رواية زواج بلا قلب الفصل الثامن عشر 18 بقلم ادم نارو

  

  

رواية زواج بلا قلب الفصل الثامن عشر بقلم ادم نارو

دقايق وسيارة آدم وقفت قدام القاعة، والصحفيين حوالين المكان بيزاحموا بعض، كاميرات بتتصور، وميكروفونات متمددة قدام الوجوه.

ليلى وقفت متلبكة، صوت الفلاشات وأصوات الصحفيين مرعبة، قلبها بيدق بسرعة.

آدم نزل من العربية بكل هدوء، كأنه متعود على المنظر ده… بصّ لها ومد ذراعه:

آدم (ببرود):
– امسكي دراعي، الكاميرات بتصور.

ليلى (باستنكار):
– شُـوَا؟!

آدم (بصوت خفيض فيه تهديد):
– ليلى…

غمغمت ورضخت، مسكت ذراعه وهي شايفة الصحفيين بيتصارعوا عشان يقربوا.

الصحفيين (بصوت عالي):
– سيد آدم، لحظة بس!
– رأيك في جوازك المفاجئ بمدام ليلى؟
– إحنا محتاجين تفسير للجواز ده!

الحراس كانوا محاوطينهم بسرعة، بيبعدوا الصحفيين:

أحد الحراس:
– لو سمحتوا، احترموا المساحة... السيد آدم هيرد على كل الأسئلة في وقت لاحق.

دخلوا القاعة، وكل العيون عليهم. ناس بتحسد، وناس بتحب، بس الكل مركز.

اتوجهوا لطاولة لوحدهم.

ليلى (بهمس):
– وبعدين؟

آدم (بص لها باستغراب):
– شُوَا؟

ليلى:
– يعني إيه اللي هيحصل بعد كده؟ إيه مهمتي هنا بالظبط؟

آدم (بهدوء):
– تقربي مني… وتظهري إنك مبسوطة معايا.

ليلى (بحدة):
– مستحيـل!

آدم (بضحكة جانبية):
– شكلك نسيتي الاتفاق!

(ليلى اتعصبت، بس ما ردتش، وآدم بص للكاميرا اللي بتصورهم)

آدم (بصوت واطي وهو بيبتسم):
– اضحكي.

ليلى (مش فاهمة):
– شُوَا؟

آدم:
– الكاميرا بتصور… اضحكي.

(ليلى ضحكت فجأة، ضحكة حقيقية مش مصطنعة… شكله وهو بيقولها "اضحكي" كان بيضحك فعلًا)

آدم (بدهشة):
– شكلك زودتيها شوية!

ليلى (من غير ما تبطّل ضحك):
– بس شكلك وإنت بتقول "اضحكي" كان مضحك فعلًا!

آدم (ابتسم وهو بيضحك معاها):
– يعني شكلي كان مضحك؟!

(فجأة قربت عيلته، وهم لسه بيضحكوا ومتجانسين… الحاج التامي ابتسم، أما سمية كانت باينة عليها النرفزة)

آدم أول ما شافهم لمّ ضحكته، وليلى خدت بالها، سكتت وبصّت لهم.

ليلى (بهمس):
– دي عيلتك؟

آدم (بنبرة اشمئزاز):
– أيوه.

ليلى:
– طب إنت ليه متضايق كده؟

آدم:
– هتعرفي حالًا.

الحاج التامي (بحماس):
– أهلًا بيكي يا بنتي، طالعالك طِلّة تاخد العقل!

ليلى (بابتسامة خجولة):
– أهلًا عمي، تسلم.

أسية:
– أهلًا وسهلًا يا ليلى.

ليلى:
– أهلًا بيكي.

(بصّت لسمية اللي كانت باين عليها إنها مش طايقاها)

ليلى (بأدب):
– مرحبا خالتي.

سمية (بتهكم):
– خالتي؟! أنا لسه صغيرة عالكلام ده!

الحاج التامي (بحدة):
– سمية!

أسية:
– متاخديش على كلام ماما… منرفزة النهارده شوية.

(فجأة دخل ماهر… قرب من الطاولة، ولمح ليلى، ملامحه اتغيرت)

ماهر (باندهاش):
– ليلى؟!

(الكل بص له، وليلى ابتسمت بفرحة صادقة)

ليلى:
– ماهر؟!

الحاج التامي:
– إنتوا تعرفوا بعض؟

(معلومة جانبية: ماهر ماحضرش الفرح لأنّه مش بيحب آدم.)

ماهر (قرب منها، سلم عليها، ومسك إيدها):
– إنتي بتعملي إيه هنا؟

(آدم شاف إيد ماهر في إيد ليلى… وبصله بنظرة غضب وغيرة)

ليلى:
– أنا!… وإنت بتعمل إيه هنا؟!

ماهر:
– حاضر الحفلة.

الحاج التامي (قاطعهم):
– دي مرات أخوك آدم.

ماهر (انصدم):
– مرات آدم؟!

ليلى (بدهشة):
– إنت أخوه؟ ياااه، دي صدفة غريبة فعلًا!

ماهر (لسه مش مصدق):
– فعلاً… معِك حق.

أسية:
– باين إنكم تعرفوا بعض كويس.

ليلى:
– آه جدًا، كنا في نفس المعهد.

آدم (بغيرة واضحة):
– وإزاي تعرفوا بعض بالظبط؟

ليلى (ببساطة):
– درسنا مع بعض في معهد الفندقة.

سمية (بضحكة ساخرة ):
– إزاي؟ ده المعهد ده غالي! انتي جبتي منين الفلوس؟

ماهر (بدون تردد):
– ماما، مش كل حاجة بالفلوس… ليلى كانت شاطرة، ونقاطها خلتها تدخل المعهد بمنحة.

أسية:
– يعني زيك تمام… نفس التخصص؟

ليلى:
– أيوه، وتخرجنا سوا، بس هو سافر أمريكا ياخد خبرة.

ماهر (بحسرة):
– وكان نفسي كل ده ميتغيرش.

الحاج التامي (بفكرة):
– يعني تقدري تشتغلي في إدارة الفنادق؟

ليلى:
– آه طبعًا.

الحاج التامي:
– طب ليه ما تشتغليش معانا في الفندق الجديد؟

ماهر:
– فكرة ممتازة!
سمية ( بالإستخفاف) : ههه شكلك بتهزر ياحاج الفندق مش لعبة.
الحاج التامي: لا أنا مبهزرش إحنا نبحث على موظفين وليلى وحدة من عايلة فهي هتهتم بالفندق أحسن من الغرباء .
ليلى:
– بس أنا ماعنديش خبرة كفاية.

ماهر:
– ماتقلقيش، أنا هساعدك لحد ما تكسبي خبرة.

الحاج التامي:
– خلاص، مابقاش ليكي حجة.

ليلى (بابتسامة خفيفة):
– ...

(آدم قاطعهم فجأة)

آدم (ببرود):
– ومين قال إني موافق إن مراتي تشتغل؟

(ماهر بص له بنظرة حادة)

ماهر:
– وإنت مالك؟ دي حياتها، وهي حرة تختار.

آدم:
– وانت مالك تتدخل في أمور تخص مراتي؟

ماهر:
– لسه زي ما انت، مستفز كالعاده.

آدم (بتهديد):
– هعلمك تحترم نفسك لو مفهمتش.

الحاج التامي (تدخل بسرعة):
– كفاية! إنتوا اتنين كبار، واللي بيتكلم معاك مش عيب تغضب.

سمية:
– حبيبي ماهر… متزعلش نفسك.

(آدم بص ليهم بنظرة خيبة… كأنه متعود يشوف ده، متعود يحس إنهم بيفضّلوا ماهر عليه… سابهم ومشي)

ليلى (بصت له بحزن وقلق):
– …

الحاج التامي:
– ماتزعليش، هو كده دايمًا… هيروق، وأنا هتكلم معاه يخليكي تشتغلي.

(ليلى ما ردتش، كانت عنيها لسه بتدور عليه وهو واقف يسلم على الضيوف من بعيد)

رجعت ليلى تقعد جنب أسية، والدردشة بدأت، والضحك رجع… وماهر كان بيراقب ابتسامتها من بعيد، وعنيه فيها حاجة مش مفهومة.

لحد ما…

لميس (دخلت فجأة):
– الحفلة جميلة قوي!

(ماهر بص لها باشمئزاز واضح)

لميس:
– لسه راجع من أمريكا… أنا كلمت بابا على مشروعنا الجديد، لو حابب تستثمر معانا!

ماهر (تنهد، وبص لها بابتسامة باردة):
– شكرًا… بس أنا شايف إن لو هستثمر، يبقى في عيلتي، مش في مشاريع براها… وسوري، عندي شغل دلوقتي.

لميس:
– استنى… أنا ماقصدتش أزعلك!

(لميس بصّت لنفسها باستغراب)

لميس (في سرها):
– هو أنا قلت إيه؟! ليه اتعصب كده؟



تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1