رواية ساقي الود الفصل السادس والعشرون 26 بقلم هاله ال هاشم

 

 

 


رواية ساقي الود الفصل السادس والعشرون بقلم هاله ال هاشم


هذا انت عزيز شلون متصير 
وعذب حتى المرار البيك ماينمل
اعذرك واني أعرفك انت غلطان 
وأغض عيني واكول الگلب يتحمل
سجج صارن جروحي وانت ريل أدوس 
و اكول افيش لو منهن جرح حمل

ضيـاء الميـالي

______ود _____

الجـو حلو رغم البرودة البي الشمس بدت تغيب خلف الأفق 
ترمي بظلالها البرتقالية على الاشجار المأطرة حديقتنا ، ريحة الشبوي بدت تملي الهواء مثل نفحات مسكية ممزوجة بعطر بقايا بثل الكهوة الي يفوح من فناجينَّا ، چـان الصمت يعم المكان، لكنه مو ثگيل هالمرة بالعكس چان مريح و كأنه يحمل وعد بالشفاء ،

اخذت كفاية صينيـة الفناجين و توجهت للمطبخ تغسلهم ، عيني معلگة عليه صافن يتصفح بموبايله كبران مدري المرض كبره گبل اوانـه ، الشيب غطى شعره و شاخت على خدوده علامـات السنين ، شال عينة و باوعلي بأبتسـامة 

سليمـان :: هـا شمالچ تتنوعين الي هيچ ؟

-لا بس اول مرة انتبه عليك ، شو طلعت وسيم 

سليمان :: چـا شعبالج شويـة

-لا انت كلش هواي بابا .. 

برقن عيونـه بنظرة حنونـه :

سليمـان :: تزهبن باجر ، ترى حجزتلج يم الدكتور 

-هزيت راسي ، اي كالتلي كفاية ،، بس 

سليمان :: بس شني ؟

-ليش ما خليتنا نحل موضوعنا اني و غيـاث بالاول 

صفك ايده و صاح 

سليمان :: يا طلابـة الما تخلص ، بنتي انه شكتلج ؛ موش كتلج كملي علاجج هنا و عود نحل موضوعكم بعدين 

-اي ليش بعدين ، هي كلمة منـه و يفض كل شي ، ليش مبقيني على ذمتـه و احنا كلشي انتهى بيناتنا 

سليمان :: هسه الولد يمج بكرباج ، انطاني وعد كال ما ادنالها و لا الي شغل بيها و مازال رايحة وياك تتعالج ماعندي مانع 

-لا هم عوز عنده مانع ،

سليمان :: استغفر الله و أتوب اليـه ، شغلي دماغج بروح امچ ، اذا طلكج لازم تكضين عدة ، و انت نفسيتج موش حمل حبسه وعدة هسع ، اكولن تعالجي بالاول و خل نفسيتج ترتاح 
ولاحكه عالهم و الغم .

-تنهدت بقلق ، گلبي ممرتاح و أَحس اكو ملعـوب عليه ، سهلة قابل لوين يظلون يماطلون ،

بعدما صلينـا المغرب و العشـاء و تعشينا توجهنا كلمن لغرفته ، ببيتنا الي استأجره ابويه ، وجهزه بجهاز بسيط مطبخ صغير و غرف للنوم و حولي صغير و تلفزيون بيت صغير ملموم على كدنـا بحديقة تجنن و شارع هادئ بأحد احيـاء بغداد العريقـة و القريبة على كل شي ، 

تقاسمنـا الغُرفة آني وكفاية ، كل وحدة سريرها ، صاحت كفاية و هي تمدد على فراشـها 

كفاية :: يايمـه ولا اكدر انامن على فراش مو فراشي ، عايني الدوشك يابس و المخدة چنها حجارة 

-انداريت على جنبي و ايدي جوه خدي ، ابتسم
شويـة ،،شوية تتعودين فيفي 

كفاية :: والله و لا اتعود ، مخنوكة من جيت لهسع ، شكول على ابوج الا تجين ويانا ، كتله خليني هناك بالبيت ويه الويلاد دك رجل بعد 

-بقيت صافنـة عليها و لأول مرة انتبه بيها جانب طفولي ، انثى مرحة تثرثر هواي و تدلل ، ابتسمت و آني اراقب عيونـها و نبرتها شلون ذبلن و استسلمن للنـوم 

انگلبت على ظهري ، عيوني تحدق بالسقف و صرت اشوف وجهـه گدامي ، ملامحة تجسدت بأبهى صورة عيونـه ، انفـه المستقيم و ابتسامته الشغوفـة ، و كأنه يناديني :

-تعالي .. صدري هو ملاذج !

هزيت راسي بعنف و كأني اكوله لا و الف لا ، لا تقترب لأن ما راح اضعفلك و لا استسلم الك حتى لو كلفني الامر اذبح گلبي بأيدي ..

 يقترب بجسارة ، ينحنى فوق جسمي ، يحبسني بين ذراعيـه يدس راسه يجانب راسي و يهمسلي بكلامه الي يذوبني 

-عاشكج ،، ميت عليج ولچ حنطاوي .

غَمضت عيوني حيل ، صرت اهذي بجملة وحدة : 
لا اني دا اهلوس أكيد ، هذا حلم ،، حلم 
احنـا افترگنا و بعد ماله وجود بحياتي ، 

فتحت عيني على صوت كفاية و هي تحاول تطمن عليه:

كفاية :: شمالچ حبوبة ، شني چنتي تحلمين ؟

 فريت عيوني حول الغرفة ، مـاله وجود ، اختفى مثل كومة ضباب و تبدد ، اعترف ، احتاجيتـه بهذهِ اللحظة مثل حبة الدواء الي تسكن اوجـاعي ، احتاجيت اغفو على صدره عسى ان تهدأ الحرب الي بداخلي ، لكن من اتذكر سوايتـه ، اكش 
وأنفر و أرتعب من طـاريه ، 

همست : نامي فيفي ، حلم غريب راودني 

تثاوبت و رجعت لغفوتها اما آني بقيت مثل كل ليلة اتصارع ويا هلوساتي و كوابيسي قرر يزورني النوم و ينطيني هُدنة ارتاح من هذهِ الفوضى كـلها ، 

صَحينا ثاني يوم من وكت ، متفقين من البارحة نروح نتريك برا و منـاك نزور بعدين نرجع للدكتور ، لبست سترة سودة و تنورة رصاصي و سكارف احمر فوك شعري اما كفاية تأنقت بجبـة ماروني مرتبة تناغم لونها وي لون بياضها لفت حجابها البيجي بعناية و لبست عباية راس فوكاها 
صحت :

جان اخذتي العباية بالجنطة و هناك تلبسيها 

هزت راسها برفض :
كفاية :: لا حبوبة ،، بدونها اهيس روحي عريانة .

-براحتج عيني فيفي ،
باوعتلي بنظرة فاحصـة و صاحت :

كفاية :: شني راح تطلعين بهذا اللبس ؟

-باوعت لروحي و همست بتساؤل :
ليش شبي لبسي ؟

كفاية :: تنورتچ حلوة بس ايديج طالعات و سترتج من فوك ضيجة ، خصرج مبين هاكدود ، شعرج مكشوف ؟

-باوعت لروحي ، شبيه اشوف لبسي مناسب ، و آني اصلا ما محجبة ؟

باوعتلي بأسف و غيرت الموضوع :
كفاية :: بس تحجبتي يمنا و شحلاتـه عليچ 

-تحجبت بسببه و هسـة ما اريد شي يذكرني بي

كفاية :: بس بعدچ على ذمتـه ، عود من تطلكون ذبي حجابچ !

باوعتلها ، صارت حمرة من الانفعال ،اومات الها بأبتسامة ودودة ، ذبيت السكارف ، لفيت شعري و لبست حجاب ، حطيت عبايتي مال الزيارة بجنطتي ، طلعنا لكينه الوالد متأنق بـ صاية (زبون) رماديـة و خاچية سوده حوافها مذهبـة 
واليشماغ الجنوبي الأصيل ، عيوني أُغرمت بوسامتـة ، اقتربت منـة ، أَعدل يشماغه وعگالة ، همست :

طلعت تموت ابن داوود ، خايفـة يخطفنَّك مني و اني توني لكيتك !

حجيتها بلا وعي بس لكيت عيونـه يلمعن بندم غامر ، 

سليمان :: اطمني الگلب يهوى مرة ما يهواش مرتين 

-ايدي تتلمس شمـاغة بفضول تساءلت :
قصدك ماما ؟

سليمان :: انتِ و امچ المرحومة واحد 

ابتسمت ، و آني اتسائل بفضول :
شنو سر هذهِ النقشات الموجودة باليشماغ ؟

امتدت ايده و جر العكال و بالايد اللخ نزع اليشماغ يباوعله 
ويشرحلي بحماس :

سليمان :: تنوعي زين ، هذني الخطوط المعروجات ترمز لماي النهر ، و هاي كصة البقلاوة ترمز لشبچة صيد السمچ و عايني ذني الخطين العراض المن ؟

-المن ؟

سليمان :: ذني دجلة و الفرات ، حفظيهن زين و تعالي رتبيلي اليشماغ لان تأخرنـا يا شط العـرب 

-همست مُبتسمة :
صرت شط العرب نوب ، والله انتم الزلم ولا ينگدر الكم

-اخذته من ايده و رتبتلياه ، اباوعلة بأعجاب اكثر و كأني توني دا اتعرف عليـه 

صعدنا ثلاثتنا للسيارة الي يسوقها هو ، كفاية بمقعد الراكب 
واني بالمقعد الخَلفي ، انطلق يسوق بهدوء ، عيوني تبعت ايده على الستيرن ، ضخمة و بيها شعيرات فُضية تلالي وي اشعة الشمس و خاتم العقيق يزين خنصرة ، 

مديت جسمي من بيناتهم و ظليت أفر بمسجل راديو السيارة ، لحدما وقع الاختيار على أُغنية قديمـة 

نفحه من الورد ومن الگُمر طلعه
ولك عمري انطفى شمعه بأثر شمعه
ذوكني هواك ذوكني هواك الضحكه والدمعـه
نطرت هلال وصلك والحصاد غيوم 
ليلة ليلة ليلة ،، ليلة ويوم ،، ليلة ويوم 

غركنـا ثلاثتنا بصمت حزين ، كل واحد بينا اخذته صفنة على الزمن وين ودانا و وين جابنـا ، و بعين كل واحد بينـا دَمعة ندم و شوك استحينـا نبچيها 

وصلنـا لاحد مطاعم بغداد المعروفة بتقديم الفطور الصباحي ، اختارينـا ميز يم الجـامة لان چان المنظر حلو عالشارع ، تريكنـا و شربنا چاي و سولفنا ، بس سوالفنـا قليلة و ذكرياتنـا أقل ، بس مو مهم مازلنا عايشين نكدر نصنع ذكريات لغد ،

تحاسب بابا و طلعنـا ، معدتنا ممتلئة و قلوبنـا متحمسة للحظات الجاية، توجهنا للكاظمية المُقدسة بنية الزيـارة اخذت الطريق كله اندعي اتشافى من مرضي و منـه ، قبل لا نوصل نبهنا بابا نلبس عبينا ، لبسنا و احنـا ، عفنـا تلفوناتنا بالسيارة و خليناها بالكراج ، نزلنـا نتمشى مرينـا بسوق الدروازة ، روائح عطرة تخللت انفاسنـا ، حلاوة الدهين 
والجزرية بسطيات الكرزات و البرازق الملونة ، ملابس و العاب اطفال ، ملابس شرعيـة و سبح و سجادات صلاة ، كلشي چان معروض ، الناس هواي و كثرتهم ربكتني ، بيهم الي يتسوك وبيهم الي يمشي بأتجاه الامـام نسوان و اطفال و عجائز ، صار گدامنـا مصور ، عرض علينا ياخذ صورة تذكارية ومدري ليش ما اخذنـا ، طفل وكف بالقُرب مني يبيع قطع قماش مقصوصة طولياً باللون الاخضر ( علك ) ، طلعت من جزداني مبلغ و اخذت ثلاثـة ، انطيت واحد لكفاية و بقيت ثنين يمي ، ظهرت اخيراً ، القباب الي متحرقة شوقاً لشوفتها ، همست بقلب يخفق بأحزانـه :

السلام عليك ايُها المعذب في قعر السجون ، دموعنا هلّت ، 
والسنتنا بدت تبتهل لا اراديـاً ، حاجات مُلحة مشاكل و عقد ، حطام أثقل كاهلنـا ، شلنا ايدينا للسمـاء و دعونا ربّ العامين يزيل عنا هذهِ الاوجاع و يخفف حملنـا ، و كأن كلشي مرّ برمشة عَين لكيتني فجأة ، أُقبل شباك الضريح ، اهمس و اني اربط العلك بي :

"يا أبا الحسن يا موسى بن جعفر، أيها الكاظم، يا بن رسول الله، يا حجة الله على خلقه، يا سيدي ومولاي، اني توجهت وأستشفعت وتوسلت بك إلى الله، وقدمتك بين يديَّ حاجتي، 
يا وجيها عند الله، اشفع لي عند الله "

و ربطت علك آخر ، و بدمع عيني دعيتله : 
ربي يمسح على گلبـك يا غياث و ينسيك جرح امك

فجأة شلت راسي و گأني صحيت من غفوة ، فريت عيوني بالمكان ، ايادي مرفوعة ، ابتهالات و دموع حارة ما اتذكر شنو اندعيت بس اتذكر كلش زين اني ألقيت بكل ما يُثقل قلبي بذاك المكان المُقدس ، صلينـا صلاة الظهر و اعقبناها بصلاة الزيارة 
والدعـاء و طلعنا ، 

حسيت روحي مثل فراشـة ترفرف براحـة ، تنفست هواء نقي ، هواء خالي من ملوثات الحقد و الانتقام لاول مرة أَحس بفراغ بقلبي، بس هذا الفراغ المُريح مثل ايدين ممدودة للسماء مستعدة تستقبل قدر جديد

طلعنـا للسوك ، دخلنـا لكم محل مال ملابس اخذتلي كم شغلة للبيت و الطلعات اما كفاية الي بالكوة اقتنعت تشتري جسمها حلو و سوتلي واهس ارهملها كم تنسيقة ، ابويه يامحل يدخله يكعد يضرب سوالف ويه ابو المحل و عايفنا براحتنا ، كلش حبيت هاي الخصلة بيه ، افترينـه لمحل ملابس داخليات ، هنا كفاية اجتي تموت من الخجل ، جريتها من ايديها جَر و ابويه غشم روحـه چنه ما منتبه ظل يفر بعيونه هنا و هناك ،
كفاية ضامـة وجهها جوه العباية متخفية عبالك بايكتلها بوكـة رغم الي تبيع بنية مثلنا ، جريتلها كم ثوب نوم و داخليات موديلهن حديث ، شاورتني:

كفاية :: لچ المن يا مهطورا ، حتى زلمـة ما عندي 

رفعت حاجبي بعدم رضـا :
شنو العلاقـة ، الي ما عدها رجال تدفن روحها بالحياة لو تنام بدشداشة البيت ، هاي اني كدامج هم اشتريت ، طول عمري انام بهدوم خفيفة لأن اختنك ، غيري تفكيرج كفاية بعدج شابة عيشي لنفسج و تمتعي بالحياة ، ما بيها شي لو دللتي نفسج بلبسة حلوة و ثمنتي قيمة جسمج عدل.

باوعتلي و بأقتناع تـام اخذتهم لا و انو انفتكت ظلت تجيب وتحط و اني اضحك مكيفة ، و من اجـه وكت الحساب انصدمنا ثنينـا :

كفاية :: عوينة ابوي ، هسه شراح نكله؟

-معليچ هسه اني اطلع اصيحة 

بقت كفاية يم الكاشير و طلعت ادوره حتى يجي يدفع ، سمعته يحجي بالتلفون بنبرة حادة :

سليمان :: مالك غرض ، بالديرة شي و هنا شي لاخ مايخصك !

عكدت حواجبي ، همست بقلق :
بابا ..

جفل و اندار رأسـاً و هو يقفل التلفون :

سليمان :: شني منين طلعتي ، و لا هيست عليج 

-ويامن چنت تحجي 

سليمان :: هااه لا هَيج ويا صويحبي 

-بعدم أقتناع جاوبتـه ،هممم ماشي تعال ادفع حتى نروح هم ياله نتغده و نتوجه للدكتور

سليمان :: هااه ،، اي هسع 

دخل تحاسب بالعجل بس احسّ فكره شارد عنّا، اخذنا الغراض و توجهنا للسيارة ، انطلقنا للكريعات تغدينا سمك على شاطئ دجلـة ، برد هواي بس گلوبنا دفيانه بالألفة و المودة ، اباوع لابوية بده يتعب بس ميريد يگول تعبان ، يفلس السمك بقلّة صبر ، ابتسمت گمت جاورتـه و بديت افلسلّة السمك و اخليه گدامـه ، باوعلي بعيون عَطوفـة ، ابتسم و بدأ ياكل بشهية ، عيوني تحتضنه بحنية أُم كل ، تمتمت بخفوت : ربي يحفظك اليـه 

چـان ديشرب مي ، سمعها و توقف ثانيـة ، كأنه يتأمل يستذكر ، يستوعب عنده بنية تحبه بكل خطاياه و مستعده تفديه بدمها بس لا يفرط بيها بعد ، امتلئت محاجرة بدموع ثگيله بس ما بچاها ، گمت من يمـه رجعت لمكاني يم كفاية الي چانت شاردة وي روج النهر دسيت ايدي بذراعـها بردانـه و أدور دفو ، رزلتني :

كفاية :: ها ثلچتي مووو ، چا شكلنه و انتِ لابسه هذا چنه مال بزر نفاس 

-مو مشكلة زنودك تدفيني يا حلوو

باوعتلي و ظلت تطبطب على ظهري بحنية ، نهض ابويه:

سليمان :: رايح اغسل و احاسب 

كفاية :: ماشي خوية 

-راح و بقت عيوني تتبع خطواتـه المتعبة ، اجـه صوتها بقهر :

كفاية :: كبران يا خويه ، سودة عليه شكد يكابر على رويحته

-متعلقة بي كفاية ؟

كفاية :: چا شلون ، غير سندي و عزوتي و بدونـه اضيع 

-وكفت على آخر كلمتين گالتهن ، بدونه اضيع ،، انكمش گلبي بخوف و رحت اسأل روحي شراح اسوي بدونه لو راح ، باوعت لكفاية عيونها مغوركه ، همست : احجي ، احس عندج حجي واكف على طرف شفايفج 

كفاية :: ماعرف شكلج يوده ، بس گلبي مهوجس 

-ليش يا عمري ، احجيلي شنو مخوفچ ؟

تنهدت و عيونها تباوع للـفراغ :

كفاية :: اخافن على ابوچ ، صحته على گدة و حميدان حادّ سنونـه علينـا

-مفهمت ؟

كفاية :: اخوي العود واحد مصلحچي انه اعرف عليمن يدك ، دكه و مدكوكه على فليسات ابوچ ، يريد يكوش عالاكو و الماكو و عبن ابوچ ما منطي وجه شايل روحه هيچ و داكهه 

-سكتت تباوعلي بنظرة قلقـة و استرسلت :

كفاية :: ادعيلة حبوبة ، ادعي الله يحفظه النه عبن خلافـة نضيع انه وياج ، انه و انتِ مالنه سند غيرة

-طبطبت على كتفها و همست :
الله يحفظه النه ، لا تنسين الله موجود 

كفاية :: و نعم بالله حبوبة بس تعرفين ، مرات اهيس الوحدة بينا تعتاز زلمة تحتمي بسدة لو مالت عليها الوادم 

-مو كلهم أمـان كفاية ، مرات اقربهم الج يأذيچ 

باوعتلي بحيرة ، مسحت وجهها و بسرعة غيرت الموضوع من شافت ابويه اجـه ، 

بعدما كملنا الغدا ، توجهنا للدكتور، اليوم حافل بالمشاوير 
بس رغم تعب الفرة ، وجوهنا صار بيها دَم كأنما دبت الحياة بجسمنـا من جديد ، بابا أَصر يدخل ويايـه يتعرف على الدكتور و يثبت وجوده و كيفت بهذه اللفتة منه ، 

استقبلنـا الدكتور بأسارير منفرجـة الظاهر ممتوقع يشوفني بعد ، بابا قدم نفسـه الـه و صافحه بكل وقار ، و الدكتور رد مصافحته بكل حفاوة و كأنه يعرفه من زمان ما حسسه بأنه يعرف شيء عن ماضيي و عن علاقتنا ..

بدأ يشرحلـه حالتي و بروتوكول العلاج و استرخص منه حتى نبدي جلستنا ، طلع بابا برا ينتظر ويه كفاية و بقيت لوحدي مع الدكتور الي بدأ يسألني عن صحتي و احوالي من ثم اسئلة عميقة گدر من خلالها يوصل لأعمق نقطة بداخلي و اكثر موضوع يحرجني ..

بقلب مثقل بألالم قَصيت اله كل الي صارلي و كل الي سواه غياث بيـه و لحد جيتي لهنا 

غَيم وجهه بخيبة عميقة ، تساءل بقلق :

د.عمـار :: صارلج شكد ببغداد مدام ود

-تقريباً حيصير اسبوع 

د.عمار :: و شكد راح تبقين ؟

-نبقى فترة ما معلومة ، ليش تسأل دكتور ؟

د.عمار :: لان احتاج منج المداومة على الجلسات ، والانضباط بجرعات العلاج و الدعم من العائلة ، علاج الادمان مو سهل ود ، و فترات الليل على الاغلب راح تكونين وحدچ ، اني ليش اقترحت دخول مستشفى حتى نتلافى أي خطر وارد .

ابتسمت اطمنـه ، لا تخاف دكتور ان شاء الله آني گدها 

ابتسم بعدم اقتناع ، مد ايده وضغط جرس صغير ناده السكرتيرة تخلي بابا و عمتي يدخلون ، بعد لحظة دخلوا
وجوههم عليها علامـات استفسـار ، دعاهم الدكتور للجلوس وبوجه ودود ، طمنهم لان لاحظ المخاوف الي ارتسمت على محياهم 

د.عمـار :: شبيكم يا جماعة ليش هشكل خايفين ، اني دزيت عليكم بس حتى اوصيكم على بطلتنا ود ، هي محتاجة الدعم منكم و التشجيع و اني متأكد هي كدها و كدود و طلعت من الاقوى منها .

-لمعن عيون ابويه بحزن ، اما كفاية كعادتها هي مصدر قوتنا ثنينا ، صاحت بعزم :

كفاية :: و احنا شعدنا غير ودة ، بعيونا دكتور انت بس وجهنا للطريج العدل 

د.عمـار :: زيدتلها جرعـة العلاج و بهيج ممكن المضاعفات تكون شديدة بليل ، اهم شي الاكل الصحي المتوازن و السوائل بكثرة و متركوها وحدها و لا اريد اي ضغط نفسي عليها بهذه الفترة 

هز راسه ابويه بموافقـه ، بعد السلام والتوصيات من الدكتور ، طلعنـا من العيادة ، دخل ابوية بنفسه للصيدلية و جابلي العلاج ، شعور ما اكدر اوصفة بهذه اللحظة اخيراً ابويه وياي و ساندني ، طلع شايل كيس الدوه بس عيونـه شاردة ، جسمه يتمايل و كأنه راح يوكع من طوله ، ركضت عليه سندته ، 

بابا ، بيك شي ؟

كفاية :: خوية شمالك ، شتهيس نفوت نقيسلك السكر 

سليمان :: لا ، بس فجأة رجليه ماتن ، ود تكدرين انتِ تسوقين بويه؟

هزيت راسي بقوة ، ااي انطيني السويچ و خليني اصعدك 

صعدناه و صعدت كفاية ليوره ، و سقت اني للبيت ، طول الطريق تلفونه يهتز وميجاوب ، قلقت كلش خاف صاير شي هناك بالديرة و ميريد يشغلني .

وصلنا لبيتنا ، نزلت كفاية قبلي نزلته و دخلوا بين ما ركنت السيارة ، نزلت وراهم ، ساعدته يغير ملابسـه وانطته الابره ، دقايق و استسلم للنوم .

كفاية :: سوده بوجهي ، انمرد مرد من القهر عليج 

-فوكاها فريته عكا و مكا و سوك الصفافير 

ضحكت بصوت :
كفاية :: عوينة ابوي ،، منين تجيبين هاي الحجايات 

-شمدريني جتي بلساني ، خل اروح انزل الغراض بقن بالسيارة ،

ومن هنا بدت رحلة التشافي و طرح السموم من جسمي ، چنت اتخيل الموضوع سهل ، حالة مرضية مثل اي حالة تمر بجسد الانسان لكن الموضوع أَصعب ، المرض ما اصاب جسدي و بس ، المرض استولى على روحي مثل وحش كامن بأعماقي و يلتهم كلشي جميل ذكرياتي ،، احلامي ،، حتى هويتي ، لدرجة يخليني ما اعرف منو آني في بعض الأحيـان ،

يوم يجر يوم ، حتى توقفت اعد و اراقب الرزنامـة او الوقت ، كل الايـام تمر بنفس الوتيرة ، اني بس الي دا انهار بصورة كارثيـة ، نزل وزني ، ضعفن اطرافي ، يبست شفايفي و ظهرن هالات سود جوه عيوني ، و اذا امسك كوب مي يتبده عليـه ، لكن الي هَون عليه وجود بابا و كفاية الي ما تركوني لوحدي ابداً ، قدمولي كل الدعم الممكن ، حتى بالليل كفاية تحطني بحضنها و تنتظرني انام يلا تنـام هي خوفاً من استسلامي للكآبة و أذية نفسي 

و بيوم كنت جالسة بالحديقة اتأمل الاشجار بألم و دموعي تنساب بهدوء ، بوهن و ضعف ماله حدود ، حسيت بـ كف ايده على كتفي 

سليمان :: لا تبچين ،، انتِ اقوى من هيچ 

-صرخت ضامـة وجهي بين ايديه بكامل ضعفي و استسلامي
العلاج دمرني ،، متأذية بابا ، حرب ما بين عقلي و جسمي 
مرات احس اني بخير و مرات لا ، راح انجنّ شوكت اطيب

سليمـان :: تطيبين و تردين احسن من گبل ، الموضوع يحتاجله صبر يا بنتي موش بغمضة عين 

-راح يصيرلي شهر ، باوع لايدية شلون ترجف ، باوع شكلي شلون ذبل و انتهيت 

سليمان :: چنج العافية ، زين كليلي شني الي يريحج ، اوديج للدكتور

-ذاك الاسبوع چنت يمـه ، و ماعندي غير نفس السوالف و هو هم يجاوبني نفس الاجوبة

اجت كفاية بيدها كلاص عصير ، كشيت و درت وجهي رافضة اشربه بس كعادتها جبرتني ،

كفاية :: اتحملي وده ، عرفتج اكوه من هيچ ، كدها و كدود

سليمـان :: چـا ربحنه ، و انه اريد اعلمها الرمـاية 

-نجحوا مثل كل مرة يضحكوني و يطلعوني من هاي الحالة ، 

وهيج خلصت شهر ونص معاناة ، حرب داخلية و آلالام مبرحة بكل خلية من خلايا جسمي يلا بدأت احط رجلي بأول محطات الشفاء ، صح الطريق طويل بس عالاقل اكو تحسن و التحسن اجاني من اصرارهم و تشجيعهم 

بدأت شهيتي ترجع تدريجياً و رجعت احب امارس اموري الحياتية ، مرات نطلع اني وكفاية ، اني الاسوق لان بابا مو مال يفتر ، رحنـا مولات ، تسوكنا ، زرنا ، رحنـا صالون و عناية و حمام ، سوينا هواي امور كفاية متقبل تعوفني منـا لهنا ، حتى هي حبت الشغلة و حبت الونسة و شافت بشر ، بديت انطلق و استوعب ملتزمة بعلاجي و الاكل الصحي و اموري تتحسن ، الى ان انصدمت بشوفتـه بوحدة من المرات الي چنت ماخذة كفاية للمول ، بهتت اتساءل ويه نفسي معقولة الي شفته غياث ؟

بغمضة عين اختفى ، نسيت ايدي بأيد كفاية ظليت اروح واجي منـا و منـا بس حتى اشوفه ما شفته

كفاية :: خايبة شمالج ملختي ايدي شجاي تدورين ؟

-خجلت اكوللها شفت غياث ، لان هاي مو اول مرة يتراوالي شكـله و يطلع خيال !

رجعت بيومها مسطورة للبيت ، رجع استحوذ على تفكيري مثل لَعنة ابديـة ، گلبي يخفق بقوة مثل جناحات الطير ، و شعور بوخز بداخلي عجزت افسـرة ، انهوست بشكله ، صوتـه ، ابتسامته ، احلامي بي غريبه ، دايما اكون بقربه و بحضنه 
و بين انفاسـه ، اكعد تعبانه من شوكي ، و العن گلبي و عقلي ، ادورلي الف حجـه حتى اطلع ، افتر الشوارع بالسيارة بس حتى انساه ، لكن عبث ما اكدر ، يوم عن يوم يحتلني أكثر 
واحتاجـه أكثر و المؤلم اني ما اكدر اناديـه و حتى لو سمع صمتي و اجاني ما راح اتجاوب ويـاه ، رجعت للدكتور و مدري شفكرت من طلبت منـه علاج ينسينياه ، ساعتها الدكتور دخل بنوبة ضحك خلت وجهه يحتقن ، و تحولت الجلسة الى حوار و نقاش حول شخصية غَيـاث ، و بدل ما يشافيني منـه راح هو أُغرم بشخصيته و اصرارة بالحُب مع تحفظه الشديد على الي سواه ويايه ، هذا أمر ما يقبل التبرير او الصفح ،

و آني راجعـة لبيتنا لمحته بمنطقتنا و هالمرة بداخل سيارة ،ايقنت هو فعلاً موجود و اني ما اتخيل ، نزلت اتراجف على ابويه عاتبته اذا هو الي منطيه العنوان ، لكن ابويه تفاجئ و دحض شكوكي :

سليمان :: شمالج داشـه علينا تتراجفين و وين چنتي جنها حلتلج السالفة 

-غيـاث شعنده هنا بابا ؟

سليمان :: غَياث ؟

-اي غياث ، شعنده يحوم حواليه احنا شتفقنا ، مو گلنا كلمن بطريق ليش دليته على مكانّه؟

سليمان :: بس اهدي و لا تتراجفين ، انه ما مدليه على مچانَّه، و لا عدي تواصل وياه و اذا تريدين هسه اخابرله جدامج 
واسأله 

-اضرب برجلي بعصبية ، طكت براسي كتله : خابر يله

سليمان :: شنهيي ، شعدي مخابره ؟

-بابااا !! ، لا تجنني ، طول ذيج الفترة اشوفه و حسبالي اتخيل و خجلت اسألكم عليه لا تكولون عليه تخبلت طلعتوا ناصبين عليه !

ذبيت روحي عالقنفة ابچي بيأس ، 
اجتي كفاية حضنتني و همست بحزن :

كفاية :: وعيونج من مدة يله عرف بالعنوان ، اكل راس ابوچ علبو على ذمتي و تفتر بالسيـارة ، تعرفينه موش هين 

-على ذمته شنو ، يحلم ارجعله بعد كل المعاناة الشفتها توني بديت اتعالج و اتنفس ، اكو واحد يرجع للموت برجليـه ، باوعت لابويـه وصحت:

مدام هو هنـا ، و اني تقريباً دا اخلص علاجي خلينا ننهي موضوعنا و كلمن يروح لسبيله

سليمان :: يعني شني ؟

-يعني دز عليه خلي يطلك ، ترى مجرد يمين يرميه عليه و فضت راحت

سليمان :: يجرالج بويـه ، تانيني هاليومين و بكل الاحوال لازم نرد للديرة

-الديرة ، ليش شصاير

غمضت كفاية بأسف ، 

كفاية :: يايمـه چم ندوب نظل هنـا ، هادين بيتنا و شغلنا

انتفضت من مكاني ، اصرخ :

-شغلكم ، بـابـا انتَ شوكت تبطل هالشغل الاسود ، مو كافي مو صار الوقت تتفرغ لبنتك 

دنك راسـه ميحجي ، استفزني صمتـه ، صحت:

ما تحجوون ، شنو عازتكم بعد للشغل ، فلوس خيرات الله عندك انت ممحتاج و ما مضطر تأذي العالم بشغلك 

باوعلي بنظرة عَتب 

سليمـان :: أأذي الوادم نوب ، خلف الله عَليج 

-كامت كفاية اخذت ايدي و توجهت بيه للغرفة ، دخلنا وسدت الباب ، رزلتني بخفوت :

كفاية :: لسانج شوكت تكصرينـه ، شني جاي تحاجين ابوج يو جاهل من الشارع ، شوكت تهجدين عاد !

-بچيت ،، عاجبج اخوج هيج ذاب روحه بالخطر وين خوفج عليه و هو مريض وين كلامج بأن الوحدة بينا محتاجة سند !

انحدرن دموعها بغزارة ، ذبت حيلها عالسرير :

كفاية :: موش كل شغل ينعاف ، الكار هذا ما منه ردة ، و لون ابوج عافهم هم ما يعوفونه 

-هم ، منـو هم ؟

كفاية :: وادم ايديهم طايله حبوبة ، مثل النار اليلعب وياهم ينچوي و الي يعاديهم يحترك 

-بيأس تساءلت :
اذا هم هيچ ، ليش ورط نفسـه وياهم ليش انخرط بهذا الكار وهو ممعتاز ؟ 

كفاية :: ابوچ من انكسّر بأمج و ابوي ، ذب روحه بالنـار حسباله هيچ ينسى وجعته و يتخطى 

-ابويه چـان عايش تحت عذاب الضمير كفاية ، چان ديحاسب نفسـه على السواه بس بالحقيقة كل شي ما استفاد ضيع روحه وشبابه و ضيعني 

كفاية :: ابوج بعدج عنـه خاطر لا يلوحج طشاره ، من عزل رويحته عنا و عنج موش لان ميريدنه ، بس خاطر لا نتأذى بسبته .

-بس انتِ بقيتي وياه رغم كلشي

كفاية :: فرضت روحي عليه شكد عنيد بس ماكدرلي ، عادين علمني الرماية و شلون اكضن السلاح خافن لا سامح الله يصيرلنا شي و راح اعلمنج انت هم

دخلت بحضنها و بچيت ..
خايفـه عليه كفاية

طبطبت على چتفي بحنية ..
كفاية :: الله كريم حبوبه ، يله كومينـا خل نتعشى 

-روحي انتِ ، ابدل و اجي وراچ ،، راحت و وكفت اباوع للفراغ فجأة جسمي صار يتأرجح يمنى و يسرى و ألم فضيع براسي ، سندت روحي عالكنتور ، بقيت واكفة ثواني اغمض عيوني حيل و أسدها اريد الغشاوة تروح مدري شلون بدلت وطلعت اساعدها ،

حطينـا العشـا و الكاعدة گوة تجرعت اللكمة ، وگأني ابتلع جمر و يحرك بمعدتي كامت تفور ، كمت قبلهم غسلت و توجهت لفراشي ، من سمعت بطاري الديرة انكمش گلبي ، صح حبيتها بس ما اكدر اعيش هنـا والمشكلة ما اكدر اظل هَنا ، جريت تلفوني و من بعد طول هالمدة ممحاجيتـه ، رنّيت عليه ، ما جاوب ارسلتـله مسج : هاي آني ود 

لحظـة و رجع هو دگ عليه و رجف گلبي ويه كلمة الـو من عنده ، بلعت ريكي ، جليت صوتي مدعيـة الثبات :

-شلونك غَيـاث ؟

اجـه صوته بهمهمـات و انفاس مُرتبكة :

غيـاث :: انه زين ،، انتِ ؟

-هم زينـة ، آسفة عالازعاج بس ...

قاطعني بنبرة ساخرة ،،

غيـاث :: ازعـاج ؟

-بدون لف و دوران غَيـاث ، شوكت نخلص الموضوع 

غياث :: يا موضوع ود ؟ 

-موضوعنـا ، لو عاجبك الكر و الفر بيناتنا 

غياث :: لااا الظاهر انتِ عاجبتج الديـاحة لوحدج

-مطالعـه لوحدي ، ابويه و كفاية ويايه 

غيـاث :: اليوم رحتي للدكتور وحدج و هاي السالفة احاسبچ عليها بعدين

-تراقبني غَيـاث ؛ و بأي حق تحجي وياي هيچ؟

غيـاث :: بأي حك؟ ، بحك انج على ذمتي ، بس آنه ساكت عبنّج مريضـة و موش زين عليچ الضغط 

-مرضي كلـه بسببكم ، اطلع من حياتي توني بديت اتنفس 

غيـاث :: بس انه بدونج ما اكدر اتنفس 

-ما راح تخدعني بكلامك المعسول ، لان واقعنـا مُر 

غيـاث :: حتى المُر اليجيني منچ اريده ، مشتاكلچ ،، ميت عليچ حنطاويتي 

-رجفن شفايفي ، همست بعبرة :
ما راح اسمعلك بعد ،، و لا اتجاوب وياك كلمة وحدة ماعندي غيرها ، لازم ننفصل

غيـاث :: ارجعـي للديرة و يصير خَير 

-منو گالك ارجع اصلاً 

ضحك بخفوت .. استفزني و سديت التلفون بوجهه 
دزلي رسـالة كاتبلي :

غياث :: رجع حيلي من سمعت صوتچ ،،

هزيت راسي و شمرت التلفون بيأس ، اني هم غبية من ردت اتحاور وياه بتحضر و اكوله ننفصل !

مرت ايـام وضعيتي فدمرة تدهورت ، اريد اكوم ما اكدر احتارت بيه كفاية ، بابا ضايع منا يريد يرجع و منا خايف على حالتي اتصل على الدكتور وشرحله وضعيتي ، كاله جيبها نسويلها تحاليل ، خاف صار عدها نقص بمخزون الحديد او عوارض اخرى للعلاج ..

للعصـر ، تجهزنا و رحنا الطريق كله ، ما اكدر ارفع راسي من چتـف كفاية ، الدنيا تفتر بيه ، وصلنـا شرحتله حالتي 
غيم وَجهه و انزعج كتبلي مجموعـة تحاليل و دزنـا عالمختبر ، سحبولي دَم و بقينا ننتظر لحدما طلعت النتيجة ، اخذناهن 
ورجعنـا للدكتور ، 

لبس نظارته و بلش يقرأ و علامـات غير مبشرة على وجهه ، صاح 

د.عمار :: مثل ما توقعت ، عندج نقص بمخزون الحديد
و نقص فيتامين d3 و هاي مشكلتهن سهلة مدام ود 

تهللت اسارير ابويـه و هتف : 
سليمان :: الحمدلله هاي و لا غير شي

د.عمار :: للاسف هو اكو غير شي

كفاية :: شني دكتور ، رحم لوالديك خوفتنا 

د.عمار :: مدام ود ، حسب التحاليل الكدامي انتِ حامل 

-جفلت و عيوني انفتحن : شنوو 

دنك راسـه ابويه بأسف و كأنه يعرف شي احنا ما نعرفه، كفاية ضحكت و اني ما عرفت انطي لشعوري وصف بهذه اللحظة ، خوف ، ضيـاع فرح او حزن ما ميزته بس الي اعرفـه كل مشاعرنا احنـا الثلاثة انطفت مثل الشمعة من استرسل الدكتور بكلامـه :

د.عمـار :: ما انصح بأتمام هذا الحمل 

-انتفضت كفايـة بعبوس :

كفاية :: شني يا دكتور ، كل شي من الله انعم الله ما يجوز هذا الكلام

د. عمار :: افهميني ست ، ود اخذت مضادات اكتئاب 
و ادوية قوية من غير وجود المادة السُمية بجسمها والي شرحت مسبقاً مخاطرها ، ما انصح بالحمل بهيج ظروف لان احتمال كبير يجي مشوه !

-نزل الخبر على راسي مثل الصـاعقة ، و شلون الانفجار من يخلف وراه دوي مزعج ، هيج حَسيت اصواتهم تلاشت و بقيت لوحدي ادور بحلقة مفرغة و يتردد صدى كلام الدكتور بأذني بطنين مزعج و اخر شيء التقطه وعيي صوت كفاية وهي تهزنيي حيل :

كفاية :: ود ،، يمـه شمالج خشمج ينزف !

نمت لوقت مو طويل ، و فتحت عيني وآني بعدني بغرفة الدكتور ، 

-اقتربت مني ، احتضنت ايديه حيل 
كفاية :: هاي انه يمچ يبعد چبدي ، سوده بوجهي غديتي ليمونـة 

-بچيت بحرگة :
متوقعت اصير حامل كفاية ، مو بهيچ ظرف

كفاية :: أَمر ربچ بعد، كلشي يجي من الله انعم الله 

-بس راح يجي مشوووه ، شنو ذنبه كوليلي ، شنو ذنبة امـة مريضة و مدمنة 

كفاية :: ششش ، مالچ شغل بحجي الدكتور ، بس نطلع منـا اوديج لدكتورة زينة تفحصج و ناخذلج سونار ونشوف شتكول :

-گلبي يكولي راح انفجع ،، تعبت كفاية ياريت اموت 

كفاية :: اسم الله عَليج يروحي ، شدي حيلچ لا تظلين تهوجسين 

دخل ابوية و لون وَجهه مخطوف ، همس بتوجس

سليمان :: شلون صرتي بويه ؟

-باوعتله بنظرات ضايعـة ، همست : انتهيت 

دخل الدكتور بيده ورقـة تحويل لدكتورة نسائية طلب مني اراجعها بأقرب فرصـة ، كوموني ثنينهم ، طلعنـا وبدل ما نشيل ويانا فرحة ، شلنه خيبة و كسرة وجرح 

بيومها انزويت بغرفتي ماطلعت أَبد و ما قبلت اشوف واحد بيهم ، الهوا ثگيل بالغرفـة و الألم خدر اوصالي ، نايمـة بوضعية الجنين أتفحص بطني بشعور غريب ، حاجيت هاي الروح الي بداخلي:

 آسفة الك ، اني سجينة الامراض و العُقد و انتَ صرت سجين داخل قضباني ، أنا مـا أكرهك بس ما اعرف اذا اكدر احتويك 

لزمت گلبي الي يعتصرة الحزن و الغضب ، غمضت عيوني حيل ما اريد اتخيل يجي مشوه او يعاني من عاهة سببها الرئيسي اني ،

ثاني يوم اخذوني للعيادة النسائية الي حولني عليها دكتور عمار ، و بعد انتظار قاتل دخلت لوحدي جانت غرفـة متوسطة المساحة بأضاءة خافتة نسبياً يتوسطها ميز مستطيل تجلس خلفة امرأة تطلع بالاربعين من عُمرها ، شالت نظارتها و رحبت بيه ..

الدكتورة : شعجب ما انتبهتي على غياب الشهرية 

-عادي توقعت خربطة بسبب ادوية الاكتئاب 

الدكتورة :: اطلعت على ملفج و الدكتور عمار كاتبلي تقرير مفصل بحالتج ، عمومـاً اصعدي خليني اسويلج سونار 
و بعدها نقرر .

-تمددت على السدية و دكات گلبي يقرن الف ، مضطربة وخايفة ، مررت جل بارد على بطني وبدت تحرك ذراع السونار على بطني وعيونها مثبته على الشـاشة ، همست :

الدكتورة :: عمر الحمل تقريباً 10 اسابيع ، اكو نبض

-جرت كلينكس ناوشتني حتى امسح بطني وكالت كومي ،

نزعت كفوفها ، و توجهت لمكتبها ، باوعت بالتقرير و رجعت باوعتلي :

الدكتورة :: خليني اكون صريحة وياچ ود ، الحمل هذا ما انصح يتم لان بأحتمال كبير جداً يطلع الطفل مشوه ، و هذا حسب فحوصات دمج و العقاقير الي ماخذتها .

-باوعتلها بحزن ،، همست 
دكتورة ، هو بين شي عندج هسه بالفحص ؟

 الدكتورة :: ماكو شي واضح بس ننتظر اسبوعين او ثلاثة 
وتجين نعيد الفحص و نسويلج دوبلر لان بعض التشوهات تظهر بالثلث الاول من الحمل و البعض الاخر يظهر ما بين الاسبوع الـ18 و 22 ، و انتِ خلال هاي المدة تشاوري ويا زوجك بخصوص هذا القرار .

-زوجي ؟

رفعت حواجبها فوق النظارة ، و صاحت :

الدكتورة :: شيء أكيد ماما ،، هيچ قرار ما تاخذينه لوحدج و لو قررتي الاجهاض لازم يوقع على مسؤوليته ، هسـة راح اكتبلج مجموعة فيتامينات لان دمج نازل و ان شاء الله خَير .

-مدتلي الورقـة ، اخذتها منها بأيد مرتجفة طلعت لكيت كفاية 
و بابا وجوههم مصفرة ، ابتسمت بزيف لبابا لان خفت عليه ، شرحتلهم كل شي بالطريق و احنـا راجعين للبيت ،

اخذنـا عشا ويانا ، بس من وصلنا محد الـه نفس ياكل ، خبر حملي اجاهم هم زايد فوك همهم ، شفت بابا كاعد بالحديقة طلعت كعدت يمـه ، ثنينا صافنين بالسما ، النجوم منثوره عليها مثل حبات اللولو ،

سليمان :: لا تضوجين ، المكتوب عالجبين لازم تشوفه العين بنتي 

-غرغرت عيوني ، التفتت الـه و بأبتسامة خَبيت قهري :
مضايجة بابا الحمدلله على كل حال ، و اذا تريد نرجع للديرة اني جاهزة 

سليمان :: عيفج من الديرة هسع ، لازم تگلين لزلمتج 

بعبوس رَديت :
-ليش دا اكوله ، خلي افتهم راسي من رجليه بالاول بعدين لا تگول زلمتج البيني و بينه انتهى

هز راسـه بأسف ، اجـه صوت كفاية من ورايه :

كفاية :: لج حبوبة افتهمي عاد، هذا الي ابطنج ابنهم باجر عكبه لا سامح الله اي شي يصيرله يحسبونه علينا زلمة و علبو ليش ما گلتلونه 

-غيم وجهي و اكتئبت

سليمـان :: خابري و فهمي ، خاطر اي شي يصير للفرخ يكون عنده علم 

لحد وقت متأخر من الليل نامو اهلي ، و بقت عيني مساهرة ، اتصارع ويا فكرة اخابره و احجيله لو لا ، عقلي رافض اخبره لان هو السبب بكل شي و گلبي يكولي من حقـه يعرف ، و اذا لا سامح الله صار شي ممكن يتهمني الي بأذيتـه ، بچيت على حلم انولد ناقص و بظروف صعبة ، وشكد جاهدت حتى اتفادى هيج لحظة لكن سبحان الله غصب عني صـارت ، و كبرهان ان الارواح المُتعبة تحس ببعضها اتصاله بيه بهذا الوقت ، رفعت خط و طلعت برا للحديقـة احاجيه :

-الو 

اجـه صوتـه بنبرة خشنه بهدوء :

غيـاث :: شلونج ود ؟

-زينـة ، شعجب متصل بهيچ وقت؟

غياث :: اسف ، ما حسبالي نايمـة ، اروحن اخليچ ترتاحين

-باغتـه بسؤال سريع :
شنو المخليك سهران لهيچ وقت ؟

همهم بخفوت و همس :
غيـاث :: تصدگين اذا اگلج حلمت بيچ 

-نزلت دمعتي ، و كابدت حتى احافظ على تماسك صوتي 
شحلمت ؟

غيـاث :: حلمت بيچ بحضني ، عيونچ الحلوة تتنوعلي 
و ايدي تتختل بليل شعرج و ....

-أَحس صخنت من كلامـه ، قاطعته بتلعثم :
حرامـات فزيت چـان خوش حلم 

حلّت دَقيقـة صمت بس صوت انفاسنـا ينسمع ، فاجئني من غَنى بشجن :

غيـاث :: أفز بالليل نص الليل ،، و اهجس نار بضلوعي
واوچد بيدي ما الگاك ،، واسگي فراشي بدموعي
اوچد بيدي أدورنك ،، أشوفن فارغ مجانك
واذوب الروح من جدواك ،، اگولن وين الگاك
اگولن وين؟ وين الگاك؟ من اشوفن فارغ مچانك

-شهكت بصوت مسموع و أَنفجرت بالكلام داخل نوبة بكاء عميقة : غيـاث انت لازم تعرف شي 

غيـاث :: احجي ود ، بيچ شي ؟

-آني ،، آني ... بچيت و همس هو :

غيـاث :: هسه غير تفهميني ، اهدي بويـه و احجيلي صاير شي وياچ ، تردين اجيج ؟

-آني حامل 

سكت لحظـة و هتف بغبطـة :
-بروح امچ صدك تحجين 

-أَختنگت بعبرتي شلون راح اكمل باقي الكلام 

غيـاث :: شني يعني ود راح اصيرن اب ، راح يصيرلي ظنه منچ 

-يتكلم من بعيد صح ، بس استشعرت كل ذرة فرح حسّ بيها ، صوتـه بي هاي العبرة الي تستوطن حنجرتك لمن يتحقق الك حلم مـا ، شلون أكوله حلمك محكوم عليه بالموت قبل لا ينولد !

غيـاث :: باچر جايج ، لا ليش باچر هسع اركب و اجيج 

-لا تجي غيـاث ،، ميحتاج 

غيـاث :: بعدج زعلانه مني ، اراضيچ و اعوضج واسوي المستحيل بس...

-خليني اكمل اترجـاك

غيـاث :: احبنّج ،، اعشكج ود ،والله اهيسچ تمشين بدمي 
كل ليله اهوجس بيج و انتِ موش يمي ،اموتن الف موتـه 

-غمضت عيني حيل ، و رميت بثقل الحجاية مثل القنبلة:
لازم اسقطـة غياث ، الحمل هذا مالازم يتم 

سكت ثواني مثل الي يحاول يستوعب الصدمة ، همس :

غيـاث :: لهدرجـة كارهتني ، بحيث تريدين تچتلين ابني 

-أَحسّ وجهي كـله يرجف و جفوني يحركني من كثر ما نزلن دموعي ، خرج صوتي بصعوبة :

اني دَمي مسموم ، جسمي عبارة عن مستنقع للامراض تتوقع تعيش بي روح نقية ؟

غيـاث :: شنهي قصدچ ود 

-بسبب حالتي المرضية و العلاجات الي دا اخذها يستحيل يجيني طفل سليم على الاغلب جنين مشوه هذا اذا عاش من الاسـاس ، هذا كل الموضوع ، و آني .. آني بلغتك تحسباً لأي امر طارئ حتى يكون عندك علم 

سديت الخط گبل لا اسمع جوابـه ، صميت حلكي اريد اصرخ بقوة ، اضرب على صدري اريده يهدأ ، ما لمت احد بگد ما لمت نفسي يوم فكرت ادخل لهذا المعترك للانتقـام ، ما چنت اظن اني قشـة ببحر ظلامهم ، انكسرت و تحطم كلشي بيه ، صح يمكن اثبتت براءة أُمي واخذت شي قليل من ثأري من البدوية بس الثمن چان غالي ، نفسي و صحتي و انوثتي و هسـة قدّمت جنيني آخر قرابين الانتقام

ثاني يوم من الصبح ، صَحيت على اصوات برا ، باوعت لسرير كفايـة ما هي ، صوت بابا جاي بأنفعال :

سليمان :: عيـفها ، تعبـانه لا تضغط عليها 

غيـاث :: وليرحم ابوك عمي ، خليني احاجيها ، ترى بعدها حلالي ما داش على حرمـة غريبة 

-فركت عيني عبالي دا احلم ، وخرت الغطـا و نزلت رجليه باوعت للظل الجوه الباب و الصوت يقترب طفرت عالكنتور ، اريد ابدل ملابسي ، فتح الباب و صاروا ثلاثتهم بوجهي ، بهتت عليهم نوب باوعت لروحي رأسـاًعطت و غطيت روحب بباب الكنتور ، دخل هو وسـد الباب حواجبـة رأسـاً انعكدن ، همس بخفوت :

غيـاث :: احترك شيب ابوچ، ولچ هاي شلابسـة ؟

-طلعت بس عيوني من باب الكنتور ، صحت :
شلابسـة غير چنت نايمـة ادري بيك تسوي مداهمة

غيـاث :: بس لا تفترين جدام ابوچ هيج ولج

-شبيه تهرفلت على كولتكم ، ما شفتني شلون جفلت من صار ابويـه گدامي 

ابتسم و ميل راسـه يباوعلي بنظرة فاسدة ، صحت بأنزعاج :

-سالمين ، اطلع برا ابدل واجيك 

غيـاث :: ما اطلع و لا تبدلين ، شو تعالي احاجيج هذا خوش شورت والله 

-ما ، واطلع برا داكولك

غيـاث :: خرب عمي ، و احتركت العشيرة لچ ، تجين لو اجيج 

-باوعت لروحي هسه شكو خايفة منه ، قابل يسويلي شي وابويه برا ، طلعت بلا ما اباوع لوجهه بس حسيت بنظراته تفترسني ، جريتلي ثوب و لبسته فوك ملابسي ، انداريت لكيته بغير عالم ، انتبهت طالع كلش انيق ، بنطلون جينز 
و بلوز اسود عليه قمصلة جلد ام الكمر ، فرقعت اصابيعي انتبهلي ، همس :

غيـاث :: هااه

بنبرة سـاخره هتفت:
-نورت أيها الساقي ، امشي برا نسولف ..

مشيت من يمـه ، خطف ايدي بقوة دخلني لحضـنه ، اشتم شعري بقوه وهمس :

غيـاث :: اوووف ما اريد اشمّن غيرج هوا

-من شفت وجهي بنص صدره و عطره عبئ انفاسي 
لا اراديـاً بچيت ، و دموعي نزلن بتناغم ويه دگات گلبه

بعدني عنـه و اخذ وجهي بين ايديـه ، همس :

غيـاث :: عليش عيونج حزينـة ؟

-نصيت عيوني متهربة ، صاح :

غياث :: اريدنـه ،، طفل المنج حتى لو مشوه اريدنه 

-بس اني ما اريده ،، يجي و يتعذب بهاي الدنيا ، انت السبب انت و اهلك السبب بلي اني بي ، ظليت اضرب على صدره ما وخر ايدي بس رجع اخذني بحضن اقوة من الي گبله ، همس بأذاني : 

غيـاث :: اششش ، اهدي انه وياج للوحـة ، شيصير انه وياچ ، الليل كله ما نمته غبشت غبشـه بس حتى اجي واطمن عليچ ، فداج انه و عشيرتي بس لا تبچين

-صُفنت بوجهه ، و باوعت لنفسي آني وين هسه بحضنه 
بعد كل الي صـارلي بسببه ، بعده يقربني شوكت ميريد ؟
دفعته وبداخلي العن ضعفي گدامـه ، مسحت وجهي ومشيت بأتجاه الباب ، فتحته و اشرتله :
-تفضل 
طلع گدامي و طلعت وراه .

البيت ما بي صـالة بس حولي و حاطين بي نص تخم قنفات ، كعد و عيونـه تفتر حوالين المكـان ، ضحك 
و صاح : 

غيـاث :: بيتكم واسع ما شاء الله 

عرفته يقلّد ، صحت :
-اهم شي مرتاحين بي

غيـاث :: بس انه مامرتاح ، كاعد هنا و رجلي بغرفتج 

-ضميت شفايفي ماريده يضحكني ، اجتي كفاية مسوية صينية ريوك تشهي ، خلتها گدامـه 

شكرها بحفاوة :
-رحم الله والديچ خيتي تعبناج 

ردت بأستيحاء :
كفاية :: الف عافية خوية ، 

باوعتلي و همست :
كفاية :: تريكي ويه زلمتج 

قبل لا تطلع لزمت ايدها : 
بابا وين ؟

كفاية :: بالحديقـة ، تريكي هسه و بعدين نحجي حبوبة

-راحت و انداريتله ، لكيته صافن بوجهي ضام ابتسامة على طرف شفتـه ، هزيتله راسي بمعنى شكو ؟

غيـاث :: ماكو ، تعالي تريكي 

-ما اشتهي 

جر باكيت جكـايره ، ظل يسحك وحدة وره اللخ ، واحد صافن بوجـه اللاخ ضايعين مندري شلون تصفى ، صحت :

و تـالي غيـاث نظل هيج ؟

غياث :: شتريدين ؟

-نتطلك

غيـاث :: الطلاك ما يجوز هسه

-ليش عود لان حامل ؟الحمل ما يمنع الطلاق 

غيـاث :: اذا جـان بائن ، و حملج ما مبين 

دَخل ابويه من برا ، نافش روحه و منفعل 

سليمان :: و تالي وياك غويث ، تدش على حجرة بتي جدامي شمالك طكن فيوزاتك و تهرفلت فدنوب

غياث :: السموحة عمي ، بس الي يعاشر آل داوود ما يضل براسـه عگل

صفگ ايديه بأسف و تمتم بخفوت :

سليمان :: صدگ يو كالوا الخلف ما مات 

غيـاث :: من شابه أباه فما ظلم

-نهض من مكانه و استرسل :

غياث :: دام تطمنا عالحلال نرفع الزحمة بويه 

باوعله بابا بنظرة تساؤل :

سليمان :: راد للديرة ؟

غياث :: لا ظال على گلبك و گلب بنتك 

-اقترب مني ، اخذ چف ايدي و حط فلوس هواي

غيـاث :: مدامج على ذمتي كل مصاريفج عليه

-باوعت لبابا ، هز راسه بأيجاب عود اخذيهن و هو حتى ما نطاني مجال اعترض ، خلاهن و طلع بسرعة ، تساءلت بحنق :

بابا ليش خليتني اخذهم ؟

سليمان :: شوفي ود الزعل و الخلاف بينكم شي و الاصول شي اخر ، و دام انت على ذمته هو المسؤول منج 

-بس ..

سليمان :: اعرف انتِ ما محتاجـة بس احتراماً اله تاخذيهن ، حتى لا يكول نكلت بيه جدام اهلها.

-سهلة بابا ، مدام انتَ مجاي تسويلي حل وياه اني اعرف شلون اطفره مني 

سليمـان :: شكو ابالج بت وداد 

-كل الخير بابا

من هذا اللقـاء و بعد ماشفته ، بس كل يوم يرسل مسج يتطمن على احوالي و ما ارد ، احسب يوم يوم لروحـة الدكتورة و كل ليلة اصلي و استخير ربي بالجاي من حياتي ، افكر و اسأل لو فعلاً طلع مشوه راح اكدر اتخذ قرار الاجهاض و هو بي نبض ؛ راح اكدر اقتل اقرب روح اليـه بحجة التشوه و المرض ، زين ليش ما اتركها لرب العالمين ، هو صانع المعجزات يمكن يرزقني معجزة طفل سليم ..

دخلت كفايـة لكتني صافنه ، تساءلت :
كفاية :: لهسـة ما نمتي ؟

هزيت راسي بـلا ، منين يجيني النوم ، 

تمددت على سريرها بنصف كعدة ، رحت وكفت يمها سوتلي مجال ، كعدت بصفها ، حطيت راسي على رجلها بدت تفليلي شعري ، سألتها :

اكول كفاية ، شعجب مصار عندج جهـال من رجلج المرحوم ؟

كفاية :: ياااع منين جتج عالسالفة ؟

-مدري ، خطرلي فجأة اسألج ، شنو مجنتو تريدون جهال لو عدكم مشكلة ؟

كفاية :: منيه الماتريد الجهال ، امنيتي چانت اصيرن أُم 
و ينترس حوشنا فروخ بس ربچ ما قسملنا 

-هممم منچ لو منـه السبب ؟

كفاية :: عَليش تسألين و الرجال راح لدار حقة

-دكولي حبابة ، فضول قاتل 

كفاية :: الصراحة اول هيل حسبالي مني السبب ، بس امه خذتني للدكتورة و فحصتني جدامها كالت مابيج صوچ 
و رحمج نشط و طلبت من رجلي يسوي تحليل 

-ااي 

كفاية :: ااي و المرحوم من سمع حجي الدكتورة شال روحه 
و دكها علبو شلون تكللچن يسوي تحليل شني موش زلمة 
مو بعينچن 

-يااا و تـالي ؟

كفاية :: تالي خلينه و سكتنه ، و الزلمة كلما يجي طاري الجهال يتسودن علينـا ، ظلينا هيج لحدما ربچ اخذ امانته و استشهد .

-اكطع ايدي اذا مو منـه الصوج

كفاية :: الله يرحمة بعد ، يجوز بيها صالح ربچ ما راد تجيني بزره و تتيتم 

-ونعم بالله ، اللهم اخترلي و لا تُخيرني ،، ادعيلي كفايـة 

كفاية :: الله يبرد گلبج حبوبة 

نمت بلا ما احس على روحي وبعالم الطيف شفت غياث انطاني وردة تجنن و بس لزمتها ذبلت و انترست ايدي دَم شلت راسي ما شفت غياث شفت أمي واكفة گبالي و تبچي .

فَزيت ، لكيت جفوني رطبـة عبالك چنت ابجي ، زردومي مشحوط ، انداريت لجهة كفاية غاطـة بسابع نومـه جريت موبايلي باوعت بالسـاعة بـ8 بعد وكت ، مدري ليش حسيت بحنين لأي شيء من ريحـة أُمي ، كمت غسلت وجهي و بدلت ملابسي ، رتبت شعري بمنديل من فوك و تركت الباقي مفتوح ، مثل ما امي تسوي بشبابها .

شغلت السيارة و انطلقت ، و آني اسوق كتبت رسـالة لبابا :

-بابا رايحة بمشوار لصديقتي لا يظل بالكم .

عيوني على الطريق و گلبي يخفق بقوة و كأني رايحـة
لامي مو لشخص ثاني ، وصلت لوجهتي أَخيراً ، ركنت السيارة و نزلت مُحرجـة ، شلون راح ادك الباب و اني جاية بلا موعـد ، تشجعت و رنّيت الجرس طلعلي ابنها يفرك بعيونـه ، مبين توهم كاعدين من النوم 

ابتسمت محرجة و سلمت :
صباح الخير ، اسفة اجيت بهذا الوقت ، ماما موجودة ؟

صفن ثواني بوجهي مثل الي يحاول يتذكر ، صاح 

احمد :: اها عرفتج ، انتِ الي اجيتينا ذيج المرة ويه خالة سعاد 

-هزيت راسي بأبتسامة ..

احمد :: تفضلي اختي ، هسه اصيحلج امي 

-دخلت للطارمـة ، لحظات و انفتحت باب الاستقبال ، طلعت منها ليلى تهلي و تمرحب بيـه ، تحاضنا ثنينـا

-اعتذر منچ خـالة ، اجيت بلا موعد 

ليلى :: شسالفة عمري ، غير انتِ الغالية بنت الغالية 

كعدتني بالـصالة و صاحت عالبرا يجيبولي مي 

باوعتلي و برقت عيونها ، دَكت عالخشب و صاحت :

ليلى :: صلوات على محمد ، طالعة تخبلين بمنديل الشعر ذكرتيني بأمج المرحومة جانت يوميا تلبس منديل شكل بالدوام 

هزيت راسي بإبتسـامة :
شايفتها .. أقصـد بالصور 

لحظات و دخلت بنتها مدتلي صينية بيها كلاص مي 
اخذته و تشكرت منها ، ابتسمت و طلعت بهدوء

ليلى :: شبيج يا عمري ليش احس بعيونج لمعة حزن ، صاير شي وياچ ؟

-بلعت غصتني ، و ظليت افرك بصدري :
ما ادري خالة بس حلمت بماما حلم غريب و من فزيت اجيتي انتِ على بالي ، رقمج راح من عندي بس بقى ابالي حديثنا الما كملناه 

جرت حسـرة و سألت :
ليلى :: سـعاد وين، شعجب ما اجتي وياج 

-انتهت علاقتي بسعاد خالة ، صارت مشاكل بيناتنا

ابتسمت بأسف :
ليلى :: كتلج ديربالج منها ، سعاد هذهِ غدرت امج بيوم من الايـام مو بعيد تغدرج انتِ هم 

همست بكلمة وحدة :
الرسائل ؟

ليلى :: بالضبط ، هي الي سلمت رسايلها لسلام 

-زين ليش هيج سوت ؟

ليلى :: الغيرة مرض عضـال ماله تفسير و لا علاج و سعاد جانت مراهقة غيورة حتى من اختها ، و وداد الله يرحمها جانت محط اهتمام وين ما تروح ، تجذب النظر بهدوئها و رقتها 
و تحبب الناس بيها بسبب اخلاقها و تعاملها ،هالشي جان يغث سعاد وهم اكيد ما تحملت حب جابر لوداد الي چان يرسمها بالكلمـات ، الله يسامحها بعد و همزين ابتعدتِ عنها ، بس ما گلتيلي هسة انتِ وين ؟

-اني ،، رجعت يم لبابا 

انكمش وجهها من سمعت طاري ابويه 

ليلى :: اخ يا سليمـان ، لا حويت صاحبك و لا حَميت حبك !

-خالة ليش احسّ كلامج مبطن بأسرار 

ليلى :: لا والله اني احجيها طك بطك ابوج مكدر يحمي امچ ، بعد زواجها كلش ذبلت و تمرضت ، جان يجيبها لاهلها بين فترة و فترة تظللها كم يوم ، و بهالكم يوم تحسينها فاقده عايشة بغير دنيـا ، چنت اكوللها يولي وداد خاف ساحرينج لو ساكينچ شي 

-ااي و شگلتلچ ؟

ليلى :: تگلي مادري شبيـه ، روحي تلوب و احس بالي مو عندي ، ظلت تعاني من كآبة حادة عدهم الظاهر ماكدرت تتأقلم بديرتكم لو سحروها العلم عد الله ، 

-دمعت عيوني و فكرت معقولة امي عانت من نفس المصير ، قاطع شرودي صوتها و ايدها الي احتضنت كف ايدي تباوعلي بقلق :

ليلى :: اني ما اعرف ظروفج هسه بس فدوة لعينج شيلي هاي النظرة من عيونچ ، نفس نظرة امچ اليائسة تذكري يابنتي الحياة لازم تستمر و الجزع و اليأس حرام 

اومـأت براسي الها و ابتسمت : 
خالة ممكن تدعيلي اطلع من هاي الشدة بخير 

ليلى :: الله يفرج همچ حبيبتي 

تسالمت وياها و قبلها تبادلنا الارقـام وعدتني راح تظل على تواصل وياية مهما كان ، صعدت السيارة و بدأ تلفوني يمطر بالمسجات :

غيـاث :: انتِ وين ، ليش طلعين وحدج 
اليوم احطن حدّ لهذا الاستخفاف 

شمرت تلفوني و ما جاوبتـه ، سقت سيارتي بأتجاه بيتنا 
و قبل لا اوصل نزلت براس الشارع اخذت فواكـه وشغلات للبيت ، و توجهت للبيت ، لكيته طابك بباب بيتنا ، و متجي جسمـه على سيارته ، بس شافني عيونـه صارن بكصتـه
 و يبثن شرار ، اجـه يركض بأتجاهي رأسـاً وكفت السيارة ربكني ، فتح الباب و جرني حيـل يهمس من جوه اسنـانه :

غيـاث :: تطلعين بلايه حجـاب !

-مالك شغل 

جذب ايدي حيل و دفعني جوه للبيت 

غيـاث :: اطبك النعل و ارجعلچ 

لاكتني كفاية لونها مخطوف :

كفاية :: وين چنتي ، صخام الصخمج طالعة مفرعـة

-يووو شنو سالفتكم مفرعة ، شفتوني عريانة اني ما محجبة
تعودوا على ستايلي الجديد 

طلع بابا يصيح :

سليمـان :: شصـاير 

-اجـه صوته ورايه يرعـد 

غيـاث :: لچ انتِ شنهو مالچ رداد ، 

- راد يهجم عليـه ، جرني ابويـه خلاني وراه 

سليمـان :: تريد تمد ايدك عليها ولك غَيـاث 

غيـاث :: لا يابوي أچتـل روحي احسن ، ميل عنها سليمان 
خليني اربيها 

-مجلبة بظهر ابويه ، اخاف يلكفني صحت :
متربية مليون مرة 

غيـاث :: تربات الحيايا ، لج اليوم انهيج 

-وشجابرك عالحية ، طلكني و اخلص مني 

سليمان :: سدي حلكج و امشي دشي لحجرتج و انت امش روح منين ما جيت ، شني بويه انطيناك مرة يو ابتلينـا 

كفاية :: صلوا عالنبي يمعودين ، اشتهرنا منا الوادم تسمع 

غيـاث :: اسمعيني لچ ، طلاك تحلمين اطلكج وطلعـة من البيت ماكو و نوبة لخ اذا شفتج ذابة الحجاب اكصن راسچ و اعلگه اباب بيتكم ، سمعتينييي

- هو يحجي و آني بديت اتكطع ، مثـل واحد غرس سچينة ببطني ، عَضيت شفايفي اكظم الالم ، انسحبت بأتجاه الغُرفة
كفـاية صاحت وراي :

كفاية :: شمالج حبوبة كاضة بطنج 

-مكدرت اتحمل أكثر بعد ، اجـه صوتي


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1