![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل العشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
نظر له جاسر باهتمام ....من
المساعد .... انها موظفة هنا تعمل بالاستقبال
هى بالخارج لقد قمت بجلبها الى هنا ليشير الى صديقه لياتى بها
اقترب منها جاسر وهو ينظر لها بغضب ..... هل لكي علاقة بتلك الاخبار التي انتشرت
شعرت شمس بالخوف.... لا
صرخ بها جاسر تلك المرة بصوت عالي .....اياكى والكذب
شمس بخوف .... انا لم افعل شيء
تقدمت منها رحيل ووقفت امامها مباشرة تنظر الى عينيها بشدة ..... لما فعلتي ذلك هل من اجل المال ام ماذا
شعرت شمس بالخوف والتوتر ورحيل تحدق بها بتلك النظرات ...... انا لم افعل شيء صدقينى
علمت رحيل انها تكذب لذا لم تعقب على حديثها سوى انها صفعتها بقوة للحد الذي اسقطها ارضا
صدم الجميع بفعلتها فلم يكن أحد يتوقع ذلك وقبل ان يتدخل أحد كانت تمسك بها من شعرها ... فقط اخبرينى بشيء واحد يجعلك تفعلين هذا لتتركها مرة اخرى
بكت شمس بقوة ..... انا اسفة حقا لم اقصد
لم اعلم ان هذا ما سيحدث
تعالى رنين هاتفها كان سام يخبرها بانه استطاع ان يحل الامر انهت رحيل معها المكالمة
هدأت رحيل قليلا بعد ان حادثه سام لتزفر بقوة ..... ادعو الله ان لا أراكي مجددا والا ستندمين حقا
اشار جاسر للمساعد ... قم بإنهاء عملها هنا واجعلها تغادر المكان
رحلت شمس مع المساعد وهي تبكي بشدة لم
تكن تتخيل انهم يمكنهم معرفة انها من قامت بإدخال ذلك الصحفي الى هنا والتقاط تلك الصور ولكنها كانت مخطئة طمعت فى المال ولكنها كانت مخطئة
قام مختار بأخذ رحيل من يديها الى غرفتها واغلق الباب خلفهم .... هل يمكننا الان ان نتحدث بهدوء ..... لقد انتهى الامر
لقد تم حذف الصور كما اننا سنعلن انكم أحفادي وبذلك سنكذب تلك الاخبار
استمعت رحيل لحديثه بترقب تشعر با هناك شيء يدعو للقلق ولكن لا تعلم ماهو ....... وكيف هذا
تحدث عن الامر بكل بساطه لا يعلم ما تعانيه هى حتى تخفى رحيق
- سنقيم حفلا وبنقوم بدعوة بعض الصحافيين ليمكنهم التقاط بعض الصور وهكذا سنعلن انكم أحفادي
وعندما استمعت الى حديثه صرخت به كيف يتحدث بتلك البساطة والسهولة هل يريد تدمير كل ما فعل.....لا لن تفعل هذا
لم يفهم مختار سبب رفضها للامر .... ولكن لماذا الا تريدي أن يعلم الجميع الحقيقة ومن تكونوا
كما انى لا أفهم حالتك تلك
تحدثت بهذيان ونظرات زائغة ..... لا لا يهم أن يعلم أحد شيء المهم ان لا يعلم هو مكانها
لتتحرك في الغرفة بدون هدى وهي تجذب شعرها
هكذا سيعلم بمكانها ومن المحتمل انه علم أيضا سيأخذها منى
ظلت تهذي بتلك الكلمات إلى أن سقطت فاقدة للوعي
صرخ مختار باسم جاسر صعد جاسر وأكرم بسرعة حين استمعوا إلى صوت الجد
ليدلف جاسر وأكرم سريعا للغرفة
صرخ مختار به بخوف .... اتصل بالطبيب
حملها جاسر سريعا وقام بوضعها على الفراش
وقام بالاتصال بإياد يطلب منه القدوم سريعا
لم يمر. سوى خمس دقائق وكان إياد وصل كان أكرم وجاسر بانتظاره في الاسفل
وحين صعد معهم لغرفتها وجد الجميع مجتمعين
والهام وصفاء يحاولون افاقتها الى ان نجحوا في جعلها تستعيد وعيها حتى جاء اياد
دلف برفقه جاسر وأكرم طلب منهم الخروج وبقي هو ومختار معها بعد ان رفض الخروج
وعندما حاول أن يرفع احدى إكمام الثوب الذي ترتديه ليتمكن من وضع الجهاز وقياس معدل نبضها
رفضت مما آثار بعض الشكوك لديهم ليقوم بقياسه هكذا
- لا داعي للقلق لقد انخفض ضغطها قليلا
مر على تلك الحادثة يومين عادوا جميعا للمنزل مرة أخرى وعادت رحيل منزوية على نفسها أكثر من قبل
اصبحت طوال الوقت في غرفتها لا تخرج منها الا نادرا
تشعر بالخوف من كل شيء وتشعر أن الجميع ينظر لها بنظرات غريبة وانهم أصبحوا يشكون في تصرفاتها لم تكن تتحمل تلك النظرات وذلك الخوف الذي يأكلها من الداخل لذا فضلت أن تبقى منعزلة عن الجميع
وفى الحقيقة أن نظراتهم تلك لم تكن شكا فى تصرفاتها وان كان الامر كذلك بالنسبة لمختار وجاسر
ولكن الآخرين كانوا يشعرون بالحزن من حالتها تلك وأنها لم تعد ترغب في البقاء معهم
سئم مختار من حالتها تلك وعزم على أن يخرجها دلف مختار إلى غرفتها وجدها تجلس أمام الشرفة وعلى ما يبدو أنها تفكر في امرا ما ولكنها شعرت بوجوده لتجده يجلس على ذلك الكرسي بجانبها
ابتسم لها مختار بحنان ….. كيف حالك
لم تنظر اليه رحيل .... بخير
- لماذا تظلين طوال الوقت بغرفتك
- هكذا لا شيء افضل بقائي هنا
وطوال الوقت وهو لم تنظر حتى باتجاهه
- الا ترين انه حان الوقت لتخبريني بالحقيقة
ارتبكت رحيل من حديثه .... حقيقة ماذا
كان مختار ينظر إليها بعمق وكأنه يحاول أن يفهم ما الذى يحدث معها ...... لنقول مثلا حقيقة ارتدائك لتلك الملابس وذلك الوشاح على الرغم من ان الجو حار
- هل أصبح ارتداء الملابس المحتشمة يضايق الجميع الان
- تعلمين أن الأمر ليس كذلك كما ان جدتك وزوجه عمك يرتدون تلك الملابس ويرتدون الحجاب أيضا
لذا لما سأمانع ولكن الأمر بالنسبة لكى فانتي لست محجبة كما انى اخبرتك ان الجو حار حتى انكى ترتدينها في غرفتك
لذا أليس الوضع يثير الريبة قليلا
وكأنها تذكرت شيء بالفعل قامت بوضع يدها على راسها تتحسس شعرها …..وهى تتحدث بصوت منخفض انا لست محجبة لست كذلك
نظر لها مختار بغرابة وعدم فهم …. ماذا تقولين
لتنتبه على ما قالت ...... لا لا شيء انا أحب ان ارتدى تلك الملابس
- حسنا دعكي من هذا الأمر الآن. لما لا تخبريني عنكي وعن حياتك قبل القدوم إلى هنا
- لماذا
- أريد أن اتعرف عليكى أكثر
- لا شيء يستدعي الذكر انا كما تراني الآن حياتي مجرد روتين فأنا لم أفعل شيء سوى الدراسة
- اخبرينى عن وفاة يوسف كيف حدث الأمر انا لا اعلم شيء غير الذي أخبرتني به
كيف علمت ان الحادث كان مدبر
نظرت له رحيل بقوة وحاولت ان تهدئ نفسها .... لا شيء هكذا شعرت انا اعلم ان والدتي ليست كذلك
وأبى يستحيل ان يفعل ذلك أيضا ويقوم بقتلها وان كانت كذلك حقا لتركها لم يكن ليقتلها على الاقل من أجلنا انت لا تعلم ابى كان يحبها كثيرا لذا لن يؤديها
- أليس الحب دافع أكبر لذلك
صمتت قليلا تحاول أن تنهى ذلك الحديث ..... أخبرني انت اتعتقد انه كان ليفعل ذلك في شخص يحبه
وكأنها الآن رمت الكرة في ملعبه فقد حان الوقت لقلب الأمر لصالحها ….. أخبرني هل تعتقد انه يمكنه أن يقتل شخص يحبه ولا سيما انه كان يعتبره عائلته وكل شيء وأقرب شخصا إليه
كان صامت يعلم انها تحاول ايلامه لتدفعه بعيدا عنها
ولكنه لا يعلم انها حزينة من أجل ايلامه وحزينة أيضا من أجل ابيها ومن اجل كل شيء فقط هي كل ما تريده ان يتوقف عن
تلك الأسئلة فهي لا تستطيع اخباره حتى وان أرادت
نظر لها بحزن والم ..... لا لا اعتقد انه سيفعل
- إذا لما فعلت ما فعلت
ليكمل حديثه بحزن والم وهو يتذكر كل ماحدث ..... كانت الظروف أقوى منى حينها وجعي كان أكبر من كل شيء كان يتحدث وهو ينظر إليها كانت الدموع تملأ عينيه ... خسارة شخص تحبينه مؤلمة جدا اعلم انكى أيضا تعلمين ذلك جيدا
لذا هل يمكننا أن نبدء من جديد فقط ليعطى كلا منا للآخر فرصه فقط فرصة واحدة
تعلمين في النهاية انا رجل عجوز لم يعد أمامي الكثير لا اعلم متى ستكون نهايتي لذا دعينى أصلح الأمر قبل ذلك
اعطنى فرصة لأتقرب منكى وفى المقابل لن اسالكى عن أي شيء سأنتظر منكى أن ترى أنى شخص يمكنك الاعتماد عليه يمكنك الثقة انه سيفعل أي شيء من أجلك أنهي حديثه ليصمت كلاهما وطال ذلك الصمت
اتخبره أن ذلك الحديث لامس قلبها كثيرا وان هناك الكثير من الأشياء التي تريد اخباره بها ولكن كيف سيكون عندما يعلن بالأمر
تحدثت هي اخيرا …. حسنا
فرح مختار كثيرا بموافقتها ..... حسنا أولا أريد منكى أن تخرجي من تلك الغرفة وتأتى معي للشركة
تحدثت رحيل بدهشة .... الشركة ولماذا
مخ هذه شركتكم أيضا يجب أن تعلمي عنها كل شيء
- ولكن انا لا اعلم أي شيء عن العمل لن أستطيع
- ومن منا كان يعلم ستتعلمين كل شيء بمرور الوقت، ولكن اولا يجب أن تخرجي لا تدعى شيئا يبعدك عن الحياة التي يجب ان تعيشها لا تدعى الخوف من أي شيء يسيطر عليكى ويمنعكى من عيش حياتك تلك أن تركنا الخوف يتحكم بنا ستكون نهايتنا ولا داعي للقلق فجدك هنا والجميع أيضا موجود من أجلك
أراد أن يوصل لها تلك الرسالة لكيلا تقضى على حياتها بسبب خوفها من أحدهم يعلم انها تدعى القوة أمامه لا تريد لأي أحد أن يكتشف ضعفها
ولكنه سيكون لها السند الذي تحتاجه وسيفعل ما يتوجب عليه فعله لحمايتها
اومأت له رحيل بالموافقة بعدما اقتنعت بحديثه
- حسنا بدلى ملابسك وسأنتظرك بالأسفل مر بعض الوقت كانت انتهت من تبديل ملابسها وهبطت للأسفل نظر لها مختار بابتسامة. وصفاء كانت سعيدة من اجلها وشجعتها على العمل برفقتهم
بعد مدة وصل كلاهما للشركة
علم جاسر أن جده قد وصل وانه فى مكتبه الآن
وعندما دلف تفاجئ بوجود رحيل برفقته كانت تتطلع إلى غرفة المكتب ولم تلاحظ دخول جاسر المتعجب من تواجدها هنا ولا دلوف أكرم خلفه
فاق على ترحيب أكرم بها .... اهلا اهلا بابنه العم وانا اقول لما المكان اصبح منيرا هكذا
ولم اعلم ان القمر شرفنا بوجوده هنا ضحكت رحيل على مزحته تلك لأول مرة.... شكرا لك أكرم
نظر له جاسر بتحذير ليصمت
تحدث مختار ...... ستبدأ رحيل العمل معنا في الشركة أريد منكم مساعدتها على معرفة كل شيء بسرعة اومأ كلاهما بالموافقة
ابتسم اكرم ..... لا تقلق سأجعلها تقوم بكل العمل لما لم تأتى منذ زمن
اشار له مختار بتحذير ..... أكرم
- لا تقلق ثق بي ونظر لرحيل ... هل ترغبين بجولة في الشركة
- لا أريد تعطيلك عن عملك - ماذا تقولين انتى اهم من العمل
أشار لها لتتقدم أمامه وهو ينحني لها. ... تفضلي سيدتي ابتسمت رحيل له بصفاء على مشاكسته لها
جلس جاسر أمام جده ..... ما الأمر مختار بتنهيدة ..... أريد أن تخرج من تلك القوقعة التي تغلقها على نفسها
أريدها أن تعمل وتتقرب من الجميع في النهاية تلك شركتها أيضا ونحن عائلتها يجب علينا دعمها
شعر جاسر أن هناك باقيه للحديث
-وماذا أيضا - لقد طلبت منها فرصة ووافقت لذا ستكون بجانبها طوال الوقت وأخبر أيضا أكرم بذلك لا أريدها أن تخطو خطوة واحدة دون أن تكون تحت أعيننا لا أريد أن يصيبها أي شيء سنعطيها مساحتها، ولكن تحت حمايتنا بالطبع تفهمني
- بالتأكيد لا تقلق لن تشعر بذلك ستكون في حمايتي لا تقلق
- اعلم أنك ستفعل اثق بذلك
مر شهر اعتادت الرحيل الذهاب للشركة يوميا تعلمت الكثير من الأمور كما استطاع أكرم أن يتقرب منها أكثر من خلال مزاحه طوال الوقت معها
فأكرم شخصية هادئة ومرحه لذا استطاع التقرب منها
وللحق قد ساعدها هو وجاسر كثيرا ولكن ما كان بانتظارها ......
