رواية الجانب المظلم للبولوجر الفصل الثاني 2 بقلم هاجر نور الدين

 



رواية الجانب المظلم للبولوجر الفصل الثاني بقلم هاجر نور الدين

_ لو مجيتيش النهاردا قصر البارون أنا اللي هجيلك.

إتخضيت، وحسيت برهبة وخوف فظيع،
بدأت أحس إني محاصرة من كل حِتة.

خوفت من الرسالة ورميت الموبايل من إيدي،
حاولت أعدي باقي يومي بشكل طبيعي.

ولكن طول الوقت بفكر في الرسالة وبتابع الساعة بعيني،
بالليل كانت الساعة 10، كنت قاعدة بتعشى مع أختي.

عيني كانت على الساعة اللي على الحيطة،
كنت بقلب في الأكل بلا هدف وبتوتر.

إتكلمت أختي بتساؤل وهي ملاحظة توتري وقالت:

_ مالك يا حبيبة في إي؟

بصيتلها بإنتباه وقولت:

= ها، لأ مفيش حاجة.

إتكلمت بعد ما سابت المعلقة من إيديها وقالت بشك:

_ لأ في حاجة يا حبيبة قولي، من إمتى وإحنا بنخبي حاجة على بعض؟

سيبت المعلقة أنا كمان، بدأت أمسح حبات العرق اللي ظهرت من التوتر.

بعدين إتكلمت بتردد وقولت:

= هو مش عارفة في إي بالظبط بس يعني حاسة إني مش مرتاحة.

إتكلمت بتساؤل أكبر وقالت:

_ مش مرتاحة لـ إي بالظبط؟

فضلت ساكتة ثوانٍ بحاول أجمع الكلام اللي يتقال،
ولكن لقيت إني مش هعرف أقولها، أقولها إي أصلًا؟

لما صمتي طول إتكلمت سما بتساؤل وقالت بقلق عليا:

_ ما تتكلمي يا حبيبة في إي بالظبط اللي مش عارفة تقوليه قلقتيني؟

بصيتلها وغصب عني دمعت من كتر التوتر اللي أنا فيه وقولت:

= أنا خايفة بصراحة يا سما، أنا حاسة إن في حاجة وحشة هتحصل.

قامت من مكانها وجات على الكرسي اللي جنبي بعد ما كانت قدامي وحاوطط دراعها بكتافي وقالت بقلق أكبر:

_ إهدي بس، إي اللي مخليكِ تحسي كدا؟

قعدت أترعش وأنا ببص للساعة وقولت بخوف بعد ما رجعت نظري ليها:

= أنا مش عارفة اللي دخلت نفسي فيه دا إي بالظبط، بس أنا عملت إتفاق مع حد إنهُ يزودلي المتابعين فوق المليون وفعلًا في ليلة واحدة بس بقى عندي ملايين، ولكن مكنتش واخدة بالي إن لكل حاجة تمن وهو طلب مِني التمن دا إني أروح قصر البارون الساعة 11.

بصتلي أختي بإستغراب وقالت بعدم فهم:

_ إي اللي بتقوليه دا يا حبيبة مفيش حاجة إسمها كدا،
حبيبتي إنتِ ممكن تكون أعصابك تعبانة بس، متمشيش ورا الهواجس اللي بتجيلك دي ولا تروحي في حِتة.

هزيت راسي بموافقة وكملت كلام:

= ما أنا عملت كدا وفضل إسبوعين بحالهم يطلب مِني أروح وأنا متجهلاه لحد النهاردا جالي صيغة تهديد وهو بيقولي لو أنا مروحتش هو اللي هيجيلي.

فضلت سما ساكتة شوية باصة في ملامح وتعابير وشي وبعدين إتكلمت بهدوء:

_ حبيبتي إنتِ محتاجة هدنة وفترة ترتاحي فيها،
متخافيش مفيش حد هيقدر ييجي ولو فعلًا في حد بيهددك خلينا بكرا الصبح إن شاء الله هنروح نعمل فيه محضر وبلاغ في القسم، متخليش حد يخوفك بالشكل دا وريهولي كدا.

فتحت موبايلي بخوف وفتحت الإنستجرام،
ولكن هنا كانت الصدمة!

مفيش شات أصلًا!!!
قعدت أدور يمين وشمال وتحت وفوق وأبحث عنهُ في السيرش مفيش ليه وجود!

إتكلمت بصدمة وقولت:

_ إزاي، والله كان موجود يا سما والله ما بكدب!

إتنهدت أختي وقالت وهي بتطبطب عليا وبتحاول تهديني:

= حبيبتي أنا هديكِ مهدء عشان تهدي أعصابك شوية وهخرجك بكرا أوعدك عشان ترتاحي شوية وتفضي دماغك، عادي ممكن من كتر الضغوطات والتركيز الشديد يتهيألنا حاجات كتير ممكن تحصل وهي مش بتحصل في الحقيقة.

قومت وقفت بإعتراض على كلامها وقولت بإنفعال عليها برغم إن مالهاش ذنب:

_ سما أنا مش مريضة نفسية عندك، بقولك كان هنا والله، طيب بالنسبة للملايين اللي جاتلي فجأة؟

قامت وقفت هي كمان وإتكلمت بنفس الهدوء وقالت:

= جاتلك عشان الناس بتحبك يا حبيبة مش عشان حاجة تانية، إنتِ بطلي توهمي نفسك وبداية العلاج من اللي إنتِ فيه دا هو الإقتناع بإن مفيش حاجة موجودة، ممكن تهدي بقى!

بصيتلها وأنا عيوني مش راكزة، رايحة جاية بتوتر،
بصيت ناحية الساعة كانت تخطت 10 ونص.

كنت حاسة إني ضايعة، تايهة، هتجنن!

إتكلمت أختي من تاني وقالت وهي بتشدني من إيدي:

= تعالي يا حبيبتي هديكِ مهدء تهدي شوية وتنامي ومفيش حاجة هتحصل متخافيش ومفيش حد هييجي زي ما بتقولي مفيش غيرنا أهو والباب مقفول كويس وإحنا في آمان.

مشيت وراها مسلوبة الإرادة، 
كنت محتاجة أصدقها فعلًا عشان أتطمن وأعرف أنام.

قعدتني على سريري وأدتني برشامة قالتلي أجطها تحت لساني ومفعولها قوي هتنيمني لحد الصبح نوم عميق وفوري.

فعلًا حطيتها تحت لساني ونمت على السرير وسما فضلت جنبي، أنا عيني كانت على الساعة اللي على الحيطة وهي خلاص فاضلها أقل من 10 دقايق وتتم 11.

روحت في النوم ببطء مع حركات عقرب الساعة،
والصوت بتاعهُ كان أخر حاجة رنت في وداني قبل ما أغمض.

وفجأة برضوا كان أول حاجة رنت في وداني وأنا بفتح عيني وكأن جفوني ماليش تحكم فيها.

الساعة كانت 11 بالظبط، شايفة بجنب عيني أختي وهي بتقفل الباب وراها وهي معاها مكالمة.

كنت عايزة أنطق وأصرخ عشان ترجع،
ليه أصرخ؟

عشان شوفت حد مطموس الملامح واقف في ركن في الأوضة،
بدأ يقرب أكتر وأكتر ناحيتي.

كل ما بيقرب كل ما بتوضح ملامحهُ،
خيال إسود طويل جدًا، وبيتضائل مع القرب.

لحد ما بقى واقف قدامي بالظبط وبقى في طول شاب عادي.

ملامحهُ وضحت شوية، كان شاب فعلًا ولكن على وشهُ غضب ربنا، إبتسامتهُ مخيفة، مرعبة، مُهلكة.

شكلهُ بشر طبيعي ولكن ملامحهُ اللي مش طبيعية،
مفيش حد وشهُ بيبث الخوف في القلب بالشكل دا.

وشهُ مش مريح إطلاقًا، عيونهُ النني بدل الإسود أحمر دموي،
قعد على الكرسي اللي جنبي مكان ما أختي كانت قاعدة.

وأنا كل دا ماليش تحكم في لساني ولا في جسمي ولا حتى في جفوني مش عارفة أغمض ولا أتكلم ولا أتحرك.

إتكلم وقال بتساؤل:

_ مبسوطة لما جيتلك بنفسي؟

كنت بصالهُ برعب، بترعش من التوتر ودقات قلبي السريعة.

إتكلم من تاني وقال بتصنع الحزن:

_ ليه مصممة تخليني أئذيكِ؟
ليه مصممة تنقضي الإتفاق؟

دموعي بس اللي كانت بتتحرك على خدي من عيوني، 
حتى مش قادرة أبعد نظري عنهُ!

قرب وشهُ من وشي بإبتسامتهُ البغيضة المرعبة دي وقال بتحذير خفي:

_ المرة دي أنا جيتلك لوحدي وجيتلك في شكل تقدري تتحمليه حتى، جيتلك عشان بس أثبتلك إني أقدر أجيلك ولكن إحنا عايزينك تيجي إنتِ بنفسك عشان نستقبلك ونكمل باقي الإتفاق بشكل سليم مع بعض ويتم الترحيب بيكِ بشكل لائق.

قام وقف وإتمشى خطوتين حوالين السرير وقال:

_ للمرة الأخيرة اللي بكلمك فيها بنفسي عشان بعد كدا كائنات تانية بحوشهم عنك هما اللي هيتكلموا، تعالي بنفسك بكرا الساعة 11 في قصر البارون بدل ما هما اللي يزوروكِ وفي الأخر هتروحي برضوا.

خلص كلامهُ وزي ما ظهر فجأة إختفى فجأة،
ومع إختفائهُ قدرت أتحرك وأصرخ.

صرخت بعلو صوتي وأنا بقوم وبجري من الأوضة.

أختي قابلتني وهي جاية ناحيتي بخضة وبتقول بتساؤل:

_ في إي، إي اللي حصل؟

فضلت أعيط وأشاور على الأوضة وأنا منهارة وبقول بنبرة مش واضحة وكلام مش واضح بسبب الخوف:

= الأوضة، الشيطان.

في الأخر إنهارت في الأرض من كتر الرعب والأدرينالين والموقف اللي حصل لي.

لما فوقت كنت شايفة محلول متعلق في دراعي،
نايمة على سريري والنهار طالع وجنبي نايمة أختي على الكرسي.

حاولت أتحرك ولكن مقدرتش من تعب جسمي،
أختي حست بحركتي وصحيت وقالت بتساؤل وإطمئنان:

_ حبيبتي إنتِ صحيتي، كويسة دلوقتي؟

فضلت أغمض في عيني وأفتحها وأنا بفتكر اللي حصل إمبارح واحدة واحدة، دمعت بهدوء لإني حتى مش قادرة أصرخ وأدبدب في الارض.

إتكلمت بتعب وخوف وقولت:

= مش كويسة خالص، ظهرلي إمبارح يا سما قولتلك هيظهرلي.

إتكلمت سما وهي بتحاول تهديني وقالت:

_ ياحبيبتي مكانش في حد والله أنا قولتلك بس إن أعصابك اللي تعبانة شوية، أنا معاكِ طول الليل أهو مشوفتش آي حاجة!

عيطت وإتكلمت بتصميم أكبر:

= عشان هو إختفى قبل ما إنتِ تظهري، 
وبعدين لو مش مصدقاني إزاي هفوق من المنوم اللي قولتي عليه قوي بعدها بأقل من 10 دقايق!

إتكلمت وهي بتحاول تهديني من تاني وقالت:

_ عادي يعني ممكن ميكونش لسة إشتغل ولما إشتغل نمتي وقتي، يا حبيبتي متخليش الأفكار دي تسيطر على دماغك متخوفنيش عليكِ!

إتكلمت بتعب من كون إن محدش مصدقني ولا عندي دليل على كلامي وقولت:

= يارب أنا تعبت والله محدش مصدقني، يارب طلعني من اللي أنا فيه دا يارب.

فضلت سما تحاول تهديني وعيطت عشاني،
قامت حضرتلي فطار وحاولت تخليني آكل.

في نُص اليوم على بعد العصر كدا كنت ماسكة الموبايل وببحث عن الإتفاقات والعهود الغريبة اللي حصلت لناس من خلال الموبايل.

كنت ببحث في كل المواقع بعيد عن القصص والناس اللي بتألف عايزة آلاقي حد شبهي أو مرّ بنفس تجربتي.

ولكن بلا فايدة، لحد ما وصلت لموقع كان عن ما وراء الطبيعة ونازل فيه سؤال إي أغرب حاجة حصلتلك وفي كومنت لشخص خلاني أقرر إني لازم أروح قصر البارون النهاردا.


شكرا لزيارتكم عالم روايات سكيرهوم
تعليقات



×
insticator.com, 6ed3a427-c6ec-49ed-82fe-d1fadce79a7b, DIRECT, b3511ffcafb23a32 sharethrough.com, Q9IzHdvp, DIRECT, d53b998a7bd4ecd2 pubmatic.com, 95054, DIRECT, 5d62403b186f2ace rubiconproject.com, 17062, RESELLER, 0bfd66d529a55807 risecodes.com, 6124caed9c7adb0001c028d8, DIRECT openx.com, 558230700, RESELLER, 6a698e2ec38604c6 pmc.com, 1242710, DIRECT, 8dd52f825890bb44 rubiconproject.com, 10278, RESELLER, 0bfd66d529a55807 video.unrulymedia.com, 136898039, RESELLER lijit.com, 257618, RESELLER, fafdf38b16bf6b2b appnexus.com, 3695, RESELLER, f5ab79cb980f11d1