![]() |
رواية حب من اول نظره الفصل الثاني بقلم سلمي عصام
بيعدي عشر سنين من الموقف دا، بيكون واقف على النهر وماسك حجر في إيديه، بيفتكرها لما كانت بتقوله لو حسيت إنك مدايق امسك حجر وبكل قوتك ارميه لأقصى حاجة في النهر. كان بيعمل كدا، مسك أكتر من 100 حجر بس النار اللى في قلبه لسه قايدة.
صرخ وائل باسمها:
- ملكككككككك.
بتنقسم الشاشة بين وائل اللى بينادي عليها وبين ملك اللى لفت مرة واحدة حاسة كان في حد بينادي عليها.
بتكبر الشاشة على ملك:
- مالك يا ملك، فيكي إيه؟
ملك:
- حسيت بحد بينادي على اسمي.
تقي:
- ياااه أنتِ من زمان كدا شوية، حسيت بحد بينادي عليا، حسيت بحد مش عارفة إيه ومش عارفة إيه.
ملك:
- معقول يكون هو؟
تقي:
- مستحيل يا بنتي، دي عشر سنين، أكيد دلوقتي حب وجايز يكون اتجوز وخلف.
ملك:
- اسكتي يا بومة، بعد الشر، اسكتي.
تقي وهي بتغمزلها:
- بتغيري يا بطه، مش قولتي إنكم أصحاب، بس إيه بقا جو الغيرة دا؟
ملك:
- تقي هانم، ابعدي عن خلقتي وبطلي شوية رواية خيلتني بيها.
تقي:
- بقا كدا طيب، هبعد عنك يا ختي، بس الباسبور المزيف بتاع السفر مين غيري هيعمله؟
ملك:
- تقي يا حبيبتي قلبي، أنتِ عارفة إني محتاجة الباسبور علشان أقدر أسافر بيه صح؟ وكمان عارفة إني بخاطر بحياتي وبعاند بابا وهسافر من وراه، وكمان عارفة إنه مش عايزني أسافر وأفضل عايشة هنا في أستراليا لحد ما أموت.وكمان عارفه أنه مم
تقطعها تقي وهي بتقول:
- إيه راوتر شغل إيه في إيه؟ اسكتي شوية، مبتاخديش نفسك وأنتِ بتتكلمي، وأنا عارفة كل حاجة. اتزفتي، خدي الباسبور وابعدي أنتِ عن خلقتي.
بتاخد منها الباسبور بسعادة، بتحضنها وبتقعد تبوس فيها ملك، وهي بتبوسها من خدها:
- بحبك والله يا توتا، بحبك، بحبك، بحبك.
تقي وهي بتمسح وشها:
- حبيبتي وأنا كمان بحبك، بس من غير بوس، الله يخليكي، أنتِ عارفة إني بكره حد يبوسني.
ملك:
- خلاص يا ستي، حقك عليا.
نروح عند وائل اللى واقف عند النيل بعد ما صرخ باسم ملك.
وائل بصرخ:
- عشر سنين، عشر سنين وأنتِ بعيدة عني. عشر سنين وأنا مدمر. كل يوم بقول هشوفك باجي كل إجازة على أما أني أشوفك أو أتكلم معاكِ، بس للأسف بيخيب أملي. فين كلامك ليا إنك هتستنيني؟ ولا دا كان كلام وخلاص؟
(بيمشي ويقف عند الشجرة)
- أهي شجرة صداقتنا. فينك يا ملك؟ وحشتيني. ليه فراقك صعب كدا؟ أرجعيلي يا ملك، أرجعيلي علشان تعبت من غيرك. أنا تعبان بجد من غيرك يا ملككك.
بينزل على الأرض ويسند ضهره على الشجرة، بيتخيلها قدامه بتلعب وهو بيجري وراها. كان قاعد يتفرج على نفسه وهو صغير وهي كمان.
وائل الصغير:
- استني يا ملك، أنتِ كسبتي عليا، اقفي بقا تعبت من كتر الجري.
ملك:
- يلا يا وائل، بطل تكون كسلان كدا.
وائل الصغير بغرور:
- يابنتي احنا اللى صنعنا الكسل.
ملك:
- بقا كدا طيب، أنا هجري لوحدي.
بتجري ملك وبتختفي عن عيون وائل الصغير، بيدور عليها وائل وهو مش لاقيها، بيقعد يعيط ويصرخ على اسمها بس مفيش رد.
بيشوفه وائل الكبير وبيروح عنده:
- مالك يا وائل؟ بتصرخ ليه؟
وائل الصغير:
- ملك تاهت مني، مش لاقيها.
وائل:
- هي قالتلك تيجي وراها بس أنت مسمعتش الكلام وسيبتها تمشي. مكنش ينفع تسببها تمشي، ليه تعمل كدا؟
بيعيط وائل الصغير:
- مكنتش أعرف أنها هتمشي وتسيبني.
بيقطع صوت عياطه صوتها:
- وائل.
بيبص كل من وائل الصغير ووائل الكبير، بيجري وائل الصغير على ملك:
- كنت فين؟ افتكرتك مشيتي وسيبتيني.
ملك:
- أنا كنت متسخية منك علشان قولتلك تيجي معايا وقولت لا، قولت أخوفك عليا بس لما لقيتك بتعيط جيت على طول.
بيقرب وائل الكبير منهم وبيقف قصد ملك، بيحط أيده على وشها:
- روحتي فين يا ملك وسيبتي وائل؟ وائل من غيرك ولأ حاجة. ليه مشيتي وبعدتي؟ روحتي فين؟
بيغمض عينيه وبيفتحها، مش بيلاقي حد، بيلف بوشه في كل المكان بس مفيش حد. عرف وقتها أنه رجع اتخيلها تاني وأنها مش حقيقة.
بيقول بهمس وهو مغمض عينيه:
- ملك.
بتحس هي بنغزة في قلبها وحزن غريب. بتحط إيديها على وشها بتلاقي دموع.
ملك:
- هو في إيه؟ وايه الدموع دي ليه؟ حاسة بحزن شديد وعايزة أعيط، ومن غير ما أعيط في دموع نازلة من وشي.بس من غير اي انذار مني أنها تنزل
بيجي الليل، بتكلم ملك تقي:
- ايوه يا تقي، جاهزة دلوقتي؟ أنا هنزل ومعايا الحراس، أول ما أوصل أنتِ عارفة هتعمل إيه؟
تقي:
- جهزتي شنطتك والحاجات اللى هنحتاجها؟
ملك:
- كل حاجة جاهزة يا كبير، بس في مشكلة، هطلع الشنطة ازاي؟
تقي بتفكير:
- امممم، سيبيني أفكر كدا.
بتسمع تقي صوت سهيلة وهي بتنادي على ملك:
- ملك هانم، صلاح بيه بيقولك انزلي علشان تأكلي.
ملك:
- حاضر يا سهيلة.
بتمشي سهيلة، بس بتوقفها صوت تقي اللى بتقول:
- ملك، بسرعة، ادي التلفون لسهيلة.
بتاخد سهيلة التلفون من ملك باستغراب، مين اللى هيكلمها دلوقتي؟
- الو؟
تقي:
- الوو يا سهيلة، أنا تقي معاك.
سهيلة:
- افندم يا هانم.
تقي بحزن:
- شايفة يا سهيلة، بقول لملك تجيب الشنطة بتاعتي بتاعت السفر، كنت جايبة فيها هدايا معايا، بقولها تجيبها معاها، بتقولي لا تقيلة ومش هعرف أنزلها، واللي عايز حاجة يجيبها، هو يرضيكي كدا يا سهيلة؟
سهيلة:
- لا يا هانم، ميرضيش.
تقي:
- طيب ممكن أطلب منك طلب؟
سهيلة:
- إيه هو؟
تقي:
- ممكن تاخدي شنطة السفر بتاعتي وتحطيها في شنطة العربية؟
سهيلة بشك:
- حاضر، وأمرك لله، مع أني مش مرتاحة ليكم، ولا تكونش دي خطة جديدة علشان الست هانم ملك تهرب وتسافر؟
تقي بحزن مزيف:
- كدا يا سهيلة، يعني أنتِ بتعملي كدا علشان متشليش الشنطة؟ خلاص، مش عايزة حد يجيبلي حاجة، أنا هاجي أخذها، وشكرا ليكم جدا.
سهيلة:
- خلاص يا هانم، متزعليش نفسك، أنا هنزل الشنطة العربية.
بتاخد ملك التلفون وبتكلم تقي:
- يا خلاثيييييي على حبيبي الذكي يا ناس!
تقي بغرور:
- احم احم احم، مش بحب أتكلم عن نفسي كتير، ويلا يا زفته، معنديش وقت، حمودي كلها ساعتين وجي ، وأنا عايزة أقابله وأنا متشيكة، اخلصي وتعالي بقا.
وبتقف تقي في وشها قبل ما تكمل كلام ملك:
- عليا الطلاق البت دي مجنونة بقا بتقفل في وشي السكة علشان حمودي يعني كدا بتفضل خطيبها على صديقتها، ماشي يا تقي الكلب، أما أشوفك هاكل لح.
وقبل أن تكمل كلامها، بتسمع صوت أبوها بينادي عليها:
- ملكككككك.
بتخاف ملك جدا:
- أكيد دلوقتي شاف الشنطة وعرف فيها إيه يعني، خلاص اتكشفت، الله يخربيتك يا تقي الكلب.
بتنزل ملك السلالم بخوف، بتلاقي أبوها قاعد مستنيها، بتدخل ملك أوضة الطعام.
- ازيك يا احج، كنت بتنادي عليا صح؟
صلاح:
- كل دا تأخير على الأكل؟ أنتِ عارفة إني عندي اجتماع وإني مش باكل غير بوجودك.
بتحمد ملك ربنا أنه معرفش بحوار الشنطة، بتروح تعتذر ملك من أبوها وبتقعد تاكل معاه. بتخلص أكل، بتقوم علشان تمشي.
- خلي بالك يا ملك، إن كل العيون عليكي، ومتحاوليش إنك تهربي ولا إنك تنزلي القريه، علشان لو حاولتي همنعك.
ملك:
- معليش يا صلاح بيه، مش باخد بالي من التهديد، ومش هبطل أحاول سلام
كان بتكلم في التليفون وائل:
- متقلقش ساعتك، محدش فيهم هيعرف أنا مين، كل اللى في القريه عارفين أني واحد منهم اسمه عمره محدش عارف أني الرائد وائل نصار.
اللواء حمدي:
- طيب كويس يا وائل، احنا لازم نعرف هما بيخططوا لإيه بالظبط وإلا البلد كلها هتضيع.
وائل:
- تمام ساعتك، تؤمرني بحاجة تانية؟
اللواء حمدي:
- لا يا بطل، يلا ربنا معاك، سلام.
بيقفل وائل مع اللواء وبيطلع صورتها والفراشات حواليها:
- أنا اتحرمت من شوفتك بسبب دراستي ومستقبلي، واتحرمت من الأماكن اللى بتجمعنا بسبب برضو دراستي. كنت باجي كل إجازة بس مع ذلك كنت بحس إني محروم منها. وبعد ما خلصت دراسه شغلي اللى منعني أني اجي القريه غير برضو في الإجازات والإجازات دي يوم أو يومين بس. دلوقتي شغلي خلاني اجي قرية هارون
الي جمب قريتنا الي بيفصلها عن قريتنا النهر . وانا هنا علشان اقبض على أخطر عصابة. تعرفي أني وصلت لحلمي اللى حكيتلك عنه وأنا دلوقتي رائد في المخابرات.
بيقفل وائل التليفون وبيحطه في جيبه وبينام على الأرض وبيبص للنجوم:
- هتيجي إمتى يا ملك؟
بتركب ملك العربية وراها أسطول من الحراس. بتوصل المول بتدخل تلاقي تقي واقفة في وشها:
- كل دا تأخير يا أستاذة؟
ملك:
- حقي عليا يا تقي، آسفة.
تقي:
- طيب يلا بسرعة.
بتدخل ملك وتقي محل ملابس حريمي، وبيكون وراها خمس حراس.
ملك:
- إيه هتدخلوا ورايا جوه كمان؟
واحد من الحراس:
- دي أوامر يا هانم.
ملك:
- بس دا مينفعش، في ستات جوه وأكيد في ناس بتغير، مينفعش تدخلوا. استنوا هنا وأنا هخلص وجاية.
بتدخل ملك وتقي جوه، بتخبط ملك وتقي إيدهم في بعض بإبتسامة.
تقي:
- الخطه الأولي نجحت.
ملك:
- يلا بسرعة، هاتي النقاب والبسي.
بتلبس تقي وملك النقاب، وبتخرج بتلاقي الحراس واقفين. بتمشي وبتكون خايفة تتكشف أو حد يحس بيها. بتمشي وبتخرج برا المحل ومحدش حس بيها. بتجري هي وتقي على العربية، بتاخد الشنطة وبيجروا. بتركب عربية تقي وبتمشي بيها.
بيعدي وقت كبير والحراس مستنيين ملك.
واحد منهم:
- أنا حاسس إنها مش جوه.
الشخص التاني:
- واحد فينا يدخل يشوفها.
بيتسلل واحد منهم للداخل، بيدور عليها بس مش موجودة جوه. بيطلع يجري وبيقولهم:
- دي هربت.
بيطلعوا الحراس يجروا بيحاولوا يلحقوها... ووووو.