رواية بنات الملا الفصل السابع والعشرون 27 بقلم رغد الموالي

 

 

 

رواية بنات الملا الفصل السابع والعشرون بقلم رغد الموالي


بستناك.... 
كان ذلك الشاب العاشق يفترش الارض الخضراء 
الذي كان تفوح من بين عشبها رائحة التراب المبلل الممزوج برائحة العشب المبلل أيضاً 
الأشجار كانت بجميع جوانب الحديقه تفترش السماء 
وتترك فسحة لرؤيتها ورؤية الغيوم المتفرقه فيها
الجو كان جميلا جداً ... وجهاز النوكيا الجديد بين يديه 
يسمع ويدندن اغنيتها وهو ينظر للسماء بإبتسامة
عيون العشاق دائماً لامعة فهي دوماً تتأمل محبوبها ! 
مر وقت وكانت الاغنيه تعاد في كل مره والمشاعر هي هي
لكن اجاه آنس على غفلة وتكلم
هاي شداتسوي
... مدد
... والاغنيه وجهك الي صاير قلب وطايره منه الفراشات
... تكلم بإبتسامه وعيونه تنظر للسماء.... ااااووووف لو تشوفها... يالله شكد أحبها
.... اجه تقرب وكعد يمه.. ومنو هي هاي
.... وحده أحبها... وامنيتي اتزوجها ويصيرون عندي منها اولاد
.... وحلوه؟
... تخبل
... خل أهلي يخطبوها الك
... بإنزعاج... لا مااريد اهلي ولا أكللهم هسه
... ليش
... احسن.... اني مااتزوج هنا
... حقك واني هم افكر من اتزوج مو هنا
.... كون نفسك واخذلك بيت هنا اذا تزوجت نفس الحياة حتعيشها نفس الحقد ونفس الطبع 
حلا بنيه حلوه وطيبه واحسن منهم اذا تتزوجها وتكعدون ببيت وحدكم ترتاحون
.... واني هم هيج اتمنى بس صعب
.... لا موصعب انت خلي الهدف ببالك وتوصله
... اكلك آزر اتصل عليه مغلق جهازه
... اعرف اني هم دااتصل عليه ونفس الشي
... لشوكت نبقه منعرف عنه شي
... والله ماادري... وبعدين شكو عليه هو رجال وسبع مينخاف عليه
... ماادري شو خايف عليه
... لا لاتخاف
... واذا جهازه بقه مغلق
... عود ننتظر
.. صدك تحجي
... لعد شنو الي اسوي انت تعرف بي هو وين 
لا ماتعرف لعد شلون تسأل عليه
تستمر القصة أدناه

غياب آزر عن العيون لفترة وولد تساؤولات وين وليش 
آزر الغامض الذي لايعرف عنه شيئا غير تلك الفتاة...
في منتصف الليل ... مكالمه هاتفيه....
آزر... شلونج ماس
ماس... هلو حبيبي ليش جهازك مغلق
آزر... عرفت حتقلقين عليه لايبقه بالج اتطمني اني زين 
بس مااكدر افتح جهازي دائماً 
كليلي شلونج انتي
ماس... زينه اني الحمد لله
آزر... مصرفج خلص؟ 
ماس... اي
آزر... اذا كدرت اجي راح اجيبلج بس هالمره مو جوه البلوكه اعوفه
ماس... لعد شنو
آزر... محتاجج اريد اشوفج ونكعد عن قرب شنو من بعيد
ماس... مو مااكدر يعني انت تعرف اختي زوجها توفه
آزر... اعرف هاي مالها علاقه ولج اني بسواد ايامي ابوك روحي واجيج اتعنالج واجي اشوفج وانتي تكليلي اختي 
والله هذذيج المره صدك ضجت اني الي كومه ماشايفج واجي بايك روحي وانتي توكفين بعيد اشوفج من بعيد 
بس كلت يلا ميخالف
ماس... الناس شتكول علينه
آزر... طبها مرض العالم باعي راح اجيج هسه
ماس... بإرتباك.... ها م م
آزر... اششش احسن وقت هسه راح أجيج بس أشوفج حموت عليج ماس والله مشتاقلج
ماس... شلون اطلع بهذا الليل خاف اهلي يحسون عليه شكللهم
آزر... كعديها لااختج حبيبة آسر وكليلها كومي رتبيلي الوضع
ماس... هلو تريدها تتخبل عليه بهذا الليل
آسر... كليلها تره اكول لاابويه على وكفتج انتي وآسر بنص الليل من الشباك
ماس... يااااا انت شمدريك
آزر ذيب براري كلشي يدري هسه وتالي
ماس... حكعدها شسوي
آزر... عشر دقايق واني يمج
بتوتر وهمس بدت تكعدها لياقوت... ياقوت.... ياقوت 
بنعاس مفرط هااااا
اكعدي دكلج على شي مهم
ياقوت... شنو
ماس... راح اطلع كومي راقبيلي البيت
ياقوت... فتحت عيونها وفزت... شنو ولج شنو تطلعين
ماس... اشششش واسمعي ازر جاي هسه واريد اشوفه
ياقوت... بنص الليل ماس بنص الليل
ماس... ميكدر يجي غير هسه
ياقوت... وابويه اذا عرف
ماس... لعد ليش دااكلج اكعدي وهذا الموبايل خلي يمج من يصير شي دكي على ازر اني اجاوبج

ياقوت... بخوف.... ولج خاف يصير شي
ماس... لا مايصير شي معليج
وكفت امام المرآة خلت أحمر الخدود وو احمر في شفاها وطلعت لمحت سيارته من بعيد 
كان الفرع فارغ مابي احد غير ماس الي طلعت 
وتقدم آزر يسيارته عليها
صوت قلبها كاد ان يُسمع فالخوف سيطر تماماً رغم انها مدركه الكل يغط بنوم عميق او منشغل 
فمن ذاك الذي يترك فراشه ويقف مترقباً ماس وحبيبها 
همس وأشار بيده... تعالي صعدي بسرعه
التفتت يمين ويسار وتتعثر بخطواتها وصعدت وحركها للسياره آزر....
ماس... بخوف وبرجف الشفاة... هاي شنو وين ماخذني
آزر... ببرود ومن دون اهتمام ومن دون ان ينظرلها... مو بعيد هنا حتى محد يشوفج وتصيرلج بلوه
ماس... لاتروح اكثر تره انزل والله
آزر... التفت وتكلم بإنزعاج طفيف... شبيج تخافين تره مو عقلي صغير وحعتدي عليج 
كبري عقلج لاتتصرفين مثل الصغار
ماس... لعد هنا اوكف
آزر... وهو يستدير بسيارته بقطعة ارض تقع بين بيتين يغطيها الظلام.... وهاي هنا وكفنه 
اطفأ سيارته ووضع عكس يديه على سكان السياره 
وتكلم 
شلونج باجبانه
ماس... اني مو جبانه
آزر... ضيق عينه وتكلم... جبانه.... خوافه... تخافين مني ولج
ماس... لا
آزر... تنفس بعمق واتبسم... اشتاقيتلج
ماس... تكلمت بخجل وعيونها صارت تنظر للارض... واني هم
آزر... شلونج... سمعت ان زوج اختج مات البقيه في حياتج
ماس... وحياتك الباقيه
آزر... شلونج
ماس... وهي تنظرله تسائلت... ليش كل ماأباوع بعيونك اشوف بيها حزن يعني حتى من تضحك ماأحسها من گلبك
آزر... تنفس بعمق وحسره ووجه نظره للامام أستخرج جكاره وأشعلها اخذ منها نفس وزفره للخارج
جبتلج فلوس 
طلعها من جيبه واعطاها الها
ماس... بس هذه هواي
آزر... نظرلها بحب... مو هواي عليج اخذيها ومن تحتاجين خابريني 
وهذا رصيد هم جبتلج بعد لادكيلي مسكول
ماس... انت تحبني آزر
آزر... انتي الوحيده الي ماعرف ليش احس العالم يهدأ من أشوفج 
برأيج أحبج لو لا
ماس... تبسمت وخجلت
آزر... جر نفس بعمق كان الالم الي بداخل صدره واضح بجر نفسه... ماتخيلت بيوم راح احب بنت الي كتلو ابويه

ماس... فتحت عيونها بوسعها وتفاجأت... شنو
آزر... أعاد نظرته إلها ببطئ ... يعني ماتعرفين
ماس.... لا
آزر... كنت طفل لكن مو صغير حيل اتذكر والدي وبهذاك اليوم الي صارت الي بقى معلق بذاكرتي 
مثل كابوس يراودني كل يوم بالحلم 
يوم بقى يطارني من الطفوله لحد الان 
من هذاك اليوم ولحد هاللحضه اني ماارتحت ولاعشت
أشعل جكاره ثانيه واخذ يدخنها بحرقه وأكمل كلامه...
أني وإخوتي تعذبنه وضعنه 
ياهو الي يجي يمد ايده علينه يحجي علينه 
ماكملنه دراسه مثل هالناس 
جان يجي الياس مضروب ومتعاقب من المعلم لان ماكاتب ماحافظ 
وملابسه كل يوم يروح بيها مايغسلها صغير مايعرف 
ويبين عليها الوسخ والمعلم يبدي يحجي عليه والطلاب يتنمرون ويعيبون عليه 
صار يكره المدرسه ومايحب يداوم وبطل لان شافنه احنه هم بطلنه
الحياة كل يوم تصورلي هذاك اليوم ولهسبب اني مداكدر انساه
أبوچ هو الي قتل أبويه
بصدمه ماس... أبويه؟ 
آزر... اتبسم بسخريه والزمن فتر فتر فتر وگلبي يحب بنت كتال أبويه
إنتي ما إلج ذنب ولا أبوچ أطلبه ثار لو أريد اخذ بثار أبويه كان اخذت من زمااااااااااان 
بس الي صار هو دم بالدم.... ماضي وانتهى
سكت لدقيقه ورجع ابتسم 
قلبت حزن ماس واني اجيت حتى أشوفج واطلع من احزاني
ماس... انت وين عايش
آزر... أني مثل طير مهاجر كل يوم بمكان مامستقر ولاأكدر أستقر 
وهو يتكلم صار يحس بوغزات وباينت على تعابير وجهها الالم
صار ينهت وكأنه كان يركض لمسافات طويله
ماس... شبيك آزر
باوعلها بتعب مارد 
طلع شريط دواء واخذ حبايتين 
كان يتعرق بشده ومتعوب أكثر
تكلم بتعب... ماس ماس روحي لبيتكم
ماس... شلون اروح وانت هذا حالك
آزر... كتلج روحي 
فتح ازرار القميص مثل الي يريد يدخله هواء طلع المسدس من حزامه وشمره بالخان الخلف للسياره
ماس... بصدمه.... سلاح
آزر... بتعب مفرط.... ماس ما ما ماكدر أ و واغمى عليه
ماس... حاولت تصحيه.... أزر آزررررر
رد عليه آزر 
خلت اذنها قريب على قلبه سمعته ينبض 
ويتنفس طبيعي لكن فقد الوعي
صفنت لثواني وتكلمت مع نفسها مي 
اي لازم اغسل وجها بمي
دورت ماكو فتحت باب السياره رادت تطلع صوت الكلاب قريب كان وظلمه ماتكدر تشوف رجعت لمكانها وسلمت أمرها للقدر الي ينتظرهم بعد هالليله 
لحد غلبها النعاس ونامت الموبايل صار يرررن والمتصل كانت ياقوت لكن الاثنين ماردو

ياقوت... ياربي وين صرتي ماس ولج شورطه ورطتينيبيييييي
حبس الانفاس وتوتر ودقات قلب مضطربه
كل دقيقه كانت تمر كأنها سنه لياقوت الاذان قرب وعبد المجيب حكعد للصلاة والعذر شنو ماتعرف
كانت مثلجة الاطراف شاحبة الوجه صوتها به رجفة 
تريد ان ترجع الامور وترجع اختها قبل أن يفوت الاوان وينكشف الامر
الخوف مسيطر والقلق أرهقها 
مر الوقت ويمر ويمر ايضا كانت لاتستطيع امساك نفسها والجلوس في مكانها 
تذهب وتعود في نفس المكان والهاتف لم يتوقف عن الرّن وكأنهم ليس لهم أذن يسمعون بها صوت رنين الهاتف 
وكأن تلك الليلة أخذتهم بجولة معها في الخوض بإحلامها البائسة الممزوجه بالخوف والقلق والالم 
لقد قطعت حديث هذين العاشقين ذكريات أليمه وظلام لايرحم وربما مرض يفتك بجسد ذلك الشاب
الخوف مسيطر على تلك العيون التي باتت تراقب ماسيحدث خلف لقاء العاشقين حتى إن الماء الذي ارتشفته لم يرويها من شدة قلقها
ماأصعب على الانسان تلك اللحضة التي تهز طمأنينته
ارتفع صوت الاذان وفزت من خوفها ثم أدركت أن والدها سيستيقظ فدخلت غرفتها خلسة
عبد المجيب يفترش سجادته ويقف للصلاة بين يدي ربه 
صوت تكبيره ورفع يديه للدعاء هي رحمة الهيه
ماأجمل الانسان أن يتوارث خطى أباه ! 
ذلك الشيخ العجوز الذي فارقهم جسداً 
ترك لهم بصمته بدفو كلامه وقصصه 
وعاداته وتقربه لربه 
إن كل شيء موروث في العائله 
الفطرة السليمه للانسان هي تَعلّم 
فهمها كبر الانسان يبقى يتعلم من أبويه 
ويحتفظ بتعاليمهم وذكرياتهم
الدقائق كانت تمر ببطىء وصوت الساعه وهي تتقدم بميلها أشبه بصوت اقدام شبح يتمشى في البيت 
ماذا عساها ان تفعل لا البوح يجدي ولا السكوت
عقلها بدأ يخاطبها ويطرح لها الاسئله 
ماذا لو عادت الان وعرف ابوكِ انها في الخارج أمضت ليلتها؟
ماذا لو فتح باب الغرفة فوجد سريرها فارغاً؟ 
ماذا لو اصابها مكروه وانتِ كنتِ تعلمين والتزمتي الصمت؟ 
ماذا لو رأها الناس وتسببو بفضيحة لذلك الرجل المتعب؟ 
ماذا سيحل بأمي وأبي؟ ماذا حل الان ياترى بها؟ 
كيف لها أن تؤمن بمن هم ألذ أعدائنا؟ 
اللعنة كان ينبغي أن تمنيعها 
كان ينبغي أن تصفعيها صفعة توقضها من غفلتها 
لكن القلب لايفهم لغة المنطق 
لايفهم لغة الموت والثأر
وتنطق لسانها....
... لا لازم ماأخلي ابويه يعرف خاف يفتح الباب وينكشف الامر

گامت وجابت مخاد وخلتها بمكانها وغطت بالشرشف 
كان الجو حار  
لحسن الحظ في تلك الليله كانت عائلة الملا تنام في داخل البيت اي دون نوم السطح
ياقوت... همزين مو بالسطح نايمين الحمد لله ابويه اشترالنه مولده وخلصنه من السطح جان هسه شكتله
كمل صلاته عبد المجيب وبسعاد وقفت وره باب الغرفه تسمع ياقوت
بسعاد... الليله مانمت من وكت ظهري حيل مأذيني
عبد المجيب... مداتشربين الوصفه الي سويتها الج؟
بسعاد... بلي دااشربها بس وجع وجع
عبد المجيب... استمري عليها وهسه متشوفين الا الحصوه متفتته وواكعه هي هاي الحصو والرمل الخشن الي تصير
بسعاد... شو ولا وحده من البنات كعدت صلت
عبد المجيب... خليهن نايمات هن يصحن ويصلن 
اروح انام اني
بسعاد... اشوفهم ليش ماكعدو مو عوايدهم
ياقوت... فتحت عيونها بوسعها والقلب رجع لخفقانه 
اخذت تدعي بهمس 
ياربي ماتجي ماتفتحها 
همست بنفاذ صبرررر مريررررر 
وين صرتي ويييييييييين
تداركت الموضوع للحضه وفتحت الباب ياقوت وطلعت على امها
ياقوت... بهدوء وكأنها ليست ياقوت التي كانت خلف الباب خائفه متوتره قلقه كأنها تركت ياقوت خلف الباب وخرجت ياقوت اخرى تكلمت 
صباح الخير ماما.......... صليتي؟
بسعاد... اي صليت وين ماس
ياقوت.... همست.... ماس نايمه عدها عذر شرعي ماتكدر تصلي
بسعاد... ها خوش لعد صلي ولاتنسين تطفين الضوه
ياقوت... صار ماما
وكأنه جبل هم وانزاح بمجرد دخلت امها الغرفه رجعت اتصلت على اختها على امل ان ترد لكن دون جدوى
وكفت تتوضأ للصلاة ولبست ايزارها وتوجعت للصلاة بتفكير مغادر 
الصلاة هنا أصبحت مجرد قيام وجلوس دون روح تخشع
اكملت صلاتها ودخلت غرفتها وكررت نفس الفعل 
اتصلت مره اخرى واثنان وثلاثه لكن دون رد
الوقت يمر والساعه هنا اصبحت سيف يحز رقبة ياقوت
مر وقت أخر والضوء بدأ يكشف وزقزقة العصافير على شجرة التين كانت مسموعه
اتصلت مجدداً بفرط صبر كانت تعلم أنه لايوجد رد كالاتصالات السابقه
كادت ان تغلق الاتصال حتى نطق الهاتف ب.. الوو
كان صوت متعب لاتعرف هل من شدة النوم ام التعب المفرط الذي ينهك جسده
آزر... الوووو
بأرتباك وتلعثم... أزر انتو وين؟
آزر... هسه اجيب اختج بس كليلي أحد حس

ياقوت... لا لا بس فدوه بسرعه أبويه هسه يكعد
آزر... جاي فتحي الباب
الشمس ضاهرها أشرقت على الأرض لكن في الحقيقه أشرقت على ياقوت تحديداً
آزر... نظر لشاشة الهاتف 45 مكالمه فائته وكلها من ياقوت
ركل ماس بيده برقه وهمس
ماس .... ماس....
ماس... بفزه.... همﻤممم. 
آزر... بإبتسامه.... صباح الخير أحلى صباح بحياتي
ماس... بخوف وذعر.... وديني 
وديني للبيت آزر أبويه 
أبويه هسه كعد هسه عرف
آزر... هز راسه بتفهم وهمس لاتخافين ماس 
اخطبج كدامه اذا عرف واكله اريدها اني ماأتخلى عنج
ماس... الله يخليك بس وديني
كان قلبها يدك بسرعه مفرطه عيونها تروح يمنه ويسره الخوف والذعر تملكها ولزمتها رجفه 
انتبه الها آزر فتح موبايله واتصل على ياقوت 
واعطاه الها
تكلم... خابري اختج شوفي شنو الوضع
اخذت منه الموبايل وكلمتها... ياقوت ابويه كعد
ياقوت... بتوبيخ.... ولج وين صرتي ويييييييييين
ماس.... بس كليلي ابويه كعد
ياقوت... لا بعدهم نايمين تعالي بسرعه
ماس... اني قريبه من البيت فتحي الباب خل افوت
قرب بسيارته للبيت رادت تنزل لكن استوقفها متفحص الطريق هل أحد ممكن يشوفها؟ 
التفت الها.... اريد اخذلج صوره ذكرى
ماس... بهذا وضعي؟!  
مو وكتك آزر بعدين 
فتحت باب السياره ونزلت ودخلت للبيت مباشرة 
كان ينظرلها وكأنها أجمل أحلامه 
شغل سيارته وراح
ياقوت... بنبرة كلام غاضبه لكنها خافتة الصوت... وين وليتي ويا ولج
ماس... كانت تتكلم أشبه بطائر حط في الأرض بعد طيرانه بين العواصف لساعات طويله... 
آزر فقد الوعي ونحصرت بالسياره
ياقوت... بعدم تصديق كانت عيونها تتفحص ملامح وجهها وهي تتكلم... انتي تكذبين
ماس... مابيه حيل اتناقش وياج
ياقوت... اذا هو مسهرج طبعا والله لاأكول لأبويه عليج
ماس.... بفزه.... اششششش سكتي 
والله هذا الي صار 
سكتت لثواني وراسها للارض صار وبعدها رفعت راسها موجها الخطاب لأختها... آزر مدمن مخدرات
ياقوت... بأستغراب وعدم تصديق... شنو؟!  
ماس... مدمن مخدرات بالليل حالته سائت وصارت مو طبيعيه اخذ حبايتين وصار يتعرق روحه فرفحت فتح ازرار قميصه يريد بس هواء يدخله تعب حيل تعب

وجان عنده مسدس ياقوت مسدس 
طلعه وشمره بالخان الوره 
وبعدها اغمي عليه اكعده مايرد بقيت شكد انتظر ان يكعد بس هو ماكعد سيطر عليه النوم ونمت
ياقوت... والموبايل ماصحاكم صوت الموبايل دكيت هواي
ماس... كان مخلي صامت مايصدر صوت
ياقوت... لو أحد شافكم وكاله لأبويه شلون
ماس... راح نكذبه وابويه مستحيل يصدك
ياقوت... ماس أحلفي هذا الي صار وان آزر ماسوالج شي
ماس... صدگيني هذا الي صار آزر أبد ما تعدى عليه بكلمه 
وهاي شوفي 
شوفي هذه الفلوس شكد نطانياها كلها كال خليها ضميها عندج واصرفي منها واني ابقى ادزلج
ياقوت... هو ليش هيج وياج شعجب ينطيج مصرف
ماس... يحبني
ياقوت... خل يجي يخطبج
ماس... محد دايقبل يتقدملي هو كالي ماس اني ضروفي صعبه حياتي مامستقره خل استقر واخطبج
ياقوت... بعد لاتعيديها ماس اذا نفضحتي بالولايه أبويه يروح بيها
ماس... لا أبد
ياقوت.. هزت راسها بتفهم وتكلمت.... خل ننام اني انتهت طاقتي
في الصباح نفسه في الساعه ال 8 توجه عبد المجيب للشغل والام وياقوت كانو للان يتريكون
بسعاد.... شنو موضوع خواتج لهسه نايمات كعديهم دره
دره... خليهم ماما براحتهم
بسعاد... عندي كم شغله لازم أكضيها ومو مال يبقون نايمات شويه النوب اذا بقو نايمات تكعديهم
دره... ان شاء الله
بهذه الاثناء ندكت الباب ودخلت زمرد بدموع وبلهفه 
وتكلمت مباشرة
... يوم ليش ماكتولي ليش كل هالايام محد كال شي عن اختي
... يمه انتي عروس شنكلج خفنه عليج تنجبسين
... يمه صدك تحجين اختي هاي اختي
.... ابوج هو الي كال واحنه كلنه مانكسر فرحتج تبقين فرحانه بزواجج انتي منو كلج
... سمعت من جيرانه تعرف عيال اختي وعرفتني ولو ماهي جان محد كالي 
جواهر وين اختي وين
... جواهر يم عيالها تطلع الاربعين ونجيبها هنا تعيش
... ضربت على رجلها وتكلمت بدموع... سوده عليه ياخيتي سوده عليه اويلي على قسمتج باجواهرررر اويلي شحتسوين بكوم الايتام هاااااااااااااي
كومي يوم كومي نروح لااختي
... وج يمه بعدج عروس واخاف عليج
... كتلج كومي نروحلها لازم اشوف اختي
... انتضريني لعد البس عباتي واجي وياج
... لبست عباتها وطلعت هي وزمرد وراحو لبيت جواهر
في سيارة الاجره...
اويلي عليك هاشم وعلى نومتك هاي والله ممصدكه يوم والله ممصدكه معقوله معقوله هاشم هيج بهالسرعه يروح
... امر الله هذا... ربج كاتبله لهنا وتنتهي حياته شبدينه
... لما سمعت ماأيتوعبت الخبر حسيت بحلم ماعرفت شرد وشعلق كلت مو معقوله اكيد اهلي جان كالو 
جان دزولي خبر 
شلون هيج
... ابوج خاف عليج كال عروس خلوها فرحانه بعرسها
... شكالت روحه لهاشم وهي دتطلع 
السياره المفخخه هاي مدمره كلها حديد متناثر ومتطشر 
وجهه نصفه متهشم ايده ورجله
حرارة الحديد وهي تدخل لجسمه ألمته 
الحديده وهي تكطع الشرايين والاورده بدون رحمه 
وهو وكع على الارض شنو اجه بباله 
بمنو فكر؟ وعلى منو خاف؟ شنو تمنى يكول قبل لايروح؟  
حس بعطش ساعتها؟ الحديد الحار والي تبرد بجسمه اكيد حسسته بالعطش! 
الانسان بهذه اللحضات يكون ضعيف جدا 
اضعف من نملة تدب على الارض بين الاقدام
خروج الروح من الجسد وكشف الحجاب الحاجز ورؤية الحياة على واقعها امر مر لكن لابد منه
يخيل للناظر ان الشهيد قد قتل فمات مباشرة لكنه في الحقيقه هو مرّ بما ذكر أنفاً
أعتقد أنه تمنى لو تأخر للحضات قبل انفجار السياره 
كان نجا منها 
اللحضات هذه الدقائق التي مضت كانت فاصل بين الحياة والموت بين الاحلام وقتلها
ماذا لو تأخرت قليلا؟ لما كان اصبت ولكنت حياً! 
ماذا لو غطيت وجهي او ارتميت على وجهي أرضاً وتطايرت الشضايا كيف ما تشاء كنت انجيت منها
ماذا لو شككت بتلك السياره الزرقاء الواقفه الى جانب الرصيف وبجانبها رجل كانت واضحه عليه ملامح الشر 
وتنبعث منه رائحة الموت
ماذا لو ودعت اطفالي ملئت عيناي بهم واوصيت زوجتي عليهم وأخبرتها أن لي دين عند فلان  
وان لي صلاة لم أقضيها كنت أنوي قضائها في يوم الجمعه رغم ان اليوم هو الخميس وان نية القضاء كانت تفصله ساعات او يوم
كنت لاأقبل يدي والدتي وأسألها إن كانت تحتاج شيء ما 
واقبل رأس والدي أيضاً
كنت سأسلم على الاصدقاء ساودعهم بحب 
ماذا لو امهلني القدر ساعة اخرى وأعلمني بموتي
كنت في اخر دقائق من تلك الساعة إفترشت سجادتي وصليت وركعت وسجدت حتى جائني ملك الموت
سوف يأتيني برداء أبيض ليس أسود كما يقولون 
كيف له ان يأتيني بردائه الاسود وانا بين يدي الله وفي حضرته 
كنت سأسجد ثم يتقدم بخطوات ويستخرج روحي رويداً رويداً سيكون رحيما معي 
سيستحي من الله ان عبده بين يديه لايستطيع ان يقسو في استخراج روحه 
ستغمض عيناي حينها وأشعر بالسكينة فتحلق روحي في السماء 
حينها سألتقي بمن يحلقون بأجنحتهم البيضاء النورانية 
سيدلوني على الجنة كالطفل الذي بدأ يتعرف على الحياة فتمسك امه يديه وتعرفه على كل شيء 
إن ملائكة السماء رحيمة كيف لا 
وان الذي خلقها أرحم الراحمين 
فمن اخذ روح ذلك الذي سقط ارضا بريئاً حتما سيتكفل بمن بعده سيكون رحيماً معهم
اما الان أنام في قبري مطمئناً إنني في رحمة الله وعائلتي تحت رحمة الله ونعمه 
إن الموت لهو سلامٌ أبدي 
وما أجمل من ذلك السلام.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات