![]() |
رواية حب مسحور الفصل الرابع عشر بقلم رباب حسين
ما عاد قلبي يتحمل هذا العشق الذي يحمله بين طياته دون أمل..... فقد أنهك روحي هذا الحب الذي أصبح أكبر مني.... مغرومة أنا بك وليتك تعلم كم أحبك..... ليت أجد الكلمات التي تصف هذا الغرام فإن كان لدي قلبًا أخر فلن يكفي هذا الحب..... نظراتك تقتلني بسيف الخذلان وأخاف أن تُكذب حبي..... معك كل الحق في أن لا تثق بي وبالرغم من أنني أثق بأنك لن تصدق حديثي ولكن لا أملك سوى المحاولة فاشتياقي لك يقودني لأفعل كل ما بوسعي وسأحاول رغم يأسي عل قلبك ينبض لي ولو لمرة واحدة..... ينبض لي أنا ويراني أنا..... أملي ضيف وحبي كبير وبين الأمل والحب سأتعلق بك ولن أتركك....
انقضى الزفاف وعادت سيلا إلى منزلها وحيدة بعد أن تركت ميرنا وسيف الذي يشعر بالغضب منها ومما فعلت دون إذنه.... دخل سيف منزلهما الجديد وبيده يتمسك بيد ميرنا وبعد إن بدلا ثيابهما وصلا معًا جلس على الأرض محله وهو يشعر بالضيق والقلق على سيلا فاقتربت منه ميرنا وقالت : متزعلش يا سيف.... هي عملت كده عشان بتحبه
سيف في حزن : كانت تقولي إنها بتحبه كنت هروح واشرحله كل حاجة
ميرنا : سليم مش سهل يصدق اللي هي هتقوله وكمان هي خايفة يكون بس اتعلق بيها عشان السحر ده بس وده خلاها متعترفش بحبها
سيف : تقوم تروح تديله حتة من جسمها ومن غير ما تاخد رأيي..... طيب بلاش تقولي أنا تقوله هو حتى..... الراجل حتى يعرف إنها صادقة معاه وبتحبه
ميرنا : هي خلاص وعدتني إنها هتروح له بكره.... والحمد لله إن العملية عدت على خير مقدرش ألوم عليها عشان مش سهل تشوف الراجل اللي بتحبه بيموت وفي إيديها تنقذه وتقف متحاولش حتى
سيف : وقادرة تبعد عنه إزاي وهي بتحبه بالشكل ده؟
ميرنا : معرفش.... أنا متخيلش إني أبعد عنك واسيبك إبدًا ولا أقدر أتحملها
نظر لها سيف وقال : ولا أنا..... حقك عليا يا ميرنا مكنش المفروض أبقى في الحالة ديه في يوم زي ده
ابتسمت ميرنا وقالت : مش زعلانة طبعًا..... سيلا ديه أختي وزعلانة عليها أكتر منك..... زعلانة إنها عمرها ما حبت ويوم ما قلبها اتفتح لحد الدنيا كلها وقفت بينهم..... نفسي أشوفها مبسوطة
سيف : مش هسيبها..... ولو مقدرتش تقول لسليم أنا اللي هقوله..... بس ممكن نفصل من الزعل ده شوية وأفرح إني اتجوزت حبيبة قلبي ومعايا دلوقتي في بيت واحد
ميرنا : ينفع طبعًا.... أنا أصلًا مبسوطة
سيف : وأنا كمان
أمسك سيف يدها ونهض ورفعها أمامه واحتضنها بقوة وقال : مبروك يا أحلى عروسة
كانت سيلا تجلس بالفراش تتذكر حديث سليم معها والكلمة التي كانت تخشى أن تسمعها منه :" أنا ندمان إن في يوم من الأيام حبيت واحدة زيك وفرحان إن السحر إتفك ومبقتش حاسس بأي حاجة من ناحيتك"
كيف لبضع كلمات أن تقتل الإنسان من داخله فيتهاوي بين الحروف بحثًا عن ملجأ يختبأ به من قسوتها وقررت أن تفعل كما أمرها سيف وتحاول ولو لمرة واحدة عله يصدق..... في الصباح ذهبت سيلا إلى شركة سليم وطلبت من المساعد الجديد أن تدخل وتقابله لبعض الوقت وسمح سليم لها بالدخول.... دخلت سيلا مكتب سليم ووقفت أمامه فنظر لها في هدوء وقال : خير.... جاية ليه؟
سيلا : جاية أقولك الحقيقة
سليم : وأنا المفروض أصدقك يعني؟!
سيلا : مش هكدب عليك في حاجة
نهض سليم ووقف أمامها واتكأ على مكتبه وقال : قولي
سيلا : أنا معملتش عمل زي ما أنت فاهم
سليم : أمال.... عملتي إيه؟
سيلا : مش أنا اللي عملت قولتلك.... ميرنا اللي راحت لدجال اسمه شمعان عشان يخليني مكرهش الرجالة وأوافق على الجواز
سليم : ليه هو أنتي بتكرهي الرجالة؟
سيلا : اه.... ومكنتش مقتنعة بفكرة الجواز أصلًا
سليم : واشمعنة أنا يعني.... صاحبتك اللي إختارتني؟
سيلا : لا.... شمعان هو اللي عمل كل ده واداها حاجة تحطها في عصير وشربته ونمت ولما صحيت لقيت نفسي.... لقيت نفسي جوا جسم سيف
نظر لها سليم في تعجب وقال : إيه.... جسم مين؟
سيلا : سيف..... ولما صحيت من النوم وشوفتك قدامي اتصدمت وبعد كده عرفت إني في جسم أخويا اللي كنت بدور عليه طول عمري
سليم : مش فاهم حاجة
سيلا : هفهمك.... أنا عملت حادثة أنا وعيلتي زمان وسيف حماني بجسمه وبابا وماما ماتو والبوليس خد سيف على المستشفى وأنا رحت ملجأ ومن وقتها وأنا وسيف اتفرقنا.... ولما شمعان عمل السحر بدل جسمي بجسمه.... يعني أنا اللي كنت عايشة معاك مش سيف.... وسيف كان جوا جسمي وعاش مع ميرنا
سليم : إيه التأليف الرائع ده.... يعني إنتي كنتي جوا جسم سيف؟
سيلا : أنا مش بكدب عليك
سليم في استهزاء : أيوة طبعًا.... واضح.... خلصتي؟
سيلا : لا
سليم : مش مهم.... اطلعي برا
سيلا : يا سليم أنا حبيتك بجد
سليم في غضب : يا بنتي طيب دوري على كدبة تانية أعرف أصدقها..... لكن تقوليلي نطيت في جسم أخويا اللي كان تايه عني من سنين.... لا لا..... مش طبيعية بجد.... طيب قولي أي حاجة تتصدق.... يا ستي إعتذري حتى من غير مبررات
سيلا : أنا أسفة
سليم : بصي هو الموضوع خلصان بجد.... وأنا معنديش استعداد أثق فيكي تاني فا لو سمحتي إمشي
سيلا : يا سليم بجد كل اللي حصل كان غصب عني
سليم في غضب : وأنا بقولك أمشي.... مش مصدقك ومش عارف أصدقك
سيلا : طيب إديني فرصة أشرحلك
سليم : تشرحي إيه.... وجاية بعد إيه تشرحي بعد شهر ونص..... خلاص يا سيلا بعد إذنك كفاية كده
عاد سليم إلى مكتبه ليباشر عمله وغادرت سيلا وهي تبكي..... عادت إلى المنزل وظلت تجلس وحيدة.... كانت تعلم انه لن يصدق وكيف يصدق هذا الحديث... وفي الليل عاد سليم إلى المنزل وجلس مع منيرة وهو يبدو عليه الإرهاق فقالت : مالك يا حبيبي شكلك تعبان.... تيجي نروح للدكتور؟
سليم : ياريت تعبي يتداوى بالدكاترا يا ماما.... عارفة لما عرفت موضوع المرض اللي عندي قلت خلاص.... هرتاح بقى من وجع قلبي ده بسبب اللي عملوه.... هرتاح من التفكير فيها ومن إني عايز أشوفها ويمكن ده اللي خلاني أستسلم للمرض بس واضح إنه لا مكتوب عليا أتوجع كل أما أشوفها قدامي
منيرة : مش قلت إنك مش بتحبها يا سليم؟
سليم : عشان من الأول مكنتش فاهم مشاعري.... كل اللي كان فارق معايا إني عايزها قدامي.... تفضل قدامي كده شايفها وخلاص بس لما كنت بشوفها كنت بحس إحساس غريب..... النهاردة بقى لما شفتها بالرغم من إني مش مصدقها بس مكنتش عايزها تمشي من قدامي حتى طريقة كلامها مختلفة تمامًا عن قبل كده ونظراتها ليا خلتني فعلًا أصدق إنها بتحبني..... بس كانت تكدب كدبة معقولة تتصدق.... تخيلي جاية تقولي إنها كانت مبدلة جسمها ولا هي كانت سيف..... مش فاهم منها حاجة
شعرت منيرة إن مشاعر سليم صادقة لها ولكن تبادل الأجساد من جلعه في هذه الحيرة فقررت أن تقص له الحقيقة فقالت في تردد : اه.... ماهو.... ما هي ديه الحقيقة يعني
اعتدل سليم وعقد حاجبيه وقال : حقيقة إيه؟
منيرة : بص.... هقولك..... بس يعني.... بس متتعصبش عليا وكده
سليم : لا فهميني.... إنتي تعرفي حاجة من الموضوع ده
منيرة : اه.... أنا رحت لساحر اسمه شمعان.... وطلبت منه يعملك سحر يشيل بيه فكرة كرهك للستات ده وفعلًا إداني حاجة حطيتهالك في العصير وبعدها فعلًا لقيتك موافق على الجواز بس بعد كده عرفت إن شمعان عمل سحر لسيلا بنفس الموضوع بس سيلا بقى كان سحرها مختلف.... بدلت جسمها بجسم أخوها معرفش ليه بس لما سألت شمعان قالي السحر هو اللي اختار كده مش أنا وقالي إن فيه خير من وراها..... لما رنا عرفت جات قالتلي وعرفت من سيلا ساعتها إن لو حد قال الموضوع السحر مش هيتفك وهتفضل في جسم أخوها طول حياتها عشان كده طلبت منها تفك السحر بأي شكل قبل ما رنا تيجي تقولك
سليم : طيب وهي مفكتش السحر من بدري ليه لو تقدر يعني معلش؟
منيرة : عشان السحر مش بيتفك غير لو إنت فعلًا حبيتها وبوستها
سليم : بس أنا مبوستهاش
صمت سليم فجأة عندما تذكر ما فعلته سيلا عندما طلب من سيف الزواج منها وقبلته أمامه فقال : بس هي باستني من بدري..... يعني السحر اتفك من بدري
منيرة : إنت بوست سيف؟
سليم : لا سيلا
منيرة : يا حبيبي.... سيلا كانت جوا جسم سيف يعني كان لازم تبوس سيف
سليم : إيه الجنان ده.....وده يحصل إزاى يعني؟!..... أيوة أنا سلمت عليه عادي لما كان مقدم استقالة وماشي وقالي هيسافر
منيرة : ما هي تقريبًا ملقتش حل غير ده عشان تبوسها وده معناه إنك حبيتها بجد حتى وهي جوا سيف وإنت قولتلي إن زعلك من سيف أكبر من زعلك من سيلا
سليم : أنا مش فاهم.... ليه شمعان ده يعمل كده.... يعني دلوقتي أنا حبيت مين.... سيلا ولا سيف ولا إيه بالظبط؟.... وإنتي إزاي تعملي حاجة زي كده وليه؟.... كل ده عشان اتجوز؟
منيرة : يا أبني مكنتش أعرف إن الموضوع هيبقى متلغبط كده.... أنا قلت الفكرة هتتشال من دماغك وتتجوز
سليم : واتشالت..... ده أنا مش عارف أنا بحب مين دلوقتي.... أعمل فيكي يا ماما بجد
منيرة : أهدى بس يا حبيبي.... فكر كده شوية..... إنت فعلًا حبيت سيلا وحبيت سيف
سليم في استهزاء : اه اتجوز الأتنين يعني؟! فكرة فعلًا
منيرة : لا.... مش قصدي كده.... لما قعدت تتكلم معايا أخر مرة عن سيف وسيلا حسيت إنك مفتقد لسيف أكتر وساعتها سألتك إنت بتحبها قولتلي لا.... لو كنت قولتلي إنك حبيتها كنت شرحتلك كل حاجة زي دلوقتي
سليم : إنتي عايزة توصلي لإيه مش فاهم
منيرة : عايزة أقولك إنك حبيت سيلا اللى كانت عايشة جوا سيف معاك في بيت واحد.... حبيتها هي لشخصها من جواها روحها اللى كانت عايشة معاك وكمان حبيتها كلها على بعض لما شفتها.... يعني أنا متأكدة إنك لو رحت وقعدت مع سيف دلوقتي هتلاقي شخص تاني خالص غير اللي كان عايش معاك لأن اللي كانت عايشة معاك هي سيلا مش سيف ولو أديت فرصة لسيلا هتعرف إن هي ديه اللي إنت حبيتها بجد بس اتجمعت كلها قدامك روحها مع شكلها
صمت سليم وأخذ يتذكر ما كان يحدث بينهما من قبل.... إهتمامها به حين مرض.... مزاحها معه وهي تناديه بسولي.... حديثها الذي يحمل أكثر من معنى وجعله يشك بميوله بل وشعر بالخوف منه من قبل وركض من أمامه بالمكتب..... عندما اعترف بحبه لسيلا أمامه وسيف من قام بالرد عليه بدلًا منها..... ثم وقف وقال : مفيش غير إني أتأكد بنفسي
منيرة : هتروح فين؟
سليم : هروح لسيف.... عايز أعرف هحس بإيه لما أقعد أتكلم معاه
خرج سليم من المنزل واتصل بسيف ليرسل له عنوان منزله وذهب إليه وعندما دخل وجلس معه لبعض الوقت قال : أنا عرفت اللي حصل كله..... وموضوع شمعان وكل حاجة..... بس بصراحة مش مصدق.... يعني مش إنت اللي كنت عايش معايا؟
سيف : لا مش أنا.... أنا قعدت عندك في البيت يوم واحد وهو أول يوم شغل ليا وتاني يوم صحيت لقيت نفسي في بيت ميرنا وسيلا ويومها عرفت إن ليا أخت
سليم : طيب معلش.... أنا حبيت مين؟
سيف : ديه حاجة إنت اللي تجاوب عليها مش أنا
ميرنا : لازم تقعد وتشوف نفسك مشتاق لمين وعايز مين في حياتك.... أنا عارفة إنك متلغبط وحقك ومش قادرين نلوم عليك..... وأنا بعتذرلك عن اللي حصل
سليم : مفيش داعي..... على العموم أنا هروح وأسف إني أزعجتكم
سيف : لا ثواني..... هو أنت قابلت سيلا؟
سليم : اه جاتلي النهاردة المكتب
ميرنا : طيب حسيت بإيه لما شفتها
تنهد سليم وقال : مش هكدب يعني وأقول إنها مكنتش وحشاني.... لا هي وحشاني جدًا بس حسيت بشعور غريب.... ولما جيت هنا كنت عايز أعرف مين اللي كان قاعد معايا فعلًا
سيف : وحسيت بالفرق ولا لا؟
سليم : اه..... حسيت.... مش أنت اللي كنت معايا فعلًا.... اللي عاشت معايا هي سيلا.... يعني أنا حبيتها شكلًا وحبيت الشخص اللي عاش معايا في بيت واحد..... أنا فاكر مرة كنت قاعد معاها بتفرج على فيلم وبناكل فشار سوا ساعتها اتمنيت لو اللي قاعد معايا ده حبيبتي فعلًا مش إنت وقولتلها كده فعلًا..... من كتر ما كنت مرتاح ومبسوط..... إزاي مخدتش بالي من تصرفاتها وخوفها عليا..... دلعها وهزارها معايا..... ليه مقالتليش طيب؟
ميرنا : مكنش ينفع للأسف عشان السحر مكنش هيتفك أبدًا
سيف : وأديك عرفت ومع ذلك لسة مش عايزها
سليم : أنا متلغبط بجد..... بس عايز أستوعب اللى بيحصل ده كله.... طيب هي بجد حبتني فعلًا ولا لا؟
سيف : لسه بتسأل بعد اللي عملته ده كله؟!
ميرنا : بس يا سيف
سيف : لا.... لازم يعرف هي عملت إيه عشانه
ميرنا : سيلا مش عايزة كده
سيف : هو عايز حل للموضوع وأنا هديهوله
سليم : براحة بس وفهموني بتتكلمو على إيه؟
سيف : أنا هقولك
ميرنا : لا..... قبل ما تقول أي حاجة..... سليم.... إنت حبيت الشخص اللي كان عايش معاك ده ولا لا؟
سليم : اه.... لدرجة إني كنت زعلان من سيف أكتر من سيلا.... لأن سيلا مقربتش مني أوي زي سيف
ميرنا : حابب تعيش مع الشخص ده ولا لا؟
سليم : اه
سيف : سيلا هي اللي اتبرعتلك بكليتها
فتح سليم عينيه في صدمة وقال : إيه؟!.... إزاي.... عرفت إزاي أصلًا؟
ميرنا : راحت المستشفى اللي إنت كنت محجوز فيها وعرفت هناك
سليم : وليه مقالتليش؟
ميرنا : عشان متضغطش عليك بالموضوع وتخليك ترجعلها بس عشان كده
تركهما سليم وذهب مسرعًا إلى منزله