رواية زواج بلا قلب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم ادم نارو

رواية زواج بلا قلب الفصل الرابع والعشرون بقلم ادم نارو


رفعها آدم بين ذراعه، وخدها على أوضتها، سرّحها على السرير بهدوء... نفس المشهد اللي حصل قبل كده، كأن الزمن بيعيد نفسه.

دخل الدكتور بسرعة وبدأ يفحص ليلى اللي كانت فاقدة الوعي.

الحاج التامي (بقلق): بنتي المسكينة، فضلت واقفة طول الوقت ومأكلتش لقمة!

آدم بصله بنظرة استغراب، كأن كلامه بيقوله إنها عملت كده عشانه هو!

فادي (بحزن): لو هي ما كانتش
السيد أدم ماكنش هيخرج من السجن.

آدم (بحدة): إنت تقصد إيه؟!

الحاج التامي: هي اللي أقنعت الراجل يتنازل عن الدعوى... 

آدم سكت، عينه اتعلقت بليلى اللي نايمة قدامه، وقال بصوت داخلي:

آدم (لنفسه): إنتي عملتي كل ده عشاني ؟

الدكتور خلّص الفحص ووقف:

آدم (بقلق): طمّني يا دكتور، حالتها خطيرة؟ نروح المستشفى؟

الدكتور (بهدوء): اهدى يا أستاذ آدم، مدام ليلى بخير، بس ضغطها واطي، محتاجة راحة وأكل كويس وشوية مقويات.

الحاج التامي (بتنهيدة): الحمد لله.

آدم (بصوت مبحوح): الحمد لله.

الحاج التامي: العيلة دي محتاجة ترتاح... إحنا ما بيعديش يوم من غير مصايب ولا مشاكل.

الدكتور (وهو بيجهز شنطته): أنا همشي دلوقتي، ماتنسوش تدوها الدوا وترتاح كويس، عشان ترجع صحتها.

آدم: شكرًا يا دكتور... فادي وصّله للباب.

فادي: حاضر... اتفضل معايا يا دكتور.

آدم بص على أبوه بنظرة فيها حنية لأول مرة، وشاف التعب في وشه:

آدم (بهدوء): روح ارتاح، شكلك مرهق.

الحاج التامي (بدهشة): أيوه، هروح... مافيش لازمة أفضّل هنا.

قبل ما يخرج، مدّ إيده وحطّها على كتف آدم... لأول مرة.

الحاج التامي (بحنو): ربنا يعينك يا ابني.

آدم اتصدم... لأول مرة يحس إن أبوه بيقف جنبه، بيحس بيه.

ما عرفش يرد، بس عينه اتشدت للمكان اللي أبوه حط إيده عليه.

آدم (بتنهيدة فيها وجع): يارب... أكون صاحي ومش في حلم.

دمعة نزلت من عينه، مسحها بسرعة بإيده.

آدم (في نفسه): أول مرة أحس إن في حد واقف جنبي... أول مرة أحس إني مش لوحدي... وكل ده حصل من يوم ما دخلتي حياتي.

قرب من السرير، سحب كرسي وقعد جنبها عينه راحت على إيدها... كان نفسه يمسكها، بس حاجة جواه منعته.

آدم (بنفسه): أنا آسف... معرفتش أكون جوز كويس ليكي حتى إيدك مش قادر ألمسها وإنتي نايمة... طب لما تبقي صاحيه؟ إزاي أمد إيدي؟!

آدم وقف عشان يخرج... لسه بيحاول يهرب من المواجهة.

ليلى (بصوت واطي وضعيف): ماتمشيش... خليك جنبي.
آدم اتجمد مكانه... لف وشه ليها ورجع قعد تاني جنبها، بص في عينيها وهي مغمضة.

آدم (بحنان نادر): ماتخافيش... أنا مش هبعد، هفضل هنا.

آدم (في نفسه): هتغيّر عشانك... هدّينا فرصة .
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
الفجر بدأ يلوّن السما بلون رمادي باهت، والهدوء ساكن أوضة ليلى... بس جواها زوبعة مشاعر مش بتهدأ.

آدم كان لسه قاعد على الكرسي جنبها، سهران طول الليل، وشه مرهق بس عنيه فيها لمعة جديدة... لمعة خوف.

ليلى فتحت عنيها ببطء... نور خفيف داخل من الشباك، لمحت آدم نايم ورأسه مميل على طرف السرير، وإيده قريبة من إيدها قوي... بس مش لامساها.

فضلت تبص عليه ثواني، بتحاول تفهمه... الراجل اللي عمره ما خاف من حد، شكله دلوقتي زي طفل، نايم جنبها كأنه لقى أمانه أخيرًا.

ليلى (بصوت واطي): آدم...

آدم صحى على طول، رفع راسه بسرعة كأنه كان صاحي أصلًا:

آدم (بصوت متوتر): أنتي كويسة؟ تعبانة؟ عاوزة ميّه؟ أنده لرُقيّة؟

ليلى (بابتسامة صغيرة): لأ... أنا كويسة بس... مستغربة إنك لسه هنا.

آدم سكت... قلبه بيخبط، ومش عارف يقول إيه.

آدم (وهو بيبص بعيد): كنت ناوي أمشي... بس معرفتش.

ليلى (بهدوء): ليه؟

سؤال بسيط... بس وقعه كان تقيل.

آدم لف ناحيتها، وعينه فيها صدق لأول مرة.

آدم: عشانك... عشانك عملتي حاجة محدش عملهالي قبل كده... وقفتي معايا، وأنا لازم أردّلك اللي عملتيه.

ليلى (بصوت مهزوز): بس أنا... ماكنتش مستنياك تشكرني.

آدم: ماينفعش... ماقدرش أسيب اللي عملتيه يعدي كده.

ليلى (بمرارة): أنا مراتك، وده واجب عليّ... بس إنت عملت كده عشان أنا مراتك؟ ولا بس عشان ترد الجميل؟

آدم (اتلخبط): هو أنا يعني...

ليلى: إنت إيه؟

آدم (بتوتر): عشان... أنتي.

ليلى: عشان إيه؟

آدم (بياخد نفس عميق): عشان مراتي.

ليلى (بابتسامة): إيه، حلو... كنت هقتلك لو قلت اختيار تاني.

آدم (بابتسامة هو كمان): بجد؟

ليلى: أيوه.

آدم: بس إزاي هتقتليني؟

ليلى (بهزار): ليه أقولك؟ لما أحب أقتلك، هقتلك بصمت.

آدم ضحك، وهو بيبص لابتسامتها البريئة، وكان نفسه يمسك إيدها، بس صوت خبط خفيف على الباب قطع اللحظة
وخلت أدم يوقف بسرعة من الكرسي.

ندى (من ورا الباب): مدام ليلى... ممكن أدخل؟

ليلى: ادخلي يا ندى.

ندى دخلت وهي شايلة صينية فيها فطار خفيف.

أول ما شافت آدم، وقفت مكانها مصدومة.

ندى (بصوت واطي): حضرتك... لسه هنا؟

آدم بص لها، وبص لليلى، وقال:

آدم: لسه...

وخرج من الأوضة بهدوء، وقلبه بيخبط، بس لأول مرة... مش خايف من الشعور الجديد اللي داخله.

ندى قربت من ليلى، وبصلها بنظرة استغراب ودهشة.

ندى: في إيه؟ ده مش السيد آدم اللي نعرفه...

ليلى (بصوت واطي): يمكن... أنا كمان ماكنتش أعرفه كويس.
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1