك ترجّعي جوزك ليكي... ويرجع الحب ما بينكم زي الأول وأحسن."

رهف (بصت لها بدهشة ودموع صغيرة فى عيونها):
"إزاي؟ تقدري؟ بعد كل اللي حصل؟"

إيمان (هزت راسها بثقة):
"طبعا...
أنا عارفة إنك بتحبيه... وعارفة إنك غلطتي بس مش عن قصد، دلعك زيادة شوية...
بس القلب لسه بينكم، وأنا هساعدك تفهميه وتحسي بيه...
هعلمك تهتمي بيه بطريقتك، وأعلمك تطبخي له اللي بيحبه، وتخلي البيت دافي وهادي، وتخليه يرجع يشتاق يرجعلك كل يوم..."

رهف (ابتسمت بحب):
"وهو فعلا بقى يبعد... وبقيت حاسة إني خسراه..."

إيمان (مسكت إيديها):
"ومش هتخسريه طول ما أنا جنبك...
هنتعلم سوا، ونكبر سوا، ونعيش سوا...
وبإذن الله مش هعدّي سنة إلا وانتي وهو بتضحكوا من قلبكم، وحياة وميرت حواليكم بيهزروا."

رهف (بحب ودموعها نزلت):
"ربنا ما يحرمنيش منك يا إيمان... انتي دايمًا أمان."

---

إيمان قاعدة جنبها في العربية، لمّة عليها شال خفيف، بتبص لرهف اللي بتعدل طرحها بسرعة.

إيمان (بابتسامة فيها تشجيع):
"أوعِى تتراجعي… دي لحظة رجوعك مش للبيت، لقلبه."

رهف (بتتنفس بعمق):
"يا رب… ساعدني."

إيمان (وهي بتلمس إيدها):
"قولي له وحشتني… زي ما كنتي بتقوليها زمان… بسيطة، بس بتدخل القلب."

[رهف تفتح باب البيت بهدوء]
البيت في هدوء تام، نور خافت، الساعة متأخرة.
تتسلل بخطوات ناعمة، تروح على أوضة التوأم، تنيمهم تبص عليهم وهما نايمين، وتغطيهم بحنان.

رهف واقفة قدام التسريحة، بتخلع حجابها ببطء، شعرها ناعم ومتسشور، ملموم من الطرف بستايل بسيط وأنثوي.
تلبس قميص نوم ناعم، لونه هادي، مش فاضح لكنه أنيق، وتبص لنفسها في المراية بتوتر بسيط… وبعدين تبتسم لنفسها بتشجيع.

[تدخل الأوضة، تلاقي مومن نايم على السرير، مستلقي على ظهره، عيونه نص مفتوحة من صوت الباب]

منطفأ الأنوار، تاركةً فقط ضوء القمر يخترق ستائر الشرفة. جلس مومن على الأريكة، وجهه شاحبٌ من التعب والإرهاق. اقتربت رهف منه بخطواتٍ هادئة، عيونها تحمل بحرًا من المشاعر. وضعت يدها بلطف على كتفه، ثمّ احتضنته بقوة، دافئةً إياه بحنانها.
 
ارتعشت جسد مومن بين ذراعيها، وكأنّ حضنها هو ملاذه الوحيد من عاصفةٍ عاتية. شهق شهقةً خفيفة، ثمّ غرس وجهه في شعرها، مستنشقًا عطرها الذي طالما اشتاق إليه. همست رهف في أذنه بكلماتٍ هادئةٍ حانية: "أنا هنا، لا تقلق".
 
رفع مومن رأسه، نظرتها في عينيه، رأى فيها كلّ ما يريده: الأمان، الحب، والأمل. مسح بيده على خدها بلطف، ثمّ قبلها قبلةً طويلةً رقيقة، كأنّها تعبر عن كلّ ما لم يستطع قوله. في تلك اللحظة، اختفت كلّ همومه، لم يبقَ إلاّ هو وهي، في عالمٍ خاصٍّ بهما، مُحاطٌ بحبٍّ عميقٍ لا يُوصف. جلسا معًا، متلاصقين، يشعران بدفءِ اللحظة، وهدوءِ الروح.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1