![]() |
رواية رحيل السجينة الفصل الواحد والعشرون بقلم سلمي ابو طبنجه
لم تدع عقلها يسترجع تلك الذكريات التي تهلكها اجبرت نفسها على تعلم كل شيء حتى لا يكون لديها متسع من الوقت لتفكر باي شيء
تناست امر منير ولو قليلا، ولكن يبدو انه كابوس لعين لا ينفك ينصرف عنها حتى يعود مرة اخرى وبقوة الى ان قاطعها جاسر ...... رحيل هل انتى جاهزة لدينا اليوم اجتماع مهم
- جاهزة لا تقلق هل سيكون الجميع موجودين
- بالطبع فالوفد سيظل في أي لحظة
نظرت رحيل الى ساعتها ... بقت ساعة سأذهب الان لدى بعض الاوراق سأقوم بإنهائها الى موعد الاجتماع
- حسنا
مرت ساعة وها هو اتى موعد الاجتماع وها قد اتى الوفد المنتظر
قاموا بتحية الجميع وعندما اتى الدور على رحيل لم تكن تنظر إليهم فهي كانت متوترة كثيرا فهي اول مرة بالنسبة لها
- مرحبا انسه
ما هذا هل تتوهم الان ام ماذا لابد انه من التوتر الذي تعاني منه لكن هي تعرف ذلك الصوت جيدا لا يمكنها ان تخطئ
رفعت نظرها تريد ان تتأكد وليتها لم تفعل فتحت عينيها على وسعها من شدة الصدمة انه هو يبدو ان أصغر قليلا ولكنه هو لا يمكنها ان تخطئ في ذلك
كانت يديه ما زالت ممدودة تحدث إليها بابتسامة ..... لا يعقل أن أكون مخطئ انسه ام مدام لينتبه له جاسر ولتسمرها هكذا ليقوم هو بمصافحته ....معذرة ولكن هي فقط لا تصافح الرجال ليبتسم ابتسامة واسعة ..... لا لا داعي للاعتذار
جلست مكانها ولم تكن منتبهه للحديث الدائر ولا تشعر بما يدور حولها هي تريد ابيها الآن تريد ان تبكي خوفها من ذلك الرجل، ولكنه ليس هنا الآن نظرت إلى جدها وأعادت النظر إليه مرة أخرى لعلها تكون مخطئة ظلت تدعو في سرها ان تكون مخطئة وليتها لم تنظر على ما يبدو شعر انها ستنظر إليه ليبتسم لها ابتسامة واسعة
كان يراقبها بنظراته الجانبية يعلم كيف تفكر وان من المؤكد انها تنظر إليه وتدعو الا يكون هو ليلتفت إليها ويبتسم ابتسامته الواسعة وكأنه يخبرها اجل انه هو وانه لن يدعها وشأنها
انتهى ذلك الاجتماع الكارثي بالنسبة لها
قام جاسر بمصافحته .... مرحبا بك بيننا سيد حسام اقتربت من أكرم وتحدثت إليه بهمس ....... ماذا قال جاسر ماذا يكون اسمه
- يبدو انكى لم تكون معنا حتى انكى لم تنتبهي لاسمه كررت سؤالها مرة اخرى بتوتر .... فقط اخبرنى
- اسمه حسام سالم
نظرت رحيل إلى يده التى يصافح بها جاسر لتمسك رحيل بيد أكرم بتوتر .... هل يمكنك فقط اعادتى للمنزل ؟
امسك أكرم بيدها لانه شعر انها ليست بخير فاقدامها لم تعد تتحمل ان تصمد اكثر من ذلك ... ما بكى رحيل ..هل انتى بخير؟
ليلاحظ حديثها الجانبى مع اكرم ولسوء حظها وقعت عيناه على يدها الممسكه باكرم نظر لها لدرجه انها شعرت بالخوف لتبعد يدها سريعا نعم فهى ما زالت تخاف منه بل ترتعب لتترك يد أكرم سريعا .... لا لا شئ
لتتركهم وتذهب للخارج سريعا
لم يستطع أكرم اللحاق بها لان جده أشار إليه بالقدوم رحل الوفد بعد ان قاموا بتوديعهم ولكن عندما انتهوا لم يكن لرحيل وجود
نظر جاسر حوله ولكنها غير موجودة .... أين رحيل نظر أكرم بقلق .... لا اعلم ولكن أشعر انها ليست بخير كانت تريد العودة الى المنزل
قلق مختار من حديث اكرم .... ما الذى حدث ؟ - لا اعلم ولكنها بدت كأنها خائفة من شئ لا اعلم جدي يمكنك سؤالها
قام جاسر بالاتصال على احد الحرس ليساله عن رحيل ليخبروه برحيلها إلى المنزل
- لقد عادت للمنزل - حسنا هيا بنا
عاد الجميع إلى المنزل بعد يوم عمل شاق
نظر الى الخادمة ... اخبرى رحيل انى أريدها صعدت الخادمة لغرفتها والمفاجاة انها لم تكن موجودة فى غرفتها
عادت الخادمة مرة أخرى .... السيدة رحيل ليست فى غرفتها
نظر مختار لجاسر ..... ألم تخبرنى انها عادت للمنزل جاسر بتأكيد... اجل لقد اخبرنى الحارس بذلك
- ابحثى عنها فى الخارج او برفقه رحيق
مرة عدة دقائق ولكنها لم تكن موجودة فى اى مكان
هبطت رحيق للاسفل ..... جدى هل عدت - اجل حبيبتى
- اذا أين رحيل ألم تاتى معكم نظر الجد الى جاسر بقلق ..... ألم تريها اليوم - لا - ستعود بعد قليل هيا لنرى ماذا تفعل جدتك الآن وأشار لجاسر أن يبحث عنها
خرج جاسر للبحث عنها فى الخارج بنفسه وليرى كاميرات المنزل للتأكد من أمر عودتها
صعد مختار برفقتها للاعلى ولكن قبل ان يدلف تذكر شىء ليطلب من رحيق الدخول وهو سياتى خلفها
لا يعلم كيف قادته قدماه الى هناك ولكن شىء بداخله يخبره انها هناك قام بفتح باب الغرفة
كان الظلام يعم المكان شعر برجفه تجتاحه حين دلوفه للغرفة لم ياتى الى هنا منذ سنوات
لاحظ ذلك الجسد المتكوم على الفراش فعلم انها هى قام باشعال الضوء
واقترب منها وجلس بجوارها على الفراش بقلق وخوف... رحيل يا ابنتى ما بكى ولما انتى هنا
ولكن يبدو انها نائمة ولم تستمع اليه ليربت على ذراعيها... رحيل حبيبتى ما بكى استيقظت بفزع عندما قام بلمسها كانت مازالت بملابسها
صدم من مظهرها فقد كانت عينيها متورمتان بشدة يبدو عليها البكاء الشديد
سعر مختار بالقلق الشديد وهو يرى حالتها تلك... رحيل اهدئ هذا انا جدك
امسكت رحيل بيديه لتتأكد من انه هو .... هل هذا انت حقا ؟
الجد ... بقلق ....هذا انا حبيبتى ماذا حدث هل ضايقك أحدهم لم عيناكى بهذا الشكل
تحدثت رحيل بخوف شديد ..... لقد عاد مرة أخرى نظر اليها مختار بعدم فهم ...... من الذى عاد
لم يبدو وكأن رحيل تستمع لما يقول .... لما لم تبحث عنا لم تركتنا بمفردنا
صدم مختار من حديثها ولم يعلم بماذا سيجيب ..... رحيل انا
اكملت رحيل وهى مازالت على حالتها ..... على من يجب أن القى اللوم الآن عليك ام على ابى الذى وثق به ام على نفسى
كانت دموعها تتساقط بشدة ...... انت لا تعلم ماذا عانيت إلى الآن
انت فقط تريد ان تعلم أن كنت جيدة ام لا فتاة تربت فى الخارج أليس كذلك
انت حتى لم تسأل كيف عشنا هذا الوقت
شعر مختار بالحزن .... لا الامر ليس كذلك صدقينى اقتربت منه رحيل بشده وهى تنظر إلى عيناه ..... اتعلم شيئا لم اكن على قيد الحياة لا وقتها ولا الآن
ابتلع مختار ريقه بالم شديد من رؤيتها هكذا .... اهدئ واخبرينى ماذا يحدث وانا اعدك ان أصلح كل شئ
- لا لن تستطيع لقد تأخرت كثيرا لقد فقدت كل شئ بالفعل هل تستطيع أن تعيد لى ما فقدت لن تستطيع ان تعيد ابى وامى كما لن تستطيع ان تعيدنى
اتعلم امرا لقد انتظرت قدومك طويلا انتظرت أن تاتى وان تنقذنى انا ورحيق ولكنك لم تفعل إلى أن سئمت من قدومك وكرهته أيضا لانه سيكون دون فائدة
اتعلم من يكون ذلك الرجل الموجود فى اجتماع اليوم ....
