رواية زواج حياة الفصل الثاني بقلم جمانه السعيدي
حياة... حياتنا كانت مستقره وماناقصني غير تجيني قسمه زينه وازوج حالي حال كل البنات
إلى أن يوم من الايام رجع ابوي تعبان من الشغل
بهذا اليوم كان شكله مو عادي
وجه اصفر وشفايفه يابسه وحتى كلام مايكدر يتكلم
طبعا هو يرجع قبل المغرب بربع ساعه
كعد وكال اني اليوم كلش تعبان اريد مي اشرب
جبتله مي وامي لزمت ايده وكعدت تفرجله وتسئله
كعد شويه شرب ماي اني واكفه بصفه وعيني علي
رفع عينه يباوع عليه
وراسا مال وهو كاعد وتمدد وجسمه ثلج
امي عاطت بصوت عالي وحاولت تكعده بس ماتكدرله
طفرت لبست عبايته وطلعت تركض للشارع
تريد سياره حتى اتنقله للمستشفى
اني كعدت بصفه واحجي ويااا
جمانه السعيدي
يابه حبيبي شبيك حاجيني ليش ماترد عليه
اول مره بحياتي اشوف ابوي هيج
ماجاي اعرف شبي كلشي خطر ابالي بس ماخطر ابالي
أن ممكن يكون مات
اني اصلا مااعرف الموت شنو
ولا عمري شفت ميت بعد اكثر من ربع ساعه امي رجعت
وياها سايق
عاطت عليه بصوت عالي البسي عباتج وكابليني خل انشيل ابوج وناخذه للمستشفى
امي بس حركته وشافت جسمه مثلج عرفت هو مات
راسا دموعها نزلن بس جانت تغالط نفسه
وتكابر وتكول لا بلكت اني متوهمه
دخل السايق حتى يشيله ويانه
بس قرب علي كال لا حول ولا قوة الابلله الحجي ميت
امي جانت بس دموعها تنزل
من سمعت السايق كال ميت صار البجي بصوت عالي
شلنا احنا التلاثه ودخلنا للسياره
واني عيني علي واكول هو السايق شمعرفه قابل دكتور
عيني على ابوي ولازمه ايده وافرك بيه
واكول هسه يكعد ويحاجينا
وصلنا للمستشفى ودخلنا اجا الدكتور فحصه وكال
البقيه بحياتكم الحجي صار اكثر من ٤٥ دقيقه ميت
امي كلبت المستشفى بلعياط
واني بس واكفه ماعندي اي ردت فعل لا ابجي ولا اعيط
ولا اعرف شسوي
مااعرف هذا واقع لو حلم شلون بابا مات
امي كامت تنعى وتعيط بصوت عالي رج المستشفى
والناس اجمعت علينا
...وين عايفنا نسوان ومالنا احد
حياة منو الها المددله شلون راح تعيش من دونك
اذا تعبان ارجع وبعد لا تشتغل
بس حسك بلدنيا كله
نمشي بزودنا بوجودك جنت عاليه بعلو الثريه
وصرت كاع يل تسئل عليه
كل هاي الاحداث واني واكفه واباوع ومااعرف شسوي
عقلي مايقبل يبرمج الموقف
الصدمه مسيطره عليه
بدو يكملون اجراءات الوفاة لحكونا ثنيين من الجوارين
وامي كاعده بمكانه وتبجي
رفعت راسه وشافتني واكفه اشرلتي
قربت عليه اخذتني بحضنه ورجعت تبجي مره ثانيه
الجوارين اقترحو نعوفه بثلاجة المستشفى للصبح ونروح ندفنه وحتى هم اقاربه يجمعون ويكون عدهم علم
واني وامي رجعونا للبيت
بس وصلنا للبيت امي رجعت تعيط بصوت عالي
وجمعو الجوارين علينا
اني مااعرف شبيه ليش مشاعري هيج اجمدت
رافضه فكرت موت ابوي نهائيا
جمانه السعيدي
مانمنا للصبح امي تبجي واني كاعده يمه واباوع عليه
الصبح الجوارين واقاربنا راحو جابو الجنازه من المستشفى
واجو علينا اخذونا اني وامي وخالتي
رحنا وياهم بس وصلنا وغسلو واخذو يدفنو واحنا وياااا كل الي عدا كوم ولحظه الي شفتهم يشمرون التراب على ابوي كوم ثاني
هنا حسيت بلضياع وانفجرت من البجي
صعب تشوفين انسان عزيز عليج يخلونه بحفره ويدفنو
كمت اعيط بدون وعي واملخ بوجهي
خالتي وامي يردن يلزمني ماكو
اصرخ واحس الصوت يطلع من كلبي
اريد ابوووي
اريد ابوووي ليش ادفنوووو
رجعنا للبيت واني احس نفسي حيل تعبانه وضايعه
العزا بقا اتلث ايام ورجع البيت فرغ علينا
مانعرف شنو مصرينا
وشنو منتضرنا
وشلون راح نعيش مره ماعدها خبره بلحياة
وبنيه مدلله شلون راح نعيش وشلون ندبر امونا مااعرف
امي اثر هاي الصدمه ضربه سكر ماكنا نعرف شنو السكر
اصلا امي استهزئة بلدكتور
وماقبلت تشتري علاج
جمانه السعيدي
للاربعين واحنا الجواربن والاقارب حايرين بعيشتنا
يسوكون ويدزولنا
بعد الاربعين امي قررت ماتكعد عده
اذا كعدت عده شلون راح نعيش
لازم تطلع تفتح بسطية المخضر حتى نعيش إلى متى
راح تبقى الناس متحملتنا
بس كانت اكو مشكله وحده
كانت تفكر بيه وين ابقى
تخاف عليه ابقى بلبيت وحدي ومااتامن تعوفني يم الجوارين
وبيت خالتي بعيد علينا
ماكو غير تاخذني وياها حتى اكون كدام عينه
خصوصا هي راح تغيب كل النهار برا
وراح تكون بعيده عليه وماراح تكدر تطمن عليه
طلعنا للشغل امي لابسه عبايه وجواريب ثخان وخاله نكاب على خشمه وحلكه بس عيونه طالعه ولا بسه جفوف
ماتريد احد يحجي علينا بعد وفاة ابوي
واني لابسه عبايه وجواريب ثخان وبوشيه وجفوف
حتى لحد يشوف شكلي
رحنا الحجي رحيم وامي عرفته عليه وطلبت منه
ينطيه مخضر على التصريف
ويصبر عليه لمن تبيع وتسدد
حجي رحيم رجال عمره تقريبا ٥٥ طوله ١٦٥ جسمه تارس
صاحب كرش شكله جدا عادي لحيته وشعره اشيب
لابس دشداشه وجراويه
حجي رحيم... اهلا وسهلا بيج ام حياة البقيه بحياتكم
الله يخلف عليكم
امي...رحمه والديك حجي
حجي رحيم....اليوم المسواك على حسابي روحي بيعي
واسترزقي بثواب ابو حياة
والمره الجايه راح تاخذين مسواك على التصريف
امي رحمله والديك الله يرزقك من أوسع الأبواب
فعلا طلعلنا من كل صنف صندوك ووصا العمال يوصلوهن
للمكان الي بي البسطيه
هذا الحجي كله واني واكفه ورا امي مثل الخيمه السوده
كلشي مامبين مني ولا حجيت ولا طلع صوتي ابد
رحنا كعدنا نبيع الحمد لله رب العالمين رزقنا بيومها
بقا عدنا شويه مخضر أخذنا ورجعنا بي للبيت
جمانه السعيدي
تعشينا وغسلنا ملابسنا وسحبنا ونمنا
وثاني يوم طلعنا ويه السواق حتى نببع مخضر على باب الله
رحنا الحجي رحيم ونطانا مخضر
واخر النهار من نخلص نروح نسدد وناخذ الفلوس الي نحصله وباقي المخضر ونرجع للبيت
امي كانت تخليني طول الوقت كدام عينه
مو قلة ثقه بيه
بس حرص وخوف من الناس وكلامه
بعد اربع أشهر الجو حر حيل وكمت مااتحمل كعدت الشارع طول النهار وخصوصا واني مغطيه جسمي
وامي ماتقبل تعوفني بلبيت وحدي
واني هم اخاف عليه لان بدت تتعب من هذا العمل
خصوصا وهي عدها سكر
وصاحب السكر يكون تعبان على طول
بيوم من خلصنا بيع ورحنا نسدد فلوس المخضر الحجي رحيم
بس وصلنا امي كانت بيومها حيل تعبانه
راسا باب مكتب حجي رحيم ووكعت من طوله
جمانه السعيدي
بس شافه الحجي طفر من مكانه
اني رفعت البوشيه من الحر وجهي صاير احمر
اني والحجي دخلناها جوه كبال المبرده
والحجي بنفسه جابله مي بارد
اني اخذت المي كلما اريد ادنك اغسل وجه توكع البوشيه على وجهي نزعت وشمرته
غسلت وجه امي وشربته مي رفعت راسي لكيت الحجي يباوع عليه ومركز حيل
لميت عباتي ودنكت
حياة....هااا يمه حبيبتي شلون صرتي
الحجي.. هاي الحاله تجيه من زمان
حياة...لا هاي اول مره لان عدها سكر وماتاخذ علاج
الحجي...ليش ماتاخذ علاج
حياة...ماتقبل
الحجي...باجر اني اخذه للدكتور على حسابي لازم تنتبه على صحته
شويه وامي انتبهت وكالت يله نرجع للبيت اذا نتأخر مانلكه سياره بعد
الحجي...اني اوصلكم
امي...مانريد نتعبك حجي رحمله والديك
الحجي كل تعب ماكوووو
