رواية خائنة خلف جدران الحب الفصل الثامن عشر بقلم صفاء حسنى
باب الغرفة بيتفتح بعنف، وصوت رجولي حاد:
"ولا حركة!"
كاميرات صغيرة على صدر اتنين رجال أمن بيسجلوا كل حاجة... والممرضة العمة بتتجمد مكانها، ورهف ملامحها بتتبدل من الثقة للصدمة.
الشرطة دخلت بخطوات سريعة وحاسمة، معاهم المحامي اللي كان بيجهز خطته من شهور عشان يكشف رهف.
رهف كانت فاكرة إن كل حاجة تحت سيطرتها... لكن المحامي كان ماشي بخطى ثابتة، وفي دماغه بيرجع يتذكر لحظة بداية الخطة.
فلاش باك - مكتب القاضي محمد
المحامي: "حضرتك أنا مظلوم... وبسبب مرات ابنك مستقبلي ضاع. اتوقفت عن ممارسة المحاماة بعد سنين تعب."
القاضي محمد - بعينين غاضبة: "يعني إنت مكنتش عايز تضيع مستقبل ابني، وطلبت منها تخفي ورق من القضية؟"
المحامي - بصوت منخفض: "منكرش... لكن كل اللي طلبته ورقة واحدة، ملهاش علاقة بالقضية. كنت بشيل اسم شاهدة... الست دي متجوزة وعندها بيت وأسرة، وكنت عايز أستر عليها لأنها كانت على علاقة بالمتهم. والله عمري ما فكرت أذي حد أو ابن حضرتك... لكن مرات ابنك مش سهلة، وشغلها مشبوه... وأنا كشفتها."
القاضي - صارخًا: "اخرس! ما تبليش زوجة ابني وهي بين الحياة والموت! جاي تقول الكلام ده دلوقتي؟"
المحامي - محاولًا يقنعه: "مرات ابنك سليمة... مفيهاش حاجة. اتفرج يا فندم..."
وفتح الموبايل... عرض فيديو لرهف وهي قاعدة في غرفة عمليات مزيفة، بتاكل وتشرب عادي... بينما برا، الكل فاكر إنها تحت مشرط الجراح.
القاضي محمد - مصدوم: "دي غرفة العمليات...؟"
المحامي - برأس مهزوز: "أيوه... أنا مش فاهم إيه هدفها إنها توجع قلب الكل عليها... وتخلي الطاقم الطبي يشاركها الخداع."
تنهد المحامي وقال: "تعال معايا... أنا هفهمك كل حاجة."
مكتب النائب العام
المحامي والقاضي محمد قدموا الأدلة... التسجيلات، الصور، وفيديوهات المراقبة.
تم إصدار إذن رسمي بالتسجيل والتصوير... ومن هنا بدأوا متابعة كل حركة، لحد ما وقعوا على التسجيل الصوتي الكامل لاعتراف رهف، وكمان دفتر أسرارها اللي فضح كل أفعالها.
عودة للحاضر - المستشفى
الشرطة اتحركت فجأة على غرفة رهف، فتحوا الباب بعنف... رهف انتفضت من على السرير، والعمة اتجمدت مكانها.
الضابط: "رهف عماد الخولي... إنتِ وعمتك متهمين بالاتجار في الأعضاء، والشروع في القتل، والتآمر."
رهف - بابتسامة باهتة: "إنتو فاكرين هتقدروا تلمسوني؟"
الضابط - ببرود: "اللي في إيدينا كفاية يجيبلك حكم مؤبد."
الكاتبة صفاء حسنى
إيمان ومنى وعماد كانوا في الممر، ووجوههم متجمدة من الصدمة... شايفين رهف وهي خارجة مكبلة، وعنيها مليانة كره وهي بتصرخ:رهف وهي خارجة، حاولت تبص لإيمان،
"مش هسيبك يا إيمان... والله ما هسيبك!"
لكن الضابط شدها بعنف،
الضابط بصوت حازم:
-إنتِ ليك عين تتكلمي يا "رهف، تهمة تهديد وسط تهم كتيرة آنتى متهمة رسمياً بالتلاعب، والخداع، والتسبب في إيذاء مرضى... "وتجارة اعضاء يلا معانا!
رهف اتجمدت مكانها، عينيها بتلمع بخوف وصدمه، واللممرضة اللي كانت معاها بتترعش وهي شايلة شنطتها الصغيرة.
الشرطي مسكهم هما الاتنين، وسحبهم ناحية الباب وسط نظرات كل اللي واقفين.
إيمان وقفت مذهولة، مش قادرة حتى تطلع صوت... منى وعماد واقفين جمبها، والصدمة مرسومة على ملامحهم، كأنهم مش مصدقين اللي بيحصل.
---
الكاتبة صفاء حسنى
إيمان وقفت قدام الشرطة، صوتها عالي وهي بتزعق:
- "رهف مريضة! واخدينها ليه؟! أنتم مين أصلاً؟!"
الضابط بصّ لها بابتسامة ساخرة وقال:
- "سبحان الله... إنتِ لسه بتدافعي عنها؟ رغم إنها سرقت كل حاجة منك!"
إيمان اتجمدت، قلبها دق بسرعة وهي مش فاهمة قصده:
- "حضرتك... بتقول إيه؟! أنا مش فاهمة حاجة!"
إيدها راحت تلقائيًا على الموبايل، واتصلت بمؤمن بسرعة، صوتها بيرتعش:
- "الحق يا دكتور مؤمن... واخدين رهف! ومحدش فاهم حاجة!"
على الطرف التاني، صوت مؤمن جه هادي لكن تقيل:
- "سيبيهم ياخدوها يا إيمان... وهات الأولاد، وعمّي عماد، وعمّتي منى، وتعالي لي... وأنا هفهمك كل حاجة."
إيمان اتسعت عينيها من الصدمة، وبصّت ناحية رهف اللي كانت محاطة بالشرطة، سألتها بنبرة فيها رجاء وخوف:
- "رهف... في إيه؟! إيه اللي بيحصل؟!"
رهف رفعت راسها، ونظرة حقد في عينيها، ابتسمت ابتسامة باردة وقالت بصوت واطي لكن مليان سم:
- "في إني... هموّتك يا إيمان. مش هسيبك... أقسم بالله... مش هسيبك."
الشرطي شدّها بعنف، وهي لسه عينيها معلقة بإيمان، وكأنها بتحفر آخر تهديد في قلبها قبل ما تتسحب برّه.
مؤمن قفل الخط مع إيمان بهدوء... لكن عنيه كانت بتلمع بقلق وغضب.
مد إيده تليفون كان تحت هدوم رهف ، وطلع منه تليفون أسود قديم... التليفون السري اللي كانت مخبيها عن كل الناس.
الكاتبة صفاء حسنى
ضغط زر التشغيل... وبدأ يفتح الرسائل المسجلة.
أول رسالة، صوت رهف وهي بتتكلم مع عمتها، نبرتها مليانة خبث:
رهف: "أي حد يقرب مني... بتسلميهولك. وانتِ عارفة تتصرفي... زي ما عملنا قبل كده."
رسالة تانية... كلام بيقشعر له البدن:
رهف: "إيمان لازم نخلص منها ... الخطة ماشيه كويس. كل اللي نحتاجه اول ما ادخل المستشفى . والدكتور اللي هيكشف عليا ... يخلي التقرير يقول نزيف في المخ... وبعدها نعمل مشكلة وسط العملية. ونمنع أي حد يتبرع ليا غير إيمان. والحقنة... لازم تكون مستعملة. لو كانت من مريض سرطان... يبقى برافو عليكِ."
مؤمن اتجمد مكانه، نفسه بدأ يتقطع، قلبه بيرجع يفتكر كل لحظة كان بيظن فيها إن رهف إنسانة ضعيفة أو محتاجة حماية.
ضغط على التسجيل اللي بعده...
رهف: "لازم نخلص منها قبل ما حد يعرف إنها بنت نائب رئيس مجلس الوزراء... عماد الخولي... ولدي العزيز."
مؤمن مسك رأسه بيده... إحساس الخيانة والاشمئزاز بيغلي جواه.
كل المشاهد اللي فاتت اتجمعت قدامه... رهف، ابتسامتها المصطنعة... دموعها اللي كانت بتطلع وقت ما تحتاجه... تمثيلها إنها ضحية.
لكن دلوقتي... هو عارف إنها مش بس خطيرة... دي كانت بتلعب بحياة الناس زي ما الطفل بيلعب بقطع الشطرنج.
القاضي محمد ماسك التسجيلات ودفتر كشف رهف، عينه بتتحرك بين الورق وبين الشخص اللي جابهوله، ووشه بيشد أكتر مع كل كلمة بيسمعها.
اقتربت إيمان من أهل رهف، ملامحها فيها قلق وحيرة، وقالت بصوت عالي شوية:
"أنا مش فاهمة حاجة... كل اللي قاله مومن إني آخد الأطفال ونروح عنده، وهو هيتصرف... بس لحد دلوقتي مش فاهمة إيه اللي بيحصل!"
منى كانت منهارة، عينيها حمرا من كتر البكا، وصوتها مبحوح وهي بتصرخ في وش عماد:
"أكيد حد بيكرهك ومتبلي على بنتي!... ده اللي أخدته من منصبك... بنتي قبضوا عليها، وسمعتنا هتبقى على كل لسان... هتبقى سيرة الناس في كل مكان يا عماد!"
عماد حاول يمسك أعصابه، لكن وشه كان متوتر، وإيده ماسكة التليفون بيكلم حد:
"استني يا منى، أنا بحاول أوصل لمعلومة أكيدة... لحد دلوقتي كل اللي عارفه إنهم بيقول إنها كانت متفقة مع ممرضة فى بيع أعضاء ... ده اللي مخلّي موقفها وحش أوي."
منى قربت منه خطوة، دموعها نازلة:
"موقفها وحش إزاي؟!... دي بنتك... بنتنا... إنت مش شايف إن لازم تتحرك أسرع؟! لو اتأخرنا، ميتلفق لها تهمة عمرها ما هتطلع منها!"
إيمان كانت واقفة بينهم، قلبها بيخبط، مش عارفة تدافع عن مين، ولا تعرف الحقيقة فين، بس إحساسها بيقول إن في حد ورا الموضوع ده... حد بيخطط من بدري.
---
الكاتبة صفاء حسنى
خارجة ايمان من باب المستشفى، ماسكة إيدين الأطفال بقوة، عينيها مليانة دموع لكنها بتحاول تخفيها قدامهم. وراها أمها، ومنى، وعماد اللي بيجري ناحيتهم وهو متوتر.
عماد (بلهفة):
استني ايمان ! أنا جاي معاكي...
ايمان مش بترد، بتسرّع خطواتها ناحية العربية. عماد يلف عشان يركب عربيته ويتبعهم، لكن فجأة يقف قصاده القاضي، واقف بجسمه يسد الطريق، وعربيه الشرطة واقفة على الجنب جنب باب المستشفى، وضباط جوه العربية بيراقبوا.
القاضي (بنظرة صارمة):
مش كل حاجة تمشي على مزاجك يا أستاذ عماد... النهارده مش إنت اللي هتقرر.
عماد (بعصبية):
إبعد عن طريقي...
القاضي (هادئ لكن حاد):
لو على طريقك... أنا واقف فيه. ولو على بنتك... بنتك اقدمك أهي ليها حق تعيش من غير خوف.
---
انصدم عماد، وشه قلب أحمر من الصدمة، وصوته طلع عالي وهو بيصرخ:
- "بنت مين؟! إلّا أقدّمي بنتي أخدوها دلوقتي على قسم الشرطة! وأنا لازم ألحقها! بدل ما تساعدني، واقف أقدّمي ومش عايز ألحقها!"
منى واقفة بتترعش، عينيها مليانة دموع، وبتبص على عماد بخوف وقلق.
محمد حاول يهدّي الموقف، مد إيده قدّامهم وقال بحزم:
- "تعالوا... انت ومدام منى ومدام سعاد، هنروح عند مؤمن، وهناك هتفهموا كل حاجة."
عماد مسك نفسه بالعافية، قلبه بيخبط من الغضب والخوف، وبص لمنى وقال:
- "أنا مش فاهم حاجة، بس لو فيه حاجة مستخبيّة عني... والله ما هسيب حد!"
منى دموعها نزلت، وصوتها واطي:
- "أنا كنت خايفة أقولك... كنت خايفة تخسرني... وخسرتك أكتر."
محمد قطع الكلام:
- "يلا بينا قبل ما الوقت يضيع."
الجو بقى مشحون، والكل ساكت، مفيش غير صوت خطواتهم وهما خارجين بسرعة... رايحين لمؤمن، ومستعدين يسمعوا الحقيقة اللي هتغير كل حاجة.
حياة ومراد كانوا واقفين بيتفرجوا على الموقف بعينيهم الواسعة، مش فاهمين حاجة من اللى بيحصل، نظراتهم رايحة جاية بين الكل، والدهشة مرسومة على وشوشهم.
إيمان مدت إيديها وضمّتهم لحضنها بكل قوتها، وكأنها بتحاول تحميهم من حاجة حتى هي نفسها مش فاهمها، عينيها بتلمع بدموع الخضة والحيرة.
من غير ما حد ينطق، اتحركوا كلهم بسرعة ناحية بيت مؤمن.
في البيت، مؤمن كان واقف كإنه حجر، عيناه بتلمع بصمت والصدمة مغرقاه. دماغه مليانة بصور وكلمات مش قادرة تترتب.
دخل الحمام بخطوات تقيلة، قلبه بيخبط في صدره، ووشه شاحب.
فتح البانيو، والمية نازلة بصوت ثابت، قعد فيه وهو لابس، وساب المية تغمره، بدأ يغطس وشه وجسمه كله تحت المية، وكأنه بيحاول يمحي كل حاجة شافها وسمعها من على جلده ومن جوه قلبه.
في البانيو، المية السخنة بتغرق وشه وجسمه، وأنفاسه بتتقطع وهو مغمض عينه...
دماغه رجعته لأول مرة شاف فيها إيمان، كانت واقفة قدامه بعينين مرتبكة وابتسامة صغيرة، قلبه وقتها دق دقة غريبة، كأنه شاف حاجة ناقصاه طول عمره.
افتكر المرة اللي شافها وهي بتضحك من قلبها وسط الناس، والضحكة دي دخلت جواه من غير ما يستأذن... والمرة اللي شاف دموعها وهي بتحاول تخبي ضعفها، واللي كسر قلبه أكتر من أي وجع.
افتكر اللحظة اللي كان بيقف جنبها، حاسس إنها قريبة منه لدرجة إنه سامع دقات قلبها، بس برضه بعيدة وكأن بينهم ألف حاجز.
المية غمرت وشه تاني، بس المرة دي دموعه نزلت وامتزجت بيها... قلبه كان بيصرخ جوا صدره:
"ليه كل حاجة حلوة في حياتي بتروح؟ وليه هي بالذات؟"
--
كان البخار لسه مالي الحمّام، والمية بتتزحلق على كتف وهو واقف قدام المراية بعد ما خرج من البانيو. مسح الضباب من على الإزاز، وبص لنفسه، كإنه بيحاول يقرأ ملامحه اللي اتغيّرت من سنين.
في اللحظة دي، عقله رجّعه لورا... كل مرة شاف فيها إيمان.
أول مرة شافها كانت واقفة في الشارع تحت المطر، بحجابها لم وقع منها كتبها فيها خوف وارتباك. المرة التانية لما شافها بتضحك مع رهف، ضحكة بريئة، بس كان فيها حاجة غريبة بتشد قلبه من غير ما يفهم ليه. وآخر مرة... كانت عينيها بتلمع بالدموع وهو بيحاول ما يبانش إنه متأثر.
صوت باب الشقة بيخبط بيتفتح فجأة
قطع شريط الذكريات، خلا قلبه يدق أسرع. مسك الفوطة يلفها حواليه وبدأ يغير هدومه بسرعة، يحاول يخفي أي ارتباك في ملامحه.
تمام، هنكمل المشهد بنفس أسلوبك الدرامي ونحافظ على الجو المشحون بالأحداث.
دخلت إيمان وأهل رهف وراهم، وعماد كان بيتكلم مع محمد، لكن محمد اختار الصمت لحد ما يوصلوا البيت عند ابنه، وكان فاكر إن ابنه مش عارف أي حاجة وعايز يفتح الكلام مرة واحدة.
حتى لما سعاد طلبت إنها تنسحب هي وبنتها وقالت:
سعاد:
"يلا يا إيمان نمشي، إحنا نايمين الأطفال وتعالي."
لكن محمد رفض وقال بصوت ثابت:
محمد:
"لا، استني يا ست سعاد... إنتي وإيمان، في موضوع مهم جدًا... لازم الكل يعرفه النهاردة قبل بكرة."
الجو اتوتر فجأة، كل العيون اتوجهت لمحمد، وعماد حس إن الموضوع مش هيعدي عادي، قلبه بدأ يدق أسرع، وإيمان واقفة مكانها متجمدة، مش عارفة تتوقع إيه.
محمد بصوت مليان حدة:
"أنا ساكت على ظلم حصل من ، لكن النهاردة مش هسكت... كل حاجة لازم تتقال... وكل واحد يتحاسب على عمله!"
بصت ايمان بقلق لوالدها، وسعاد ضمت بنتها في حضنها، بينما عماد حاول يسيطر على الموقف وقال بهدوء مصطنع:
"مش فاهم يا محمد، احنا عايزين نعرف مين وراء سجن رهف بنتى وازى ياخدوها من المستشفى...
لكن محمد رد بسرعة:
"... لأن اللي حصل النهاردة كفاية إنه يفتح كل الملفات القديمة والجديدة."
---
القاضي محمد كان قاعد قدامهم، صوته هادي لكن عينه بترقب كل حركة في وشوشهم.
قال وهو بيبص ل عماد :
ـ أنتم ولّدتوا بناتكم فين بالظبط؟
بص عماد له باستغراب:
ـ إيه السؤال ده يا محمد وايه علاقته بحبس بنتى رهف ؟
القاضي مال بجسمه لقدام، وكأنه بيغوص جواهم:
ـ أجاوبك ليه؟ لأن المكان اللي اتولدت فيه البنات، ومع التحقيقات بتأكد إن رهف متنكش بنتك
اتوترت منى ،
، القاضي كمل وهو مش شايل عينه عنهم:
ـ عشان كده لازم تحددوا ميعاد الولاده واسم المستشفى
اتجمد، عماد صوته اتلخبط:
ـ إنت بتقول إيه! التخريف ده
كان "القاضي محمد قاعد ، وشه جامد وميبشرش بالخير. بص للأمهات اللي قاعدين قدامه وقال بحزم:"
القاضي:
الأمهات ترد عليا الأول وبعدين أفهمكم في إيه.
"منى، ست في أواخر الأربعين ، متوترة وباين عليها القلق، ردت بسرعة:"
منى:
أنا خلفت بنتي في المستشفى الخاص اللي في... مدان الحجاز ].
"سعاد، اللي كانت واقفة جنبها، اتصدمت من كلامها ووشها جاب ألوان. قالت بصوت مهزوز:"
سعاد:
أنا كمان ولدت إيمان في نفس المستشفى، بس في قسم التأمين.
"القاضي بص لهم بتركيز، وبعدين بدأ يشرح لهم بعد ما طلب من كل واحدة تقول كانت بتعاني من إيه وقت الولادة، وكانت ولادة طبيعية ولا قيصري. منى اتكلمت وقالت:"
منى:
أنا خلفت بنتي قيصري، وطلبت من عماد إني أولد من غير وجع. حاولوا يولدوني طبيعي بس معرفوش، فعملوا لي قيصري.
"سعاد اتنهدت بحرقة وقالت:"
أنا كان عندي مشكلة عشان مكنتش بتابع مع دكاترة. في نص التامن حسيت إن نبض البنت ضعيف، روحت المستشفى حجزوني على طول وولّدوني وكشفوا على البنت.
"فجأة، مؤمن خرج من الأوضة اللي جنبهم، شكله متعصب ومضايق. قاطع كلام سعاد وقال:"
مؤمن:
يعني بنتكِ كان قلبها ضعيف، لكن إيمان قلبها سليم ومفيهوش أي حاجة. وده يثبت كلامهم .
"مؤمن طلع موبايله بسرعة وفتح تسجيل صوتي. سمّعهم تسجيل الممرضة ل رهف وهي بتتكلم بصوت واطي ومريب."
ضغط على زر التشغيل، وبدأ صوت عمة رهف يخرج واضح في الغرفة:
"أنا كنت عارفة إني مش هقدر أربيك، فبدلتك مع بنت عيلة تانية... خليتك مكان بنتهم، وخدت بنتهم مكانك... كل ده علشان تعيشي حياة أحسن من حياتي."
الصمت خيم على المكان، وكل العيون اتجهت ل ايمان
منى وضعت إيدها على فمها وهي مش مصدقة، ودموعها نزلت فجأة:
ـ يعني... إيمان بنتي؟!
شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم