رواية خائنة خلف جدران الحب الخاتمه الاولي 1 بقلم صفاء حسنى

 

 

رواية خائنة خلف جدران الحب الخاتمه الاولي بقلم صفاء حسنى


سعاد اتراجعت للخلف، كأن الأرض بتتهز تحت رجليها، وإيمان نفسها وقفت مصدومة، مش عارفة تتحرك ولا تنطق.

القاضي محمد أضاف بهدوء قاتل:
ـ أهو الدليل أهو وإخراج تقرير ب والدة رهف واسم الام الحقيقة الذى كانت اخافتها العمة عن الجميع … وأظن بعد اللي سمعناه، مفيش شك إننا لازم نكمل التحقيق للآخر.
صرخت سعاد 
انت بتقول انت بتكذب صح ايمان بنتى أنا 
أكمل القاضي ب أسرار 
أكيد "إيمان" بنتك آنتى إلا ربيتها لكن الحقيقة 
انها بنتكم الحقيقية يا حضرة النائب … 

القاضي محمد اعتدل في مكانه ونظر لتسجيل الصوت، وبعدين رفع عينه على منى وعماد :
ـ يبقى كده واضح إن في لعبة كبيرة اتلعبت عليكم... بس عايز أسمعها منكم. أنتم ولدتوا فين؟ في أي مستشفى؟

اتلخبط عماد وهو يبلع ريقه:
ـ فـ... في المستشفى الجامعي... يومها كان في زحمة رهيبة.

القاضي قرب ورق قدامه وقال بحدة:
ـ والممرضة اللي سلمتلكوا البنت... متأكدين إنها نفس الممرضة طول الوقت؟

منى بدموع وارتباك:
ـ لأ... يومها جات ممرضة غير اللي شوفناها قبل كده، قالتلنا إن دي بنتنا، وإحنا صدقنا... ما خطرش في بالنا لحظة إنها ممكن تكون مش بنتنا.

القاضي هز راسه وكأنه بيربط الخيوط:
ـ يعني اللي حصل إن عمة رهف بدلت البنات من أول لحظة... بنتكم اتخطفت من سريرها واتحط مكانها رهف.

كل الأنفاس اتحبست للحظة، وإيمان شهقت ودموعها غرقوا خدودها:
ـ يعني أنا طول عمري عايشة وسط ناس مش أهلي؟!

منى قامت من مكانها وجرّيت إيمان في حضنها بقوة، وهي بتبكي:
ـ لأ يا بنتي، أنتي دمي ولحمي... أنتي حياتي اللي ضاعت مني ورجعتلي دلوقتي.

حاتم بص لإيمان بعيون كلها صدمة وحزن، مد إيده يلمس وشها المرتعش:
ـ سامحيني يا بنتي... إحنا اتسرقنا منك ومن عمرنا معاك.

القاضي بص لهم بنبرة حاسمة:
ـ لسه في تفاصيل كتيرة لازم تنكشف... بس الحقيقة ظهرت. إيمان هي بنتكم، وكل اللي فات كان لعبة خطيرة من رهف وعمتها.

---
الكاتبه صفاء حسنى 
---
قسم الشرطة – غرفة التحقيق الفرعية.
الجو مشحون، لمبة بيضا قوية نازلة فوق دماغهم، والجو كله توتر. رهف قاعدة على الكرسي قدام عمتها، ووشها شاحب من الصدمة. العمة متوترة، بتتحرك يمين وشمال، وصوت كعب جزمتها بيخبط في البلاط، كأنها مش قادرة تثبت في مكانها.
رهف ، وشها شاحب وعينيها منتفخة من كتر البكا. الباب اتفتح ودخلت السجانة عمتها ، عينيها كلها غضب ، لكن برضه فيها ندم .

رهف بصتلها بمرارة:
ـ ليه عملتِ كده فيا؟! ليه خلتيني أعيش كدبة كبيرة؟!

العمة حاولت تمسك إيدها، بس رهف سحبتها بعصبية:
ـ كنتِ فاكرة إنك بتحميني؟! إنتِ رميتيني في نار!

العمة بصوت مكسور:
ـ يا رهف... أنا كنت لوحدي، ماعرفتش أربيك ولا أحميك، قلت أديكي حياة أحسن... بس أنا غلَطت، غلطة عمري!

رهف صرخت:
ـ غلطة؟! الغلطة دي ضيّعت حياتي... ضيّعتني أنا 
و بصوت مبحوح، وهي بتحاول تمسك دموعها:
ـ كرهتيني في إيمان، خليتيني حارباها من غير سبب، حولتيني من طفلة كل أحلامها العرايس واللعب... لبنت بتخطط وتدبّر! ليه عملتِ كده فيا؟
خائنة خلف جدران الحب الكاتبه صفاء حسنى 
الفصل الاخير الخاتمه الأولى 
سعاد اتراجعت للخلف، كأن الأرض بتتهز تحت رجليها، وإيمان نفسها وقفت مصدومة، مش عارفة تتحرك ولا تنطق.

القاضي محمد أضاف بهدوء قاتل:
ـ أهو الدليل أهو وإخراج تقرير ب والدة رهف واسم الام الحقيقة الذى كانت اخافتها العمة عن الجميع … وأظن بعد اللي سمعناه، مفيش شك إننا لازم نكمل التحقيق للآخر.
صرخت سعاد 
انت بتقول انت بتكذب صح ايمان بنتى أنا 
أكمل القاضي ب أسرار 
أكيد "إيمان" بنتك آنتى إلا ربيتها لكن الحقيقة 
انها بنتكم الحقيقية يا حضرة النائب … 

القاضي محمد اعتدل في مكانه ونظر لتسجيل الصوت، وبعدين رفع عينه على منى وعماد :
ـ يبقى كده واضح إن في لعبة كبيرة اتلعبت عليكم... بس عايز أسمعها منكم. أنتم ولدتوا فين؟ في أي مستشفى؟

اتلخبط عماد وهو يبلع ريقه:
ـ فـ... في المستشفى الجامعي... يومها كان في زحمة رهيبة.

القاضي قرب ورق قدامه وقال بحدة:
ـ والممرضة اللي سلمتلكوا البنت... متأكدين إنها نفس الممرضة طول الوقت؟

منى بدموع وارتباك:
ـ لأ... يومها جات ممرضة غير اللي شوفناها قبل كده، قالتلنا إن دي بنتنا، وإحنا صدقنا... ما خطرش في بالنا لحظة إنها ممكن تكون مش بنتنا.

القاضي هز راسه وكأنه بيربط الخيوط:
ـ يعني اللي حصل إن عمة رهف بدلت البنات من أول لحظة... بنتكم اتخطفت من سريرها واتحط مكانها رهف.

كل الأنفاس اتحبست للحظة، وإيمان شهقت ودموعها غرقوا خدودها:
ـ يعني أنا طول عمري عايشة وسط ناس مش أهلي؟!

منى قامت من مكانها وجرّيت إيمان في حضنها بقوة، وهي بتبكي:
ـ لأ يا بنتي، أنتي دمي ولحمي... أنتي حياتي اللي ضاعت مني ورجعتلي دلوقتي.

حاتم بص لإيمان بعيون كلها صدمة وحزن، مد إيده يلمس وشها المرتعش:
ـ سامحيني يا بنتي... إحنا اتسرقنا منك ومن عمرنا معاك.

القاضي بص لهم بنبرة حاسمة:
ـ لسه في تفاصيل كتيرة لازم تنكشف... بس الحقيقة ظهرت. إيمان هي بنتكم، وكل اللي فات كان لعبة خطيرة من رهف وعمتها.

---
الكاتبه صفاء حسنى 
---
قسم الشرطة – غرفة التحقيق الفرعية.
الجو مشحون، لمبة بيضا قوية نازلة فوق دماغهم، والجو كله توتر. رهف قاعدة على الكرسي قدام عمتها، ووشها شاحب من الصدمة. العمة متوترة، بتتحرك يمين وشمال، وصوت كعب جزمتها بيخبط في البلاط، كأنها مش قادرة تثبت في مكانها.
رهف ، وشها شاحب وعينيها منتفخة من كتر البكا. الباب اتفتح ودخلت السجانة عمتها ، عينيها كلها غضب ، لكن برضه فيها ندم .

رهف بصتلها بمرارة:
ـ ليه عملتِ كده فيا؟! ليه خلتيني أعيش كدبة كبيرة؟!

العمة حاولت تمسك إيدها، بس رهف سحبتها بعصبية:
ـ كنتِ فاكرة إنك بتحميني؟! إنتِ رميتيني في نار!

العمة بصوت مكسور:
ـ يا رهف... أنا كنت لوحدي، ماعرفتش أربيك ولا أحميك، قلت أديكي حياة أحسن... بس أنا غلَطت، غلطة عمري!

رهف صرخت:
ـ غلطة؟! الغلطة دي ضيّعت حياتي... ضيّعتني أنا 
و بصوت مبحوح، وهي بتحاول تمسك دموعها:
ـ كرهتيني في إيمان، خليتيني حارباها من غير سبب، حولتيني من طفلة كل أحلامها العرايس واللعب... لبنت بتخطط وتدبّر! ليه عملتِ كده فيا؟

رهف بصتلها ببرود ممزوج بجرح عميق:
ـ مش هقدرة. اسامحك .. الجرح اللي عملتيه مش هيتداوى.أرجوكى يا عمتى خرجين منها قولي إنك إلا مدبر كل حاجه وانا مليش دعوه وضحية ليك 
....... 
عند ايمان 

كانت مصدومة إيمان بدأت تحس بدوخة، إيديها بردت، عينيها دمعت وهي بتهمس:
ـ لأ… مش معقول… أنا طول عمري كنت غريبة… محدش كان عايزني… ولما لقيت مكان أحس فيه بأمان… واطلع فى الاخر إني بنت نائب وزير؟! سنين الغربة بعد ما ابوي بعنا للجماعة واستغربت ازى الاب يعمل كده وازى أنا مش متقبلة إلا بيعمله كنت مستغربه ازى وأنا طفلة لكن عقلي مخلين ارفض أي حاجه بيعملها 

منى حاولت تهديها:
ـ إيمان، اهدي يا حبيبتي…

لكن فجأة، إيمان مسكت صدرها وحسّت بكتمة، لونها اصفر، وقع جسمها قدامهم على الأرض بلا وعي.

سعاد صرخت:
ـ إيييمااان!!

الكل جري عليها في لحظة. مومن دخل يجري وشافها مرمية على الأرض، قلبه وقع من مكانه. نزل بسرعة شالها بين إيديه وهو بيصرخ:
ـ بسرعة… لازم مستشفى حالًا!

الجميع جري وراه، والجو كله بقى دوشة وصريخ.

في المستشفى
مومن بيصرخ في وش الدكتور:
ـ عندها تسمم في الدم!!

الكل اتجمد مكانه، بصوا له بصدمة.

منى شهقت:
ـ إيه؟! إنت عرفت إزاي؟!

مومن تنهد ودموعه في عينيه:
ـ يوم ما أخدو منها عينة دم في التحقيق… حقنوها بحقنة ملوثة… كانوا عايزين ينهوا عليها من غير ما حد يعرف.

---
كانوا كلهم واقفين حوالين سرير إيمان، لونها شاحب، عرقها مغرقها وبتنهج بصعوبة. مومن ماسك إيدها ومش قادر يسيبها ولا ثانية، عينه مليانة دموع وهو بيصرخ في الدكتور:

مومن (بعصبية وهو بيترجى):
أغسل دمها بالله عليك، اعملها تحليل، واعرف الحقنة دي نقلتلها مرض إيه بسرعة!

الدكتور بصله باستغراب وهو رافع حاجبه:

الدكتور (ببرود):
حضرتك إحنا في مستشفى حكومي مش خاص، يعني مش أي حاجة تطلبها هنعملها. وبعدين إحنا عارفين شغلنا كويس، ماتملاش علينا تعليمات!

صوت مومن علي أكتر وهو بيترعش من الغضب:

مومن:
دي مش هزار… دي حياتها!

في اللحظة دي قام عماد واقف بغضب، صوته هز المكان:

عماد (صارخ):
إنت قصد الكلام ده؟! أوكي… هتشوف دلوقتي!

المكان اتوتر، الممرضات بصوا لبعض بخوف.
قربت ممرضة شابة بخطوات مترددة، وقالت بهدوء وهي بتحاول تفهمهم الحقيقة:

الممرضة:
حضرتك هو ماقصدش يضايقكم… بس المشكلة فعلاً إن الأجهزة هنا كلها مستهلكة، ومعظمها مش شغال. وكمان اللي شغال متحجز لمرضى تانيين… لو عايزين تلحقوا بنتكم، أنقلوها مستشفى مجهزة قبل ما الحالة تسوء أكتر.

سكتوا كلهم لحظة… قلبهم وقع.
إيمان بدأت تتنفس بصعوبة أكتر، ومؤشرات الأجهزة بتضعف.

عماد مسك تليفونه بسرعة، ووشه احمر من الغضب:

عماد (بعزم):
أنا مش هستنى!

اتصل بواحد من الوزراء، وصوته كان مليان حزم وهو بيأمر:

عماد:
عايز أجهزة غسيل دم فورًا… سرير مجهز… معدات كاملة… كل حاجة ممكن تنقذ حياة بنتي تتجاب على المستشفى الحكومي ده حالًا!

اللي واقفين اتصدموا من سلطته وسرعة رد فعله، ومومن كان ماسك إيد إيمان وبيهمس بدعاء وهو بيبكي:

مومن (بصوت مكسور):
استحمليني يا إيمان… هتلحقي… أوعدك هتلحقي.

---

المكان: مستشفى حكومي مزدحم، أصوات أجهزة وممرضات رايحة جاية.
إيمان نايمة على السرير، جسمها مرهق، وعماد واقف مش قادر يسيطر على أعصابه.

الدكتور بصوت ثابت:
– "إحنا عملنا التحليل وهيوصلنا النتيجة من المعمل بعد شوية… في الوقت ده هنبدأ نجهز لغسيل الدم وننقيه من أي تلوث."

الممرضة وهي بتدي ورق:
– "حضرتك لازم تمضي على الموافقة… الحالات دي محتاجة سرعة، وأي دقيقة بتفرق."

عماد وهو ماسك القلم بإيد مرتعشة:
– "أنا عندي استعداد أوفرلكم أي حاجة… أجهزة، أدوية، دم… حتى لو أجيب لكم مستشفى كاملة هنا، بس بنتي تعيش بالله عليكم."

الممرضة بصوت متأثر:
– "ما تقلقش يا دكتور عماد، التمريض كله متجهز، والأجهزة وصلت من الوزارة، هنبدأ فورًا."

الكاميرا تركز على فريق التمريض وهما بيلبسوا جوانتيات وبيجهزوا المحاليل والأنابيب، والدكاترة واقفين مركزين جدًا.
وفي نفس الوقت، في المعمل: جهاز التحليل بيطلع نتيجة تدريجيًا، والأخصائي بيراقب الشاشة بتركيز.

قطع المشهد على عماد وهو ماسك إيد إيمان وبيتمتم بدعاء، وصوته بيتهدج:
– "يا رب… يا رب ما تحرمنيش منها."

---

في المستشفى، الدنيا متوترة جدًا… أجهزة التحاليل شغالة والكل بيجري عشان ينقذوا إيمان، وهي على السرير عينيها نص مفتوحة وصوت جهاز ضربات القلب عامل رهبة.

الممرضة دخلت بخطوات سريعة، ماسكة ظرف مقفول بإيدها، وبتبص حواليها بتوتر. راحت للدكتور المناوب وسلمته الظرف:

"دكتور… ده جالي من وحدة في السجن قالت لازم يوصل لحضرتك فورًا."

الدكتور فتح الظرف بسرعة، لقى تقرير مكتوب بخط رسمي، جواه ورقة صغيرة مطوية زي رسالة شخصية. عينه وقعت على أول سطر في التقرير، قلبه وقع:

"في الحقنة… مادة سُمّية بتضرب الرئة مباشرة."

وقف مصدوم، وبعدين فتح الرسالة الصغيرة. كان مكتوب فيها بخط العمة:

"أنا الوحيدة اللي عندي المضاد. رهف بريئة… كانت مجرد أداة في إيدي. لو عاوزين البنت تعيش، لازم القاضي وعماد ومؤمن يوافقوا إن رهف تخرج من القضية وتكمل حياتها مع جوزها وولادها. القرار في إيديكم… حياتها قدامكم مرهونة بتوقيعكم."

الدكتور رفع وشه، عينه مليانة صدمة:

"الموضوع اتقلب ابتزاز واضح…!"

عماد وهو واقف قلبه بيتهز، مسك راسه بإيديه:

"يعني البنت دي… بتساومنا على حياة إيمان؟! بنتي بتموت وأنا مربوط بإيدها؟"

مؤمن شد نفسه لقدام، صوته متحشرج:

"الموضوع لازم يوصل للقاضي فورًا… ده مش طب ولا علاج… ده لعبة قذرة على حساب أرواح."

الجو في أوضة المستشفى بقى خانق، الأجهزة شغالة، صوت الأنابيب، وأنفاس إيمان المتقطعة، والكل بينهار بين خيارين: ينقذوا إيمان ويسيبوا رهف، ولا يخسروا الاتنين.

---
غرفة التحقيق الخاصة

القاضي محمد، عماد (نائب الوزير)، ومؤمن دخلوا الغرفة بخطوات سريعة، والعيون كلها مركزة على رهف وعمتها الجالسين وراء الطاولة. رهف في حالة انكسار واضح، دموعها محبوسة، والعمة عينيها مليانة تحدي غريب كأنها لسه ماسكة الخيوط.

جلس القاضي على الكرسي قدامهم، ضرب بيده على الطاولة وقال بسخرية:

"يعني إنتي بتهددي قاضي، ونائب وزير، وكمان نائب عام؟ إنتي هبلة ولا بتستعبطي؟ فاكرة تلوّي دراعنا بابتزاز رخيص؟"

ابتسمت العمة بثبات:

"لا سمح الله أتخطى حدودي مع ناس زيكم… لكن أنا السبب من البداية. دخلت رهف اللعبة، وكل تصرفاتها كانت نابعة من غسيل مخ أنا عملته، من تعليماتي. هي كانت مجرد أداة."

نظرت لعماد بعيون متحدية وقالت:

"والغلط مش بس فيا… الغلط فيكم كلكم. دلعتوها زيادة، عمر ما حد حسبها على غلطة، ما فكرتوش تودوها لدكتور نفسي وهي طفلة ولا تخلوها تعيش حياة سوية. ساعتها أنا مكنتش هقدر أقتحم حصونكم ولا ألعب في دماغها. رهف بريئة في نظري، مجرد عروسة لعبة بخيوط في إيدي. لكن دلوقتي؟ حرام تتسجن بذنب مالهاش علاقة بيه. كل جريمتها إنها عرفت الحقيقة وخبت."

ضرب مؤمن الطاولة بغضب وصوته اتغير:

"جريمتها الخيانة! خانت الكل، لعبت بمشاعر الكل، ومش بعيد حتى ضربة الرصاص اللي اتصابت بيها كانت تمثيلية… لعبة جديدة عشان تظهر نفسها ضحية. والنهاردة نفس اللعبة، ابتزاز بحياة إيمان مقابل حريتها."

العمة ابتسمت باستهزاء وهي ميلة لقدام:

"يبقى كده عرفت كل حاجة… بس في الآخر مفيش ورقة قانونية واحدة تدين رهف. أنا آه، عندكم عليا أدلة، لكن هي؟ مجرد ظلّ. واللي معايا يا إما يقتلوني يا إما يهربوني… ده نصيبي. بس أولادك يا سيادة النائب… إيه ذنبهم يعيشوا من غير أم؟"

وقفت العمة ونظرت مباشرة في عيني مؤمن:

"إنت طول عمرك فاكر نفسك ظابط شاطر، وبعدين نائب عام بارع، لكن ما عرفتش تفتح قلب زوجتك في سنتين، ولا تكون صديقها، ولا حبيبها الكافي اللي تخاف تخسره وتقولك كل حاجة. الفشل مش بس في رهف، الفشل جوا بيتكم."

مؤمن بصوت متحشرج:

"الدلائل عندنا… الدفتر، تسجيلات المكالمات، كل حاجة."

ضحكت الممرضة اللي كانت واقفة في الركن بصوت بارد:

"دلائل ولا مش دلائل، قلب الستات أضعف من قلوب الرجالة. نفس التهديد وصل لماما إيمان… الست اللي ربتها. والام الحقيقة منى وسلمونى الدفتر والتليفون كل حاجه مقابل حياة ايمان 

القرار في إيدكم: تختاروا حياة إيمان… ولا عقاب رهف."

---
طلب مومن يدخل ل رهف وتكون ل وحده بعيد عن عمتها وبالفعل الظابط ساعده 

في زنزانة صغيرة ملامحها باهتة من كتر البرد والظلمة، رهف قاعدة على الكرسي الحديدي وإيدها بتترعش. الباب اتفتح فجأة، دخل مومن بخطواته الهادية بس عينيه كلها قسوة

كانت رهف قاعدة على الكرسي، دموعها محبوسة في عيونها، وشعرها باين من تحت الحجاب، عينيها فيها خوف وغضب متداخل.
دخل مؤمن والغضب ظاهر على ملامحه.

رهف بصوت مكسور أول ما شافته:

"الأطفال… حياة ومراد… طمّني، عاملين إيه؟"

مؤمن وقف قدامها، ابتسم بخبث:

"إنتِ عايزة تفهميني إنك بتحبي أولادك أكتر من نفسك؟ أنا مش غبي يا رهف. أنا كاشفك من زمان. عارف إنك أنانية… بس ما كنتش متصور إنك توصلي تتفقّي مع عمتك وتستغلي حياة إيمان عشان تخرجي من هنا."

اقترب منها، صوته اتغيّر وبقى صرخة غاضبة:

"تسمم إيمان؟! … بس أقولك إيه… دين تدان!"

رهف شهقت وبدأت تدافع:

"أنا… أنا ما قصدتش…"

مؤمن قطع كلامها بصوت هادر:

"يعني كنتِ بتتعاملوا مع التنظيم! عرفتيهم مكاني… واخترتي رجلي بالذات عشان تكسري ظهري واطلعي من الشرطة. صح؟"

رهف رفعت راسها بشوية ثقة غريبة وقالت بدموع:

"عشان كل البنات كانوا بيجروا وراك… البدلة بتاكل منك حتة كل يوم البنات بيفضلوا يتكلموا عنك … بس إنت لي ، أنا الوحيدة اللي ليّا الحق فيك. محدش يمتلكك غيري!"

مؤمن ابتسم بسخرية جارحة:

"خلي جشعك يظهر كمان وكمان؟ حتى لما ايمان حذّرتك وقالتلك هات عنوان القاضي… عشان ابنه في خطر؟ إنتِ اللي بعت المكالمة للتنظيم بنفسك. عشان تتعاقب! كنتِ عارفة إنهم هيودوها سوريا… وعارفة إن هناك حرب… بس أنانيتك فاقت كل الحدود."

اقترب منها أكتر، عينه في عينها:

"ولما اتصلت بيك من تركيا وقالتلك إنها هناك… نفس الندالة! بلغتِ التنظيم وجوزها… عشان يوصلوا لها. بس خططك كلها طلعت في الهوا… لأن إيمان رب الكون حماها. واليوم اللي الرسالة اتلقطت فيه… كلهم وقعوا، واتمسكوا. والكارثة؟ إنهم عرفوا إنك اللي بعتيهم. سلّمتِهم في تركيا!"

رهف ابتلعت ريقها، جسدها بدأ يرجف.

مؤمن واصل بصوت مرعب:

"يعني حتى لو خرجتي من هنا… هما مش هيسيبوك. عقابهم جاي. أما جوز إيمان؟ باطل… زواج بلا دليل، ولا دخل بيها… إنتِ كنتِ عارفة ده، وبرضه بعتّي ناس تدور عليه عشان يرجع ياخدها. ولما وصلك خبر موته… اتوترتي… وبدأتي تقعي في الغلط ورى الغلط."

رهف انهارت… بكت بحرقة، أول مرة تبين انكسارها الحقيقي.

---

. وقف قدامها وقال بصوت بارد:

مومن:
هتخرجي يا رهف… بس بشروطي.

رهف (بانفعال):
شروط إيه تاني؟!

مومن (ابتسامة ساخره):
أول شرط… هتمضي على ورق التنازل عن أولادك.

رهف اتنفضت وحاولت تعترض، بس هو رفع إيده يوقفها وكمل بنفس البرود:

عندي ألف دليل أظهر بيهم إنك مش أم صالحة. الأولاد هيبقوا معايا… وتشوفيهم وقت ما أنا أسمحلك. يا تمضي… يا تفضلي في السجن.

رهف اتنهدت بضعف، عينيها مليانة دموع:
:
يعني ممكن تضحي بحياة إيمان وتسبني هنا؟

ضحك مومن ضحكة باردة وهو يرد:

إظهري على حقيقتك يا رهف… إيمان ربنا هو اللي حافظها، اتعرضت للموت مليون مرة ورغم كده رجعها ليا.
إنتي اللي محتاجة الديل ده… نكمل ولا أخرج وأسيبك؟

رهف هزت راسها باستسلام، لكنها همست بخوف:

رهف:
بس أنا… ممكن بعد ما أخرج آخدهم منك… إيه اللي يضمنلك؟

مومن ضحك بتهكم وهو يرد:

مومن:
ده شغلي بقى.
تاني حاجة… هتمضي على ورق طلاقنا. أنا معنديش استعداد أعيش ثانية مع واحدة مجنونة زيك.

رهف صرخت بجنون، صوتها رج الزنزانة:

رهف:
إنت ملكي أنا… كلك ملكي! لو مش ليا… مش هتكون لحد غيري!

مومن ابتسم بسخرية، وعينيه كلها تحدي:

مومن:
هترجعي تقتلي كل اللي يقرب مني زي زمان؟ جربي… وأول ما تعمليها هرجعك السجن.
من هنا ورايح… ما أشوفش وشك.

وقف لحظة وسكت، وبعدين بص لها ببرود وهو يديها الورق:

أهلك إلا ربوكى مهنوتش عليهم للأسف بعد كل ده فقررار 
هيكون ليكي فلوس في حسابك… تعيشي بيهم.
لكن ممنوع سحب كاش… بس أكل وشرب.
الأولاد… أنا اللي هاجيبهم ليكي ساعة ما أحب.
وممنوع تنطقي كلمة زيادة مش عايز أولادى يطلعوا مرضي نفسينا زيك 

تمام يا قلبي 🌹، خليني أرتبلك المشهد ده بشكل درامي متماسك ومنسق من غير ما أفقد أي تفصيلة:

مومن كان قاعد قدام رهف، فتح الأوراق قدامها وحط القلم في إيدها وهو بيقول ببرود:
ــ امضي هنا… إمضي وخلي الموضوع يخلص.

رهف إيديها كانت بترتعش، دمعها مغرق وشها، لكن مضت على ورق الطلاق والتنازل عن الأولاد.
وبمجرد ما خلصت الإمضاء، مومن رفع راسه وقال ببرود جارح:
ــ آه، نسيت أقولك حاجة…
شكراً إنك خليتي إيمان هي اللي تربي أولادي. شكراً إني كنت أناني، أفضل خروجي ونواديي على حساب ولادك. عارفة؟ ولادك دلوقتي بيسألوا على إيمان أكتر منك… حتى افتكروكي “طلعتِ عند ربنا”. وبيفضلوا ليل ونهار يدعوا إنها ما تروحش عند ربنا وتفضل معاهم.

كلماته نزلت عليها زي السهام، قطع قلبها قبل ما يسيبها ويمشي من غير ما يبص وراه.
رهف فضلت تصرخ وتلطم وتعيط لحد ما صوتها رجّ المكان كله. الشرطة دخلوا بسرعة، مسكوها وهي بتقاوم وودوها على زنزانة انفرادي.

مومن بعدها راح لعمة رهف، دخل عليها وقال وهو بيرمي الورق:
ــ خلاص، موافقين تخرج… ده إخلاء سبيلها.
وبالمناسبة، في حساب باسمها في البنك، لو عايزة تخلصي الورق وتطلعيها قبل ما تموت نفسها جوا.

العمة شهقت، وشها اتبدل:
ــ تموت نفسها؟! بتقول إيه يا مومن؟!

مومن ابتسم بسمة كلها خبث:
ــ عشان اطلقني. إنتي أكتر واحدة عارفة بنت أخوكي مجنونة بيا قد إيه… أول ما فكرت تبعد عني عقلها اتلخبط. يا تلحقيها… يا متلحقهاش.

العمة اتصدمت، لكن وهي مضطربة اضطرت تقول له على مكان العلاج من التسمم، همست له بكلمة سر ما بينه وبين الدكتور.

مومن طار على طول على عيادة في حارة ضيقة، دخل وقابل الدكتور اللي مستني الكلمة. أول ما قالها، الدكتور سلمه العلاج في علبة صغيرة.

لكن ما لحقش يخرج… الشرطة اللي كانت متتبعة خطواته اقتحمت المكان، وقبضوا على الدكتور.
ولما فتحوا غرفة جانبية في العيادة… كانت الصدمة.

تتبع 

رهف بصتلها ببرود ممزوج بجرح عميق:
ـ مش هقدرة. اسامحك .. الجرح اللي عملتيه مش هيتداوى.أرجوكى يا عمتى خرجين منها قولي إنك إلا مدبر كل حاجه وانا مليش دعوه وضحية ليك 
....... 
عند ايمان 

كانت مصدومة إيمان بدأت تحس بدوخة، إيديها بردت، عينيها دمعت وهي بتهمس:
ـ لأ… مش معقول… أنا طول عمري كنت غريبة… محدش كان عايزني… ولما لقيت مكان أحس فيه بأمان… واطلع فى الاخر إني بنت نائب وزير؟! سنين الغربة بعد ما ابوي بعنا للجماعة واستغربت ازى الاب يعمل كده وازى أنا مش متقبلة إلا بيعمله كنت مستغربه ازى وأنا طفلة لكن عقلي مخلين ارفض أي حاجه بيعملها 

منى حاولت تهديها:
ـ إيمان، اهدي يا حبيبتي…

لكن فجأة، إيمان مسكت صدرها وحسّت بكتمة، لونها اصفر، وقع جسمها قدامهم على الأرض بلا وعي.

سعاد صرخت:
ـ إيييمااان!!

الكل جري عليها في لحظة. مومن دخل يجري وشافها مرمية على الأرض، قلبه وقع من مكانه. نزل بسرعة شالها بين إيديه وهو بيصرخ:
ـ بسرعة… لازم مستشفى حالًا!

الجميع جري وراه، والجو كله بقى دوشة وصريخ.

في المستشفى
مومن بيصرخ في وش الدكتور:
ـ عندها تسمم في الدم!!

الكل اتجمد مكانه، بصوا له بصدمة.

منى شهقت:
ـ إيه؟! إنت عرفت إزاي؟!

مومن تنهد ودموعه في عينيه:
ـ يوم ما أخدو منها عينة دم في التحقيق… حقنوها بحقنة ملوثة… كانوا عايزين ينهوا عليها من غير ما حد يعرف.

---
كانوا كلهم واقفين حوالين سرير إيمان، لونها شاحب، عرقها مغرقها وبتنهج بصعوبة. مومن ماسك إيدها ومش قادر يسيبها ولا ثانية، عينه مليانة دموع وهو بيصرخ في الدكتور:

مومن (بعصبية وهو بيترجى):
أغسل دمها بالله عليك، اعملها تحليل، واعرف الحقنة دي نقلتلها مرض إيه بسرعة!

الدكتور بصله باستغراب وهو رافع حاجبه:

الدكتور (ببرود):
حضرتك إحنا في مستشفى حكومي مش خاص، يعني مش أي حاجة تطلبها هنعملها. وبعدين إحنا عارفين شغلنا كويس، ماتملاش علينا تعليمات!

صوت مومن علي أكتر وهو بيترعش من الغضب:

مومن:
دي مش هزار… دي حياتها!

في اللحظة دي قام عماد واقف بغضب، صوته هز المكان:

عماد (صارخ):
إنت قصد الكلام ده؟! أوكي… هتشوف دلوقتي!

المكان اتوتر، الممرضات بصوا لبعض بخوف.
قربت ممرضة شابة بخطوات مترددة، وقالت بهدوء وهي بتحاول تفهمهم الحقيقة:

الممرضة:
حضرتك هو ماقصدش يضايقكم… بس المشكلة فعلاً إن الأجهزة هنا كلها مستهلكة، ومعظمها مش شغال. وكمان اللي شغال متحجز لمرضى تانيين… لو عايزين تلحقوا بنتكم، أنقلوها مستشفى مجهزة قبل ما الحالة تسوء أكتر.

سكتوا كلهم لحظة… قلبهم وقع.
إيمان بدأت تتنفس بصعوبة أكتر، ومؤشرات الأجهزة بتضعف.

عماد مسك تليفونه بسرعة، ووشه احمر من الغضب:

عماد (بعزم):
أنا مش هستنى!

اتصل بواحد من الوزراء، وصوته كان مليان حزم وهو بيأمر:

عماد:
عايز أجهزة غسيل دم فورًا… سرير مجهز… معدات كاملة… كل حاجة ممكن تنقذ حياة بنتي تتجاب على المستشفى الحكومي ده حالًا!

اللي واقفين اتصدموا من سلطته وسرعة رد فعله، ومومن كان ماسك إيد إيمان وبيهمس بدعاء وهو بيبكي:

مومن (بصوت مكسور):
استحمليني يا إيمان… هتلحقي… أوعدك هتلحقي.

---

المكان: مستشفى حكومي مزدحم، أصوات أجهزة وممرضات رايحة جاية.
إيمان نايمة على السرير، جسمها مرهق، وعماد واقف مش قادر يسيطر على أعصابه.

الدكتور بصوت ثابت:
– "إحنا عملنا التحليل وهيوصلنا النتيجة من المعمل بعد شوية… في الوقت ده هنبدأ نجهز لغسيل الدم وننقيه من أي تلوث."

الممرضة وهي بتدي ورق:
– "حضرتك لازم تمضي على الموافقة… الحالات دي محتاجة سرعة، وأي دقيقة بتفرق."

عماد وهو ماسك القلم بإيد مرتعشة:
– "أنا عندي استعداد أوفرلكم أي حاجة… أجهزة، أدوية، دم… حتى لو أجيب لكم مستشفى كاملة هنا، بس بنتي تعيش بالله عليكم."

الممرضة بصوت متأثر:
– "ما تقلقش يا دكتور عماد، التمريض كله متجهز، والأجهزة وصلت من الوزارة، هنبدأ فورًا."

الكاميرا تركز على فريق التمريض وهما بيلبسوا جوانتيات وبيجهزوا المحاليل والأنابيب، والدكاترة واقفين مركزين جدًا.
وفي نفس الوقت، في المعمل: جهاز التحليل بيطلع نتيجة تدريجيًا، والأخصائي بيراقب الشاشة بتركيز.

قطع المشهد على عماد وهو ماسك إيد إيمان وبيتمتم بدعاء، وصوته بيتهدج:
– "يا رب… يا رب ما تحرمنيش منها."

---

في المستشفى، الدنيا متوترة جدًا… أجهزة التحاليل شغالة والكل بيجري عشان ينقذوا إيمان، وهي على السرير عينيها نص مفتوحة وصوت جهاز ضربات القلب عامل رهبة.

الممرضة دخلت بخطوات سريعة، ماسكة ظرف مقفول بإيدها، وبتبص حواليها بتوتر. راحت للدكتور المناوب وسلمته الظرف:

"دكتور… ده جالي من وحدة في السجن قالت لازم يوصل لحضرتك فورًا."

الدكتور فتح الظرف بسرعة، لقى تقرير مكتوب بخط رسمي، جواه ورقة صغيرة مطوية زي رسالة شخصية. عينه وقعت على أول سطر في التقرير، قلبه وقع:

"في الحقنة… مادة سُمّية بتضرب الرئة مباشرة."

وقف مصدوم، وبعدين فتح الرسالة الصغيرة. كان مكتوب فيها بخط العمة:

"أنا الوحيدة اللي عندي المضاد. رهف بريئة… كانت مجرد أداة في إيدي. لو عاوزين البنت تعيش، لازم القاضي وعماد ومؤمن يوافقوا إن رهف تخرج من القضية وتكمل حياتها مع جوزها وولادها. القرار في إيديكم… حياتها قدامكم مرهونة بتوقيعكم."

الدكتور رفع وشه، عينه مليانة صدمة:

"الموضوع اتقلب ابتزاز واضح…!"

عماد وهو واقف قلبه بيتهز، مسك راسه بإيديه:

"يعني البنت دي… بتساومنا على حياة إيمان؟! بنتي بتموت وأنا مربوط بإيدها؟"

مؤمن شد نفسه لقدام، صوته متحشرج:

"الموضوع لازم يوصل للقاضي فورًا… ده مش طب ولا علاج… ده لعبة قذرة على حساب أرواح."

الجو في أوضة المستشفى بقى خانق، الأجهزة شغالة، صوت الأنابيب، وأنفاس إيمان المتقطعة، والكل بينهار بين خيارين: ينقذوا إيمان ويسيبوا رهف، ولا يخسروا الاتنين.

---
غرفة التحقيق الخاصة

القاضي محمد، عماد (نائب الوزير)، ومؤمن دخلوا الغرفة بخطوات سريعة، والعيون كلها مركزة على رهف وعمتها الجالسين وراء الطاولة. رهف في حالة انكسار واضح، دموعها محبوسة، والعمة عينيها مليانة تحدي غريب كأنها لسه ماسكة الخيوط.

جلس القاضي على الكرسي قدامهم، ضرب بيده على الطاولة وقال بسخرية:

"يعني إنتي بتهددي قاضي، ونائب وزير، وكمان نائب عام؟ إنتي هبلة ولا بتستعبطي؟ فاكرة تلوّي دراعنا بابتزاز رخيص؟"

ابتسمت العمة بثبات:

"لا سمح الله أتخطى حدودي مع ناس زيكم… لكن أنا السبب من البداية. دخلت رهف اللعبة، وكل تصرفاتها كانت نابعة من غسيل مخ أنا عملته، من تعليماتي. هي كانت مجرد أداة."

نظرت لعماد بعيون متحدية وقالت:

"والغلط مش بس فيا… الغلط فيكم كلكم. دلعتوها زيادة، عمر ما حد حسبها على غلطة، ما فكرتوش تودوها لدكتور نفسي وهي طفلة ولا تخلوها تعيش حياة سوية. ساعتها أنا مكنتش هقدر أقتحم حصونكم ولا ألعب في دماغها. رهف بريئة في نظري، مجرد عروسة لعبة بخيوط في إيدي. لكن دلوقتي؟ حرام تتسجن بذنب مالهاش علاقة بيه. كل جريمتها إنها عرفت الحقيقة وخبت."

ضرب مؤمن الطاولة بغضب وصوته اتغير:

"جريمتها الخيانة! خانت الكل، لعبت بمشاعر الكل، ومش بعيد حتى ضربة الرصاص اللي اتصابت بيها كانت تمثيلية… لعبة جديدة عشان تظهر نفسها ضحية. والنهاردة نفس اللعبة، ابتزاز بحياة إيمان مقابل حريتها."

العمة ابتسمت باستهزاء وهي ميلة لقدام:

"يبقى كده عرفت كل حاجة… بس في الآخر مفيش ورقة قانونية واحدة تدين رهف. أنا آه، عندكم عليا أدلة، لكن هي؟ مجرد ظلّ. واللي معايا يا إما يقتلوني يا إما يهربوني… ده نصيبي. بس أولادك يا سيادة النائب… إيه ذنبهم يعيشوا من غير أم؟"

وقفت العمة ونظرت مباشرة في عيني مؤمن:

"إنت طول عمرك فاكر نفسك ظابط شاطر، وبعدين نائب عام بارع، لكن ما عرفتش تفتح قلب زوجتك في سنتين، ولا تكون صديقها، ولا حبيبها الكافي اللي تخاف تخسره وتقولك كل حاجة. الفشل مش بس في رهف، الفشل جوا بيتكم."

مؤمن بصوت متحشرج:

"الدلائل عندنا… الدفتر، تسجيلات المكالمات، كل حاجة."

ضحكت الممرضة اللي كانت واقفة في الركن بصوت بارد:

"دلائل ولا مش دلائل، قلب الستات أضعف من قلوب الرجالة. نفس التهديد وصل لماما إيمان… الست اللي ربتها. والام الحقيقة منى وسلمونى الدفتر والتليفون كل حاجه مقابل حياة ايمان 

القرار في إيدكم: تختاروا حياة إيمان… ولا عقاب رهف."

---
طلب مومن يدخل ل رهف وتكون ل وحده بعيد عن عمتها وبالفعل الظابط ساعده 

في زنزانة صغيرة ملامحها باهتة من كتر البرد والظلمة، رهف قاعدة على الكرسي الحديدي وإيدها بتترعش. الباب اتفتح فجأة، دخل مومن بخطواته الهادية بس عينيه كلها قسوة

كانت رهف قاعدة على الكرسي، دموعها محبوسة في عيونها، وشعرها باين من تحت الحجاب، عينيها فيها خوف وغضب متداخل.
دخل مؤمن والغضب ظاهر على ملامحه.

رهف بصوت مكسور أول ما شافته:

"الأطفال… حياة ومراد… طمّني، عاملين إيه؟"

مؤمن وقف قدامها، ابتسم بخبث:

"إنتِ عايزة تفهميني إنك بتحبي أولادك أكتر من نفسك؟ أنا مش غبي يا رهف. أنا كاشفك من زمان. عارف إنك أنانية… بس ما كنتش متصور إنك توصلي تتفقّي مع عمتك وتستغلي حياة إيمان عشان تخرجي من هنا."

اقترب منها، صوته اتغيّر وبقى صرخة غاضبة:

"تسمم إيمان؟! … بس أقولك إيه… دين تدان!"

رهف شهقت وبدأت تدافع:

"أنا… أنا ما قصدتش…"

مؤمن قطع كلامها بصوت هادر:

"يعني كنتِ بتتعاملوا مع التنظيم! عرفتيهم مكاني… واخترتي رجلي بالذات عشان تكسري ظهري واطلعي من الشرطة. صح؟"

رهف رفعت راسها بشوية ثقة غريبة وقالت بدموع:

"عشان كل البنات كانوا بيجروا وراك… البدلة بتاكل منك حتة كل يوم البنات بيفضلوا يتكلموا عنك … بس إنت لي ، أنا الوحيدة اللي ليّا الحق فيك. محدش يمتلكك غيري!"

مؤمن ابتسم بسخرية جارحة:

"خلي جشعك يظهر كمان وكمان؟ حتى لما ايمان حذّرتك وقالتلك هات عنوان القاضي… عشان ابنه في خطر؟ إنتِ اللي بعت المكالمة للتنظيم بنفسك. عشان تتعاقب! كنتِ عارفة إنهم هيودوها سوريا… وعارفة إن هناك حرب… بس أنانيتك فاقت كل الحدود."

اقترب منها أكتر، عينه في عينها:

"ولما اتصلت بيك من تركيا وقالتلك إنها هناك… نفس الندالة! بلغتِ التنظيم وجوزها… عشان يوصلوا لها. بس خططك كلها طلعت في الهوا… لأن إيمان رب الكون حماها. واليوم اللي الرسالة اتلقطت فيه… كلهم وقعوا، واتمسكوا. والكارثة؟ إنهم عرفوا إنك اللي بعتيهم. سلّمتِهم في تركيا!"

رهف ابتلعت ريقها، جسدها بدأ يرجف.

مؤمن واصل بصوت مرعب:

"يعني حتى لو خرجتي من هنا… هما مش هيسيبوك. عقابهم جاي. أما جوز إيمان؟ باطل… زواج بلا دليل، ولا دخل بيها… إنتِ كنتِ عارفة ده، وبرضه بعتّي ناس تدور عليه عشان يرجع ياخدها. ولما وصلك خبر موته… اتوترتي… وبدأتي تقعي في الغلط ورى الغلط."

رهف انهارت… بكت بحرقة، أول مرة تبين انكسارها الحقيقي.

---

. وقف قدامها وقال بصوت بارد:

مومن:
هتخرجي يا رهف… بس بشروطي.

رهف (بانفعال):
شروط إيه تاني؟!

مومن (ابتسامة ساخره):
أول شرط… هتمضي على ورق التنازل عن أولادك.

رهف اتنفضت وحاولت تعترض، بس هو رفع إيده يوقفها وكمل بنفس البرود:

عندي ألف دليل أظهر بيهم إنك مش أم صالحة. الأولاد هيبقوا معايا… وتشوفيهم وقت ما أنا أسمحلك. يا تمضي… يا تفضلي في السجن.

رهف اتنهدت بضعف، عينيها مليانة دموع:
:
يعني ممكن تضحي بحياة إيمان وتسبني هنا؟

ضحك مومن ضحكة باردة وهو يرد:

إظهري على حقيقتك يا رهف… إيمان ربنا هو اللي حافظها، اتعرضت للموت مليون مرة ورغم كده رجعها ليا.
إنتي اللي محتاجة الديل ده… نكمل ولا أخرج وأسيبك؟

رهف هزت راسها باستسلام، لكنها همست بخوف:

رهف:
بس أنا… ممكن بعد ما أخرج آخدهم منك… إيه اللي يضمنلك؟

مومن ضحك بتهكم وهو يرد:

مومن:
ده شغلي بقى.
تاني حاجة… هتمضي على ورق طلاقنا. أنا معنديش استعداد أعيش ثانية مع واحدة مجنونة زيك.

رهف صرخت بجنون، صوتها رج الزنزانة:

رهف:
إنت ملكي أنا… كلك ملكي! لو مش ليا… مش هتكون لحد غيري!

مومن ابتسم بسخرية، وعينيه كلها تحدي:

مومن:
هترجعي تقتلي كل اللي يقرب مني زي زمان؟ جربي… وأول ما تعمليها هرجعك السجن.
من هنا ورايح… ما أشوفش وشك.

وقف لحظة وسكت، وبعدين بص لها ببرود وهو يديها الورق:

أهلك إلا ربوكى مهنوتش عليهم للأسف بعد كل ده فقررار 
هيكون ليكي فلوس في حسابك… تعيشي بيهم.
لكن ممنوع سحب كاش… بس أكل وشرب.
الأولاد… أنا اللي هاجيبهم ليكي ساعة ما أحب.
وممنوع تنطقي كلمة زيادة مش عايز أولادى يطلعوا مرضي نفسينا زيك 

تمام يا قلبي 🌹، خليني أرتبلك المشهد ده بشكل درامي متماسك ومنسق من غير ما أفقد أي تفصيلة:

مومن كان قاعد قدام رهف، فتح الأوراق قدامها وحط القلم في إيدها وهو بيقول ببرود:
ــ امضي هنا… إمضي وخلي الموضوع يخلص.

رهف إيديها كانت بترتعش، دمعها مغرق وشها، لكن مضت على ورق الطلاق والتنازل عن الأولاد.
وبمجرد ما خلصت الإمضاء، مومن رفع راسه وقال ببرود جارح:
ــ آه، نسيت أقولك حاجة…
شكراً إنك خليتي إيمان هي اللي تربي أولادي. شكراً إني كنت أناني، أفضل خروجي ونواديي على حساب ولادك. عارفة؟ ولادك دلوقتي بيسألوا على إيمان أكتر منك… حتى افتكروكي “طلعتِ عند ربنا”. وبيفضلوا ليل ونهار يدعوا إنها ما تروحش عند ربنا وتفضل معاهم.

كلماته نزلت عليها زي السهام، قطع قلبها قبل ما يسيبها ويمشي من غير ما يبص وراه.
رهف فضلت تصرخ وتلطم وتعيط لحد ما صوتها رجّ المكان كله. الشرطة دخلوا بسرعة، مسكوها وهي بتقاوم وودوها على زنزانة انفرادي.

مومن بعدها راح لعمة رهف، دخل عليها وقال وهو بيرمي الورق:
ــ خلاص، موافقين تخرج… ده إخلاء سبيلها.
وبالمناسبة، في حساب باسمها في البنك، لو عايزة تخلصي الورق وتطلعيها قبل ما تموت نفسها جوا.

العمة شهقت، وشها اتبدل:
ــ تموت نفسها؟! بتقول إيه يا مومن؟!

مومن ابتسم بسمة كلها خبث:
ــ عشان اطلقني. إنتي أكتر واحدة عارفة بنت أخوكي مجنونة بيا قد إيه… أول ما فكرت تبعد عني عقلها اتلخبط. يا تلحقيها… يا متلحقهاش.

العمة اتصدمت، لكن وهي مضطربة اضطرت تقول له على مكان العلاج من التسمم، همست له بكلمة سر ما بينه وبين الدكتور.

مومن طار على طول على عيادة في حارة ضيقة، دخل وقابل الدكتور اللي مستني الكلمة. أول ما قالها، الدكتور سلمه العلاج في علبة صغيرة.

لكن ما لحقش يخرج… الشرطة اللي كانت متتبعة خطواته اقتحمت المكان، وقبضوا على الدكتور.
ولما فتحوا غرفة جانبية في العيادة… كانت الصدمة.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1