رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الثالث عشر 13 بقلم لينه سعد

 

رواية فتاة الخيل الراقص الفصل الثالث عشر بقلم لينه سعد



عندما تختفي الكلمات في بحر السكون، تتلاشى الأمواج وتختفي الأصوات، هناك لحظاتٌ تعجز فيها الكلمات عن التعبير.
هي لحظاتٌ تفوق الوصف، أعمق من أن تُحتوى في قواميس اللغة أو تُصاغ في جملٍ .
انتبهت لعيون عمو جميل وهي تقذف الدموع 
كأنها تثور من بئرٍ عميقٍ في الروح، دائما جنت اسمع بان الدموع تغسلُ الهمومَ، معقولة هي غسلت كل ذنوبه او محت كل همومه 
حسيت بان الهواء بدأ يختفي فجأة، وبلا سابق إنذار، تتوقف الرئة عن التمدد. لا شهيق، لا زفير يتجمد كل شيء في مكانه، الأشياء الخفيفة تسقط أرضًا بلا مقاومة، والأصوات تتلاشى كأنها لم تكن. صمت مطبق يخيم على المكان، صمت ثقيل يلف الأنفاس المكتومة.
بهذه اللحظة، يصبح كل شيء مألوف غريبًا ومخيفًا. لون الجلد يتحول إلى زرقة باهتة، والعيون تتسع في ذهول، تبحث عن شيء لا يمكن إدراكه. الدماغ، الي اعتاد على تدفق الأوكسجين، يبدأ بالتمرد، يرسل إشارات استغاثة تتهاوى مع كل جزء من الثانية.
وبعدها يأتي الانهيار. 
الجسد يتهاوى، الأطراف ترتخي، والحياة تتسرب ببطء، تاركة خلفها فراغًا لا يملؤه شيء. فراغ كالفراغ الذي تركه الهواء عندما غادر، فراغ بارد وموحش، يحكي قصة نهاية مفاجئة وغير متوقعة.
هكذا غادرت رقية بدون ان تسمع مني كلمه اعتذار بدون ان أبرأ لها نفسي من كل شيء 
خرجت بسرعه من الغرفه متخطية الممر تاركه ورائي صرخات الباب الصدأ وهو ينادي بعدم الخروج. 
طلعت واني اجر ورائي خيبات سنين احمل بداخلي إثم عظيم تمنيت لو ما نطق بأي شي تمنيت ابقى على كل جهلي تخطيت الرصيف والشارع والمارة مااعرف وجهتي ولا وين اروح بس المهم ابتعد وابتعد . 
كانت اضاءة السيارات قوية وهي تتخاطف كدام عيني مااعرف المدة الي قضيتها واني جالسة على مسطبة الحديقه العامه لمحت الأسر تلملم كل اشياءها مغادرة المكان وترجع لبيتها ناهيه هذا اليوم بالمكان الي استمتعت بيه. 
اما اني فكانت عيوني تتجول على كل الأسر الموجوده تلمح الصغير وتلمح الكبير وتشوف حركاتهم ، الأب الي يرفع ابنه بالأعلى كانما هو سبايدر مان ، والثاني يركض وراء طفلة الصغيرة يحاول يوقفها عن اللعب. 
واشياء هواي كدامي صارت , هاي الأشياء تمنيت بيوم من الايام اكون بمكانهم وامارس حياتهم ، اتمنى احس بهذا الاحساس اما هسه كل شيء ما احس بي، بس الي اشعر بي هو اني تعبانه لاول مره احس بالتعب والثقل الي بدأ يثقل اكتافي ، رفعت عيوني للسماء واشوف 
لحظة الغروب، كان هناك عناقٌ دافئ بين النور والظلام، ورقصةٌ أخيرة للشمس قبل أن تغلق ستار الليل.
تتسرب خيوط الذهب والبرتقالي والأرجواني، لتصبغ السماء بلوحة فنية لا يضاهيها إبداع. 
بهذه اللحظة، تتوقف الأنفاس، وتسكن الضوضاء، وكأن الكون كله يتهيأ لاستقبال سكون الليل. هي دعوة للتأمل، للهدوء، وللتصالح مع نهاية يوم. 
اما اني فكان كل هذا نقيض عن ما يدور بداخلي من ضوضاء وهواجس مخيفه وايام قادمه تعيسة مااعرف كم المدة الي قضيتها بره بس الي اشعر بي اني تعبانه وضايعه بهذا المكان هذا مو مكاني اني بعيده كل البعد عن هذا ، وحتى الأحداث الي قصها علية عمي اني مالي اي دخل بيها، على شنو اني الوم نفسي وليش اتواجه هسة ويفضح كل شي هو يريد يدمر حياتي اني غلطت يوم الي فكرت ارجع واشوفه
رجعت بخطوات مستعجلة للبيت انهي كل هاي المهزلة وافكر واحاول اقنع نفسي مو اني الي جبت سعادة وزوجتها من عبد الصمد ولا اني بعت بنتي لجهينه ومو اني الي امتنعت اسجل رقية باسمي كل هاي مو اني مسويتها اني مجرد طفلة ساذجة بيوم من الأيام فكرت تكبر بعين ابوها وتجعل من نفسها اسطورة فضحت بصديقتها الي هي اختها بالحقيقة بدون ان توعي للجرم الي سوته 
ماانكر كل الي صار برقية هو اني سبب بي بس عشت كل حياتي اني بذنب احاول اتجاوزه وماكدرت 
هديل "انتي مالج دخل باي شي انتي برة الموضوع كله " هذة الكلمات الي جنت ارددها لنفسي 

زادت خطواتي متوجهه لبيت عمي دخلت للداخل بدون ما انطق اي كلام بدون ما اسلم على الشاب اللي كان موجود كدامي محاول ان يتقدم اتجاهي بس ابتعدت عنه بعدم اهتمام 
وكال 
_ ست هديل وين جنتي، انتي زينه محتاجه شي 
_مااحتاج شي منكم بس اتركوني بحالي 

.... كملت خطواتي للداخل بس شفت عمي كان منتظرني او بالأحرى هو اصلا ما اتحرك من مكانه من الصبح رفع عينه اتجاهي 

_وين جنتي؟ 
... بدون مااجاوبه ابتعدت عنه متجاوزته 
اتوجهت لناحية الغرفه الملم كل اغراضي اريد اطلع اريد ارجع لمكاني الصح ارجع لعقيل الانسان الصح اللي بذل كل ما يملك اللي يهتم بي من اول ما شافني الي عالجني ووقف بجانبي وساعدني لحد ما صرت اني متعافيه اكدر اواجه الناس والمجتمع اكدر اطلع للمستقبل كان الي هو الحاضر والماضي والمستقبل بس هسه اني كل شيء ما الية 
بس مجرد ماضي تعيس يحاول يخرب حاضري ومستقبلي وما ترك بس الذكريات الحزينه والأذيه بديت اجمع اغراضي اللي هي ما كانت هوايه وهذا فعلا اللي لازم يصير انه ارجع ارجع اعيش حياتي . 
طلعت من باب الغرفه متوجه لباب الخارجي وسمعت صوته مرتجف وهو يكول 

_وين رايحه 
....التفتت اله وكلت 

_ارجع لمكاني الصحيح واعيش حياتي اني ماانتمي الكم ، مااعرف اصلا انت الي حجيته هو كذب لو صحيح و ليش رجعتني لهنا، ليش خليتني اعرف كل هذا ياريت بقيتني على عماية ماافهم شي ولا اعرف شي وبقت الصورة الحلوة بعقلي عنكم 

....وقف بصعوبة وهو يحاول يجمع كل قوته واتجه اتجاهي وكال 

_ اللي حجيته الج كله صح ما كذبت عليج بشي واحد 

_ وليش تحجي كل شي بعد ما راحو كلهم ماتو ورقية الي المفروض هي اختي راحت بدون ما اشوفها ولا كدرت تعرفني، تدري كم سنه عشت واني بذنب والوم نفسي كل هاي السنين بس ما تصورت اني ذنبي شي بسيط بعد ماسمعت قصتكم وعرفت ذنوبكم 
ما انكر اني مااكدر اغفر لنفسي بس على الاقل اكدر اعيش بس انتم مااعرف شلون كدرتوا تعيشون كل هاي السنوات 
_تمام ياهديل وانتي الذنب تكدرين تغفرينه لنفسج ، صدكيني اذا رجعتي ما راح تعيشين مرتاحه 

_وشتريد اسوي اروح لكبرها اتوسل بيها شنو الي اسوي بعد ما ماتت 

_هو هذا الي اريد اكوله الج السبب الي جبتج لهنا ياهديل اكو امانه لازم تاخذيها وتعتنين بيها 

_مافهمت 
_عبد الله ياهديل ابن رقية هو بأمانتج 
_ انت تحجي عن شنو؟ 
_ليش ماانت تهتم بي 

_كم مرة اكول الج اني ماعندي عمر بعد وياريت لو اعرف اكدر اعيش صديكني مااتركه يوم واحد يعيش يم عمه ، اذا ركزتي زين راح تشوفين انتي ربج يعوضج عن هواي اشياء هو ابن تربينه وغلط تصلحينه ولخاطر اختج التوأم الي ماحضت باي شي بحياتها 
_وليش ماتريدة يم عمه يبقى 

_ ماتعرفين عمه منو وشنو هو انسان حقير ماعندة ذمه ولا ضمير هو ينتظر اليوم الي اموت بي علمود ياخذ ورث امه مايهمه اذا عاش عبدالله او يتركه بالشارع واني متاكد هسة هو عايش اسوء ايام حياته بقربه 
عبدالله ياهديل طفل رقيق محبوب يشبه رقية بصفاتها وطيبة قلبها تذكريها شلون جانت 

. ....خارت كل قوتي واني اكعد على الكرسي ومااعرف شنو لازم اسوي ولا حتى اجاوبه شلون راح اتولى امر طفل اني مااعرف عنه اي شي ، لا شايفته ولا بعمري متعامله وياه شنو راح اكول اله اذا شفته اني خالتك اني اخت امك زين وشنو راح اكول لعقيل وشلون اكدر اقنعه ولازم اقص علية القصه كلها معقولة راح يتقبل هل شي ويمكن اصلا هو نهى كل شي بعد ماتركته وسافرت 
رجعت وقفت بس هل مره اني حاسمه امري وجاوبته وقلت بصوت واثق 

_ اني ما مسؤوله عن كل هاي الأخطاء مو ملزمه اسوي هل شي 

....تحركت من امامه بس هو لحقني محاول يوقفني وكال 

_ اسمعيني بس هل مرة وبعدها انت براحتج 

....التفتت اله وكلت 
_لا اتعب نفسك ما راح تغير من قراري 

_موافق بس انتظريني شوي 
.....دخل للداخل جنت متاكدة مهما راح يحاول ما راح يقنعني بشي مااريدة، وبعد لحظات رجع وهو يمسك بايدة ظرف وكال 
_ اخذي هذه اقريها 
_شنو هاي 

_هاي رسالة ليش خايفه تقريها هاي اخر رسالة من رقية كتبتها الج وجانت تتمنى ترسلين الها رساله تعرف بيها اخبارج حتى اذا تلاحظين هي مامفتوحه ولا اعرف شنو كاتبة بيها الج اقريها وبعدها تكدرين تروحين 

..... مديت ايدي اله مااعرف ليش جنت مترددة بس بنفس الوقت اتمنى اقراها جنت متشوقه شنو راح تكول اليه هل هو عتب او ملامه او اشتياق 
فتحت الرسالة وكان الخط متعرج كانه خط طفل بالابتدائية مااعرف ليش ابتسمت وهنا نطقت 
"بسم الله الرحمن الرحيم 
الى صديقتي هديل، 
تعرفين هاي أكثر من أربع رسائل رسلتها الج ومتاكدة اذا قريتيها راح تضحكين على خطي وتكولين شنو هذا الخط البشع بس صدكيني حاولت اعدل من كتابتي وهنا اني مطورة عن قبل بباقي الرسائل ، تمنيت هواي اسمع أخبارج واعرف شنو تسوين وتقضين يومج أتمنى اشوف وجهج شلون صار أنتي تزوجتي او لا بس متأكدة راح تتزوجين لان انتي حلوة من قبل سؤالي هو عندج اطفال، كم واحد ، شنو اسمائهم ياريت لو تقرين رسالتي او ترسلين الية راح افرح هواي 
بالمناسبة اني رسلت الج شلون تعلمت الكتابة والقراءة، مااعرف اذا قريتي او لا بس عمو جميل دخلني مدرسة وهو صار والدي بالجنسية اكرمني هواي واتمنى ان يعطي ربي الصحة والعافية، طبعا اني تزوجت من عمار الي جانت مشاكل هواي بيني وبين اهلة بس هو يحبني هواي وضحى هواي علمودي وهل شي اني ابد ماحسيت بي من قبل اول مرة اشوف احد يحبني ويهتم بية شعور حلو ولهذا صارت اشياء هواي بس بالاخر عشت احلى قصه حب وياه وحملت بولد سميته عبدالله 
هديل عبدالله يذكرني بيج هواي عندة نفس اسلوبج من يزعل ودائما يحب يبرز نفسة وهل شي حبيته بي احس مرات انتي امه مو اني مااشوفه يشبهني بس اتصور هلكد ما جنت افكر بيج واني حامل طلع يشبهج 
المهم اني عشت ببيت عمو عبد الصمد اهتميت بي واصعد اني وعبدالله للتله انلقط التگي مثل ماجنه انسويها سوه، اني عايشة احلى ايامي بس اتمنى انتي بيها 
هديل اعرف انتي ماتريدين تجين علمود القصه الي صارت، اني نسيتها واني اعرف انتي مو قصدج تعوفيني وتروحين اني مسامحتج ومااريد اي شي منج لا اعتذار ولا اي شي 
راح ابقى انتظرج وحتى عبد الله ينتظرج يتمنى يشوفج لان دائما احجي اله عنج 
اعرف رسالتي طويله بس اني اختصرت الج هواي بيها وراح انتظر، وانتظر الى ان تجي رسالة منج محبتي رقية " 

_ خارت كل قوتي وهذا يدل على ان الشخص مر بمرحلة ارهاق شديد اوضعف
لا أدري كيف وصلتُ إلى هذه النقطة والشعور الي احس بي ، فضيع هل إحساس ، اني بحاجه لحضن بهذه اللحظة ارمي بي كل احزاني محتاجه ايد اطبطب علية وتكول لتخافين اني يمج كل هذا راح يزول ، كانت دموعي تنزل بغزارة ماتتوقف كل مااغمض عيني احاول اقفل هذة الدموع من ان تنزل بس لا اكو شي بداخلي يأمرني بان اذرفها بقوة بدأت انفاسي تشهق الهواء وانيني يظهر للعلن 
أتمنى لو أن هناك يد تمتد لتنتشلني، أو صوت يهمس لي بأن كل هذا سيمر. بس اني وحدي هنا، أواجه عتمة روحي الي خارت كل قوتها.
رفعت عيوني واشوف عمي ماكو يمكن تركني اقرر لوحدي بس اي قرار راح يكون اني اتمنى اشوف هذا الاسمه عبد الله اتمنى احضنه وهل صحيح هو يشبهني معقولة الجينات الها تأثيرها يالله شنو الي صار بيه

بين عقارب الساعة ورنين الذكرى
كل دقة من دقات الساعة هي رنين لذكرى جديدة تُصنع، أو ذكرى قديمة تتلاشى. الوقت لا ينتظر أحدًا، ولا يتوقف ليلتقط الأنفاس. يركض بسرعة جنونية فأجد نفسي كبرت من دون ما أشعر وتغيرت ملامحي وحتى قناعاتي وافكاري كل شي تغير بعد مضي ساعات واني جالسة على وضعي هذا بدون ما اتحرك وقفت ورحت لغرفه عمي ودكيت الباب فتحته بهدوء كان مستلقي على سريرة وكلت 
_وين هو عبد الله موجود؟ 
_جنت اعرف كلبج ما يخليج اتركينه لوحدة 
_مو علمودك لخاطر رقية 
_راح اكتبة الج
_مااروح لوحدي، اريد يجي وياي احمد

_ماعندي مانع اخذي رأيه مااتصور يمتنع 
_تمام باجر الصبح اطلع 

....عدى الليل علي بدون حتى ان تأخذ عيني النوم ، ما اعرف ليش جنت قلقه وافكر بهواي أمور لكن اللي اريد افتهمه والي اريد اعرفه انه اني ما اكدر اتخلى عن هذا الطفل ولا اكدر اتخطاه والسؤال هذا الي حير عقلي هو ليش , ليش هل تعلق بي قبل حتى ان اشوفه او اسمع صوته ، شيء غريب اني ابد ما حاسته ، وما هي الا لحظات وبزغ ضياء الفجر تحركت واني اتوضئ مهيئة روحي للصلاة داعية الله ان يرشدني للطريق الصح بعدها خرجت من الغرفه بدون ان اخذ اي شي وياي لاني جنت متأكدة اني راح ارجع لهنا بعد ما التقى بعبد الله وأخذه من بين عمه ، انطلقت خارج غرفتي متوجهه للهول وشفت احمد وكلت له

_ انا متحضره ماعندي اي شي 
_ماشي بس بالأول اتريكي 

_لا مااشتهي ولازم نستعجل مانعرف شنو يصير بالطريق

_ مو مشكله بس لحظات بين ما اروح اجيب السياره واجي

_ ليش انت عندك سياره 
_ لا بس هاي سياره صاحبي واكيد احنى مشوارنا راح يطول مو مال تكسيات ونفرات نصعد وننزل لان القصه واضح عليها شويه طويله

....استغربت من كلام ويمكن هو فاهمها للقصه صحيح المهم بعد ما جاب السياره وانطلقنا ناحيه المنطقه اللي كال عليها عمو جميل كانت السياره تمشي هوايه وازدحامات هواية بالطريق جنت انتظر بفارغ الصبر شوكت اوصل للمنطقة فضول بداخلي اريد اعرف هو وين كاعد وشنو هاي المنطقه هل هو مرتاح بيها خلص الوقت كلة بس اراقب من زجاج السيارة ولمدة ساعتين كان الوقت المستخدم لعبور اكثر من محافظة اما بالحقيقة هو مجرد نصف ساعه كافية، وبعدها وصلنا الى منطقه تقريبا مجهوله او مهجوره بالأساس بيها هوايه تجاوزات اللي كال عليها احمد بانها بيوت متجاوزة اي هي اراضي تابعه للدولة ما بيها خدمات لكن الناس قامت ببنائها وسكنت بيها، دققت النظر واشوف بأنها صح بنائها غير نظامي تفتقر معظم البيوت المتجاوزة إلى البنية التحتية الأساسية مثل المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي، الكهرباء، الطرق المعبدة، والمدارس والمراكز الصحية.
يعيش سكان هذه المناطق في ظروف صعبة للغاية، يؤثر على صحتهم ونوعية حياتهم. 
بعض المنازل حتى السقوف ما كانت مكتمله لاحظت ان الشوارع كانت وسخه والارصفه غير موجوده شيء غير منتظم وبصراحه اول مره اشوف هذا الشيء التفتت الاحمد وكلت
_ احنا وين راح نوصل وشنو هاي المنطقة تخوف 
_طريق بعده ليكدام شويه

_ معقولة هو هنا عايش زين اذا هاي بداية المنطقه لعد بالداخل شنو راح انشوف  

_ بعدج لحد هسه ما شايفه شيء هاي منطقه مال متجاوزين يعني اللي ما عنده بيت يكدر يبني بكيفه ويكعد

_ وبعدها شنو راح يصير راح يبقون هيج 
_ الدوله بعد مده راح تشيلهم 

_وبعد شنو راح يصير وين تروح العالم

_ حسب اللي يكدر يبني مره ثانيه واللي عنده مكان او يروح يستأجر

....سكتت واني اتابع النظر وافكر بعبد الله شنو هو يسوي هنا ، وصلنا للمنطقه اكثر عمق توقف احمد يم بيت تعبان جدا نزل ونزلت وراه دكينا الباب انفتح الباب من قبل بنيه طفله صغيره وسالها احمد

_ السلام عليكم عمو او ابو اكرم موجود

_ لا مو هنا طالع 
_ زين و عبد الله هنا 

_ لا هم طالع وياه للشغل  

.....التفتت الى احمد وكلت له 
_شغل ليش هو شكد عمره علمود يشتغل 

....مااهتم لكلامي ورجع كال 
_شوكت يرجع ابوج 

_ما اعرف بس يمكن هو كاعد بالكهوة شوفه يمكن هناك الي براس الشارع هو دائما هناك يكعد 
_ماشي ياحلوة 

...ابتعدنا وركبنا السيارة واني اتسائل وارجع اكول يعني شنو يشتغل شنو الشغل الي يصلح لطفل عمرة سبع سنوات شنو يكدر يسوي وصلنا للشارع القريب على الگهوه وردت انزل بس منعني احمد 

_ لا تنزلين ابقى هنا خلي اكتشف هو وين وبعدها نروح اله ونكعد مقابيلة ونشوف شنو كلامه

.....اقتنعت بكلامه وكعدت بالسياره انتظره لحد ما يرجع وهنا اني أتساءل هواي اسئله ما اعرف شنو اللي راح يصير بعدين ، راح اكدر اواجهه هذا الشخص او راح اكدر اتحمل مسؤولية طفل اتمنى تقضي هاي المهمه على خير ، على بعد امتار مني كان هناك تقاطع للإشارة المروريه كل مده من الوقت تتوقف السيارات وتهب عليها مجموعه من الاطفال وهم يحملون رشاش المي ويمسحون السيارات وبعضهم يحملون كارتونه من حلويات يعرضوهن على أصحاب السيارة وكانت هاي احد الطرق للتسول ، وكل ما تنفتح إشارة المرور وتمشي السيارات يرجعون الأطفال لأماكنهم ومره ثانيه تتوقف ويرجعون نحو السيارات كالعادة، الا طفل واحد كان أصغرهم كان كاعد يتابع وينتظر ما اعرف شنو، صح ما كنت اميز ملامحه من بعيد ان كان هو حزين او متشوق وبعدها لمحت احد الأطفال الكبار يتقدم من الطفل يعطي اله علبه الكارتون ويحفزه بانه يتحرك نحو السيارات وفعلا تحرك بس شفت حركته وهو متردد لكن تحرك نحو السيارات يحاول يبيع اللي بايده وعرفت بانه كان يدرس الحاله الحد ما يتعلمها وكان هذا اول درس اله وبعدها بلحظات بدأ يقترب بالسياره اللي أني جنت كاعده بيها ، اقترب وبدأت ملامحه توضح وجهه لوحةٌ زيتيةٌ باهتةٌ رسمتها الشمس والغبار، يحكي قصة ألف يوم من الحرمان بشرته سمراء فقدت نضارتها، وشفايفه متشققه، كأنما تحكي عن قلة الماء والطعام. يمكن هل وجه كان بيوم من الأيام وجه ممتلئ بالضحكات، أما هسة فهو خريطة تفصيليةٌ للشقاء. 
شعره الأشعث، متشابك بلا اهتمام، يدل على انه ماكو اي لمسة يد حانيةٍ تمشطه أو تتهذب شعرة، حتى ملابسه بالية ومتسخة، فقدت ألوانها الأصلية، وباتت مجرد خرقٍه تحاول أن تستر جسد أنهكه البرد والجوع.
وهنا نطق وكال 
_ تريدين علج 
_لا ما اريد ، بس انت ليش هنانه بعدك صغير ليش تفتر 

.... جاوبني وحسيت بأن سؤالي غبي 
_اني كاعد اشتغل

_ انت مرتاح
......سكت وهو يراقبني بهدوء بدون ان ينطق كانما لاحظ شي على وجهي انتبهت كف ايده، الصغيره، الي المفروض تمسك بأقلام التلوين أو مكعبات اللعب، صارت ممدوة باستجداءٍ.

_ اي راح أخذ 
....مديت ايدي للجنطه بس تذكرت اني ماجبتها وياي خجلت منه و رجعت اشوفه وهو متحمس لانه راح يبيع 

_اني أسفه يا حبيبي نسيت الجنطه بس انتظر شوي اخوية نزل هسة يجي وراح اشتري منك 

.... نزلت بسرعه احاول اشوف احمد علمود اخذ منه فلوس بس التفتت للخلف بعد ماسمعت صرخات اطفال تعلى واشوف الطفل الصغير وهو خاضع للطفل الكبير ومرمي العلبه بالكاع وهو يضرب بيه كان منظر كلش بشع ما تحملت وتقربت منه وقفت كدامه ومنعته يمد ايده مره ثانيه عليه وكلت 

_ليش تضربه شمسوي هو صغير 
_معليج انتي هو يشتغل عندي 

_ شنو يشتغل عندك انت اتشوفه شلون صغير واني كلت الة ينتظرني راح اجيب فلوس واشتري منه 

.....كان رجل ضخم طويل بشرة سمراء لابس دشداشه باليه تعبانه عرفت بانه هذا الشخص هو مسؤول عن هذوله متسولين ، بالحقيقة ارتعبت ورجعت للخلف بدون ان انطق كلمه سحب الطفل من كدامي واخذه وابتعد ، وابتعدوا وياه مجموعه الأطفال الي ملتفين حوله واختفى من كدام عيوني التفتت لكيت احمد واكف يتابعني من بعيد اقترب اليه وقال 

_شنو اللي صار هسة 

_ ما اعرف بس هذا الطفل اجى راد يبيع الي واني جنت ما شايلة فلوس فنزلت الك علمود اخذ منك فلوس وبعدها الولد بدأ يضرب بالطفل وصارت هوسه بين الجهال وانت شفت هذا الرجال شلون اجه يهجم واخذة 

_تدري منو هذا الشخص 
_لا منين اعرف 
_ هذا ابو اكرم 
....جنت غير مستوعبة كلامه وضليت واكفه احاول اجمع كل الدقايق الي مر بيها 

_يعني هذا عم عبد الله 
_اي 
_زين وين هو عبد الله 

_حاولت احجي وياه بس هو اتهرب مني وكال عندي شغل بعدين اني مشغول 

_ يعني شلون يعني ما راح ناخذ الطفل اليوم منه 

....اقترب مني وهو يكول بصعوبة واشوف اكو شي صعب بعيونه 
_الشغلة مو سهلة ست هديل بس ما طول نعرف بيته راح نحاول نرجع اله ونحجي وياه ، يلا خلي نصعد ونرجع 

_وين نرجع اني جنت محسبة اخذ الطفل اليوم 

_صدكيني ما راح ينطي النه بسهولة هل شي يراد تكتيك وصبر شوية لان شفتي هو شنو يشتغل  

....ابتعد وهو يصعد للسيارة واني جنت ضايعه بهل لحظة وماعندي اي قرار اتخذة بس الي افهمه لازم اطيعه بقرارة صعدت بالسيارة واني سارحه احس راسي بدأ يوجعني الألم بدأ يزداد . واحساس بتوقف الحياة، تتلاشى الرغبة بالتفكير ، صار الهدف الوحيد هو البحث عن الراحة، عن لحظة هدوء، عن أي شيء يخفف مني هذا العبء الثقيل. اتمنى احضى بالعزلة اتذكر كل ايامي بإسطنبول شلون جنت وحيدة ماكو اي هدف بحياتي ، بعيدة عن العالم الي يوضح كأنه يتآمر ضدي.
رغم الالم جنت اعيد اللحظات الي كانت كدامي قبل دقائق افكر واعيد وادرس الأطفال الموجودين بس هناك إحساس يكول بأن الطفل الصغير هو عبد الله قلبي بدأ ينبض بقوة بين الفرح والخوف اتمنى أتذكر ملامحه زين بس لا ما أتذكر الا شي بسيط التفتت لأحمد وكلت بصوت مرتجف

_احمد، معقولة الطفل الصغير الي جان يمي هو عبد الله

_ مااعرف، انتي ماسالتي عن اسمه 

... ضربت ايدي على رجلي بقوة واني ندمانه ليش ما سألته ليش ماركزت بي احسن ليش مااخذته بحضني ضليت ابجي وهناك حسرة بكلبي 

_ست هديل صدكيني راح تأخذينه بس نحتاج صبر 

_شلون ارجع وانام لو اكل واني اعرف عبد الله نايم هنا مااعرف اذا مااكل اليوم او لا انت ماشفت شلون جان لابس ماشفت شفايفه شلون متشققه

_منو يكول هو 
_متاكدة هو عندي إحساس هو 
_سبحان الله 

_شنو 

_يوم واحد بس ياست هديل وانقلبتي 180 درجه انتي جنتي ماتريدينه قبل يوم وهسة تتمنين ينام بحضنج 

... كلامه صح ماكدرت اجاوبه لان اني مااعرف اجاوب نفسي شلون كدرت اكن اله هذه المشاعر طفل ما حملته بيوم على ذراعي وما شاركته ليلي ولا شهدت على خطواته الأولى ولا حتى سمعت منه كلام يشدني، ليش كل هذه العاطفه بداخلي اله 

_اني احس بذنب جبير لان تركته يروح وي وهل شخص الي ماعندة رحمه لا بوجهه ولا بقلبة 

_كولي يالله 

_مااعرف شلون تركته ليش خليته يروح 

_انتي تدرين هذولة عصابات مو ناس عاديين بكل بساطه يكتلونه اثنينه ومحد يعرف اثرنه ، خلي ببالج همه مجموعه ببطن مجموعه يعني خلية كاملة حتى الشرطه ماتكدر عليهم 

_انت تخوفني هيج 

_لا اني احذرج، لان اقل تصرف غلط راح نخسر عبد الله انتي عايشة برة ما شايفه الوضع بالعراق شلون يمشي 

....رجعت ابجي واني احس بالخذلان حسيت انه انا خذلت عبد الله مره ثانيه مثل ما اخذلت امه ويمكن ما راح اكدر اخذة بعد كلام احمد هذا


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1