رواية ساقي الود الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم هاله ال هاشم

 

 

 

رواية ساقي الود الفصل التاسع والعشرون بقلم هاله ال هاشم


 وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ
وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
إِذا نِلتُ مِنكَ الوُدَّ فَالكُلُّ هَيِّنٌ
وَكُلُّ الَّذي فَوقَ التُرابِ تُرابِ

الحـلاج 
.
.
.

_____ ود ____

-اجـاهد حتى اخفي بَريق عيوني و رجفتي و اعترف هَزني الشوك و عطره و كل شي بي همست و آني احاول اغير مجرى الحَديث :

شلونك شخبارك ؟

غيـاث :: صايم و المفطرات گلها جدامي كليلي شسوي ؟

-حَكيت جَبيني بحرج ، تحركت اوخر من گدامـة حاصرني ، صحت :

يمعوود ، لا تجي زينب و تشوفنـا عَيب ؟

غيـاث :: عيب ؟ لازم نسيتي انتِ حرمتي 

-هـه مع وقف التنفيذ على گولتك 

غيـاث :: شنو رأيج تتعرفين عليه و بعدها تقررين انفذ بيج يو لا 

-ضحكت ، ليش تبوك مالاتي ؟

لمعت عيونـه بدهاء و راحت تتجول بكل ثنية بجسمي 
خزرتـه و همست : سالمين 

مرر اصابيعـه على شعره و هتف : 

غيـاث :: تحجين الاخرس !

-شگلت آني ؟

همس بنبرة خفيضة :
غيـاث :: مـادري ، صاير اشتعل بچلمـة منج 

-من رخصتـك عفية اريد اروح 

مشيت و چلب بذراعي ، همس و هوا انفـاسه يضرب بشحمة اذني :

غيـاث :: عيـد الله اجـه و الگلوب لازم تتصافى شوكت گلبج يحن عليـه ويسامحني ؟

بقيت واكفـة اتأمل وجهه لثواني ، و تذكرت كل الصـار بيني وبينـه ، جاوبته :

-اني مـا اكدر اتعايش ويه فكرة البدوية امك و لا انسى ذيج الليلة ولا انسى السويته بيـه .

غيـاث :: انتِ اختاريتي ابوج ؟

-شي اكيد لا

غيـاث :: چـا جاية تلوميني چيف البدوية أمي ، بعدين انتِ ليش ما تخليتي عن ابوچ و كل الصار بينه بسبته امـا بالنسبة للسويتـه بيج اعترف انه غلطت و أذيتج ومستعد انطيچ عمري كله خاطر تنسين ذيج الليلة

-يمكن حبك بگلبي يشفعلك و يخليني اتناسى بس گلي شلون انسى عمايل امك و ربحة الي شردت و ضيعت حقي ؟

لزم شاربـه و صاح :

غيـاث :: شاربي مو عليه المانبشت الكاع بأبره وطلعتها واخليها تطلع كل المضموم 

-واذا لكيتها ، و اعترفت انه امك هي المحرضتها عليه ساعتها شنو راح يكون قصـاصك ؟

غيـاث :: انه ازلمـه و عيبه الزلمة يتكاوى على حُرمة بس راح اخليج تاخذين حكج من عيونهن و انه بظهرج 

ثواني تعانقت نظراتنا بشوك و وجع مكتوم ، صحت :

ود :: خليني هسه اروح 

غيـاث :: مشتاكلج بكد جروح گلبي  

-باغتني بحضن قوي و دسّ راسـه بدلـعة الفستان جر نفس طويل و شفايفه اخذن مسارهن ببطء للاعلى و توقف عند نحري قضمه بلطف ، صدرت آهه ناعمه مني قلّصت نفسي دفعته حيل وانهزمت اجه صوته بخفوت ورايـه :

غيـاث :: اوووف يابه يجرح و يداوي 

-البيت صغير مابي غير مطبخ و غرفه سعدية و هول صغير ختلت بالحمـام احاول التقط انفاسي ، باوعت بالمراية كلش مبين عليه الارتبـاك ، و أثر طفيف بركبتي غسلت وجهي وطلعت 

بعدما شفته ، رحت للغرفـة لكيتهن يسولفن ، خزرت زينب و هي تهز براسـها عود شكو دنكت اخذت موبايلي لگيت مسج منـه كاتب :

غيـاث :: ظلي لعبي ويـاي بس و عيونج وين ما اشوفنج احصرج و اروي عطش روحي منج .

-مجاوبتـه لان اعرف مهما تحديته راح اطلع من التحدي خسـرانة 

صبينـا الفطور و بيني وبين زينب حرب نظرات ، فطرنـا و شلنـا السفرة استفردت بيها بالمطبخ نتفتها تنتف 

زينب :: اوووي صخونة التصخنج شني يمـه كراص الخ*** شلعتي وصلة من اللحم 

-حيل بيچ تستاهلين ، شنو معناتها تسوين بيـه هيچ 
تمهدين الفرص لاخوج ؟

زينب :: و شنهي يعني ، دخلت عليج زلمة غريب ؛چـا رجلج على سنة الله و رسوله گال عندي حجاية وياها ، الا حكـه شراد منچ 

-تحرك بحواجبها و تغمز بتخابث ، صحت منفعلة :
شراد يعني نفس الموضوع يريدني ارجعله 

زينب :: ااي و شگلتيله ؟ 

-حاليـاً طريقنا مسدود !

نزلن نظراتها لركبتي و فرت عيونها بتلاعب 

زينب :: اي مبين كلش مسدود 

-ربكتني نظراتها جريت شالي نزلته ، صحت بتلعثم :
شبيج تباوعيلي هيج ؟

صاحت بأستهزاء :

زينب :: ما بيه حبوبة بس نوبة لخ من تشوفينه كليلة الحجامة يسوونها بالظهر موش عالركبة 

-گالت وغمزتلي ، خلتني ادخن 

زينب :: هسه عليش مكشخلة غير اعرف 

-على تصرفاتج زينب 

زينب :: بروح امج ما كيفتي على شوفته 

-تنهدت بتعب :
مادري شكولج زينب ، ما ادري اذا افرح بشوفته او لا ، لزمت گلبي افرك بيه ، همست بألم : گلبي يوجعني منـه و عليه ، اريد اسامحه بس الف سبب يمنعني عنـه ، و لنفرض سامحته ما راح اكدر ارجعله 

زينب :: ليش حبوبة ، ليش مصعبة الحياة على نفسج وعليه

-حياتنـا هي صعبة بس انتم المحيطين بينـا ما مستوعبين ما شايفين شي بعينكم غير حب و هوس غياث بيـه ، متناسين كل العوائق و الفروقات بيناتنا امه و ابويه و المجتمع و ماضينـا الاليم ،گُوليلي اذا سامحته ورجعتله وين راح نعيش يم امـه ، بنص البيت الي اتأذيت بيه شلون أئمن على روحي بعد وشلون اتخطى ذكرياتي هناك ؟!

زينب :: كلامج صحيح بس ما تشوفين نفسج ظلمتيه من البدايه ، من دخلتي لحياته و علكتيه بيج ، ليش بس اخوية مكتوبله الفراك و الهجر ليش ؟

-انتحبت وظلت تبچي بمرارة ، بچيت وياها بندم عميق :
اعرف ، اني البديت و اني الظلمته بس چنت متخيلته هو عدوي شمدريني يطلع هو المظلوم بالقصة ؟

مسحت وجهها وبين عليها الانزعـاج ، طبطبت على چتفي :

زينب :: الله كريم حبوبه ، الظاهر المظلوم يظل مظلوم بدنيته الله يجبر خاطرج و خاطره ، اكوم ارضـع عبدو هسه جاع 

-اخذي راحتچ زنوبـة ، احنـا هم صار لازم نروح منـاك بابا لوحده 

هزت راسـها و ماحجت ، دخلت للغرفة لگيت كفاية لابسـة عبايتها ، اني هم جريت عباتي ولبستها وحلكي يرجف و بعيوني دمعة اريد ابچيها و ارتاح ، سلمنـا على سعدية و تمنينه الها الشفاء و طلعنـا لكينا فخري منتظرنا ، اول ما صعدت السيارة بچيت بحضن كفاية ماكدرت اكابد بعد ، و هي عبالك فهمتني ما حجت ولا سألت احتوت همي بصمت حنون وصلنا للبيت لكينـا حمدان و ولده ثنينهم صـار فرض علينا نشوفهم بين يوم و يوم ، تلكانه بسؤال :

حمدان :: وين چنتن ؟

كفاية :: جنـا نشوف حجية سعدية طايحة بالقاضية 

سلمان :: شلونها سعدية ؟

كفاية :: والله زوينـة ، ادعيلها بالشفا خوية 

حمدان :: چـا هي سعدية هنا هنا ، عمر تفگة 

كفاية :: الله يبارك بعمرها و يشفيها خوية 

-باوعلي مضيقْ عيونه 

حمدان :: و انتِ شمالج وجهج مدلغم و علومج مكشخلة ؟

-هااه ،، ماكو شي بس تضايقت من الفطور ، من رخصتكم اروح ارتاح بغرفتي 

حمدان :: ظلي جويعدة نسولف وياج شويه 

كفاية :: خوية اعذرها ، معدتها مأذيتها ما عولنه نوصل تا ترتاح 

حمدان :: چـا خوش خلها ترتاح ، و انت روحي صبيلنا استكين چاي 

-عفتهم و صعدت ماكدر اهضم هذا الرجـال دخيل الله شلون امه شالته تسع شهور و ما طكت مرارتها منـه .

حطيت راسي عالمخدة أتـأمل الفراغ و أتذكر كلامـه و نبرة صوته ، لهفته عليه كلما يشوفني ما تغيرت هي هي اتساءل يا ترى لشوكت يظل صـامد امام صدي اله ، انحدرت دَمعة مني صريحة و كأنها تأكدلي كلامـه ،بعمري ما راح الكه شخص يحبني مثله و لا الف رجـال ينسيني اسمـه ، لذلك قررت و مهما صـار بيني وبينه راح اضمه بگلبي للابد و ما اسمح لمخلوق ياخذ هاي المكانة ، 

انقضن آخر يومين من رمضـان و الليلة ليـلة عيد ، رغم كل شي عشنـاه بذيج الايـام ما فوتنا تقاليد اليوم كل وحدة بينـا شدت عصابتها و شَمرت عن سواعدها وبدينـا نحضر مكونات الكليچة ، ريحة الهيل و حبة الحلوة تارسـة المطبخ ، عجنـا التمر و طحنا الجوز للحشوات ، بدينـا نلفها بروح حماسية وخنجر يحوم فوك راسنـا بلكي يخمطله خاشوكة من الحشو بس هيهات و عيون كفاية تترصد الايادي الخفية مثل النسر 

الصواني كبـار لان حسبت حساب الجوارين والمشتهين وحالتهم متسمح و الناس الكبار الي ميكدرون يلفوها ، لذلك دزيناهن بيد خنجر يشويهن برا يم افران الصمون ، كملنـا وصارت كولش طيبة وزعنه حصص الكليچة عالجوارين و للولد و عزلت لزينب على صفحة و لو هي زعلانه عليه وبطلت تحاجيني لحـد الليل وحدة سوت للخ واهس تسوي عناية من الشغلات الي اشتريناهن من بغداد و لهسه ممستخدميهن حفيت لكفاية وجهها و هي رتبتلي حواجبي لان ما بيـه ذاك الشعر ، حطينـا ماسكات وظلينا ننتظرهن ينشفن ، كعدنا نتابع برامج ليلة العيد ، شفتها تكلب بالريمونت بفضول :

شعندج شدا تدورين ؟

كفاية :: ادور اغنية ام كلثوم يا ليلة العيد 

-حييل شكد قديمة فيفي بعد منو يخليها 

كفاية :: انه اذا ما اسمعنها ما اهيس اكو عيد  

-يله ولا يهمج اني راح اغنيها الج :

‏‎يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا يا ليلة العيد
هلالك هل لعينينا فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حيجينا على قدومك يا ليلة العيد

شالت الكوشة و شمرتها عليه ، ظلينـا نضحك محسينا الا على دخله بابا وكمزته من شافنه بالماسك مال الطين الاسود :

سليمـان :: اعوذ بالله من الشيطان اللعين ، هاي شفالكات بوجوهجن 

-كفاية رأسـاً شردت للحمـام تغسل و اني اضحك عليها 

سليمـان :: غشمرتيها مو ولج شخاله على جهرتج 

-بابا هذا قناع طين البحر الميت شنو مشايفه

سليمان :: لا والله يبت وداد مشايفه عودين شيسوي هذا القناع يصغر الخشم يو يكبر البراطم

_يصفي البشرة بابا و يقلص المسام تريد احطلّك منه؟

سليمان :: غدي غدي ، روحي شطفي وجهج لعبت روحي

كُمت من مكاني و مشيت بأتجاهه ، يباوعلي بنظرات منقرفـة وكفت قريب من عنده ، ابتسمت بخبث وجريت وجهه وبسته بخده ، انصدم يمسح بوجهه و يباوعلي بدهشة :

ضحكت .. كل عام و انتَ بخير بابا 

صفن ثواني يتأملني بعيون تلمع ، ابتسم و جر راسي باسني بشعري 

سليمان :: و انت بخير بويه المسودنه 

-رايحة اغسل وجهي و اجيك ، حضر عيدياتنا اني وكفاية موتنسى ، غمزتله 

سليمـان :: دهـر صابج شني هذا لزك بلحيتي 

-غسـلنـا وجهنا اني ويـاها و رجعناله كل وحدة بينـا رافعة ايدها ، قلصْ عيونه و هتف :

سليمـان :: شني بويـه بيچن طفكه ، ما تصبرن لباچر 

هزيتله راسي و رمشتله بعيوني 

سليمان :: اشتغل الرمـاش ، حاضر بويه اذا انتن تأمرن امر

-طلع محفظتـه و صـار يورق ، ناوشنا مبلغ مو قليل اني وياها ، عيونَّا صارت تطلع گلوب

كفاية :: الله يرزقك خويـة عيدك مبارك و ربي يطول بعمرك

-شكراً بابا حبيبي تعيش و تدللنـا 

سليمـان :: ادللن ، هسع فارجن اريدن اتابع الاخبـار

كفاية :: خوية مو تنسى خنيجر و جلال بالعيدية خصة جلال باجر مروح لاهله و خافن بنفسه ياخذلهم شي

سليمـان :: ان شاء الله يدللون 

-انتهت آخر ليلـة من رمضـان و ودعنـا اجمل شهور السنة بقلوب مُثقلة بالحنين من هسـة ، الشهر الوحيد الي متريده ينتهي و الي تنتظر عودته بشوك عظيم ، تبددنـة و كل واحد بينـا اعتكف بغرفته ، حطيت راسي عالمخدة و كل شوية ارفع التلفون وانتظر يجيني مسج من عنده ، عبرت الـ12 وما خاب ظني بيـه كاتبلي :

غيـاث :: عيدج مبارك يالعشك ، كل عام وانتِ عايشة بيه .

-اقرأ ومشروگ حلكي مو بس فراشـات ترفرف بگلبي لا حسيت اكو عمالقة دترافس ببطني ، اضيق عيوني و افكر شأكتبله لهذا الرجال الي عـصف بحياتي عصف ، كتبت :

" عيد مُبـارك أُيها السـاقي العزيز " 

غيـاث :: عيدي يكتمل لمن الوردة ترجع لساقيها .

-يربي شلون بلسـانه اني ،، اتـصـل بيه تردد افتح خط بس گلبي محتاج لصوتـه ، رفعت سماعة و اجـاني صوته بسؤال :

غيـاث :: تدرين شأتمنى هسه؟

-هممم شنو ؟

غيـاث :: اعايدج و انتِ يمي و بحضني و اهمس بأذنج أُمنيتي كون رمضـان الجـاي اشوفن وليدي بحضنج 

-للابـد تفوز بأكثـر انسـان ينزل دموعي 

غيـاث :: ايبااه شگد انه ظـالم لعد

همست بغصـة :
-شگد حُبك آلمني 

غيـاث :: شگد احبنّج و أريد احبنج ازيد بعد 

-ضحكت ..اجـه صوته بخدر :

غيـاث :: اضحكي ،، اضحكي و آني عشيرتي مشتعلة

-احـم خلي اروح لعـد 

غيـاث :: لتروحين ،، ابقي سهرانـة وياي 

-ممم مو آني نعسـانة 

غيـاث :: و آنه اذوبن بسوالفج المايعة وانتِ نعسـانة 

-شلون بيك آني و تالي وياك 

غيـاث :: مشتاگلج يا هرش گلبي 

-تصبح على خَير 

غيـاث :: يصير اكولن و انتِ بحضني ..؟

-انهيت المكـالمة فوراً ، لأن حَسيت گلبي راح يقفز من بين ظلوعي و يجاوب عني و يگولي هي أَكثر شي مستفقدته بهذهِ اللحـظة حضنك ، حطيت ايدي على يسرتي مثل الاريد أكتم صوته ، فركت راسي احاول اهدأ الصراع ما بين الاثنين ، مدري شلون نمت بس الاكيد بعد الكثير من الخيالات و الأحلام الجمعتني بيـه و ماصحيت الا على ايد كفاية و هي تهزني :

كفاية :: كعدي بالمصكوعـة بيت عَمج جايين بخويطهم 

وخرت الغطـا و كعدت بنصف كعدة افرك بعيوني :
بربج كفـاية ،، هي هاي تهنئة العيد مالتج ؟

باوعتلي و أبتسمت :
كفاية :: عيدج مبـارك جوهرتنـا شو تعالي نطيني حَبة

ابتسمت ورديت :
-من العايدين والفايزين گلبي 

حضنتني و باستني و راهـا امطرتني بالاخبـار الموحلوة 

كفاية :: گومي غسلي و رتبي رويحتج لبسي الكلابيه الجبتها الج ذيج النوبـة و نزلي عايدي ابوج تا اضفرلج شعرج گبل لا يجون 

-ادري شنو مسوين لجوء عدنـا صرت اشوفهم اكثر ما اشوف روحي بالمرايا ، نوب جايبلي چنته الي ما تطيق شوفتي 

غَيـم وجهها و طبطبت على رجلي :
كفاية :: ميخالف حبوبة ، عمج و جاي يعايد ابوج شكو منها 

-ما ارتاحلة كفاية ،، اكرهه و اكره السواه بيه والي ديسويه وياج 

كفاية :: انحشمي يا بت ترا هذا عمج ما يجوز هيج تحجين عليه ، يله همي حبوبة انتظرج جـوه 

-عافتني و نزلت مزعوجـة ، هالايـام مزاجها برتقالي ومتتحمل حجاية ، مالومها اعرف تفكر بسالفة الخطوبة من هذا الشايب و الي اتمنى من كل گلبي تخرب و متصير 

سبحت و رتبت روحي ، نزلت اعايـد بابا رحت للديوانية لكيته كاعد و گدامـه دلة و فناجين ريحة الكهوة تجيب التايـه ،صبحت عليه وابتسم دنكت بوسته و اخذت ايده بستها : عيدك مبارك بـابا 

اخذ راسي باسـه و همس :

سليمان :: عيدج مبارك يبعد ابوج 

باوعلي بنظرة عَطوفة ، باوع لصفحته و جر علبة قَديفـة كبيرة فتحها وطلع منها ضبـة مال اساور وكردانة ليرات نازكة تجنن اخذ ايدي و لبسني السوارات و صاح :

سليمـان :: الذهب للذهب بوية عليچ بالعافية 

دَمعت عيني و بغبطة جاوبته :
اشكرك بابا بس هواي هذني 

هز راسـة وهتف :
سليمـان :: موش هواي على حفيدة داوود ، انتِ ما توزنين بالذهب .

-لا اراديـًا حضنته ما چنت فرحانة بمادية الهدية بكدما فرحانة بكلامـه ودلالـه اليـه ، دخلت كفاية تصيح :

كفاية :: اااي عيني هدايا و احضـان الله يديمها 

ضحك بابا و باوعتلها بحنية 
چنتي تدرين مو ؟

حطت ماعون كليچة گدام بابا و همست :
كفاية :: لا تاچل منها چثير و يصعد سكرك 

باوعتلي بتفاخر و صاحت :
كفاية :: الفكرة فكرته بس الذوق ذوقي شنهو رأيج ست ودة 

-يخبلن والله 

كفاية :: تتهنين بيهن حبوبة ، تعالي البسج الكردانة 
و اضفرن شعرج كبل لا يجون .

اجـه فخري اخذ بابا و راحوا بمشوار صغير يعايدون صديق لبابا و اني وكفاية توجهنا للمطبخ الولد ذبحوا برا و حضروا مناقل الشوي و خنجر اخذ السمجات يسكفهن بالحديقـة ، اني اسوي السلطة و كفاية جهزت البرياني والتشريب ، كملنـا كلشي حتى الحلو و الفواكـه رتبناهن بصحون ، لهنـاك رجـع بابا و اجو بيت عمي ويه رجعته ، اول مسمعت حسهم كفاية ركضت جابتلي شـال عريض و ذبته على راسي وضمت الباقي من الكصيبة جوه الكلابية واني حب رحبت بالفكرة مدري ليش ،

دخلـوا عمي و ولده للديوانيـة و مرت عمي و بنتها وچنتها للصالة الداخلية ، الجـو بلحظات انشحن بالتوتر و المجاملات المُزيفة و وحدتهن من تشوفيها شلون تبوسج بمودة و هي بداخلها تضمر العكس تماماً ، اجـه صوت زوجة عكاب بفضول :

شَهلـة :: ااي خية ما گلتيلنه شصار من سالفة طلاكج 

-بعبوس جاوبتها :
طلاقي ؟ 

شَهلـة :: اي چـا مو من ذيج النوبة سمعنا تريدين تطلگين ، شني ما فضيتوها لهساع ؟

بأبتسـامة مصطنعة همست :
لا والله ،، بعدنا بس ما فهمت ليش مهتمة ؟

لوت شفايفها بخبث :

شَهلة :: لا حبوبة عليش موش مهتمة بس وضعج يقهر ظالة مثل الوقف لا طايلة سمـا و لا متناوشة الكاع 

صاحت كفاية بأمتعاض :

كفاية :: عَليش يمـة مقهورة ، البنية معززة مكرمة ببيت ابوها وزلمتها رايدها وشاريها زعل حبايب و ان شاء الله يتصالحون 

ام عكاب :: هو شنهي اليصالحون ، هَيج لكمتها ثجيلة عليكم تردون تردونها لعيوز الشر السممتها و خلّت عكلها يلكف ، فوك چسـرة امها نوب تچسرونها، خليها ابالج هاي ييتيمة واتحاسبون عليها يم الله

-عادة بهيج مواقف يكون الرد موجود على طرف لسـاني بس كلامها ضرب الوتر الحساس عندي مثل واحد صب الملح على جرح عميق ، عفتهم و گُمت صعدت لغرفتي ، شمرت نفسي عالفراش عضيت المخدة و صرخت من صَميم گلبي احاول ابدد اوجاعي الي تكالبن عليه من كل حدب و صوب ،

لحظات مرت بچيت بيهن هواي و عاتبته بيهن هواي ذاك الحبيته رغم كل العوائق بيني و بينـه أمنت بصدره و توسدت عليـه غَمضت عيوني و حلمت بحياة حلوة تجمعنـا و تالي جتني الطعنه منه و منهم ، دخلت عمتي تباوعلي بزعل 

كفاية :: عفية عليج خَليتيهن يحَنن ك***هن و يشمتن بيچ يالخوثة ؟

-لعد شترديني اسوي ، ابقى گاعدة و اتسمم بحجيهن

كفاية :: وشني يعني ظلي كاعدة واحكريهن ، فتحي حليجج المايع و رديهن

-شأرد عليهن قابل هن مجذبات 

كفاية :: لج غبـرة لا تورجيهن على جرحج و تشمتينهن بيچ ، كاللج هيچ كليلهن و انه متزوجة امه يو متزوجته الزلمة شاريني و ما يرضى يطلكني مو بحجايتين مطرن عيونج و شردتي 

-عوفيني هسـة فدوة ما اريد انزل 

كفاية :: كومي انزلي و عايدي عَمج و هم تا نصب الغدة بلچن يفكونا منهم و يروحون بساع 

-گمت وياها و قبل لا انزل لبست قناع اللامبالاة مطيت شفايفي بأبتسـامة مزيفة و دخلت للديوانية اسلم ، عايدت عمي من بعيد بس هو جرني باس راسي و كذلك عايدت عكاب و شهاب بتكلف و رجعت للمطبخ ، حضرنا الاكل و بدينـا ننقله للديوانية وحرصت ما احتك بوحدة بيهن ، و اثناء الغدا
لمح عمي حمدان مرة لخ لخطوبة كفاية الي حسيتها انكمشت وحتى بطلت تاكل ، صاح بابا :

سليمـان :: مازال الكل متجمع اليوم ، خلونا نخلص غِدانا واريدنكم بسالفة 

حمدان :: خير خوية گول شنهي سالفتك

سليمـان :: خير ،،خير اچلو هسع و بعدين نسولف 

-اترخصت كفاية و الدمعة بعينها ما سمعنا منها غير الحمدلله همستها بخفوت ،

كملنـا الغدا بأجواء مشحونة بالترقب ، رفعنـا السُفرة ودينالهم الجـاي وبقينا احنـا البنات نرتب المطبخ ، لحظات و دز علينا بابا ، عفنا كل شغلة بايدينا وتوجهنا بفضول للصالة نريد نعرف شنو هي الشغلة المجمعنا عليها ،كعدنـا واحد يباوع بوجـه اللاخ و أستهل الحَديث عمي :

حمدان :: گول يسليمـان شنهي سالفتك ؟

-باوع بابا لكفايـة و صاح :

سليمـان :: الموضوع و ما بيـه اكو ناس اجاويد حاجتني على كفاية والسموحة منچ خوية انه وافقت عبن اعرف الزلمة كفو وينشد بيه الظهر ويستاهلج بس بگه نسمع چلمتج لان الراي الاول و الاخير الچ

لمعن عيون كفاية بفضول مريح و كأنها تعرف تماماً بابا حريص عليها ويثمنها زين و يعرف شلون يختارلها 

دنكت و همست بأستيحاء مبالغ :
كفاية :: خوية انه ماعندي چلمة فوك چلمتك مازال تشوفه زلمة كفو خلاص انه امشي وراك مغمضة

-انتفض عمي من مكـانه و صرخ :
حمدان :: اكف انتَ وياها ،، خطبة و موافقة شني بويه مال سايب مالكم چبير انتم ، متت وبعد مالي وجود بينكم ؟

كفاية :: اسم الله خويه 

قاطع بصرامـة ::

حمدان :: لا شافچ الله كون ، انتم شنو تردون تخزوني جدام الوادم ويكولون حمدان ما عندة چلمة على خوانه

سليمـان :: اكعد خوية و صل عالنبي انت موش تريدها تعرس يو لا ، انه راح ازوجها لليستاهلها 

حمدان :: شوف ولك سليمان تراك تماديت چثير ، هو شنهي التزوجها چـا غير نطيت چلمة للزلمة و كتله البت راضية بيك

سليمـان :: كصدك للربع زلمة ، هو بو ضاوي شظال بي مسحون سحن وسنونة طايحة

حمدان :: رجال ما ينعاب

سليمان :: حجي يفيدك هذا ، شتريدني انطيها خاطر اترمل نوبة لخ والجسرة تصير ثنين

حمدان :: اااي بالله و منو هذا المعرس الخطبـها منك 

-باوع بابا لكفاية و هتف :

سليمان :: مهران ابن الشيخ يعكوب

-نزل علينـا الخبر مثل الصاعقة ، اجت كلماته بتردد موشومة باوزار ماضي العائلتين ، باوعت لكفاية تجمدت ايدها على كلاص المي الجانت لازمتـه تباوع لبابا بعيونها الواسعة مثل واحد يدورله تفسير ، همست بخفوت :

كفاية :: مـهران 

-اومـأ بابا براسه ببطء مانطق بس عيونا تباوعلها بقلق ، خيم الصمت لثواني معدودة بالغرفـة قبل لا يزمجر عمي بغضب مكبوت :

حمدان :: انتَ تحجي صدك يو تتغشمر ، ابن يعكوب !
شني خلصت الزلم و ما لكيت الا هذول شنهي ولك نسيت عملتهم بمرتك ، نسيت شعملو ببنتك نسيت بينا دم و طلايب وعداوة من سنين .

سليمـان :: ياهو الكالك نسيت ، لا ما نسيت بس العداوة هاي موش من طرفهم العداوة هاي انه سببها من الاول و لوما انه چان ابوي و يعكوب ما تخاربو ولا صار الي صـار ، بعدين القرار الاول و الاخير لاختنـا.

حمدان :: و من شوكت حنا ناخذ راي الحريم يسليمان ، شني كضيتلك جم شهر ابغداد تبدلت احوالك و اجيت .

-تجاهل كلامـه بابا و وجـه سؤاله لكفاية بشكل مباشر :

سليمان :: مالج غرض بكلامـه خوية انه يهمني اعرف انتِ موافقه بالمعرس يو لا و گبل لا تجاوبين انطيج مهلة تفكرين ترا الزلمة محاجيني عليج من ذيج النوبة وانه كتله عيفني افكر وفكرت شفت ماكو احسن منه الج.

-مافهمت بابا ، يعني عمـو مهران محاجيك عليها من زمان ؟

سليمان :: اي والله من ذيج النوبة من جـانا هو والشيخ يتحمدون اليه بالسلامة

-حسيت بكفاية اضطربت و ارتبكت تحت نظرات حمدان الي دتدرس ردة فعلها ، صفك ايده وصاح :

حمدان :: خوش والله بكيفكم تلعبون ، اسمعني سليمـان شيل هالسالفة من راسك كبل لا تصير الشغلة چـايدة وانتِ تنوعيلي زين زواجج من فَتـاح رح يتم الرضيتي و الما رضيتي ، موش عبالكم جويعدين هنـا ومخليلكم تفاكه بالباب ما اكدر عليكم وعلي هسع اكومن اجسر عظامكم وانعل شيب الخلفوكم .

-باوع لولده ونسوانه و هتف :
حمدان :: امشونـا يله ، طلعوا العيد من خشومنـا لا بارك الله بهيج خوة كشرة 

-طلع و طلع وراه القطيع مالته مدنكين روسهم 
بقينـا احنـا الثلاثة مبهوتين من كلامه ، صاحت كفاية بغصـة :

كفاية :: خوية شني سالفة الخطبه هاي ؟

سليمـان :: مثل ما سمعتي ، جية الشيخ ذيج النوبة موش بس لخاطر يتطمن على صحتي ، اجاني بأقتراح بعدما شاف حياتي بخطر و جنه يعرف اخوج العود مو كفو و الجشع عامي عيونه طلبج مني لمهران و طلب ود ترجع لزلمتها ، كفو منه راد يحميچن

-امتعضت من سمعت كلامه ، نهضت بعصبية وصاحت : 

كفاية :: الله يسلمه و يچثر خيره ، بس انه ممحتاجه لحمايته 

عافتنه ومشت لغرفتها تتراجـف ، باوعلي بأسف وهمس :

سليمـان :: و انتِ بويه شقررتي ؟

-اني شنـو بابا ؟

سليمـان :: الصبح رحت اعايد الشيخ و حاجاني عليج 
زلمتج رايدج بويه و رايد يردج كتله اشورها و اردلكم جواب 

-بلعت ريكي و قبل لا اتكلم قاطعني :

سليمان :: ها وكال تكعد بمشتملها لا تشوف البدوية ولا البدوية تشوفها 

-وانتَ بابا ؟

سليمـان :: انه شنهي نوب 

-انت منـو الك ؟

فلت وجهه و مثل الجتـه لحظة ادراك ، كمت كعدت بصفة وهمست :

-توني ادركت انت انسان وحيد بابا ، كفاية احتمال تمشي وحمدان ما ينشد بيه الظهر و تريدني ارجع لرجلي زين و انت منو الك ؟

بثانية انترسن عيونه دمع ، تكلم بعبرة :

سليـمان :: انه الي الله 

-انحدرت دَمعة من عيوني ، نهضت من مكاني طبطبت على كتفة وهمست بقراري النهائي :

ونعم بالله بابا ،،بس اني و من هاي اللحظة مستحيل اعوفك بـعد 

مشيت اطلع و استوقفني صوتـه :
سليمـان :: چم دوب تظلين مجابلتني ، العمر يمشي ومامش احد يدوملج غير زلمتج و الرجال اذا طكت حوصلته يشوفله مرة غيرج 

همست و الغصة خانكتني :
من حقـه و ما راح الومـه بس راح تكتلني الملامة لو عفتك لحمدان و ولده ينهشون ضعفك ! 

طلعت بوجهي لغرفة كفاية اريد انتف شعرها اذا رفضت ، دخلت لكيتها تبجي ، صحت امازحها :

-دموع الفرح أكيد 

جاوبتني بعبوس :
كفاية :: شنهي دموع الفرح ولج ؟

-مبروك الخطوبة ، عمو مهران جنتل مااان 

ركعتني بالمخدة و صاحت :

كفاية :: استحي ولج شني هذا الكلام بعدين منهو الكالج انه موافقه

-وليش حتى متوافقين وين تلكين احسن منـه لو عاجبج تاخذين فتاح حتى باول بوسة بينكم يوكعن سنونة بحلكج 

كفاية :: ياااع دهر فرج و فلك فلكج يالما تستحين ولج شو فد مرة نازعة الحيا ، فارجي الله يصكعج لعبتي روحي 

-ما اروح من يمج الا و اني ماخذه الاوك منج 

كفاية :: عاد صارت بيها طفكة ، حبوبة فارجي و خليني لوحيدتي

-هسه انتِ ليش معصبة غير افتهم شو ما شاء الله الخطاطيب تتچاتل عليج هههه

باوعتلي و رأسـاً ضحكت متحملت ،، اقتربت منها وسألته بجدية : شنو رأيج بمهران ؟

كفاية :: خية ما ترهم ، بيناتنا طلايب معِرّة و سالفتج لساع ما فاضة وزيدي عليها انه ما اريدن افرض نفسي على زلمة تايحميني 

-ومنو كالج تفرضين نفسج ، ماسمعتي بابا شكال ، الشيخ محاجيه من زمان 

كفاية :: رحم الله امج و ابوج الشيخ محاجيه خاطر يحمينا مكسّور خاطرة علينه من الله لايطي عمج العافية هل صيت طلايبه وصلت لهذاك الصوب والوادم الغربة تريد تحمينـا منه

هو الموضوع يقهر صحيح ،، بس عمو مهران خوش رجال وقريب من عمرج و هادئ متأكدة راح يسعدج اترجاج كفاية هالمرة فكري بنفسج وبس اتركج مني ومن مشاكلي ، و اتركي ضغط حمدان وامشي ورا مصلحتج غير هيج ماكدر انصحج بشي گلت و اني تاركة المكان ، استوقفتني بسؤال :

كفاية :: و انتِ ؟ شوكت تفكرين بمصلحتج و تشوفين حياتج 

-صفنت بالفراغ شوية ، همست :
حياتي من هلكد ما ظلمة ما تنشاف ، اني قصتي معقدة لا تدوخين راسج بيها .

خلصن ايام العيد ، و ماكو شيء جديد غير انه بابا يطلع يعايد جماعته لو هم يجون يعايدونه و نخلصها طبخ و جـايات الى ان ثالث يوم العيد جنت نايمـة كعدت على صوت صيـاح جـاي من جوه ، نهضت بسرعة و نزلت ، بابا الديوانية مفتوح واسمع كفاية تستنجد بحمدان و تذكره بالخوه البيناتهم 

دخلت لكيت حمدان لازم بابا من خوانيكـه ، يهز بيه بقوة ويهدد ويتوعد :

حمدان :: اسمع ولك انه لهسه مخلي خاطر للدم بس مال تمشي چلمتك عليه تحلم اخليك ، أچتلك و اكولن تاجر ممنوعات چتلته و خلّصت الوادم من عنده

كفاية :: ولك عوفه رح يموت بين ايدك ، تهدد اخوك بالچتل يالمتخاف الله 

-من شفته شلون يهين ابويه گدامي، من شفت شلون وجهه ازرك جوه قبضة ايده و شلون يهدد بيـه مستغل ضعفة و مرضـة نسيت نفسي و نسيت صلّة الدم و نسيت اني امرأة مسلوبة الحق بهذا المُجتمع وعرفت شغلة وحدة بس الي دينهان گدامي هذا ابويـه ، انداريت للنفـاضة الكزاز الموضوعـة عالطبلة 
جَريتها بلا تردد وقفزت ضربته بمؤخرة راسه ، صرخ و اندار يباوعلي بنظرات شرر ، داخ وصار يترنح ومنظر سيلان الدم على دشداشته خلاهم بحالة صـدمة ثواني ، صرخت كفاية بصوت مجروح :

كفاية :: يبووو شسويتي يمدهورررة 

-ركض بابا سَنده وكعده عالكُرسي ، و كأنه انفتحت نافورة براسه ، صرخ بوجهي :

سليمـان :: طلعييي برا 

-بقيت واكفة بجسد مشلول بس ذهني يمهم ، جر تلفونه بابا يتصل على خنجر الي چـان طالع بمشوار قريب 

سليمـان :: عيف كلشي من ايدك و تعال بساع 

-كفاية تركض بحرقة فؤاد جابت علبة كلينكس خلتهم عالجرح هو ينوح و يتوعد :

حمدان :: ااخ يا بويـه ، هاي الكح**** تفشك راسي هَيج لا وانه ابنك يداوود الما خليتهم يشرمونها شرم 

-لحظـات و دخل خنجر مهبوط تقرب على عمي تفحص راسه ورد باوعلي : 

خنجر :: لا تخافين خويـه ،، مابي شي هسع اخذه يضمدونه 

-سندوه خنجر و بابا و گوموه ، نطاني نظرة تخوف وهدد :

حمدان :: ما فوتها الچ و روح امي 

-طلعوه و تقربت كفاية مني تحاجيني و تبچي :

كفاية :: ولج شسويتي يمفلوكة لو ميت الرجال چـان شكلتي لروحج اكو وحدة تضرب عمها هَيج ولج شني نسيتي نفسج مافكرتي ولده من يسمعون شراح يسوون بيج 

-صرخت بمرارة :
يطبه مرض عساه بالموت ، خلصص بعد ما اكدر اتحمله واتحمل عفرتته و وجوده شيريد يصير خل يصير 

عفتها و صعدت لغرفتي ، ما بچيت و لا ندمت عالسويته چان على بالي افوخ گلبي بي من زمان بس حرامات ما نشته ونچخته زين ، 

اقل السـاعة و سمعت صراخ جوه ، أسـأل روحي شنو معقوله مات من فشخة ، محَسيت الا اندفر الباب ودخل عليـه عكاب وتبعته كفاية فكيت عيوني بصدمة ، بعدني ماحجيت واجه سحلني من ذراعي يريد يضربني لولا كفاية صـارت بنصنـا 

كفاية :: اطلع برا ولك شني تريد تطكها ؟

عكاب :: ميلي عني خن اربيها هاي الدايحة 

صرخت : احترررم نفسك ما دايح الا انت يا ناقص

جدحت عيونـه تقدم عليه و رفعني من شعري ، چنه بغل خرمشت ايده احاول افك نفسي عنـه  

عكاب :: وحدة برعة ممترباية اليوم اذا مكصيت لسانج وذَبيته للچلاب 

-اجت كفاية و صفكته راشدي ، شمرني بنترة و ظل يباوعلها بغضب مشدد قبضة ايديه و ينافخ :

كفاية :: هاا شو تتنوعلي هيج يبن حمدان شتريد تطك عمتك نوبة ، يله شمتاني شيل ايدك و طكني يالسبع 

-زحفت للزاوية ابجي من الم راسي ، شلع وصله من شعري الله لا ينطي العافية 

رمقني بنظرة حادة و يأشر بسبابة ايده :
عكـاب :: حسابي وياج ما خلص يالحضريـة 

-طلع من الغُرفة و اجتي عليه كفاية حضنتني و تفرك براسي 

كفاية :: عساه بالچسـر كون ، بسيطة انه اخلي سليمـان يربيه 

-بچيت بحضنها و صحت :
بابا ميكدرلهم كفاية ، كل يوم اكتشف بابا هش و ضعيف كدامهم !

تبچي و تطبطب على چتفي بضياع ، حايرة ما بين تواسيني لو تواسي نفسها ، سمعنا حس سيارات طبكت عرفنا رجعوا ،حاوطت اكتافي و همست :

ظلي هنـا ، اي شي يصير لا تنزلين جوه 

دموعي ما وكفت مو خوف من ردة فعل حمدان و لا علمود مدت ايده ابنـه عليه ، بس لحد الان منظر بابا وهو جوه ايد حمدان ميروح من بالي ، لمت نفسي على شي واحد بس لانه ضربتي ما چـانت تشفي الغليل 

طلعت وكفت يم الدرج اتسمع ، الظاهر جايبنه و جايين 
يزمجر و يتهدد بنص بيتنه و لا جنة مفشوخ ، و عگاب يردح مثل الدلالة و يفشر عليه و على تربيتي ، رنّ تلفوني و رجعت رأسـاً للغرفة چـانت زينب تتصل رفضته ورجعت اتصلت ، مسحت دموعي وجليت صوتي :

-هلـو زينب 

زينب :: عيدج مبـارك يمصكوعة ، تانيتج تبادرين وتعايدني نسيت انت مطفية الاحساس 

-هملت دموعي و بشفاه مرتجفة همست :
عيدج مبـارك زنوبة ، ربي يحفظ ابنج و راعي بيتج 

زينب :: شمالج ولج ليش صوتچ مجرح هَيچ ؟

-مماكو شي زينب مريضـة شوية ، 
احجي وياها و فَزيت على حسّ صياح عالي وهوسه
رحت قفلت الباب، اجه صوت زينب يحثني اتكلم :

زينب :: شصاير ولچ احجي شني هذا الصيـاح 

- مادري زينب الظاهر حتصير مصيبة كله من ورا حمدان 
الصبح تهجم على بابا و اني ما لزمت نفسي ضربته 

زينب :: ياااع صخام الصخمج شنهي ضربتيه يعني 

-ممادري ، شلت نفاضه و ضربته براسه بس ما مات

زينب :: لـطام اللطمني، چا هم عايزة يموت ، لج حبوبة عكلج وين ايدج والربد و الحرك شني جاكي شان

-يطبه طوب مشفتيه شلون خنگ بابا خفت تجي نوبة سكر من الخوف ،،

زينب :: سودة بوجهك حمدان ، لا تبچين حبوبة ، كليلي خما اذوج 

-ابنـه الحقير كطع شعري بس خوش اكله صفعة من كفاية 

زينب :: عسا ايده بالچسر هالكو*** جليل الناموس
بس لا تزعلين انتِ غلطانه ، شلون تضربين الزلمة ربچ ستر چـا مات 

-ترا مضربته طلقة زينب ، لا تلوميني صار كم شهر متحمله عليه ، يحوم حوالينـا مثل الغراب كل همه شلون يستولي على فلوس ابويه

زينب :: دخيلك يبو فاضل ، شلون يعني ؟

-يريد يزحلك كفاية لفتاح و اني منتظرني اتطلك من غياث ويزوجني لابنـه و بهيج راح يكوش على كل حلال ابويه .

زينب :: ايا چلب يا ناقص موش انتِ على ذمة رجال شلون يحجي هَيج 

-عوفج مني هسـه ، اني ميكدر يجبرني على شي بس خايفة على كفاية ياريت ترضى بعمو مهران و تخلص منه 

تساءلت بصدمـة :
زينب :: مهران ؟!

-شنـو معقولة متدرين الشيخ حاجه بابا علمود كفاية ؟

زينب :: لا كفيلج العبـاس ولا اعرفن ، يمه راسي شني هاي الصدمـات 

-لعد اذا متعرفين لا تحجين بشيء گدامهم زحمة احتمال ميردون احد يعرف 

زينب :: ولا يهمج حبوبة ، بس كليلي انتِ شراح تسويين 
راح اظلن مهوجسة عليچ

-لتخافين عليـه زنوبة ، احس گل يوم يموت جزء بيـه 
شـافوا بابا ماعنده ولد حسبالهم لكمة سهلة والله لو اعرف اموت جوه ايديهم ولا اخلي احد يمسـه بسوء

انتحبت و بدموع همست :
زينب :: السالفة چايدة خية و الحجي موش مثل الفعل 
فدوة اروحلج اتجفي شره هالمضروب الچلوة و لا تخلينه يأذيج 

-الله كريم زنوبة ، ان شاء الله متظل هيج شو صارت سنطة خليني انزل اشوف شكو 

زينب :: ماشي حبوبه و عودين طمنيني عليج فدوة

-تمام حبيبتي 

بعد مكالمتي ويه زينب تشجعت انزل بروح مستميته ، هو اني ليش خايفة ، هم الي اندكو بينـا و هم المفروض يخافون ، دخلت للمطبخ لكيت كفاية گـاعدة و ايدها على خدها تبجي بسكوت ، تقربت قرفصت بمستوى ركبها احاجيها :شبيج حَبيبتي ؟

شالت راسها و انصدمت بصفحة خدها حمرة ، صحت بأنفعال :

هاي هو ضربج ؟

هَزت راسها و جاوبتني بدموع :

كـفاية :: چيف گتله ما اتزوج فتاح و انه راضيـه بأبن الشيخ تسودن عليه و صفكني بكل قوته ولا تكولين توه مفشوخ 

-شفتي مو كتلج حرامات لو كاتلته هالـعار ؟

لحظـات و دَخل شهاب بوجـه مغيم عبوس :
وكف ثواني يتأملنـا ، تجاهلت نظراته و گمت رحت طلعت ثلج من الثلاجة و ناوشته الها :
خلي على وجهج بلكي يخف الحمـار 

اخذت مني و تمتمت بخفوت :

كفاية :: و وجعة الگلب شيخففها .

اخذت الثلج و راحت لغرفتها باوعت لشهاب و صحت وراها:
ايدهم كصيرة و ايد الله طويلة عمـة 

تجادحت عيونه و رد بحنق:
شهاب :: فوك عملتج السـودة تدعين علينـا ، شمالج انت لا تحشمين چبير و لا تخافين من صغير  

وكفت بمواجهتـة :
چنت اظن الدم اله حوبة ،، بس دمكم خابط ولا خير بي 

شهـاب :: ولج يا صلافتج هو منو الطگ ابونا لا وكف بعينج عيب و لا عادات 

-متكلي يا عيب و يا عادات التحجي بيها ، ابوك مستقوي علينا مستغل مرض بابا و ضعف كفاية و ينحش براسي من مدة خاطر اتطلك من رجلي و اخذك ما احترم لا عادات و لا تقاليد عمت عين الفلوس المسخت العالم 

شـهاب :: و شني يعني ، انت موش تريدين تطلكين جاعدة هنـا من شهور حالج حال الناشز، عاجبج هيج وضعج 

-مالكم شغل بيـه ، من اكعد ابيتكم عود تدخلوا

شهـاب :: لا ما عدنـه مرة حرة التصرف بروحها ، خليها ترچية بأذنج حنا ولد عمج و چلمتنا تمشي عليج حالج حال بنواتنا ، انه لهسع جاي اتصرف وياج بحكمة و اكولن حكها لا ربت هنا و لا عرفت اصولنا بس موش للدوم نسكتلج ، اهجدي و صيري حبابه احسن ما تشوفين شي ما يعجبج 

-راح و استوقفته بسؤال :
و الاصول تكولك خلي عينك على مرة بذمة رجـال ؟
الاصول الاخ يحاول يذب اخته بتهلكة حتى يصفاله الجو ويستفرد بأموال اخوه المريض ؟

وكف ثواني مثل الي يفكر بكلامي ، ما رد و لا حتى اندار
خله و مشى ،

رحت وكفت بباب الديوانيـة ، اتسمع لتهديدات حمدان الفارغة ومصايح ابنه و توعده اليـه ، محسيت الا على صوت صياح جـاي من برا ، صوت اعرفـه كلش زين مثل مـا اعرف صوت قلبي 

ركضت لشباك المطبخ ، شفت غيـاث بالطارمة متحزم بجناده وسلاحـه و مهران و خنجر واكفين يمـه يحجون وياه
طلعلـه بابا برا ، ركضت صحت كفاية و وكفنه على بعد مسافة نتفرج :

سليمـان :: امشينا بويه جوه نتفاهم

غيـاث :: عمي انه ماعندي شي وياك ، نادولي عكـاب خله يجيني هنـا 

سليمـان :: مهران بويه حاجيه ، منا الوادم شنهي يريد يخزينا 

مهران :: يبه هدي ، امشينا جوه انتفاهم 

غَيـاث :: ما اهدأ ولا اتفاهم الا اچسر ايده الي مدّها على حرمة ، لو يطلع يواجهني هسع لو خل يلبسله شيلة ويكعد ويه النسـوان . 

ثواني و طلع عكاب و تبعوه شهاب و عمي لازم صفحة راسـه ودشداشته كلها دم 

عكاب :: شمالك ولك صارلك سـاعة تنعثل ؟

-يمـه هو گاله هيچ و غيـاث باوع لعمـة و ابتسم بس مو ابتسامة عاديـة لاچانت مُرعبة و تنبأ بكارثة حتمية ، بلمح البصر خطف عكاب من ياخة دشداشته و لكحه بالكاع كعد فوكاه شبعه بوكسـات ، چيت عليه شهاب ببوكس تصداله بذراعـه ، لهناك و دخل مهران عالخط سحب شهاب و شمره ليغاد و ذوله الاثنين تمالخوا ، ركضت عليه بلا شعور شال راسـه باوعلي زمجر عليه بصوت مرعب :

غيـاث :: فوووتي جوه 

-سحبتني كفاية جوه ، انهاريت ظليت الطم على وجهي 
عوفيني راح يتكاتلون ، هي تبچي متعرف شنو تسوي 

طلعنـا مرة لخ لكينا العركة متحولة بالشارع و ناس تكتل بناس ، حتى خنجر طاب بنصهم مدري عليهم مدري وياهم غياث متشابك ويا الخوة ثنينهم ، اخر شي مهران جر سلاحـه ورمى بالجو :

مهران :: بسكم عاد لا افرغ الشاجور بروسكم يله

ابويه واكف على صفحة يتأمل العركة بأسف و حمدان يطفر مثل القرد هنا و هناك و يحاول يأجج بالمشكلة صاح عليه بابا

سليمـان :: حمدان اخذ ولدك و روح لبيتك خوية 

باوعله عمي بأستحقار :

حمدان :: تفوو عالخوة اذا هيج 

سليمان :: حمدااان خذ ولدك و فارج

باوع لمهران بنظرة توعد و صاح :

حمدان :: النـه كعدة ويه الشيخ يمهران و شوف شيكول على عمايل ابن اخوك 

هز راسـه مهران و ما نطق ،

توجـه هو وشهاب سندو عكاب و كوموه وجهه صاير خريطة ومن كل مكان ينزف ، حطوا روحهم بسيارة 
ومشوا ، دخل مهران و زمخ بينـا :

مهران :: شعدجن واكفات ؛شني فرجه للوادم دشن جوه بساع 

دخلت بس ظليت اتلفت ردت اشوف غياث ، وشفته الحمدلله مابي ذيج الاصابات ، دخلـو للديوانية و مشفناهم بعد ، كفاية ودت الهم جاي وبقت جوه مطلعت بعد مدة من الوقت اخذني الفضول رحت اتسمع ، الكلام مجـان واضح كلش على حظي كاموا يتهامسون بس سمعت كفاية تكول :

كفاية :: هاي هي خويه الي تشوفه 

ثواني و انفتح الباب و صارت بوجهي جفلت و اني تفشلت ، طبكت الباب و حجت هامسة :

كفاية :: شعدج تصنطين 

-ليش بقيتي هناك شعدهم وياج ؟

كفاية :: ميخصج ام راس ، كل الطلايب من جـوة ايدج 

-ها نوب اني ، اكلج كفاية خاف بابا يرزلني من الصبح لهسه شايله هم بابا شراح يكلي بعد هاي المصيبة

كفاية :: برأيي ، شيلي هم زلمتج الكاعد يرجف مثل البركان يمـه من كض الولد گلت راح يموته 

-يستاهل 

كفاية :: شكو كلتي لزينب راح تكبر الطلابه و حميدان شيسكته 

-وعيونج هسه يم الشيخ يصير دجاجة

باوعتلها عيونها بيهن بريق حلو ، و خدودها موردة شكيت اكو شي مـا اعرفه ردت اسألها بس طلع بابا قاطعنا : 

سليمـان :: بويه زلمتج يريدج جوه 

-تلبكت شويه بس سألته : عمو مهران جوه؟

سليمـان :: لا طلع ينتظر بالسيارة 

-بلعت ريكي و بگلبي اكول اجاك الموت يا تارك الصلاة 

دخلت رجل تضرب برجل ، چـان كاعد هاي الكعدة لمن يكون متعصب وعلى وشك يكوم يفلشله واحد ظهره مستقيم و مجنح تك ايد مسندها على رجلـه و يسحك جكاير ، رحت گعدت گدامـه مثل الخوش بنية ، دنكت راسي انتظرته هو يبادر بالحديث ، 

غيـاث :: شيلي راسج و تنوعيلي انتِ ما تخافين 

-رفعت راسي و باوعتله بأرتبـاك 

غيـاث :: عاجبچ الصـار مكيـفه جويعده عد ابوج و ولد عمج واحد يخطب و الاخر يطگج ؟!

-ضرب صدره حيل و صاح بصوت مسموع :

غيـاث :: ولچ مشتعل ، گلبي احترك من وراچ گليلي شتريدين لوين تريدين توصلين تعاقبيني ، ما ظنتي اكو اكثر من هيچ عقـاب كاعد بصوب و مرتي بصوب تنطك و تنهان يوم جماعة ابوج يهدون عليكم بالفشك و يوم عمج و ولده كليلي عاجبتج هاي العيشة ؟

-قوست شفتي و بغصة جاوبته :
الظـاهر مكتوبلي اعيش هيج عيشه ، مهما قاتلت وناضلت حتى اغير من مصيري بالاخير الكاني اواجه نفس القدر ، ببيت خالي تعرضت للظلم و ببيتك تعرضت لظلم أَكثر و هسـه بقعر بيتي و هم دا انظلم ،اكتشفت الخلل مو بيه ، مهما سعيت بأرض الله الواسعة يبقون البشر اخطر مخلوقات بالدنيـا .

غيـاث :: گليلي شتريدين ؟ ارتكبلي جريمة و اردن للحبوس بلچن ترتاحين و تكولين خذيت بثاري ؟

-هزيت راسي بعنف ، لااا
مو هيچ بس ..

نهض من مكانـه و صرخ :
بس شنهييي ،، كليلي بلچن اهود و ارتاح منج و مني 

باوعتلـه بعيون يائسـة لزمت گلبي و صحت :

انت مجاي تفهم ، اني صعب ارجعلك حتى لو سامحتك
يبقى الي صـار نار و تستعر جوايـة ، حتى لو اقنع گلبي ينسى يظل عقلي يذكرني بالصـار ، ناهيك عن فكرة اني مستحيل اترك بابا غيـاث 

صفن عليـه ثواني يهز راسه بأبتسامة ساخرة:

غيـاث :: و انه عادي تعوفيني ؟

بچيت و ميلت راسي بيأس ، همست و عيوني تستنجد بيه يفهمني :
بـابا ما اله احد غيري غياث !

عيونه جَمرن بلهيب احمر ، هز راسـه بقبول و هتف :

غيـاث :: ماشي ،، فهمتج يا بنت النـاس و يجرالج كل التردينه اعتبري كل شي بيناتنا انتهى من هالليلة .

-مشى بأتجـاه البـاب و صحت وراه :
شنـو يعني راح تطلگني ؟

وكف ثواني يفكر ، اندار يتكلم بنبرة جـامدة :

غيـاث :: مدامج ماصرتي الي فلا تتوقعين مني اخليج تصيرين لغيري ، انتِ موش تريدين تظلين يم ابوچ ، خلـص ظلي يمه وقف طول عمرج !

-راح و تركني لمعاناتي ، معركة مشاعر ما بين الحب و المنطق ، مابين الحلم و الواقع هيج ظليت انطحن ، طلعت صارو كدامي كفاية و ابويه :

سليمـان :: بشري ، شقررتي 

-باوعتله و بحشرجة همست :
قررت اختارك انتَ بابا 

بهتوا ثنينهم ، تركتهم وصعدت و بهاللحظة مثل الي ضغطت زر و جمدت كلشي بيه ، خلـص هاي الليلة اريد ارتاح من غيـاث و من اهلي و من نفسي اريد ارتاح ومثل ما گال نزار قباني :

أنا شخصيًا
أريد أن أستريحْ..
على أيّ حَجَرٍ..
أريد أن أستريحْ.
على أيّ كَتِفٍ..
أريدُ أن أستريحْ.
فلقد تعبتُ من المراكب التي لا أشرعةَ لها.
ومن الأرصفة التي لا أرصفة لها.

اندكت بـاب غرفتي اداريت على جنبي و غمضت جفوني ادعي النوم ، حسيت بيها تقربت ، مدتلي ايدها و مسحت كتفي بحنية :

كفاية :: نمتي ؟ عودين ردت احاجيج !

-مجاوبتها ، بقت واكفـة لحظات بعدين طلعت و سدت الباب وراها و اني بعد محسيت بشي استسلمت لنوم عميق و هُدنه كبيرة من كل شيء .

____ بعد مرور ايـام في مكانٍ آخر____

جـان الليل يغطي الديرة بستار اسود ، و الهوا الحـار يلفح الكـاع الرطبة ، ريحـة القصب المتعرق من نسيم الهور يتخلل لثـامـه و يعبئ انفـاسـه ، واكف على سطح مبنى مهجور وعيونـه تلمع بحدة مثل عيون الصگر وهي تتفحص ذاك المخزن القديم المليان سكراب و حديد صدئ ، هسهس بخفوت :

غيـاث :: وين يروح المطلوب النـه !

طلـع تلفونـه و كتب رسالتين الاولى راحت لصاحب الشأن أرسـله الموقع و كافة التفاصيل و شوكت يگدر يداهم بحيل صدر و يسترد حقـه بلا خسـائر ،

امـا الرسـالة الثانية كانت لصاحبة قلبه ، محتواهـا كان 
"وعـد الحُر دين و انه عد وعدي الچ "

اغلق تلفونـه و سحب آخر نفس من جكارته ، رماها وداس عليها و هرول بأتجـاه انبوب تصريف انزلق عليهِ بخفة و قفز للشارع و هو يتلفت و يتأكد من خلو المكان ولمن تأكد ماكو و لا طير بالشـارع ركض بأقصى سرعته راجع لحيـاته الاخرى .

______ود______

مَرت ايـام ، الوضـع هادئ نسبياً لولا قلق كفاية من جية حمدان هو و عريس الغفلة الجايبه الها ، بعدما هددها بصريح العبـارة اذا عاندت او فشلته راح تلكى مصير أسود ، يمكن بهالكم يوم خسرت نص وزنها جراء القلق صافنة عليها شلون تراوح بمكانها و تاكل بأصابيعها ، ضحكت :

التفت عيونها ناحيتي و صاحت ممتعضة :

كفاية :: اضحكي ،، اضحكي الايده بالثلج موش مثل الايده بالنار 

-هتفت بلهجة ممازحـة :
بس النار الانتِ بيها لذيذة لا تنكرين هالشي 

جاهدت تخفي ابتسامة و شغف بعيونها واضح :

كفاية :: چبي ولج شنهي قصدج ؟

-اشرت على حلكي و كأنه اسد سحاب :
خلص سكتت لا تكتليني 

لحظـات و صارت هوسـة بالمكان ، طلعنـا اني وياها صار بابا بوجهنـا مخبوص دا يلبس جناده  

كفاية :: وووين رايح بهالليل ؟

-بابا لا تگول عندك تسليم ، انت وعدتني بعد متخش بهاي المعمعة بعد .

سليمـان :: ميلن عن طريجي ، يا تسليم يا بطيخ ولچن البضاعة لكيناها ، رايحين نجيبها 

نشغت كفاية برجيف :
كفاية :: صدك تحجي ، وييين لكيتها گلي

-دخلوا خنجر و فخري متسلحين و متأهبين 
خنجر :: حجي الجمـاعة جاهزين و كلهم سلّحتهم 

سليمان :: عاشت ايدك ، طلعوا جدامي و انه وفخري وراكم 

خنجر :: تم حجي 

-لحظات سريعة كلنا انخبصنـا بيها ، قبل لا يطلع بابا امسكت بذراعـه عمتي :

كفاية :: منهو الدلاك عليها ، ولك اخافن واحدهم ناصبلك كمين.

سليمـان :: موش فخ يا مرة ، فاعل خير دلاني و حتى ابرد گلبج ودالي تصوير شلون المخزن متروس ترس بصناديجنا

لمعن عيونها بخوف ، همست:
كفاية :: آمانة يخوي ترجعلي سالم ، متانيتك بيدك تسلملي اله 

-خلى ايده على ركبته و هتف :

سليمـان :: بهالركبه لا تشيلين هم ، جلال و چم ازلمة خليتهم يمچن و حرصت ما يخلون حميدان يدش و انه ما موجود .

-آني بهيج مواقف ، اتجمّد و بس عيوني تصب بغزارة ، چنت خايفة على بابا كولش بنفس الوقت گلبي بارد واحس هالروحة بيها مصلحة ، اقترب مني بابا و باس جبيني 

سليمان :: بنيتي الذيبـة لا تبچين سويعة زمـان و رادلكم بأذن الله 

-همست بحشرجة :
الله يردك بالسلامة بابا حبيبي

ودعنـا بأبتسامة و اخذ فخري و راح ، ركضت كفاية ذبت مي وراهم و ظلينا نندعي تمّر هالليلة سلامـات 

صـعدت لغرفتي ادور على تلفوني ، من اتوتر عندي لعبـة اظل العب بيها ، شلت لگيت رسالة من عنده من بعد غياب لأيـام كاتبلي بيها :

غيـاث :: وعـد الحُر دين وانه عد وعدي الچ 

-مافهمت و لا ربطت السـالفة بس اشتاقيت اسمع صوته و الوذ بلهفته مثل كل مرة اخاف بيها و يطمني اتصلت و برنة ثانيـة يلا جاوب :

-هلـو غياث 

غياث :: هله بجرحي المـا يطيب 

-سكتت شويـة ، اجـه صوته بسؤال رسمي :

غيـاث :: احجي شمالج ساكته ، رايده شي محتاجة شي بويه ؟

-لا بس ،، رسـالتك ما فهمت معناها 

ضحك بخفوت و أسترسل :

غيـاث :: بعدين تعرفين اذا موش هسه فبعد كم سـاعة 

-هممم 

غيـاث :: هااه ، شو تهمهمين 

-هااه لا ، ماكو شي تصبح على خير 

غيـاث :: اكفي احاجيج 

-تفضل 

غيـاث :: اهيسج قلقه ، خايفـة، كليلي صاير شي 

-شلون عرفتني خايفـة ؟

غيـاث :: افااا ، آنه حافظج مثل خطوط الايدين حتى النفس اليطلع منج حفظته 

-بچيت متحملت

غيـاث :: خربنه ، هساع ليش تبچين ؟

-خايفة على بابا 

يقلّد على صوتي بتلاعب :

غيـاث :: شبي بابا ،، هالخربها و كعد على تلها

-غياااث عفيةةة لا تسوي هيچ بابا شعليه

غيـاث :: خرب عمييي لا تنوصين هيچ 

-حروح احسن 

غيـاث :: تعاااي ، احجي شبيج ؟

-بابا اجتـه رسـالة من فاعل خير 

غيـاث :: فاعل خير ! خرب عمـه اذا يفعل خير بعد

-هاي شبيك خليني اكمل .

غيـاث :: كملي بويه كملي 

-اي فاعل الخير لكاله البضاعة المسروقه و قبل شويه راحو يجيبوها.

قهقـه بضحكة رجولية ذَوبتني :

غيـاث :: صدك لو گالوا حَمـد شابع فشك و حمود شابع صيت !

-صفنت على كلامـه و توني بدأت اربط الاحداث و رسالته
و الگلام الگاله اليه سابقاً من گال ارجعلج حك دموعج ورجفتج همست بتلعثم :

هاي انتَ ؟

غيـاث :: هاي انه يا آنه و كلشي بيـه ، شخليتي بيه ؟
موش انه الذبيت روحي چتيل سنين خاطر امنع هالشغل الاسود شوفي شعملتي بيه وين آنه ؟
گليلي وين آنه ؟

-بدموعي و لهفة گلبي لساني جاوب :
انتَ بروحي ساكن
بعقلي تعـوم
بگلبي عايش 
بمسام جلدي ، بضحكتي و بالدمعـة الهسة دا ابچيها 

غيـاث :: و يلوموني واحسك تكبر بروحي ويلوموني
وانا بلا شوفتك شينفعن عيوني
يا شوكَي وفرحتي ودنياتي ولوني
وعذابي ولوعتي وشكواي وظنوني
يا خيعونك علي وبيك خيعوني

و آني خليتهم و اجيت 🗡️🥀


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1