رواية حورية العمران الفصل السادس والعشرون 26 بقلم أروي عبد المعبود

 

 

 

رواية حورية العمران الفصل السادس والعشرون بقلم أروي عبد المعبود


- ايه ده يا عمران!!! صووت مين دييي؟!! 

سكت وهو مش عارف يرد يقول ايه، بص لروجين بغضب جحيمي وتوعد... فـ إتكلمت حورية تاني: 
- عمران!! رد علييا!!

أخد عمران نفس عميق وقال بهدوء: 
- التلفزيون يا حبيبي.. 

ردت بعدم تصديق: 
- التلفزيون يعطس؟ إزاي يعني!

نفخ بضيق وقال بكذب: 
- أنا جبت خدااامة علشان سليم، لأني لما بكون في الشغل مين اللي هيأكله ويهتم بيه؟ وكانت جاية تقولي يعني إنها هتروح وتيجي الصبح وعطست... ومكنتش عايز أقولك علشان متضايقيش

إبتسمت حورية وقالت بحنان: 
- خلاص ماحصلش حاجة يا عمران، أقفل بقى أنت وشوفها علشان تروّح.. 

- ماشي يا حبيبي، تصبحي على خير

- وأنت من أهل الخير. 
قالت كلامها وأنهت المكالمة وحطت التليفون على الكوميدينو وغمضت عينيها بتعب.... 

أما عنده.. 
بص لروجين بغيظ وقال بأمر: 
تعالي يا روجين!! 

قربت منُه بخوف ووقفت قدامه، شهقت بقوة لما شدها فـ وقعت على السرير... ميل عليها وقال بغضب:
- عملتي كده ليه؟؟ ايييه هدفككك!! قولتلك أنا بحبها هي!! 

بصت لعيونه وحاوطت وشه بإيديها وقالت بعشق: 
- وأنا بحبك!!

قالتها وقربت من شفايفه وهي بتطبع بوسة عليهم، غمض عينه وهو مش قادر يبعد أو حتى يقرب... إبتسمت لما حست بكده وإتجرأت أكتر ومدت إيديها تمسد بيها على ضهرُه بلُطف... 
هنا فاق لنفسه وبعدها عنه ولكنها مسكت دراعه وقالت بترجي: 
- أرجوك يا عمران... أنا محتاجاك أوي!! 

سكت وهو مش عارف يعمل ايه، هي حست بيه وملست على وشه وقالت بحنان: 
- صدقني دي مش خيانة... أنا مراتك! يعني حلالك.. أنا ليا حقوق عليك وأنت ليك حقوق عليا! ولو بِعدت عني هتاخد ذنب! 

قالت كلامها وقربت منه و..........   

في صباح يوم جديد على سماء مصر "

فتحت عينيها على صوت المُنبه... قفلته وقامت بتكاسل.. 

دخلت الحمام أخدت شاور وخرجت إبتدت تلبس هدومها وطرحتها... وبعد ما خلصت أخدت شنطتها وطلعت بره لقيت محمد بيحط الفطار على السُفرة، قربت منُه وقالت بحنان: 
- يا بابا مصحتنيش ليه أساعدك؟! 

إبتسم ورد عليها: 
- عادي يا حبيبتي دي حاجة بسيطة، يلا إفطري قبل ما تنزلي شغلك! 

هزت راسها بأسف وقالت: 
- مش هقدر والله، أنا يادوب ألحق أوصل في المعاد... ويا عالم المواصلات هتكون عاملة إزاي!! يلا يا حبيبي، معلش بقى صحي ماسة علشان تاكل والببرونة اللي فيها لبن لزين في التلاجة جهزتها بعد صلاة الفجر... 

إتنهد محمد وقال بإبتسامة بسيطة: 
- ماشي يابنتي، ربنا يوفقك. 

إبتسمت وطلعت من باب الشقة وهي رايحة لشركة....

عند عمران "

فتح عينه بتعب وأول ما وقعت عليه عينيه هي اللي كانت نايمة في حضنه، لعن نفسه وضعفه في اللحظة دي وبدأ يزيحها بهدوء وقام دخل الحمام... 

بعد شوية ... 
خرج وهو بينشف شعره بالفوطة ولاقها صاحية وبتبصله بحب، إتنهد بضيق وبدأ يروح ناحية الدولاب وطلع هدومه... لكنه حس بيها بتحضنه من ضهرُه وهي بتقول: 
- بحبك كتييير يا عمراني، أتمنى ربنا مش يحرمني منك! 

لفلها وقال ببرود وهو بيبعدها عنه: 
- دي لحظة ضعف مني يا روجين، أتمنى متتكررش تاني! 

إبتسمت برقة وقالت: 
- ليه بس يا حبيبي؟ ياريت لو تتكرر على طول! 

نفخ بضيق وقال وهو بيلبس تي شريت: 
- خلاص مش عايز سيرة الموضوع ده تاني، أقفليه وإعتبري مفيش حاجة حصلت!! 

تعتبر مفيش حاجة حصلت؟؟ طب إزاي؟! إزاي وهي بتحفر الذاكرة دي في دماغها بكل تفاصيلها! إزاي هتقدر تنسى قُربه منها ورغبته فيها! إزاي أصلاً هتنسى نظراته العاشقة ليها بالرغم من إنها عارفة كويس إنه متخيلها واحدة تانية!! 

قالت الكلام ده في دماغها وبعدها بصتله وقالت بتنهيدة: 
- طيب ممكن نطلع نتجول بره أنا وأنت شوية؟ 

رد عليها وهو بيتفحص هيئتها: 
- نتجول بمنظرك ده؟! أنتِ مهما كان مراتي وحتى ولو إتفاق!! ومعَتش ينفع حد يشوفك وأنتِ عريـ'ـانة بلبسك اللي كنتي بتلبسيه!! 

حقيقي أشد أنواع الصدمة ماتوصفش اللي كانت حاسة بيها... بيغير عليها؟! أو يمكن هي بتتوهم! 
بلعت ريقها وقالت بلمعة سعادة واضحة في عيونها الخضرا: 
- بت... بتغير عليا يا عمران؟! 

زفر بضيق وهتف: 
- أغير عليكي؟ أنتِ مجنونة ولا ايه؟! كل الحكاية إني مابحبش حد يكون قريب مني أو يخصني يمشي في الشارع بالبس ده! *كمل وهو بيملس على شعرها* وبلاش دماغك تتخيل حاجات مش موجودة بالمره!

بِعد عنها فـ بصتله بحزن وقالت: 
- فُرصة واحدة بس! 

- ولا واحدة ولا نُص، لو عايزة تخرجي فـ إتفضلي البسي اي حاجة من هدومي وهننزل نجيبلك هدوم، يلا! 
قال كلامه ببرود وهو بيسرح شعره، فـ إتنهدت روجين بحزن وبدأت تنقي حاجة من هدومه وبعد ما خلصت لبس لفتله وقالت: 
- أهو، أنا مش عارفة ايه دي بس هي محتشمة زيادة عن اللزوم! 

ضحك ضحكة رجولية بصوت عالي ولكنها مفهمتش هو بيضحك على ايه، بصتله برفعة حاجب وقالت بإستغراب: 
- ايه المُضحك من اللي قولته؟! 

قرب منها خطوات بسيطة وقال بضحك: 
- دي جلابية يا ماما!! جلابيية!! 

عقدت حواجبها بعدم فهم، فـ إتنهد ومسكها ولفها قُدام المرايا وقال بهدوء: 
- دي جلابية، مُخصصة للرجال بس يا روجي، وأنا أصلاً جسمي أكبر منك فـ حتى ولو كانت شكلها حلوة بس وحشة عليكي مبيناكي سوري يعني... شحاتة! 

مركزتش في ولا كلمة هو قالها... ركزت بس مع "روجي"... 
بيدلعها هي؟!... لفتله وبصت لعيونه وقالت بفرحة: 
- أنت قولت ايه؟؟ 

بصلها بإستفسار فـ همست بهيام: 
- أنت قولت روجي مش كده؟ يارووحي أنت بتدلعني!! 

- لا والله، الفكرة بس إن اسمك يجبلي جلطة وأنا بنطقه وبحسه طويل، فـ سهلت على نفسي! 
قالها وهو بيتابع تغيرات ملامحها لصدمة وبعدها الحزن... إتنهدت بعمق وقالت: 
- خلاص مش عايزة أطلع... أنا عاوزاك جمبي! 

إتكلم بنفاذ صبر وهو رايح ناحية الباب: 
- اللي هنعيده هنزيده ولا ايه!!! 

إنتفض جسمها لما رزع الباب وراه بعنف... 
راحت قعدت على السرير وفركت إيديها وهي بتنوي على خطة مُعينة... 

بمرور الوقت في مصر" 

دخلت الكافية وهي بتدور عليه بعينيها، لكنها ملقتهوش.. كانت لسه هتمشي بس أول ما لفت لقيته في وشها... شهقت بفزع وقالت: 
- بسم الله الرحمن الرحيم! 

إبتسم جلال وقال بهدوء: 
- كنتي هتمشي؟ معلش على التأخير... يلا نقعد 

وفعلاً قربوا من طرابيزة كبيرة متزينة بالورد والشموع وبتطل على جنينة من الشباك اللي جمبهم... أخد نفس عميق وبعدها قال: 
- أنا عارف كل حكايتك، وعارف أنتِ مريتي بايه... وأنا والله يا خلود نيتي مش وحشة وأنا عاوزك مراتي ويشهد ربنا إني هعاملك بما يُرضي الله، بس ممكن تسمعيني؟ 

ردت عليه بهدوء: 
- يا باشا أنا للأسف ولا عايزة أسمع ولا عايزاك تسمعني، أنا خلاص للأسف مبقاش ينفع أحب تاني... وأصلاً مابفكرش في موضوع الجواز ده!! 

إتنهد بحزن وقال: 
- طب معلش، اسمعيني وبعدها أنا موافق على قرارك... سواء موافقة أو...*بلع ريقه بغصة* أو رفض! 

هزت راسها وشاورتله بهدوء إنه يحكي، فـ إبتدى يتكلم: 
- أعرفك بنفسي الأول، أنا جلال راضي محمد.. عندي 40 سنة، والدي والدتي متوفين وعندي أخت 18 سنة، ليا بيت مِلك في منطقة هنا في القاهرة عايش فيه أنا وأختي لأنها مخطوبة، فـ بظبط من عشر سنين.. كنت بتابع قضية شغل ولقيت في بنت داخلة بتقولي عن قضية تحر'ش حصلتلها.. عيونها كانت خضرا زي عيوني اللي بقيت أكرهم بسببها... عيونها كانت ممكن تسحر أي مخلوق على وجه الأرض!! جبتلها حقها طبعًا علشان شغلي، وثانيًا لأجل عينيها! من كُتر جمالهم اللي كان يسحر مكنتش بقدر أركز في نواياها جوا عينيها، وزي ما تقولي كده... العين بتفضح الإنسان، إتعلقت بيها وحبيتها وبقيت مُهيم بيها وبعاملها زي الملكة والكل يشهد عليا بكده! وبعد ما أتجوزنا كل حاجة كانت حلوة ومفيش مشكلة بس... في يوم كنت قايلها هبات بره علشان طبيعة شغلي، ولكن روحت في معادي تاني، فتحت الباب وأنا قلبي متكسر وأنا سامع صوت راجل غيري في الشقة وهي بتضحك وبتهزر معاه، قلبي إتقبض وقولت لنفسي دي تهيؤات يمكن علشان منمتش يومين بسبب شغلي!! ولكني لما فتحت الأوضة شوفتهم بعيني!! *دمعة خاينة نزلت منه وكمل بوجع* شوفتها نايمة في حضن راجل غيري!!! أنا مكنتش مصدق... كنت بحسب دي كلها تهيؤات برغم إني سامع وشايف!! لقيتها قربت مني وبصتلي أوي وقالتلي إنها بتكرهني... هي إتجوزتني علشان بس تنتقم مني لأن اللي كان معاها ده سجنته قبل كده بسبب قضية تحر'ش برضو... قالتلي كمان إنها إتجوزتني علشان تقول أسرار شغلي ليه، في الوقت ده أكتشفت النية اللي كانت في عينيها واللي أنا كنت معمي عنها بسبب... الحب!! أكتشفت قد ايه أنا كنت مغفل علشان كنت مخدوع بالمظاهر.. أكتشفت قد ايه أنا أتوجعت وإدمرت بسببها... وقدر ربنا إني لما طلقتها وحتى ماقدرتش آذيها... وهما ماشين العربية إتقلبت بيهم وماتوا على طول... 
ومن ساعتها وأنا كاره الحب وسنينه وعمري ما حسيت بمشاعري ناحية حد... 
بس أنتِ!! أنتِ يا خلود اللي ركزت في عيونك! ركزت فيهم وعرفت قد ايه جواهم حزن ووجع وطيبة وحنان في نفس الوقت!! عيونك العسلي اللي زي العسل الصافي... سحروني.. ركزت في النية جوا عينيكي لقيت مفيش ذرة شر واحدة! أنا بحبك يا خلود.. معرفش إزاي وأمتى بس أنا بجد حبيتك وحسيتك أجمل بنت وأطيب واحدة في الكون. 

كانت الدموع بتنزل من عينيها من غير ماتحس بسبب اللي هو عاشه... بصلها وقال بإبتسامة هادية: 
- إمسحي دموعك يا خلود ومتبكيش تاني!! 

مسحت دموعها وبصتله بحزن، فـ إتنهد وقال بلُطف: 
- أنا مش عايز أي حاجة من الدنيا غير موافقتك إننا نتجوز، أنا بحبك.. والله العظيم بحبك!! 

إبتسمت بهدوء وبعدها قالت: 
- سيبني يومين أفكر وهرد عليك. 

إبتسم وقال بعشق: 
- مستنيهم على نار، استني أعزمك على مشروب حلو هتحبيه.. 

في شركة الصفوان"

خبطت بهدوء على المكتب فـ سمح بالدخول... إبتسم أول ما شافها، قربت منه وحطت ملفات قُدامه وقالت بإرهاق وهي بتقعد: 
- إتفضل يا معتصم بيه، خلصت كل الملفات اللي حضرتك طلبتها مني. 

إبتسم وقال وهو بيتابع الملفات: 
- أشطر كتكتوت والله يا حورية! 

قلبت عينيها بملل فـ حس بيها، إبتسم وقام من مكانه وقرب من كرسيها، فـ رفعت حاجبها وبدأت تزيح جسمها والكرسي لورا شوية "كرسي بعجل مُتحرك يعني" بصلها وقرب نفس المسافة تاني فـ إضايقيت وقالت بغضب: 
- في ايه يا معتصم بيه؟! 

بص لعينيها وقال بإبتسامة: 
- في إني بحبك وعايز أتجوزك... موافقة؟


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1