![]() |
رواية إنذار بالحب الفصل السادس عشربقلم رباب حسين
كأن شيئًا في الداخل قد تهشم... لا يُرى بالعين وإن كان الألم لا يُسمع فقد سمعت صوت إنكسار روحي بداخلي.... كسرة القلب ليست صوتًا يُدوي بل صمتًا ثقيلًا يملأ صدرك ويُطفئ نورك..... هي نظرة تائهة في الزحام وابتسامة باهتة تُخفي خلفها أنينًا لا يُحكى..... انكسر قلبي حين ظننتُ أنني وجدت الأمان حين سلمت قلبي لمن لا يعرف سوى الخذلان....
حين أحببت بصدق فجنيت الخداع... حين سلمته قلبي وصدقته ولم أجد سوى الكذب فالقلب المكسور لا يعود كما كان يبقى فيه شرخ..... علامة لا تُمحى.... تذكير دائم بأن الحب قد يكون خنجرًا في يد من أحببت... ومع كل نبضة يئن بصمت.....لا يشكو... لا يصرخ لكنه لا ينسى...... كسرة القلب موت صغير فأصبح كالشمعة تذوب وتختفي مع نيران الندم لكنه يغيرنا إلى الأبد.....
بعد أن استوعبت ما سمعت نهضت من الفراش وارتدت ثيابها..... لم تبكي فكان ألمها أكبر من البكاء بل تبلد وجهها وكأنها تعلن انهزامها فما تشعر به من أنها كانت مجرد أداة بيديه فقط ليأخذ بثأره وكل ما فعله فقط كان مكيدة ليوقعها بشباكه جعلها تنكر مشاعرها التي بداخلها وكأن قلبها رفض هذا الحب ثأرًا لكرامتها التي دُعست تحت قدميه بكل وقاحة.... خرج يونس من المرحاض وهو يضع منشفة على خاصره ويجفف شعره بمنشفة أخرى ثم نظر إليها وقال : كنتي خدي دش الأول والبسي أي حاجة مريحة من عندي لحد ما نروح نجيب حاجتك من عند ندى
التفتت إليه ورأى نظرة جامدة داخل عينيها فتعجب من هيئتها وقال : مالك يا حبيبتي في حاجة حصلت؟
عقدت حاجبيها قليلًا وقالت : هو أنت إزاى كده؟
يونس : إزاي إيه؟
ورد : إزاي بالبجاحة ديه؟!.... وبعدين هو أنت مش خدت اللي إنت عايزه مكمل تمثيل ليه؟
يونس : أنا بمثل عليكي يا ورد؟!
ضحكت ورد بقوة وقالت : لا برافو..... ممثل بارع بجد..... ده أنا مشكتش فيك لحظة..... ولا لا شكيت بس كنت غبية..... صح العيب مش فيك لوحدك
ثم اقتربت منه ولكمته في كتفه بقوة وقالت : العيب فيا أنا كمان عشان صدقت واحد زيك
يونس في غضب : فهميني يا ورد فيه إيه وبطلي تتكلمي بالألغاز
ورد : حاضر هفهمك
فتحت هاتفها وقامت بتشغيل التسجيل الصوتي فسمع يونس المحادثة بينه وبين لولا وفتح عينيه في صدمة واختفت الدماء من عروقه... علمت كل شئ وبأبشع طريقة ممكنة..... جف حلقه وظهر على وجهه التوتر وقال : ورد والله كنت هحكيلك
ورد في غضب : هتحكيلي إيه؟!.... هتقولي أد إيه أنا كنت مغفلة..... أد إيه لعبت بيا وبمشاعري..... أنا فهمت كل حاجة دلوقتي..... لما سافرت وقضيتها هناك في لبنان مع الستات عشان عارف إنك كده هتعلقني بيك أكتر.... وفهمت لما جبت البت ديه تحت كان بس عشان تضغط عليا واعترف باللي جوايا غصب عني وبعدها اتغيرت وبعدت طبعًا عشان تعلقني أكتر وأكتر.... كل اللي عملته معايا ده عشان بس توصل للي إنت عايزه
كان يونس لا يعرف كيف يبرأ نفسه أمامه حديثها وما ألمه أكثر ما تشعر به هي الآن فقال : أنا مش هكدب عليكي كل ده كان في الأول وصح بس أنا وقعت في حبك بجد وكنت هقولك بس خفت تضيعي مني
ورد : كداب..... لو كنت عايز تقول كان قدامك فرصة لما مازن بعت الصورة أول مرة..... وسألتك كتير مخبي عني حاجة ولا لا..... كل ده عشان تنتقم منهم..... طيب أنا ذنبي إيه؟..... وفي الأخر يطلع مازن معاه حق وأنا المغفلة اللي صدقت كلامك وافتكرت إنك أحسن منه طلعت أسوء بني أدم شفته في حياتي
يونس في غضب : مازن أحسن مني؟!..... مازن ده كان صديق عمري وخاني معاها شفته هو وقمر مع بعض في سرير واحد واللي إنتي متعرفوش إنه اتجوزك عشان إنتي شبهها وخفاكي عن الناس كلها عشان أنا مشفكيش..... عشان الهانم بعد اللي حصل محدش شاف وشها تاني وهو من حبه فيها أول ما شافك اتجوزك
ورد في غضب : وإنت عملت إيه؟!.... عملت زيه وأسوء منه
أمسكها يونس من ذراعيها وقال : أنا اتجوزتك عشان بحبك إنتي..... ورد أنا عارف إني غلطت بس متضيعيش اللي بينا عشان خاطري
دفعته ورد بغضب ونظرت له بمقت شديد وقالت : مبقاش ليك خاطر عندي..... أنا بكرهك..... طلقني يا يونس
يونس في صدمة : لا..... لا مش هطلقك.... مش بعد ده كله تروحي مني..... حرام عليكي يا ورد متعمليش فيا كده..... أنا من غيرك هموت.... مش إنتي وعدتيني إنك مش هتسيبيني..... لسة إمبارح قولتيلي مش هسيبك
ورد : عشان كنت لسة مغفلة قبل ما أعرفك على حقيقتك وتتكشف قدامي.... أنا أكتر حاجة ندمت عليها في حياتي هو اللي حصل بينا وهفضل أندم عليه طول عمري..... اللي بينا خلص وأوعى تفكر حتى بينك وبين نفسك فيا.... ورقتي توصلي ومن غير تأخير
تركته وذهبت.... كرهته..... من تمنى أن تبقى بجواره طوال عمره ذهبت بلا رجعة..... خسرتها..... يالا حماقتي.... لما عصيتِ الدمع يا عيني فلتبكي حزنًا على قلبي الوحيد فدموع قلبي جفت ودملت من طعنةِ غدرٍ سابقة وها قلبي يدمي بألم الفراق..... كنت أعلم أنها سترحل يومًا ما.... كنت أشعر داخل صدري بأنها راحلة وظننت أنني إذا تزوجتها سأملكها بين يدي ولن تذهب وعندما اطمئننت طُعنت بأسوء كلمة....." أكرهك ".... كيف انقلب هذا الحب إلى هجر وخصام وعناد؟...... كيف انتهت القصة سريعًا وغادرت تاركة كل شئ خلفها..... غادرت وغادر معاها كل أمل لي بالحياة..... عادت ورد إلى منزل ندى وأخذت حمام دافئ..... كانت تقف تحت المياه وكأنها تطفئ لهيب جرحها بها..... لم تبكي.... لو كان البكاء ضعف ما بكى الزعماء ولكن لن أبكي حتى لا تهدأ نيران قلبي وأتذكر كل ما فعلته حتى أكرهك مع كل نفس..... خرجت من المرحاض وارتدت ثيابها وظلت جالسة بالفراش ترى أمام عينيها كل ما حدث بينهما طوال هذه الفترة.... كم كنت مغفلة حمقاء!...... عادت ندى إلى المنزل وذهبت إلى غرفتها لتبدل ثيابها ولكن تفاجأت أن غرفة ورد مفتوحة فاقتربت منها ونظرت بداخلها فوجدت ورد جالسة شاردة فعزاء قلبها اليوم فاقتربت منها وجلست بجوارها وقالت : ورد بتعملي إيه هنا؟
ورد : سبت البيت ليونس
ندى : إنتي لحقتي؟!
ورد : أنا مش قادرة أحكي حاجة ولا عايزة اسمع أي كلمة تخصه ولا اسمع اسمه تاني.... خدي التليفون أهوه اسمعي وأقري بنفسك ومش عايزة تعليق
أخذت ندى الهاتف وقرأت رسالة مازن ثم سمعت التسجيل ففتحت عينيها في صدمة ونظرت إلى ورد وكأنها تلقت صعقة كهربائية لم تستطع التحدث ولكن قاطعها صوت الباب فتركت الهاتف وخرجت لتفتح فقالت ورد : لو هو قوليله ماتت
ندى : بعد الشر
فتحت ندى الباب فوجدت أمامها إمرأة سألتها : أيوة عايزة مين حضرتك؟
سميرة : ده بيت ندى؟
ندى : أيوة أنا ندى.... مين حضرتك؟
سميرة : أنا سميرة والدة وسام
ندى : اه أهلًا وسهلًا يا طنط إتفضلي
دخلت سميرة وأغلقت ندى الباب وقالت : إتفضلي ارتاحي
التفتت سميرة وقالت : هما كلمتين وهمشي..... بصي يا بنتي أنا مش موافقة على جوازك من إبني وبلاش تلعبي بيه أكتر من كده
سمعت ورد ما قالته سميرة فخرجت من الغرفة ووقفت خلفها لتسمع ما تقول وأردفت سميرة : أنا عارفة إنك مطلقة ومتهنتيش في جوازك ده على حسب اللي قاله وسام لكن إبني لسه مدخلش دنيا ولا اتهني بيها فا ليه يتجوز واحدة خرج بيت
كانت ورد مليئة بالغضب وجاءت الفرصة لها لتخرج هذا الغضب فقالت : هو إبنك ده يطول يتجوزها أصلًا؟!.... مين ديه اللي خرج بيت وبتلعب عليه؟!.... فوقي يا طنط.... إبنك هو اللي جري وراها بالشهور وهي اللي كانت رفضاه وبعدين إنتي فاكراها بايرة ولا هتموت على إبنك..... ده المفروض تحمدي ربنا إنها وافقت بيه أساسًا
اقتربت منها ندى وأمسكت يدها لتهدأ قليلًا وقالت : إهدي يا ورد ميصحش كده
سميرة : هي مين ديه؟
ورد : أنا صاحبتها وأختها وبقولك أهوه في وشك..... إبنك ميلزمناش
ندى : يا ورد عشان خاطري إسكتي
ورد : أسكت ليه؟!.... إنتي مش شايفة جاية تقولك إيه في بيتك؟!.... بصي يا حبيبتي الجو اللي إنتي عملاه ده وإبعدي عنه وتاخدي كام عشان تسيبيه والفيلم العربي القديم اللي إنتي خارجة منه ده تنسيه..... عشان أنا أم زيي زيك وبقولهالك من الأخر..... لو فضلتي تحاربي إبنك وتمنعيه عن اللي هو عايزه مش هتكسبي حاجة غير خسارتك ليه..... وسام بيحب ندى وندى ديه ألف واحد يتمناها والظروف اللي مرت بيها ممكن أي واحدة تمر بيها وإنتي جاية ترفضيها بس عشان ظروفها..... فكرتي تقعدي معاها وتعرفيها؟.... بتحكمي عليها بناءًا على إيه؟.... وبعدين مش عايزة تقعدي معاها وتعيشي بالدماغ ديه يبقى تبعدي إبنك عنها ولا أنتي مش قادرة عليه جاية تتشطري على البت الغلبانة ديه بس حظك بقى إني موجودة وأقدر أجيب حقها من أي حد يدوس على طرفها
بكت ندى وقالت : خلاص يا ورد أبوس إيدك بقى.... حاضر يا طنط أنا هبعد عنه... كفاية بقى يا ورد
نظرت لها سميرة وقالت : يا بنتي أنا مش جاية عشان أخليكي تعيطي..... بس أنا أم ومن حقي أفرح بإبني الوحيد اللي عمري ضاع على تربيته
ندى في بكاء : مين قال إنه ضاع..... إنتي عرفتي تربي راجل بجد.... راجل بيحترم نفسه بيحترم البنت اللي بيحبها..... أي واحد مكانه كان فكر فيا بطريقة تانية.... مطلقة بقى.... لكن هو لا.... عمره ما حسسني إني فيا عيب..... وحاولت أفهمه بجد إني مش هنفعه بس هو اللي وقف قصاد الريح وقالي هقدر أصده عنك..... وفي النهاية أنا اللي بيتجرح فيا..... أنا أصلًا كنت رافضة الجواز بعد اللي شفته بس قلبي بقى أعمل إيه..... مش ذنبي إني حبيته ولا ذنبي إني مطلقة..... متقلقيش يا طنط أنا مش هكلم إبنك تاني ولو عايزاني أطلع أنا اللي وحشة في عينه هعمل كده عشان ينساني ومش هقوله إنك جيتي هنا البيت..... عايزة حاجة تاني؟
نظرت إليهما سميرة في صمت ثم ذهبت تاركة خلفها ندى التي تبكي بين أحضان ورد..... أما مازن فقد وقف في حديقة المنزل يتابع تحضيرات الزفاف وتفاجأ بوجود تيم وغرام في المنزل فوقف أمامهما وقال : انتو هنا من إمتى؟
غرام : من إمبارح بس حضرتك جيت متأخر
مازن : معقول..... أنا كنت فاكر إني خلاص مش هشفكم تاني
غرام : مينفعش نسيبك في يوم زي ده.... بص يا بابا كلنا بنغلط بس كلنا دايمًا قدامنا فرصة نصلح أخطاءنا واتمنى إنك تعرف خطئك ومتكرروش.... حضرتك اخترت لارا وياريت تبقى الخيار الأخير وده مش عشانها عشانا إحنا ممكن؟
نظر لها مازن في خجل ثم قال تيم : أنا مكنتش هاجي بس ماما اللي طلبت مني كده..... ألف مبروك يا بابا
ذهب مازن من أمامهما فقد أخذ درس على يد أولاده.... ورد من طلبت منهما المجئ وأنا من أدمر حياتها انتقامًا لغروري..... شعر لأول مرة كم ظلمها وجرحها.... كم هي أم عظيمة ربت أبناءها على القيم والمبادئ وها هما يعطوه درسًا جديدًا بالحياة..... كان يونس يجلس في منزله لم يخرج منه ينظر إلى المدفأة التي كان يجلس أمامها معها.... يتذكر كل شئ حدث بينهما ثم قاطع تفكيره إتصال حسن فتلقى المكالمة وقال حسن : مستر يونس.... مازن عنده تهريب كمية كبيرة من المخدرات بعد يومين.... منصور هو اللي قالي وقالي كمان إن العملية كبيرة ومع ناس تقيلة أوي من برا مصر ولو حضرتك عايز مكان ومعاد التسليم بالظبط هبعته لحضرتك في رسالة..... شوف حضرتك طلباتك إيه وأنا تحت أمرك
أسودت عين يونس من الغضب فقد دمر مازن حياته بالماضي والحاضر وخسر كل شئ بسببه فقال : إبعتلي كل التفاصيل اللي إنت متأكد منها وقول لمنصور متقلقش مش هيتقبض عليه معاهم
أنهى يونس المكالمة وأرسل له حسن كل المعلومات ثم بدل ثيابه واتصل بأحد أصدقائه في مكافحة المخدرات وتقابل معه وأخبره بجميع المعلومات التي لديه ثم طلب منه أن يحضر معهم لحظة القبض عليه ولعلم صديقه بما فعل به مازن وافق ولكن طلب منه عدم التدخل
أما وسام فكان يحاول الإتصال بندى ولكن ترفض المكالمة مما جعله يشعر بالغضب ولاحظت سميرة ما يحدث..... أرسل وسام رسالة إلى ندى ولكن أجابته بطريقة مختلفة تمامًا عن طريقتها معه فسجل لها تسجيل صوتي وسمعته سميرة وهو يقول في غضب : يعني إيه مش عايزة تكلميني..... هو إنتي تلعبي بيا مثلًا ولا كنتي بتتسلي؟
وبعد قليل وقف في غضب وقال : ديه عملتلي بلوك!.... إيه العبط ده.... ماما أنا هنزل
سميرة : استنى يا وسام
نظر لها وأمسكت سميرة يده وأجلسته أمامها مرة أخرى وقصت له ما حدث وقالت : من ساعة ما مشيت من عندها وأنا متضايقة من نفسي وزعلانة إني خليتها في الحالة ديه.... أنا سمعت صوت عياطها من ورا الباب بعد ما قفلته وكلام صاحبتها فوقني ومن اللي قالته نديى عرفت هي أد إيه بتحبك.... روح لها يا إبني وقولها إني وافقت خلاص.... ربنا يسعدكم ويهنيكم ببعض
قبلها وسام وذهب مسرعًا إليها وما أن رأته أمام الباب نظرت إليه بهدوء وقالت : هو أنت مش بتفهم عربي.... قولتلك مش عايزاك وعملتك بلوك..... خلصنا بقى من احلوار ده وسيبني في حالي
دخل وسام وأغلق الباب خلفه وقال : أنا عرفت كل حاجة وماما وافقت خلاص.... شكل كلام ورد فوقها فعلًا.... خلاص يا ندى مبقاش في حاجة تبعدنا عن بعض
بكت ندى أخذها وسام بين أحضانه حتى هدأت وجلست تتحدث معه وبعد قليل لاحظ وسام وجود ورد بالمنزل فقال في همس : هي ورد بتعمل إيه هنا صحيح؟
ندى : هششش.... ورد على أخرها بلاش نتكلم هنا لتسمع
وسام : لا أفهم
ندى في همس : بص روح وهبعتلك فويس تسمعه هتعرف بيه كل حاجة
عاد وسام إلى منزله وبالطريق أرسلت له ندى التسجيل الصوتي فصف السيارة على جانب الطريق وسمعه أكثر من مرة في صدمة ثم ذهب إلى منزل يونس وما أن وصل وفتح له يونس الباب قال في صدمة : الكلام ده حقيقي؟
دخل يونس وترك الباب مفتوح وجلس مكانه فاقتربت منه وسام وقال : إنت فعلًا عملت كده؟
أماء له يونس بنعم فقال وسام : لا مش ممكن..... مش مصدق إن تطلع بالأخلاق ديه
يونس : مكنش قصدي..... أنا حبيتها بجد.... لما شفتها أول مرة فتحت جرح قديم كنت دافنه من سنين جوايا ولما عرفت إنها طليقة مازن إتجننت أكتر.... لقيت نفسي بعمل حاجات مش شبهي كان غضبي عاميني بس والله أنا حبيتها بجد.... أنا كنت عارف إني هخسرها بس مقدرتش أقول الحقيقة
وسام : ليه يا يونس ليه؟!.... كنت قولها كل حاجة قبل ما تتجوزها
يونس : خفت.... خفت أوي يا وسام واللي خفت منه حصل.... ساعدني يا وسام وكلمها.... قولها إني بحبها بجد
لاحظ وسام حزن يونس الشديد وصدق حديثه فهدأ قليلًا وقال : ورد مش سامعة لحد دلوقتي ولا عايزة تتكلم في الموضوع.... سيبها يومين تهدى وهنكلمها أنا وندى
ظل معه وسام قليلًا ثم تركه وذهب إلى منزله
مر يومان لم يخرج يونس أو ورد من المنزل وعلم تيم وغرام بما حدث وحلت الصدمة عليهما أيضًا.... جاء موعد تسليم الممنوعات وذهب يونس مع الضابط في عملية الضبط.... كان التسليم داخل مبنى قديم مكون من خمسة طوابق وتم توزيع القوة العسكرية على المكان دون أن يراهم أحد وعندما دخل مازن وبعض الأجانب المكان تقدم الضابط والعساكر تاركين يونس بالأسفل وصعدو إلى الطابق الثالث وتم تبادل إطلاق النيران..... كان يونس يراقب المكان وأمامه درج خلفي للمبنى فوجد مازن يحاول الهروب منه فنزل ليمنعه وعندما رآه مازن صعد مرة أخرى حتى وصل إلى سطح المبنى ووجد نفسه محاصر فقال يونس : خلاص..... خلصت يا مازن.... هتروح فين تاني؟.... ديه نهايتك اللي تستحقها
نظر مازن حوله في يأس يحاول أن يجد طريقة للهروب ويونس يلاحقه حتى وقف بجانب السور وعندما فشل مازن في الهروب أخرج سلاحه ورفعه في وجه يونس وقال : مش هقع يا يونس..... ولو وقعت مش هقع لوحدي
نظر له يونس في صدمة وقال : إهدى يا مازن بلاش جنان
مازن : أنا خلاص خسرت كل حاجة وطالما إنت اللي خلصت عليا هخلص عليك
ثم أطلق الرصاصة من سلاحه فارتد يونس على آثرها إلى الخلف واختل توازنه وسقط من فوق السور وتفاجأ العساكر بسقوطه بجوارهم فصاح الضابط في غضب : اطلعو هاتو اللي ضربه ده
اقترب الضابط ومنصور منه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وينظر أمامه لا يحرك عينيه كأنه ينظر إلى أحدٍ ما ثم قال مع آخر نفس له : ورد
أغلق عينيه واستسلم للموت
في الصباح استيقظت ورد وأعدت لها طعام الفطار وجلست تتابع التلفاز وهي تأكل وبعد قليل وجدت المذيعة تقول :" القبض على رجل الأعمال مازن الخولي في أحد البلاغات المقدمة ضده بتجارة الممنوعات وتم التحفظ عليه بالأمس والجدير بالذكر أن رجل الأعمال يونس المفتي هو من أدلى بالبلاغ وقد قتل على يد مازن الخولي أثناء القبض عليه وتكريمًا لتضحيته في سبيل تطهير المجتمع من هذه الفئة المدمرة لبلدنا الحبيب تم إصدار قرار من وزير الداخلية بعمل جنازة عسكرية مشرفة لرجل الأعمال الراحل يونس المفتي سائلين لأهله الصبر والسلوان"
وقفت ورد في صدمة وهي تنظر إلى صورة يونس بالتلفاز