رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث و العشرون 23 بقلم اسماء ايهاب

 

رواية بترت أجنحتها الفصل الثالث و العشرون بقلم اسماء ايهاب



في الليل تجلس نورسين بحديقة المنزل امام المسبح تنظر الي المياه الذي انعكس بداخلها الليل و نجومه امامها بشرود منذ ان سافر فريد و هي تشعر بالفراغ من دونه رغم انه يحادثها دائماً الا انها ينقصها رؤيته ينقصها احتضانه و الاختباء داخل حنايا صدره لـ تشعر بالامان داخل قلبها تأففت و هي تقوم حتي تدلف الي الداخل حتي تتحدث اليه قليلاً قبل نومها ... صعدت الي الاعلي و هي تذم شفتيها بحزن تشعر بفقدانه و بالاخص ان فريال بدأت في النوم باكراً لـ تشعر بالضيق اكثر ، فتحت باب الغرفة و استنشقت الهواء و هي تغلق الباب و تتقدم الي الداخل تجلس اعلي طرف الفراش و هي تنتظر حتي يتحدث اليها اغمضت عينها و اخذت بالعد و ما ان همست بالرقم العاشر من الارقام حتي صدح صوت هاتفها معلن عن وصول اتصال منه ابتسمت و هي تنظر الي الهاتف التي اخرجته من جيب منامتها فتحت الاتصال واضعة الهاتف علي اذنها قائلة بلهفة :
_ فريد 

ابتسم تلقائياً و هو يستمع الي صوتها الملهوف عليه ثم تحدث قائلاً بحب :
_ حبيبتي وحشتيني 

تنهدت بقوة و قد دمعت عينها تعلم ان هو من اشرق حياتها هو من جعل لـ حياتها لوناً جديد ثم تحدثت بصوت مختنق :
_ انت وحشتني اكتر هترجع امتي بقي انا زهقت 

عقد ما بين حاجبيه و هو يصب تركيزه علي صوتها حتي تحدث بشك :
_ صوتك ماله انتي بتعيطي ؟

هزت رأسها بنفي و هي تتحدث بضيق و هي تمسح دموعها العالقة باهدابها :
_ لا ابداً انت بس وحشتني عايزة اشوفك 

تحدث بأسف قائلاً :
_ انتي وحشتيني اكتر بس للاسف مش هاجي قبل يومين تلاتة 

صرخت بضيق و هي تشعر بالاختناق يحاصرها من جديد قائلة :
_ يومين تلاتة اية انت قولت هتقعد اسبوع و بقالك لحد دلوقتي اسبوعين اية اللي اخرك كل دا 

حاول ان يمتص غضبها قائلاً بلطف :
_ معلش الشغل يا حبيبتي و بعدين دول يومين 

نظرت حولها بحزن و هي تبعد غرتها علي عينها قائلة :
_ ماشي هحاول استحمل بس متتأخرش عليا عشان خاطري 

نظر الي الساعة بيده و تحدث قائلاً بتعجل :
_ مش هتأخر متقلقيش ، انا هقفل و هكلمك الصبح تصبحي علي خير

_ و انت من اهله 

اغلقت عينها و هي تزفر بقوة ثم ارتمت علي الفراش ثم زحفت تعتدل و تغلق الانوار و تضم قدميها الي صدرها و تحاول النوم بهدوء حتي يأتي الصباح

***********************************
صباح يوم جديد استيقظت نورسين و تماطعت بتكاسل و هي تعبث بخصلات شعرها حتي اصبحت مشعثة خرجت من الفراش متوجهة الي المرحاض حتي تغتسل لـ تستفيق و لو قليلاً ثم خرجت بعد فترة ليست قليلة لكنها صرخت بصدمة واضعة يدها علي فمها حين وجدت فريد يجلس اعلي الفراش مستند بذراعيه اعلي الفراش يرجع رأسه الي الخلف قليلاً ، ابتسم و هو يقف عن الفراش ينظر الي صدمتها اللطيفة و هي ترتدي مأزر الاستحمام و شعرها المبتل يقطر منه الماء لـ تزداد ابتسامته بحب و هو يفرد ذراعيه ضحكت هي بسعادة راكضة نحوه حتي ارتمت بين ذراعيه متعلقة برقبته بذراعيها حتي ارتفعت عن الارض و هي تهز قدميها بفرحة عارمة لـ يستقبلها بين ذراعيه بترحاب و قد وصلت صوت قهقهته العالي تصدح بأذنها تدغدغ مشاعرها ضمها اليه بقوة و هو يقبل رقبتها و يستنشق رائحتها المنعشة زفرت بارتياح و هي تستند برأسها علي كتفه همس بأذنها قائلاً :
_ وحشتيني 

ابتعدت عن كتفه تنظر اليه وجهه المبتسم ببشاشة متحدثة :
_ انت مقولتش انك جاي 

داعب انفها بأنفه و هو يمسد علي شعرها المبتل بيد و الاخري محاوطة لـ خصرها متحدثاً بتساؤل :
_ خليتها مفاجأة اية رأيك وحشة ؟

حاوطت وجهه بين راحتي يدها و تحدثت و هي تميل برأسها الي اليمين بدلال :
_ دي احلي مفاجأة يا حبيبي و الله انت وحشتني اوي و مكنتش عايزة افضل يومين تاني من غيرك 

جلس علي الفراش و وضعها علي قدمه و لازال يحاوط خصرها يضمها اليه و تميل هي الي صدره بدلال متحدثاً :
_ دا اية الواد الرومانسي القمر دا بس

ضحكت و هي تقبل وجنته و شفتيه هامسة اليه تنظر الي عينه الخضراء بهُيام :
_ انا مقدرش استغني عنك ابدا يا فريد ما تأخدني مضيفة معاك عشان ابقي جنبك طول الوقت 

مال علي ظهره و هي فوقه لـ يقبل وجنتها و هو يهمس إليها :
_ انا بحبك 

لاعبت حاجبيها بمشاكسة و هي تستند علي صدره بكفي يديها قائلة :
_ طب مانا عارفة 

امسك بذراعيها و جذبها تتسطح اعلي الفراش و جثي فوقها و اخذ يدغدغها و قد صدح صوتها عالياً بالضحك حتي انتهت من ضحكتها حين ابعد يده الي الاعلي قائلاً : 
_ خلاص بعدت روحك هتروح يا فرفوره 

فردت يدها علي الفراش و هي تهدئ من ضحكتها و وجهها اصبح احمر بشدة تسطح الي جوارها يستند علي ذراعه و يده الاخري وضعها علي وجنتها مقبلاً رأسها لـ تلتفت هي حتي تصبح مقابلة له و استندت علي ذراعها مثلما فعل هو و تحدثت اليه بهدوء :
_ قولي بقي اخدت اجازة اد اية 

همهم و هو يجيبها بحذر :
_ اممم اجازتي اسبوع 

تأففت هي بغضب صارخة به :
_ اسبوع بس حرام عليك بقي 

امسكت بيده تحتضنها الي صدرها و هي تتحدث قائلة :
_ فريد انا عايزاك دايما جنبي 

ابتسم و هو يميل نحوها لـ تذم شفتيها بضيق و هي تتسطح مرة اخري و تحدث اليها :
_ و انا مش عايز ابعد عنك بس ما باليد حيلة 

ضيقت عينها تنظر اليه بضيق لـ يقرص شفتيها و هو يتحدث بمرح :
_ حتي و انتي مضايقة زي القمر 

و بتلقائية شديدة ابتسمت بل و لفت يدها حول رقبته و هو يطل عليها و هي تسأل بسعادة :
_ بجد انت شايفني حلوة 

_ هبط يقبلها بنعومة لـ تغمض عينها تبادله قبلاته بمثلها و تسللت قبلاته حتي عنقها و اجابها بخفة من بين قبلاته :
_ انتي احلي و انضف حد ممكن اقابله في حياتي يا نور

همهمت و يدها تبدأ بحل ازرار قميصه ابتسم بخبث و هو يبعد يدها عنه نظرت اليه لـ تجد عينه قد غامت بالسواد ناظراً اليها بخبث لـ تبتسم غامزة بعينها بمشاكسة لـ يغرق هو للمرة المليون بها من جديد في لذة عشقها و وجودها الي جواره يود لو لم يخرجها من بين ذراعيه ابداً 

***********************************
استيقظت فريال علي صوت رنين هاتفها تماطعت و هي تمد يدها الي وحدة الادراج حتي امسكت بالهاتف فتحت الاتصال دون النظر الي هوية المتصل وضعت الهاتف علي اذنها و هي تجيب بهدوء :
_ الو 

_ يا سلام احلي الو اسمعها في حياتي 

استمعت الي صوته التي تعلمه جيداً لـ تستفيق علي الفور و تنظر الي الهاتف بصدمة ثم وضعته مرة اخري علي اذنها متحدثة بتعجب : 
خالد !! انت جبت رقمي منين 

ابتسم بسخرية و هو يتحدث اليها قائلاً بمشاكسة :
_ هو انا بياع لب 

اغمضت عينها و هي تتأفف ثم حاولت الاعتدال قليلاً قائلة بضيق مصتنع :
_ بتتصل لية كنت عايز حاجة 

تنهد و هو يجيبها بملل :
_ بسمع صوتك عشان اليوم مقفول 

صاحت به بضيق من سخافة حديثه بالنسبة لها قائلة بانفعال :
_ و لما هتسمع صوتي يعني هيتفتح اية الهبل دا لو سمحت متكلمنيش تاني

اسرع هو قائلاً عندما شعر انها سوف تغلق الخط :
_ اقسم بالله لو قفلتي دلوقتي هكون عندك في البيت بعد عشر دقايق 

تأففت بقوة و هي تصرخ به :
_ انت عايز اية مني بالظبط 

اجابها بمرح و هو يدق بيده علي مكتبه قائلاً :
_ عايز اتكلم معاكي يا هقنعك يا هقنعك 

_ يا سلام و انا مش عايزة هو بالعافية يا جدع انت انت اية 

استمع الي صوتها الغاضب و هي تتحدث اليها تود الاغلاق لـ يضرب بيده علي سطح المكتب حتي انها استمعت الي صوت ضربته القوية و هي يتحدث بضيق مصتنع من طريقتها :
_ انتي هتردحي و لا اية اظبطي كدا 

تنهدت و هي تبعد خصلات شعرها الي الخلف قائلة بتهديد :
_ انا هقفل و اياك ثم اياك تكلمني تاني انت سامع ياما هقول لـ فريد

تحدث ببرود اثار اعصابها قائلاً :
_ ما تقوليله يعني انا هخاف 

ضغطت علي كف يدها بقوة و تحدثت بغضب عارم شعر به هو في نبرة صوتها :
_ هو انت عايز اية انت معندكش دم تفهم اني مش عايزاك في حياتي اقولك اية تاني عشان تفهم 

تغاضي عن حديثها الغاضي و حاول اغضابها اكثر حين تحدث اليها بهدوء :
_ متقوليش حاجة لاني مش عايز اسمع حاجة متحاوليش 

نظرت الي الهاتف و تنفست بهدوء حتي تهدئ من غضبها و تحدثت اليه بصوت جامد :
_ مش عايزة اسمع صوتك تاني و متجربش تكلمني مرة تانية خليك في حالك و سيبني في حالي ماشي 

اغلقت الهاتف في وجهه و لمست شاشة الهاتف عدة مرات حتي حظرت ذلك الرقم حتي لا يتمكن من الاتصال بها مرة اخري ، القت الهاتف الي جوارها علي وحدة الادراج ثم مسحت بكفي يدها علي وجهها متنهدة بقوة و ارجعت رأسها الي الخلف و هي تردد بنفسها ان هذا ما يجب عليها فعله معه حتي لا يقترب منها ابداً هي لا تود ان تتعلق به اكثر من ذلك هي لا تود ان يختفي من حياتها بقسوة كما حدث لها بالسابق ، أدمعت عينها بتأثر مما حدث لها و مسدت علي قدمها ثم اخذت تهمس بالحمد لـ رب العالمين 

***********************************
ابتسامتها الرقيقة تذيبه تجعله يقع بعشقها للمرة التي لا يعلم عددها ربما تخطي المليون مرة نظر اليها و هي تجفف خصلات شعرها برفق ناظرة اليه من المراه مبتسمة برقة و هدوء و ما ان انتهت حتي أمسكت فرشاة الشعر و بدأت بتمشيط خصلاتها و ترتيبها ثم التفتت اليه قائلة بمرح :
_ هو ينفع تبقي عاطل و تفضل معايا علي طول و متروحش الشغل تاني

تقدم نحوها يحاوط خصرها يميل بها بحنو الي الجانب الايمن متحدثاً :
_ لو كان عليا انا مش عايز ابعد عنك خالص 

وضعت يدها علي يده حتي تجعله يحاوطها اكثر و تحدثت قائلة :
_ عارف انا كنت فاكرة اني حبيت قبل كدا 

لاحظت تغير ملامح وجهه لـ تسرع هي بالقول : 
_ بس طلعت معرفتش يعني اية حب غير و انا جنبك يا حبيبي

ابتسم من لطافة حديثها و استند برأسه علي كتفها قائلاً بحب :
_ انا كمان بحبك 

التفتت اليه و هي تبتسم و لازال يحاوطها لـ ينظر الي عينها التي تلمع بشدة و هي تنظر اليه تظهر مدي حبها له قائلاً :
_عيونك حلوة اوي بتلمع دايما 

مسدت علي ذراعه برفق و هي تتحدث اليه قائلة :
_ بتلمع و هي بصالك بس مش لاي حد 

قبل قمة رأسها و امسك بيدها يحثها علي النزول الي الاسفل قائلاً :
_ يلا ننزل عشان لسة مشوفتش فريال و كمان جعان جدا 

_ يلا 

نزلت معه الي الاسفل و تقدم فريد من غرفة شقيقته طرق الباب مرتين ثم دلف الي الداخل تفاجأت شقيقته بوجوده و ابتسمت بمحبة و هي تقول بلهفة :
_ فريد جيت امتي 

اقترب منها يجلس الي جوارها يحتضنها مقبلاً رأسها قائلاً :
_ من شوية يا حبيبتي بس كنتي نايمة 

_ حمد الله علي سلامتك 

تحدثت الي شقيقها ثم نظرت الي نورسين المبتسم ببشاشة و تحدثت بخبث قائلة :
_ كويس انك جيت عشان نشوف ضحكت الهانم دي 

صدحت ضحكة نورسين ثم تحدثت اليها :
_ يا نصابة مش كنت بضحك معاكي 

نظرت فريال الي فريد المبتسم و تحدثت بمشاكسة :
_ يا سلام بتضحك عليك يا فريد مكنتش طايقة نفسها و انت مسافر 

ما كاد ان يتحدث حتي استمع الي صوت طرقات علي باب الغرفة و صوت هانم يصدح من الخارج اذن لها بالدخول لـ تدلف الي الداخل و تتحدث هي بما اتت اليه قائلة :
_ فريد بيه الظابط خالد برا و عايز حضرتك 

صكت فريال علي أسنانها و هي تنظر الي نورسين بنظرة تعلم معناها جيداً ثم نظرت الي فريد قائلة :
_ روح انت يا فريد شوفه عايز اية و لما يمشي ابقي تعالي نفطر هنا احسن 

وقف فريد عن مجلسه و تحدث اليها بهدوء :
_ عيب علينا لما نستني لما يمشي عشان نفطر ممكن نفطر كلنا مع بعض برا ، استني هشوفه 

خرج فريد الي حيث خالد و نظرت فريال الي نورسين قائلة بغضب :
_ اية اللي جاب المجنون دا هنا دا انا لسة الوقتي بقوله مش عايز اشوفك و لا اسمع صوتك 

تعجبت نورسين و جلست الي جوارها تسألها :
_ اية كلمتيه ازاي ؟

تنهدت فريال بضيق مجيبة :
_ هو اللي كلمني مش ناوي يحل عني دا معندوش دم 

ابتسمت نورسين و ربتت علي كتفها قائلة :
_ يا بنتي بيحبك 

ردت فريال متحدثة بانفعال قائلة :
_ مش عايزة حد يحبني يا نور عملتله بلوك جيه البيت اعمله بلوك من الحياة كلها ازاي 

امسكت نورسين بيدها تحدثها بلطف حتي تهدئ :
_ طيب اهدي بس ربنا وحده اللي عالم الخير فين يا فيرو 

رفعت فريال رأسها الي الاعلي و هي تدعو قائلة :
_ يارب يطلع من حياتي بقي 

***********************************
تقدم فريد من خالد و صافحه بترحاب شديد و جلس بالمقعد المجاور له و اخذ خالد يتحدث معه يحثه علي الاسراع باحضار اوراق المشفي الخاصة بواقعة الاعتداء علي نورسين حتي يتم اتخاذ اجراء سريع مع مكرم ، وقف فريد و اشار الي خالد بالنهوض قائلاً بمودة :
_ تعالي بس نفطر مع بعض و نكمل كلامنا 

كان يريد الرفض بشدة و لكنه من الممكن ان يراها لـ يتحدث بهدوء :
_ لا تسلم خليكوا براحتكوا 

لـ يتحدث فريد و هو يطرقع اصابع يده حتي تنتبه هانم له :
_ لا و الله مش هتمشي من غير ما تفطر معانا

ثم التفت الي هانم قائلاً بهدوء :
_ هانم حضري الفطار و نادي فريال و نورسين 

هزت رأسها بطاعة و توجهت نحو المطبخ تخبرهم باعداد طعام الفطور و دلفت غرفة فريال بعد ان اذنت لها بذلك قائلة :
_ فريد بيه طلب نحضر الفطار و بيطلبكوا عشان تفطره 

زفرت فريال و تحدثت اليها متسائلة :
_ هو خالد دا لسة هنا 

_ ايوة لسة فريد بيه طلب يفطر معاه 

نظرت فريال الي نورسين و تحدثت بضيق مشيرة الي الخارج :
_ اخرجي انتي يا نور انا مش هخرج مش عايزة افطر و لا اشوفه 

وقفت نورسين عن الفراش و تحدثت اليها بتعقل :
_ فريد هيجي ياخدك بنفسه لو مطلعتيش دا غير انه هيسأل مخرجتيش لية 

ازاحت فريال خصلات شعرها الي الخلف و تحدثت :
_ هو لية رخم كدا انا مش عايزة اشوفه بجد 

نظرت نورسين اليها بخبث و لاعبت حاجبيها بمشاكسة و تبلغها انها بداخلها تكذب و هي تعلم ذلك ثم تحدثت الي هانم قائلة :
_ تعالي ساعديني يا هانم 

خرجت نورسين تدفع مقعد فريال امامها حتي وصلا امام طاولة الطعام وقف خالد حينما وجدها تخرج و علي وجهها يظهر الضيق ابتسم لها باشراق و غمز لها بالخفاء لكن لم يخفي الامر عن نورسين التي حاولت اخفاء ضحكتها لـ ينظر اليها خالد قائلاً :
_ ازيك يا نورسين 

هزت رأسها و هي تمتم بالحمد لله لـ يوجه بصره نحو تلك الجميلة القابعة بسكون اعلي مقعدها و ازدادت ابتسامتها و تحدث :
_ ازيك يا انسة فريال 

ابتسمت باقتضاب و تحدثت علي مضض :
_ كويسة شكراً 

التفوا حول مائدة الطعام حتي يتناولون الطعام و ظل خالد يتأمل جمال تلك العنيدة التي لم تنظر اليه و لو بطرف عينها حتي نظرة واحدة شعرت هي به تكاد نظراته تخترقها لـ ترفع رأسها له و بالفعل وجدته ينظر اليها بتمعن لـ تحرك شفتيها بتمتمة له :
_ بكرهك 

ابتسم و وضع يده بجانب وجهه حتي لا يراه فريد ثم بعث لها قبلة بالهواء لـ تتسع عينها بصدمة و تبدأ بالسعال هي بتفاجأ مما فعله ، ربتت نورسين علي ظهرها و قدمت لها كوب من الماء تناولتها منها و ارتشفت بعضها و وضعتها و هي تنظر اليه بحقد لـ يتحدث اليها بهدوء : 
_ سلامتك يا انسة فريال

لـ تبتعد فريال عن المائدة و هي تتحدث :
_ انا شبعت بالف هنا ليكوا 

دق الباب لـ تتقدم فريال بمقعدها و فتحت الباب لـ تجد عاصم امامها ابتسمت بترحاب قائلة :
_ اهلا بالاستاذ 

ابتسم اليها و صافحها قائلاً :
_ ازيك يا فراولة 

نظر اليه فريد بحدة متحدثاً بتحذير :
_ اتلم احسنلك 

تأفف عاصم قائلاً بهدوء و هو يدفع مقعد فريال معه :
_ خلاص يا عم 

القي التحية علي الموجودين و جلس بجوار خالد الذي رمقه بضيق و هو يشعر بتجاوز الحديث معها و انه لا يحق له ان يمدحها او يتحدث حتي علي سبيل المزاح ، وضع عاصم حقيبة بلاستيكية صغيرة بيده علي الطاولة و تحدث الي فريد بهدوء :
_ المعمل بعت الدوا تاني بيقول ان نتيجته مبدأياً كويسة بس مش عارفين علي المدي الطويل فيه اثار جانبية و لا لا 

اسرعت فريال تتحدث بجدية :
_ انا هاخده و مستعدة اتحمل اي حاجة هيكون اية اثاره الجانبية اكتر من اللي انا فيه يعني 

صاح فريد بخوف علي شقيقته متحدثاً بحدة :
_ لا طبعا مش هتاخديه الناس مش متأكدين من نتايجه 100%

نظرت اليه فريال برجاء قائلة بلطف :
_ فريد مش هيحصل حاجة لو اخدته صدقني 

لكن هذا المرة استمعت الي صوت اعتراض اخر يأتي من خالد الذي اسرع متحدثاً :
_ مينفعش طبعا دا ممكن يأثر عليكي 

رغم تعجب فريد من تدخله بالحديث الا انه أيد رأيه و تحدث مؤكداً :
_ بالظبط كدا ، انا هرجعه تاني للدكتور و هبلغه برأي المعمل 

تنهدت فريال بيأس و قد أغمضت عينها تكبح دموعها من الخروج ثم تحدثت و هي تبتعد عنهم : 
_ اللي انت شايفه يا فريد 

غام عيني خالد بالحزن علي حالها و انها بالفعل تكبح البكاء بشكل ملحوظ في اهتزاز نبرة صوتها لـ يقف عن مقعده لـ ينصرف حتي لا يظهر تأثره امام فريد و يمنعه من دخول هذا البيت و رؤيتها مجدداً لكنه ارسل لها نظرة مطمئنة منبثقة من اعماق قلبه قبل رحيله لكن هناك من كان مختبئ خلف الجدران يبتسم بخبث و لؤم و قد استمع الي شئ مفيد جداً بالنسبة له و يعلم كيف يستفيد من ما استمع و مما أصبح بالقرب منه 
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1