رواية بترت أجنحتها الفصل الخامس و العشرون بقلم اسماء ايهاب
استيقظت نورسين و هي تتأوة بألم بقدمها جلست علي الفراش و مدت يدها تدلك قدمها في حين خرج فريد من المرحاض ابتسم لها و تقدم يقبل قمة رأسها جالساً الي جوارها ثم نظر الي ملامحها قائلاً :
_ مالك يا حبيبتي في حاجة
تنهدت و هي تلملم خصلات شعرها الي الاعلي بضيق قائلة :
_ مش عارفة رجلي خدلانة شوية
دلك قدمها بدلاً عنها و تحدث اليها بمزاح :
_ يمكن لان انتي بتنامي بعشوائية
جلست علي طرف الفراش و انزلت قدمها علي الارض و تحدثت اليه قائلة بهدوء :
_ يمكن انا هغسل وشي و افوق و انزل وراك لان انا كنت بايخة امبارح و نمت و فوت الخروجة علي فريال
وقف امامها يمسك يدها حتي تقف بهدوء و بالفعل وقفت علي قدمها امامها لـ يبتسم قائلاً :
_ المهم تبقي كويسة مش مهم اي حاجة تانية كله بيتعوض
قبلت وجنته و هي تتحدث بامتنان :
_ ربنا يخليك ليا يا حبيبي
ذهبت هي ببطئ نحو المرحاض و اغلقت الباب خلفها و اكمل هو ترتيب هيئته قبل النزول الي الاسفل تاركها تغتسل و تبدل ثيابها حتي تنزل الي الاسفل
**********************************
جلست فريال بالردهة تنتظر شقيقها و زوجته ان ينزلان حتي يتناولون طعام الفطار سوياً تنهدت و هي تنظر الي الساعة التي تدق بالتاسعة صباحاً ، دق قلبها بسرعة و هي تستمع الي صوت اشعار علي تطبيق الواتساب ابتلعت ريقها و هي تنظر الي الهاتف لـ تجد ذات الرقم المجهول الذي هاتفها عليه خالد و بعث لها :
_ صباح الخير يا جميل
رأتها و لم ترد عليه لـ يبعث بأخري :
_ بقيتي حتي في احلامي كنتي جميلة و رقيقة كالعادة
نظرت الي الرسالة قليلاً و لا تعلم ما دفعها لـ تسأل مستفسرة :
_ حلمت بيا ؟
ابتسم حين وجدها قد اجابته و هو لم كان متيقن انها لن ترد عليه ليأكد ما تسأل عنه :
_ اه
سألت و الفضول يأكلها :
_ حلمت بأية
زادت ابتسامته و هو يرفع قدمه علي مكتبه و رد عليها بخبث :
_ كنا في كتب كتابنا
تأففت و هي تنظر الي الرسالة و كتبت غاضبة :
_ متحلمش تاني
قهقه و هي ينظر الي جملتها ثم كتب لها :
_ حتي الاحلام هتحرميها عليا
ابتسمت لـ جملته و هي تشعر انها تستمع الي تلك الجملة بصوته ثم ردت عليه و هي تفعل ذلك دون شعور منها :
_ و انا مالي بيك انا قصدي متحلمش بيا تاني
اسرع يكتب لها شئ مهم حتي تكمل تبادل الحديث :
_ جبت كتاب جديد ليكي
_ كتاب اية ؟
امسك بالكتاب و وضعه بالدرج و اغلقه جيداً ثم اجابها :
_ كتاب هتحبيه اوي هجيبه ليكي بكرا عشان عندي شغل مهم النهاردة
اجابت باختصار حتي تنهي هذا الحديث :
_ تمام
كتب هو اليها :
_ادعيلي
تنهدت و هي تريد انهاء هذا :
_ ربنا يوفقك
اغلقت الهاتف و وضعته علي الطاولة في حين نزل فريد من اعلي مهللاً انها مستيقظة مبكراً علي غير العادة قبل رأسها و جلس الي جوارها لـ تسأل هي بهدوء :
_ نورسين عاملة اية الوقتي يا فيرو
اجابها فريد بهدوء و هو يمسك هاتفه و يتفحصه قائلاً :
_ الحمد لله صاحية بس رجلها خدلانة و ان شاء الله هتبقي كويسة
_ ان شاء الله
نزلت نورسين بهدوء مبتسمة لهم و جلست بجوار فريد قائلة :
_ صباح الخير
ردت فريال مبتسمة ثم سألت قائلة :
_ صباح الفل .. بقيتي احسن ؟
هزت رأسها بايجاب هامسة :
_ الحمد لله
وقف فريد عن الاريكة و تحدث بهدوء :
_ يلا علي الفطار
***********************************
في السيارة تجلس نورسين بجوار فريد الذي يحتل مقعد القيادة و فريال تجلس بالخلف متجهين الي احد المطاعم لـ تناول الطعام اولاً ، نزلت نورسين من السيارة و خلفها فريد يخرج مقعد شقيقته و يعاونها حتي تجلس عليه و دفعها نحو المطعم لكن ما ان تقدم خطوتين حتي استمع الي صوت ارتطام تزامناً مع صرخة فزع من نورسين التفت اليها سريعاً لـ يجدها واقعة علي ركبتيها اسرع اليها يوقفها عن الارض و استندت هي عليه بكل قوتها لـ ينظر اليها بقلق متسائلاً :
_ اية اللي وقعك يا حبيبتي
استندت عليه و نظرت اليه بتشتت قائلة :
_ مش عارفة يا فريد حسيت ركبتي مش شايلاني و وقعت
ربت علي كتفها و هو يتحدث اليه بلطف قائلاً :
_ خير يا حبيبتي
نظرت فريال اليها بقلق و تحدثت اليها :
_ سلامتك يا نور
هزت نورسين رأسها اليها مبتسمة قائلة :
_ الله يسلمك
نظرت الي وجههم القلق و تحدثت اليهم حتي يطمئنون :
_ بقيت احسن متقلقوش
دلفا جميعاً الي الداخل و جلسا معاً علي احد الطاولات و نظر فريد اليها يسأل مؤكداً :
_ انتي متأكدة انك كويسة
ربتت علي يده قائلة بهدوء :
_ الحمد لله متقلقش نفسك علي الفاضي
تناولوا الطعام وسط حديث بسيط ، ترك فريد الطعام و امسك بالمحارم يمسح فمه و تراجع الي الخلف مستند علي المقعد و تحدث اليهم مبتسماً :
_ ان شاء الله الاجازة الجاية هنروح نقعد في اسكندرية
لوت نورسين فمها و تحدثت بسخرية :
_ اه ما سمعنا الكلام دا قبل كدا كلام و خلاص
تقدم نحوها بجذره العلوي قائلاً بحدة :
_ انا بقول كلام و خلاص
وضعت الشوكة من يدها و تحدثت :
_ مشوفناش منك حاجة
صك علي اسنانه و تحدث بضيق :
_ انت معندكيش دم اومال احنا فين
تأففت قائلة :
_ انا قصدي علي اسكندرية
تحدثت فريال بضيق من نقاشهم :
_ بس انت و هي خلاص انت وعدتنا يا فريد و هتودينا
تنهد فريد و اعاد ظهره الي الخلف قائلاً :
_ حاضر يا ستي
وجدهم قد انتهوا من الطعام لـ ينظر اليهم متسائلاً :
_ ها عايزين تروحوا فين تاني
نظرت نورسين الي فريال مقترحة :
_ سينما ؟
هزت فريال رأسها بايجاب لـ ينظر فريد اليهم قائلاً بهدوء :
_ خلاص يلا بينا
اخذ فريد الحساب و دفع الاموال و وقف للمغادرة لـ تقف هي معه و لكنها قالت اليه بمرح :
_ امسكني بقي عشان بقيت انيميا خالص
فرد يده اليها و مبتسم بحنو قائلاً :
_ اسندي عليا
************************************
صباح يوم جديد اغتسل فريد و نزل الي الاسفل حتي تستيقظ نورسين ما ان جلس علي الاريكة يتفحص هاتفه حتي وجد جرس الباب يدق تقدم يفتح الباب لـ يجد الطارق خالد الذي اتي مبكراً علي غير العادة ابتسم يصافحه قائلاً :
_ خالد كويس انك جيت كنت جايلك النهاردة .. ادخل
بادله خالد المصافحة و تحدث بتساؤل :
_ خير يا فريد
اشار اليه فريد ان يجلس قائلاً له بتفسير :
_ جبت الورق اللي طلبته
تنهد خالد قائلاً بارتياح :
_ كويس اوي كدا خلاص اطمن
بحث خالد بعينه في الوسط ثم نظر اليه متسائلاً :
_ اومال انسة فريال فين
نظر اليه فريد بضيق قائلاً بحدة :
_ بتسأل لية
حمحم خالد مجيباً بهدوء و هو يمد يده الي فريد بالكتاب :
_ جايبلها كتاب كنت عايز اديهوله
اخذ منه فريد الكتاب و تحدث بجدية واضعاً اياه علي الطاولة :
_ انا هديهولها
هز خالد رأسه بايجاب قائلاً :
_ تمام
جلس يتحدث معه قليلاً لعلها تخرج و يراها و لكن يبدو له انه اتي مبكراً لـ يتنهد و يقف عن مقعده قائلاً :
_ انا همشي يا فريد و هكلمك اقولك علي كل التفاصيل
صافحه فريد و هو يوصله علي باب المنزل قائلاً بهدوء :
_ ان شاء الله
***********************************
التف الجميع حول الطاولة لتناول الطعام نظر فريد الي نورسين بعد ان ابتلع ما بفمه قائلاً بهدوء :
_ انا مسافر بكرا بليل باذن الله
التفتت اليه سريعاً و تحدثت بضيق :
_ بكرا !! انت لحقت يا فريد
امسك بيدها يقبلها و هو يتحدث معتذراً :
_ معلش يا حبيبتي اجازتي خلاص خلصت بس اوعدك ان الإجازة الجاية هطولها اكتر
تأففت بضيق و هي تصيح به :
_ سيب الشغل دا بقي
اعاد خصلات شعرها الي الخلف و تحدث بلطف :
_ يا حبيبي دا شغلي اللي بحبه و مقدرش اسيبه
ابتسمت فريال و نظرت الي فريد قائلة بهدوء و هي تعلم انه حُلم شقيقها منذ الصغر :
_ فريد من و هو صغير و نفسه يكون طيار يا نورسين دا حلمه اللي قدر يحققه
مالت نحوه قليلاً تتحدث بصوت خافت :
_ بس بتوحشني
ما ان استقامت حتي مال نحو اذنها يتحدث هامساً :
_ عشان ازود حبي في قلبك
ضحكت فريال بصخب و تحدثت مازحة :
_ يا عصافير الحب خفوا شوية
صاحت بها نورسين ضاحكة :
_ بطلي افتري بقي دا احنا ناس مؤدبة جدا
اكملت فريال طعامها و هي تتحدث بمرح :
_ اه يا حبيبتي ما هو باين
***********************************
دلفت ايناس بهدوء دون ان يلاحظ اي احد الي غرفة المكتب و اغلقت الباب خلفها و جلست تبحث عن اي شئ يثبت ان من يضع الدواء لـ نورسين هو فريد لكنها شعرت بالحركة خارج المكتب شعرت بالتوتر و وقفت عن المقعد تنظر بعينها بكل مكان حتي اسرع هي الي اسفل الاريكة الجلدية رغم ضيقها و فتحت جهاز التسجيل الموجود معها و كان فريد هو من اعطاه لها حتي تسجل لـ منير ما يقول ، دلف فريد الي داخل الغرفة و هو يتحدث بالهاتف الي عاصم قائلاً :
_ ايوة يا عاصم
تنهد جالساً علي مقعد مكتبه قائلاً :
_ اديتله الورق النهاردة
.. اية انت قصدك اية
مرر يده علي وجهه متحدثاً :
لا لا ميهمنيش المهم نشوف خالد هيعمل اية معاه
امسك فريد بعض الاوراق الموجودة علي المكتب و هو يتحدث بهدوء :
_ انا مسافر بكرا هقابلك قبل ما اروح المطار .. يلا سلام
اغلقت التسجيل سريعاً و وضعت يدها علي فمها حتي لا يخرج صوتها حتي خرج فريد من المكتب بعد ان اخذ الاوراق المراده ، انتظرت هي لدقيقتين ثم خرجت من اسفل الاريكة و هي تضع يدها علي قلبها كاد ان يمسك بها و هذا الفعل لا يغتفر بالنسبة له وضعت جهاز التسجيل بجيبها و خرجت من المكتب بهدوء كمل دخلت و اسرعت نحو غرفتها و اغلقت الباب خلفها بالمفتاح و جلست علي الفراش تتنفس بصعوبة حتي هدأت تماماً و بدأت في سماع صوت فريد مرة اخري و هي تهز رأسها بايجاب تفكر بعمق فيما ستفعل بذلك التسجيل