رواية إنذار بالحب الفصل السابع عشر 17 بقلم رباب حسين


 رواية إنذار بالحب الفصل السابع عشر  بقلم رباب حسين

لم أصرخ حين قالوا "مات".....لم أذرف دمعة واحدة في حضرة الخبر... كنتُ واقفةً كجسد بلا روح كأن النبأ لم يخترق سمعي... لكن قلبي...واه يا قلبي.... كان يصرخ حتى الصمت... يتمزق كأنه يُقتل ألف مرة..... توقف السمع لدي أتذكر فقط صوته وهو يقول الكلمات التي ستظل تذبحني طوال عمري "أنا من غيرك هموت"

ظلت واقفة أمام التلفاز ثم فُتح الباب ودخلت ندى وهي تقول : تعالي يا لولا إتفضلي.... أدخل يا وسام..... ثواني بس هشوفها صحيت ولا لا

وسام : بس أنا سامع صوت التلفزيون

التفتت ندى لتجد ورد مصدومة أمام التلفاز فاقتربت منها ندى وقالت : مالك يا ورد؟.... فيه إيه؟ 

قاطع حديثها إتصال حسن فرفض وسام المكالمة ثم اقتربت منها لولا لتقول : ورد أنا جاية أشرحلك كل حاجة..... يونس كلمني إمبارح بليل وقالي إنك زعلانة منه بسبب الكلام اللي سمعتيه بس الكلام ده مش الكلام اللي قاله وقتها كله..... يونس كان بجد عايز يقولك بس كان خايف يخسرك وهو دلوقتي ندمان...

قاطع حديثها رؤية صورة يونس في التلفاز فقالت في تعجب : هما بيقولو إيه على يونس؟

انتبهو جميعًا إلى حديث المذيعة التي كانت تتحدث مع الضابط المسئول عن عملية القبض على مازن وقص ما حدث بالحادث فقال وسام في صدمة : هو إيه اللي هما بيقولوه ده؟! 

لولا وهي تتحدث بعدم تصديق لما تقول : يونس.... يونس مات!

اقتربت ندى من ورد واحتضنتها وقالت : ورد فوقي..... أنا معاكي.... يا ورد..... ورد فوقي

نظرت لها ورد وكأنها عادت إلى أرض الواقع ثم نظرت إلى ندى وقالت في بكاء كالأطفال : يونس يا ندى..... شوفتي بيقولو إيه عن يونس؟ ..... أنا مش مصدقة..... لا أكيد ده حلم..... ده كابوس

اتصل حسن مرة أخرى فتلقى وسام المكالمة فسمع حسن يبكي ويقول : إنت فين يا وسام؟

وسام : أنا عند ندى في البيت

حسن : طيب أبعتلي لوكيشن أنا عايز أشوفك ضروري

أنهى وسام المكالمة وأرسل له العنوان ونظر إلى ورد ولولا التي تبكي في صدمة فاقترب من ورد وقال : إهدي بس يا ورد خلينا نفكر هنعمل إيه ونسأل عشان نعرف إيه اللي حصل يمكن فيه حاجة غلط

ورد في بكاء : بيقولو مازن اللي قتله..... يونس اللي بلغ عنه وقتله وهو بيتقبض عشان بيتاجر في المخدرات..... يونس بلغ عنه عشان اللي عمله فينا..... كان بينتقم عشان أنا سيبته..... أنا السبب يا وسام.... هو قالي متسيبينيش..... قالي لو سيبتيني هموت مصدقتوش

لولا في بكاء : يونس كان بيحبك بجد يا ورد وكان زعلان إنه عمل معاكي كده في الأول بس بعد كده مقدرش يبعد عنك..... فجأة لقيته بيكلمني إمبارح وهو مكسور وصوته كان صعب..... كان بيودعني بس أنا مفهمتش..... قالي قوليلها إني أسف ولو مش مسمحاني بلاش تكرهني

نظرا إلى بعضهما واحتضنتها ورد وبكا معًا حاول وسام أن يتملك أعصابه أما ندى فانهارت معهما.... بعد وقت وصل حسن ودخل وهو يبكي وقال : أنا السبب يا وسام.... ياريتني ما ساعدته

انتبهو جميعًا له وقال وسام : إنت السبب في إيه؟

حسن : في موت مستر يونس

وسام : طيب فهمني إيه حصل

قص له حسن إتفاقه مع يونس ومراقبته لمازن ثم قال : مكنش عايز يبلغ عنه وفجأة من يومين غير رأيه وراح إتفق مع البوليس وخد المعلومات مني..... ياريتني منعته ميروحش.... ياريتني رحت معاه

ورد في بكاء : إنت عارف هو مات إزاي؟

حسن : منصور كان هناك وقالي إن مازن ضربه بالنار وهو على السطح ووقع من فوق المبنى ونقلوه على المستشفى بس مات هناك

ورد في هستيريا :أنا السبب..... أنا اللي بعدت وراح انتقم من مازن بسببي..... أنا اللي دخلت حياته خربتها أكتر وفي الأخر مات بسببي

ثم سقطت أرضًا مغشيًا عليها..... كانت صدمة تيم وغرام أكبر من ورد..... سمعة أباهم قد وصلت إلى القاع وأصبحا في يوم وليلة أبناء تاجر ممنوعات وتم مصادرة جميع الأموال الخاصة بمازن وبعد ٤ أيام عرض على النيابة العامة وقد تم القبض على الأشخاص اللذين كانو يتبادلون الممنوعات مع مازن ولكن التنظيم العصابي كان أكبر مما يتخيلو فتدخل الإنتربول للقبض عليهم..... تم عمل جنازة عسكرية ليونس وحضرها الكثير من عناصر الشرطة أما ورد فلم تحضر الدفن فكانت في حالة صدمة عصبية شديدة ظلت على آثرها شهر كامل

منذ رحيله وأنا أحيا على الهامش.... أفتح عيني كل صباح فأبحث عنه تناديه روحي في صمتي.... في نومي... في وحدتي...ولا يجيب أصبح الوقت بطيئًا كأنه يعاقبني على الحياة بعده.... ضحكتي ماتت معه وصوتي فقد دفأه.... لم أعد أنا بل ظل باهت لامرأة أحبت أكثر مما ينبغي..... أجلس في الليل أحدث صورته... أسأله : لماذا رحلت؟... ألم تعدني أن تبقى؟... كنت تقول إنك لا تستطيع العيش بدوني لكنني أنا التي تُركت في النصف البارد من العالم..... كل من حولي يقولون: "اصبري سيخف الألم" لكن أحدًا لم يحبه مثلي.... أحدًا لم يحتضن العالم في عينيه كما فعلت.... فلا أحد يعرف أني حين فقدته... فقدت نفسي.... مات الحبيب... لكني أنا التي دُفنت حية في غيابه..... استعجل الرحيل وذهب إليه بكامل إرادته ولم يبقى لدي سوي الندم وياليت.... وليتني لم أفعل.... ليتني تركت عمري يحترق تحت نيران هذا الحب وإن كان كما ظننت حبًا كاذبًا..... أصبحت أعانق دموعي ليلًا وقلبي يرفض هذه النهاية..... لو كنت أعلم أن هذا اللقاء كان الأخير ما كنت ودعتك بهذه القسوة.... كيف أعيش دونك وأنا أتنفس من خلالك.... أصبحت الدنيا باردة أبحث فيها عن دفئ أحضانك ولا أجده.... أستجدي صوتك ولا اسمعه..... أراقب الوجوه حولي لأرى وجهك ولكن لا أمل

دخلت غرام غرفة ورد ويونس بعد أن انتقلو إلى منزل يونس وطلبت ورد من تيم وغرام أن يعيشو معها هناك فهي فضلت أن تعيش بين أطلاله في هذا المنزل الذي شهد على قصة عشقهم الحزينة..... كانت ورد جالسة بالفراش دموعها تنساب دون عناء كأن عينيها تفعل ذلك دون أمر فقط تبكي فاقتربت منها وجلست أمامها وقالت في حزن : بقالك شهر كده يا ماما.... هتفضلي حابسة نفسك لحد إمتى؟.... إحنا محتاجينك الدنيا بقت صعبة أوي علينا برا

نظرت لها ورد وقالت : عارفة إنكم في نفس المصيبة معايا..... بس إعرفي إن اللي هيفضل جنبك هو اللي بيحبك بجد.... قوليلي عدي كلمك ولا بعد عنك؟ 

غرام في حزن : بيتصل بيا بس أنا مش برد..... مش قادرة أتكلم معاه ومكسوفة أواجهه بعد اللي حصل..... هو لو حتى فضل عايزني أهله هيرفضو وأنا مش هستحمل ده يا ماما..... أنا خلاص يا ماما مستقبلي ضاع

أخذتها ورد بين أحضانها وقالت : لو بيحبك بجد هيحارب الدنيا عشانك..... أنا عايزاكي تركزي على إمتحاناتك اللي قربت ديه.... إنسي إنتي بنت مين وأبوكي عمل إيه.... الناس هتبصلك باحترام لو عملتي لنفسك مستقبل مش عشان أبوكي رجل أعمال ولا لا

شعرت ورد بألم داخل بطنها فابتعدت عن غرام وتوجهت إلى المرحاض سريعًا وركضت خلفها غرام ووجدتها تفرغ ما بمعدتها كله ثم خرجت من المرحاض ونظرت إلى غرام وقالت : أنا فاكرة الوجع ده كويس

ثم وضعت يدها على بطنها وفتحت عينيها في صدمة وقالت : معقول..... أنا حامل

غرام : تعالي نروح للدكتور ونتأكد أو نعمل تحليل في أي معمل

بدلت ورد ثيابها وذهبت لعمل التحليل وبعد وقت حصلت على اانتيجة وتأكدت من وجود الحمل فضمتها غرام وهي تبكي في سعادة وقالت : هتجيبي يونس صغير يا ماما..... ربنا عوضك بالولد ده..... حاسة إنه هيبقى يونس بجد..... خلاص يا ماما متزعليش تاني.... فيه حتة منه هتفضل معانا.... إبنه يا ماما.... أخونا الصغير

بعد شهرين

كانت ورد تجلس بمكتب يونس بعد عمل إعلان الوراثة وقد أصبحت المالكة الرسمية لكل ممتلكات يونس..... تنظر حولها كالعادة وكأنها تبحث عنه في هذه الغرفة.... تتذكر أول مرة رأته بها وكيف كانت نظرته إليه وبرغم دموعها التي تنساب على وجهها إلى أن ابتسامة رسمت على ثغرها عندما تذكرت حديثه وصورته ثم رن هاتفها فوجدت لولا تتصل بها فتلقت المكالمة وقالت : عاملة إيه يا ورد؟ 

ورد : بخير الحمد لله

لولا : ويونس الصغير أخباره إيه؟ 

نظرت ورد إلى بطنها وقالت : نفسي الشهر ده يعدي وأعرف ولد ولا بنت.... عمري ما فرق معايا هو إيه نوعه بس المرة ديه بتمنى يجي يونس فعلًا

لولا : إن شاء الله

ورد : مش هترجعي بقى ولا يونس مش هيشوف عمته لما يجي

لولا : هاجي قبل ما تولدي.... أنا مش قادرة أعيش في مصر دلوقتي..... يونس كان عيلتي وأخويا هناك عشان كده محتاجة أقعد مع بابا شوية

ورد : خدي وقتك بس متنسيناش

لولا : أنساكم إزاي بس

قاطع حديثها دخول ندى ووسام فأشارت لهما بأن يجلسا ثم أنهت المكالمة مع لولا وقالت : العرسان اللي مش عايزين يتجوزو....خير جايين مع بعض ليه؟ 

ندى : لا جايين في شغل جدًا يا سيادة المديرة

وسام : عايزين نراجع الميزانية معاكي وتمضي عليها عشان نشوف الأرباح ونوزع نسبة على الموظفين زي ما كان مستر يونس الله يرحمه بيعمل

ورد : تمام..... نقعد هناك مع بعض ونراجع

مر ٣ ساعات ومازالت ورد تراجع القوائم المالية للشركة ثم توقفت عند المصروفات وقالت : هو إيه المبلغ ده يا ندى.....  ٣٠ مليون وكمان اتسحبو قبل الوفاة بفترة بسيطة

نظرت ندى للأوراق وقالت : اه..... ده يونس الله يرحمه سحبه وقالي إنه بيشتري أرض

ورد : بس مكنش فيه أراضي في إعلام الوراثة

وسام : طالما اشترى أرض يبقى المحامي اللي هيفيدنا

ورد : إتصل بيه واسأله

اتصل وسام بالمحامي الذي أكد له شراء يونس لأرض ومنزل مقام عليها فأخذت ورد الهاتف وتحدثت معه وقالت : بس إعلام الوراثة مظهرش فيه حاجة زي كده

المحامي : مش هيظهر لإن البيت والأرض مكتوبين باسم حضرتك..... أنا توقعت إنك عارفة الموضوع عشان كده متكلمتش فيه

ورد : باسمي أنا؟!.... لا معرفش أي حاجة عن الموضوع ده..... طيب إبعتلي عنوان البيت ده فين

المحامي : أعتقد موجود في العقد هشوفه وابعته لحضرتك

أنهت المكالمة وانتظرت العنوان ثم أخذته ونهضت مسرعة وقالت : خلونا نكمل بكرة

ذهبت من أمامهما وتوجهت إلى هذا المنزل وما أن وصلت ورأته ففتحت عينيها في صدمة وتذكرت حديثها مع يونس من قبل

فلاش باك

كانت ورد متكأة بظهرها على صدره ولفت انتبهاها صورة معلقة على الحائط فقالت : حلو أوى البيت ده

يونس : أنا بحبه برده جدًا

ورد : شكله مريح أوي

يونس : كان نفسي أعمله بس بعد كده اشتريت البيت ده وقلت خلاص مش لازم بس مردتش أرمي الصورة

عودة من الفلاش باك

إنه ذات المنزل ولكن كيف؟.... متى بناه ولما لم يخبرها به من قبل؟.... اقتربت ورد من المنزل ووجدته مغلق ولا تملك المفتاح فالتفت حول المنزل تشاهده من الخارج ثم وجدت باب الحديقة مفتوح فدخلت منه وتفاجأت بكلب يركض إليها فوقفت في ذعر منه ثم سمعت صوت مألوف ينادي من بعيد..... صوت تعرفه جيدًا..... أتذكر هذا الدفأ.... فعقدت حاجبيها حتى سمعت الصوت مجددًا وهو يقول : ريكس.... مين هنا يا ريكس..... رحت فين؟

ثم ظهر أمامها.... نعم هو.... يونس.... ولكن تجمدت مكانها من الصدمة عندما وجدته يرتدي نظارة سوداء ويحمل في يده عصا المكفوفين ثم ذهب إليه ريكس وهو ينبح بصوت مرتفع فوضع يونس يده عليه وقال  أهدى يا ريكس خلاص..... مين هنا؟

كانت ورد تنظر إليه في صدمة فلم تجيب ثم تخلل إلى صدره رائحة عطرها فعقد حاجبيه وقال : ورد!

اقتربت منه بخطى مثقلة تسبقها دموعها ثم وضعت يدها على وجهه وقالت في بكاء : يونس.... يونس إنت عايش؟

أبعد يونس يديها عنه وقال : إيه اللي جابك هنا ومين قالك على البيت ده؟

ورد : إنت ليه عملت كده؟.... ليه موت نفسك قدام الناس كلهم

يونس : وإنتي فارق معاكي إيه؟.... بتسأليني ليه أصلًا؟ ..... إمشي من هنا

ورد في بكاء : فارق معايا إيه؟!.... ده أنا من بعدك بموت في كل دقيقة وفي الاخر تطلع عايش وأنا اللي دموعي نشفت عليك

يونس : مكنتش أعرف إني فارق معاكي..... سيبت الدنيا كلها عشان مش عايز حد تاني وموتي خلاكي بقيت مالكة كل حاجة بتاعتي واعتبرت ده إعتذار مني ليكي على اللي عملته فيكي..... لكن أكتر من كده معنديش حاجة أقدمها..... أنا عايش لوحدي مرتاح ومش عايز حد معايا يشفق عليا وخلاص..... إنتي بتكرهيني ومش عشان لسة مراتي تعيشي معايا شفقة وأنا مش هقبل بده

ورد : أنا عمري ما هبقى معاك شفقة

يونس في غضب : واحدة بتكره واحد هتعيش معاه ليه بعد ما بقى في الحالة ديه؟! 

ورد : أنا عمري ما كرهتك

يونس : خلاص خلصنا.... الموضوع خلص وإنتي نهيتيه فا ياريت متفتحيش في القديم

ورد في بكاء : لا مخلصش.... اللي بينا عمره ما يخلص بالشكل ده

يونس : إنتي خلصتيه كده.... وأنا خلاص تعبت من كتر الجري.... عايز ارتاح بقى من الدنيا كلها... أظن ده أبسط حق ليا بعد اللي حصلي ده

ورد في بكاء : طيب وأنا؟! 

يونس : إنتي أختارتي وأنا احترمت إختيارك وبعدت جاية تاني ليه؟

ورد : عشان بحبك..... مش هقدر أبعد يا يونس تاني.... أنا من غيرك كنت ميتة.... طيب إنت زعلان مني عشان اللي قولته وعملته؟.... طيب أنا أسفة حقك عليا

يونس : ورد لو سمحتي أمشي

ورد وهي مازالت تبكي : مش هقدر يا يونس..... مش هعرف أسيبك وأمشي.... طيب حقك عليا والله ما هبعد عنك تاني..... أنا موفتش بوعدي المرة اللي فاتت بس المرة ديه هوفي بيه..... مش هسيبك خلاص بس متبعدنيش عنك

يونس في غضب : إنتي معندكيش كرامة؟..... بقولك إمشي مش عايزك

ورد : ما ياما كرامتي إتداست تحت الرجلين إيه المشكلة لو دوست عليها مرة عشان نفسي..... أنا مش هقدر أسيبك يا يونس حرام عليك متبعدنيش عنك

يونس في غضب : أنا كده مرتاح.... مش عايز حد معايا..... أنا هنا عرفت كل حاجة غلط أنا عملتها في حياتي وكفرت عنها ومرتاح للي وصلتله مش عايز حد في حياتي خلاص..... الحياة لوحدي أفضل وأحسن..... إبعدي عني مش عايزك....إمشي

بكت ورد أكثر ثم تمالكت دموعها قليلًا ونظرت إلى وجهه الذي اشتاقت له حد الجنون وقالت : خلاص همشي..... بس سيبني أعيط في حضنك لأخر مرة...... من ساعة ما بعدت عني وأنا مش لاقية حضن حنين زيك يضمني.... أنا محتاجة لحضنك أوي..... أخر مرة وهمشي.... مش هاجي تاني خلاص

جذبها يونس داخل أحضانه فبكت كالطفلة التي وجدت أباها بعد أن تركت يده في زحمة الدنيا الواسعة وتاهت عنه..... تخرج كل الحزن الذي سكن روحها على فراقه..... تبكي أن هذه أخر مرة ستراه بها.... قد تركها بإرادته هذه المرة.... إختار البعد بيده بعد أن كان يتمنى بقاءها دون رحيل.... تبكي تلوم نفسها على تركه مجددًا فكانت تظن أنه مات بسببها والآن يتركها هو عقابًا على هجرها له...... ظلت تبكي حتى سقطت حصون يونس أمام دموعها فضمها إليه داخل أحضانه بقوة واستنشق عبيرها وأغلق عينيه بشدة وانسابت دمعة من عينيه

الفصل الثامن عشر من هنا

تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1