رواية همس عاشق الفصل السابع عشر
ذهبت نحوه کي تعدل المخده من تحته لتسمع تأوه خافت صادر منه ابتعدت عنه قليلاً لتراه يجاهد ليفتح عيناه
وضعت يدها على فمها ودموعها خط غير منقطع على وجنتيها وهي تراه قد فتح عيناه
شهقه فلات منها وأرتبط لسانها ولم تستطيع التكلم لينتبه هو لها أخيراً
اقتربت منه لكنها توقفت بصدمه عندما سمعته
من أنتي !! قالها بصوت مبحوح خافت ومتألم
تصنعت مكانها بينما هو عاد ليغمض عيناه بالم محاولاً ابتلاع ريقه الجاف دون جدوی : همهمه مؤلمه للغايه فلتت منه عندما حاول تحريك جسده لتركض في اليه تحاول مساعدته
ورد قالها بلهفه عندما أقتربت منه
ابتسمت بعشق : نعم أنا ياروح ورد اشتقت اليك كثيراً
رفع يده يحتضن خدها بين أزقة خطوط يده وعيناه مثبته بشده علی عيناها حتى شعرت هي
بالقشعريرة تدب بأوصالها
بعد لحظات ليست بقصيره غرقاء بأحضان أعين بعضهما تحدثت هي بارتباك : سأذهب الأستدعي الطبيب
امسك يدها قائلاً بلهفه : - لا تتركيني دعك هكذا بجانبي
قيلت غزل يده الممسكة يدها قائله بهمس عاشق ملتف بخيوط الشوق : - لن اتأخر : أنا أيضاً لا
اريد تركك لكن لابد من استدعاء الطبيب.
هز راسه يضعف التهرول هي راكضه تستدعي الطبيب
عماد بهمس خافت : جميله جدا أنتي ياورد كأسمك تماماً
أغمض عماد عيناه مجدداً كي يبعد بوادر الدوار المتعب الذي داهمه ولم يستطيع فتح عيناه
بسبب تزايد الألم حتى عندما شعر بالباب يفتح
أشتقت اليك كثيراً يا عماد كثيراً قالها جبر ثم انفجر باكياً
جبر همس بها عماد بهمس لم يصل المسامع جبر بعدم تصديق عندما سمع جبر يبكي كطفل صغير
أمسك جبر يد عماد يقبلها قائلاً : أمي من ديرت الحادثتك وصقر نفذ ذلك وهل تعلم ليست المره الأولى فالحادث الذي أودى بحياة أبي وخاله أزهار كان أيضاً مديراً منها والمنفذ أيضاً صقر لم أكن أعرف من قبل صدقني لم أعرف ألا قريباً : عاد جبر للبكاء مجدداً ليهمس باحتياج :- لا اعلم هل ستسامحني عندما تستيقظ وتعلم بأني كنت سأقضي على حياتك خوفاً من أمي وتقبل بي
أخا ام إني سأبقى وحيداً : لكني لم أفعل لأنني أحبك والله أحبك يا عماد
دنى جبر برأسه الذراع عماد المفرود بجانبه حتى الأمس جبينه بشرة ذراع عماد ليقول يضعف : لا تتركني وحدي أنا في حاجتاً أليك يا شقيقي فأنت من باقي لي بجانب هناء
رفع عماد المصدوم بشده من أفعال زوجة والده" ذراعه ليهبط بها بحنو ورفق على شعر جبر ها مسا بحب : - أيها الأبل أنت أخي وستظل أخي لنهايه
توسعت عينان جبر يتعجب وصدمه رائعه تلذذ بها قلبه وهو يرى عماد فاتح العينان لتلتقي عيناهما النوام ببعضهما البعض قبل أن ينقض جبر على عماد يحتضنه دون كلمات فقط ببكاء ودموع شديده والآخر يحتضنه بشده كبرى فمن أكبر أمنياته أن يحبه جبر هكذا ويبتعد عن طريق والدته المريب
صفعه على ظهره بخفه قائلاً بمزاح :- جبر العدناني كفاك بكاء يارجل وألا سأنشر هذا الخبر في أول صفحات الصحافة الصفراء
ضحك خير من بين بكاته ليمسح دموعه قائلاً بخجل -- سامحني يا عماد
شد عماد على كتف جبر : - لا تكثر من الكلام في هذا الأمر ولننسى ما قد حصل المهم عندي انك اكتشفت اين الخطاء من الصواب
ابتسم جبر ليهتف بمزاح :- احياناً أشك بأنك أكبر مني ياولد
وهبني الله العقل الكبير ماذا أفعل رد بها عماد بغرور مصطنع
دخلت غزل خلقها الطبيب وعمار لتجد جبر بجانب عماد لتهتف بسعاده - - رأيت المفاجأه كنت سأتصل بك كي ترى أخيك
نهض جير من جانب عماد ليتجه الطبيب له ويبدأ بفحصه بينما جبر ابتسم بوجه غزل بسعاده وذهب ليحتضن عمار الذي بادله الحضن وعيناه مصوبه نحو صديق طفولته الذي أصبح بخير
تسخن طعام الغداء وتقطع السلطة وهي تلقي بنظرها كل دقيقه من نافذة المطبخ على زوجها لا تعلم لما لكنها لا زالت تشعر وكأنها بحلم وبأنه سيتلاشى كالسراب وهذا كله مجرد حلم
تقطع الجزر وتلتفت للخارج لتجده ينتبه بأنصات الفجر الغاضبة : عندها فقط علمت بأنها تحكي له عن المديرة وابنتها
عادت للأنهماك بعملها لعدة لحظات لتلقي نظره وتجد مكانه فارغ وفجر وشروق يتابعين التلفاز : فقرت عيناه بفجع و ارتبكت بشده حتى كانت تجرح نفسها بالسكين مراتاً عديده
اهدأي أنا هنا قالها أسلام وهو يحتضنها من الخلف ويحاوطها بيديه على كلماته صوت خرج من بین استانه يدل على الهدوء.
زفرت هواء ساخن خرج من جوفها لتستكين بين يديه وتسمح الدموع خوفها بالنزول.
استدارت نحوه وهي تمرر عيناها عليه بلهفه لتهمس بخوف : ظننت بأنني اتخيل وجودك
قبل باطن كلها ببطء ثم أتجه لجبينها نازلاً بشفتيه نحو عيناها التي أغمضتهن باستسلام مقبلاً ايا من ببطء شديد والقاسه الحاره تصتدم بوجهها أكمل رحلة شفتيه على جسر أنفها وصولاً اشفتيها المرتجفة ليتخطفهن بين شفتيه ببطء شديد متذوقاً وإياها رحيق عشقاً بين تجاويف شفتيها مختبئ
أبتعد بعد وقت ليس بقصير ليهمس أمام شفتيها بهمس عاشق : أنا بجانبك ولن أبتعد وهذا تأكيد لكي بأنك لا تعلمين أو تتخيلين
ابتسمت هدیر بشده حتى ظهرت أنيابها لتضحك بعدها بصخب عندما سمعته يهتف :- و إن كنتي تشعرين بأنك لازلتي تتخيلين سأؤكد لك عند المساء في غرفة نومنا
أنا جائعه قالتها شروق يتعب وهي تدخل للمطبخ
أخذها والدها بين ذراعيه مقبلاً لها بين عيناها التي تشبه عيناه كثيراً عكس فجر التي عيناها تحمل الدكونه قليلا عنه
أسلام بمشاغبة وهو يدغدغ شروق :- ايتها الأكوله لا تحتملين الجوع
أبي كفى قالتها شروق ببرائتها المعتادة وهي تتلوى بين ذراعي والدها
حملت هدير الطعام وهي تضحك على زوجها التي تأكدت حالياً بأنها حقاً لا تحلم لكنها تنتظر تأكيده على وجوده في المساء عند هذه النقطة هزت رأسها بضحكه على افكارها المنحرقه
بسبب ذاك الزوج المتعب
جلو حول ما لدتهم المتوسطة ليبدأو بتناول طعامهم المتواضع للغايه
اسلام بجديه : غداً سأذهب الروضة فجر لنرى بأمر هذه المدير لذا إن نمت بعد صلاة الفجر أيقظيني صباحاً
حسناً قالتها بعدم راحه وهي تمضغ الطعام عنوة بسبب غنيائها المستمر
ستضربها يا أبي صحيح قالتها فجر بتشفي
أخرج أسلام كأس الماء من فمه حتى سقط بعض قطرات ماء منه ويسعل بعد ذلك قائلاً بصوت متحشرج ومتفاجاً : - أضربها يا فجر | هل غير السجن اخلاقي دون إن أعلم ام ماذا
ضحكت هدير على منظر اسلام المصدوم لتستقام على قدميها فجأه وتتجه للحمام تقوم بأفراغ
كل ما دخل معدتها
نهض اسلام بخفه بعدها بعد أن أمر بناته بعدم التحرك وأكمال طعامهن
دخل للحمام ليجتي على عقبيه أمامها وهو يمسح على ظهرها يحنو ويزيح تلك الخصلات الطويلة والمتداخله بكثافتها عن وجهها وعندما أكملت نهض بها ليمسح وجهها ثم يسندها
للغرفه ويسطحها على السرير
تشعرين بتحسن قالها بقلق
هزت رأسها بابتسامه شاحبه
علينا زيارة الطبيبه وأنا بدون عمل ماذا ستفعل قالها بغضب وهو يلكم بيده على السرير
تنهدت بقوه لتردف بخجل : بسيبي وبسبب عدم تركيزي بأخذ الدواء أصبحت لديك مسؤليه أكبر
احتضتها بقوه وهو يأتي نفسه قائلا بأسف : لم أقصد هذا يا هدير وهذه نعمه من الله مثلما
أخبرتك وبأذن الله غداً سابدأ بتصليح السياره وسأعمل بها حتى يوفقني الله بعمل آخر بجانب
سيارة الأجره
إن شاء الله سيكون كل شيء للأفضل قالتها مدير بتمني
فقط كوني بجانبي همس بها أسلام وهو يداعب أنفها بأنفه
دائما وابدأ ردت بها هدير يحب وهي تقبل أنفه
هل أمي بخير نطقت بها فجر بقلق وبجانبها شروق
مد اسلام يده بأبتسامه مطمئنه : والدتكن بخير تعاليا إلى هنا
أول الراكضات كانت شروق ثم فجر إلى أحضان والديهما ليشكلون لوحتاً منسوجه من ألوان السعادة
فتح الباب بلهفه وهو يصرخ بأعلى صوته السعيد بأسمها : - هناء أين أنتي
خرجت هناء مسرعة ووجهها الأسمر يعلوه الخوف والاستغراب انتهتف يتعجب : جير ماذا دهاك
ال لما كل هذا الصراخ
ضحك جبر بعلو صوته وهو يحتضنها ويدور بها وهي متمسكه به وتضحك الضحكه
شعرت بالدوار أخبرني ما الذي يسعدك !! قالتها هناء وهي تحتضن وجه جبر بين كفيها
جبر بسعاده بالغه : عماد يا هناء عماد أستيقظ من الغيبوبه يا عزيزتي
شهقت هناء يتفاجأ سعيد لتنطق يحب : الحمد لله.
الحمد لله كررها جبر عدة مرات بدموع حارقه غزت وجهه
احتضنت هناء جبر الباكي بين يديها لتبكي معه بفرحه غير مصدقه
جبر يفرح : هل تعلمين لقد سامحني عماد يا هناء !!
لقد أخبرتك عماد أن يستطيع التفريط بك فهو يحبك أردفت بها هناء بهمس سعيد
حمل چبر هناء من قدميها ودار بها في ردهة الصالون وأصوات ضحكهم ملى أركان المنزل
شعرت بأطرافها ترتعش وتبرد بسبب نظراته التي لأول مره منذو زواجهم تكون مصوبه تجاهها
هكذا بتركيز
أنا سأذهب فأروى متعبه قليلاً إن أحتجت لأي شيء أجعل غزل تتصل بي وما أتي فوراً قالها عمار يحب
ابتسم عماد بامتنان نحوه ليهتف بأبتسامه مطمئنه : - سأكون بخير فقط أعتني بزوجتك
هر عمار رأسه بابتسامه ثلثه أروى التي سلمت أيضاً على عماد وغزل ثم ذهبا فاهي بوادر الولاده
قد ظهرت واضحه جليه على ملامح أروى المتعبة.
أغلقت غزل خلفهما الباب لتلتفت نحو عماد وأحساس جديد يعبث بها داخلياً وكأنها لأول مره تنفرد و إياه بغرفه واحده
غزل همس بها عماد الشاردة مكانها
أنتفض جسدها مطالباً بذاك الهمس أكثر فأكثر
عماد بضحك :- تقدمي مايك واقفه
ارتبكت غزل كثيراً وتعليمت كلماتها الخارجة لتنطق أخيراً : حان وقت دوائك
هرعت بخطوات متخابطه نحو الطاوله وهي ترى عيناه تلاحقها مما سبب لها مزيداً من التعجب والارتباك ليسقط الكأس الزجاج على الأرض وتتناثر اجزاءه على الأرض
عماد بخوف وهو يحاول النهوض :- غزل هل أنتي بخير
لا تقلق ليس بي شيء سقط كأس الماء لا تنهض من السرير قد تصاب بأحدى قطع الزجاج قالتها غزل بهدوء عکس دقات قلبها المتلاطمه بصدرها حتى سمعت صداها بين تجاويف راسها
تنهد عماد وجلس مكانه مغمض عيناه
خرجت غزل وجلبت أدوات التنظيف ونظفت بأيدي مرتعشه الزجاج ووضعته في سلة المهملات ثم عادت لأدوية عماد وأخذتهن وسكبت الماء وتقدمت نحوه وناولته الدواء كل ذلك وعيناها
تعانق كل شيء في الغرفه عدا عيناه هو
ابتسم عماد وهز رأسه وهو يشرب دوانه :- الحمد لله : شكراً لله
بالشفاء إن شاء الله ردت بها بخفوت
وعندما حانت لحظه منها لكي تعود أدراجها بالدواء سمعت صوته المحذر الخالف وهو يقول :-انتبهي القدمك كي لا تدهسي على الزجاج
نظرت غزل موضع قدمها لترى قطعة كبيره كانت ستدخل بباطن قدمها
غزل بابتسامة امتنان : شكراً عماد لولاك لما رأيتها
استدارت مره اخرى لكنها توقفت وتلاشت الابتسامه من فمها تدريجياً ليحل محلة الصدمة
والتفاجأ
أغمض عماد عيناه بترقب قبل أن يفتحهن على صوتها المتسائل بصدمه :- كيف عرفت إن تحت قدمي زجاج !!!!