![]() |
رواية ولاد الهواري الفصل الثاني بقلم رودي سامي
الجمعة في بيت الهواري… مش مجرد يوم أجازة، دي عادة، وعيلة، ولمّة قلبها كبير
من بدري والصبح مختلف في عمارة الهواري.
ريحة الطبيخ طالعة من كل شقة، أصوات الأمهات نازلة تعليمات، والعيال بتجري فوق وتحت…
كل واحد ليه دور في اليوم ده، حتى اللي مالوش، بيتكلف بأي حاجة.
الكل عارف إن اللمة عند الحاج عبدالرازق ومراته حليمة، في شقتهم اللي في الدور الأرضي.
البيت كله بيلم على سفرة واحدة… عيلة كبيرة، وكلهم ولاد عز، وهيبة، وجدعنة.
---
✍️ بقلم: رودي سامي
السفرة اتفرشت، والصواني اتحطت.
البط، والفراخ المحشية، والمحشي بأنواعه، الملوخية، الكفتة، الرز المعمر، وصواني بطاطس سخنة، وسلطات بكل الألوان.
ريحة الأكل كانت بتغري أي حد يعدي تحت.
الجدة حليمة كانت لابسة جلابية بيضا بسيطة، شعرها ملموم في طرحة نضيفة، وشها فيه طيبة الدنيا
قاعدة تراجع على السفرة وبتوزّع المواعين وكأنها بتحط قلوب الناس جنب بعض.
الحاج عبدالرازق، واقف في البلكونة بيبص على ولاده وأحفاده وهما داخلين
وشه فيه هيبة، ونظراته ساكتة بس توصل للكل
لما يتكلم، الناس تسمع، ولو سكت… الكل يستنى يتكلم.
---
في المطبخ:
صفاء كانت بتقطّع السلطة وهي بتنده:
– "فريدة! نادي على ملك، وقولي لفرح تبطّل موبايل وتنزل تساعد، يلا بقى"
فريدة ردت وهي لسه بتسرّح شعرها:
– "حاضر يا ماما، جاية أهو"
دخلت أوضة ملك، لقتها قاعدة على الأرض بتلعب بالعرايس
قالت لها وهي بتضحك:
– "قومي يا بت، السفرة اتحطّت… يا نازلة برجلك يا هنده للجد"
ملك قامت بسرعة وقالت:
– "يا شيخة، ما كنتِ تقولِ من الأول"
---
دخلت على فرح، اللي كانت قاعدة في أوضتها، لابسة ترينج بسيط، ومسكه موبايلها بتضحك على حاجة
فريدة قالت:
– "انزلي بقى، الكل تحت"
فرح بصّت لها وسألت بصوت هادي:
– "زين جاي؟"
فريدة سكتت، وابتسمت:
– "هو بيغيّب عن الجمعة دي؟"
فرح نزلت بسرعة، وقلبها بيجري قبل رجليها.
---
في الدور اللي فوقهم، خرج ياسين من شقته
لابس تيشرت اسود، وبنطلون اسود
شعره الكثيف متسرّح بنظام، ووشه نضيف ومشدود
بس عنيه؟ زي البحر… ساكتة وواسعة، ومخبية حاجات كتير
دخل أوضة السفرة من غير صوت، عينه لقطت الكرسي الفاضي جنب فريدة
قعد، وعدّل جلسته، وساب صوته يخرج بهدوء:
– "صباح الخير"
فريدة قالت من غير ما تبصله:
– "صباح النور"
بس قلبها كان بيخبط كأنها أول مرة تقعد جنبه.
---
✍️ بقلم: رودي سامي
زين دخل شايل صينية بطاطس بالفراخ، مغطّية بفويل، ووشه مليان حماس
حطها على السفرة، وقال بصوت عالي:
– "الصينية دي مخصوص، واللي يقربلها… يقربلي"
ضحك أسامة وقال:
– "ساعتها نلاقيك بتبص لنا كده؟ ده إحنا إخواتك"
زين قال وهو بيبص لـ فرح من غير ما يغمز:
– "أهو اللي فاهم… هياكل"
فرح ضحكت وهي بتغرف من الرز، وقالت بخجل:
– "أنا أصلاً كنت جعانة"
---
الجدة حليمة ندهت على ملك:
– "هاتي الكراسي الصغيرة يا قلب تيتة، وحطيهم هنا"
مليكة، مريم كانوا بيساعدوا في ترتيب السفرة
كل واحدة منهم بطبعها، وكل واحدة عينها بتسرق نظرات لفُلان أو تفصيلة في الجو.
سيف واقف في الركن ساكت… بس عنيه بتراقب الكل
مش بس عشان هو الأخ الكبير، بس لأنه شايل هم فريدة من غير ما تتكلم.
---
الحاج عبدالرازق دخل أخيرًا، وساب العصا جنب الكرسي، وقعد
بص على الكل، وقال بصوت هادي تقيل:
– "نورتوا بيت العيلة… اللي ياخد من غير ما يقول (بسم الله)، ما حسبهاش صح"
الكل ضحك، وبدأوا يغرفوا، واللمة ابتدت.
---
فريدة كانت تاكُل وهي مركزة في طبقها، بس عينيها ساعات تسرق نظرة لياسين
وهو؟ بيغرف الأكل، وبيراقبها، ووشه ماسك نفسه
ولا هو عايز يقول… ولا هي قادرة تنكر
---
ملك قاعدة جنب الجد، تاكل بيدها وتعلق على كل لقمة
– "الملوخية دي كأنها معمولة مخصوص ليا!"
صفاء قالت:
– "ليه يعني؟ إحنا اللي قعدنا نخرطها؟"
ضحك الجد وقال:
– "سيبوها، دي بنت الجد، تاكل اللي هي عايزاه"
---
السفرة كانت مليانة أكل…
بس اللي كان باين أكتر، هو الحب اللي لسه متقلّش
السكوت اللي وراه كلام كتير
والنظرات اللي بتقول:
كل واحد فيهم… عنده حكاية لسه ما اتقالتش