![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل السابع عشر بقلم سلمي ابو طبنجه
قاطع جاسر حديثهم بعد ان شعر ان ذلك الحديث اخذ الكثير من الوقت .... هل لي بدقيقه معها رجاءا
انصرف الجميع ليدعوهم على راحتهم
جلس على ذلك الكرسي الموجود في نهاية الغرفة ولكن كان مقابلا لها
ظل أيضا صامت ولم يتحدث لتقطع رحيل هذا الصمت.... هل رحيق بخير
جاسر .... لا
شعرت بالخوف واثبحت نظراتها زائغة ..... هل حدث لها شيء أخبرني
ليحاول تهدئتها بعد ان شاهد حركتها وأنها تتألم.... اهدئ هي فقط حزينة لانكى لم تعودي إلى الآن كما وعدتها
لتضع يدها على قلبها وهي تحمد الله
ليصمت مرة أخرى
- سنعود اليوم هل تستطيعين ام ننتظر لبعض الوقت
- نفت رحيل سربعا ..... لا لا داعي للبقاء العودة اليوم سيكون أفضل
هم جاسر بالخروج من الغرفة ليلتفت إليها مرة أخرى.... حين نعود سيكون لدينا حديث طويل. .. ولكن لنذهب من هنا اولا
نظرت إليه رحيل ولم تعلق على حديثه
- ستكون الطائرة جاهزة في المساء
- حسنا
خرج من الغرفة وهي تتعجب من موقفه، ولكنها لم تشغل بالها كثيرا بالأمر فما بها يكفيها
عادت للنوم من جديد فهي لا تقوى حتى على النهوض لا تعلم كيف ستغادر وهي بتلك الحالة
يبدو أنها ستحتاج لشيء قوى حتى تتحمل تلك الرحلة دلفت احلام لتجدها هكذا لتخرج من الغرفة مرة أخرى
لتجد أن سام ومازن قد غادروا بالفعل وبقي شهاب وجاسر
تركهم جاسر وجلس بالشرفة كان هناك الكثير والكثير الذي يجول في فكره
ولا يجد حلا للأمر يشعر انه هو الغريب هنا الجميع هنا يعلم بالحقيقة، ولكنهم لا يريدون اخباره
كما انها تتحدث معهم بأريحية على عكسه هو تماما يبدو انهم مقربين منها
ولكن ما يعلمه الآن انه سيقوم بحمايتها مهما كان الأمر، ولكن ليعلم اولا ما الذي يحدث
نظر للداخل ليجد احلام وشهاب يتحدثون فيما بينهم. بصوت منخفض هو متيقن انهم يعلمون حقيقة الأمر
ولكن مهلا ليعود بها اولا وسيكون له معها حديث مطول
ليبتسم بسخرية هذا بالطبع ان سمحت له بالحديث معها
مر الوقت وهو مازال على جلسته تلك وها هي شمس اليوم تغرب تعلن أن الوقت قد حان للمغادرة
دلفت احلام إليها مرة أخرى لتساعدها وهي تنظر لجروحها بأسف وحزن من اجلها
قامت بتطهير جروحها مرة أخرى ووضع بعض المراهم وذلك اللاصق الطبي عليها
لتساعدها بعد ذلك في ارتداء ملابسها
- اتعلمين انه يمكنك الخضوع لجراحة تجميلية ان اردتى يمكنني التحدث إلى طبيب مختص ويمكننا معرفة رأيه بالأمر
صمتت رحيل وهي تتألم .... لا اعلم احلام، ولكن ليس الآن يجب أن أعود من أجل رحيق أريد أن ينتهي هذا الكابوس حقا وبعدها سأفكر في ذلك
ولكن الآن احتاج الى مسكن قوى تعلمين أن الرحلة ستكون طويلة
- حسنا لتقوم بجلبه واعطائه لها فهى كانت تعلم انهت ستحتاجه
اجتمعوا إلى صوت طرق على باب الغرفة كان جاسر يخبرهم بالانتهاء لأنهم سيرحلون بعد قليل
ولكن قبل ان تخرج من الغرفة
- رحيل لا يجب الإفراط في تناول تلك الأدوية والا سيتحول الأمر إلى إدمان لذا من فضلك كوني حريصة
- لا تقلقي فلدى ما اقلق بشأنه لذا لن اسمح لنفسي بذلك
ربتت احلام على يدها كانت ترغب في عنادها، ولكن لم ترد كي لا تكلمها
خرجت رحيل برفقتها إلى الخارج رأت أن الجميع في انتظارها لقد أتوا عندما علموا انها سترحل اليوم
قام مازن بإعطائها الهاتف الخاص بها ..... وجدته في السيارة
لتقوم هي بعناق احلام التى كانت تنظر لها بتردد.... لا تقلقي لن يؤذيني عناق واحد
ودعها الجميع وتمنوا لها أن تكون بخير
لترحل هي وجاسر وكان شهاب برفقتهم
مر بعض الوقت إلى أن وصلوا إلى المطار
- انتبهي على نفسك جيدا وسآتي قريبا لأراكي انتى ورحيق
كان جاسر يقف بضيق يتمنى أن ينهى حديثه ويرحل
ليقترب منهم جاسر مرة أخرى... هيا بنا رحيل لقد تأخرنا
قام جاسر بالإجراءات ليصعدوا بعد قليل للطائرة التي ستعيدهم لبلادهم مرة أخرى
كانت رحيل تتألم بشدة لم تكن تستطع حتى الجلوس أخرجت ذلك الدواء من حقيبتها لتتناوله دون أن يلاحظ ذلك
ولكنه بالفعل قد لاحظ فهو يتابعها دون حتى ان تدري يرى تلك الرعشة والرجفة التي تنتابها يعلم انها تشعر بالتعب الشديد، ولكنها لا ترغب في إظهار ذلك ليغمض عينيه وهو يكور يديه بغضب ليصبر نفسه بانها معه الآن وعائدين للمنزل معا
مر بعض الوقت ليغفو للحظات فهو لم ينم طوال تلك الفترة فتح عينيه مرة أخرى بخوف وينظر لها بدقه لتلاحظ هي نظرته لها
- ماذا هناك
- لا شيء
- نظرت اليه رحيل بابتسامة لأول مرة فما بينهم دائما لم يكن يرى شجار تلو الاخر ..... شكرا لك
- نظر اليها جاسر بعد فهم .... على ماذا
- على تواجدك ذلك اليوم
- رحيل
- ماذا
ليواصل حديثه وهو ما زال ينظر إلى عينيها بصدق ..... يمكن أن يكون تعارفنا كان ظروف غير ملائمة كما ان المواقف بيننا لم تكن جيدة إلى الآن
لذا أريد أن اعتذر منكى على كل ما حدث
اخفضت راسها ...... معك حق ولكن لا داعي للاعتذار لقد انتهى الأمر
- أريدك أن تعلمي اننى سأكون بجانبك أن احتجتى لأي شيء سأكون موجودا
شكرته رحيل بامتنان
و صمت كلاهما حاول جاسر الحديث معها مجددا لكن لم يجد الكلمات التي تساعده على ذلك
مرت دقائق ولم يستطع الصمت أكثر من ذلك .... اخبرينى الحقيقة رحيل ما الأمر وما علاقتك بذلك المدعو منير وكيف انتهى بكى الأمر بتلك الحالة
اغمضت عينيها تريد ان تتماسك قليلا تعلم أن اسألته لن تتوقف وحين تعود لن ينتهي الأمر بل سيزداد وهي لا طاقة لها لذلك
لا تعلم كيف ستنهى تلك التساؤلات ولذا دون أن تشعر خرج كلامها جارحا
.......لا اعتقد ان تواجدك ذلك الوقت او الآن أو قرابتنا تعطيك ذلك الحق في استجوابي أليس كذلك
كان يحاول السيطرة على غضبه من حديثها واهانتها له فقط كل ما كان يريده هو أن يعلم ما يحدث معها حتى يعلم ما الذي يواجهه
وكيف يمكنه حمايتها ..... ليس استجواب، ولكن الا ترين أن كل ما يحدث حولك غريبا ويثير الكثير من التساؤلات فقط أردت أن اعلم حتى أستطيع مساعدتك
صمتت هي الأخرى تستمع إلى ما يقول تحاول أن تهدئ قليلا هو محق كل ما يدور حولها غريبا ويدعو للشك حتى وان كانت تكره التعامل معهم ولكنه محق فيما يقول خاصة وانها اصبحت تمكث معهم
حاولت الحديث مرة أخرى.... فقط لا أريد التحدث عن الأمر ورجاء لا أريد أن يعلم جدك بالأمر
تابع حديثه بسخرية ...... حتى وان فعلت كيف ستبررين اختفائك تلك الفترة
هو أيضا محق فيما يقول للمرة الثالثة حاولت التفكير في شيء حتى تخرج من تلك الازمة لم كان عليه القدوم إلى هنا ويراها بتلك الحالة هو دونا عن الجميع
ليقاطع هو حديثها مع نفسها .... على العموم لقد اردت السفر في هذا الوقت حتى عندما نصل سيكون الجميع نائمين كما اعتمدوا لذا يمكنكى ان ترتاحي وتفكري فيما يجب قوله
اومات له بالموافقة وبداخلها شعرت بالراحة لأنها لن تكون مضطرة إلى التحدث ولو في الوقت الحالي
عم الصمت بينهم إلى أن مر الوقت وها هم عادوا إلى بلادهم مرة أخرى
كان إياد ينتظرهم في المطار كما طلب جاسر منه لم يكن يريد أن يعلم احدا بعودتهم
خرج جاسر اولا ليجد إياد في انتظاره احتضنه إياد مرحبا بعودته.... إذا أين هي ابنه العم نظر جاسر خلفه ليراها قادمة لينظر إياد في نفس الاتجاه
- لا تقل لي انها هي
نظر له جاسر بضيق .... ماذا تقصد
- لا شيء فقط أخبرني هل لديك أي مشاعر تجاهها ام لا
صمت جاسر ولم يجيب
- حسنا أن كانت الإجابة لا هل يمكنني
فهم جاسر قصده لينظر إليه بغضب ليقوم بلكمه في معدته دون أن يشعر أحد
تألم إياد كثيرا من لكمته ووقفت رحيل تنظر إليهم في تعجب
نظرت اليه باستفهام ..... هل هناك شيء
- لا هذا إياد صديقي لقد طلبت منه أن يصطحبنا من المطار
مد إياد يده إليها.... مرحبا أنا إياد
نظرت له وليده الممدودة امامها لتجيب دون حتى ان تصافحه .... اسفة ولكن لا اصافح الرجال
كتم جاسر ضحكته وكم كان فرحا بتصرفها
ابتسم إياد هو الاخر بحرج .... لا عليكى
نظر له جاسر بمكر ليقوم بإلقاء الحقيبة في وجهه
نظر له اياد بغيظ وتوعد.... حسنا هيا بنا سيد جاسر
قام إياد بإيصالهم للمنزل ورحل هو الاخر
كان المنزل هادئا والجميع نائمون لذا صعد كلا منهم إلى غرفته
مرت ساعات قليله وها هو صباح يوم جديد استيقظ الجميع ليتفاجأ مختار بهبوط جاسر
على الدرج مختار بصدمة ...... متى عدت ولما لم تخبرني وهل عادت رحيل برفقتك
ابتسم جاسر وهو يرى ملامح الصدمة على وجهه .... اجل عدت وعلى ما اعتقد انها لازالت نائمة بغرفتها
رحب الجميع بعودته
نظر اليه مختار بتساؤل ...... لما لم تخبرني بموعد قدومك او حتى حين أتيت
- عندما عدت كان الجميع نائما لذا لم أرغب فى ايقاظك وها انا أمامك وحفيدتك في الأعلى
اقتربت منه رحيق وهي تجذبه من ملابسه
